حزب الله لبنان

من ویکي‌وحدت
حزب الله لبنان
المقاومه.jpg
الأسمحزب الله او المقاومة الإسلامية اللبنانية
تاريخ التأسيس1982 م، ١٤٠١ ق، ١٣٦٠ ش
القادة
  • الشيخ صبحي الطفيلي
  • السيد عباس الموسوي
  • السيد حسن نصر الله
الأهداف
  • في مجال العسكري
  • الجهادی
  • الثقافي
  • الاجتماعي
  • السیاسي
  • الإعلامي
  • و ...

حزب الله أو المقاومة الإسلامية اللبنانية حركة جهادية مقاومة، وحزب سياسي لبناني يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، لديه كتلة نيابية وازنة في البرلمان، تمّ تأسيسه بدعم الجمهوريّة الإسلاميّة على رأسها مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني الراحل عام 1985، حقق انتصارات على كيان الاحتلال الاسرائيلي أهمها تحرير الجنوب عام 2000، وتموز 2006، وهزيمة الجماعات الارهابية عام2017، ومن أهم أهدافه مقاومة الاحتلال، وتحرير الأرض المحتلة، ويُعد من أبرز حركات وقوى محور المقاومة والممانعة، وكما تتبع له المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتربوية والصحيّة والإعلامية، تبتني توجهاته الفكرية على مبادئ الإسلامية على مبدأ التوحيد ومبدأ الجهاد في سبيل الله، ومبدأ ولاية الفقيه وأمينه العام الحالي السيد حسن نصر الله.

تأسيسه ونشأته

نشأ حزب الله من مجموعة من الإسلامييّن المنضوين تحت فصائل ثلاثة، هي: "حركة أمل الإسلامية بفيادة السيد حسين الموسوي"، و"تجمع علماء المسلمين برئاسة الشيخ صبحي الطفيلي"، و"حزب الدعوة اللبنانية بقيادة الشيخ علي الكوراني". وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران ناقش هؤلاء الإسلاميّون كيفية الاستفادة من التجربة الإيرانية، فوجدوا أن التشكيلات التنظيمية التي يعملون فيها لا تلبي الطموحات التي يسعون إليها، تابع ممثلون عن المجموعات الإسلامية مناقشة أفكارهم حول رؤيتهم للعمل الإسلامي في لبنان، وصاغوا ما توصلوا له في وثيقة، ثم انتدبوا تسعة أفراد ؛ ثلاثة من التجمع العلمائي في البقاع، وثلاثة عن اللجان الإسلامية، وثلاثة عن حركة أمل الإسلامية. وحمل هؤلاء الأفراد الوثيقة النهائية للإمام الخميني، فوافق عليها، واكتسبت الوثيقة شرعية تبني الولي الفقيه لها.مقتبس من [١].هذا وقد نسمع تاريخ الحزب على لسانه إمينه العام السيد المقاومة حيث يقول في لقائه مع مجلة مسيّر: نحن في سنة ١٩٨٢، بالتحديد إذا أردنا شيئاً يذكّر بالأحداث في إيران، بعد تحرير مدينة خرّمشهر. الإسرائيليّون كانوا قلقين جدّاً من الحرب الإيرانيّة العراقيّة أو الحرب الصدّاميّة المفروضة على إيران. ولذلك بعد تحرير خرّمشهر، الإسرائيليّون أخذوا قرار اجتياح لبنان، وهذا طبعاً له أسبابه ويوجد ارتباط عميق بين انتصارات الجبهة في إيران وبين العدوان الإسرائيلي على لبنان. ودخلوا إلى جنوب لبنان وإلى منطقة البقاع وإلى جبل لبنان وإلى العاصمة بيروت وضواحي بيروت، إلى هذه المنطقة.

في ذلك الحين اجتمع مجموعة من العلماء والإخوة والمجاهدين وقرّروا إنشاء المقاومة الإسلاميّة، وإيجاد تشكيل إسلامي جهادي مقاوم جديد متناسب مع الوضع الجديد أو الاستحقاقات الجديدة بسبب الاجتياح الاسرائيلي. وفي ذلك الحين دخل الى لبنان، هذه المساحة الصغيرة -ليس إلى كل لبنان بل إلى ما يقارب نصف لبنان، أي ٤٠ بالمئة من مساحة لبنان- دخل مئة ألف جندي وضابط إسرائيلي، وأيضاً كانت إلى جانبهم قوات متعدّدة الجنسيّات أمريكية وفرنسيّة وبريطانيّة وإيطاليّة بحجّة الحفاظ على السّلام. وأيضاً كانت هناك ميليشيات وجماعات لبنانية لها صلة بالإسرائيليّين، وتتعاون معهم. أي أنّ الوضع كان سيّئاً جدّاً جدّاً جدّاً. هذه المجموعة من العلماء والمؤمنين والمجاهدين قرّرت أن تبدأ عملاً جهاديّاً جديداً باسم المقاومة الإسلاميّة، الذي أصبح اسمه بعد مدّة قليلة ”حزب الله“.

تزامن ذلك مع قرار سماحة الإمام الخميني (قدّس سرّه) بإرسال الحرس يعني ”سپاه پاسداران انقلاب اسلامي“، حرس الثورة الإسلامية، إلى سوريا ولبنان لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي. طبعاً كانت النيّة في البداية أن يقاتل الحرس إلى جانب الجيش السوري والمقاومين اللبنانيين والفلسطينيّين. لكن بعد مدّة توقّف الهجوم الإسرائيلي عند حدود معيّنة ولم تعد هناك جبهة مواجهة كلاسيكيّة وأصبحت الحاجة ملحّة إلى عمل مقاوم، أي عمل شعبي.

في ذلك الحين سماحة الإمام الخميني (قدّس سرّه) بدّل المهمّة والمأموريّة من المواجهة العسكريّة المباشرة للحرس والقوات الإيرانية التي جاءت إلى سوريا ولبنان إلى مهمّة أخرى هي مساعدة الشباب اللبنانيّين وتدريبهم ليتمكّنوا هم، يعني اللبنانيّون أنفسهم، من قتال المحتلّين وتنفيذ عمليات المقاومة، هذا أوّلاً. فأصبح دور الحرس الذي كان يتواجد في ذلك الحين في سوريا وفي منطقة البقاع اللبنانيّة -في بعلبك والهرمل وجنتا- حيث كانت هناك معسكرات تدريب، أصبح دوره استقبال الشباب اللبناني وتدريبه على أساليب القتال وتقديم الدعم اللوجستي لهم من سلاح ومهمات وتوجيه، وطبعاً نفس وجود الحرس أعطى قوّة معنويّة كبيرة للشباب اللبناني وكلّ المقاومين الذين يقفون بوجه إسرائيل.

بعد ذلك اجتمع هؤلاء الإخوة وقرّروا أن يشكّلوا كما قلنا هذا التيّار الكبير والواسع، تم انتداب مجموعة منهم، انتداب ٩ أشخاص، من بينهم كان الشهيد السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، طبعاً أنا لم أكن من بين التسعة، فأنا في ذلك الوقت كنت جدّاً صغير السّن، كان عمري حوالي الإثنين وعشرين عاماً أو ثلاثة وعشرين عاماً فقط، وهؤلاء التسعة ذهبوا إلى الجمهورية الإسلامية، في ذلك الحين التقوا بالمسؤولين وذهبوا في خدمة الإمام الخميني (قدّس سرّه). وعرضوا على الإمام أن هذه هي أوضاعنا وهذه هي أحوالنا وهذه هي نيتنا، ونحن نؤمن بإمامتك وولايتك وقيادتك، فما هو تكليفنا؟

سماحة الإمام قال أنّ واجبكم هو المقاومة وأن تواجهوا رغم إمكانيّاتكم المتواضعة وعددكم القليل، كان عدد حزب الله قليل جدّاً، إبدأوا من الصّفر، اتّكلوا على الله سبحانه وتعالى، لا تنتظروا أحداً من العالم أن يساعدكم، اعتمدوا على أنفسكم واعلموا أنّ الله سبحانه وتعالى ناصركم، وأنا أرى أنّ النصر في جبينكم. طبعاً كان أمراً عجيباً في ذلك الوقت، وهو بارك هذا المسار وهذا الخط، وهذه الجلسة التي ذهب فيها الإخوة إلى خدمة الإمام كانت الخطوة التأسيسيّة لبدء مسيرة حزب الله في لبنان، وأصبحت حركتنا تحمل هذا الإسم المبارك. طبعاً في ذلك الحين الإخوة قالوا لسماحة الإمام نحن نؤمن بولايتك وإمامتك وقيادتك، لكنّك مشغولٌ كثيراً وكبيرٌ في السّن، فلا نستطيع أن نزاحمكم دائماً في المسائل [والقضايا]، فنرجو أن تعيّنوا مندوباً لكم يمثّلكم ونرجع إليه في مسائلنا المختلفة التي نحتاج فيها بالرّجوع إليكم. وفي ذلك الحين سماحة الإمام (قدّس سرّه الشريف) عيّن وشخّص سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (دام ظلّه الشريف) عندما كان رئيساً للجمهوريّة. وقال [أنّ] الذي يمثّلني هو سماحة السيّد الخامنئي. ومنذ ذلك الحين بدأت العلاقة بين حزب الله وسماحة السيّد القائد (حفظه الله)، [أي] منذ الساعات الأولى لتأسيس ونشوء حركة حزب الله. وعلى مدار الوقت كنا دائماً على تواصل مع سماحة السيّد القائد وكنا نذهب إلى سماحة الإمام ونقدّم له التقارير عن الأوضاع وكان يبارك عمل المقاومة، فأنا أذكر من جملة الأمور الجميلة في موضوع الاستشهاديّين، تعرفون أنّ التجربة الأولى للعمل الاستشهادي كانت في لبنان، والإخوة هم الذين قاموا بذلك، وقبل أن يُنشر [ذلك] في وسائل الإعلام، أرسل الإخوة مقطع فيديو في ذلك الوقت [يتضمّن] وصايا للاستشهاديّين الذين نفّذوا عمليّات استشهاديّة كبيرة في لبنان زلزلت الاحتلال وقوات الاحتلال، وقُدّم هذا الفيديو لسماحة الإمام وشاهده وعقّب عليه، طبعاً الوصايا جميلة جدّاً وفيها الكثير من الإيمان والمعرفة والعشق والشّوق، قال الإمام (رضوان الله عليه): "هؤلاء الشباب.."، فكلّهم كانوا من الشباب، قال: "هؤلاء هم أهل العرفان الحقيقي". وكان متأثّراً جدّاً من وصايا هؤلاء الشّهداء. وإلى اليوم الأخير من حياته الشّريفة والكريمة كان دعمه لحزب الله في لبنان ومواكبته وحمايته وعنايته كبيرة جدّاً. قبل وفاته بشهرين أو أقل، وكان الإمام مريضاً جدّاً، وقلّما ما يلتقي بالمسؤولين، طبعاً بالمسؤولين من خارج إيران في الحدّ الأدنى، ذهبت أنا إلى إيران، وكنت في ذلك الوقت قد أصبحت عضواً في شورى حزب الله، ومسؤولاً تنفيذيّاً لحزب الله، فذهبت والتقيت مع سماحة السيد القائد، ومع سماحة الشيخ هاشمي [رفسنجاني] (رحمه الله)، ومع المسؤولين الآخرين، وقلت: أنا أريد أن ألتقي بسماحة الإمام، وقالوا أنّ الإمام لا يستقبل أحداً وهو مريض جدّاً. فأنا قلت: نحاول، فقالوا: لا مشكلة. فذهبت إلى مكتب الإمام وطلبت موعداً، وكان في ذلك الوقت صديقنا في بيت الإمام الذي يعتني باللبنانيّين كثيراً، كان سماحة الشيخ رحيميان (حفظه الله)، وهو نقل للمرحوم السيد أحمد (رحمة الله عليه)، وفي اليوم الثاني قالوا: تعال. وطبعاً كلّنا تفاجئنا، وذهبت للقاء الإمام (رضوان الله تعالى عليه) ولم يكن هناك أحد. أي أنّه حتى المرحوم السيّد أحمد لم يكن موجوداً، ولم يكن هناك أحد من الجهات المعنيّة، على سبيل المثال وزارة الخارجيّة وحرس الثورة عادةً كانوا يتواجدون معنا في اللقاءات. حتّى سماحة الشيخ رحيميان أدخلني إلى الغرفة عند الإمام وخرج، وبقيت وحدي. طبعاً تهيّبت الموقف كثيراً، والإمام كان يجلس على الكنبة العالية وأنا جلست على الأرض. لكن من شدّة التهيّب كان صوتي لا يخرج، فالإمام قال لي: اقترب. فجلست في جوار الإمام وتحدّثت معه وكان معي رسالة أعطيتها لسماحته وهو أجابني على المطلب الأساسي الذي كنت أنقله إلى سماحته وهو يرتبط ببعض التطوّرات والأحداث في ذلك الحين في لبنان، وبابتسامة كبيرة قال لي: قل لكلّ الإخوة لا تقلقوا، أنا معكم والإخوة في الجمهوريّة الإسلاميّة كلّهم معكم، ونحن سنقف دائماً إلى جانبكم. هذا كان آخر لقاء مع سماحة الإمام.[٢].

ايديولوجيّة المقاومة الإسلامية

الإيمان بالإسلام

يرى الحزب أنّ الإسلام هو الرسالة الأخيرة والشاملة لكل الرسالات السماوية. وقد اعتمد الإسلام على قواعد وأحكام ثابتة لها علاقة بفطرة الإنسان وطبيعة تكوينه، وتنسجم مع متغيرات الزمان، فأحكام الإسلام منطبقة على الإنسان كفرد، بما يلائم مصلحته، بصرف النظر عن المكان والزمان. أما الأمور المتغيرة فيعالج الاجتهاد المفتوح في الشريعة كل متطلباتها، ويجيب عن الأسئلة والحوادث الواقعة، ويعيد النظر بما مضى من اجتهادات، ويأخذ الظروف المستجدة وأحكامها بعين الاعتبار، ما يوجد متسعاً لمواكبة التطور والمتغيرات.

إقامة الدولة الإسلامية

أحد التعابير الطبيعية لالتزام حزب الله الإسلامي مشروع إقامة الدولة الإسلامية، فهي تمثل العدالة التي يطمح إليها الإنسان. لكن الحزب يفصِّل بين الرؤية الفكرية والتطبيق العملي، فالرؤية الفكرية تدعو إلى إقامة الدولة الإسلامية، وتشجع الآخرين على قبولها لما تمثل من إسعاد للإنسان. أمَّا على المستوى العملي، فهذا الأمر يتطلب وجود الأرضية التي تتقبل إنشاء هذه الدولة، والأرضية هي الشعب، الذي من حقه أن يختار ما يريد تحكيمه في حياته، وعلى قاعدة الآية القرآنية: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}. فلا يمكن أن تكون إقامة الدولة الإسلامية من منطلق تبني فئة أو فريق، ثم يعمل هذا الفريق على فرضها أو فرض آرائه فيها على الفئات الأخرى.

وقد صدر أول تعبير رسمي بهذا المعنى في الرسالة المفتوحة، التي أعلنها حزب الله في سنة 1985، حيث قال:" لكننا نؤكد أننا مقتنعون بالإسلام عقيدة ونظاماً، فكراً وحكماً، وندعو الجميع إلى التعرف إليه والاحتكام إلى شريعته، كما ندعوهم إلى تبنيه والالتزام بتعاليمه على المستوى الفردي والسياسي والاجتماعي. وإذا ما أتيح لشعبنا أن يختار بحريّة شكل نظام الحكم في لبنان، فإنه لن يرجِّح على الإسلام بديلاً. ومن هنا فإننا ندعو إلى اعتماد النظام الإسلامي على قاعدة الاختيار الحر والمباشر من قبل الناس، لا على قاعدة الفرض بالقوة كما يُخيَّل للبعض".

الجهاد في سبيل الله

يؤمن الحزب بأن الجهاد في سبيل الله قوام حركته وأصل نشأته، ويعتقد بأن الآثار المترتبة على الجهاد تكون على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة, فالفرد المجاهد عند الله أعظم درجة و أكثر فضلاً وأجراً , و الأمة المجاهدة هي أمة مقتدرة ومهابة ولها مكانتها بين الأمم، ويؤكد الحزب على أن خيار الجهاد يوصل لانتزاع الحقوق و استردادها وهو السبيل الطبيعي لمواجهة الظلم.

ولاية الفقيه

يؤمن الحزب أنّ الارتباط بالولاية هو تكليف شرعي ويشمل جميع المكلَّفين، حتى اللذين يرجعون إلى مرجع آخر في التقليد. ولا خشية من التعارض مع ظروف المكلَّفين في البلدان المختلفة، فالحدود التي يضعها الولي الفقيه تأخذ بعين الاعتبار مسألتين: تطبيق الأحكام الشرعية وعدم القيام بما يخالفها. الظروف الموضوعية والخصوصيات لكل جماعة أو بلد، والتي تؤثر على دائرة التكليف ومساحة الاهتمام.

والتزام حزب الله بولاية الفقيه يعني العمل في دائرة الإسلام وتطبيق أحكامه، وهو سلوك في إطار التوجهات والقواعد التي رسمها الولي الفقيه. ثم تكون الإدارة والمتابعة ومواكبة التفاصيل والجزئيات، والقيام بالإجراءات المناسبة، والعمل السياسي اليومي، والحركة الثقافية الاجتماعية، بل والجهاد ضد المحتل الإسرائيلي بتفاصيله، من مسؤولية القيادة المنتخبة من كوادر الحزب بحسب النظام الداخلي المعتمد، والتي تتمثل بالشورى التي يرأسها الأمين العام، والتي تحصل على شرعيتها من الفقيه، فيكون لها من الصلاحيات الواسعة والتفويض ما يساعدها على القيام بمهامها، ضمن هامش ذاتي وخاص ينسجم مع تقدير الشورى للأداء التنفيذي النافع والمفيد لساحة عملها. وتنعكس هذه الصلاحيات استقلالاً كبيراً في الأداء العملي، ولا حاجة لمتابعة يومية من الولي الفقيه، فإذا واجهت قيادة الحزب قضايا كبرى تشكِّل منعطفاً في الأداء، أو تؤثِّر على قاعدة من قواعد العمل، أو تعتبر مفصلاً رئيساً، أو تتطلب معرفة الحكم الشرعي فيها، عندها تبادر إلى السؤال أو أخذ الإذن لإضفاء الشرعية على الفعل أو عدمه.

يترتب على ارتباط الحزب بولاية الفقيه: الحصول على شرعية العمل خاصة فيما يتعلق بالخط السياسي العام، وبالتكليف المتعلق بالحرب والسلم، وبالعودة إلى القيادة الواحدة التي تنظر إلى العالم الإسلامي وإلى الحركات الإسلامية بنظرة شمولية، ما يجعلها قادرة على أن تنسق بينها وتواكب أهدافها لتنسجم مع هدف الإسلام ومع وحدة الأمة الإسلامية.[٣].

انتصارات الحزب على الإحتلال الإسرائيلي

لعب حزب الله دورا كبيرا في فترة الثمانينات وظهر كقوة مقاومة لبنانية كبيرة تقاتل ضد الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، وكلل كفاح الحزب بالانسحاب الإسرائيلي عام 2000، مما اكسبه رصيدا كبيرا في الشارع اللبناني، وزاد من التفاف اللبنانيون حوله، وعام 2004 وبوساطة المانية بين كيان الاحتلال وحزب الله تمت أكبر صفقة تبادل للأسرى بين الطرفين، قام الحزب بمقتضاها بإطلاق سراح رجل أعمال إسرائيلي، وسلَّم رفات ثلاثة جنود إسرائيليين أُسروا في لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2000. وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح ما يقرب من 400 معتقل فلسطيني و35 محتجزاً من بلدان عربية أخرى، وأغلبهم لبنانيون، كما سلَّمت رفات 59 لبنانياً قضوا على أيدي جيش الاحتلال، ودُفنوا في فلسطين المحتلة. ومن أبرز الأسرى اللبنانيين ضمن الصفقة الشيخ عبد الكريم عبيد، ومصطفى الديراني، ليتم بعدها عملية تبادل أخرى عام 2008 حيث تم تحرير عميد الأسرى سمير القنطار الذي استشهد فيما بعد أثناء القيام بواجبه الجهادي في سوريا. بعدما تبين للولايات المتحدة أن أحدا في الداخل لا يستطيع تنفيذ قرار 1501، قررت تكليف إسرائيل بالمهمة وانتظرت الظرف المناسب للتنفيذ، واستغلت أميركا وإسرائيل عملية أسر جنديين إسرائيليين على الخط الأزرق في جنوب لبنان من قبل المقاومة بغية تحرير الأسرى المعتقلين للتبادل، وشنت عدواناً واسعاً على لبنان، ارتكبت خلالها أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين والأطفال ونذكر في هذا السياق مجزرة قانا حيث استهدف العدو فيها مركزأ لليونيفل كان يضم حوالي 60 شخصاً من الأطفال والنساء ، بالإضافة إلى فشلها في تحقيق غايتها حيث اضطرت لوقف اطلاق النار بعد 33 يوماً كانت تعرضت خلالها لإخفاقات جوهرية وخسائر تكبدتها منذ أسر الجنود، إلى تدمير الدبابات من نوع ميركافا (من أفضل المدرعات في العالم)، إلى تدمير البارجة ساعر (ذات القدرات المميزة عسكرياً في النار والمراقبة والحماية)، والآن تمتلك المقاومة الإسلامية ترسانة صاروخية قوية ونوعية تطورت شيئاً فشيئاً، ويعجز جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات العالمية من معرفة حجم وقوة حزب الله العسكرية الحقيقية، ويعتبر الحزب اليوم قوة مؤثرة وفاعلة على الساحتين الإقليمية والدولية، وشريك في رسم التوازنات الإقليمية بحيث لا يمكن استبعاده منها.[٤].

العلاقة الخارجية للحزب

على الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية قد وضعت حزب الله في لائحة "المنظمات الإرهابية" بسبب أعماله تجاه إسرائيل، واعتقادها بأن الحزب هو من قام بتفجير مقر القوات الأميركية والفرنسية في بيروت في تشرين الأول عام 1983، تلك العملية التي أسفرت عن مقتل 300 جندي أميركي وفرنسي. كما تتهمه أيضاً بالمسؤولية عن مسلسل خطف الرهائن الغربيين إبان حرب لبنان عام 1982. مما يعني تقييد تفاعله خارج لبنان، إلا أن الحزب استطاع أن ينسج علاقات مع عدة دول في محيطه الإقليمي وحتى خارجه.

أما عربياً فقد تميزت علاقة حزب الله ودمشق بخصوصية واضحة منذ عقد اتفاق الطائف برعاية سعودية - سورية، الذي نُزِعت بموجبه أسلحة الفصائل اللبنانية المتصارعة وحل الميليشيات العسكرية، وأبقت على الأسلحة بحوزة حزب الله الذي لم يكن طرفاً في الحرب الأهلية، بل كان مجال نشاطه متركزاً في منطقة الحزام الأمني الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان، وزاد من خصوصية تلك العلاقة أن دمشق لم تتوقف عن سياسة دعم هذه الحركات التي ترفع شعار المقاومة، ولا ينفي حزب الله تلقيه مساعدات مختلفة من دمشق، بل إنه يهدي انتصاراته على إسرائيل لها بالدرجة الثانية بعد لبنان بالإضافة إلى العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع دمشق، فإنه على اتصال مع دول أخرى، كالسعودية حيث استقبل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم نهاية عام 2006، وأيضاً السودان الذي كان بحاجة للتأييد الرسمي والشعبي في مواجهة ملاحقة قادته دولياً، ووجد في حزب الله مؤيداً له في هذا الشأن، حيث للحزب نفوذ كبير في الشارع العربي والإسلامي، وفي المغرب العربي أعلن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تأييده للحزب في مقاومته لإسرائيل في خطاب له في أبريل 2007 بمناسبة ذكرى الغارة الأميركية على ليبيا، والتي كانت عام 1986. كما أن الحزب يلتقي مع جميع الفصائل الفلسطينية وله معها علاقات طيبة تتجاوز التعاطف، وتصل في بعض الأحيان إلى الدعم اللوجستي [٥].

مشاركة حزب لمنع المجموعات الإرهابية

وفي عام 2011 ومع بداية الحرب السورية قرر حزب الله المشاركة بشكل مباشر لمنع المجموعات التكفيرية والارهابية من الوصول إلى بيروت، وبالتالي كشف ظهر المقاومة وخطوط امداداتها، فسوريا هي خاصرة المقاومة ولا يمكن أن السماح أن تكون خاصرة رخوة أو مستهدفة وهو الهدف الرئيس للحرب على سوريا، فأرسل الآلاف من المقاتلين إلى جانب الجيش السوري، إضافة إلى خوصه المعارك على امتداد الحدود مع سوريا من عرسال إلى رأس بعلبك حيث اعتبرت هذه العملية ت بمثابة تحرير ثان ، ليكتسب مقاتلوه خبرة قتالية عالية ودقيقة وشاملة في التعامل مع شتى أنواع الهجمات إن كانت حرب عصابات أم حرب شوارع أو حتى ضد جيش نظامي رسمي لأي دولة وهذا ما أثار قلق جيش الاحتلال على الحدود مجدداً وبشكل أكبر[٦].

هيكلية الحزب

يعتبر منصب الأمين العام هو رأس الهيكل التنظيمي للحزب، ويتمتع بصلاحيات تنظيمية واسعة جدا. ويشرف على مجلس الشورى المكون من سبعة أعضاء ومجالسه الفرعية الخمسة وهي: المجلس السياسي. المجلس الجهادي. مجلس العمل النيابي. المجلس التنفيذي. المجلس القضائي. وعلى الرغم من عامل السرية الذي يحرص عليه الحزب في أغلب نشاطاته، إلا أن ذلك لم يمنعه من الإعلان عن وجود بعض الهياكل التنظيمية التي تنظم عمل الحزب، ومنها على سبيل المثال: الهيئة القيادية. المجلس السياسي. المجلس التخطيطي. كتلة النواب. المجموعات التنفيذية. الهيئات الاستشارية.[٧].

أعضاء الحزب

يتكون حزب الله من عشرات الآلاف من الأعضاء، حسب ما قدرته وزارة الخارجية الأميركية، ويُتخذ القرار داخل هيئات الحزب بأغلبية الأصوات، ويعتبر مجلس الشورى أعلى هيئة تنظيمية داخله، يرأسه الأمين العام، ويتكون من 7 أعضاء يتولى كل منهم قطاعا خاصا من قطاعات الحزب. ويتم انتخاب أعضاء مجلس الشورى من هيئة ناخبة تضم المئات من الأعضاء تسمى "المؤتمر العام"، وهؤلاء منتخبون بدورهم من المؤتمرات التمهيدية التي تعقد في كل هيئات ومؤسسات الحزب. وحسب ما ورد في بعض المصادر الإعلامية، فإن شروط الانضمام إلى حزب الله تقوم أساسا على: الالتزام بأركان الإسلام الخمسة ومفهومي الإيمان والإحسان، وعلى كل من يرغب في الانضمام أن يكون عضوا عاملا، يحول مبادئ الحزب وتعاليمه إلى سلوك عملي يستفيد منه عامة الناس.[٨].

أعلام ورموز الحزب

تناوب على قيادة حزب الله منذ تأسيسه سنة 1982 وحتى سنة 2023، ثلاثة أمناء عامين، وهم:

الشيخ صبحي الطفيلي

في بدء تأسيس الحزب سنة 1982، تمّ انتخاب صبحي الطفيلي أمينا عاما للحزب في الفترة ما بين 1989 و1991. ولد الطفيلي عام 1948 ببلدة بريتال جنوب مدينة بعلبك بلبنان، وهو عالم دين شيعي بدأ مشواره الدراسي كأقرانه من علماء الشيعة بالعلوم الدينية، ثم سافر إلى النجف في العراق، وتلقى دروسه على يد الإمام السيد محمد باقر الصدر، ومكث في لبنان لفترة ثم عاد لمتابعة دراسته في إيران. وكان من بين أصدقائه السيد عباس الموسوي، الذي شغل هو الآخر منصب الأمين العام لحزب الله.

السيد عباس الموسوي

أحد مؤسسي حزب الله وصاحب العبارة الشهيرة "سنخدمكم بأشفار (أهداب) العيون"، التي لا تزال أحد أبرز شعارات الحزب إلى يومنا هذا. وهو ثاني أمين عام لحزب الله، تسلم منصبه عام 1991، لكن بقاءه فيه لم يدم أكثر من 9 أشهر، بعد اغتياله أثناء عودته من خطاب مؤثر ألقاه في بلدة "جبشيت" بجنوب لبنان بمناسبة ذكرى مقتل راغب حرب أحد أفراد الحزب. ولد السيد عباس الموسوي عام 1952 في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية بلبنان من عائلة من البقاع من قرية النبي شيت، وعاش طفولته وسط أسرة محافظة، ودرس العلوم الإسلامية في النجف في العراق. ساهم في تأسيس حزب الله سنة 1982، وأصبح سنة 1989 مسؤول الشورى في الجنوب، وظل يشغل هذا المنصب حتى انتخب أمينا عاما للحزب عام 1991. تلقى دراسته الدينية في النجف بالعراق، وهناك تأثر بفكر الإمام الخميني، وبعد تسع سنوات قضاها هناك عاد إلى لبنان عام 1978. في 16 فبراير/شباط عام 1992، هاجمت المروحيات الإسرائيلية موكبه في جنوب لبنان حيث إستشهد السيد عباس الموسوي رفقة زوجته وابنه البالغ من العمر خمس سنوات وأربعة أشخاص آخرين، وبعد إستشهاده تولى السيد حسن نصر الله رئاسة الحزب.

السيد حسن نصر الله

المعروف بسيد المقاومة الامين العام الحالي لحزب الله منذ 1992 م ولد في 31 أغسطس/آب عام 1960 ببلدة البازورية الواقعة جنوب لبنان، حيث كان والده يدير محل بقالة صغيرا، وبدأ دراسته الابتدائية في مدرسة الكفاح ببيروت، ثم أكمل تعليمه المتوسطي والثانوي بمنطقة سن الفيل بنفس المدينة.ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 نزح رفقة عائلته من بيروت إلى بلدته الأصلية البازورية في جنوب لبنان، حيث أكمل دراسته الثانوية هناك. وفي عام 1977 سافر السيد حسن نصر الله إلى النجف الاشرف بالعراق، وتابع تعليمه هناك، إلا أنه وبعد طرد مئات الطلاب اللبنانيين من العراق عام 1978 عاد إلى لبنان وأقام بمنطقة بعلبك من أجل الدراسة والتدريس في إحدى المدارس الدينية برفقة صديقه "عباس الموسوي". وتمّ انتخابه امين عام للحزب عام 1992 بعد استشهاد عباس الموسوي.[٩].

توجه السياسي للحزب

انخرط حزب الله في الحياة السياسية اللبنانية حيث فاز ب12 مقعداً برلمانياً في أول انتخابات برلمانية يشارك فيها في عام 1992 وهو أكبر عدد من المقاعد تفوز به كتلة حزبية منفردة، لتتوسع قاعدته الشعبية أكثر فأكثر في عام 2005 حيث فاز ب14 مقعداً ليشارك في الحكومة لأول مرة ب 3 وزراء، ويكمل نضاله بطريقة أخرى، ويتصدى للعديد من القرارات التي كانت من شأنها أن تنتهك سيادة لبنان على كافة أراضيه، كما يتمتع الحزب بحضور فاعل في انتخابات النقابات وبخاصة نقابتي المهندسين والأطباء، والاتحادات الطلابية والمهنية والعمالية.

الهوامش