انتقل إلى المحتوى

المؤتمر الدولي الرابع والثلاثون للوحدة الإسلامية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٤:٣٦، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات)

الخطوة الثانية للثورة

المؤتمر الدولي الرابع والثلاثون للوحدة الإسلامية، تحت عنوان «التعاون الإسلامي في مواجهة الكوارث والمصائب»، انطلق يوم الخميس 8 آب 1399 هـ ش، الموافق 15 ربيع الأول 1442 هـ ق، و29 أكتوبر 2020 م، بحضور مفكرين وعلماء من داخل وخارج إيران ومن الدول الإسلامية، من بينهم الدكتور حميد شهریاري، الأمين العام لمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والدكتور محمدباقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، والدكتور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، والشيخ راويل عين الدين، رئيس إدارة الشؤون الدينية للمسلمين في روسيا، وعيسى أحمد قاسم، زعيم الشيعة في البحرين، والعلامة الدكتور الشيخ مهدي الصميدعي، مفتي أهل السنة ورئيس دار الإفتاء في العراق، والشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـحزب الله لبنان، والدكتور ملك محتشم خان، الأمين العام للجماعة الإسلامية في الهند، والدكتور بو عبد الله غلام الله، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في الجزائر، والعلامة الشيخ شمس الدين شرف الدين، مفتي اليمن، والشيخ عبد العزيز بن جنيد، المفتي الأكبر لسلطنة بروناي (دار السلام)، والدكتور محمد غورمز، رئيس مؤسسة الفكر الإسلامي، والدكتور قبلة أياز، رئيس المجلس الأيديولوجي في باكستان، وجوبينغ ما، الأمين العام للجمعية الإسلامية في الصين، وحجة الإسلام والمسلمين السيد عمار حكيم، رئيس المجلس الأعلى العراقي، والدكتور نوري المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة في العراق، والشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، والشيخ ماهر حمود، الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة في لبنان.

مراسم الافتتاح

حجة الإسلام حميد شهریاري، الأمين العام لـمجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی، في مراسم افتتاح المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الإسلامية، قدم تقريرًا عن الأنشطة التي أُجريت لإقامة هذا المؤتمر الافتراضي، وقال: من برامج المؤتمر لهذا العام مائدة مستديرة بعنوان «دور القائد الكبير للإسلام الشهيد قاسم سليماني في الوحدة وأمن العالم الإسلامي» وأخرى بعنوان «خيانة الغرب لأهداف فلسطين ودور محور المقاومة في تحييد تأثيرات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني». وأضاف: سيُعقد في هذا المؤتمر عدة ندوات غير حضورية، منها ندوة حول التعاون الإسلامي في مواجهة المصائب والكوارث، تتناول محاور مثل «الأسس والتحديات الدينية والروحية في مواجهة الكوارث والمصائب»، «الإمكانات الاستراتيجية للعالم الإسلامي في مواجهة المصائب والكوارث»، «دور العلماء والنخب المسلمين»، «دور الإعلام في التوعية ونشر ثقافة التعاون»، «التهديدات والفرص في الفضاء الإلكتروني في عصر كورونا للعالم الإسلامي»، «العالم بعد كورونا والسيناريوهات الجديدة السياسية والاجتماعية والثقافية في العالم الإسلامي»، و«التحديات الثقافية والاقتصادية والسياسية للغرب في مواجهة كورونا». واستطرد شهریاري: بسبب انتشار فيروس كورونا، يُعقد مؤتمر الوحدة هذا العام بشكل افتراضي، وقد أعلن 161 متحدثًا من العالم الإسلامي ودول أخرى، و92 مفكرًا داخليًا في مجال التقريب موافقتهم على إلقاء كلمات حول مسائل ومشكلات العالم الإسلامي، ومن المتوقع أن يصل مجموع هذه الكلمات إلى 350 كلمة.

رسالة آية الله مکارم شیرازی

آية الله مکارم شیرازی، في رسالة مصورة إلى المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الإسلامية، اعتبر إقامة هذا المؤتمر من الفخر والمبادرات المهمة للغاية. وأكد أن المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية حركة مهمة في مواجهة المعادين لـالوحدة الذين قاموا بثورة وينقلون رسائل الوحدة إلى العالم الإسلامي. المسلمون قوة عظيمة في العالم، بشرط أن يحافظوا على اتحادهم. يحاول العدو ألا يرى القوة الإسلامية العظيمة أمامه وألا تكون مزعجة لمصالحه، لذا يسعى إلى خلق الخلاف وإثارة الفتنة بين المسلمين.

معارضو الوحدة

مراجع التقليد الشيعة قسموا معارضي الوحدة إلى ثلاث مجموعات، وأكدوا أن نشاط هذه المجموعات يجب إحباطه، وقالوا:

  • المجموعة الأولى هي المتطرفون الذين يلهبون نار الخلافات دائمًا، وهم موجودون في مختلف المذاهب، ويجب الوقوف أمامهم.
  • المجموعة الثانية هي الوهابيون الذين يعتبرون أنفسهم فقط مسلمين ويكفرون الآخرين من شیعه وسنی، ولذلك يعارضون الوحدة الإسلامية.
  • المجموعة الثالثة هي الأجانب، الغربيون، أمريكا وإسرائيل المحتلة، الذين يعملون على إثارة الخلاف ومنع الوحدة الإسلامية.

وأضافوا: هذه المجموعات الثلاث مشغولة دائمًا بأعمال ضد الوحدة، ولذلك أخذ المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية، الذي يُعقد سنويًا، زمام المبادرة ووقف في مواجهتهم، وكان مؤثرًا بحق. ووصف مرجع التقليد الشيعي رسالة الوحدة بأنها رسالة عقلانية، والاختلاف رسالة شيطانية، وقال: الناس يتقبلون الرسالة الأخلاقية أفضل من الرسالة الشيطانية، لذا فإن المؤتمر يحمل مسؤولية كبيرة، وأفضل طريق للوصول إلى الوحدة هو مراعاة التعاليم الإسلامية، خصوصًا التعاليم القرآنية. من المدهش حقًا أن هناك من يرون آيات القرآن ولكنهم يلهبون نار الخلاف.

الوحدة من منظور القرآن

آية الله مکارم شیرازی في استكمال كلمته تناول موضوع الوحدة من منظور القرآن الكريم، وقال: عادةً عندما يُذكر موضوع الوحدة، تُتلى الآية قالب:متن قرآن، وهذا صحيح، فحبل الله هنا يعني القرآن، أي تمسكوا جميعًا بالقرآن الكريم ولا تفرقوا. وأشار إلى آية أخرى مهمة جدًا عن الوحدة في قالب:متن قرآن، حيث يحث القرآن المسلمين على عدم أن يكونوا مثل الذين فرقوا واختلفوا، فالقرآن ينهى صراحة عن إثارة الخلاف. وأضاف: نحن نتعجب من بعض الذين رأوا هذه الآيات ومع ذلك يلهبون الخلافات. وصف مرجع التقليد تعابير القرآن حول الوحدة الإسلامية بأنها أساسية ومهمة جدًا، وقال: قالب:متن قرآن، أي أطيعوا الله ورسوله ولا تختلفوا فتضعفوا وتذهب ريحكم.

الوحدة روح المذهب

أضاف: روح المذهب هي الوحدة، عندما تختلفون وتتشاجرون تضعفون، وعندما تضعفون تذهب روح الوحدة، وهذه بداية بؤسكم. هذه الآية تنفي التفرقة بوضوح، لكن هناك من المتطرفين والوهابيين لا يعيرون هذا اهتمامًا، وبالطبع لا نتوقع ذلك من الأجانب الذين لا يهتمون بهذه الأمور ويعملون على إثارة الخلاف. وأوضح مفسر القرآن الكريم أن القرآن يقول قالب:متن قرآن: قل هو القادر أن يرسل عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلکم أو يلبسکم شيعًا، أي أن الله قادر على إرسال العذاب من السماء أو الأرض، أو أن يفرقكم إلى فرق متناحرة. وأضاف أن الصاعقة من العذاب السماوي، والزلازل من العذاب الأرضي، والعذاب الثالث هو إثارة الخلاف، وهذا العذاب صرح القرآن بأنه مساوي للصاعقة والزلازل. وتسائل: هل يقرأ الوهابيون هذه الآيات؟ هل يهتمون بتعاليم القرآن؟ القرآن يساوي إثارة الخلاف بالصواعق والزلازل، فكيف تذهبون إلى التفرقة؟! وأشار آية الله مکارم شیرازی إلى وجود تعابير أشد في القرآن، مثل قالب:متن قرآن: لا تكونوا من المشركين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا، أي أن التفرقة مساوية للشرك. وأضاف: القرآن يصف اليهود في قالب:متن قرآن: ظننتهم جميعًا وقلوبهم شتى، لأنهم قوم لا يعقلون، أي أن الخلاف نوع من الجهل، والعقل يدعو إلى الوحدة، خاصة في زماننا هذا حيث الوحدة الإسلامية هي القضية الأولى.

التفرقة أداة العدو لإثارة الخلاف

أكد مراجع التقليد الشيعة أن المسلمين قوة عظيمة في العالم بشرط الحفاظ على الاتحاد. وأضافوا أن العدو يحاول ألا يرى القوة الإسلامية العظيمة أمامه ولا يزعج مصالحه، فيسعى لإثارة الخلاف بين المسلمين. وأشاروا إلى أن أعداء كثيرين قد أوقعوا الدول الإسلامية في الفتن وأحدثوا خلافات بين المسلمين، وأنهم أنشأوا جماعات مثل داعش وألقوا بهم على المسلمين. وقالوا إن العدو يسعى لتدمير القوة الإسلامية من خلال المسلمين أنفسهم لأنها أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا، وبدلاً من الدخول في حرب مباشرة مع المسلمين، يوقعهم في صراعات داخلية. وعبروا عن أملهم في عودة الجميع إلى القرآن والتمسك بتعاليمه، مشيرين إلى أن القرآن يدعو إلى الوحدة في عدة آيات، وإذا جمعت تشكل كتابًا كاملاً عن الوحدة الإسلامية.

الوهابيون والمتطرفون

أشاروا إلى وجود جماعات لا تفهم أو لا تريد أن تفهم، وقد تكون أدوات للأجانب لتحريض المتطرفين والوهابيين، الذين هم أدوات بيد الأجانب يحاربون الوحدة الإسلامية. وأكد مرجع التقليد أن المؤتمر الدولي للوحدة يقدم خدمات مهمة، ويجب على الجميع إعطاؤه أهمية وتنفيذ قراراته، والسعي لجعله أقوى كل عام، لأن العدو يفكر سنويًا في خطط جديدة للتفرقة، ويجب علينا التفكير في خطط جديدة للوحدة لإحباطهم.

السعي من أجل الوحدة

آية الله مکارم شیرازی اعتبر كل جهد من أجل الوحدة الإسلامية عبادة عظيمة وقيمة، وقال: السعي للوحدة يتوافق مع التعاليم الإسلامية والقرآنية، ونأمل أن يستيقظ الغافلون ويغيروا طريقهم، وأن يتحرك الجميع في سبيل الوحدة الإسلامية. وختم بشكره لمنظمي المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية، معربًا عن تقديره لجهودهم، ومتمنيًا لهم التوفيق، مؤكداً أنهم يقومون بعمل مهم وأساسي في العالم الإسلامي، ويجب على الجميع شكرهم والتعاون معهم.

المتحدثون

رئيس مجلس الشورى الإسلامي

محمدباقر قالیباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، قال في افتتاح المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الإسلامية، الذي عقد عبر الويب: إن المشتركات بين الأمة الإسلامية كثيرة جدًا بحيث لا تبقى أي ذريعة للتفرقة والصراع، ومن ذلك أن القدس الشريف، كأول قبلة للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين، هو من عوامل الوحدة في العالم الإسلامي، وهو العامل الذي يُقاس به هوية واعتبار فلسطين والمسلمين في العالم. وأضاف: قضية فلسطين لا تزال القضية الأولى للعالم الإسلامي، ودعم قضية فلسطين والقدس الشريف هو الرابط بين المسلمين في كل أنحاء العالم. رغم ذلك، نشهد الآن محاولات في بعض أركان العالم الإسلامي تستهدف وحدة المسلمين والأمة الإسلامية، وللأسف بعض الحكام القليلين في الدول الإسلامية خذلوا محور وحدة العالم الإسلامي وعملوا على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مؤسسين بذلك التفرقة بين الأمة الإسلامية. قالیباف أضاف: في عالم مضطرب اليوم، المسلمون بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى السلام والطمأنينة والأمن والرفاه والتعاون والتفاهم والتقارب والتضامن والحركة السريعة نحو «إحياء الحضارة الإسلامية الجديدة» بدلاً من الحرب وعدم الأمان والصراعات والتنازع والتفرق.

أسبوع الوحدة، رمز تماسك الأمة الإسلامية

قالیباف: أسبوع الوحدة هو رمز تماسك الأمة الإسلامية، والوحدة والأخوة الإسلامية من المبادئ الأساسية والأساسية في الإسلام. التمسك بسيرة وسنة النبي الرحمة النبي محمد مصطفى (صلى الله عليه وآله) والقرآن الكريم كان دائمًا أكبر عامل للوحدة عبر العصور الإسلامية، ورسالة النبي الخالدة عبر الزمان والمكان بشارة أمل لخلاص البشرية. وأضاف: رسالة النبي الأكرم فصل جديد في حياة البشر ومنبع تحولات من عصر الجهل إلى عصر النور والضياء، ومكمل رسالة الأنبياء العظام نوح، إبراهيم، موسى وعيسى، والقرآن الكريم معجزة خالدة نزلت على النبي الأكرم، وهو كتاب سماوي آخر مثل التوراة، الإنجيل والزبور، وهو من عوامل الوحدة الرئيسية بين الأمة الإسلامية، يدعو الجميع إلى التوحيد والوحدة والابتعاد عن الخلاف والتفرق. تابع رئيس المجلس: بلا شك، الاستجابة العملية لدعوة النبي الخاتم لن تؤدي إلا إلى الوحدة والتقارب والتماسك بين الأمة الإسلامية. كل إساءة أو تجاسر على مقام النبي العظيم وكتاب الله الكريم إهانة لجميع الأنبياء والكتب السماوية، وكل فرد أو جهة تقوم بهذا التصرف لم تفهم الدين والأخلاق والروحانية والإنسانية.

اختلاف الرأي يؤدي إلى وحدة حقيقية

قال: إذا فهمت الوحدة الإسلامية بشكل صحيح، فإن الاعتراف بها سيأتي معها. في هذا المسار، بالإضافة إلى فهم واتباع الآيات، الأحاديث، سيرة النبي والأئمة الأطهار، فإن النظر في سلوك العلماء البصيرين والواعيين في التاريخ المعاصر يوضح جهودهم المجتهدة لتقوية الوحدة. يكفي أن نقرأ صفحات من حياة علماء بارزين مثل سيد جمال الدين الأسدي، سيد قطب، الشيخ محمد عبده، آية الله بروجردي، كاشف الغطاء، الشيخ محمد الغزالي، محمد جواد مغنية، الإمام موسى الصدر، الشيخ محمود شلتوت، الإمام الخميني، وسيرة ونداء الوحدة لمقام المرجع الأعلى آية الله خامنئي، لنقتنع بضرورة الوحدة ولا نشك فيها. قالیباف أضاف: الوحدة في التيار الرئيسي والأساسي للإسلام لا تتعارض مع اختلاف الآراء بين وجهات النظر المختلفة، بل تؤدي إلى «وحدة حقيقية». الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتابع هذا الهدف بدقة، رغم أن هذا الهدف تعرض لهجمات من التكفيريين وداعش في فترات مختلفة. وأضاف: كما أن التكفيريين المتطرفين، خاصة في العقد الأخير، زعموا زورًا أنهم يمثلون الإسلام وكانوا سبب النزاع والصراع في المنطقة، هناك أقلية من المسلمين، من أهل السنة والشيعة، يقرعون طبول الفرقة دون إدراك مصالح الإسلام والمسلمين، ويجب إدانة كلا التيارين. نعتقد أنه إذا قُصرت الأيادي المفرقة في العالم الإسلامي، فلن يكون هناك مشاكل بين أكثر من مليار ونصف مسلم، بل سيكونون داعمين لبعضهم البعض.

الوحدة الإسلامية استراتيجية دائمة

قالیباف أضاف: الثورة الإسلامية والإمام الخميني كانوا منذ البداية منادي الوحدة، والإمام خامنئي، القائد الحكيم للثورة الإسلامية، يعتبر «تقريب المذاهب والوحدة الإسلامية» استراتيجية دائمة وليست تكتيكًا مؤقتًا. اليوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بثقة وفخر، تقدم نموذجًا للتفاهم والتعايش السلمي والاحترام بين أتباع المذاهب الإسلامية، ورغم جهود الجهات المفرقة والمبغضة، فإن التعايش السلمي والمودة بين الأديان والمذاهب المختلفة في إيران يثبت إمكانية تحقيق الوحدة من مجرد كلام في المحافل المحدودة إلى واقع بين الجماهير.

تهديد كورونا فرصة لتوحيد المجتمعات الإسلامية

قال: اليوم، العالم يكافح فيروس كورونا اللعين. نحن نعلم جيدًا أن أزمة كورونا ليست مجرد مسألة صحية، بل هي أزمة ذات دلالات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، وأثرت على الدول والشعوب. كورونا من المجالات التي يحتاج فيها المسلمون إلى التعاون والتضامن لمواجهتها بجدية. قالیباف أضاف: أؤمن أننا نستطيع تحويل تهديد كورونا إلى فرصة للتعاون واتحاد المجتمعات الإسلامية. الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بتكاتف شعبها، تتجاوز هذه المحنة الصعبة بفخر، وقد قامت خلال ثمانية أشهر رغم العقوبات الظالمة من قبل حكام أمريكا بإجراءات فعالة ومهمة. البيت الأبيض، من خلال فرض عقوبات دوائية وعدم دعم الشعوب في هذه الأزمة، أثبت عمليًا أنه في أوقات الأزمات الجماعية يفكر فقط في مصالحه دون مراعاة مشاكل الدول الأخرى. وأضاف: علاوة على ذلك، أظهرت الإدارة الأمريكية ضعفًا إداريًا في أزمة كورونا، حيث سجلت أكثر من 220 ألف وفاة، مما يجعلها الأعلى في العالم، والاحتجاجات الشعبية بسبب المشاكل الاقتصادية مثل البطالة والتفرقة العرقية دليل واضح على وجود عنصرية منهجية في المجتمع الأمريكي.

انتظار المؤتمر

قالیباف أضاف: من المتوقع في المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي نشهده الآن افتتاحه، التأكيد على أولوية تحرير القدس الشريف، القبلة الأولى للمسلمين في العالم، وتشكيل دولة فلسطينية موحدة في كامل هذه الأرض التاريخية عاصمتها القدس الشريف. بالتأكيد، التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل بعض الدول العربية القليلة هو خيانة واضحة لقضية فلسطين، لكنه لا يؤثر على إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني الأصيل في استعادة حقوقه. وأضاف: بالنظر إلى سرعة واتساع وتيرة التحولات العالمية، من المتوقع أن يقوم العلماء والنخب والمفكرون في العالم الإسلامي بتوعية شاملة للشباب، في مجال الفكر الإسلامي النقي، مستفيدين من جميع الإمكانات، بما في ذلك فرص الفضاء الإلكتروني، للعب دور فعال في الوحدة والتضامن بين المسلمين وجميع الأديان السماوية من أجل السلام والأمن والرفاه في الدول الإسلامية. تابع رئيس المجلس: من المناسب أن نعمل على إنشاء آلية جديدة وعملية وفعالة لمواجهة فيروس كورونا، ودعم الدول الإسلامية، ضمن توصيات هذا المؤتمر الموحد.

رئيس وزراء ماليزيا الأسبق

الدكتور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، في رسالة فيديو إلى المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين مؤتمر الوحدة الإسلامية، قال: في البداية أود أن أعرب عن شكري لمنظمي المؤتمر الذين دعوني للمشاركة وإتاحة الفرصة لي لعرض آرائي في هذا المؤتمر الذي أعتقد أنه يعقد في فترة حساسة. وأشار الدكتور مهاتير إلى أن أوضاع العالم الإسلامي اليوم مضطربة، وقال: للأسف لا نتوانى عن أي جهد لتدمير بعضنا البعض، وغالبًا ما نطلب مساعدة من غير المسلمين في هذا المأدب، وهم بكل سرور يقدمون لنا أدوات اليأس. وأضاف: علماؤنا الكبار يعلمون جيدًا أن الإسلام بدأ برسالة الوحي الإلهي إلى رسول الله النبي محمد (صلى الله عليه وآله). إذا قبلنا هذا، فعلينا أن نعترف بأننا تجاهلنا العديد من تعاليم القرآن. حتى بعض الكوارث «الطبيعية»، مثل التغيرات المناخية، هي نتيجة إهمالنا لنواهي القرآن. إذا اعترفنا بعدم التزامنا بتعاليم ديننا النقية وعدنا إلى القرآن، فأنا واثق أن معاناتنا ستنتهي.

رئيس إدارة الشؤون الدينية للمسلمين في روسيا

الشيخ راويل عين الدين، رئيس إدارة الشؤون الدينية للمسلمين في روسيا، في رسالة فيديو إلى المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين مؤتمر الوحدة الإسلامية، قال: نيابة عن 25 مليون مسلم في روسيا، أشكر مجمع التقريب العالمي على تنظيم وإقامة هذا المؤتمر. لقد تمكنتم، رغم كل القيود والمشاكل الحالية، من عقد المؤتمر بشكل جيد جدًا. وأضاف: هذا المؤتمر وفر فرصة ممتازة لجميع الأعضاء للنقاش حول أهم قضايا الأمة الإسلامية والبشرية اليوم، ولطرح حلول عملية لمشاكل الأمة الإسلامية الراهنة. جائحة كورونا جعلت البشرية تواجه العديد من القضايا والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والسياسية، ولكننا وصلنا جميعًا إلى فهم أن القضية الأساسية في جائحة كورونا هي قضية أخلاقية. كيف نتصرف تجاه هذه المسألة، وكيف تتغير صفاتنا الإنسانية في الظروف الحرجة. وتابع: هذه الفترة والصعوبات والتغيرات في السلوك تظهر أننا في اختبار كبير للإنسانية والأخلاق. سلوكنا الفردي والاجتماعي في هذه الأزمة سيكون مؤشرًا لاستمرار حياتنا. لذلك يجب أن نكون حذرين جدًا في تصرفاتنا في الظروف الحرجة والاستثنائية.

خطيب المسجد الأقصى

الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة العليا الإسلامية في فلسطين، في المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين مؤتمر الوحدة الإسلامية، قال: حمل الله تعالى رسالته الشاملة على عاتق رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله). ويقول القرآن الكريم في هذا السياق: قالب:متن قرآن. إنه رحمة إلهية للبشرية جمعاء، ليس فقط للعرب والمسلمين، بل هدية ورحمة لكل البشر. لذلك يجب على المسلمين أن يحافظوا على هذه المناسبة العطرة اقتداءً بالنبي العظيم. وأضاف: في الوقت نفسه مع إحياء هذه المناسبة، يجب أن نضع السيرة النبوية في جدول أعمالنا ونشجع المسلمين على دراسة السيرة النبوية، ليقرؤوا القرآن الكريم معها ويعملوا بها. وأشار عكرمة صبري إلى أننا نحتفل بمولد النبي الكريم في وقت يشن فيه الغرب هجومًا وحشيًا على الإسلام، وهذا يعني أن الغرب يسمم المجتمعات منذ القدم، خصوصًا فرنسا التي لها تاريخ أسود. وأضاف: فرنسا والغرب كله يحاولون من خلال نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة أن يقللوا من مكانة النبي الكريم، وهدفهم السخرية والاستهزاء، وهذا أمر مزعج لأنه يتعارض مع حرية العبادة وحرية الفكر والتعبير. وأكد خطيب المسجد الأقصى: نحن المسلمون ندين إجراءات الغرب في نشر هذه الرسوم المسيئة، فهي تعني الفشل الأخلاقي والغباء الذي يمارسه الغرب ضد الدين الإسلامي العظيم. ونحن نؤكد أن ديننا دين تسامح، ويعترف بـنبوة جميع الأنبياء، ومن ثم فإن إهانة رسول الإسلام هي إهانة لكل الأنبياء، لأنهم نور واحد وهو النبوة التي منحها الله تعالى لهم. وأوضح: نؤكد مرة أخرى أننا جميعًا ملتزمون بهذه العهدة التي تحافظ على مبادئنا وثوابتنا في فلسطين، ولن نلتفت إلى إغراءات الغرب، وسنبقى جنبًا إلى جنب، لأن جميع المسلمين جسد واحد وأساس واحد كما أكد رسول الله صلى الله عليه وآله.

زعيم شيعة البحرين

آية الله الشيخ عيسى قاسم، زعيم شيعة البحرين، في المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين مؤتمر الوحدة الإسلامية، قال: رحمة الله تعالى ظاهرة وباطنة، وفضله مرئي وغير مرئي، ولا يصدر عن كمال الذات والصفات إلا فعل كامل وعمل كامل. رئيس شيعة البحرين اعتبر الابتلاء سنة لتعلم الحكم الإلهية، وقال: الابتلاء هو تجلٍ للحقيقة الإنسانية التي يمكن أن تكون شرًا أو خيرًا؛ قالب:متن قرآن: ونبلوكم بالشر والخير فتنة، ونحن نبتليكم بالشر والخير والبر والشر لتختبروا. وأشار: عندما يظهر الشر والقبح في سريرة العبد، يظهر عدل الله للعبد نفسه وللناس، وإذا لم يكن عدل الله، سواء ظهر حال العبد المذنب للناس أم لم يظهر، فهو سواء. الابتلاء يفرق بين الصالح والطالح عمليًا وواضحًا، بحيث لا يكون للعباد حجج ظاهرية باهتة ومزيفة يوم القيامة، حيث تتكلم أعمالهم نيابة عنهم وتشهد عليهم أعضاؤهم، وهذا يستلزم أن يتعرض الناس للابتلاء وتنكشف حقائقهم. ذكر عيسى قاسم: البلاء الذي يرجى أن يعيد الأمة إلى الطريق الصحيح ويهذبها يختلف عن البلاء الذي يتعلق بحال الأفراد. الأمة اليوم تواجه ثلاثة بلاءات عظيمة هي امتحان مصيري: القضية الأولى هي فلسطين التي هي ألم الأمة، والثانية هي ألم تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، والثالثة هي مشكلة كورونا. وأكد أن الأمة كلها مسؤولة عن اجتياز امتحان هذه البلاءات الثلاثة، وقال: الأمة كلها معرضة لهذا الامتحان لقياس الصبر والمقاومة والشجاعة واليقظة والحفاظ على الوحدة وجدية الرسالة والشعور بالعزة والكرامة الحقيقية، التي تتعرض لهذه البلاءات في الحاضر والمستقبل وفي الدين والدنيا. وقال زعيم شيعة البحرين: الأمة لا سبيل لها إلا المقاومة والثبات ورفع نفسها لمواجهة التحديات والانتصار في الامتحان، وإذا اختارت الضعف والجهل ولم تستمع إلى نداء المقاومة من دينها والمؤمنين، فإنها ستسقط سقوطًا شديدًا.

بدون تغییر در محتوا و با رعایت کامل قالب ویکی‌پدیا شامل پیوندهای داخلی و ارجاعات، متن به عربی فصیح و معاصر ترجمه شد:

نائب الأمین العام لحزب الله اللبنانی

قال الشیخ نعیم قاسم، نائب الأمین العام لحزب الله اللبنانی في المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامي الرابع والثلاثين: إن الوحدة الإسلامیة قد أفضحت أيضًا التکفیریین ورفعت راية سمو الإسلام وأثبتت أن الإسلام طریق الأخوة والنصرة والنصر؛ وقد ثبّتت عزمنا على مواجهة التحدیات وأغلقت طریق التيارات المنحرفة للتأثیر على شعوبنا.

وأضاف في سیاق کلامه حول تطبیع العلاقات من قبل بعض الدول العربیة مع الکیان الصهیونی: إن خطوة بعض الدول في تطبیع العلاقات مع الکیان الصهیونی خیانة من الأنظمة الحاکمة بینما الأمل الحقیقي مع الأمم. إن التطبیع من قبل الإمارات، البحرین، السودان، وأیضًا السعودیة التي تقف خلفهم، هو جزء من مؤامرة دولیة للسیطرة على بلادنا وثرواتنا، وسرقة القدس وفلسطین من أیدینا. أولئك الذين أقدموا على التطبیع کانوا عبئًا خفيًا على كاهل الأمة الإسلامیة؛ والیوم قد انکشفت أیدی هؤلاء الحکّام وتبینت انحرافاتهم. وإن شاء الله سیکون هذا التطبیع خطوة کبیرة نحو سقوطهم.

وأکد نعیم قاسم: إن الرد اللائق على فعل أولئك الذین أقدموا على التطبیع هو الدعم الشامل للمقاومة. يجب أن یکون نظرنا نحو فلسطین، وجهاد شعبها، ووحدة فصائلها المختلفة لمواجهة الاحتلال.

الأمین العام لاتحاد علماء المسلمین في لبنان

قال الشیخ ماهر حمود، الأمین العام لاتحاد علماء المسلمین في لبنان في المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامي الرابع والثلاثين: خلال 41 عامًا من انتصار الثورة الإسلامیة في إیران، استطاعت إیران دخول میدان الجهاد، بصورة لم یدخلها أحد. ثبتت إیران الإسلامیة على قضیة فلسطین بینما لم یثبت أحد؛ سواء من حیث عدد السنین أو من حیث الکیفیة. هذا هو الأصل ویجب أن نؤکد علیه دائمًا.

وأضاف: إن جمهوریة إیران الإسلامیة التي أسسها الإمام الخمیني ویدیرها قائد الثورة المعظّم آیة الله السید علي الخامنئي بوعي وبصیرة واضحة وإرادة، تتحرک بثبات على هذا الخط. الیوم تقف جمهوریة إیران الإسلامیة ومؤسساتها وحدها أمام الکیان الصهیونی ولا تسمح له بمتابعة جرائمه بحریة. فی هذه الأثناء یجب علینا أن نكون جزءًا من مؤسسات هذه البلاد الکبیرة حتى یحقق الله أمره المحتوم المقدر.

وتابع ماهر حمود: إننا الیوم نواجه البلایا والمصائب ونتعرض للامتحان وأدنى مستویات هذه الامتحانات هو جائحة کورونا أو کووید-19. ومع أن هذا المرض قاسٍ جدًا ویتطلب منا الوقایة والتدریب، إلا أنه یجب أن نعلم أن المواجهات مع أمریکا وإسرائیل ومع من یتعاون معهم هو الخطر الأکبر وهو خطر دائم.

وقال ماهر حمود مشیرًا إلى ضرورة الوحدة بین المسلمین في العالم: الحقیقة أننا ما زلنا نعاني ونشعر أننا في کثیر من المراحل والمواقف أمام المتعصبین والجهلة والمتطرفین ضعفاء؛ سواء أهل السنة أو الشیعة. نعم، یتحاشى علماؤنا هنا وهناك أحيانًا قول الحق في موضوع فقهي لا شک فیه؛ ولیفضلون أتباعهم المقربین على الجماهیر الواسعة في العالم الإسلامي.

وقال مفکر العالم الإسلامي: هذه نقطة أرجو أن نتجاوزها بسیـرعة حتى لا نضعف أمام المتعصبین والجهلة، وأن یکون العلماء بحق قادة هذا الطریق، وأن یقولوا کل شیء، وأن یقفوا في وجـه المتعصبین والرجعیین في صفوفهم حتى نمضي جمیعًا إلى الأمام. نعم المتعصبون موجودون هنا وهناك، وأیضًا الرجعیون والجهلة یحصلون على دعم لا حصر له من المنظمات المستکبرة وحلفائها ومن هم جزء من مؤامراتهم، ولكن من الضروري أن نعتقد أنهم یتمتعون بجوارهم بالمال والدعم السیاسي والإعلامي الواسع، ونحن لنا الله بجوارنا.

کلمة قائد الثورة الإسلامیة في إیران

فی کلمة مباشرة تلفزیونیة بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامیة الرابع والثلاثین، هنّأ آیة الله الخامنئي الشعب الإیراني الشریف والأمة الإسلامیة الکبیرة بذکرى میلاد النبي الخاتم النبي محمد المصطفى (صلی الله علیه وآله) وبمیلاد الإمام جعفر الصادق (علیه السلام). ووصف وحدة العالم الإسلامي بأنها العلاج الحقیقي لمشاکل المسلمین. وأضاف مشیرًا إلى سیاسة المقاومة العاقلة في وجـه تطاولات أمریکا: إن السیاسة المحسوبة لجمهوریة إیران الإسلامیة لا تتغیر بدخول أو خروج الأشخاص في أمريكا.

وأکد على ضرورة تحرک المسؤولین واجتهادهم أکثر في ثلاثة مجالات: «الاقتصاد، والأمن، والثقافة»، وقال: إن الغلاء الأخیر لا مبرر له حقًا، ویجب على المسؤولین أن یرفعوا هذه الصعوبات من حیاة الشعب بالتنسیق والجدیة.

غضب الأمة الإسلامیة أمام الإساءة إلى النبي

في الجزء الأول من کلمته، وصف سماحة آیة الله الخامنئي بعض آیات القرآن الکریم حول النبي الأکرم محمد (ص) بأنها ذات مناسبة واضحة مع الوضع الحالي للبشر، وأضاف: إن الله تعالى یقول في القرآن: "لقد جاءکم رسول من أنفسکم عزیز علیه ما عنتم حریص علیکم بالمؤمنین رءوف رحیم". والیوم، بینما المجتمع البشري یعاني أکثر من أي وقت مضى، فإن روح رسول الله (ص) الطاهرة تتألم من هذا الألم والمعاناة البشریة، ومثل الأب الرؤوف تسعى لهدى وسعادة المجتمعات البشریة.

وذکر سماحته أن المستکبرین یسئون استخدام العلم والتکنولوجیا لأغراض خبیثة مثل الظلم، وإشعال الحروب، والإرهاب، ونهب موارد الأمم، وأضاف: إن فرعون کان یظلم داخل حدود مصر فقط، أما فرعون العصر الحالي، أي أمریکا، فإنه باستخدام التقدم العلمي یغزو بلدانًا أخرى ویشعل الحروب وعدم الأمان والنهب.

وأضاف سماحته مشیرًا إلى العداء والمواجهة الشاملة من قبل الاستکبار والصهیونیة ضد الإسلام: إن آخر نموذج لهذا العداء الخبیث، هو شتم وجه النبي النوراني (ص) بلغة الکاریکاتور، ودعم رئیس جمهوریة فرنسا لهذا الفعل القبیح، الأمر الذي أظهر مرة أخرى أن وراء مثل هذه القضایا أیدی خفیة.

وقال: یقولون إن شخصًا قد قُتل، حسنًا، اظهروا التأثر والحب تجاهه، فلماذا تدعمون صریحًا ذلك الکاریکاتور الخبیث؟ إن الدعم المرّ والقبیح من قبل حكومة فرنسا وبعض الدول الأخرى یظهر أن وراء هذه الأعمال المهینة، مثل الفترات السابقة، تشکیل وتخطیط.

واعتبر قائد الثورة الإسلامیة في إیران أن الاحتجاج والغضب العام للأمة الإسلامیة تجاه الإساءة إلى حضرت النبي (ص) دلیلاً على حیاة الأمة الإسلامیة، وأضاف: وبالطبع، على عکس معظم الحکومات، فإن بعض رجال الدولة في العالم الإسلامي أظهروا مرة أخرى حقارتهم ولم یحتجوا على هذا العمل القبیح.

وأضاف سماحته مشیرًا إلى إجراء الحكومة الفرنسیة بربط دعمها لهذا الکاریکاتور المهین بحریة التعبیر وحقوق الإنسان: إن حكومة تدّعي هذا الادعاء، وهي التي تؤوي في بلدها أقسى وأوحش إرهابیي العالم، والذین تلوثت أیدیهم بدماء آلاف من الناس وعشرات من المسؤولین الإیرانیین، وقدّمت أثناء الحرب المفروضة أکبر الدعم لذئب متعطش للدماء مثل صدام، وتقمع شعبها في سبت الاحتجاجات، وتتحدث فی نفس الوقت عن الحریة وحقوق الإنسان!

واعتبر قائد الثورة الإسلامیة دفاع رئیس الجمهوریة والحكومة الفرنسیة عن الوحشیة الثقافیة والفعل المجرم لصاحب ذلك الکاریکاتور، ودفاع تلك الدولة عن المنافقین وصدام، وجهین لعملة واحدة، وقال: إن القضیة الأخیرة، والتي تکررت في السنوات الماضیة أيضًا في قالب الإساءة إلى القرآن والنبی العزیز في أمريكا والدول الأوروبیة، تظهر الذات الظلمانیة والوحشیة للحضارة الغربیة.

وأکد: وبالطبع، كما أن أراذل مکة والطائف في صدر الإسلام لم یستطیعوا إخفاء اسم النبي المقدس، فإن هذه المساعي الشنیعة الیوم لن تنجح أیضًا، ولا تستطع أن توقع أي خدش في شرف وعظمة وجلال خاتم المرسلین.

الوحدة تمهد لحل مشاکل العالم الإسلامي

في جزء آخر من کلمته، وفي بیان لأهمیة "أسبوع الوحدة" غیر المدرک، ذکّر قائد الثورة الإسلامیة بالأحداث الدامیة في بعض البلدان الإسلامیة مثل سوریا، العراق، لیبیا، الیمن، أفغانستان، وقال: عندما أعلن الإمام الراحل (قدس سره) أیام میلاد النبي الخاتم (ص) "أسبوع الوحدة"، فإن کثیرین لم یدرکوا عمق وأهمیة هذا الإجراء، ولیوم أصبح واضحًا أن وحدة العالم الإسلامي ثمینة جدًا، ولو تحققت کانت ستمنع وقوع کثیر من الخلافات والحروب الدامیة في المنطقة.

وفي هذا السیاق، انتقد بشدة الإجراء الخبیث لبعض الدول في تطبیع العلاقات مع النظام الغاصب الصهیونی، وقال: هؤلاء الفاسدون یبدون ارتیاحهم ویتفاخرون بعملهم الذلیل، ولیعلموا أنهم أصغر من أن ینهوا قضیة فلسطین، ومم لا شک فیه أن النظام الغاصب القاتل المجرم سیزول، وتصبح فلسطین لفلسطینیيها.

وقال قائد الثورة الإسلامیة: للأسف، في ذلک الیوم، لم تُفهم أهمیة مبادرة الإمام الکبیر، یعنی «اتحاد المذاهب الإسلامیة في التوجهات العامة»، بشكل صحیح، لكن العدو بإدراکه لخطر هذه السیاسة في تقلیل نفوذه، صمم ونفذ برامج عملیة لمواجهتها.

مراکز إنتاج أفکار مناهضة للتقریب، مؤامرة الأعداء

عدّد سماحته «إنشاء مراکز إنتاج أفکار مناهضة للتقریب»، و«إنشاء جماعات تکفیریة مثل داعش»، و«إیقاع الغافلین في صراعات بینهم» من بین البرامج العملیة للعدو لتعطیل الوحدة، وأضاف: وبالطبع، فإن إثم بعض حکومات المنطقة ورؤسائها الذین قدّموا الدعم المالي والتسلیحي لجماعات إرهابیة، أکبر من إثم الذین انضموا إلى هذه الجماعات بتعصب وجهالة، وفي هذه القضیة ارتکب الأمریکیون والسعودیون الجریمة الرئیسیة.

واعتبر سماحة آیة الله الخامنئي أن الجریمة الأخرى للأمریکیین هي غزوهم لبلدان مسلمة مثل أفغانستان وسوریا، وقال: في العراق لن یسمح الشباب الغیور للأمریکیین بالتسلل، لأن نتیجه وجود أمریکا في أي نقطة من العالم لم تکن إلا ایجاد عدم الأمان، والتدمیر، والحرب الأهلیة، وإشغال الحکومات.

ورأى سماحته أن علاج الحوادث المرة للعالم الإسلامي مثل «الحرب لمدة خمس سنوات في الیمن وقصف الشعب بوحشیة على أیدی السعودیین» أو «استهانة بعض الحکومات الذلیلة بالأمة الإسلامیة بتجاهل قضیة فلسطین» رهن باتحاد المسلمین، وأکد: إن مشاکل ومتاعب حکومات وشعوب البلدان الإسلامیة من کشمیر إلى لیبیا ستزول ببرکة وحدة الأمة الإسلامیة.

حرکة الطلاب في 13 آبان عام 1357 هـ.ش

في جزء آخر من کلمته، أشاد قائد الثورة الإسلامیة بمناسبة 13 آبان وذکرى إقدام طلاب خط الإمام على احتلال وكر جاسوسیة أمریکا في عام 1357 هـ.ش (1978 م)، وقال: هذا الیوم هو مثال لنضال الشعب الإیراني ضد [[الاستكبار|الاستکبار»، وكان عمل الطلاب إجراءً رمزیًا ومناسبًا في النضال ضد [[الاستكبار|الاستکبار».

واعتبر سماحته نظام أمريكا المستکبر جامعًا لصفات قبیحة مثل إشعال الحروب، الإرهاب وتربیة الإرهابیین، والتطفل، والفساد، والانحصاریة، وأضاف: إن إجراء الطلاب في مواجهة مثل هذه الظاهرة هو عین العقلانیة، أما الاستسلام والخضوع للقوة فهو ضد العقلانیة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامیة الحرکة الثوریة للطلاب في 13 آبان حرکة دفاعیة وعقلانیة تمامًا، وقال: لسنا نحن من بدأ الإجراء ضد الأمریکیین، بل بعد انتصار الثورة، کانوا هم من بدأوا العداء للشعب الإیراني بإصدار قرار في الكونجرس، وإنشاء جماعات إرهابیة، وتخطيط ودعم الانقلابات، وترتیب نشاطات جاسوسیة واسعة في سفارتهم.

وأضاف سماحة آیة الله الخامنئي: یظن البعض أن أیة حکومة إذا استسلمت لمطالب وسیاسات أمريكا سوف تستفید، بینما الحکومات المستسلمة في وجـه تطاولات أمريكا قد تلقت أکبر الضربات وازدادت متاعبها.

سیاسة إیران تجاه أمريكا

وأکد سماحته على أن سیاسة جمهوریة إیران الإسلامیة تجاه أمريكا محسوبة ومحددة ولا تتغیر بدخول أو خروج الأشخاص، ولاحظ: قد تحدث أحداث مع مجيء أو عدم مجيء شخص، ولكنها لا ترتبط بنا بأیة حال، ولن تؤثر على سیاسة جمهوریة إیران الإسلامیة.

واعتبر قائد الثورة الإسلامیة أوضاع النظام الأمريكي مثیرة للمشاهدة، وأضاف: رییس الجمهوریة الحالي الذي على رأس العمل والمفترض أن یدیر الانتخابات یقول: هذه أكثر انتخابات أمریکیة تزویـرًا، ومنافسه یقول: ترامب ینوي التزویر على نطاق واسع.

واعتبر سماحة آیة الله الخامنئي هذا الوضع نموذجًا للوجه القبیح لللیبرالیة الدیمقراطیة، وقال: بغض النظر عن من یأتي على رأس العمل في أمريكا، فإن الأوضاع الحالیة تدل على انحطاط شدید مدنی، وسیاسی، وأخلاقي في أمريكا، وهذا موضوع یعترف به أصحاب الفکر والرأي في أمريكا.

واعتبر سماحته أن مصیر مثل هذا النظام السیاسي هو الانهیار والدمار، وأکد: وبالطبع، إذا أتی بعضهم على رأس العمل، فسیحصل هذا الانهیار أسرع، وإذا وصل آخرون إلى السلطة، فقد یتأخر قلیلاً، ولكن المصیر المحتوم هو الهلاک.

واعتبر قائد الثورة الإسلامیة السَبب الرئیسي لعداء أمريكا مع النظام الإسلامي في إیران هو عدم الخضوع لسیاساتها الظالمة وعدم الاعتراف بهیمنتها، وأکد: إن هذا العداء سیمضي قدمًا، والطریق الوحید لإزالته هو أن ییأس الطرف الآخر من تصوره بأنه یستطع إصابة ضربة أساسیة للشعب والحکومة الإیرانیین.

وربط سماحة آیة الله الخامنئي یأس العدو بتقویة وتعزیز أدوات القوة الحقیقیة، وقال: وبالطبع، فإن الشعب الإیراني قد وقف حقًا وبانصاف في وجـه الضغوط والمشاکل، ولكن للتقویة، یجب على المسؤولین أن یکون لديهم تحرک أکثر وجدیة في ثلاثة أقسام: الاقتصاد، والأمن، والثقافة.

مشاکل البلاد والعقوبات

ولفت سماحته في موضوع الاقتصاد: في مجال الاقتصاد، لا یجب بأیة حال أن یکون النظر إلى الخارج، وبالطبع هذا لا یعني عدم الارتباط مع الخارج، بل یجب أن یکون الارتباط، ولكن نبحث عن علاج المشاکل في الداخل، وأحد الحلول الرئیسیة هو زیادة الإنتاج.

وأضاف قائد الثورة الإسلامیة: في مجال الاقتصاد، یجب القیام بجهد مخطط ومنظم.

وأکد سماحة آیة الله الخامنئي على أن کثیرًا من المشاکل الاقتصادیة الحالیة لا ترتبط بالعقوبات، بل ناتجة عن عدم التنسیق، وقال: إن کثیرًا من موجات الغلاء الأخیرة لا مبرر لها، ویجب معالجتها بأسرع وقت بالتنسیق بین الأجهزة المعنیة.

واعتبر سماحته أن غلاء اللحم، والدجاج، والطماطم، حتی حفاضات الأطفال، رغم وجود البضاعة والسلع، هو غلاء بدون أساس وبدون سبب، وأضاف: جمیع هذه الموجات الغلاء والمشاکل قابلة للحل بالتنسیق بین الأجهزة، ویجب إزالة المشاکل من طریق الشعب.

وقال قائد الثورة الإسلامیة في موضوع الأمن: لتأمین الأمن الخارجي وعدم طمع الأعداء، یجب تعزیز أدوات الدفاع مثل الصواریخ، والطائرات بدون طیار، والطائرات باستمرار، ولتأمین الأمن الداخلي، یجب على الأجهزة المعنیة مراعاة قضیة التسلل.

وفيما یتعلق بالثقافة، دعا سماحة آیة الله الخامنئي المسؤولین الثقافیین إلى بذل جهد ذكي.

وفي الجزء الأخیر من کلمته، أشار سماحته إلى الحرب الأخیرة بین أرمینیا وجمهوریة أذربیجان، ومع التأکید على أن هذه القضیة حادثة مریرة وتهدد أمن المنطقة، قال: یجب أن تنتهي هذه المواجهة العسکریة بأسرع وقت؛ وبالطبع، یجب تحریر جمیع أراضی جمهوریة أذربیجان التي احتلتها أرمینیا وإعادتها إلى أذربیجان.

وأکد سماحة آیة الله الخامنئي على ضرورة الحفاظ على أمن الأرمن في هذه الأراضي ومراعاة الحدود الدولیة من قبل الطرفین، وأضاف: الإرهابیون الذین دخلوا المنطقة حسب تقاریر موثوقة، لا یجب علیهم الاقتراب من حدود إیران بأیة حال، وإذا اقتربوا من الحدود، فإن المواجهة الحازمة ستحدث بالتأکید[١].

البيان الختامي

نص البيان على النحو التالي:

بسم الله الرحمن الرحیم

اللهم صل على محمد وآل محمد

وَتَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَالتَّقْوَی وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (المائدة/2)

  1. إن انتشار فیروس كورونا في مختلف دول العالم، على الرغم من کونه تهدیدًا جدّیًا لحیاة المجتمع البشري، إلا أنه أتاح فرصًا کبیرة منها الاتجاه نحو الدین، والروحانیة، والمناجاة، والتعاون والتضامن الدولي، والاستیعاب الأکبر للقیم الروحیة، والمواساة، وأهمیة الفضاء الافتراضي، والإعلام، والحکومة الإلکترونیة، ونمط الحیاة الجدید.
  2. لقد اتضح للجميع أکثر من أي وقت مضى ضرورة معالجة الفقر وعدم المساواة على مستوى العالم، خاصة في مجال الصحّة، لا سیما في الدول ذات البنیة الاقتصادیة الأضعف، الأمر الذي یتطلب اهتمامًا مضاعفًا من المنظمات الدولیة، والناشطین في المجال العام، ولا سیما کبار شخصیات ونخب الأدیان الکبیرة في العالم.
  3. أظهرت هذه الأزمة مرة أخرى ضعف وسوء إدارة وعجز الکبیرى من الدول والقوى العالمیة في التعامل مع أبعاد الأزمة، وقد واجه الهیکل المسیطر عالمیًا تحدیات هائلة أمام الآتیات لا سیما في المجال الاقتصادي، وزادت من الفوضى الهیمنیة. وقد کان لنمو العزلة والانطوائیة، وتعزیز التيارات المتطرفة المعارضة للهجرة والمناویئة لآلیات التعاون العالمي، ونمو السخط الداخلي، وزیادة هشاشة الأوضاع الاقتصادیة في هذه الدول، من بین الآتیات المباشرة لهذا الوضع. إن الاهتمام الدقیق بالاتجاهات الجاریة، والسعی للعبور بسلام من مثل هذه المرحلة الحساسة باستخدام التجارب العالمیة وتقدیم مبادرات بدیلة من قبل الدول الإسلامیة، هو من أهم الخطوات أمام المجتمعات الإسلامیة.
  4. اقترح المشارکون في المؤتمر عقد اجتماع لوزراء الصحّة والعلاج والتعلیم الطبي في الدول الإسلامیة للاستفادة القصوى من قدرات بعضهم البعض في مجال الوقایة والعلاج ومحاربة جمیع الأمراض المعدیة في العالم، خاصة جائحة کووید-19، واستخدام نفوذ القادة الدینیین والاجتماعیین في الدول بأفضل شکل لتعبئة والتعاون العام في هذا الأمر.
  5. حتى الآن، قدّم خبراء تحلیلات مختلفة حول العالم ما بعد كورونا، وجمیعهم متفقون على أن هذا المرض قد طغى على جمیع العلاقات في المجالات السیاسیة، والاجتماعیة، والثقافیة، والاقتصادیة في مختلف دول العالم، ولكن بمراعاة التعالیم الإسلامیة الغنیة، یمکن العالم الإسلامي أن یستفید بأقل تأثیر سلبي وأعلى فعالیة إیجابیة من أبعاد التکامل، والتآزر، والنمو، والرقي في المجتمعات الإسلامیة.
  6. وأکد المشارکون، مع إبداء الأسف واعتبار تصرف بعض رؤساء الدول الإسلامیة في تطبیع العلاقات مع النظام الغاصب الصهیونی، والانقلاب على هدف فلسطین والقدس الشریف، على أن هذا الهدف لا یزال القضیة الأولى للعالم الإسلامي، وأن جمیع المساعي لتنسیه أو تحریف أو المساومة في هذا الشأن، مثل البرنامج المسمّى "صفقة القرن"، محکومة بالفشل، وطالبوا بتعاون بین شعوب الدول المسلمة لتقدیم حلول جدّیة وإجراءات فوریة للدفاع عن فلسطین والمسجد الأقصی ودعم المقاومة الإسلامیة. وأکدوا على أن تحریر فلسطین، یجب أن یکون مقرونًا بتحریر کامل للأراضي المحتلة من قبل الکیان الصهیونی، وهضبة الجولان في سوریا، ومزارع شبعا في جنوب لبنان، والمناطق المحتلة الأخرى.
  7. رحّب ضیوف المؤتمر بمبادرة الأمین العام للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة لتشکیل «اتحاد إسلامي»، ورأوا تشکیل مثل هذا الاتحاد ضروریًا لتحقق الأمّة الواحدة والحضارة الإسلامیة الجدیدة؛ لأن هذا الاتحاد قادر على تنسیق التعاون للعالم الإسلامي والتآزر بین أمم العالم الإسلامي، ویمنع التفرقة والاعتداء في العالم الإسلامي من خلال تربیة الذات لأمم العالم الإسلامي.
  8. حظی السعی لتقدیم وتعریف نماذج ناجحة في الساحة العملیة بحضور عنصري الإیمان والأخلاق في مجال التعامل والاهتمام بالقضایا المشترکة والاهتمام بأحوال الآخرین في الدول الإسلامیة، باهتمام في هذا المؤتمر؛ وهذا الأمر، لا سیما في قالب تعزیز المواساة والمساعدات المومنة، من بین المطالبات الجدیة لهذه الدورة من التحولات العالمیة سریعة الإيقاع.
  9. مع النظر إلى موجة معاداة الإسلام والخوف من الإسلام في العالم الغربي بتوجیه من الصهیونیة العالمیة، فإن الحاجة إلى الوحدة بین المسلمین والدول المسلمة أصبحت محسوسة أکثر من أي وقت مضى، ویجب على الدول الإسلامیة بتشکیل "جبهة موحدة" أن تشکل سدًا منیعًا في وجـه الاستکبار العالمي والصهیونیة، وأن یکون لمفکري العالم الإسلامي استراتیجیات معرفة العدو في برامجهم المستقبلیة، وأن یطلعوا الجیل الشاب على مؤامرات وطرق معاداة الإسلام، وأن یقدّموا طرقًا علمیة وعملیة فعالة لمواجهتها، وفي العلاقات الدولیة مع الحفاظ على مصالح الدول الإسلامیة، یضعوا الاتحاد مع الدول المتوافقة في مواجهة الشیطان الأکبر في جدول أعمالهم؛ کما علّمنا الشهید سلیماني وأبو مهدي المهندس في طریق الوحدة الإسلامیة وتأمین السلام والأمن في المنطقة والعالم. في هذا الطریق، یجب على الدول الإسلامیة الامتناع عن إقامة أي علاقات سواء سیاسیة أو عقود اقتصادیة مع الکیان الصهیونی والدول التی لدیها إجراءات معاداة للإسلام، ومن بینها دولة فرنسا التی وضعت الإساءة إلى حضرت النبي الأعظم (ص) في جدول أعمالها، وتمنع من شراء واستهلاك بضائع هذه الدولة.
  10. الاعتماد على القرآن الکریم والتوکل على ذات البارئ تعالى والایمان بنصرة المؤمنین والمجاهدین، هو الاستراتیجیة الرئیسیة للمسلمین، وقادة الدول الإسلامیة في حال الاهتمام العملي بتعالیم الله ورسوله الأکرم (ص)، وجلب قلوب الإنسان ذوي الفطرة الطاهرة، فإن النصر على أعداء الإسلام العزیز محتوم، ومستقبل العالم سیکون للإسلام والمسلمین.
  11. أکد المشارکون على المسؤولیة المضاعفة للعلماء والنخب المسلمة، في التعامل مع القضایا المستحدثة في أبعاد مختلفة اجتماعیة، ونفسیة، وثقافیة، وتعلیمیة، وتکنولوجیة ناتجة عن جائحة كورونا في العالم، وتقدیم استراتیجیات مبتکرة لا سیما لتبیین «نمط الحیاة المومنة» في التعامل مع هذه المشاکل وطرح «الخطاب الدیني» المناسب لمتطلبات عالم الیوم.
  12. عبر المشارکون في المؤتمر عن شکرهم العميق لجمهوریة إیران الإسلامیة وقائد الثورة الإسلامیة المعظّم (مد ظله العالي) على مواقفهم المبدئیة والراسخة في قیادة الأمة الإسلامیة، لا سیما في الدفاع عن فلسطین والمسجد الأقصی والدعم الشامل لجبهة المقاومة، ونددوا بعداءات والإجراءات غیر المشروعة لحکومة أمریکا في الحرب الاقتصادیة ضد شعب إیران ودول أخرى في محور المقاومة ودعمها لجماعات إرهابیة، وأعربوا عن تقدیرهم لمساعي المجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة في طریق الوحدة والتماسك بین المسلمین[٢].

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

الهوامش

المصادر

قالب:مؤتمرات الوحدة الإسلامیة الدولیة

تصنیف:أحداث تصنیف:مؤتمرات تصنیف:المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية