انتقل إلى المحتوى

نمر باقر النمر

من ویکي‌وحدت
نمر باقر النمر
الإسمنمر باقر النمر
الإسم الکاملالشيهد آية الله نمر باقر النمر
التفاصيل الذاتية
مكان الولادةالمملكة العربية السعودية
یوم الوفاة2016 م
مكان الوفاةالسعودية
الأساتذةالسيد محمد تقي المدرسي، والسيد عباس المدرسي....
الدينالإسلام، الشيعة
النشاطاتالم ديني وفقيه شيعي سعودي بارز ومنتقد لآل سعود، الذي أُعدم بحكم من محكمة سعودية في 21 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 2 يناير 2016 م.

نمر باقر النمرالمعروف بالشيخ نمر، هو عالم ديني وفقيه شيعي سعودي بارز ومنتقد لآل سعود، الذي أُعدم بحكم من محكمة سعودية في 21 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 2 يناير 2016 م، أتم دراسة العلوم الدينية في الجمهورية الإسلامية وسوريا، وكان من تلامذة السيد محمد تقي المدرسي، والسيد عباس المدرسي، وصاحب الصادق، ووحيد الأفغاني، والسيد عبد الله الشيرازي، وغيرهم من الأساتذة، وبلغ مراتب عالية جدًا في الإجتهاد، وحصل على الإجازة للتدريس في مراكز العلوم الدينية والمذهبية، وبعد إكمال دراساته، عاد إلى السعودية وانخرط في أنشطة دينية واجتماعية وسياسية؛ شملت تأسيس المركز الديني "الإمام القائم (عجّل الله فرجه الشريف)"، وإقامة صلاة الجمعة والجماعة، وعقد الندوات الدينية والعلمية، وطباعة ونشر الأبحاث والمقالات، وقيادة الحركة الشعبية، وتنظيم المظاهرات، وإلقاء الخطب والتوعية والنقد لنظام الحكم في السعودية. نتيجة هذه الأنشطة، اعتقل وسجن مرات عديدة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، ليُحكم عليه في النهاية بالإعدام من قبل المحكمة وإستشهد، حظيت إدانته بردود فعل عالمية، وأثارت احتجاجات ومعارضة من قبل دوائر حقوق الإنسان والمسلمين وخاصة الشيعة في جميع أنحاء العالم.

ولادته وتكوينه

ولد سماحة الشيخ نمر باقر النمر عام 1379 هـ (1959م)، بمنطقة العوامية - إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية-.ينتمي سماحته إلى عائلة رفيعة القدر في المنطقة برز فيها علماء أفذاذ أبرزهم آية الله الشيخ محمد بن ناصر آل نمر (قده)، و"حجة الإسلام الشيخ حسن بن ناصر آل نمر، والأديب الشاعر محمد حسن آل نمر (رائد القصة القصيرة بالقطيف ورئيس تحرير جريدة البهلول بالعراق)، سماحة الشيخ عبد الحسين آل نمر (أحد تلاميذ الشيخ محمد بن نمر)"."بالإضافة لمجموعة من خطباء حسينيون كجده من أبيه: الحاج علي بن ناصر آل نمر المدفون إلى جانب أخيه آية الله الشيخ محمد بن نمر بمقبرة العوامية، والملا عبد الله بن حسين آل نمر وغيرهم من الشخصيات المرموقة، أما نسبه لأمه فيعود للشخصية العوامية البارزة الحاج الوجيه سلمان محمد الفرج المعروف باسم (سلمان الشيوخ) الذي اشتهر بكرمه ووقفه للأرض الزراعية الكبيرة بالعوامية (الرامس) لعموم أهالي العوامية"[١]. له الأبناء ابن واحد وثلاث بنات، وقد وافت المنية زوجته بعد معاناة مع مرض السرطان والشيخ النمر في معتقله بالرياض عام 1433هـ.

نسبه

ينتمي الشيخ نمر إلى عائلة مرموقة في المنطقة، وقد تربى فيها رواد علماء دين بارزون وفريدون مثل آية الله الشيخ محمد بن ناصر آل نمر. كما أنجب عائلة النمر وعاظًا وخطباء منابر حسينية معروفين مثل جده من أبيه الحاج علي بن ناصر آل نمر.

تعليمه ودراسته

أتم الشيخ نمر دراسته الابتدائية في مسقط رأسه مدينة العوامية، وفي سنة 1400 هـ الموافقة لعام 1989 م، هاجر إلى إيران للتعرف عن قرب على الثورة الإسلامية الإيرانية ودراسة العلوم الحوزوية، فالتحق أولاً بمدينة طهران في الحوزة العلمية "الحجة القائم (عجّل الله فرجه الشريف)" التي أسسها في نفس العام آية الله السيد محمد تقي المدرسي في طهران. بعد عشر سنوات من الدراسة في هذه الحوزة العلمية " (عجّل الله فرجه الشريف)"، انتقل إلى سوريا والتحق بالحوزة العلمية "السيدة زينب (عليها السلام)" لمتابعة الدراسة الحوزوية والعلوم الدينية، وتتلمذ على يد أساتذة هذه الحوزة. درس الكتب الأصولية بما فيها "أصول المظفر"، و"رسائل" الشيخ الأنصاري، و"كفاية" الآخوند الخراساني، وفي علم الفقه درس "اللمعة الدمشقية" للشهيد الأول، و"جامع المدارك" للخوانساري، و"مكاسب" الشيخ الأنصاري، و"مستمسك العروة الوثقي" للسيد محسن الحكيم، وغيرها من الكتب الفقهية.

أساتذته

خلال فترة دراسة العلوم الحوزوية في طهران وسوريا، حضر الشيخ نمر عند أساتذة مختلفين، منهم:

بحث الخارج عند آية الله السيد محمد تقي المدرسي في طهران. بحث الخارج عند آية الله السيد عباس المدرسي في سوريا. بحث الخارج عند آية الله الخاقاني في سوريا. دراسات عالية عند العلامة الشيخ صاحب الصادق في طهران. درس اللمعة عند العلامة الشيخ وحيد الأفغاني.كما الأخلاق عند آية الله الشيرازي في مدينة قم، وبذلك بلغ مراتب عالية جدًا في الإجتهاد، وحصل على الإجازة للتدريس في مراكز العلوم الدينية والمذهبية.

التدريس وإدارة الحوزة

يُعد الشيخ نمر من أشهر وأكفأ مدرسي العلوم المذهبية والدينية في الحوزات العلمية، حيث قام حتى في الحوزات العلمية في إيران وسوريا بتدريس كتب مثل "اللمعة الدمشقية"، و"جامع المدارك"، و"مستمسك العروة الوثقي"، و"الحلقات" للشهيد السيد محمد باقر الصدر. تولى الشيهد الشيخ نمر لسنوات إدارة الحوزة العلمية "الحجة القائم (عجّل الله فرجه الشريف)" في طهران وسوريا، وبذل جهودًا كبيرة لتطوير هذه المراكز وتقدمها، وبعد عودته إلى السعودية، أسس أيضًا المركز الديني "الإمام القائم (عجّل الله فرجه الشريف)" في العوامية، والذي كان في الواقع حجر الأساس لـ "المركز الإسلامي" في سنة 1422 هـ الموافقة لعام 2011 م.

الخصائص الأخلاقية

من أبرز الخصائص الأخلاقية للشيخ نمر سموّ نفسه ودقته في مراعاة والحفاظ على الأصول والمبادئ والقيم الدينية، وهو ما يتجلى بوضوح في منهجه الفكري والجهادي. كما تمتع الشيخ بنظرة ثاقبة وواعية تجاه الأحداث الجارية من حوله، سواء في السعودية أو في المنطقة، مما منحه رؤية تحليلية دقيقة لسير الأمور على الساحتين الاجتماعية والسياسية، وهو ما يعزوه - حسب قوله - إلى صلته الوثيقة بالقرآن وأهل البيت (عليهم السلام) اللذين كانا دائمًا منارًا يضيء طريقه في الحياة [٢].

وجهات النظر حول آل سعود

كان الشيخ نمر يتبنّى وجهات نظر محددة بشأن آل سعود، نذكر بعضًا منها أدناه.

المعارضة للنظام السعودي

اتهم الشيخ نمر، دائمًا في خطاباته، النظام السعودي بتطبيق "سياسات تمييزية طائفية منظمة ومنهجية، خاصة في المناطق الشرقية من المملكة العربية السعودية، وعلى وجه التحديد في منطقتي 'الأحساء' و'القطيف'"، والتي يهيمن عليها منذ حوالي قرن من الزمان. كان دائمًا يؤكد مرارًا وتكرارًا أنه لا يخشى أو يهاب قول كلمة الحق، حتى لو أدى به ذلك إلى الاعتقال والسجن والتعرض لأقسى أنواع التعذيب والإيذاء والمعاناة حتى حد الاستشهاد.

الدفاع عن كرامة المواطنين

رفض الشيخ نمر الإهانة الموجهة لكرامة المواطنين السعوديين، وخاصة المواطنين الشيعة السعوديين الذين يعتبرهم النظام السعودي مواطنين من الدرجة الثانية ويُحرَمون من أي حق من حقوق المواطنة، وأكد أنه سيدافع عن كرامة وحقوق المواطنين الشيعة السعوديين. وأكد مرارًا في هذا الصدد أنه يقف في الصف الأول في مواجهة ظلم وجور النظام السعودي، لأنه يعتقد أنه بدون كفاح وجهد لا يمكن تحقيق الحقوق المرجوة، ولن يتحقق العدل في البلاد، ولن يتمكن المواطنون من العيش بحرية. واستشهد الشيخ نمر في هذا الشأن، في كلماته، بخطبة "الجهاد" لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، مؤكدًا أننا "لن ننال العدالة إلا عبر الجهاد، ولن نحصل على الحق إلا بالتضحية والجهاد والشجاعة". وقال أيضًا في خطب صلاة الجمعة مرات عديدة إن شيعة السعودية لن يصمتوا بعد الآن أمام إهانات وتعديات وتجاوزات آل سعود، مخاطبًا آل سعود في هذا الشأن: "نحن لن نسكت حتى تفعلوا بنا ما تريدون؛ أن تفعلوا ما تشاؤون وتدوسوا كرامتنا وشخصيتنا التي هي أغلى ما في حياتنا".

انتقاد الصحافة والإعلام

انتقد الشيخ نمر أيضًا بشدة الصحافة ووسائل الإعلام السعودية بسبب تبعيتها وخضوعها للنظام السعودي وتحولها إلى بوق دعاية لآل سعود.

المفتون الوهابيون

أوضح الشيخ نمر أن المفتين الوهابيين هم من صنع آل سعود. وبحسب الشيخ نمر، فإن آل سعود يدفعون الأموال للمفتين الوهابيين لإشغال الناس بأنفسهم من خلال إثارة النزاعات الطائفية والمذهبية وخلق الخلاف بين الشيعة والسنة، وبخلق الانقسامات المذهبية والطائفية والقبلية، ليستمروا في حكمهم للمملكة العربية السعودية ونهب ثرواتها. وقال الشيخ نمر النمر في إحدى خطبه، بسبب مواقفه وآرائه الحادة تجاه النظام السعودي: "أعلم أنكم غدًا ستأتون لاعتقالي. مرحبًا بكم! هذا منطقكم وطريقتكم وأسلوبكم: 'اعتقال' و'تعذيب' و'قتل'؛ نحن لا نخاف من القتل. نحن لا نخاف من شيء."

أسلوب المعارضة

أكد الشيخ نمر، ردًا على قمع النظام السعودي ومعارضته لإجراء المظاهرات السلمية وتجمعات الاحتجاج، أنهم "سيبحثون دائمًا عن طرق أخرى لمواصلة احتجاجاتهم والمطالبة بحقوقهم، والمظاهرات هي إحدى هذه الآليات".

معارضة الأمراء

يُعد الشيخ نمر من أشد الأعداء شراسة لـ "نايف بن عبد العزيز"، ولي العهد السابق للنظام السعودي، وكان الشيخ نمر يوجه دائمًا انتقادات حادة تجاهه. وفي إحدى خطبه، وصف الأمير نايف بن عبد العزيز، بسبب شدة عنفه وقسوته وظلمه ضد شعب السعودية بشكل عام والشيعة بشكل خاص، بالطاغوت والظالم الذي سيعذب في قبره وتحرقه النيران وتأكله الديدان، وأكد في نفس الخطبة أنه سيفرح بموت نايف. كان دائمًا، في خطب صلاة الجمعة وخطاباته، ينتقد ليس فقط آل سعود، بل كان أيضًا من أشد المنتقدين لبعض الأنظمة العربية في منطقة الخليج، بما في ذلك آل خليفة.

الأنشطة

كان للشيخ نمر أنشطة ومشاريع لا حصر لها كان لها تأثير كبير على الساحتين الداخلية والإقليمية، وكان تأثير بعضها ملحوظًا للغاية من الناحية الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية.

توعية الرأي العام

لعب الشيخ النمر دورًا كبيرًا في إيقاظ وتوعية الرأي العام في منطقة العوامية من خلال إقامة صلاة الجمعة والجماعة، وعقد الندوات الدينية والعلمية داخل المنطقة وخارجها، وطباعة ونشر الأبحاث والمقالات، وتأسيس الحوزات العلمية. وطالب مرارًا بإعادة بناء مقبرة البقيع في المدينة المنورة، ولهذا السبب استُدعي مرارًا من قبل الشرطة ووُضع تحت الضغط. وفي عام 1428 هـ، في خطوة غير مسبوقة، قدم قائمة بمطالب شيعة السعودية لأمير المنطقة الشرقية، حتى أن سعد الفقيه، وهو رجل دين سني معارض للحكومة، طلب من علماء أهل السنة في السعودية أن يتعلموا من الشيخ النمر طريقة تقديم مطالبهم.

الأنشطة السياسية

في شهر محرم من عام 1429 هـ، طالب الشيخ نمر بتشكيل كيان معارض باسم "جبهة الرشيدة"، والتي كانت مهمتها ومسؤوليتها - حسب قوله - مكافحة الفساد الاجتماعي والتمييز الديني والظلم السياسي ضد أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في السعودية. في عام 2011، بعد الإطاحة بالأنظمة الحاكمة في تونس ومصر وبدء ثورة شعب البحرين، تحطم الشيخ النمر الحظر الرسمي المفروض منذ أغسطس 2008 من قبل السلطات السعودية على إلقاء الخطب والتدريس، واستفاد من التطورات التي تشكلت خلال ما يسمى بالربيع العربي، وبدأ خطاباته بالحديث عن الحرية السياسية مع التركيز على التغيير السياسي. في ظل الظروف السياسية السائدة في المنطقة في أوائل عام 2011، نظم شباب القطيف عدة مسيرات للمطالبة بالإفراج عن 9 من السجناء السياسيين الذين كان قد مضى على اعتقالهم 16 عامًا في ذلك الوقت، وكان يشار إليهم باسم السجناء المنسيين. مع دخول القوات السعودية الغازية، المسماة "درع الجزيرة"، إلى البحرين، اتسعت دائرة الاحتجاجات والأنشطة السياسية في القطيف السعودية. في المقابل، اعتقل النظام السعودي مئات الشباب بتهمة الارتباط بالاحتجاجات التي اندلعت. ودافع الشيخ النمر بكل قوة عن حق الجماهير في التعبير والاحتجاج. عندما كانت منطقة القطيف على وشك أن تأخذ منعطفًا عنيفًا وكانت القوات الأمنية تخطط، وفقًا لخريطة مرسومة مسبقًا، لقمع حركة شباب العوامية بشدة، طلب الشيخ النمر من حركة الشباب عدم تنظيم تظاهرات في تلك الليلة. وبهذا، منع مقتل شباب العوامية وأحبط الخطة الخبيثة للقوات الأمنية السعودية. وأكد في خطابه التاريخي على ضرورة أن تكون حركة شباب المنطقة الشرقية في السعودية سلمية. أثبتت أحداث أكتوبر 2011، التي عُرفت بأحداث العوامية، دور القيادة للشيخ النمر، وأظهرت بوضوح للحكام السعوديين أنه قائد الحركة الشعبية في هذه المنطقة. أصر النظام السعودي على قمع الحركة الشعبية في السعودية بقوة، ولهذا السبب زاد النمر من حدّة مواقفه ونهجه وعبر صراحة عن معارضته لسياسة التمييز في الرياض وقمع حرية التعبير واحتكار الثروة والسلطة في السعودية [٣].

الاعتقالات

يعود أول اعتقال للشيخ نمر إلى مايو 2006، عندما اعتقلته القوات الأمنية التابعة للنظام السعودي فور عودته من رحلته القصيرة إلى البحرين وعودته إلى السعودية، بسبب مشاركته في المؤتمر الدولي للقرآن الكريم. وكانت تهمة الشيخ أنه طالب في هذا المؤتمر، في عريضة، من النظام السعودي بالاهتمام بـ "مقبرة البقيع"، والاعتراف بمذهب "التشيع"، وتغيير أو إلغاء الطرق التعليمية والمناهج الدراسية السائدة حاليًا في السعودية. أما إعادة اعتقال الشيخ نمر، فتعود إلى 23 أغسطس 2008، عندما اعتقل في مدينة القطيف على يد القوات الأمنية التابعة للنظام السعودي. هذه المرة كانت تهمة الشيخ، حسب ادعاء النظام السعودي، هي طلبه من شيعة المناطق الشرقية في السعودية الاستعداد للدفاع عن أنفسهم ومجتمعهم، حيث ادعى النظام أن كلام نمر هذا يعني تحريض الشيعة السعوديين على الانفصال عن الحكومة المركزية. تم اعتقال هذا الرجل الديني البارز مرة أخرى في مارس 2009، ولم يكن هذا آخر اعتقال له. تم اعتقال الشيخ نمر مرة أخرى في عام 2012، وفي 15 أكتوبر 2014 (23 مهر 1393 هـ.ش) حُكم عليه بالإعدام بتهمة انتقاد النظام السعودي. نصبت له القوات السعودية كمينًا في 8 يوليو 2012، وأطلقت النار على سيارته، فأصابته أربع رصاصات في ساقه اليمنى، وبعد ذلك، اختطفوه وهو فاقد للوعي من مكان الحادث ونقلوه إلى المستشفى العسكري في الظهران ثم إلى مستشفى القوات الأمنية في الرياض وبعد ذلك إلى سجن الحائر. بعد 950 يومًا، سمح نظام آل سعود للأطباء بإخراج الرصاصة الرابعة من قدم الشيخ النمرـ هذه الرصاصة، التي بقيت في قدم الشيخ نمر منذ وقت اعتقاله، تسببت له، بالإضافة إلى التعذيب والألم لمدة ثلاث سنوات، في أمراض أخرى أيضًا.

المحاكمة والاستشهاد

أجرى النظام السعودي في مارس 2013 الجلسة الأولى لمحاكمة الشيخ نمر دون إعلام عائلته، وطالب النائب العام فيها بإصدار حكم الإعدام على الشيخ نمر، وتمت إضافة عدة تهم ملفقة ضده منها "دعم الإرهاب". حكمت المحكمة السعودية في عام 1437 هـ الموافق 25 أكتوبر 2015، بإعدام الشيخ نمر بتهم تتعلق بـ "القيام بأعمال ضد الأمن الوطني" و "المحاربة" وغيرها، أعدم في 21 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 2 يناير 2016.

رسالة إلى أمه قبل الاستشهاد

بعد الإعلان عن تأكيد حكم الإعدام على الشيخ نمر، كتب رسالة موجهة إلى أمه. نص الرسالة كما يلي: أمي الصبورة... السلام عليكم... في كل حال وعلينا أن نكون شاكرين لله وخاضعين لما يقدره لنا. يا أمي! ما يقدره لنا رب الوجود هو بلا شك خيرٌ مما نختاره لأنفسنا. قد نختار نحن شيئاً، ولكن دون شك يختار الله لنا ما هو خيرٌ منه. ندعو الله تعالى أن يرزقنا ما فيه الخير. كل شيء في هذه الدنيا مقدر بمشيئة الله وإرادته، ولا قدرة لأحد على الوقوف في وجه إرادة الله، وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يخطو خطوة دون إرادة رب العالمين. أمي العزيزة! الله في هذا العالم يراقب كل شيء وكل أحد، وإرادته قد شملت كل شيء، وهذا يكفينا. أمي العزيزة! حفظك الله والجميع في ذمته [٤].

أدان قائد الثورة بشدة الجريمة الكبرى

أدان سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم صباح اليوم (الأحد: 2016/01/03) في بداية درس البحث الخارج في الفقه، بشدة الجريمة الكبرى التي ارتكبها النظام الحاكم في العربية السعودية بقتله العالم المؤمن المظلوم الشيخ نمر باقر النمر، وأكد سماحته على ضرورة شعور العالم بالمسؤولية حيال هذه الجريمة و الجرائم المماثلة التي يرتكبها السعوديون في اليمن و البحرين، ملفتاً: لا شك في أن الدماء المراقة بغير حق لهذا الشهيد المظلوم ستؤثر بسرعة و ستطال يد الانتقام الإلهي تلابيب الساسة السعوديين. و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: هذا العالم المظلوم لم يكن قد حرّض الناس على الأعمال المسلحة و لا مارس التآمر بشكل خفي، إنما عمله الوحيد هو النقد العلني و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر النابع من غيرته و عصبيته الدينية. و اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن استشهاد الشيخ النمر و إراقة دمه بغير حق خطأ سياسي ارتكبته الحكومة السعودية مضيفاً: الله تعالى لا يتجاوز عن دم المظلوم، و الدم المراق بغير حق سيطال بسرعة الساسة و المنفذين في هذا النظام. و انتقد سماحته بشدة صمت أدعياء الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان، و دعمهم للنظام السعودي الذي يريق دم البرئ على الأرض لمجرد نقده و اعتراضه، مؤكداً: على العالم الإسلامي و العالم كله أن يشعر بالمسؤولية تجاه هذه القضية. وقال آية الله العظمى السيد الخامنئي إن تعذيب و إيذاء الشعب البحريني من قبل العسكريين السعوديين و هدم مساجدهم و بيوتهم و كذلك أكثر من عشرة أشهر من قصف الشعب اليمني لهي نماذج أخرى لجرائم النظام السعودي، مؤكداً: المحبون الصادقون لمصير الإنسانية و مصير حقوق الإنسان و العدالة يجب أن يتابعوا هذه القضايا، و ينبغي أن لا يكونوا غير مكترثين لهذا الوضع. و أضاف قائد الثورة الإسلامية: سينال الشهيد الشيخ النمر بالتأكيد الفضل الإلهي، و لا ريب في أن يد الانتقام الإلهي ستطال الظالمين الذين اعتدوا على حياته، و هذا هو ما يمثل العزاء و السلوان [٥].

الهوامش

  1. دراسة تعريفية باسم: الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، من لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان، ص: 6-7
  2. مقتبس من موقع تبيان
  3. مقتبس من موقع دار الثقافة الإسلامية
  4. موقع متخصص في تيارات التكفيرية
  5. مقتبس من موقع مكتب السيد القائد

المصدر