انتقل إلى المحتوى

المسجد

من ویکي‌وحدت

المسجد هو مكان العبادة ومجمع المسلمين. الكعبة حسب آيات القرآن هي أول مسجد على وجه الأرض. وقد تأسس مسجد النبي مع دخول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، نبي الإسلام إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. إن قبول حقيقة أن وجود المساجد ذات القباب والمآذن في نسيج المدينة لا يعني بالضرورة أن تلك المدينة إسلامية، يجعل من الضروري البحث عن علامات حياة المسلمين ونماذج المدينة الإسلامية في عناصر ومكونات أخرى لا تشكل فقط البنية المادية بل روح وهوية المدن.

المعنى اللغوي للمسجد

المسجد في اللغة يعني موضع السجود، مشتق من سجود بمعنى السجود والخضوع والانحناء. في الديانات الأخرى، يُسجد ويُصلّى في أماكن خاصة فقط أمام الله، أما في الإسلام، فالأرض طاهرة ومسجد، كما ورد في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن المسجد يُطلق على كل الأرض، وهذا من خصائص الأمة الإسلامية.

أما في الاصطلاح، فيُطلق المسجد على مكان خاص موقوف للعبادة والخضوع لله تعالى. المسجد[١] هو جبهة الإنسان التي يبقى أثر السجود عليها[٢]. في اللغة يعني موضع السجود، وفي اصطلاح العلماء، موضع السجود أينما كان[٣]. وهو من سبعة مواضع في الإنسان التي تلامس الأرض أثناء السجود: الجبهة، مقدمة القدم، الركبة، كف اليد، تلك هي مواضع السجود السبعة[٤].

وظائف المسجد

رغم أن الهدف الأساسي من بناء المسجد هو توفير مكان خاص للعبادة والتضرع إلى الله تعالى، وسبب تسميته بالمسجد هو كونه موضع السجود والتواضع أمام الله تعالى، إلا أنه لا ينبغي إغفال الجوانب الأخرى للمسجد.

بنظرة سريعة إلى تاريخ صدر الإسلام وما بعده، نجد أن المسجد منذ نشأته كان مركزاً مهماً لأداء رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومنبعاً للتحولات والخدمات وقاعدة لنقل الرسائل الإلهية. والمساجد اليوم لها نشاطات واسعة في مجالات مختلفة، وكلما تنوعت هذه النشاطات، زادت جاذبيتها واستقبالها من جميع طبقات المجتمع، خاصة الشباب، مما يؤدي إلى تعزيز المعتقدات الدينية والإيمان في المجتمع.

ورغم أن التطرق إلى كل وظائف المسجد منذ صدر الإسلام حتى اليوم لا يتسع له هذا المقال، إلا أن تقديم بعض الوظائف التي تُمارس حالياً في كثير من المساجد ليس بغير نافع.

التعليمية

في زمن ما كان المسجد هو القاعدة التعليمية الوحيدة المهمة في الدول الإسلامية. للأسف، تراجع دور التعليم في المساجد، ومن المناسب التخطيط وتنظيم برامج تعليمية مثل: تعليم الأحكام والقرآن، خصوصاً للنساء والمراهقين، والإجابة عن الأسئلة...

مكانة الجلسات العلمية والتعليمية في المسجد عند النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلى وأسمى من جلسات الدعاء، فقد ورد في الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل المسجد فوجد مجلسين منفصلين، مجموعة تتعلم وتُعلم، وأخرى تدعو الله وتتضرع إليه. فقال النبي: كلا المجلسين إلى خير، هؤلاء يدعون الله، وهؤلاء يتعلمون ويُفقهون الجاهل، وهؤلاء أفضل بالتعليم. وأنا أُرسلت لتعليم الناس، ثم جلس بين من كانوا يتعلمون.[٥]

لكن يجب التنبه إلى أن ليس كل تعليم يُنصح به في المسجد؛ فقد قال الإمام الكاظم (عليه السلام): دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسجد فرأى جماعة حول رجل، فسأل من هو؟ قالوا: علامه، قال: ما العلامة؟ قالوا: أعلم الناس بأصل العرب ونسبهم وأيام الجاهلية وأشعار العرب. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ذلك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه، ثم قال النبي: العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهن فهو فضل[٦]، أي أن هذا العلم إذا تعلم فهو حسن، وإن لم يُتعلم فلا بأس.

الثقافية

بعد الدور العبادي والتعليمي، يحتل الدور الثقافي أهمية كبيرة بين أدوار المسجد. كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعتبر المسجد بيئة ثقافية بامتياز، حتى أن بعض المسابقات كانت تُقام بحضوره وبإذنه وكان يرحب بها بصبر وسعة صدر.[٧] ورغم توسع المراكز التعليمية والثقافية اليوم، إلا أنه لا يجب إهمال هذه الوظيفة المهمة للمسجد وتنميتها. إقامة جلسات قرآنية ليلية، مسابقات، قراءة الكتب... كلها برامج يمكن تنفيذها بدعم المسؤولين المحليين. كما أن تواجد إمام الجماعة قبل وبعد الصلاة للإجابة على الأسئلة والاستشارات يهيئ ظروفاً خاصة للنمو الثقافي.

الدعوية

الهدف من الدعوة هو تنمية وزيادة المعرفة الدينية بين الناس وتعريفهم بواجباتهم الدينية والإسلامية. بالنظر إلى سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتضح:

  1. مراكز دعوية مؤقتة: كانت في أوقات وأماكن لم يكن فيها مسجد، فكان النبي يستخدم بيوت بعض الصحابة لإقامة الصلاة والدعوة.
  2. مراكز دعوية متنقلة: نظراً لتشتت قبائل العرب، كان النبي يزور بنفسه أماكن متعددة ليبلغ رسالته. واليوم بعض القرى والقبائل العشائرية محرومة من رجال الدين، ومن المناسب أن يزورهم رجال دين من المناطق المجاورة بالتنسيق مع الجهات المختصة.

المراكز الدعوية الرئيسية والثابتة

ربما لم يكن هناك أي مركز لعب دور الدعوة الإسلامية بمثل ما لعبته «المساجد»؛ فمنذ عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحتى اليوم، كان الأذان، الصلاة، الوعظ والخطابة من أهم برامج المساجد. لكن يجب مراعاة أن الوعظ والخطب الطويلة اليوم تؤدي إلى مغادرة كثير من الناس للمسجد دون فائدة، لذا يُفضل أن تكون الخطب الأسبوعية قصيرة قدر الإمكان وبشكل حواري.

في سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يوعظ بعض الأيام فقط لتجنب ملل السامعين؛ قال عبد الله بن مسعود: كان النبي يتخوف علينا بالوعظ في الأيام كرهاً للسآمة علينا[٨]. كما أوصى النبي بالتيسير في الدعوة: يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا[٩]. بلا شك، العمل الدعوي في المسجد غني بالمكونات الروحية والمعنوية، وتعاليم الله تجذب من له استعداد للهداية. كمثال: أحد الأصدقاء من الدعاة الناجحين في بداية الثورة جذب العديد من الشباب إلى حوزة علمية عن طريق المسجد، وكثير منهم يعملون الآن كـإمام جمعة ومدير ثقافي وحوزوي، وكل ذلك بفضل جذب الشباب إلى المسجد.

هنا من الضروري الإشارة إلى موضوع مهم في دعوة المسجد وهو الدعوة إلى مكارم الأخلاق. عبر التاريخ كانت تقام دروس أخلاقية فردية واجتماعية وعائلية في أوقات الفراغ في المساجد على يد علماء سابقين، ولا تزال هذه البرامج تقام في مدن كبيرة مثل: قم، أصفهان ومشهد على يد علماء، وفي مدن أصغر يستخدمون أساتذة ورجال دين ذوي أخلاق حسنة يحظون بثقة الناس. من المناسب أن تُقام هذه البرامج أسبوعياً أو شهرياً حسب إقبال الناس. كما أن عرض أحاديث ونصائح أخلاقية «دقيقة واحدة» من أئمة الهدى (عليهم السلام) وسير العلماء بين صلاتي المغرب والعشاء له أثر جذاب وفعّال.

الاجتماعية

أساس الدين الإسلام هو الاجتماعية ليخرج الإنسان من العزلة والانعزال. ولهذا يوصي الإسلام بالاعتكاف الجماعي في المسجد الجامع مع الدعاء والعبادة. من أسباب تأكيد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين على حضور الصلاة الجماعية بصفوف متراصة ومنظمة، تنمية روح التعاون بين المصلين وزيادة البعد الاجتماعي للمسلمين إلى جانب أداء العبادات.
هذا الحضور يمنع الفوضى والتفكك الذي قد يصيب المجتمع مع مرور الزمن، ويجعل المؤمنين تحت إشراف وإرشاد العلماء والدعاة[١٠]. ومن جهة أخرى، يعكس المسجد تلاحم وتضامن المسلمين يومياً، كما أنه وسيلة للتعرف على المؤمنين ومعرفة أحوالهم ومساعدتهم في الحاجة والدعاء لهم في الضيق.
كما كان المسجد قاعدة قوية للصدقات والإنفاق في سبيل الله، ولتلبية حاجات المحتاجين، ومركزاً لمقاومة الظلم وتنظيم القوى والموارد للحفاظ على المكاسب والنصر.
قال الإمام الرضا (عليه السلام): إنما جعلت الجماعة لكي لا يكون الإخلاص والتوحيد والإسلام والعبادة لله إلا ظاهراً مكشوفاً مشهوداً، لأن في إظهاره حجة على أهل الشرق والغرب لله وحده، وليكون المنافق والمستخف مؤدياً لما أقر به، يظهر الإسلام والمراقبة، وليكون شهادات الناس بالإسلام بعضهم لبعض جائزاً وممكناً مع ما فيه من المساعدة على البر والتقوى والزجر عن كثير من معاصي الله عز وجل[١١]. وبالتالي، فإن أعمال مثل جمع التبرعات للمحتاجين، تقديم القروض، توفير الخدمات الطبية، تسهيل زواج الشباب، زيارة المرضى خاصة مرضى المسجد، وغيرها من أمور التعاون على البر والتقوى.

السياسية

من وظائف المسجد المهمة الوظيفة السياسية التي أكد عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا تزال ذات أهمية واضحة. فقد اختار النبي المسجد، بعد تأسيس النظام الإسلامي، كمركز عام ومكان تجمع المسلمين لأداء الفرائض الدينية، ليكون مقر الحكم والمؤسسة السياسية للإسلام. وفي العصور اللاحقة كانت معظم الأمور السياسية كالخلافة، المبايعة، تعيين وعزل الولاة والموظفين تتم في المسجد.

في الثورة الإسلامية في إيران، بعد الجانب العقائدي والعبادي، كان الجانب السياسي هو الأبرز والأكثر نشاطاً في عمل المساجد، إذ لعبت المساجد دوراً فعالاً في وعي الجماهير قبل الثورة وبعدها، ولا يزال الاستعمار العالمي يخشى المسجد أكثر من أي مؤسسة ثورية أخرى.

الجهادي

تفحص الكتب التاريخية يوضح أن جميع النشاطات منذ بداية الإسلام كانت تتم في المسجد، مثل التجمع، التجهيز، تنظيم القوات عند الخطر والعدو. لم يكن المسجد فقط مكان إرسال القوات ووضع الخطط الحربية، بل أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تُنصب خيمته بجانب المسجد، كما حدث في حرب مع بني النضير حيث أمر بلال بن رباح بنصب خيمته بجانب مسجد صغير قريب من المكان، وعندما استُهدف الخيمة بالنيران أمر بنقلها إلى جانب «مسجد فضيخ» لتكون بعيدة عن خطر العدو[١٢].

ما اتضح خلال النضالات والثورات المعاصرة، أن المساجد هي المكان الذي يجمع في جو من الوحدة والأخوة والروحانية، المقاتلين المؤمنين والشجعان، ومن خلال ذلك تحقق رسالتها في التوعية والتحريض. ولهذا السبب يخشى الأعداء المساجد كمراكز دعم قوية للثورة ومقر عمليات للقائد، وقد استهدفوها مرات عديدة، ولا يزالون يحاولون إبعاد الناس وخاصة الشباب عنها.

قال «كاسر الأصنام» في زمانه، الإمام الخميني؛ مدركاً حساسية الأعداء، وحذر مراراً من انفصال الثورة عن المساجد، وقال: «إذا كان هذا المسجد ومركز ستاد الإسلام قوياً، فلا تخافوا من الفانتومات! ولا تخافوا من أمريكا والاتحاد السوفيتي وغيرهما! اليوم يجب أن تخافوا إذا أدبرتم عن الإسلام، وأدبرتم عن المسجد»[١٣].

الإعلامي

من حاجات الإنسان المهمة وسائل الاتصال التي تخبر الناس بالأخبار المهمة، وتدعوهم لمساعدة بعضهم البعض في الأحداث، وتحذرهم من هجمات الأعداء وتجعلهم مستعدين للدفاع. الإسلام المبين قبل 1400 سنة أخذ هذه الحاجة بعين الاعتبار، وعرّف مكاناً باسم «المسجد» كمركز اتصال مهم في تعزيز الروابط الإنسانية وتطوير الثقافة الإسلامية. لهذا السبب، تُعتبر وظيفة الإعلام الجماهيري في المسجد ناجحة فقط إذا استطاعت إقامة أعمق اتصال ورابطة مع الجمهور، وهذه الميزة توجد فقط في المسجد.

رغم أن البعض قد يظن أن هذا الدور فقد أهميته بسبب وسائل الاتصال الحديثة، إلا أن انتشار المساجد في كل المدن والقرى، بالإضافة إلى حرمتها وقدسيتها وروحانيتها لدى المسلمين، يجعلها تلعب دوراً مهماً ولا يمكن إنكاره في هذا المجال.

الروحي والنفسي

القلق والاضطراب من أكبر مشاكل حياة الإنسان، والطمأنينة من أهم ما يبحث عنه البشر منذ الأزل. يُبين القرآن الكريم بأوجز العبارات وأعمقها أقرب وأوثق طريق للطمأنينة بقوله: أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد/28) «ألا بذكر الله تطمئن القلوب». ويقول أيضاً: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ (الفتح/4) «هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم».

الإمام الصادق (عليه السلام) يوصي المسلمين عند مواجهة المشاكل والأحزان بالتوجه إلى الصلاة والمسجد، حيث قال: ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه هم من هموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل المسجد فيركع ركعتين يدعو الله فيهما، أما سمعت الله يقول: «واستعينوا بالصبر والصلاة»[١٤].

التعرف على وظائف المسجد يساعدنا على استخدام أقل الإمكانات لجذب المؤمنين، خاصة الشباب، ثم نطلب من الله أن يبارك في كلامنا وأفعالنا وأنشطتنا لتكون مؤثرة على المصلين. كما فعل كثير من الدعاة الكرام بإقامة جلسات أسبوعية للشباب مما جذب الكثير منهم إلى الحوزة العلمية أو أصبحوا من الشباب الجيدين والمعتمدين في مناطقهم. ومن الضروري التنويه إلى أن تأثير النشاطات الثقافية الدينية عادة ما يكون طويل الأمد، ولا ينبغي توقع نتائج فورية؛ فمثلاً نرى أن جهود الشعب بقيادة الإمام الخميني ; لإقامة الثورة أثمرت بعد سنوات طويلة وحقق النظام الإسلامي نجاحه.[١٥]

بعض الخصائص الإعلامية الخاصة بالمسجد

  1. رسالة المسجد عامة ولا تحتوي على أخبار خاصة وسرية؛ على عكس بعض وسائل الإعلام.
  2. المسجد لا يحمل رسالة سلبية؛ على خلاف بعض وسائل الإعلام التي تحمل رسائل سلبية.
  3. رسالة المسجد تخترق القلوب والأفكار لدى المتلقين؛ بخلاف أخبار بعض وسائل الإعلام.
  4. رسالة المسجد يمكن أن تكون محركة للثورات؛ بينما أخبار بعض وسائل الإعلام تحرق الثورات.
  5. أخبار وسائل الإعلام تصبح قديمة بعد يوم أو حتى بعد ساعات قليلة؛ على عكس رسائل المسجد.
  6. في إعلام المسجد، الأولوية للرسالة الدينية وتأثير أحكام الدين؛ أما في معظم وسائل الإعلام فالأولوية للقضايا الاقتصادية والسياسية. وربما لا يوجد أي مركز لعب دوراً في الدعوة الإسلامية مثل «المساجد»؛ فمنذ عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وحتى اليوم، كان الأذان، الصلاة، الوعظ والخطابة من أهم برامج المساجد.
  7. رسالة المسجد هي الارشاد والهداية؛ على خلاف أخبار بعض وسائل الإعلام التي تقتصر على الإعلام وأحياناً ترافقها التخريب والضلال.
  8. المرسل في المسجد (الإمام) يجب أن يكون عادلاً وعالماً؛ على خلاف المرسل في بعض وسائل الإعلام التي لا تشترط شروطاً خاصة ويمكن لأي شخص أن يكون مرسلاً.
  9. مرسل المسجد يعرف جمهوره ويبعث الرسالة حسب قدراتهم؛ أما وسائل الإعلام فعادة ما تبث الرسالة لكل متلقي.
  10. رسالة المسجد مريحة للنفس؛ على عكس معظم وسائل الإعلام.
  11. عبر التاريخ، لم تحرف المساجد الحقيقية (وليس مساجد مثل مسجد ضرار) جمهورها عن طريق الحق؛ لكن وسائل الإعلام قدمت معاوية أميراً، وعلياً (عليه السلام) كافراً، والإمام الحسين (عليه السلام) كأجنبي.[١٦]

كلمة مسجد في القرآن

كلمة مسجد ذُكرت 28 مرة في القرآن الكريم، منها 22 مرة بصيغة المفرد و6 مرات بصيغة الجمع[١٧]؛ البقرة: 187 [١٨] [١٩] [٢٠] [٢١] في هذه الآيات إشارة إلى أهمية ومكانة المسجد في الإسلام، وبعض أحكام المسجد والمسجد الحرام وأحكامه الخاصة، والمسجد الأقصى ومسجد أصحاب الكهف. وبالطبع، هناك آيات أخرى في القرآن تتحدث عن المسجد وأهميته، وإن لم تذكر لفظ المسجد فيها، ولكن بحسب مفهوم هذه الآيات وقول جميع المفسرين، يمكن ذكرها أيضاً فيما يتعلق بالمساجد.[٢٢]

أنواع المسجد من حيث المكان

بشكل عام، يمكن تصور أربعة أنواع من المساجد للمسلم:

  1. مسجد الحي.
  2. المسجد المركزي في المدينة للمصلين ويُطلق عليه المسجد الجامع.
  3. مصلى لإقامة صلاة العيد لجميع أهل المنطقة.
  4. المسجد الحرام لحضور جميع المسلمين.[٢٣]

أول مسجد

مسجد قباء من أهم وأجمل مساجد نطاق المدينة المنورة الحالية، وهو أول مقر عبادة في تاريخ الإسلام بُني مع وصول النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى مسافة فرسخين من المدينة. مسجد قباء يقع بالقرب من المدينة، وهو مكان لقاء مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأربعة أئمة معصومين وقبر منسوب إلى السيدة فاطمة (سلام الله عليها).

قصة بناء مسجد قباء هي أنه قبل هجرة النبي (صلّى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة، استقر عدد من المهاجرين مؤقتاً في قباء، ثم جاء النبي (صلّى الله عليه وآله) وأقام بها عدة أيام حتى التحق به أهله وعلي (عليه السلام). بعد دخول المدينة، في 12 ربيع الأول، وبمساعدة أصحابه وأتباعه، بنى أول مسجد في تاريخ الإسلام باسم المنطقة «قباء» وأحاطوا به جدراناً من حجر الحره، ولم يكن للسقف إلا غطاء من أغصان النخيل حتى توسع لاحقاً بأمر الوليد. كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يقيم في بيت «كلثوم بن هدم» ويلتقي بالناس في بيت «سعد بن خيثمة» وهذان البيتان كانا مقابل القبلة داخل المسجد بعد التوسعة الحديثة. وكان النبي (صلّى الله عليه وآله) يأتي إلى قباء أسبوعياً أو أحياناً في أيام السبت أو الاثنين ليصلي فيه. في العقد الأخير من القرن الأول الهجري، أمر عمر بن عبد العزيز بتدمير البناء الأول لمسجد قباء وبنى بناءً متيناً وأقام أروقة، ثم أعيد ترميم المسجد في سنة 555 هجري على يد «جواد الأصفهاني» وزير حكام الموصل، وفي سنة 1388 هجري وسع الملك فيصل أروقته شرقاً.

ومن الجدير بالذكر أن خلف المسجد منزل منسوب إلى [[علي بن أبي طالب|أمير المؤمنين (عليه السلام)]، وكان أمام المسجد بئر ماء عذب يُسمى «بئر الخاتم» لأن خاتم النبي (صلّى الله عليه وآله) سقط فيه، ولم يبق أثر لهذا البئر حالياً. بحسب عدة روايات، مسجد قباء هو مثال الآية القرآنية: لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِیهِ فِیهِ رِجَالٌ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ یُحِبُّ الْمُطَّهِّرِینَ (التوبة/108) التي تشير إلى أن هذا المسجد بُني منذ اليوم الأول على أساس التقوى، لذا كان من المستحب أن يصلي النبي (صلّى الله عليه وآله) فيه لا في مسجد ضرار. ولهذا السبب كان يُسمى «مسجد التقوى».

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن أجر من يصلي في مسجد قباء: «من صلى في مسجد قباء كان له أجر عمرة»، وفي موضع آخر قال: «ركعتان في مسجد قباء أحب إليّ من أن أعود إلى بيت المقدس، لو يعلم الناس ما في قباء لضربوا بطون الإبل إليه وهرولوا إليه ليأخذوا فضله».[٢٤]

أول مساجد المسلمين

في موضوع «تاريخ المسجد في الإسلام» كان السؤال الأساسي: ما هو أول مسجد بُني بعد بعثة النبي (صلّى الله عليه وآله)؟ هل بنى المسلمون مساجد أخرى قبل هجرتهم إلى المدينة وبناء مسجد قباء والمسجد النبوي؟ أم أن مسجد قباء هو أول مسجد بُني في المدينة بعد هجرة النبي؟ قبل أن يولد الإسلام بمولد النبي (صلّى الله عليه وآله)، كان هناك مسجدان مهمان[٢٥].

المسجد الأقصى

بُني على يد النبي سليمان (عليه السلام) وأُعيد بناؤه وصيانته على يد أنبياء آخرين.[٢٦]

المسجد الحرام

ذكرى إبراهيم (عليه السلام) وإسماعيل (عليه السلام). ويرى بعضهم أن بدايته كانت على عهد آدم (عليه السلام)، وأُعيد بناؤه على يد إبراهيم وإسماعيل. اليوم في مكة وما حولها مساجد قديمة مثل مسجد خيف، نمرة، كبش، جن، كوثر، صفائح، ومسجد البيعة، وتاريخ بنائها غير واضح، وهي من آثار الأنبياء السابقين. مثلاً حول مسجد خيف في منى يُقال إن 700 أو ألف نبي صلى فيه، ولا يُعرف زمن بنائه. أما مسجد قباء فهناك مسجد «النحر» أو «الكبش» في منى، ويقال إن الله أرسل في هذا المكان كبشاً لتضحية إبراهيم (عليه السلام) أو غير ذلك. بعض هذه المساجد كانت أماكن صلاة النبي (صلّى الله عليه وآله) أو نزول أجزاء من القرآن فيها أو أحداث مثل بيعة المسلمين للنبي، فبنى المسلمون مساجد في هذه المواقع لاحقاً.

يرى بعضهم أن أول مسجد بُني بعد استقرار الإسلام هو مسجد قباء[٢٧]، لكن هذا رأي بعض المؤرخين مثل ابن الجوزي، ولم يذكره كبار المؤرخين كالطبري وقبلهم السيرة كالهشام والواقدي. وبعض الروايات توحي بأن مسجد قباء ربما ليس أول مسجد في الإسلام، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) مخاطباً عقبة بن خالد: «ابدأ بجولة في مساجد حول المدينة من مسجد قباء لأنه أول مسجد صلى فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)»[٢٨]. ابن سعد في «الطبقات» ذكر مكان صلاة «مصعب وابن زرارة» اللذين أرسلهما النبي (صلّى الله عليه وآله) لتعليم القرآن والأحكام في المدينة، حيث كانوا يصلون مع الناس جماعة، وذكر امرأة تدعى «نوّار» تقول إن قبل دخول النبي (صلّى الله عليه وآله) المدينة، كان مكان المسجد النبوي الحالي مكان صلاة الجمعة وجماعة المسلمين، وبنى النبي (صلّى الله عليه وآله) بناءه بعد دخوله المدينة. هذا يدل على أن المسلمين حتى السنة الثالثة عشر للبعثة كانوا محرومين من مسجد بهذا الشكل. ومع ذلك، يقول السمهودي[٢٩] في «وفاء الوفاء» إن مسجد قباء هو أول مسجد أقيم فيه صلاة جماعة علناً على يد النبي (صلّى الله عليه وآله)، وإنه كان هناك مساجد أخرى بُنيت قبل ذلك على يد المسلمين، ونقل عن جابر أنه قبل دخول النبي (صلّى الله عليه وآله) المدينة كانوا يبنون المساجد ويصلون فيها.

في سنوات بداية البعثة، وبسبب جو القمع والظروف الصعبة في مكة، لم يكن بالإمكان الدعوة العلنية. كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يدعو في البيت، ومع إسلام «أرقم بن أبي أرقم» أصبح بيته مركز تعليم المسلمين بجانب جبل الصفا. كما كان مسجد الحرام وحجر إسماعيل مكان دعوة النبي للمشركين الذين يأتون للتجارة وعبادة الأصنام. أول من نادى بالقرآن بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) في مكة هو عبد الله بن مسعود الذي قرأ سورة الرحمن عند مقام إبراهيم.

المسجد النبوي

يقع في المدينة المنورة، وهو ثاني أقدس مكان للمسلمين في العالم، يقع عند خط عرض 24 درجة و28 دقيقة و5 ثوان، وخط طول 35 درجة، وارتفاعه عن سطح البحر 595 متراً. عند دخول النبي (صلّى الله عليه وآله) المدينة (يثرب)، قال: «افتحوا طريق الجمل، فهو الذي يختار المكان». مرّ بجانب بيوت بني ساعدة وبني حارث وبني عدي ودخل مناطق الفقراء، ونزل في أرض غير مستوية تسمى «مربد».

الأرض كانت ملكاً ليتيمين يدعيان سهل وسهيل، اشترى قيمتها «أسامة أسعد بن زرارة» بعشرة دنانير وكان يريد أن يهديها مجاناً للنبي (صلّى الله عليه وآله)، واستقر في بيت خالد بن زيد المعروف بـأيوب الأنصاري. أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) بتسوية الأرض وحفر قبور الجاهلية وإخراج العظام، وجمع المياه الراكدة، وقطع النخل الموجود فيها.[٣٠]

أول مساجد إيران

في وسط مدينة يزد، قرية فهرج، يوجد مسجد طيني يُعرف بـ«مسجد جامع فهرج» أو «المسجد القديم». يُقال إنه من أقدم مساجد إيران. وهناك من يدعي أن فهرج هو أقدم وأعرق مسجد إيراني قائم منذ صدر الإسلام وحتى الآن. ستقرأ المزيد عن هذا المسجد لاحقاً.

مسجد جامع فهرج أو مسجد الإمام الحسن (عليه السلام) بُني في النصف الأول من القرن الأول الهجري. يشهد علماء الآثار والمؤرخون أن بناء هذا المسجد لم يتغير منذ إنشائه حتى الآن. ومن المثير للاهتمام أنه لا يزال يُقام فيه الصلاة والنشاط مستمر. ويعتقد بعض الخبراء أن مسجد تاريخانه دامغان هو أقدم مسجد في إيران. على أي حال، كلا المسجدين تاريخيان جداً وتحوي كل منهما ذكريات تاريخية كثيرة.

فحص العمارة وبنية مسجد فهرج يظهر أنه بُني في العصر الساساني. مسجد فهرج من أقدم المباني التي لم تتغير من بدايتها حتى الآن، مع وجود ترميمات وصيانات بسبب مرور الزمن الذي تسبب في أضرار من النمل الأبيض وبعض الأضرار البشرية. وفي عام 1349 هـ ش تم تسجيل فهرج كأثر وطني.[٣١]

المسجد الجامع

المسجد الجامع في العمارة الإسلامية الإيرانية هو المسجد الذي يُنشأ في كل مدينة لتجمع الناس من قبل الحكام، ويُقام فيه الصلوات الجماعية المهمة مثل صلاة الجمعة وصلاة العيد، ولهذا بُني على نطاق أوسع. المسجد الجامع هو مكان عبادة المسلمين ومكان تجمعاتهم السياسية والاجتماعية والتعليمية ومركز لإقامة المناسبات الدينية. «جامع» في اللغة تعني اجتماع الأجزاء والتجمع. تركيب كلمتي مسجد وجامع كـ«المسجد الجامع» يعني المسجد المخصص لإقامة الصلاة وخاصة صلاة الجمعة، أما «مسجد الجامع» فيمكن اعتباره كالفرق بين «أمر» و«يوم».
يقام المسجد الجامع في مركز المدينة وفي الأجزاء الرئيسية منها، ولا يجب الخلط بينه وبين المصلى أو المسجد الكبير أو الأعظم. المصلى هو مكان مفتوح خارج المدينة تُقام فيه صلوات عيد الأضحى وعيد الفطر. يُسمى المسجد الجامع بهذا الاسم لأنه مكان إقامة صلاة الجمعة، ولا علاقة لكبر حجمه بالاسم. في الماضي كان هناك مساجد كبيرة لا تُقام فيها صلاة الجمعة لكنها كانت عظيمة، لذا كانت في المرتبة الثانية بعد المسجد الجامع.
قبل ظهور الإسلام، كان العرب في الجزيرة العربية يجتمعون في مكان يسمى «السقيفة» لعقد الاجتماعات القبلية، وكان في مكة يُسمى «دار الندوة»، وبعد ظهور الإسلام أسس محمد المسجد المعروف بـ«مسجد النبي»، وبعد دخول المسلمين الجدد إلى المدينة وزيادة السكان سمح محمد ببناء مساجد أخرى في المدينة. فكان المسجد النبوي مقر الحكم والمسجد الرئيسي، والمساجد الأخرى مخصصة للعبادة والتعليم.
من المحتمل أن مصطلح «مسجد الجماعة» استُخدم لأول مرة على يد عمر لأنه ورد عنه حديث يقول إن الصلاة الجماعية والنافلة أفضل من الحج والعمرة، وفي عهد علي بن أبي طالب كان مسجد الكوفة يُسمى المسجد الجامع، وهناك حديث عن علي بن أبي طالب أن الاعتكاف يجب أن يكون في المسجد الجامع، لذا ربما اختير هذا الاسم للمسجد الرئيسي في المدينة منذ عهد الخلفاء الراشدين.
في الفتوحات الأولى، كانت المساجد صغيرة جداً ومشابهة لمسجد النبي، وكانوا يؤمنون أن لا شيء يحافظ على وحدة المسلمين مثل المسجد. كانت المساجد الأولى مغطاة بسقف من حصير وخشب وجدران طينية. مع توسع المدن تغير شكل المساجد، واستخدم المعماريون الإيرانيون الطوب والطين في بناء الجدران والأسقف، ومع مرور الزمن أضيفت الأروقة، الأقواس، الأعمدة، والدعامات وغيرها.[٣٢]

عدد المساجد في العالم

في الدول الإسلامية وغير الإسلامية في العالم، توجد العديد من المساجد. تُعتبر المساجد من أكبر التجمعات الدينية للمسلمين في العالم، لكن عدد المساجد يختلف بين الدول والمدن، ويوضح الإنفوجرافيك أدناه الذي نشرته هذه الشبكة أكثر الدول التي تمتلك مساجد بالنسبة لعدد سكانها.

  • في هذا السياق، تحتل إندونيسيا المرتبة الأولى بعدد 800 ألف مسجد و209 ملايين مسلم.
  • الهند تأتي في المرتبة الثانية بـ300 ألف مسجد و176 مليون مسلم، وتحتل بنغلاديش المرتبة الثالثة بـ250 ألف مسجد و134 مليون مسلم.
  • باكستان في المرتبة الرابعة بـ120 ألف مسجد و185 مليون مسلم، ومصر في المرتبة الخامسة بـ108 آلاف مسجد و77 مليون مسلم.
  • السعودية بـ94 ألف مسجد و30 مليون مسلم في المرتبة السادسة، وتركيا بـ82 ألف مسجد و81 مليون مسلم في المرتبة السابعة.
  • المغرب بـ41 ألف مسجد و32 مليون مسلم في المرتبة السابعة أيضاً.[٣٣]

أجمل مساجد العالم

1. المسجد الحرام (السعودية). 2. مسجد النبي (السعودية). 3. مسجد السلطان أحمد (تركيا). 4. المسجد الجامع في كوالالمبور (ماليزيا). 5. مسجد شاه فيصل (باكستان). 6. مسجد نصير الملك (المسجد الوردي) (إيران). 7. مسجد الشيخ زايد في أبوظبي (أكبر مسجد في الإمارات). 8. مسجد الإمام في أصفهان (إيران). 9. مسجد الاستقلال (أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا) (إندونيسيا). 10. مسجد سليمانية (تركيا). 11. مسجد الحسن الثاني (يحتوي على أعلى مئذنة في العالم) (أفريقيا). 12. المسجد الجامع في الدوحة (قطر). 13. مسجد لاله مصطفى باشا (تركيا). 14. مسجد بوترا كوالالمبور (ماليزيا). 15. المسجد الرائع سلطان قابوس في عمان (عمان). 16. المسجد الكريستالي في ماليزيا (أول مسجد ذكي في العالم). 17. المسجد الجامع في موسكو (روسيا). 18. مسجد قل شريف (روسيا).[٣٤]

عدد مساجد الشيعة والسنة في إيران

بينما كان عدد المساجد في إيران حتى عام 1357 هـ ش حوالي 25 ألف مسجد، مع انتصار الثورة، وزيادة السكان والحاجة لبناء مساجد جديدة، وعزم الناس وخاصة المحسنين على بناء المساجد، ارتفع عدد المساجد في إيران حتى عام 1393 هـ ش إلى 72 ألف مسجد، وبعد ثلاث سنوات في عام 1396 بلغ عدد المساجد 74 ألف مسجد. العاصمة التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة تمتلك حالياً 3439 مسجدًا. لكن الرؤية المستقبلية لعدد المساجد في إيران حتى عام 1404 هـ ش، والتي تعتبر ضرورية، هي 92 ألف مسجد. أي أنه خلال السنوات السبع القادمة يجب بناء 18 ألف مسجد جديد. وبما أنه خلال الفترة من 1393 إلى 1396 تم بناء ألفي مسجد فقط، فإن وتيرة البناء يجب أن تتسارع لتحقيق الهدف بحلول 1404، لأن الاستمرار على نفس الوتيرة سيحتاج 27 سنة للوصول إلى 92 ألف مسجد.

حتى عام 1396، إذا نظرنا إلى عدد مراكز العبادة لدى الشيعة وأهل السنة، نجد 62 ألف مسجد في المناطق الشيعية (معدل مسجد لكل 1112 شيعي)، و10 آلاف مسجد في مناطق أغلب سكانها من أهل السنة (معدل مسجد لكل 525 من أهل السنة)، وهذا يعني أن نسبة مساجد الشيعة في إيران منخفضة جداً. أعلى نسبة مساجد بالنسبة للسكان توجد في سنندج بـ141 مسجدًا، وأعلى عدد مساجد في محافظة خراسان رضوي بـ5346 مسجدًا، وأقل عدد في محافظة البرز بـ376 مسجدًا. هذه الإحصائيات توضح بشكل جيد للمحسنين المناطق التي تحتاج إلى بناء المزيد من المساجد.

أكثر الوصول إلى المساجد في المناطق المركزية والجنوبية والشرقية من طهران، أي المناطق 4، 8، 10، 11، 12، 13، 14، 17 و20، ويبلغ عدد أئمة الجماعة المسجلين في النظام الشامل لمساجد البلاد 3429 إماماً، ولتحسين التنظيم والإدارة يجب أن يبذل الأئمة جهوداً أكبر لتسجيل بياناتهم في نظام سجّم.[٣٥]

دور المسجد في الثورة الإسلامية الإيرانية

في بداية الإسلام، كان للمساجد دور محوري في التواصل بين الناس، وخاصة النشطاء الاجتماعيين، وكانت تؤدي وظائف اجتماعية كثيرة. في العصر الحديث، بسبب التقسيم الهيكلي وتقسيم العمل، قل الاهتمام ببعض الأدوار الاجتماعية والسياسية للمساجد. ومع ذلك، خلال الثورة الإسلامية الإيرانية، لم تكن المساجد فقط أماكن للعبادة، بل كانت مراكز للنشاط الثقافي والسياسي والاجتماعي ضد النظام الحاكم. بناءً على ما سبق، تهدف هذه الدراسة إلى استعراض أداء وآليات المساجد في تعبئة الناس خلال الثورة الإسلامية.

المسجد هو أهم مؤسسة سياسية واجتماعية في المجتمعات الإسلامية عبر القرون، ولعب دوراً محورياً لا مثيل له في إدارة المجتمع وتحولاته. لسنوات طويلة، كان أول عمل لوالي كل مدينة وخليفة المسلمين هو إلقاء خطبة في المسجد الرئيسي للمدينة. وكانت جميع صلوات الجمعة وأحياناً جميع صلوات المسجد الرئيسي تقام بإمامة الوالي والخليفة، وغالباً ما كانت علاقة الناس بالوالي تتم عبر المسجد. وأيضاً، كانت العديد من الإجراءات الحكومية مثل القضاء، تجميع الجيوش، تعبئة الناس وغيرها تتم في المساجد.

كل هذا يدل على أهمية المساجد، والأهم من ذلك، قدرتها على أداء أدوار متعددة حسب حاجة المجتمع والظروف الزمانية والمكانية. لذا، فإن دراسة التحولات السياسية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية حتى في عصرنا ستكون ناقصة دون النظر إلى دور وخصائص المساجد. وهذا يبرز بشكل أكبر في تحولات مثل الثورة الإسلامية الإيرانية التي كان لها طابع ديني واضح وفقاً للمحللين السياسيين.

المساجد وتعبئة القوى في الثورة الإسلامية

الحركة التي قادها الإمام الخميني (رحمه الله) لإسقاط نظام بهلوي استمرت من أوائل عقد 1340 هـ ش حتى 1357 هـ ش. خلال هذه الفترة، استطاعت مساجد إيران أن تلعب دوراً فعالاً في خلق تماسك اجتماعي لمواجهة النظام الملكي. في هذا الصدد، يقول ميشيل فوكو عن مساجد إيران:

«طوال اليوم، يتحدث الملا في المساجد بغضب عن الشاه، وأمريكا، والغرب وماديتهم، ويدعو الناس باسم الإسلام والقرآن لمحاربة كل نظام طاغوت... وإذا كان المسجد صغيراً ولا يتسع، يتم تركيب مكبرات صوت في الشارع ليصل الصوت لكل الحي أو القرية... هل تعلمون ما هي العبارة التي يراها الإيرانيون مضحكة أكثر من أي شيء، ويعتقدونها سخيفة وجافة وغربية؟ الدين هو مخدر الجماهير. حتى أيام هذا النظام، كان الملا [في أيام الجمعة] يحملون البنادق أثناء الخطبة...»[٣٦]

تقارير السافاك تشير إلى أن هدف جلسات المنابر في المساجد كان نشر الأفكار الثورية والإسلامية المعارضة للنظام بين الناس؛ ولم تكن هذه الحركة محصورة في طهران فقط، بل كانت تحظى بحماس كبير في مدن أخرى مثل مشهد، تبريز، شيراز وقم. كما يظهر من ملاحظات فوكو، كانت مساجد إيران منذ البداية تحاول من خلال خطبها الثورية خلق وحدة وتماسك بين الناس، وهو ما تحقق بقيادة مؤسس الثورة الإسلامية في 22 بهمن 1357 هـ ش، حيث رفع راية الإسلام بدعم شعبي واسع في جميع أنحاء البلاد. سنتناول لاحقاً كيف قامت المساجد بهذه الأعمال مع ذكر الوثائق التاريخية.

المساجد وتعبئة النخب

لدراسة أدق لدور المساجد في تعبئة الجماهير، يجب أولاً النظر إلى كيفية تفاعل المساجد مع النخب الملتزمة بالقيم الإسلامية والثورية، لأنه بدون جمع هذين العنصرين قد تكون الحركة ناقصة ولا تؤدي إلى النتيجة المرجوة. تظهر الوثائق المتبقية من الثورة أن المساجد أدت دورها الثوري بأشكال متعددة.

من أبرز خطوات المساجد في هذا المجال كانت جلسات العلماء الإسلاميين في مسجد الجواد بطهران. فقد كان المفكرون مثل الشهيد مطهري وآية الله مفتح بالتعاون مع نخب مثل الشهيد بهشتي والشهيد باهنر يعقدون دروساً متعددة في هذه المساجد، بهدف تعبئة النخب وتشجيع الناس على الحضور في هذه اللقاءات، وهو ما تكرر في مدن أخرى مثل شيراز وبجنورد، مما يدل على نجاح المساجد في هذا المجال. تظهر التقارير التاريخية أن المساجد كانت مكان تجمع للأفكار والنخب للتشاور وتبادل الآراء على أساس القيم الإسلامية والثورية.[٣٧]

المساجد وتعليم القيم الإسلامية والثورية للناس

الخطوة الثانية التي قامت بها المساجد في سبيل توحيد القوى وتعبئة الناس هي التعليم الاجتماعي والسياسي للجماهير الثورية. في هذه المرحلة، كانت النماذج السياسية والاجتماعية والدينية تُعرض في خطب ودروس وورش عمل وكذلك من خلال نشر كتب متخصصة.

كانت الخطب التي يلقيها رجال الدين في المساجد، خصوصاً في أشهر المحرم، صفر، رمضان والمناسبات الدينية، منتظمة ومنتشرة، حيث بدأت حلقات من الخطب الدينية في طهران والمدن الأخرى في أواخر العقد الرابع، وكان هدفها الرئيسي طرح قضايا اجتماعية وسياسية ضمن الإطار الديني. تقارير السافاك تؤكد أن هدف هذه الجلسات كان نشر الأفكار الثورية والإسلامية المعارضة للنظام، ولم تقتصر على طهران بل شملت مدناً أخرى بحماس واسع.[٣٨]

بالإضافة إلى الخطابة، كانت المساجد تنظم دروساً تعليمية علنية، تجمع الأفكار وتبادل الآراء بين المشاركين، وكانت دروساً عامة وحيوية تروج لقيم معارضة للنظام الحاكم. مثلاً، مسجد الكرامة في مشهد كان موقع نشاط قائد الثورة، حيث كان يفسر آيات القرآن بعد الصلاة لزيادة الفهم السياسي والاجتماعي للناس، حسب وثائق السافاك. مثال آخر، مسجد الهداية في طهران، بإدارة آية الله طالقاني ودروسه التفسيرية ذات الطابع السياسي والاجتماعي، جذب جمهوراً واسعاً منهم من أصبح لاحقاً من الثوريين المؤثرين. هذا الحضور الاجتماعي الواسع أدى إلى إغلاق النظام الملكي لجلسات المساجد واعتقال بعض العلماء.[٣٩]

نشر الكتب التعليمية كان أيضاً من آليات التعليم والنضال في المساجد، ولعب دوراً كبيراً في تعبئة الجماهير خلال الثورة. توسعت أنشطة المساجد التعليمية والثقافية لدرجة أن النظام الملكي حاول تقييدها. في وثيقة رقم 178 من أرشيف مركز وثائق الثورة الإسلامية، ورد: «لمنع النشاطات الواسعة للمساجد في تعزيز الروح المعادية للنظام الحاكم، اتخذوا الإجراءات اللازمة ضد المساجد التي تمتلك مكتبات واسعة». هذا يوضح أن نظام الشاه كان يعتبر نشاطات المساجد في تعبئة الرأي العام ضد النظام خطراً كبيراً.[٤٠]

المساجد وإنشاء شبكة إعلامية ضد نظام الشاه

من الأدوار الخفية للمساجد في تشكيل تعبئة الرأي العام ضد نظام الشاه، كان إنشاء شبكة إعلامية في القضايا السياسية والاجتماعية، مما أضعف وسائل إعلام النظام بين الجماهير الثائرة. تقارير الثورة تظهر أن الاتصال الإعلامي للحكومة مع جزء كبير من الشعب كان ضعيفاً، وأن تصورات هؤلاء الأشخاص عن الشخصيات والأحداث كانت تُشكل عبر المساجد. على سبيل المثال، يكتب جون دي استمبل في «داخل الثورة الإيرانية»:

«في بقية عام 1356 هـ ش، أثبتت شبكة المسجد لأول مرة تأثيرها على المعارضين... ونتيجة لذلك، أصبح المواطنون العاديون على علم بالأحداث من مصدر معلومات آخر مستقل عن الحكومة... هذه الجماعات كانت تفسر الأحداث لأتباعها والمهتمين، وأصبحت بديلاً لوسائل الإعلام الحكومية في نشر القضايا السياسية.»[٤١]

وفي تحليل أعمق للدور الإعلامي للمساجد، وصف فوكو شبكة الإعلام الديني في آبادان عام 1357 هـ ش بأنها: «شبكة معلومات شاملة؛ نشأت خلال خمسة عشر عاماً من التفكير المتشائم، تتكون من الهاتف، الأشرطة، مساجد، منابر، مكاتب المحامين، وحلقات المثقفين. رأيت طريقة تفكير إحدى هذه الخلايا المعلوماتية الأساسية بالقرب من مسجد في آبادان.»[٤٢]

تظهر هذه التقارير أن هناك طيفين إعلاميين متضادين في البلاد، وأن جزءاً كبيراً من الناس كانوا يستمعون لأخبار وتحليلات المساجد، ويستخدمون التاريخ الهجري وليس الشاهنشاهي لتنظيم حياتهم، ويتبعون أوامر أئمة الجماعة وليس الحكومة، وهذا يدل على نشوء قناة اتصال جديدة وفعالة أدت إلى تعطيل وسائل الإعلام الرسمية للنظام الملكي. كان مسجد الكرامة في مشهد موقع نشاط قائد الثورة، حيث كان يفسر آيات القرآن لزيادة الفهم السياسي والاجتماعي للناس بعد الصلاة حسب وثائق السافاك، وكذلك مسجد الهداية في طهران بإدارة آية الله طالقاني ودرسه التفسيري السياسي والاجتماعي جذب جمهوراً واسعاً منهم من أصبح لاحقاً من الثوريين المؤثرين.

كما يظهر مما سبق، أن المساجد بعد خلق التنسيق بين النخب، ومن خلال النشاطات التعليمية، وسعت نطاق مواجهة نظام الشاه، واستغلت قدراتها الإعلامية والاتصالية لنقل الأخبار والمعلومات والبرامج، مما أدى في النهاية إلى انتقادات واسعة للنظام الملكي وتعبئة الناس ضده. سنتناول هذا الجانب لاحقاً.

المساجد وتعبئة الناس في نقد سياسات نظام الشاه

كما ذكرنا سابقاً، بعد تشكيل مجموعات متفقة على القيم الإسلامية والثورية المتعارضة مع القيم الثقافية والسياسية والاجتماعية للنظام الطاغوتي، نشأ فجوة عميقة بين النماذج الاقتصادية والسياسية والقانونية السائدة. بناءً عليه، استخدم رجال الدين والناشطون الاجتماعيون في المساجد الخطابة، ونشر البيانات، وتوزيع الأشرطة، وغيرها للانتقاد من سياسات النظام، بل نظموا تجمعات ومسيرات وواجهوا قوات النظام. ذكر فوكو في ملاحظاته في طهران أن الخطاب المتضاد للمساجد مع النظام كان محورياً في تعبئة الرأي العام والقوى الاجتماعية ضد نظام الشاه:

«المساجد ورجال الدين هم مصدر تعزية دائمة. يجب عليهم نفي الظلم، انتقاد الحكومة، الوقوف ضد الأعمال السيئة، اللوم، وإظهار الطريق... الشيعة... هم الشكل الذي تأخذه المقاومة السياسية بمجرد أن تعبئ الطبقات الشعبية، وتحول آلاف الاستياء والكراهية والفقر والإحباط إلى قوة، ومن ثم يشكلون تعبيراً، طريقة للتواصل، خطاباً، طريقة للوحدة، شيء من خلاله يمكن إيصال الصوت للآخرين والتوافق معهم.»[٤٣]

لذلك، في العديد من الوثائق من فترة الثورة الإسلامية، نجد أن المساجد انتقدت التطورات السياسية والاجتماعية، وشكلت ردود أفعال شعبية، ونقلتها إلى الحكومة، وفي النهاية من خلال تنظيم تجمعات كبيرة أو مظاهرات سلمية أو أحياناً عنيفة أو تهديد بها، مارست ضغوطاً على النظام الملكي. من الطبيعي أن هذه الأعمال ساهمت في إضعاف النظام الطاغوتي، ومهدت لسقوطه الكامل في 22 بهمن 1357 هـ ش.[٤٤]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. [م َ ج َ] (ع اِ) جبهة منتهى الأرب.
  2. من أقرب الموارد.
  3. من كشف المصطلحات الفنون.
  4. ج، مَساجِد (أقرب الموارد www.vajehyab.co).
  5. خرج (صلى الله عليه وآله) فإذا في المسجد مجلسان: مجلس يتفقهون ومجلس يدعون الله ويسألونه فقال كلا المجلسين إلى خير، أما هؤلاء فيدعون الله، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل، هؤلاء أفضل بالتعليم، أُرسلت ثم قعد معهم (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404 هـ، ج 1، ص 206).
  6. الكافي، ثقة الإسلام الكليني، دار الكتب الإسلامية، طهران، ج 1، ص 32.
  7. آیین المسجد، محمد علي موظف رستمي، ج 2، ص 27-28.
  8. رواه البخاري في كتاب العلم، باب: ما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يتخوفهم بالوعظة والعلم.
  9. رواه البخاري في كتاب العلم، باب: ما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يتخوفهم بالوعظة والعلم.
  10. آیین المسجد، محمد علي موظف رستمي، ج 2، ص 63.
  11. وسائل الشيعة، الشيخ حر عاملي، مؤسسة آل البيت، قم 1409 هـ، ج 8، ص 287.
  12. آیین المسجد، ج 2، ص 75-81.
  13. صحيفة النور، المركز الثقافي للثورة الإسلامية، ج12، ص234.
  14. مجمع البيان في تفسير القرآن، العلامة الطبرسي، نشر ناصر خسرو، طهران، 1372، ج 1، ص 217.
  15. hawzah.net › Magazine › View ›.
  16. hawzah.net › Magazine › View ›.
  17. البقرة/سورة 2، آية 14.
  18. التوبة/سورة 9، آية 17.
  19. التوبة/سورة 9، آية 17.
  20. الحج/سورة 22، آية 40.
  21. الجن/سورة 72، آية 18.
  22. hawzah.net › Magazine › View ›.
  23. hawzah.net › Magazine › View ›.
  24. مجموعة القرآن والعترة، النادي الثقافي لوكالة أنباء الشباب.
  25. شيعة نيوز.
  26. شيعة نيوز.
  27. السيرة الصحيحة للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، جعفر مرتضى العاملي، ج 2، ص 56؛ والسيرة الحلبيّة، علي بن برهان الدين الحلبي، ج 2، ص 236.
  28. وسائل الشيعة، شيخ حر عاملي، ج 10، ص 276، باب 12 من أبواب المزار، رواية 2
  29. السمهودي، شافعي، من علماء القرن العاشر الهجري، في كتاب «جواهر العقد» عن حديث الثقلين: «هذا الحديث يدل على أن في كل زمان حتى يوم القيامة في أهل البيت (عليهم السلام) وعترته الطاهرة، من له الاستحقاق للتمسك والاتباع كما القرآن المجيد.» (المصدر: رسالة القرآن، ج 9، ص 76).
  30. أول مسجد في الإسلام - منظمة الدعوة الإسلامية.
  31. www.alaedin.travel › blog.
  32. بادكوبه هزاوه، «جامع المسجد»، دائرة المعارف الإسلامية.
  33. شبكة «خليج أونلاين».
  34. lahzeakhar.com.
  35. iqnaiqna.ir.
  36. ميشيل فوكو، ماذا يحلم الإيرانيون، ترجمة حسين معصومي همداني، طهران، هرمس، 1389، ص 28 و29.
  37. مركز دراسة الوثائق التاريخية بوزارة الاستخبارات، ج 26، 1382، ص 27.
  38. رسول جعفريان، التيارات والتنظيمات الدينية-السياسية في إيران؛ من تولي محمد رضا شاه حتى انتصار الثورة الإسلامية، قم، 1385، ص 264 و265.
  39. مهناز ميزباني، منيژه صدري وحشمت الله سليمي، دور المساجد والجامعات في انتصار الثورة الإسلامية، طهران، مركز وثائق الثورة الإسلامية، 1383، ص 36.
  40. مهناز ميزباني، منيژه صدري وحشمت الله سليمي، المرجع السابق، ص 31.
  41. جون دي استمبل، داخل الثورة الإيرانية، ترجمة منوچهر شجاعي، طهران، رسا، 1377، ص 129 و130.
  42. ميشيل فوكو، المرجع السابق، ص 58 و59.
  43. ميشيل فوكو، المرجع السابق، ص 58 و59.
  44. حميد رضا كاشاورز، باحث في التاريخ المعاصر/برهان.