انتقل إلى المحتوى

مسجد السهلة

من ویکي‌وحدت
الخطوة الثانية للثورة

مسجد السهلة أحد أشهر المساجد الإسلامية، بُني هذا المسجد المبارك في القرن الأول الهجري بواسطة قبائل عربيّة في الكوفة، على بُعد حوالي كيلومترين شمال غرب المسجد الجامع (مسجد الكوفة) فيها، ويأتي عند الإمامية في الرتبة والمنزلة بعد المساجد الأربعة،(مسجد الحرام ومسجد النبي ومسجد الكوفة ومسجد البصرة) لفضله المنصوص عليه في الروايات، وعن الصادق عليه السلام: عليه السلام: كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله، أما إنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله،

تاريخ مسجد السهلة

مسجد السهلة من المساجد القديمة في الكوفة، ويعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري. ورد أن قبيلة بني ظفر بنته في النصف الأول من ذلك القرن، وعُرف المسجد باسمهم، ووفق روايات عن الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام)، يُعتبر مسجد بني ظفر أحد المساجد الأربعة المباركة في الكوفة، وهو نفسه مسجد السهلة [١].

فضائل مسجد السهلة

يأتي مسجد السهلة بعد المساجد الأربعة من حيث المنزلة والمكانة، فليس بعد مسجد الكوفة مسجد يضاهيه فضلاً وشرفاً، فهو له صلة مع جميع الأنبياء عليهم السلام حيث يقول الإمام الصادق (عليه السلام) فيرواية مفصّلة ع: "في هذا المسجد كان منزل النبي إبراهيم (عليه السلام) حين خرج لقتال العمالقة، ومنزل النبي إدريس (عليه السلام) حيث كان يعمل خياطًا. وفيه حجر أخضر مُنقوش عليه صور جميع الأنبياء. تحته طين خُلق منه الأنبياء. وهنا يُنفخ في الصور، ومنه يبدأ الطريق إلى المحشر، ويدخل سبعون ألفًا الجنة بغير حساب" [٢]. وفي الحديث أخر قال عليه السلام: أنه استفسر عن أحوال عمه زيد بن علي قُبيل قيامه، وعما إذا كان قد أقام الصلاة في المسجد، فقيل له: كان زيد مع جماعة ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري إذ اقترح لينطلقوا حتى يصلوا في مسجد السهلة لكن طرأ له أمر فانشغل، فقال الإمام الصادق عليه السلام وهو يقسم بالله:

  • لو إستعاذ (أي زيد) بالله حولاً لأعاذه سنين، وأنه:
  • يقع في المسجد موضع بيت إدريس النبي الذي كان يخيط فيه،
  • يقع فيه منزل إبراهيم خليل الرحمن الذي سار منه إلى اليمن بالعمالقة،
  • منه سار النبي داود إلى جالوت،
  • ما بعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه،
  • فيه مسكن خضر النبي،
  • المقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم،
  • ما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه،
  • فيه صخرة فيها صورة كل نبي،
  • ما صلى فيه أحد فدعا الله بنية صادقة إلا صرفه الله بقضاء حاجته،
  • ما من أحد استجاره إلا أجاره الله مما يخاف،
  • من البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها،
  • ما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه،
  • لو كان عليه السلام بالقرب من المسجد، لما كان يصلي صلاة إلا فيه،
  • ينزل فيه (المهدي) القائم عليه السلام وخلفائه من بعده إلى انقضاء الخلق[٣].
  • يقول الإمام الصادق عليه السلام في خاتمة الحديث إنه لو لم يكن للمسجد من الفضل إلا نزول الملائكة والأنبياء فيه لكان كثيراً، فكيف وهذا الفضل، وأن ما لم يصفه عليه السلام للسائل هو أكثر مما وَصف [٤].
  • وعنه أيضاً عليه السلام: كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله. وفي سياق آخر عنه كذلك: أما إنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله[٥].

العلماء و مسجد السهلة

حث علماؤنا الأعلام على مواظبة الزيارة للمسجد المعظم و أداء الصلاة فيه، ورد عن زعيم الطائفة الشيخ الطوسي(أعلى الله مقامه)(1) أنه : ينبغي أن لا يصلي الفرائض إلا في المسجد ، ويمضي إلى مسجد السهلة، ويصلي فيه ويستحب أن يكون ذلك بين العشائين [٦].

مسجد السهلة ودوره في عصر الظهور

لهذا المسجد المبارك دور في مسير حركة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.

وهو محل نزول الإمام القائم بِأَهْلِهِ وَعِيَالِهِ

في رواية أمير المؤمنين علي (عليه السلام): وهو يصف مسار حركة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قبيل ظهوره: "كَأَنِّي بِهِ (أي الإمام المهدي) وَقَدْ مَرَّ بِوَادِي السَّلَامِ، وَهُوَ يَرْكَبُ فَرَسًا يَتَلَأْلَأُ بَيَاضُ قَوَائِمِهِ وَجَبِينِهِ، مُتَّجِهًا نَحْوَ مَسْجِدِ السَّهْلَةِ، يُهَمْهِمُ بِقَلْبِهِ وَيَدْعُو اللهَ قَائِلًا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ حَقًّا حَقًّا...". [٧]. وفي رواية ثانية عن أبي بصير قال الإمام الصادق (عليه السلام) لأبي بصير: "يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى القَائِمِ (عجل الله تعالى فرجه) وَقَدْ نَزَلَ بِأَهْلِهِ وَعِيَالِهِ فِي مَسْجِدِ السَّهْلَةِ"، فَسَأَلَ أَبُو بَصِيرٍ: "أَيَكُونُ مَسْكَنُهُ الدَّائِمُ فِي مَسْجِدِ السَّهْلَةِ؟" فَأَجَابَ (عليه السلام): "نَعَمْ". ثُمَّ قَالَ: "مَسْجِدُ السَّهْلَةِ كَانَ مَنْزِلَ إِدْرِيسَ (عليه السلام)، وَكَانَ مَنْزِلَ إِبْرَاهِيمَ (عليه السلام). مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيًّا إِلَّا وَقَدْ صَلَّى فِيهِ. وَهُوَ مَقَرُّ الخَضِرِ (عليه السلام). مَنْ أَقَامَ فِيهِ فَكَأَنَّمَا أَقَامَ فِي خَيْمَةِ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله). وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَلِقَلْبِهِ حَنِينٌ إِلَى مَسْجِدِ السَّهْلَةِ...". [٨].

وهو منزل الإمام المهدي في عصر الظهور

توجد روايات كثيرة حول مكان سكن الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) ومقر حكومته أثناء الظهور، حيث تُشير معظمها إلى أن مسجد السهلة سيكون منزله، وأن مدينة الكوفة ستكون مركز حكومته. بسبب الروايات التي ذكرت أن المسجد سيكون بيت الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في آخر الزمان، ارتبط اسمه باسم الإمام، وأصبح له مقام داخل المسجد، تُنقل في بعض كتب الشيعة قصص عن تشرف أشخاص بلقاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في هذا المسجد، مثل ما نُقل عن العلامة السيد مهدي بحر العلوم أنه رأى الإمام فيه مناجيًا ربه [٩].

وهو مكان التشرّف بلقاء الإمام الحجة ع

ومنذ النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، بدأ الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (ت. ١٢٦٦ هـ) تقليدًا يقضي بزيارة المسجد ليلًا كل أربعاء لمدة أربعين ليلة متتالية، بنية التشرّف بلقاء الإمام (عجّل الله فرجه) وإقامة الأدعية الخاصّة [١٠].وقد يكون أساس هذه الأعمال كلام السيد ابن طاووس في "مصباح الزائر" حيث قال: "إذا أردت زيارة مسجد السهلة، فليكن ذهابك بين المغرب والعشاء ليلة الأربعاء، فهو وقت أفضل" [١١].على أي حال، تُقام ممارسات مشابهة في مسجد جمكران أيضًا.

مقام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في مسجد السهلة

يحتوي المسجد على عدة مقامات منسوبة للأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لكل منها أدعية خاصة وردت في كتب الأدعية مثل "مفاتيح الجنان منها مقام المنسوب للامام الحجة عجل.

موقع المقام وبناؤه

يقع مقام حضرت المهدي (عجّل الله فرجه) في الجانب الجنوبي من صحن مسجد السهلة، ملاصقًا لصحن المسجد، وقد شُيّد فوقه بناءٌ تعلوه قبةٌ مزخرفةٌ بالكاشي، بناها السيد مهدي بحر العلوم [١٢]. ويُرجّح أنّه اختار هذا الموقع بالتحديد لكونه المكان الذي تشرف فيه بلقاء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).

وصف البناء

كان يُزيّن المقام سابقًا نافذةٌ نحاسيةٌ مشبّكة كانت موضوعة في الأصل بمحل محراب استشهاد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في مسجد الكوفة، والتي يُعتقد أن شيعة الهند أهدوها للمسجد [١٣].أمّا الآن، فقد استُبدلت تلك النافذة بضريح جديدٍ مطعّم بالذهب والفضة، كما يجري تجديد البناء والقبة بأسلوبٍ معماريٍّ حديث.

بناء المسجد

يتميز مسجد السهلة بشكله المستطيل بأبعاد ١٣٠ × ١٦٠ متراً. يبلغ ارتفاع جدرانه حوالي عشرين متراً عن مستوى الأرض المجاورة، مدعمة بأبراج نصف دائرية من الخارج. في السابق، كانت المداخل الرئيسية تقع في الجانب الشمالي، والتي أُغلقت الآن بالطابوق، بينما أصبح المدخل الحالي في منتصف الجانب الشرقي. ويتكون المسجد من:

  • صحن واسع
  • شبستان ضيق في الجانب الجنوبي
  • أروقة مسقوفة ذات واجهات طابوقية تحيط بالصحن
  • صحن ثانوي أصغر (شمال-جنوب) في الجانب الغربي يؤدي إلى الصحن الرئيسي
  • مئذنة دائرية بجوار مدخل الصحن الثانوي

مقامات مسجد السهلة

يحتوي المسجد على عدة مقامات منسوبة للأنبياء والأئمة (عليهم السلام) لكل منها أدعية خاصة وردت في كتب الأدعية مثل "مفاتيح الجنان":

  • مقام إبراهيم (عليه السلام)، الموقع: الركن الشمالي الغربي، المكان الذي خرج منه النبي إبراهيم لقتال العمالقة حسب المعتقد الشيعي
  • مقام إدريس (عليه السلام)، الموقع: بين الجانبين الجنوبي والشرقي (الركن الجنوبي الغربي)، ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) أنه كان منزله
  • مقام الخضر (عليه السلام)، الموقع: الركن الجنوبي الشرقي، يعتقد المسلمون أن النبي الخضر لا يزال حياً
  • مقام الصالحين (هود وصالح عليهما السلام)، الموقع: الركن الشمالي الشرقي، لهما أيضاً قبر في مقبرة وادي السلام في النجف
  • مقام الإمام زين العابدين (عليه السلام)، الموقع: داخل الصحن قرب الجانب الجنوبي الشرقي، يعلوه سقف بسيط
  • مقام الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، الموقع: وسط الصحن، ورد أنه أقام فيه فترة للعبادة والدعاء
  • مقام الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، تم ذكره سابقاً بالتفصيل.

أعمال المسجد

من المسنون في مسجد السهلة أداء صلاة ركعتين بين العشائين، فعن الصادق عليه السلام: ما من مكروب يأتي السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشائين ويدعو الله تعالى إلا فرّج كربه [١٤]. وهناك أدعية منقولة خاصة بالمسجد، من الوقوف عند الباب، والدخول إليه، ومن ثم الإتيان بالأعمال كما في كتب الأدعية والزيارات [١٥]. وقال السيد بن طاووس: إذا أردت أن تمضي إلى السهلة، فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء الآخرة من ليلة الأربعاء، وهو أفضل من غيره من الأوقات، فإذا أتيته فصلّ المغرب ونافلتها، ثم قم فصلّ ركعتين تحية المسجد، قربة إلى الله (تعالى)، فإذا فرغت فارفع يديك إلى السماء وادع ...[١٦].

وصلات خارجية

الهوامش

  1. ابن مشهدی، محمد بن جعفر، فضل الکوفة ومساجدها، ص۱۸
  2. ابن قولویه قمی، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، ص۲۵-۲۶
  3. ابن المشهدي، المزار الكبير، ج 1، ص 132 - 135.
  4. ابن المشهدي، المزار الكبير، ج 1، ص 132 - 135.
  5. الكليني، الكافي، ج 6، ص 669؛ الإربلي، 'كشف الغمة'، ج 3، ص 262
  6. الشيخ الطوسي - مصباح المتهجد - ص 747
  7. الشیخ الطوسی، محمد بن حسن، تهذیب الاحکام، ج۳، ص۲۵۲
  8. المجلسی، محمدباقر، بحار الانوار، ج۹۷، ص۴۳۵، ح۳
  9. الطبرسی، حسین، النجم الثاقب فی احوال الامام الحجة الغائب، ج۲، ص۲۸۵-۲۸۷
  10. الطریحی، محمدسعيد، العتبات المقدسة فی الکوفة، ص۱۷۳-۱۷۴
  11. البراقى نجفى، سیدحسین، تاریخ الکوفه، ص۹۸
  12. البراقى النجفى، سیدحسین، تاریخ الکوفة، ص۵۴-۵۶
  13. الطریحی، محمد سعيد، العتبات المقدسة فی الکوفة، ص۱۵۶
  14. المفيد، المزار، ص 14
  15. القمي، مفاتيح الجنان، أعمال مسجد السهلة
  16. القمي، مفاتيح الجنان، أعمال مسجد السهلة