انتقل إلى المحتوى

المؤتمر الدولي التاسع والثلاثون للوحدة الإسلامية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١١:١٠، ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (المراجع)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

الخطوة الثانية للثورة

المؤتمر الدولي التاسع والثلاثون للوحدة الإسلامية، بعنوان «الذكرى الخامسة عشر لميلاد نبي الرحمة وأمة الإسلام»، عُقد بحضور المثقفين والنخب من عالم الإسلام في طهران. صرح الأمين العام لـالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في هذا الملتقى الكبير: الهدف الأساسي من مؤتمرات الوحدة في الدورات الخمس السابقة كان توحيد المجتمعات الإسلامية والتحرك نحو مفهوم القرآن الكريم للأمة الواحدة واتحاد الدول الإسلامية. وأضاف الدكتور شهریاری: في هذه المرحلة الحساسة التي يشهد فيها العالم صراعات واضحة، تبرز نظرية «الوحدة الإسلامية» القائمة على التمكين من الولاية الإلهية والأخوة الإيمانية أكثر من أي وقت مضى، واليوم أصبحت الوحدة الإسلامية في الميدان العملي ضرورة لا مفر منها.

رسالة آية الله مکارم شیرازی

نص رسالة آية الله ناصر مکارم شیرازی كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة على نبيه رحمة للعالمين وعلى آله الطاهرين وأصحابه المنتجبين

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغلال الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصْرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف/157)

في بداية الحديث، أود أن أهنئ جميع المسلمين، وخاصة الضيوف الكرام، بمناسبة المولد المبارك للنبي رحمة للعالمين محمد مصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما أشكر جميع المنظمين والمشاركين في هذا المؤتمر المهم والكبير، وأتمنى أن يكون هذا الملتقى خطوة فعالة في تقريب وتوحيد المسلمين. يشير الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أولاً إلى واجبات النبي المهمة، ثم يصف أتباعه الذين يؤمنون بالله وينصرونه ويتبعون النور الذي أنزل معه، وهؤلاء هم الفائزون. هذه الصفات هي التي يجب أن تكون منهج حياة الأمة الإسلامية، فإذا اجتمعوا حول هذا المحور وعززوا إيمانهم ونصروا النبي بكل ما يملكون، وأخذوا الإسلام والقرآن الكريم قدوة لحياتهم.

الأدلة تدل على تقاربهم مع بعضهم البعض. جميعكم يعلم أن حل مشاكل عالم الإسلام هو الوحدة على أساس المشتركات، رغم وجود بعض الاختلافات بين الفرق الإسلامية، إلا أن التأكيد على المبادئ والتمسك بالأهداف الموحدة يشكل حصناً قوياً ضد مؤامرات الفرقة. يجب على علماء الإسلام بحذر ألا يسمحوا بالخلاف والافتراق بين المسلمين. اليوم أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأمة الإسلامية إلى العودة إلى الأصل الأصيل والضروري للوحدة؛ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء/92). أكثر من عامين مضيا على الهجوم على أحد أهم حدود عالم الإسلام وهو القدس، وسفك دماء إخواننا وأخواتنا المسلمين في غزة، مما شكل امتحاناً صعباً لـعالم الإسلام وخاصة لعلمائه. الجوع والعطش والحصار يحيط بالمنطقة، وكل يوم نرى الأطفال فاقدي الوعي والأمهات الضعيفات، ولا تزال وحشية الكيان الصهيوني مستمرة. هنا لا نتحدث فقط عن أمة مظلومة، بل عن اختبار ضمير الإنسانية. واجبكم في هذا المؤتمر هو ألا تكتفوا بالكلام عن الوحدة بل تقدموا حلولاً عملية ومستدامة لتحقيقها، مثل تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، إنشاء جبهة إعلامية مشتركة ضد الحرب النفسية للعدو، الدعم الحقيقي لشعب فلسطين، ومواجهة مخططات التقسيم الاستكباري. آمل أن يسهم هذا الملتقى في تحقيق المزيد من الوحدة بين الأمة الإسلامية، وفي كلمة واحدة رفع شأن الإسلام والمسلمين؛ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج/40)[١].

الافتتاحية

كلمة الأمين العام للمجمع التقريبي

الشيخ الدكتور حميد شهریاری في مراسم الافتتاح رحب بالضيوف، وهنأ بمناسبة أسبوع الوحدة والمولد الشريف للنبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإمام الصادق (عليه السلام). قال: المؤتمر التاسع والثلاثون للوحدة الإسلامية بعنوان «نبي الرحمة ووحدة الأمة» مع التركيز على قضية فلسطين. الهدف الأساسي من مؤتمرات الوحدة في الدورات الخمس السابقة كان توحيد المجتمعات الإسلامية والتحرك نحو مفهوم الأمة الواحدة والاتحاد بين الدول الإسلامية. وأضاف الدكتور شهریاری: في هذه المرحلة الحساسة التي يشهد فيها العالم صراعات واضحة، تبرز نظرية الوحدة الإسلامية القائمة على التمكين من الولاية الإلهية والأخوة الإيمانية أكثر من أي وقت مضى، واليوم أصبحت الوحدة الإسلامية في الميدان العملي ضرورة لا مفر منها. الأمين العام لـالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية قال: اليوم إيران ليست الدولة الوحيدة التي ترفع راية الوحدة؛ نشهد توسع خطاب التقريب والوحدة في مصر، السعودية، تركيا وغيرها من الدول الإسلامية[٢].

كلمة رئيس الجمهورية

الخطوة الثانية للثورة

الدكتور مسعود پزشکیان في افتتاحية مؤتمر الوحدة قال: رسول الله والنبي العظيم الإسلام، أكد على الوحدة والتماسك، وأول عمل قام به هو أمر الربط والأخوة بين القبائل والطوائف، إذا كنا أتباع النبي يجب أن نوحد صفوفنا ولا نسمح لـالكيان الصهيوني السفاح أن يرتكب هذه الجرائم أمام أعين المسلمين والعالم. پزشکیان مع تقديره لشهداء إيران الإسلامية خاصة شهداء الدولة والدفاع المقدس، وأعرب عن أمله أن تؤدي هذه اللقاءات إلى وحدة وتماسك، وأوضح: أول عمل للنبي بعد الهجرة إلى المدينة كان الصلح بين القبائل المتنازعة، وإقامة رابطة الأخوة بينهم. سر نجاح النبي في الخطوة الأولى هو إقامة السلام بين المسلمين الذين كانوا أعداء لسنوات. رئيس الجمهورية أشار إلى فتح مكة على يد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وقال: بعد تحطيم الأصنام أعلن أن المسلمين إخوة ويد واحدة. هل نحن أتباع هذا النبي؟ إذا كنا أتباع رسول الله لماذا نحن سبعة وسبعون أمة؟ لماذا يقطع الكيان الصهيوني السفاح المسلمين أمام أعيننا؟ إذا كانت الأمة الإسلامية موحدة، لما تجرأ إسرائيل وأمريكا على النظر إلينا نظرة سيئة أو انتهاك حقوقنا. المشكلة نحن، ليست إسرائيل وأمريكا، المشكلة هي خلافاتنا وتفرقتنا. يجب أن نبدأ بأنفسنا ونطبق الوحدة والتماسك التي أرادها رسول الله عملياً. وأضاف: أقل فعل في المجتمع الإسلامي يُقابل بتحريف الغرب، يتهموننا بانتهاك حقوق الإنسان، بينما هم لا يرحمون الأطفال والنساء والشيوخ ويرتكبون إبادة جماعية. هم لا يعرفون الإنسانية؛ لكن المشكلة هي خلافاتنا التي يغذيها أعداؤنا لنبيع أسلحتهم للدول الإسلامية.

وأضاف: من جهة يستغلون نفطنا ومواردنا، ومن جهة أخرى يزرعون الخلافات بيننا. لن نختلف مع أي دولة إسلامية وسندعم وحدة المجتمع الإسلامي بكل قوتنا. پزشکیان أكد على أن المسلمين يجب أن يكونوا «يداً واحدة»، وذكر وصية مولى علي (عليه السلام) التي يقول فيها: كيف تصومون وتصليون ولا تكون هناك وحدة بينكم؟ الصلاة بلا وحدة لا فائدة منها. عندما نتحد نكون مسلمين حقيقيين، وإذا طبقنا الحق والعدل في المجتمع لن يستطيع أحد أن يغلبنا. وأكد: الناس هم رأس مال المجتمع والنظام، ونحن خدامهم، وعلينا أن نحكم بعدل بغض النظر عن المذهب والعرق والجنس. أنتم علماء الدين، أنشروا رسالة رسول الله والقرآن بين الناس بأن المسلمين إخوة مهما اختلفت آراؤهم. كل أعمالنا في المذهب تهدف إلى الوحدة والحق والعدل، وإذا لم نحقق العدل قد يكون سبباً للفرقة والعداوة.

أكد رئيس الجمهورية: نحن إخوة مع العراقيين والفلسطينيين والمصريين وكل المسلمين، نعقد عهداً أخوياً ونؤمن به عملياً لا قولاً فقط، وإذا صدقنا بهذا لن يستطيع أمريكا وإسرائيل زرع الفرقة بين المسلمين. أشار إلى الحرب العدوانية 12 يوماً التي شنها الكيان الصهيوني وأمريكا على إيران، وقال: أمريكا وإسرائيل فشلا في تحقيق أهدافهما في إيران لأننا كنا متحدين. صحيح كان لدينا صواريخ ومحاربون شجعان، لكن الضربة الأقوى كانت وحدة وتماسك المجتمع الإسلامي التي ألحقت الهزيمة بالعدو. پزشکیان أكد أن العدو راهن على خلق الفرقة بين الشعب الإيراني، لكن الشعب فضح مخططاته. الشعب لن يركع أمام الظلم والعدوان، وهذا هو الرسالة التي أرسلتها إيران العزيزة إلى العدو.

شكر رئيس الجمهورية الدول الإسلامية على مواقفها الحازمة ضد الكيان الإسرائيلي، وأكد: نشكر إدانة جرائم إسرائيل من قبل الدول الإسلامية، لكن هذا غير كافٍ، يجب أن نكون أقوى وأكثر تماسكاً ووقوفاً صفاً واحداً أمامهم، عندها نصل إلى العزة. تقع على عاتق الجميع، خصوصاً علماء الدين، مسؤولية كبيرة في جلب العزة والكرامة للمجتمع الإسلامي. اعلموا أن مشكلتنا في العمل، لا في مكان آخر. إذا عملنا بالـتقوى والعدل لن يتجرأ الطرف المقابل على مواجهتنا، وهذا هو التحدي الذي نواجهه. هذه التجمع بداية لكسر جدار الفرقة وإقامة الوحدة والأخوة التي أمر بها رسول الله في مكة والمدينة، ونسأل الله التوفيق لنشر الوحدة والتماسك في مواجهة العدوان والجرائم والوحشية التي يمارسها العالم المتحضر ظاهرياً والهمجي عملياً[٣].

كلمة مفتي كرواتيا الأعظم

عزيز حسنوفيتش، مفتي كرواتيا الأعظم، في افتتاح المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية قال: النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) أعطى أمته أمراً كاملاً وهو الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية لجميع المسلمين. وأضاف: كان مثالاً ونموذجاً للرحمة التي يستفيد منها جميع البشر والكائنات الحية، ويجب على الأمة أن تكون مرآة للرحمة في كل جوانب الحياة. لذلك يجب أن ننشر الرحمة لنرى آثارها في حياتنا كلها. مفتي كرواتيا أكد: اليوم لا يمكننا الحديث عن الرحمة بينما تحدث الجرائم في غزة على يد الكيان الصهيوني. ساحة غزة اليوم اختبار إلهي عظيم. في كل ركن من أركان غزة نسمع أنين الأطفال والنساء. السؤال هو هل نحن فعلاً نعكس رحمة الإسلام اليوم؟ يجب أن نطبق رحمة النبي في أفعالنا. على الأمة الإسلامية اليوم أن تتبع طريق النبي (صلى الله عليه وآله) عملياً، ويجب على جميع علماء الإسلام القيام بمسؤولياتهم ودعم الفلسطينيين ليس بالكلام فقط بل بالعمل[٤].

نائب رئيس مجلس علماء الشيعة في لبنان

الخطوة الثانية للثورة

نائب رئيس مجلس علماء الشيعة في لبنان أكد: العدو يسعى لإبعاد الأمة الإسلامية عن أهدافها الإلهية. لكن انتصارات المقاومة جعلت العدو الصهيوني يعترف بعجزه في هذه الحرب. أشار إلى أن بعثة النبي الإسلامي جعلت الإنسان يستعيد فلسفة وجوده ويدرك أنه خليفة الله على الأرض ويتحمل مسؤولية أفعاله. وأضاف: اليوم الأمة الإسلامية في صراع واضح مع الغرب ويجب أن تتعلم من الهزائم التي تعرضت لها. العدو يحاول إبعاد الأمة الإسلامية عن أهدافها الإلهية. لكن ما قامت به المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة من انتصارات لامعة في العالم كله يستحق الاهتمام. وأوضح: انتصارات المقاومة دفعت العدو الصهيوني إلى التدخل المباشر، لكنه اعترف بعجزه في الأراضي المحتلة وأظهر أنه يقود هذه العداوة بنفسه ويستخدم كل الأدوات المتاحة لتحقيق أهدافه. أكد: الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت قيادتها الشجاعة، وتهديدات أمريكا ضد إيران دليل على ضيق الخناق عليهم وفشل أساليب العدو في تغيير عوامل الوحدة في المجتمعات الإسلامية.

أكد الشيخ علي الخطیب: العدو استخدم نفس الأسلوب في لبنان لكنه فشل في منع المقاومة، ولم يستطع المساس بسلاح المقاومة ووحدة الشعب اللبناني، لأن الوحدة كانت أقوى من مؤامرات الأعداء، والمقاومة قدمت شهداء كثيرين مثل الشهيد سيد حسن نصرالله. أشار إلى دعم إيران للمقاومة وقال: نقدر جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم المقاومة، ونعتذر عن بعض الإهانات من بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه إيران في مجال الدعم. وأضاف: شعب لبنان وقادة المقاومة يقدرون الدعم المالي الإيراني واستعداد إيران لإعادة إعمار المدن اللبنانية المدمرة، وكذلك الدعم الطبي لعلاج جرحى فاجعة بيجرها. في الختام، أعرب عن أمله في تنسيق بين الدول الإسلامية في المنطقة مثل إيران، السعودية، مصر والعراق، وأن يحقق مؤتمر الوحدة أهدافه في خدمة مصالح الأمة الإسلامية[٥].

رئيس تيار الحكمة الوطني في العراق

سيد عمار حكيم قال إن الوحدة هي الطريق الوحيد لمواجهة التحديات التي تستهدف وجودنا. وأضاف: الاستسلام لإسرائيل سيؤدي إلى هزائم متتالية. أكد أن الوحدة ليست شعاراً بل شعوراً، وأنها لا تعني التخلي عن العقيدة، بل الاتحاد في مواجهة التحديات العالمية التي تستهدف وجودنا. أشار إلى أن المجتمع العراقي أصبح موحداً وفتح ذراعيه للأمة الإسلامية، وذكر الغزو الإسرائيلي في الحرب العدوانية 12 يوماً على إيران، وقال: الوحدة والتنسيق بين الشعب والقيادة في إيران كان من أهم عوامل القوة التي حفظت البلاد من العدوان. أشار إلى مشروع إسرائيل الكبرى الذي طرحه المسؤولون الصهاينة، وقال: إسرائيل تسعى لتوسيع نفسها عبر غزو الأراضي الإسلامية، مما يضع عالم الإسلام والدول الإقليمية أمام تحديات كبيرة. أكد أن الاستسلام لإسرائيل سيؤدي إلى هزائم متتالية، وأن الغزو الإسرائيلي لغزة وإيران وسوريا ودول إسلامية أخرى بسبب عدم اتحادنا، وإذا توحدنا نستطيع حماية أنفسنا من هذه الاعتداءات[٦].

رئيس تجمع علماء المسلمين في لبنان

رئيس مجلس أمناء تجمع علماء المسلمين في لبنان شكر دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم محور المقاومة وفلسطين، وأكد أن إيران بقيادة آية الله خامنئي هي نقطة ارتكاز الأمة الإسلامية في مواجهة الاستعمار وفتنة الأعداء. قال الشيخ غازي حنينه في لقاء مع مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية وضيوف المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية: تجمع علماء المسلمين الذي يضم أكثر من 325 عالماً دينياً في لبنان، يؤكد على ضرورة الوحدة، دعم الشعب الفلسطيني، وإخماد الفتن التي يثيرها بعض المنتسبين إلى الأمة الإسلامية من أهل السنة والشيعة. وأضاف: قائد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي يحمل عبء الإسلام والمسلمين منذ أكثر من 50 عاماً، وهو اليوم نقطة ارتكاز الأمة الإسلامية ومرجع التحولات العالمية. هذا العالم اللبناني أشار إلى تضحيات الشعب الإيراني في دعم فلسطين، لبنان، اليمن، العراق، أفغانستان، باكستان، وحتى شعوب خارج المنطقة مثل فنزويلا والبوسنة والهرسك، مؤكداً أن إيران نموذج واضح للإيثار في سبيل الله ودعم المظلومين. وأوضح: نحن في محور المقاومة لسنا دعاة قتل وسفك دماء ولا نسعى لتدمير الآخرين، بل ندعو إلى عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه والعيش بكرامة. الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة آية الله خامنئي هي الراعية الحكيمة والإلهية لهذا المسار، ونأمل أن يتحقق وعد الله في نصرة المستضعفين على يديه[٧].

البيان الختامي

النص الكامل لهذا البيان كما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم ```إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء/92)```. عُقد المؤتمر الدولي التاسع والثلاثون للوحدة الإسلامية تزامناً مع الذكرى الألف وخمسمائة لمولد النبي الكريم خاتم الأنبياء محمد مصطفى (صلى الله عليه وآله). في الفترة من 17 إلى 19 شهر شهریور 1404 هـ ش، الموافق 15 إلى 17 ربيع الأول 1447 هـ، في طهران تحت عنوان ```«النبي رحمة ووحدة الأمة»```، بحضور وإلقاء كلمة رئيس الجمهورية السيد الدكتور مسعود بزشكيان، وكبار المسؤولين، والعلماء والمفكرين البارزين من عالم الإسلام. استضاف المؤتمر أكثر من 350 شخصية علمية بارزة من مختلف دول العالم. تم تقديم 400 ورقة علمية وبحثية، وعُرض 200 كلمة افتراضية، مما زاد من عظمة المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية. عُقد هذا المؤتمر في ظل حالة حزن عميق يعاني منها العالم الإسلامي بسبب الاعتداءات والاحتلال والجرائم البشعة التي يرتكبها النظام الغاصب الصهيوني. الهجمات المتكررة على الأراضي الإسلامية، اغتيال قادة ومقاومين، المجازر بحق الأبرياء، توسع الأراضي المحتلة، والدعم الكامل من أمريكا والدول الغربية لهذا النظام الغاصب، كشفت أكثر فأكثر عن طبيعته العدائية تجاه الأمة الإسلامية. في هذا الوضع، تزداد الحاجة إلى الوحدة والتقارب والتضامن بين الأمة الإسلامية لوقف العدوان وتحقيق القيم والأهداف المشتركة أكثر من أي وقت مضى.

العودة إلى سنة النبي الكريم «صلى الله عليه وآله» الرحمانية، الذي هو قدوة في الأخلاق السامية ورمز السلام والأخوة، هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والسلام الدائم وتماسك الأمة الإسلامية. بناءً على ذلك، عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية المؤتمر الدولي التاسع والثلاثين للوحدة الإسلامية تحت عنوان «النبي رحمة ووحدة الأمة الإسلامية» مع التركيز على تعاليمه. في البيان الختامي للمؤتمر، أكد المشاركون على النقاط التالية: نظرية «الوحدة الإسلامية» تقوم على الإنجاز في المشتركات المستمدة من مفاهيم قرآنية كالولاية الإلهية، الطاعة النبوية، الأمة الواحدة، التمسك بالحبل الإلهي، الإصلاح الاعتدالي، الأخوة الإيمانية، وترك النزاع الشيطاني، وكذلك الاعتذار في الاختلافات بناءً على مبدأ جواز الاجتهاد في الفروع، مراعاة أخلاق الاختلاف، والاحترام المتبادل للعقائد. اليوم أصبحت «الوحدة الإسلامية» ضرورة لا يمكن إنكارها في الميدان العملي، ويتشكل إجماع بين الدول الإسلامية على ضرورة الالتزام بها. بعد عقد ما يقرب من أربعين مؤتمراً، نشهد اليوم انعقاد مؤتمرات الوحدة الإسلامية بعناوين مماثلة في دول إسلامية مختلفة، ولم تعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدولة الوحيدة التي ترفع راية الوحدة وتؤكد عليها. اليوم، غلب خطاب التقريب والوحدة الإسلامية على خطاب التكفير والفرقة في مختلف البلدان. هذه فرصة استثنائية في عالم الإسلام حيث تصدر المدارس الإسلامية المختلفة بيانات مشتركة مستخدمة أرقى المفاهيم العقلانية في مؤتمرات متعددة. يجب الحفاظ عليها وتقدير الدول الإسلامية الرائدة، وصون هذه المكتسبات الثمينة، وإظهار الحضارة الإسلامية الجديدة بمساعدة جميع الدول الإسلامية.

تنشئة شخصيات معتدلة، عقلانية، بصيرة وخالية من التعصبات العمياء والعنف غير المنطقي، هي رسالة أساسية وثقيلة على عاتق العلماء الربانيين، النخب الدينية والمفكرين في عالم الإسلام. الاعتدال يعني الثبات على الصراط المستقيم، الولاء للحقيقة، والانفتاح على الحوار، التعايش والتفاعل البنّاء. يقوم علماء الدين وأصحاب الفكر بإعادة قراءة عقلانية وأخلاقية للتعاليم الوحيّة، ليقدموا الوجه الحقيقي للإسلام كدين رحمة، كرامة إنسانية، عدالة وسلام دائم للعالمين. من خلال إبراز الفضائل الإسلامية، وتوضيح العقلانية، ومحو الخرافات والتحريفات، ومواجهة القراءات المتطرفة والتكفيرية، يمهدون الطريق للتقريب، والتقارب، والأخوة الإيمانية. في هذا المسار، يؤكد النخب الدينية على أخلاق الحوار، التسامح الحكيم، توحيد القلوب، وتعزيز العقلانية النقدية والاجتهادية، لكي تتمكن الأمة الإسلامية من تجاوز تعدد المذاهب والتقاليد الفكرية، والوصول إلى آفاق جديدة من الوحدة الروحية والتكامل الحضاري. هذا هو الأساس لتشكيل الحضارة الإسلامية الجديدة، ومرتكز لتجاوز الأزمات الحالية ومواجهة مشاريع التفرقة التي يروجها الأعداء. الأسرة في منطق الإسلام هي «مركز الحياة الإنسانية وحافظ القيم الإلهية والأخلاقية»؛ مكان تُنقل فيه المحبة، الإيمان، تحمل المسؤولية وروح التعاون للأجيال.

في هذا السياق، الأسرة هي المدرسة الأولى للتربية، تنشئة شخصية متوازنة وتنمية المواهب الإنسانية، وكانت دائماً «حصناً حصيناً» في مواجهة موجات الفتن والآفات الاجتماعية. تعزيز أُسُس الأسرة، دعم الشباب بشكل شامل ضد الهجمات الثقافية والانحرافات الأخلاقية، ونقل روح «الأخوة الإيمانية، التضامن الاجتماعي وتحمل المسؤولية المدنية» للأجيال القادمة، هي ضرورة أساسية لاستمرارية حياة الأمة الإسلامية وتحقيق الحضارة الإسلامية الجديدة. في المقابل، عمل الغرب على ترويج «الليبرالية الفردية» التي أضعفت الأسرة لصالح اللذة، الفردية، والحريات غير المحدودة، مما جعل الأسرة مؤسسة هشة وعقدية فقط، وقطع الروابط العاطفية والمسؤوليات الاجتماعية. في مواجهة ذلك، يقدم الإسلام نموذجاً سامياً ومستداماً يؤكد على «الرابطة المقدسة للزواج، المكانة الرفيعة للوالدين، كرامة الأبناء، والدور الأساسي للأسرة في السعادة الدنيوية والأخروية»، الذي يضمن سعادة الفرد وصحة المجتمع.

إثارة الفتنة وإشعال نار الخلاف هو أخطر أدوات الأعداء لإضعاف وتفكيك وحدة الأمة الإسلامية. لقد وصف القرآن الكريم الفتنة بأنها أعظم من القتل ```وَالفِتنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتل (البقرة/191)```. عبر التاريخ، حاول الاستعمار والاستكبار العالمي استغلال الخلافات الدينية والعرقية لاختراق الجبهة الموحدة للمسلمين. الإساءة لمقدسات المذاهب الإسلامية، تحريض المشاعر الطائفية، تخريب الرموز المقدسة، والاتهامات التكفيرية، هي جزء من هذه الفتن المنظمة. اليوم نرى آثار هذه الفتن في ميادين العالم الإسلامي الحقيقية من العراق، سوريا، اليمن، أفغانستان، شمال أفريقيا وغيرها. هذه الأزمات الميدانية، وإن كانت محدودة، تستهدف أرواح وأموال المسلمين وتستنزف ثروات الأمة المعنوية والحضارية. مواجهة مروجي هذه الفتن ليست مهمة سياسية أو مؤقتة فحسب، بل هي رسالة أخلاقية ودينية وحضارية. يجب على العلماء الربانيين، النخب الفكرية والقادة الاجتماعيين أن يبرزوا تعاليم الإسلام الرحمانية، ويؤكدوا على المشتركات، وينيروا الصفوف ضد الدعايات المسمومة. كما ينبغي للأمة الإسلامية تعزيز ثقافة الحوار بين النخب، توحيد القلوب، العقلانية النقدية والتقارب الميداني، لتعزيز الوعي الجمعي، اليقظة التاريخية، والتضامن الإيماني، وسد الطريق أمام التيارات المفرقة.

فلسطين هي بوصلة الحق والباطل في عالم مظلم. تآمر الظالمون في العالم وارتكبوا إبادة جماعية واسعة وظاهرة أمام أعين الجميع. لقد أظهر الصهاينة المجرمون وجه القتلة في التاريخ؛ حيث ألقوا على أهل غزة الأبرياء مواد متفجرة تعادل سبع مرات قنبلة هيروشيما الذرية؛ دمروا المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد؛ استشهد الأطفال والنساء والشيوخ والمنقذين والصحفيين، وسمّوا ذلك دفاعاً عن الأرض. هذه الجريمة الحرب أثارت ضمير الشعوب الحرة في العالم لتؤكد على الوحدة القائمة على القيم الإنسانية المشتركة، والدفاع عن فلسطين المظلومة وشعب غزة المحاصر، والحديث عن كرامة الإنسان، والمطالبة بالعدالة، والسعي للأمن العالمي. اليوم أصبحت الكرامة والعدالة والأمن مطالب كل المظلومين في العالم، وتحدياً للمستكبرين. هذه تضامن إنساني يتجاوز الوحدة الإسلامية من أجل الإنسانية وقيمها.

حدث جديد يتشكل في العالم، ويتوسع خطاب المقاومة عالمياً. المظلومون في العالم بإيمانهم وصبرهم وتقواهم وحفظ وحدتهم، وبالاعتماد على الإرادة الحتمية، والوعد الصادق والقوة الإلهية، سيكونون قادة العدل في العالم؛ وسينتصرون على الظالمين والمستكبرين وسيكونون ورثة الأرض. عاصفة الأقصى التي بدأت في 7 أكتوبر كانت أهم إنجازاتها كشف وجه النظام الإسرائيلي الخبيث أمام العالم، وكشف المخطط الشرير لتشكيل إسرائيل الكبرى. هذا الأمر وحد صفوف الدول الإسلامية، وأزال المفاهيم الخاطئة حول التنافس الداخلي في عالم الإسلام، وجعل الجميع يركز على العدو المشترك الصهيوني. الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوماً، رغم الخسائر الجسيمة واستشهاد أكثر من ألف مدني بريء من نساء وأطفال وشيوخ، والتي دفعتها الجمهورية الإسلامية كتكلفة دفاع عن شعب فلسطين المظلوم وشعبها، إلا أنها فرضت خسائر غير مسبوقة على العدو الخائن. انهارت الهيبة الزائفة لقبة الحديد الصهيونية بصواريخ إيرانية، وأصبح ضعف الصهاينة واضحاً أمام العالم، انتعشت الكرامة الإسلامية - العربية، كما فر المستثمرون من الأراضي المحتلة، توقفت رحلات تل أبيب وحيفا، توقف الإنتاج والتصدير، سادت حالة عدم الرضا والخوف الداخلي بسبب فشل التحذيرات الوقائية، انعدام الأمن الإقليمي للمهاجرين الغاصبين، هجرة عكسية، فقدان المصداقية الدولية، خسائر بمليارات الدولارات، هزيمة إعلامية، انهيار خطة التطبيع وصفقة القرن، وتشكيل إجماع عالمي ضد النظام الصهيوني، كل ذلك يدل على تزايد انهيار إسرائيل.

أدان المشاركون في هذا المؤتمر بشدة هجوم النظام الصهيوني على شعوب إيران، فلسطين، لبنان، اليمن، سوريا وقطر، وأعلنوا: شكرهم وتقديرهم لجميع الدول الإسلامية التي وقفت إلى جانب الدول التي تعرضت لهجمات هذا النظام الاحتلالي الصهيوني من 7 أكتوبر وحتى الحرب المفروضة 12 يوماً وما بعدها، وأدانوا الأعمال الوحشية للنظام الصهيوني المحتل وداعميه، وطلبوا من الدول الإسلامية والعربية اتخاذ خطوات عملية، وقطع العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية مع النظام المحتل، وتقديم دعم ملموس وحقيقي لشعب فلسطين المظلوم وغزة. في ختام المؤتمر، وبمناسبة تكريم شهداء المقاومة: إسماعيل هنية، سيد حسن نصر الله، سيد هاشم صفدي، يحيى السنوار، صالح العاروري، أحمد غالب الرهوي، والعلماء والضباط الشهداء الإيرانيين وغيرهم من الشهداء، أكدوا على استمرار طريق المقاومة والحفاظ على الوحدة الإسلامية على أساس أخلاق النبي الكريم (صلى الله عليه وآله)، وهنأوا جميع المسلمين في العالم بمناسبة الذكرى الألف وخمسمائة لميلاد نبي الرحمة. كما أعربوا عن شكرهم العميق لقائد الثورة الإسلامية، حضرة آية الله العظمى الإمام خامنئي دام ظله العالي، ولحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخاصة رئيس الجمهورية المحترم، والأمين العام المحترم للمجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية، الأستاذ الدكتور حميد شهریاری، والمجلس الأعلى والعاملين في المجمع.

معرض الصور

مواضيع ذات صلة

روابط خارجية

الهوامش

المراجع