انتقل إلى المحتوى

منظمة التعاون الإسلامي

من ویکي‌وحدت

منظمة التعاون الإسلامي (OIC) هي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد منظمة الأمم المتحدة، بعضويّة دول من أربع قارات. تمثل المنظمة الصوت الجماعي لعالم الإسلام وضمان حماية مصالحه في إطار تعزيز السلام الدولي والتنسيق بين مختلف شعوب العالم. ومع ذلك، في بعض الحالات، تتأثر بنفوذ بعض الدول، ومنها المملكة العربية السعودية، مما يؤدي إلى انحراف في مواقفها.

منذ أول مؤتمر قمة في عام 1969 (الرباط - المغرب)، عقدت المنظمة 10 قمم على مستوى القادة و34 اجتماعًا عاديًا على مستوى وزراء الخارجية. يعقد اجتماع وزراء الخارجية سنويًا، واجتماع القمة كل ثلاث سنوات. يجب أن تعترف القمة الرسمية باستضافة أي دولة.

الدولة المضيفة تتولى رئاسة المنظمة لفترة تمتد حتى انعقاد المؤتمر التالي. في اجتماعات وزراء الخارجية والقادة، لا تُناقش القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والإدارية والمالية بشكل مباشر، وتصدر قرارات المنظمة بشأنها عبر قرارات تصدر في الاجتماعات العادية التي تجاوز عددها 100 قرار.

كما يصدر في ختام اجتماعات القمة أو وزراء الخارجية بيان يتضمن النقاط الرئيسية والقرارات المتخذة. قمة القادة هي أعلى سلطة اتخاذ القرار في المنظمة، لكن اجتماع وزراء الخارجية هو المركز الفعلي لاتخاذ القرارات.

الأعضاء

آسيا

أذربيجان، أوزبكستان، أفغانستان، إندونيسيا، بنغلاديش، باكستان، طاجيكستان، تركمانستان، قرغيزستان، كازاخستان، جزر المالديف، ماليزيا.

الشرق الأوسط

الأردن، الإمارات العربية المتحدة، إيران، البحرين، سوريا، العراق، المملكة العربية السعودية، عُمان، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، مصر، اليمن.

أفريقيا

الجزائر، أوغندا، بروناي، بنين، بوركينا فاسو، توغو، تونس، جيبوتي، تشاد، ساحل العاج، السنغال، السودان، الصومال، سيراليون، الكاميرون، جزر القمر، الغابون، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، ليبيا، مالي، المغرب، موريتانيا، موزمبيق، النيجر، نيجيريا.

أوروبا

ألبانيا، تركيا.

أمريكا اللاتينية

سورينام، غيانا.

الأعضاء المراقبون

روسيا، البوسنة والهرسك، جمهورية أفريقيا الوسطى، تايلاند، قبرص.

أهداف المنظمة

أهداف منظمة التعاون الإسلامي سبعة، وهي كما يلي في ميثاقها:

  1. تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء؛
  2. دعم التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وغيرها من الأمور الأساسية، والتشاور بينها في المنظمات الدولية؛
  3. السعي نحو القضاء على التمييز العنصري وإنهاء الاستعمار بكافة أشكاله؛
  4. اتخاذ التدابير اللازمة لدعم السلام والأمن الدولي المبني على العدالة؛
  5. تنسيق الجهود لحماية الأماكن المقدسة وتحريرها ودعم نضال شعب فلسطين لممارسة حقوقه واستعادة أرضه؛
  6. دعم نضال جميع الأمم الإسلامية للحفاظ على كرامتها، الاستقلال وحقوقها الوطنية؛
  7. خلق أجواء لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول الإسلامية وغيرها من الدول.

هناك نظام داخلي يحدد آلية سير العمل واتخاذ القرار في اجتماعات المنظمة الرسمية، ولكن اتخاذ القرار لا يتم فقط بناءً عليه. كما أن اتخاذ القرار يتم بالأغلبية، لكن في الواقع، تُتخذ قرارات المنظمة بالإجماع خلال الاجتماعات الرسمية.

الجذور الفكرية لمنظمة التعاون الإسلامي

تشمل عضوية منظمة التعاون الإسلامي عمومًا دولًا تشترك في روابط تاريخية وجغرافية وثقافية ودينية. المحور الرسمي لتجمعهم هو القاسم المشترك في معتقداتهم الدينية. التاريخ الإسلامي مصدر إلهام للمفكرين المسلمون ودافع قوي للقوى السياسية في المجتمعات الإسلامية. بناءً على مقارنة بسيطة بين وضع المسلمين الحالي وضع قوتهم وعظمتهم على مدى حوالي 13 قرنًا، نشأت رؤية موحدة في المجتمعات الإسلامية ترى أن سبب ضعف الدول الإسلامية الحالية هو التفرقة والتشتت، وأن الحل الأساسي للخروج من الأزمات الحالية هو التمسك بـ "الاتحاد الإسلامي" وتعزيز "التضامن الإسلامي". الإيمان بـ"الاتحاد" الذي ساد المجتمعات الإسلامية منذ ظهور الإسلام في جزيرة العرب ليس له أساس سياسي بل ديني. فالقرآن الكريم، الدليل الأبدي للمسلمين، يحتوي على إشارات وتأكيدات تعكس القيم السياسية في هذا المجال.

تاريخ تأسيس منظمة التعاون الإسلامي

مع بداية الحرب العالمية الثانية، انتهت فترة متابعة أفكار البان إسلامية التي كانت تسعى لإحياء الإبداع الإسلامي، ودخل العالم الإسلامي مرحلة جديدة من الحياة السياسية. أثرت حقائق هذه المرحلة تأثيرًا عميقًا على الفكر السياسي المسلمون.

أهم هذه الحقائق

بناءً على ذلك، طالبت القوى الإسلامية في العالم الإسلامي بتشكيل جبهة موحدة للدول الإسلامية ضمن النظام الدولي القائم. تحقق هذا الهدف بتأسيس منظمة التعاون الإسلامي، لكن الجهود المعاصرة لتحقيقه تعود إلى خمسينيات القرن العشرين. تأسيس "المؤتمر الإسلامي العام" بمبادرة مصر، المملكة العربية السعودية، وباكستان عام 1952 كان من أوائل الخطوات في هذا المجال.

هزيمة العرب في 1967 أمام إسرائيل، وحريق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969، أوجدت الظروف المناسبة لإنشاء مؤتمر قمة إسلامي، وأثارت موجة من الغضب والشك تجاه ليهود في العالم الإسلامي.

عُقد المؤتمر في الرباط (المغرب)، حيث اتخذت هذه الحركة شكلاً عمليًا. صدر في ختام المؤتمر إعلان يؤكد أن "الدول والشعوب مصممة على رفض أي حل لقضية فلسطين لا يعيد القدس إلى وضعها قبل يونيو 1967"، وتم تنظيم مؤتمرات لاحقة، منها اجتماع وزراء الخارجية الثالث في مارس 1972 في جدة، حيث تم اعتماد ميثاق المنظمة، وبذلك تأسست رسميًا منظمة التعاون الإسلامي.

الأمانة العامة

تعد الأمانة العامة أحد أركان المنظمة، وهي المسؤولة عن متابعة وتنفيذ قرارات قمة القادة واجتماعات وزراء الخارجية. يُنتخب الأمين العام برئاسة الأمانة لمدة أربع سنوات بأغلبية الأصوات.

يقع مقر الأمانة العامة وفقًا لميثاق المنظمة في القدس، وحتى رفع الاحتلال الإسرائيلي، مقرها مؤقتًا في جدة بالمملكة العربية السعودية.

المحكمة الدولية للعدل الإسلامي

في قمة القادة الخامسة في الكويت عام 1987، أُعلن عن المحكمة الدولية للعدل الإسلامي كأحد أركان المنظمة. مقرها في الكويت وتتألف من 7 قضاة لمدة 4 سنوات. تختص المحكمة بقضايا تحيلها الدول الأعضاء بالإجماع، وقضايا المعاهدات الملزمة، وتفسير المعاهدات الثنائية أو المتعددة، والبحث في القضايا التي تؤثر على الالتزامات الدولية. ومع ذلك، لم تحصل هذه الهيئة على الاعتراف الفعلي.

اللجان المتخصصة

لتنفيذ قرارات الاجتماعات، تُشكل لجان متخصصة دائمة ومؤقتة مثل لجان التعاون المعلوماتي والثقافي، ولجان التعاون التجاري والاقتصادي، واللجان العلمية والتكنولوجية، ولجان مؤقتة حسب الحاجة مثل لجنة السلام الإسلامية ولجنة خاصة لأفغانستان. كما توجد هيئات فرعية مثل المجمع الفقهي الإسلامي، البنك الإسلامي للتنمية، والمركز الإسلامي لتنمية التجارة.

تاريخ اجتماعات قمة منظمة التعاون الإسلامي

عقدت المنظمة منذ تأسيسها في 1969 إحدى عشرة قمة وقامت بعدة اجتماعات استثنائية، لكنها توقفت عن عقد الاجتماعات منذ بداية موجة الربيع العربي.

القمة الأولى: المغرب 1969

أول اجتماع لقادة الدول الإسلامية عقد في سبتمبر 1969 في المغرب. رغم وجود طلبات سابقة لعقد مؤتمر إسلامي، لم يكن هناك توافق بسبب رفض بعض الدول مثل مصر التي اعتبرت المبادرة مؤامرة أمريكية للتأثير على العالم العربي وكسر القومية العربية. لكن حرب 1967 وجرائم إسرائيل، لا سيما حريق المسجد الأقصى، أثارت غضب المسلمين وعززت الوحدة الإسلامية في مواجهة الأعداء. بدعوة من ملك المغرب، عقد مؤتمر استثنائي بمشاركة 24 دولة لمناقشة التهديدات للمقدسات الإسلامية، مما مهد لتأسيس المنظمة.

القمة الثانية: باكستان 1974

عقدت في 22-24 فبراير 1974 في لاهور، حيث نوقشت قضايا عدة من بينها القضية الفلسطينية واحتلال إسرائيل. أكد الأعضاء على وحدة الدين والنضال والتضامن، واعتبروا قضية فلسطين قضية كل الدول الإسلامية، ورفضوا استخدام القوة لتحقيق مصالح إقليمية على حساب هذا الهدف. شددوا على قداسة القدس والمسجد الأقصى ورفضوا أي اتفاق يسمح باستمرار الاحتلال الإسرائيلي.

القمة الثالثة: مكة 1981

عُقدت في 25-28 يناير 1981 في مكة المكرمة، وصدرت قرارات بشأن مواجهة إسرائيل، دعم القدس والشرق الأوسط، أوضاع أفغانستان، التضامن الإسلامي، وقضية حرب إيران والعراق، حيث طالبت بوقف فوري للنزاع دون تحميل مسؤولية مباشرة لـالعراق.

القمة الرابعة: المغرب 1984

عُقدت 16-19 يناير 1984 في الدار البيضاء، وأكدت المواقف السابقة بشأن الاحتلال الإسرائيلي ودعم القدس وقضية الحرب العراقية الإيرانية، وأدانت العدوان الجوي الأمريكي على سوريا ومرتفعات الجولان، واعتبرت التحالف الأمريكي الإسرائيلي تهديدًا للمنطقة.

القمة الخامسة: الكويت 1987

عُقدت 26-29 يناير 1987، وأدانت السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل، ودعت إلى احترام القوانين والمواثيق الدولية، وطلبت من الأعضاء تجنب أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع إسرائيل. كما أدانت الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وطالبت بالانسحاب الفوري.

القمة السادسة: السنغال 1991

عُقدت 9-11 ديسمبر 1991 في داكار، وأكدت دعم تحرير الأراضي المحتلة، ونددت بجرائم إسرائيل في جنوب لبنان، وأدانت غزو العراق للكويت.

القمة السابعة: المغرب 1994

عُقدت 13-15 ديسمبر 1994 في الدار البيضاء، وأكدت دعم قضية فلسطين والقدس المحتلة، وأبدت مواقف داعمة لعملية السلام على أساس "الأرض مقابل السلام"، وأدانت مخططات تقسيم الحرم الإبراهيمي في الخليل، ودعت لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الجولان ولبنان. كما أدانت انتهاكات الصرب في البوسنة.

القمة الثامنة: إيران 1997

عُقدت 9-11 ديسمبر 1997 في طهران، وناقشت قضايا القدس، فلسطين، البوسنة، جامو وكشمير، أفغانستان، الصومال، العدوان الأمريكي على ليبيا عام 1986، التضامن مع إيران وليبيا بشأن قانون داماتو، ونزع أسلحة الدمار الشامل.

القمة التاسعة: قطر 2000

عُقدت 12-13 نوفمبر في الدوحة، وأكدت قطع العلاقات مع الدول التي تربطها علاقات بإسرائيل، وأدانت جرائم الاحتلال في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، ودعت إسرائيل للالتزام بالمواثيق الدولية، وهنأت لبنان على تحرير جنوبه، وطالبت بالإفراج عن الأسرى اللبنانيين في سجون إسرائيل.

الاجتماع الاستثنائي في قطر: مارس 2003

عُقد في 5 مارس 2003 قبيل الغزو الأمريكي للعراق، وأدان الأعضاء أي هجوم محتمل على العراق، وأكدوا دعم أمن العراق، ورفضوا المشاركة في أي هجوم. كما ناقشوا تصاعد الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطلبوا وقف بناء الجدار العنصري والاستيطان وإنهاء الاحتلال.

القمة العاشرة: ماليزيا 2003

عُقدت 16-17 أكتوبر في ماليزيا، وصدرت قرارات بشأن قضية فلسطين، القدس، جامو وكشمير، الأراضي السورية واللبنانية المحتلة، وأدانت تهديدات إسرائيل لياسر عرفات واستمرار العنف والاستيطان. رحبت القمة بتشكيل مجلس الحكم الانتقالي في العراق ودعت إلى احترام الحريات المدنية والدينية والثقافية للعراقيين.

الاجتماع الاستثنائي في مكة: 2005

عُقد 7-8 ديسمبر في مكة، وناقش أوضاع فلسطين، العراق، جامو وكشمير، الصومال، قبرص والسودان، وأدان الإرهاب في العراق، والإساءات للنبي محمد (خاتم الأنبياء)، معبراً عن القلق.

القمة الحادية عشرة: السنغال 2008

عُقدت 13-14 مارس في داكار، وأكدت دعم فلسطين، وأدانت الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وعبّرت عن القلق إزاء الأوضاع الإنسانية، ودعت إلى حل رباعي دولي، وساندت المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية. كما أدانت العقوبات الأمريكية الأحادية على سوريا وأعلنت بطلان قانون العقوبات، وأكدت تضامنها مع سوريا والسودان، ودعت لاحترام سيادة الصومال.

تأجيل القمة الثانية عشرة في مصر

كان من المقرر عقد القمة الثانية عشرة في 15 مارس 2011 في شرم الشيخ، لكن بسبب الثورة الشعبية في مصر وعدم الاستقرار، تم تأجيلها.

الاجتماع الاستثنائي في مكة: 2012

عُقد بناءً على دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز، في 14-15 أغسطس 2012 في مكة المكرمة، حضره أكثر من 40 دولة من أصل 57 عضوًا. حضر الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إلى جانب ملك السعودية، مما أتاح للضيوف لقاءات قصيرة معه.

القمة الطارئة لقادة الدول العربية والإسلامية 2023

القمة الطارئة لقادة الدول العربية والإسلامية 2023 عقدت في 11 نوفمبر 2023 في الرياض، لمناقشة هجمات إسرائيل على غزة بتاريخ 1 نوفمبر 2023. عُقدت القمة من أجل وقف إطلاق النار ووقف الهجمات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة. تواجه إسرائيل هزائم عسكرية، وتواصل ارتكاب جرائم من بينها القصف المستمر للمناطق السكنية، وقتل المدنيين والنساء والأطفال. كما استخدمت أسلحة محرمة مثل قنابل الفسفور الأبيض في قصف حرب غزة 2023. عقدت القمة الطارئة المشتركة بين منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية في الرياض دفاعًا عن فلسطين وإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في غزة، وأصدرت بيانًا مشتركًا في الختام.

انظر أيضًا

الهوامش