السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم
| السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم | |
|---|---|
![]() | |
| الإسم | السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم |
| الإسم الکامل | السيد محمد مهدي بن مرتضى بن محمد البروجردي الطباطبائي |
| سائر الأسماء | بحر العلوم ، العلامة بحر العلوم الطباطبائي ، محمد مهدي بن مرتضى ، محمد مهدي بن مرتضى الطباطبائي النجفي ، مهدي بن مرتضى بحر العلوم ، السيد مهدي |
| التفاصيل الذاتية | |
| یوم الولادة | شوال |
| مكان الولادة | العراق، كربلاء |
| یوم الوفاة | رجب المرجب |
| مكان الوفاة | النجف |
| الأساتذة | يوسف بن أحمد البحراني ، محمد باقر بهبهاني ، سيد محمد مهدي الخراساني ، مهدي بن محمد فتوني العاملي ، محمد تقى دورقي ، محمد باقر هزارجريبي |
| التلامذة | جعفر كاشف الغطاء ، ملا أحمد نراقي ، سيد محمد جواد العاملي ، شيخ محمد تقى الأصفهاني |
| الدين | الإسلام، الشيعة |
| الآثار | المصابيح ، الفوائد الرجالية ، تحفة الكرام في تاريخ مكة والبيت الحرام ، تحفة الملوك في السير والسلوك ، ديوان شعر والدرة النجفية ، مشكاة الهداية ، الفوائد الأصولية ، رسالة في الفرق والمِلَل. |
| النشاطات | مرجع التقليد، الرئاسة العامة للشيعة |
السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم، عالم رباني، فقيه، محدث، حكيم، أديب، رئيس حوزة النجف ومرجع الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري، ومن تلاميذ وحيد بهبهاني، من أشهر مؤلفاته العلمية «الفوائد الرجالية» و«الدرة النجفية» (منظومة في الفقه). كان سيد بحر العلوم صاحب كرامات متعددة، ومن علماء الشيعة الذين تشرفوا بلقاء الإمام المهدي (عج)، وله تلاميذ كبار مثل محمد حسين الكاشف الغطاء وملا أحمد النراقي.
الولادة
وُلد محمد مهدي، ابن السيد مرتضى الطباطبائي البروجردي، من نسل الإمام الحسن المجتبى (ع), في أسرة روحانية ومتدينة، ليلة جمعة من شهر شوال سنة 1155 هـ / 1121 ش، في مدينة كربلاء المقدسة.[١] في تلك الليلة، رأى والده في المنام أن الإمام الرضا (عليه السلام) أمر محمد بن إسماعيل بن بزيع (من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد عليهم السلام) بإشعال شمعة على سطح بيت السيد مرتضى (وهو نفسه)، وعندما أضاء الشمعة، انطلق نورها إلى السماء بلا نهاية.[٢] استيقظ الأب من المنام الصادق، وفي الوقت نفسه أُخبر بوصول المولود.
سبب لقب بحر العلوم
روى المؤرخون أن سيد مهدي سافر إلى خراسان طالبًا العلم في محضر الفيلسوف الكبير، ميرزا سيد محمد مهدي الأصفهاني، وأقام هناك ست سنوات مستفيدًا من دروسه. أُعجب ميرزا الأصفهاني بذكاء شاگرده، فقال له أثناء الدرس: «أنت بحر العلوم»، ومنذ ذلك الحين عرف سيد محمد مهدي بهذا اللقب. واليوم، تُعد عائلة بحر العلوم من العائلات المعروفة في النجف الأشرف، ويبرز منهم شخصيات علمية وعملية بارزة.
الأساتذة
نشأ في كنف والدته الطاهرة ووالده السيد مرتضى (توفي 1204 هـ) مع تربية إسلامية وأخلاقية رفيعة، وبدأ دراسته في العلوم الأولية والسطحية (الفقه وأصول الفقه). عند بلوغه، التحق بدروس الخارج التي كان يدرّسها والده، وبعد خمس سنوات من الدراسة المكثفة بلغ مرتبة الإجتهاد.[٣]
شارك أيضًا في دروس كبار علماء كربلاء والنجف الأشرف مثل: محمد باقر وحيد بهبهاني (1118 - 1208 هـ)، شيخ يوسف البحراني (1107 - 1186 هـ)، محمد تقي الدرق النجفي (توفي 1186 هـ)، ومهدي فتوني النبطي العاملي (توفي 1183 هـ).[٤] كما تعلم الحكمة والفلسفة على يد آقا ميرزا أبو القاسم مدرس، الذي تلقى منه دروس أصول الفقه والفقه.[٥]
كان وحيد بهبهاني في أواخر حياته يوجه الناس إلى سيد محمد مهدي في المسائل والفتاوى الاحتياطية، وكان يعتبره مجتهدًا جامع الشروط.[٦]
في سنة 1186 هـ، توجه إلى مشهد لزيارة مرقد الإمام الرضا (عليه السلام)، وأمضى هناك ست أو سبع سنوات، حيث شارك في دروس ميرزا مهدي الأصفهاني الخراساني (1153 - 1218 هـ) وتعلم منه الفلسفة والعقائد وعلم الكلام، مما زاد من رصيده العلمي.[٧]
لقب «بحر العلوم» أطلقه عليه هذا الأستاذ لأول مرة، عندما قال له في درس: «أنت بحر العلوم».[٨]
في أواخر سنة 1193 هـ، توجه إلى الحجاز، حيث استُقبل بحفاوة من العلماء والمثقفين، وأقام هناك سنتين في جوار بيت الله، يدرس ويناقش.
رحلة الحجاز
بفضل إلمامه بفقه أهل السنة وأخلاقه الحسنة وكرمه، أصبح محبوبًا بين سكان الحجاز، خاصة العلماء، وكان يتردد عليه الكثيرون للاستفادة من علمه. وكان أتباع كل مذهب يعتقدون أنه من أتباعهم. قضى هذه الفترة بالتقية، وكان درسه في علم الكلام وفق المذاهب الأربعة. وفي نهاية إقامته في مكة أعلن مذهبه، فثار حوله أتباع المذاهب الأخرى، وناظره علميًا، فغلبهم بعلمه وحججه القوية، وجذبهم إلى حقيقة الإسلام.[٩]
من إنجازاته في الحجاز تحديد موقع أداء الحج ومواقيت الإحرام بما يوافق الشرع، وإصلاح المواقف التي كانت غير واضحة قبل ذلك.
كما استبدل الأحجار المبلطة في الحرم التي يصلي عليها الحجاج بأحجار معدنية صحيحة للسجود من وجهة نظر الشيعة، وكان من آثار وجوده الروحي في الحجاز إسلام إمام جمعة مكة في عمر الثمانين.[١٠]
التلاميذ
ربى هذا العالم الورع تلاميذًا كبارًا كان لهم دور كبير في خدمة الإسلام، منهم:
- شيخ جعفر النجفي المعروف بـكاشف الغطاء (1154 - 1227 هـ)
- سيد محمد جواد العاملي المعروف بصاحب مفتاح الكرامة (1164 - 1226 هـ)
- ملا أحمد النراقي، مؤلف كتاب معراج السعادة (1185 - 1260 هـ)
- محمد باقر الشفتي الرشتي، ملقب بحجة الإسلام (1175 - 1260 هـ)
- سيد يعقوب كوه كمري (1176 - 1256 هـ)
- سيد صدر الدين العاملي (توفي 1263 هـ)
- سيد دلدار علي النقوي الرضوي النصير آبادي اللخنوي (1166 - 1235 هـ)
- شيخ محمد إبراهيم الكلباسي (1180 - 1262 هـ)
- زين العابدين السلمسي (توفي 1266 هـ)
- شيخ عبد الحسين الأعظم (1177 - 1247 هـ)
- سيد علي بن محمد (1161 - 1231 هـ)
- سيد قيصر محمد بن معصوم الرضوي الخراساني (1180 - 1255 هـ)
- أسد الله الكاظمي (توفي 1236 هـ)
- أبو علي الحائري صاحب كتاب منتهى المقال (1159 - 1216 هـ)
- سيد عبد الله شبّر (توفي 1244 هـ)
- شيخ محمد تقي الأصفهاني الإيوانكي، صاحب حاشية معالم (توفي 1248 هـ)
- سيد محمد مجاهد، مؤلف المناهل (توفي 1242 هـ)
- محسن أعرجي (توفي 1227 هـ)
- ميرزا محمد عبد الصانع النيشابوري الأخباري
- شيخ حسين النجف[١١]
المؤلفات
من مؤلفاته المذكورة في الكتب، بعضها مطبوع وبعضها لم يطبع بعد، منها:
- المصابيح في الفقه (دراسة مجلد)
- الفوائد في الأصول
- مشكاة الهداية
- الدرّة النجفية (رسالة في الفقه)
- رسالة في الفقير والغني
- رسالة في عصير الزبيبي
- شرح الوافية (في علم أصول الفقه)
- تحفة الكرام (في تاريخ مكة وبيت الله الحرام)
- مناسك الحج
- حاشية على كتاب شرائع (بحث الطهارة)
- حاشية على كتاب «الذخيرة» للسبزواري
- الدرّة البهية في نظم رؤوس المسائل الأصولية
- كتاب الرجال (المعروف بفوائد الرجالية)
- ديوان شعر ورسالة فارسية في معرفة الله[١٢]
الأعمال الاجتماعية
بجانب مسؤولياته العلمية الثقيلة، ترك آثارًا اجتماعية وروحية عظيمة، منها:
- تحديد مقام حجة بن الحسن (المهدي) في مسجد السهلة وبناء قبة في هذا الموقع المقدس.
- بناء مئذنة في الصحن الشريف العلوي من الجهة الجنوبية، وإصلاح جدران الصحن والحجرات المتضررة.
- تشجيع وإرشاد لإصلاح مسجد الشيخ الطوسي في النجف الأشرف.
- إنشاء مكتبة خطية باسم «مكتبة بحر العلوم».
- رفع ارتفاع مسجد الكوفة لتسهيل تطهيره وتنظيفه.
- تحديد موقع مسجد رأس الحسين في النجف الأشرف.
- تعيين موقع قبر مختار الثقفي المعروف الآن بقبر مسلم بن عقيل.
- تحديد موقع مرقد النبي هود وصالح (عليهما السلام) في النجف الأشرف.
- إضافة بعض الأراضي لمسافة الحرم الشريف وإنشاء مرافق حول الحرم لخدمة الزوار.[١٣]
الوفاة
كان سيد بحر العلوم يعاني من مرض لفترة أفقده القدرة على التدريس، فكان يدرس ويؤلف في منزله، حتى توفي في 24 من ذو الحجة (أو رجب) سنة 1212 هـ. ترك رحيله أثرًا عميقًا في العالم الإسلامي، وحزن عليه الشيعة. ووري جثمانه الطاهر بعد تشييع مهيب وصلوات، بجانب مرقد الشيخ الطوسي في النجف الأشرف.
الهوامش
- ↑ فوائد الرضوية، الشيخ عباس القمي، ص676؛ مستدرك الوسائل، ميرزا حسين نوري، ج3، ص383؛ قصص العلماء، ميرزا محمد تنكابني، ص168؛ أعيان الشيعة، محسن أمين عاملي، ج10، ص158.
- ↑ فوائد الرضوية، ص476؛ قصص العلماء، ص168؛ اختران تابناك، ذبيح الله محلاتي، ج1، ص412.
- ↑ مقدمة فوائد الرجالية، ص33؛ فقهاء الشيعة المعروفون، عقيقي بخشاشي، ص291.
- ↑ سيد بحر العلوم بحر بلا شاطئ، نور الدين علي لو، ص25-32.
- ↑ مقدمة فوائد الرجالية.
- ↑ مكارم الآثار، ج1، ص417-421.
- ↑ أعيان الشيعة، ج10، ص159.
- ↑ روضات الجنات، سيد محمد باقر خوانساري، ج7، ص204.
- ↑ مقدمة فوائد الرجالية، ص35.
- ↑ مكارم الآثار، ج1، ص417.
- ↑ مستدرك الوسائل، ج3، ص385؛ أعيان الشيعة، ج6، ص225، ج7، ص167؛ معارف الرجال، محمد حرز الدين، ج2، ص59؛ شعراء الغري، ج12، ص139-159؛ مقدمة فوائد الرجالية، ص67-70.
- ↑ أعيان الشيعة، ج10، ص160؛ شعراء الغري، ج12، ص139.
- ↑ مقدمة فوائد الرجالية، ص95 و96؛ ماضي النجف وحاضرها، ج1، ص96 و105 و246.
