مصر
مصر واحدة من أقدم دول العالم وأحد أهم الدول المؤثرة في إنشاء والحفاظ على الوحدة بين المسلمين.
كلمة مصر
كلمة مصر لها جذور سامية وتعني "مضيقين"، مما يدل على انفصال الأراضي الشمالية والجنوبية لمصر. بعض الناس يأخذون كلمة مصر بمعنى الحضارة، لأن هذه الأرض كانت مهد الحضارة، لذا في اللغة العربية تعني مصر المدينة والمكان. الاسم الإنجليزي لمصر (Egypt) مأخوذ من الجذر اليوناني (Aegyptus) الذي اشتُق من كلمة (Copt).
الجغرافيا الطبيعية لمصر
جمهورية مصر العربية هي دولة واسعة في شمال شرق قارة أفريقيا، وتقع عند تقاطع ثلاث قارات قديمة ومؤثرة في التاريخ. تبلغ مساحة هذا البلد حوالي (1,001,449) كيلومتر مربع، وتعتبر من حيث المساحة، الثامنة والعشرين في العالم. في شمال مصر يقع البحر الأبيض المتوسط، وفي شرقها البحر الأحمر. تحدها من الجنوب السودان ومن الغرب ليبيا. وفي منطقة سيناء، تحدها غزة وفلسطين المحتلة. عاصمة مصر هي مدينة القاهرة الكبرى، ومن المدن المهمة الأخرى الإسكندرية، أسوان، الجيزة، الفيوم، وبورت سعيد. هناك مدن أصغر في هذه الأرض اشتهرت بسبب وقوعها في الحرب العالمية الثانية، مثل سلوم، بردية، مطروح، والعلمين. تتكون البلاد من 26 ولاية أو محافظة ومدينة مستقلة إدارياً تُسمى الأقصر، التي تخضع للحكومة المركزية.
تاريخ الحضارة المصرية
مصر واحدة من أقدم دول العالم، وحضارتها - التي نشأت على ضفاف نهر النيل - تُعتبر من أقدم الحضارات، وتعود إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة عام قبل الميلاد. كانت مصر القديمة أرض الفراعنة، وتحتوي على آثار تاريخية مهمة مثل الأهرامات الثلاثة والمعابد الكبرى من تلك الحقبة. العديد من الأنبياء العظماء مثل يوسف وموسى (عليهما السلام) ظهروا في تلك الفترة في أرض مصر. سقطت الدولة القديمة لمصر عام 524 قبل الميلاد على يد الإيرانيين. وفي عام 332 قبل الميلاد، غزا الإسكندر هذه الأرض، واستمرت سلالة البطالمة - التي كانت من خلفاء الإسكندر - في الحكم عليها لسنوات عديدة.
تاريخ مصر الإسلامي
فتح المسلمون مصر في عام 641 ميلادي (20 هجري) في عهد الخليفة الثاني عمر، بقيادة عمرو بن العاص. منذ ذلك الحين، كانت مصر دائماً من الأراضي المهمة للحكم الإسلامي، وحتى عام 1517 ميلادي عندما سيطر العثمانيون على مصر، كانت تحت حكم الخلفاء الأمويين والعباسيين والفاطميين. مع انتشار الإسلام في مصر وهجرة أعداد كبيرة من القبائل العربية إلى هذه الأرض، تخلى المصريون عن الثقافة اليونانية واعتنقوا الثقافة الإسلامية واللغة العربية. في فترة الأمويين والقرون الأولى من الخلافة العباسية، كانت مصر واحدة من الولايات الإسلامية، حيث كان الحاكم يُعين من قبل مركز الخلافة. لأول مرة، حصل ابن طولون، الذي أُرسل إلى مصر في زمن الخليفة المعتز العباسي، على استقلال في إدارة مصر، بالإضافة إلى إضافة الشام إلى سلطته. بعد وفاة ابن طولون عام 270 هجري، تولى أبناؤه الحكم حتى عام 292 هجري عندما استعاد العباسيون السيطرة على مصر. تأسست الحكومة المستقلة التالية على يد محمد بن طغج المعروف بأخشيد، الذي جاء إلى مصر كحاكم عباسي في عام 323 هـ. عندما توفي أخشيد عام 334، تولى أبو المسك كافور الحكم أولاً كوصي على أبناء أخشيد، ثم بشكل مستقل حتى وفاته عام 357 هـ. بعد وفاة كافور، غزا الفاطميون الإسماعيليون، الذين أنشأوا حكماً قوياً في إفريقية (تونس الحالية)، مصر عام 358. استمرت سلالة الفاطميين حوالي مئتي عام حتى أُزيلت على يد صلاح الدين الأيوبي عام 567 هـ. الأيوبيون الذين سيطروا على مصر والشام، وخاصة بسبب حروبهم مع الصليبيين، لهم أهمية كبيرة في تاريخ الإسلام، وفي عام 648 هـ، تنازلوا عن الحكم للمماليك. بدأ المماليك كعبيد عسكريين في خدمة سلاطين الأيوبيين، لكنهم تدريجياً سيطروا على الوضع في مصر. بعد فترة، تولت فرع آخر من المماليك، المعروف بالمماليك الشركسية أو البرجية، حكم مصر. هُزم المماليك على يد السلطان سليم العثماني عام 923، وأضيفت مصر إلى سلطنة العثمانيين. كان حكام مصر خلال فترة العثمانيين حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي نواب سلطانيين عُينوا من قبل السلطان العثماني، وكان لديهم استقلال كبير في مناطقهم. في عام 1798م/1213ق، غزا نابليون بونابرت (1769-1821م) مصر ليقترب من ممتلكات بريطانيا في الهند وشرق آسيا عبر البحر الأحمر، لكنه بعد فترة هُزم على يد القوات العثمانية والإنجليزية المتحالفة ضد فرنسا. خلال فترة الفوضى التي تلت ذلك، انتصر محمد علي، قائد إحدى الوحدات العسكرية الألبانية التي أُرسلت من قبل السلطان العثماني لمواجهة فرنسا، على باقي المنافسين واستولى على السلطة في مصر. منذ ذلك الحين، أصبحت مصر فعلياً ذات حكم ذاتي، رغم أنها كانت تُعتبر جزءاً من الإمبراطورية العثمانية. بعد محمد علي، تولى أبناؤه حكم مصر حتى عام 1952م عندما أُطيح بفاروق، آخر فرد من هذه العائلة، في ثورة أدت إلى إقامة جمهورية مصر برئاسة جمال عبد الناصر (1918-1970م).
حرب الستة أيام
حرب الستة أيام 1967 كانت معركة حدثت من 5 يونيو إلى 10 يونيو 1967 بين إسرائيل والدول العربية مصر وسوريا والأردن، وانتهت بانتصار مطلق لإسرائيل. كانت هذه المعركة ذروة أزمة استمرت من 15 مايو إلى 12 يونيو 1967، حيث تمكنت إسرائيل من هزيمة جيوش عدة دول عربية واحتلال جزء من أراضيها. بدأت هذه الحرب بهجوم جوي مفاجئ من إسرائيل على القواعد الجوية المصرية في 5 يونيو 1967، واستطاعت إسرائيل خلال 6 أيام أن تخرج قطاع غزة وصحراء سيناء من السيطرة المصرية، وشرق القدس والضفة الغربية من السيطرة الأردنية، وهضبة الجولان من السيطرة السورية. أعلنت دول عربية مثل العراق والسعودية وتونس والسودان والمغرب والجزائر وليبيا والكويت الحرب على إسرائيل وأرسلت قوات مساعدة لدعم الأردن ومصر وسوريا. كانت نتائج هذه الحرب مؤثرة في تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة.
التيارات الفكرية في مصر
فهم التيارات الدينية والفكرية في مصر كأهم دولة عربية وأحد أكثر الدول الإسلامية تأثيراً في مجال الفكر والرأي لتحديد استراتيجيات وحدوية في العالم الإسلامي أمر ضروري. تتعدد التيارات المؤثرة في مصر، وهي نابعة من العبقرية الفكرية. أهمية الفضاء الفكري في مصر كبيرة، حيث تحتوي على أعظم وأهم حضارة في مجال الثقافة والفكر. لذلك، فإن مناقشة التيارات الفكرية في مصر وفهمها هي من الأمور الضرورية في مجال الثقافة السياسية والعقائدية.
الشخصيات العلمية في مصر
مصر واحدة من أهم الدول من حيث العلم والثقافة في العالم العربي وقارة أفريقيا. الكثير من الشخصيات العلمية في هذا البلد تخرجوا من جامعة الأزهر. يعتبر قادة ورؤساء هذه الجامعة من أبرز الشخصيات في المجتمع العلمي. من بين هؤلاء، الشيخ محمد بن عبدالله خرسئي مالكي، الشيخ إبراهيم بن محمد برمادي، الشيخ محمد نشرتي وغيرهم من أولى قادة جامعة الأزهر وعلماء زمانهم. لكن من بين قادة وشيوخ الأزهر، تألق اثنان بشكل واضح. أحدهما الشيخ محمد مصطفى مراغي الذي أحدث إصلاحات واسعة وأسس عدة تخصصات في جامعة الأزهر. والآخر هو الشيخ محمود شلتوت الذي يُعتبر من رؤساء الأزهر في الآونة الأخيرة. علاقاته الجيدة مع آية الله العظمى سيد حسين طباطبائي بروجردي أدت إلى تعزيز الوحدة بين الأمة الإسلامية، وأيضاً أوجدت فرصة لتأسيس فرع الفقه الشيعي الجعفري في تلك الجامعة. بعض الشخصيات البارزة الأخرى في العلم والثقافة في مصر، الذين كان لهم دور في السياسة، حققوا مناصب مهمة على المستوى الدولي، مثل بطرس غالي الأمين العام للأمم المتحدة من 1992 إلى 1997، محمد البرادعي الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية.