ناصر مكارم الشيرازي

من ویکي‌وحدت
ناصر مكارم الشيرازي
الاسم ناصر مكارم الشيرازي‏
الاسم الکامل الشيخ ناصر مكارم بن محمّد باقر بن محمّد كريم الشيرازي
تاريخ الولادة 1926م / 1345هـ
محل الولادة شیراز / إیران
تاريخ الوفاة
المهنة أحد مراجع الشيعة ودعاة الوحدة
الأساتید آية اللَّه ربّاني شيرازي وآية اللَّه موحّد
الآثار القواعد الفقهية، الأمثل في تفسير كتاب اللَّه المنزل، أنوار الفقاهة، تعليقات العروة، بيام القرآن، المتفلسفون، خالق العالم، الداروينية
المذهب شیعی

الشيخ ناصر مكارم بن محمّد باقر بن محمّد كريم الشيرازي: أحد مراجع الشيعة ودعاة الوحدة.

الولادة

ولد آية اللَّه ناصر مكارم الشيرازي سنة 1347 ه (1926 م) في مدينة شيراز الإيرانية، في عائلة متديّنة أصيلة.

الدراسات

لأنّه كان يتمتّع بذكاء وافر بدأ المراحل الأُولى للتعليم في الخامسة من عمره، وأنهى مراحله الدراسية الابتدائية، وفي الصفّ الثالث الثانوي توجّه إلى دراسة العلوم الدينية، وكان يدرس هذه العلوم إلى جانب دروسه الثانوية. وأنهى دروس المقدّمات في شيراز على يد آية اللَّه ربّاني شيرازي وآية اللَّه موحّد، ولأنّه كان يتمتّع بنبوغ مميّز فإنّ الدروس التي كان يدرسها الآخرون خلال عشرة سنوات أنهاها خلال أربع سنوات.
وعندما بلغ الثامنة عشرة من عمره اشترك في دروس الإمام البروجردي والذي كان يشجّعه مراراً. وعندما سافر آية اللَّه مكارم شيرازي إلى النجف الأشرف تتلمذ على كبار الأساتذة.
وفي الرابعة والعشرين من عمره حصل على إجازة الاجتهاد. يعتبر آية اللَّه مكارم شيرازي اليوم من كبار المفسّرين في مدرسة أهل البيت عليهم السلام،

التأليفات

له مؤلّفات قيّمة تخدم‏ الإسلام، وبالأخصّ إيران في مجال وحدة المسلمين والعالم الإسلامي. ومن مؤلّفاته:
القواعد الفقهية، الأمثل في تفسير كتاب اللَّه المنزل، أنوار الفقاهة، تعليقات العروة، بيام القرآن، المتفلسفون، خالق العالم، الداروينية.

آرائه التقرببية

يقول: «أدعو اللَّه بأن يأتي يوم وفكرة التقريب قد ترسّخت عند العلماء جميعاً؛ لأنّ هذا سوف يؤدّي بدوره إلى ترسيخ وسريان هذه الفكرة عند القاعدة الشعبية؛ وبذلك تتحقّق أُمنية المجتمع الإسلامي الموحّد.
إنّ الدعوة التي يقرّ بها القرآن للاتّحاد والتلاحم لم تكن فقط في مجال العمل، بل الدعوة لتوحيد الآراء والنظريات؛ لأنّ توحيد الآراء سوف يؤدّي إلى توحيد العمل.
وعلى هذا الأساس فإنّ مؤسّس فكرة التقريب هو الرسول صلى الله عليه و آله، وهناك آيات متعدّدة في القرآن الكريم تشير إلى ذلك، وعلى المسلمين أن يتحرّكوا على ضوئه وأن يزيلوا اختلافاتهم في هذا الإطار.
أعتقد أنّ موضوع التقريب يأخذ مجراه بشكل أسرع ممّا كان عليه سابقاً، وأمثال المرحوم الشيخ الطوسي في كتابه «الخلاف» والمرحوم المحقّق في كتابه «المعتبر» والمرحوم العلّامة في كتابه «التذكرة» وعدد آخر من العلماء الكبار، كان لهم الدور الكبير في التقريب،
وفي إطار الفقه والاعتقادات، ولعب المرحوم الطبرسي دوراً تقريبياً عندما ألّف تفسيره «مجمع البيان»، حيث رأينا أنّ هذا التفسير قد نال ترحيباً كبيراً من قبل علماء السنّة والشيعة، وهذا يدلّ على أنّ فكرة التقريب آخذة في التطوّر والتنامي، وبالطبع لها أسباب نذكر منها ما يلي:
1- إنّ الاتّصالات في يومنا هذا قد تطوّرت كثيراً عمّا كانت عليه سابقاً، وليس من المنطقي في عالم يسير إلى تشكيل عالم مصغّر ويتّجه نحو الاتّحاد أن نسلك نحن طريق الاختلاف.
2- يواجه الإسلام اليوم أعداء أقوياء؛ حيث يرون في الإسلام المانع الأساسي أمام تحقيق مصالحهم غير المشروعة، ولهذا السبب علينا أن نخطو خطوات سريعة نحو
التقريب.
ولذا نرى اليوم قد تشكّلت لجان وجمعيات مركّبة من المذاهب الأربعة لأهل السنّة والمذهب الجعفري والزيدي.
ونحن في الحوزة العلمية عندما نستند في دروسنا الفقهية إلى نصوص فقهاء الإمامية نستند كذلك وبدلائل مختلفة إلى أقوال فقهاء أهل السنّة، وفي الحقيقة أنّ فقهنا فقه تقريبي.
وأخيراً قرّرنا تأليف كتاب دائرة المعارف في الفقه المقارن، حيث إنّ الجزء الأوّل منه قيد الطبع، ونحن نعلم أنّه قد أُلّفت كتب كثيرة في مجال دائرة المعارف، ولكن لم يدوّن كتاب بعنوان دائرة المعارف للفقه الإسلامي، وهذا دليل على أنّنا قمنا بخطوة مهمّة في مجال التقريب.
يجب هنا أن نقرّ بهذه الحقيقة، وهي: أنّ التقريب موجود في واقعنا الميداني، وهناك أوجه اشتراك في كثير من القضايا، والاختلاف فقط في الفروع. وأستطيع أن أقول: إنّ اختلافنا مع سائر المذاهب يشبه الاختلاف الموجود بين المذاهب الأربعة لأهل السنّة، وبالنتيجة فإنّ اختلافنا غير مهمّ وغير محسوس.
عندما نحجّ الكلّ يعمل بنفس الشعائر: الطواف والسعي والتقصير والوقوف بعرفة ومنى والمشعر وغير ذلك من الشعائر، وكلّ المذاهب تأتي في هذا الموسم وتقوم بعمل واحد. فالتقريب ليس أمراً يؤمر به المجتمع الاسلامي أن يؤدّيه، وإنّما هو واقع موجود في حياة الأُمّة الإسلامية،
ويحتاج إلى من يكشف عن هذا الواقع. وأفضل شاهد على ذلك هي مراسم الحجّ التي نشاهدها في كلّ عام.
إنّ الذين يحرّضون على الاختلافات الطائفية لهم أهداف سوء، وعلى سبيل المثال ففي باكستان يغتالون شخصية شيعية وفي المقابل يغتالون شخصية سنّية كذلك؛ ليؤجّجوا الاختلافات، وبالتالي يستطيع الأجانب التسلّط على رقاب المسلمين، وهذا ما نراه في أكثر البلدان الإسلامية مثل العراق.
وهناك عامل آخر، وهو التعصّب والجمود الذي يشدّد على هذه الاختلافات، ونستطيع من خلال العلماء والنخبة الواعية أن نقلّل من حدّة هذا الواقع.
والعامل الآخر هو البعد فيما بيننا وعدم الجلوس والحوار عن قرب، واتّهام الشيعة بأنّهم يعتقدون بتحريف القرآن وأُمور أُخرى كلّها من إشاعات الأعداء. لقد ألفنا عدّة كتب وبرهنّا بأنّ موضوع تحريف القرآن عند الشيعة لا أساس له من الصحّة، وخاصّة في تفسيرنا «الأمثل» وحتّى في دروسنا داخل الحوزة العلمية، وفي كتاب «اعتقادنا» تطرّقنا بشكل موسّع لهذا الموضوع، ومع كلّ هذه المحاولات لا زلنا نرى البعض يضرب على هذا الوتر؛ لأنّه لا يأخذ هذه المعلومات من أهلها.
لذا علينا أن نتجنّب التعصّب والجهل وأن نتحاور مع بعض من قريب.
ومن الخطوات المهمّة في مجال التقريب:
1- تقريب الأفراد، بمعنى إقامة المؤتمرات الجامعة لعلماء المذاهب المختلفة، والاستماع لآراء بعضها البعض وليس عن لسان الأعداء.
2- قيام النخب بتوعية الناس على عدم وجود اختلاف في الأُصول الإسلامية، وأعمال الحجّ هي خير مثال، والتي من الصعب أن تعرف خلالها من هو المالكي أو الشيعي أو الحنفي أو الزيدي. نحن عندما نريد القيام بتبيين عدم وجود الخلاف نقول: إنّ هناك مسائل: أ- ضروريات الإسلام. ب- إجماع الفريقين. ج- المشهورات. د- وفي المرحلة الرابعة نصل إلى المسائل الخلافية، وهي ليست بكثيرة، وعلى عاتق النخب تبيينها.
3- تنبيه المسلمين بالنسبة إلى الأخطار التي تواجه الإسلام والمسلمين والتي هي لهم بالمرصاد، كالإساءة للإسلام والنبي صلى الله عليه و آله، وكتاب «الآيات الشيطانية» شاهد على ذلك، فالحذر مطلوب، وعلى المسلمين الانتباه».

المراجع

(انظر ترجمته في: المنتخب من أعلام الفكر والأدب: 687، المفسّرون للأيازي: 151- 157، مجلّة «رسالة التقريب» العدد: 58/ صفحة 135- 140).