طاجيكستان

طاجيكستان بالاسم الرسمي جمهورية طاجيكستان هي دولة جبلية وغير ساحلية تقع في آسيا الوسطى. طاجيكستان هي أصغر دولة في آسيا الوسطى، وتحدها أفغانستان من الجنوب، وأوزبكستان من الغرب والشمال، وقرغيزستان من الشمال، وجمهورية الصين الشعبية من الشرق. عاصمة وأكبر مدينة في هذه البلاد هي دوشنبه. اللغة الرسمية في هذا البلد هي اللغة الفارسية الطاجيكية المعتمدة على الأبجدية السيريلية. طاجيكستان هي واحدة من خمس جمهوريات في آسيا الوسطى. الغالبية العظمى من سكان طاجيكستان هم سنة حنفية. الشيعة في طاجيكستان ينقسمون إلى فئتين: الإمامية والإسماعيلية.

الجغرافيا والتقسيمات

تحد طاجيكستان من الجنوب أفغانستان، ومن الشرق الصين، ومن الشمال قرغيزستان، ومن الشمال الغربي أوزبكستان. تبلغ مساحة طاجيكستان 143,000 كيلومتر مربع وتقع في آسيا الوسطى. تغطي الجبال المرتفعة معظم أراضي طاجيكستان.

تقسم جبال بامير، وتركستان، وحصار، وزر أفشان هذا البلد إلى عدة مناطق. أعلى قمتين في طاجيكستان هما قمة إسماعيل ساماني وقمة ابن سينا. تجري في طاجيكستان العديد من الأنهار الصغيرة والكبيرة المؤقتة والدائمة، حيث تصب كمية كبيرة من مياهها في عدة بحيرات ومسطحات مائية داخلية دائمة ومؤقتة. يشكل نهر آمودريا ونهر سيحون مسطحات المياه الكبرى في طاجيكستان.

عاصمة طاجيكستان هي مدينة دوشنبه. ثاني أكبر مدينة في طاجيكستان هي خجند في شمال البلاد.

موقع طاجيكستان والمدن الرئيسية

تنقسم طاجيكستان إلى أربع ولايات:

• دوشنبه والمناطق التابعة لها.
• ولاية سُغد في الشمال، المدينة المركزية: خجند. المدن المهمة: كاني بادام، بانجكنت، أوراتبه.
• ولاية خَتلان في الجنوب، المدينة المركزية: قُرقان تپه. المدن المهمة: كولاب ودنغره.
• ولاية بدخشان الجبلية ذات الحكم الذاتي في النصف الشرقي، المدينة المركزية: خاروق.

التاريخ

تحتوي طاجيكستان على أجزاء قديمة مثل خجند، وفرغانة، وزرافشان، وبامير. لم يكن لهذه الأجزاء الأربعة أي ارتباط سياسي معاصر، حيث كانت كل واحدة منها جزءًا من إيران في فترات مختلفة من التاريخ. لذلك، لا يمكن اعتبار أراضي طاجيكستان أساسًا لتاريخ هذا البلد، على الرغم من أن الطاجيك يعتبرون أنفسهم من نسل السغديين، والبلخيّين، والخوارزميين، والسكا.

من صدر الإسلام إلى حكم التيموريين

فتح المسلمون حوالي عام 50 وحتى أوائل العقد 130 هجريًا أهم ولايات هذه المنطقة، وانتشر الإسلام تدريجياً بين الناس. مع دخول المغول إلى آسيا الوسطى من 617 إلى 619، انهار حكم الخوارزميين. بعد ذلك، وحتى 150 عامًا بعد ذلك، سيطرت قبائل متعددة بما في ذلك الجغتائيين على آسيا الوسطى حتى أسس تيمور غوركاني عاصمته المستقلة في سمرقند عام 771 هجريًا، واستولى على ما يُعرف اليوم بطاجيكستان.

من انهيار دولة التيموريين إلى الانضمام إلى الاتحاد السوفيتي

انهارت دولة التيموريين في أوائل القرن العاشر بعد هجوم الأوزبك الشيبانيين. في عام 1007 هجريًا، استولى الأوزبك الأشتراخانيون على مكان الشيبانيين. في عام 1153، استولى نادر شاه على بخارى، وظل الأشتراخانيون خراجيين لإيران حتى عام 1160، عندما قُتل نادر شاه. بعد صراعات في العقد 1280 هجريًا/1860 ميلادي، انضمت شمال طاجيكستان إلى روسيا القيصرية، بينما انضمت جنوبها إلى إمارة بخارى. في رجب 1336 هجريًا/أبريل 1918، أصبحت شمال طاجيكستان جزءًا من الجمهورية الذاتية الاشتراكية التركية. ومع ذلك، قاوم البسماتشيون في مناطق مختلفة، بما في ذلك شمال طاجيكستان، قوات السوفييت، وحتى فبراير 1921 لم تتمكن القوات السوفيتية من السيطرة الكاملة على بخارى الشرقية بما في ذلك دوشنبه. في مهر 1303 هجريًا/أكتوبر 1924، نتيجة للحدود الوطنية في آسيا الوسطى، تم تأسيس الجمهورية السوفيتية الاشتراكية الأوزبكية.

بعد الانضمام إلى الاتحاد السوفيتي الاشتراكي

خلال فترة السوفييت، أدت الحرب ضد الدين إلى إغلاق معظم المساجد والمدارس الدينية. منذ عام 1306 هجريًا/1927 ميلادي، بدأ التحول التدريجي من الخط الفارسي إلى الأبجدية اللاتينية، حتى تم اعتماد الأبجدية اللاتينية رسميًا في عام 1308 هجريًا/1929، وبعدها حلت الأبجدية السيريلية محلها في عام 1319 هجريًا/1940. منذ السبعينيات، بدأت المعتقدات الإسلامية تنمو تدريجيًا بين شعب طاجيكستان. في ديسمبر 1991، اجتمعت ثلاث دول روسيا، بيلاروس، وأوكرانيا في مدينة مينسك وأعلنت انهيار الاتحاد السوفيتي وتشكيل اتحاد الدول المستقلة. لم تكن طاجيكستان، مثل باقي جمهوريات آسيا الوسطى، مستعدة للاستقلال الكامل، وانضمت على الفور إلى الاتحاد الجديد للدول المستقلة.

الأديان والمذاهب

المذهب الغالب بين سكان طاجيكستان هو السنة من الفرع الحنفي. تعيش مجموعة صغيرة من الشيعة الإسماعيلية في جبال بامير في منطقة بدخشان، ويُكن أهل السنة في طاجيكستان احترامًا خاصًا لأهل البيت والأئمة الشيعة، وخاصة الإمام علي (ع) والإمام حسين (ع) والإمام جعفر الصادق (ع)، ويتمنون زيارة مرقد الإمام رضا (ع).

تعيش مجموعة من الأقليات المسيحية، الزرادشتية، واليهودية في طاجيكستان. اليوم، أصبح القيام بالفرائض الدينية حرًا بعد الاستقلال. ومع ذلك، فإن سياسة حكومة طاجيكستان تعتمد على فصل الدين عن السياسة. بسبب 70 عامًا من هيمنة الشيوعية في آسيا الوسطى وطاجيكستان والدعاية الخاصة بهم، تآكلت المعتقدات الدينية بين الناس. ومع ذلك، فإن كبار السن والبالغين يتمتعون بروح دينية وثقافة إسلامية، وتظهر الثقافة الإيرانية في جميع جوانب حياتهم الشخصية والاجتماعية والأخلاقية.

اسم علي (عليه السلام) في طاجيكستان اسم مقدس، وأشهر اسم يُختار للأبناء الذكور هو علي، بينما تُستخدم الأسماء فاطمة وزهرا للبنات. تتم مراسم تسمية الأطفال وتسجيل أسمائهم في خلف القرآن الكريم، ومراسم الزواج، ومراسم الدفن، وإقامة مراسم الفوت، وسبعة وأربعين يومًا وسنة، ونوع العزاء للنساء وغيرها على الطريقة الإسلامية الإيرانية.

عادات شهر رمضان المبارك في طاجيكستان

يحتفل شعب طاجيكستان كل عام بشهر رمضان المبارك الذي يصاحبه طقوس خاصة.

• الحضور الحماسي في المساجد، وترك الضغائن الماضية، ومسامحة بعضهم البعض، والتصالح، وتقديم الهدايا للأقارب والجيران هي من عادات الطاجيك في هذا الشهر.
• تُقام صلاة التراويح كل ليلة في شهر رمضان في جميع مساجد طاجيكستان أو في المنازل بشكل جماعي.
• في معظم مساجد طاجيكستان، يُقرأ جزء من القرآن الكريم كل ليلة أثناء أداء صلاة التراويح، حتى يتمكن المصلون من ختم القرآن بحلول نهاية الشهر المبارك.
• يحفظ حافظو القرآن الكريم الذين يتولون قراءة آيات القرآن في صلاة التراويح، ويُقيمون الصلاة تحت إمامتهم، عادة ما يجلسون في ما يُعرف في اللغة الطاجيكية "تشله" قبل شهر رمضان بشهر أو شهرين لمراجعة محفوظاتهم.
• يُعتبر شهر رمضان من منظور المسلمين الطاجيك بمثابة الأرضية الأساسية للتدين والعبادة والاتصال مع الله، وبناءً عليه، يسعون للحفاظ على مظاهر شهر رمضان من خلال قراءة القرآن، وإقامة صلاة التراويح، وكتابة الأشعار الخاصة، ونقلها إلى أطفالهم والأجيال القادمة.
• تتبادل عبارة "رمضان مبارك" بين الطاجيك حتى نهاية هذا الشهر، ويُعتبر طقس "رب من" من أشهر وأبرز شعائر الطاجيك في هذا الشهر، وقد تمكن إلى حد كبير من الحفاظ على تقاليد رمضان خلال 80 عامًا من حكم الشيوعية الذي كان معاديًا لأي شعائر دينية. كانت مراسم "رب من" تُقام في السابق في جميع المناطق الناطقة بالفارسية في آسيا الوسطى مثل بخارى، وسمرقند، وخجند، وبنجكنت، وأوراتبه، وقشقه دریا، وسرخان، وحصار، وقرتغين، ودروزا، وختلان، وبدخشان، مع اختلافات لهجوية. على الرغم من أن هذه العادة القديمة أصبحت أقل شيوعًا الآن في مدينة دوشنبه، عاصمة طاجيكستان، إلا أنها لا تزال قائمة في القرى والمناطق الجبلية. تُقام مراسم قراءة "رب من" بعد الإفطار، حيث يتجمع الأطفال في مجموعات صغيرة مع قائد يتمتع بصوت جيد ويتوجهون إلى منازل الناس.
• بعد تهنئة صاحب المنزل بمناسبة شهر رمضان، يبدأ الأطفال في ترديد أشعار "رب من" التي تتحدث عن الحمد والشكر لله وطلب المغفرة والبركة من عنده، كما يقدم صاحب المنزل لهم هدايا.
• يقوم شعب طاجيكستان بإعداد موائدهم التي تُعرف بـ "دسترخوان" لاستقبال ضيوفهم الصائمين، حيث تُعد بأنواع مختلفة من الأطعمة مثل الخبز، والحلويات، والمكسرات، والفواكه، والأطباق الساخنة. تشمل الأطعمة والحلويات المحلية المعروفة باسم نشالا، وحلويات السمسم، والشاي بالحليب، والشوربة، والأرز، والتي تُقدم عادةً في موائد الإفطار.
• قبل الإفطار، يقرأ الناس القرآن الكريم في المساجد، وبعد أداء صلاة المغرب، يتوجهون إلى موائد الإفطار.
• يُعتبر تقديم الإفطار بين الطاجيك أمرًا شائعًا، حيث يتم استقبال الضيوف وإطعام المحتاجين بكثرة في هذا الشهر.
• يولي الطاجيك أهمية كبيرة لإعطاء الزكاة ومساعدة المحتاجين خلال شهر رمضان، ويسعون لمساعدة الفقراء في حيهم خلال هذا الشهر.
• يعتبر المسلمون الطاجيك عيد الفطر من أكبر أعيادهم، حيث يتبادلون الزيارات في هذا اليوم ويهنئون بعضهم البعض، ويدعون الله لقبول طاعاتهم وعباداتهم في شهر رمضان.

وضع القوانين المناهضة للإسلام في طاجيكستان

لقد اتخذت الحكومة ومجلس طاجيكستان إجراءات تهدف إلى إبعاد الدين عن الدولة في هذا البلد؛ ومن بين هذه الإجراءات يمكن الإشارة إلى:

• منع الحجاب في الجامعات.
• منع الصلاة لمن هم دون 18 عامًا في المساجد.
• إغلاق عدد كبير من المساجد بحجة عدم التسجيل الرسمي.
• منع تسمية الأطفال بأسماء إسلامية مثل محمد.
• منع الرجال دون 40 عامًا من إطلاق اللحية.
• استدعاء الأشخاص الذين درسوا في دول إسلامية.
• معاقبة تدريس الأحكام والمعارف الدينية غير المصرح بها.
• منع الاستثمار في المؤسسات التعليمية الدينية.

إعلان موقف المراجع التقليدية الشيعية

آية الله صافي گلپایگانی في صيف 1390 أرسل رسالة احتجاج على وضع القوانين المناهضة لـ الإسلام في طاجيكستان، وقال: "أنا أُعلن خطرًا على الهيئة الحاكمة في طاجيكستان. يجب أن يعلموا أن الطريق الذي يسلكونه سينتهي بالفشل. يجب أن يعتذروا رسميًا عن هذه الجرأة من الشعب الطاجي الغيور ومن جميع المسلمين في العالم."
كما حذر آية الله مکارم شیرازی رئيس الجمهورية ومسؤولي طاجيكستان من معارضتهم للحجاب، قائلاً: "من الأفضل أن تتركوا الناس وشأنهم ليقوموا بواجباتهم الشرعية بشأن الحجاب، فالأصل في الحجاب شيء لا يمكن إنكاره أو إبعاد المسلمين عنه."