أبو مهدي المهندس

من ویکي‌وحدت
أبو مهدي المهندس
ابومهدی المهندس.jpg
الإسمجمال جعفر آل إبراهيم التميمي
التفاصيل الذاتية
الولادة1954 م، ١٣٧٣ ق، ١٣٣٢ ش
مكان الولادةعراق
الوفاة2020 م، ١٤٤١ ق، ١٣٩٨ ش
مكان الوفاةبغداد، عراق
الدينالاسلام، الشيعة
النشاطاتنائب رئيس الحشد الشعبي، المدافع عن مراقد أهل البيت ع، قائد جبهة المقاومة

أبو مهدي المهندس هو جمال جعفر آل إبراهيم التميمي، جهادي عراقي ساهم في تأسيس حركة المقاومة الحشد الشعبي، وكتائب حزب الله العراقي لمحاربة داعش في العراق وسوريا وإحتلال الامريكي وكان أحد قادة فيلق بدر، شغل منصب نائب رئيس الحشد الشعبي وثاني رجل فيه وكان من أبرز قيادي في جبهة المقاومة والممانعة، واستشهد في بدايات سنة 2020 م مع فريق الحاج قاسم سليماني إثر غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.

ولادته ودراسته

الشهيد أبو مهدي المهندس هو جمال آل ابراهيم المولود عام 1954 عراقي الجنسية من البصرة من أمّ إيرانية، دخل كلية الهندسة التكنولوجية في بغداد عام 1973 وتخرج منها عام 1977، وبعد اكمال الخدمة الالزامية نُسّب الى المنشأة العامة للحديد والصلب في البصرة، وعمل فيها مهندساً مدنيا، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، انتسب الى حزب الدعوة الاسلامية في بداية السبعينيات ودرس مقدمات الحوزة العلمية في مكتب آية الله السيد محسن الحكيم في البصرة. وبعد مشاركته في احداث رجب في عام 1979 اصبح المهندس احد اهم المطلوبين لمحكمة الثورة سيئة الصيت، ذلك بعد اعتقال آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر، وبعد تسلم صدام حسين الحكم عام 1979 اضطر المهندس للخروج من العراق عام 1980 الى الكويت ليستقر به المطاف في ايران، حيث اصبح قائد فيلق بدر، وفي عام 1985 اصبح عضواً في المجلس الاعلى الاسلامي.[١].

نشاطاته السياسية

قبل سقوط نظام صدام حسين بأشهر تخلى الشهيد المهندس عن مسؤولته في فيلق بدر، كذلك في المجلس الاعلى، وعمل كشخصية مستقلة, في حينلم يتخل عن علاقاته مع الجميع, ثم مارس دوره في العمل السياسي في العراق، حيث لعب دوراً مهماً في تشكيل الائتلاف الوطني الموحد، كذلك الائتلاف الوطني العراقي ومن ثم التحالف الوطني الحالي. كان مطلوبا لدى واشنطن وذلك لإتهامه بقيادة عمليات عسكرية ضد القوات الامريكية، حينها اضطر للتخلي عن منصبه داخل البرلمان، لحين خروج القوات الأميركية من العراق. [٢].

نشاطاته الجهاديّة

انضمّ الشهيد المهندس في العام 1970 الى حزب الدعوة الإسلامية، قرارٌ اتّخذه بفعل الظلم الذي ألحقه النظام البعثي بالعراقيين، ولكنّه سرعان ما بات مطلوبًا يُلاحَق من قبل "الصداميين"، الى أن لجأ الى الكويت بعدما أمر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين باغتيال المرجع الكبير السيد محمد باقر الصدر عام 1980 عقب حملة شعواء شنّها على الناشطين في حزب الدعوة، أعدم خلالها معظم أصدقائه.

مرّت سنواته في الكويت داخل السجن، بعدما اعتقل بتهمة تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية على أراضيها عام 1983، الى أن استطاع الفرار الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بينما كان صدام حسين يغزو الكويت عام 1990. إيران اعتُبرت نقطة انطلاق جديدة لأبي مهدي في عمله السياسي ولا سيّما في "فيلق بدر" الذي أصبح لاحقًا قائدًا عسكريًا بارزًا فيه حتى أواخر التسعينيات.

عام 2003 عمل أبو مهدي المهندس على تأسيس مقاومة في العراق مع بدء الإحتلال الأمريكي، وبعد 9 سنوات من اندحار القوات الأمريكية، انصرف الى التركيز على النشاط السياسي، فكانت له أدوار في تشكيل الائتلاف الوطني الموحّد والائتلاف الوطني العراقي ومن ثم التحالف الوطني، الى أن صبّ تركيزه على قيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش"، ومواجهة الإرهابيين ولا سيّما أولئك الذين يُرسلون انتحارييهم لتفجير أنفسهم بالأبرياء في مختلف مناطق العراق.

وقّع أبو مهدي المهندس أكثر من إنجاز في مواجهته "داعش"، فسجّل انتصارات عدّة، لعلّ أبرزها استعادة مناطق كانت محتلة تمامًا من قبل التنظيم الإرهابي ولا سيّما في ديالى وصلاح الدين وبيجي وجرف الصخر حيث الحقول النفطية الضخمة. عندما كان يروي أبو مهدي ذكرياته الجهادية، كان يُسارع الى القول "إنني أحارب من أجل الإسلام"، ولأجل هذا الهدف لم يكن يهدأ لحظة، متنقّلًا بين المخيّمات مُعيرًا أهمية قصوى للعائلات المرتبطة بـ"داعش" أي التي لاذ أحد أفرادها بصفوف الإرهابيين.


في إحدى المقابلات القليلة له، رفض أبو مهدي تطييف مقاتلي الحشد الشعبي، لذلك كان يحرص على تنوّعهم لأن الغاية واحدة: هزيمة "داعش". للراحة لدى أبي مهدي مفهوم آخر، فهو كان يرى في الجهاد "راحة ونزهة"، لا يحتاج الأمر لديه الى ما هو أعظم. لطالما ردّد أبو مهدي أنه عازم على مواصلة الجهاد حتى آخر حياته، فكان يُفضّل مرافقة أبناء رفاقه الشهداء في جميع تحرّكاته الميدانية، وعليه، لا يصدّ طلب أي مقاتل من الحشد أراد التقاط صورة معه، فلعلّه يرتقي المقاوم شهيدًا غدًا. [٣].

دوره في تشكيل المقاومة الإسلامية

في عام 2003 عمل الشهيد أبو مهدي المهندس على تأسيس مقاومة في العراق مع بدء الإحتلال الأمريكي، وبعد 9 سنوات من اندحار القوات الأمريكية، انصرف الى التركيز على النشاط السياسي، فكانت له أدوار في تشكيل الائتلاف الوطني الموحّد والائتلاف الوطني العراقي ومن ثم التحالف الوطني، الى أن صبّ تركيزه على قيادة العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش"، ومواجهة الإرهابيين ولا سيّما أولئك الذين يُرسلون انتحارييهم لتفجير أنفسهم بالأبرياء في مختلف مناطق العراق، فساهم في تشكيل الحشد الشعبي، ثم تم اختياره كنائب لقائد الهيئة حيث دأب على المشاركة الميدانية في المعارك على كل الجبهات، وكان له الدور البارز في التخطيط والتنفيذ لضرب تنظيم داعش ودحره عن العراق. وخلال مسيرته المقاومة، كان رجل عقيدة ومواقف، وليس رجل مناصب، وصرح في أكثر من مناسبة أنه لا يرغب بتولي المناصب الإدارية ويفضل إدارة العمل الجهادي والعسكري، مبيناً أنه لا يبالي للمنصب ويسعى جاهداً لتحقيق السلم والأمن في عموم البلاد. تأثر بالفریق الشهيد قاسم سليماني، بخصاله وجسارته وحتى تواضعه، واعتبر أن سليماني قائده، هو الذي كان حين أدلى بهذا التصريح قائداً ميدانياً في الحشد الشعبي، تتهاوى أمامه حصون تنظيم داعش التي شيدها آنذاك في مدن وقرى عراقية، قبل أن يحررها جميعها الحشد الشعبي بقيادته. وبرز اسم المهندس كقائد ميداني لا يشق له غبار، إبان دوره في التخطيط وتنفيذ المعارك التي خاضها الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش، حتى تم النصر على التنظيم الإرهابي عام 2017.[٤]. نسمع قليلا دوره على لسان معاون لرئيس الحشد الشعبي أبو عامر: الحشد الشعبي كان في بدايته عبارة عن مجموعات غير متناسقة، أي متطوعين شعبيين، لم يكن جيشاً نظامياً في ذلك الوقت. الذي أوجد هذه المؤسسة ونظم وجودها وتنظيمها وجعلها على شكل ألوية وقيادات وعمليات هو "الحاج قاسم" وتم كل ذلك بفضله. كان له الفضل الأول وتقريباً الأكثر في هذا المجال. كذلك الحاج "أبو مهدي المهندس" كان هو الأب الراعي الذي استطاع بسعة صدره وبأخلاقه العالية وبتسامحه، استطاع أن يجمع هذه المجموعات الكبيرة، وينظّمها ويستقطبها بالشكل الصحيح. كان هنالك فصائل مقاومة منظمة تنظيماً عسكرياً دقيقاً، وكانت هنالك حشود شعبية بدائية ليس لها أي تنظيم عسكري ولم يكن لديها تنظيم إداري. من أوجد هذه التنظيمات واستطاع أن يوحّد هؤلاء الناس في مجال واحد وفي مؤسسة واحدة هو الحاج "أبو مهدي المهندس". كانت لديه كاريزما وقيادة قوية أبوية يستطيع أن يُخضع الجميع له من خلال سمة الأخلاق العالية الموجودة لديه. كذلك الحاج "قاسم سليماني" (رحمة الله عليه) كان قائداً فذاً شجاعاً ولديه نظرة ثاقبة، وقد تتلمذنا على يده في كل معارك وتَلمذنا على الأخلاق الإسلامية الحقيقية التي تربّى عليها في الجمهورية الإسلامية. الروح الحقيقية للقتال والدفاع عن المستضعفين والأخلاق العالية التي كان يتعامل مع العراقيين بها ومع المناطق المحررة. أوجد الروح المعنوية الحقيقية للجهاد في سبيل الله وليس للقتال فقط.[٥].

العدو اللدود لإدارة الامريكية

وصف الخبير في معهد واشنطن مايكل نايتس المهندس، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، بـ"العدود اللدود الأول للولايات المتحدة". وتتهمه واشنطن بأنه يدير "شبكات تهريب للأسلحة وشارك في تفجير سفارات أجنبية ومحاولات اغتيال في المنطقة". كما ساعد المهندس في تأسيس كتائب حزب الله، الفصيل المتشدد المدعوم من إيران الذي يستهدف غالبا القوات الأمريكية. وفرضت الولايات المتحدة في 2009، عقوبات على المهندس وكتائب حزب الله، ووضعتهما على قائمة المنظمات الإرهابية. وصدر حكم بالإعدام على المهندس في 1983 في الكويت، لتورطه في هجمات استهدفت سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا. وكانت الولايات المتحدة قد وضعت المهندس على قائمة الإرهاب منذ سنة 2009 م.[٦].

نص وصيته قبل إستشهاده

هذا هو نص وصية الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس: السلام عليك يا رسول الله وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين السلام عليك يا رسول الله وعلى أمك وأبيك وعلى زوجاتك وعلى الصديقة الطاهرة خديجة الكبرى. السلام عليك وعلى أبنائك وعلى الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء السلام عليك وعلى وصيك وابن عمك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام على الأئمة من ولدك الحسن والحسين عليهما السلام سيدي شباب أهل الأمة، سيدي شباب أهل الجنة السلام عليك وعلى أولادك المعصومين علي بن الحسين السجاد ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا ومحمد بن علي الجواد وعلي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري ومحمد بن الحسن المهدي عج تعالى فرجهم الشريف؛أئمتي وسادتي وقادتي،بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرئ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله وأن الأئمة من أبناء علي بن أبي طالب عليهم السلام أئمتي وسادتي وقادتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرئ. وأشهد أن الموت حق والحساب حق، والجنة والنار حق. أوصي كل الأخوة والأخوات الذين يسمعون صوتي وأوصي أهلي ببراءة ذمتي بعد موتي.

ما أملكه من متعلقات ويتعلق بالعائلة الكريمة أسأل الله سبحانه وتعالى لهم التوفيق والهداية والثبات وحسن العاقبة لزوجتي وبناتي... وأسأل الله سبحانه وتعالى الثبات وإدامة الجهاد للمجاهدين من إخوتي وأبنائي الذين سطروا أروع ملاحم الجهاد، طيلة هذا العمر الذي قضيته،منذ بداية عملي الجهادي وإلى اليوم وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشرني معهم،سواء إخوتي الذين استشهدوا عندما كنا في أيام الجامعة وما بعد الجامعة، من شباب دعوى المجاهدين في ذلك الوقت، وهم بالمئات من إخوتي وأصدقائي وأساتذتي وعلى رأسهم الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه، ومن رافقني بالجهاد بعد ذلك من الكويت إلى إيران إلى العراق. وشباب بدر الذين سبقونا بالإيمان وسبقونا بالشهادة، وشباب المقاومة الذين قاوموا الاحتلال ما بعد سقوط النظام الظالم، وشباب الجهاد وشباب الحشد الآن بكل الفصائل وكل التشكيلات أسأل الله لهم الثبات والهداية والتفكر في الدين...

أؤكد على غدامة الجهاد مع التفكر في الدين ومعرفة أحكام الله سبحانه وتعالى، أحكام الجهاد وأحكام التعامل مع الأسرى، وأحكام التعامل مع أموال الناس وأعراض الناس. هدفنا هو مرضاة الله سبحانه وتعالى، الهدف الأسمى هو رضا الله سبحانه وتعالى... خدمة الناس مهما كانوا، سنة، شيعة، مسيحيين،إيزيديين، بقومياتهم، بمذاهبهم.... هدفنا هو مرضاة الله، لم نأت بغاة وإنما خرجنا للإصلاح وللقضاء على الإرهاب، وأن يعيش العراق إن شاء الله بأمان وسلام..

إن شاء الله دماؤنا ودماء كل الذين قدموا هذا الدم، من شباب هذه الأمة المخلصة هدفه مرضاة الله سبحانه وتعالى، وإحقاق حقوق الناس وإشاعة الأمن والسلام في ربوع العراق ورفع الظلم إن شاء الله عن كل مظلوم والاستقرار إن شاء الله في العراق وفي المنطقة.

أسألهم الثبات وإدامة روح الجهاد وإطاعة ولي الأمة السيد القائد خامنئي حفظه الله تعالى وأدام ظله الشريف. أوصيكم الاهتمام بشيعة المنطقة وشيعة العالم ونصرة المظلوم؛ مهما كان مذهبه. وأسأل الله سبحانه وتعالى لكم التوفيق والثبات وبراءة الذمة والحمد الله رب العالمين وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين.[٧].

إستشهاده

استشهد المهندس مع الحاج قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية استهدفت موكبهما بالقرب من مطار بغداد، في عام 202/3/1 وأقيم للمهندس وسليماني تشييع حضره حشد غفير من الناس في كل من الكاظمية وكربلاء والنجف والأهواز ومشهد وطهران وقم، لينتقل جثمان المهندس بعد ذلك ليشيّع في مسقط رأسه بـالبصرة ويدفن في نهاية المطاف في وادي السلام في النجف الأشرف. إضافة إلى ذلك خرجت مظاهرات شعبية تندد باغتيال المهندس وسليماني في كثير من المدن والبلدان في أنحاء العالم، وظهر بعضها على شكل تشييع رمزي. ومنها ما شهدته البحرين، واليمن وباكستان. [٨].

رئيس جامعة علماء العراق يردّ إسائته

أحيا العراقيون الذكرى الثالثة لاستشهاد قادة النصر قائد فيلق القدس الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس في موقع الجريمة قرب مطار بغداد الدولي وفي روضة الشهيد المهندس في النجف الأشرف، وفي هذا الحفل الرهيب تحدث رئيس جماعة علماء العراق الشيخ "خالد الملا"، بمزايا الشهيدين القائدين سليماني والمهندس، قائلا: البعض يتصور أن القائدين المهندس وسليماني برعا بالقتال فقط بل إنهما برعا بكل شيء. وأكد الشيخ الملا أن بث روح الطمأنينة لدى العوائل من قبل الحشد كان خط الشهيدين المهندس وسليماني، اللذين هما أبناء الإسلام بغض النظر عن جنسيتهما. واعتبر الشيخ الملا أن إحياء ذكرى استشهاد قادة النصر، هو رسالة رد واضحة لمن يريد الإساءة لهما. [٩].

الهوامش