انتقل إلى المحتوى

الكعبة

من ویکي‌وحدت
الخطوة الثانية للثورة

الكعبة المشرفة أوالبيت الحرام هو بناءٌ مُكعَّب الشكل يقع في المسجد الحرام بمدينة مكة المكرمة، ويُعتبر هذا البيت قبلة المسلمين، ويحظى بمكانةٍ عظيمة في الدين الإسلامي، حيث أن الطواف حوله من شروط قبول فريضة الحج. وتشير بعض الروايات إلى أن الموقع الذي تقوم عليه الكعبة هو أول بقعةٍ ظهرت من اليابسة عند انحسار المياه (دحو الأرض)، ويؤدي المسلمون مناسك الطواف حول الكعبة خلال فريضة الحج، وقد صرّح القرآن الكريم في آياته أن النبي إبراهيم (عليه السلام) رفع قواعد البيت بمساعدة ابنه إسماعيل (عليه السلام)، ودعا الناس إلى أداء مناسك الحج، بينما وردت روايات أخرى تُفيد بأن الكعبة بُنيت أولاً على يد النبي آدم (عليه السلام)، ثم أعاد بناءها النبي إبراهيم (عليه السلام) لاحقًا، ومن الأحداث الجليلة المرتبطة بالكعبة حكمة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) في تحديد مكان الحجر الأسود وإعادته إلى موضعه، وكذلك وُلد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) داخل الكعبة، وقد ذكر القرآن الكريم الكعبة بأسماء عدّة، منها: "البيت الحرام"، و"البيت العتيق"، و"البيت المعمور"، وهي من أحبِّ الأماكن إلى الله تعالى وأشرفها. وقد تناول الفقهاء الأحكام المتعلقة بالكعبة في أبواب الصلاة، والحج، والحدود.

نبذة مختصرة عن الكعبة

الكعبة المشرفة، التي ذكرها القرآن الكريم بهذا الاسم [١]. وكذلك باسم "البيت الحرام" و"البيت العتيق" [٢]. هي من أحبِّ الأماكن [٣]. ويصف القرآن الكريم هذا البيت بقوله:"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا"[٤].

سبب التسمية

سُميت "كعبة" لكونها مربعة الشكل، وفقًا لبعض الروايات، حيث تقابل "البيت المعمور" في السماء، وهو أيضًا مربع. والبيت المعمور يقابل العرش الإلهي، وهو مربع ويقوم على أربع قوائم وأركا. أما تسميتها بـ"البيت الحرام"، فلتعظيمها وتكريمها، ولتحريم دخول المشركين إليها [٥].وسبب تسميتها بـ"البيت العتيق" – بحسب بعض الروايات – هو أنها بيتٌ حرٌّ لا يملكه أحد، كما أن الإنسان الحر لا يُملَك. وفي رواية أخرى، سُميت بذلك لأنها نَجَت من الغرق أثناء الطوفان في زمن النبي نوح (عليه السلام)[٦].

أول بقعة على الأرض

المكان الذي بُنيت فيه الكعبة هو – وفقًا للروايات – أول بقعة خُلقَت من الأرض، ومنها دُحيت الأرض. ويُعرف اليوم الذي حدثت فيه هذه الظاهرة بيوم "دحو الأرض" [٧].

تاريخ البناء

تشير بعض الروايات إلى أن بناء الكعبة كان مع بدء خلق البشر، أي في زمن النبي آدم (عليه السلام). أما القرآن الكريم، فقد ذكر إعادة بناء الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل (عليهما السلام) ([١٤])، كما أن مناسك الحج والطواف حول الكعبة بدأت أولًا بأداء النبي آدم (عليه السلام) بتعليم من جبريل (عليه السلام) [٨].

الأحكام الفقهية

ثمة أحكام فقهية تتعلق بالكعبة، نذكر بعضها:

كون الكعبة قبلة

الكعبة هي القبلة، ويجب على كل مصلٍّ استقبالها أثناء الصلاة.

حرمة الكعبة وعظمتها

تعظيم الكعبة واحترامها واجب ، وإهانتها حرام، بل قد تصل إلى حد الكفر والردة[٩].

دخول الكعبة

يُستحب للحاج دخول الكعبة بعد عودته من منى إلى مكة، خاصة لمن يؤدي الحج لأول مرة [١٠].

آداب دخول الكعبة

يُستحب لمن يدخل الكعبة مراعاة الأمور التالية:

الاغتسال

مسك حلقات الباب قبل الدخول وقراءة الدعاء الوارد. الدخول حافي القدمين بخشوع ووقار. قراءة الدعاء الوارد عند الدخول. صلاة ركعتين بين الأسطوانتين على الحجر الأحمر، يقرأ في الأولى سورة الفاتحة وسورة "فصلت"، وفي الثانية الفاتحة وخمسين آية من القرآن. الصلاة في أركان الكعبة الأربعة مع الدعاء بعدها. استلام الأركان (خاصة الركن اليماني) والبكاء على التقصير والذنوب. يُستحب بعد الخروج من الكعبة وقبل النزول من درجها أن يُكبِّر ثلاثًا ويقرأ الدعاء الوارد، ثم يستقبل الكعبة بعد النزول ويجعل الدرج عن يساره ويصلي ركعتين. أما النساء، فليس دخول الكعبة مستحبًا لهنّ تأكيدًا، وإن كان أفضل [١١].

الصلاة داخل الكعبة

الصلاة الواجبة داخل الكعبة: يجوز عند المشهور مع الكراهة، وقد ادُّعي الإجماع على ذلك. بينما ذهب آخرون إلى عدم جوازها في حال الاختيار [١٢].

الصلاة على سطح الكعبة

عند المشهور: مكروهة، ويجب على المصلي جعل جزء من السطح أمامه كقبلة في قول آخر: يُصلِّي مستلقيًا على ظهره متوجهًا نحو السماء (نحو البيت المعمور)، ويشير بالركوع والسجود. لكن هذه الصلاة لا تجوز إلا في حال الضرورة [١٣].

الصلاة الجماعية حول الكعبة بإمام واحد

هل تجوز الصلاة الجماعية الدائرية حول الكعبة بإمام واحد، حتى لو تقدم المأموم على الإمام؟ أو هل تجوز إذا لم يكن المأموم أقرب إلى الكعبة من الإمام؟ أم أنها غير جائزة مطلقًا؟هذه المسألة محل خلاف بين الفقهاء [١٤].

أركان الكعبة

لبيت الله أربعة أركان:

الركن الشرقي (الركن الأسود)

يقع بجوار باب الكعبة، مقابل بئر زمزم تقريبًا. سُمي بالشرقي لموقعه نحو المشرق. فيه الحجر الأسود، لذا يُسمى أيضًا "الركن الأسود". يبدأ الطواف من هذا الركن.

الركن الشمالي (العراقي)

يلي الركن الشرقي في اتجاه الطواف. سُمي شماليًا لاتجاهه نحو الشمال، و"عراقيًا" لاتجاهه نحو العراق. يقع شرق حجر إسماعيل.

الركن الغربي (الشامي)

يلي الركن الشمالي في الطواف. سُمي غربيًا لاتجاهه نحو المغرب، و"شاميًا" لاتجاهه نحو الشام. يقع غرب حجر إسماعيل.

الركن الجنوبي (اليماني)

يلي الركن الغربي في الطواف. يُسمى أيضًا "المستجار". سُمي جنوبيًا لاتجاهه نحو الجنوب، و"يمانيًا" لأن العرب كانوا يطلقون "يماني" على ما يتجه جنوبًا (نسبة لليمن)[١٥].

التاريخ العمراني للكعبة

ورد في الروايات أن الكعبة بُنيت أولًا على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل (عليهما السلام)، كما ذكر القرآن. [١٦]. لكن بعض المفسرين شككوا في أن إبراهيم (ع) بناها من الأساس، وقالوا إنه فقط رفع قواعدها. بعد بنائها، سكنها نسل إبراهيم، ثم توالت عليها قبائل: جُرهم، خزاعة، ثم قريش، حيث أصبحت كل قبيلة متولية للكعبة في فترة. في بعض العصور، تحولت الكعبة من معبد توحيدي إلى بيت للأصنام [١٧].

مكانة الكعبة في الإسلام

  • الكعبة أقدس مكان عبادة للمسلمين، وأول بيت وُضع للناس.
  • حج البيت فريضة على كل مسلم قادر مرة في العمر.
  • جعل الله الكعبة قبلة للمسلمين في السنة الثانية للهجرة.
  • منذ ذلك الحين، أصبحت الصلاة نحو الكعبة واجبة على المسلمين [١٨].

وصلات خارجية

الهوامش

  1. مائده/سوره۵، آیه۹۷.مائده/سوره۵، آیه۲
  2. حج/سوره۲۲، آیه۲۹ حج/سوره۲۲، آیه۳۳
  3. الحر عاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعة، ج۱۳، ص۲۴۲
  4. آل عمران/سوره۳، آیه۹۶- ۹۷
  5. الشیخ صدوق، من لا یحضره الفقیه، ج۲، ص۱۹۰ – ۱۹۱
  6. الحر عاملی، محمد بن حسن، وسائل الشیعة، ج۱۳، ص۲۴۱
  7. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج۴، ص۱۸۸-۱۹۰
  8. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج۴، ص۱۹۱
  9. کاشف الغطاء، جعفر، کشف الغطاء، ج۲، ص۱۴۶
  10. گلپایگانی، سیدمحمدرضا، الدر المنضود، ج۳، ص۳۳۹
  11. النجفی، محمدحسن، جواهر الکلام، ج۲۰، ص۶۳ - ۶۴
  12. النجفی، محمدحسن، جواهر الکلام، ج۷، ص۳۴۹ - ۳۵۰
  13. النجفی، محمدحسن، جواهر الکلام، ج۷، ص۳۵۳
  14. الحسینی عاملی، سیدجواد، مفتاح الکرامة، ج۳، ص۴۱۸
  15. ابن اثیر، الکامل فی التاریخ، ج۱، صص ۸۱ و ۸۲؛
  16. ابن اثیر، الکامل فی التاریخ، ج۱، صص ۸۱ و ۸۲؛
  17. خرمشاهی بهاءالدین، کعبه، در دانشنامه قرآن و قرآن‌پژوهی، ج۲، ص.۱۸۸۳
  18. ثقافة الفقه مطابق بمذهب اهل البیت علیهم‌السّلام، ج1، ص476