انتقل إلى المحتوى

جعفر كاشف الغطاء

من ویکي‌وحدت
جعفر كاشف الغطاء
الإسمجعفر بن خضر بن يحيى المالكي الجناجي النجفي
سائر الأسماءجعفر كاشف الغطاء، الشيخ جعفر الكبير
التفاصيل الذاتية
مكان الولادةالعراق، النجف
یوم الوفاة22 رجب
مكان الوفاةالنجف
الأساتذةوحيد بهبهاني، سيد محمد مهدي بحر العلوم، الشيخ محمد مهدي فتوني، وغيرهم...
التلامذةصاحب جواهر، محمد تقى الأصفهاني، سيد محمد باقر الأصفهاني، إبراهيم الكلباسي، سيد صدر الدين العاملي
الدينالإسلام، الشيعة
الآثاركشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء (طبعة قديمة)، الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطيئة الأخباريين، منهج الرشاد لمن أراد السداد، وغيرهم...

جعفر كاشف الغطاء أو جعفر بن خضر بن يحيى المالكي الجناجي النجفي المعروف بـجعفر كاشف الغطاء وُلد في عام 1154 هـ في مدينة النجف الأشرف. كان فقيهًا ومجتهدًا شيعيًا ومن مراجع التقليد المقيمين في النجف في أوائل القرن الثالث عشر الهجري. ينحدر نسبه إلى إبراهيم (قائد جيش مختار الثقفي) ابن مالك الأشتر النخعي (قائد جيش الإمام علي).[١] من أهم مؤلفات كاشف الغطاء كتابه الشامل "كشف الغطاء". كان الشيخ جعفر كاشف الغطاء تلميذًا لـمحمد باقر وحيد بهبهاني وسيد محمد مهدي بحر العلوم، ويُعد من أبرز المعارضين لـالوهابية.

الحياة العلمية

بدأ الشيخ جعفر كاشف الغطاء دراسة العلوم الدينية منذ طفولته، حيث تلقى العلوم الأولية على يد والده الشيخ خضر الحلي، ثم استفاد من كبار العلماء مثل وحيد بهبهاني، سيد مهدي بحر العلوم، الشيخ محمد تقى دورقي، سيد صادق فحام وغيرهم.[٢]

يُعتبر من العلماء الفقهاء والمجتهدين العظام في المذهب الشيعي، وقد لُقّب بألقاب مثل «الشيخ الأكبر»، «الشيخ النجفي»، «شيخ الفقهاء» و«صاحب كشف الغطاء». له مكانة علمية وعملية رفيعة ذُكرت في كتب التراجم.[٣] اشتهر بلقب "كاشف الغطاء" نسبةً إلى تأليفه كتاب "كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء"، وقد كتب هذا الكتاب أثناء سفره، وكان معه فقط قواعد العلامة الحلي أو شرح القواعد وأحد الكتب الفقهية. يُعد هذا الكتاب أفضل معرّف لمقامه العلمي العالي، ويعكس كثرة علمه وفهمه وجودة فكره وحسن ذوقه وشمولية إلمامه بالعلوم الدينية. نقل عن الشيخ مرتضى الأنصاري قوله: «من أدرك قواعد أصول هذا الكتاب جيدًا فهو عندي مجتهد مسلّم.»[٤] بعد وفاة بحر العلوم، تولى القيادة الدينية للشيعة في العراق وإيران ودول أخرى، وزادت شهرته ونفوذه الاجتماعي والسياسي، وأصبح مرجع تقليد للشيعة في العالم.[٥]

الأساتذة

استفاد كاشف الغطاء أولاً من علم والده، ثم تلمذ على يد الشيخ محمد تقى دورقي وسيد صادق فحام. قضى معظم فترة دراسته في محضر الشيخ محمد مهدي فتوني العاملي النجفي. ومن أساتذته البارزين أيضًا محمد باقر بهبهاني وسيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي.[٦]

التلاميذ

ربى كاشف الغطاء العديد من التلاميذ في حقل العلم والمعرفة، ومنهم علماء بارزون في العالم الشيعي، ومنهم أبناؤه الثلاثة: الشيخ موسى، الشيخ علي، الشيخ حسن، وكذلك الشيخ أسد الله التستري الكاظمي صاحب "المقاييس"، الشيخ محمد تقى الرازي صاحب "حاشية المعالم"، السيد صدر الدين العاملي، السيد جواد العاملي صاحب "مفتاح الكرامة"، الشيخ محمد حسن النجفي صاحب "جواهر الكلام"، السيد محمد باقر صاحب "الأنوار"، الحاج محمد إبراهيم الكرباسي صاحب "الإشارات"، الشيخ قاسم محيي الدين العاملي النجفي، ملا زين العابدين السلماسي، الشيخ عبد الحسين الأعسم، السيد باقر القزويني، آقاجمال وغيرهم من العرب والفرس.[٧]

آراء العلماء في الشيخ جعفر

وصف صاحب "مفتاح الكرامة" الشيخ جعفر كاشف الغطاء بقوله: «الشيخ الأكبر أفقه المتأخرين المحقق المدقق، الشيخ جعفر صاحب كتاب كشف الغطاء الذي اشتهر لتأليفه هذا الكتاب العظيم في فنه المتقن وبيانه المبتكر في كثير من آرائه بـ"كاشف الغطاء". الشيخ الأكبر، أفقه العلماء المتأخرين، محقق دقيق...»[٨]

كتب حسن عيسى حكيم في كتاب "تاريخ النجف" عن شخصية كاشف الغطاء العلمية: «هو عندي مجتهد.»[٩]

وأشاد الأستاذ المرحوم ميرزا حسين نوري، صاحب "مستدرك الوسائل"، بكاشف الغطاء قائلاً: «صحيح أن في كل عصر علماء كبارًا قل نظيرهم في العلم والتقوى، لكن اليوم الحديث عن شخصية عظيمة القدر والمرتبة، التي بشكتابها القيم "كشف الغطاء" فتحت أبواب الفقه وصعوباته، كالسفينة التي تخترق زبد البحر. اسمه جعفر بن الشيخ خضر جناجي النجفي، المعروف بـ"كاشف الغطاء".»[١٠]

نقل الشيخ الأنصاري في "المكاسب المحرمة" عبارة عن الشيخ جعفر كاشف الغطاء بـ"بعض الأساطين"، مما يدل على مكانته العالية عند كبار العلماء مثل الشيخ الأنصاري.[١١]

آراء الشيخ كاشف الغطاء

في كتابه "منهج الرشاد لمن أراد السداد"، بيّن الشيخ جعفر كاشف الغطاء آراء الشيعة حول المسائل الخلافية والشبهات، وقدم أجوبة متينة، وفيما يلي موجز لأهم آرائه:

الكفر

قسم الشيخ جعفر الكفر إلى عدة أنواع:

  • كفر الإنكار: كإنكار وجود الله، إثبات وجود إله غير الله، إنكار المعاد والنبوة، وهو أشد أنواع الكفر؛
  • كفر الشرك: بإثبات شريك لله الواحد القهار، أو إثباته للنبي المختار؛
  • كفر الشك: بالشك في أحد الأصول الثلاثة للإسلام، شكا لا مكان له سوى في ذهن الإنسان؛
  • كفر الهتك: بهتك حرمة، مثل التبول على القرآن أو الكعبة أو سب خاتم الأنبياء؛
  • كفر الجحود: إنكار الأصول الإسلامية باللسان مع الإيمان بها في القلب؛
  • كفر النفاق: الإيمان بالقلب مع إنكار اللسان؛
  • كفر العناد: الإقرار باللسان والإيمان بالقلب مع رفض عبودية الله، كالتمرد على الله كما إبليس؛
  • كفر النعمة: التقليل من نعم الله وعدم الاعتراف بها؛
  • كفر إنكار الضروريات: كإنكار الصلاة والصوم والحج؛
  • كفر في الخلق: نسب الخلق إلى غير الله.

بعد بيان أنواع الكفر، نقل روايات تدل على كفر تاركي بعض الواجبات، وذكر أن القليل من الذنوب برئ من إطلاق اسم الكفر عليها.[١٢] نقل حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القائل باستمرار القتال ما دام الشهادتان تُلفظ بهما، ونقض بذلك آراء الوهابية، وذكر أن النبوة قالت إن نسبة المسلم إلى الكفر كفر.[١٣]

العبادة

العبادة التي لا تجوز إلا لله، ومن يعبد غير الله كفر، لكن ليس كل خشوع وخضوع عبادة. فإن العبادة هي الطاعة التي تستحق لله وحده، والطاعة لبعض خلق الله باعتبار أنهم ذوو تدبير واختيار دون نسبة ذلك لله هي التي تُعد كفرًا.[١٤]

الذبح لغير الله

لا شك أن من يذبح لغير الله من باب العبادة خارج من دائرة الإسلام، سواء أكان يعتقد بألوهية الأصنام أو يقصد بها التقرب إلى الله.[١٥] أما من يذبح نيابة عن الأنبياء أو الأولياء أو المؤمنين ليُهدي لهم الثواب، فهذا فيه أجر عظيم، وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه ذبح وقال: «اللهم هذا مني ومن أمتي الذين لا يذبحون».[١٦]

القسم لغير الله

لا خلاف بين المسلمين في أن القسم لغير الله كما يجب أن يكون مسببًا للخروج من الإسلام، لكن مجرد التأكيد لا يوجب الكفر، لأن القسم لغير الله ورد في كلام الصحابة والتابعين.[١٧]

الاستغاثة

الاستغاثة بالمخلوقات مع الاعتقاد باستقلالها تدخل في الكفر، أما طلب الشفاعة والدعاء فلا بأس به، وهو طلب الدعاء والشفاعة فقط.[١٨]

التوسل

التوسل سنة من سنن الأنبياء والسلف الصالح، وقد ثبت ذلك بالأخبار والروايات، ومنها توسل آدم (عليه السلام) للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).[١٩]

الشفاعة

الشفاعة نوع من الدعاء والرجاء، وهي من خصائص الأنبياء والأولياء، ولا تجب بالضرورة، بل هي من منن الله، ولا تتم إلا بإذنه.[٢٠] والشفاعة في الدنيا طلب دعاء من الأنبياء والأولياء، وهي جائزة، سواء للأحياء أو الأموات.[٢١]

المؤلفات

خاض الشيخ جعفر كاشف الغطاء معركة فكرية وعملية ضد الوهابية، ودافع شخصيًا عن مدينة النجف ضد هجماتهم، مسلحًا العلماء والطلاب والشعب، وأمر ببناء سور حول المدينة لحمايتها.[٢٢] كما ألف كتاب "منهج الرشاد لمن أراد السداد" لنقد آراء الوهابية.

له مؤلفات عديدة في الفقه والأصول والكلام، أبرزها:

  • "كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء"؛
  • "منهج الرشاد لمن أراد السداد" (الرد على الوهابية)؛
  • "ثبات الفرقة الناجية بين الفرق الإسلامية"؛
  • "أحكام الأموات"؛
  • "بغية الطالب في معرفة المفروض والواجب"؛
  • "الحق المبين في تصويب المجتهدين وتخطيئة جهال الأخباريين"؛
  • شرح قواعد العلامة الحلي (حتى باب الخيارات)؛
  • "العقائد الجعفرية".[٢٣]

يُعد "منهج الرشاد لمن أراد السداد" أول كتاب من علماء الشيعة في الرد على عقائد محمد بن عبدالوهاب، حيث جمع فيه مؤلفه عقائد محمد بن عبدالوهاب وناقشها. كتب هذا الكتاب ردًا على رسالة عبد العزيز بن محمد بن سعود[٢٤] التي اتهم فيها الشيعة بالشرك. استخدم الشيخ جعفر في كتابه أسلوبًا علميًا وأدبيًا راقيًا، مخاطبًا عبد العزيز بتعبيرات ودية مثل "أخي"، وحلف عليه.[٢٥] واعتمد في حججه على روايات أهل السنة الستة فقط.

يحتوي الكتاب على مقدمة وثلاثة أقسام: المقدمة فيها ثلاثة فصول تتناول النية، اختلاف ظواهر الآيات والروايات، ومقياس التمييز في الأمور المشبهة. أما المقاصد فتشمل ثمانية مواضيع: 1. أقسام الكفر؛ 2. معنى العبادة؛ 3. الذبح لغير الله؛ 4. النذر لغير الله؛ 5. القسم لغير الله؛ 6. الاستغاثة؛ 7. التوسل؛ 8. الشفاعة.

وخاتمة الكتاب تتضمن أربعة أبواب:

  • الحياة بعد الموت؛
  • زيارة القبور؛
  • التبرك بالقبور وما شابه؛
  • بناء القبور.[٢٦]

قال كاشف الغطاء في رسالته: لا شك أن من يذبح حيوانًا لغير الله بقصد العبادة خارج من دائرة المسلمين، مثل المشركين الذين يذبحون للأصنام، سواء كانوا يؤمنون بألوهية تلك الأصنام أو يقصدون بها التقرب إلى الله، لأن هذا الذبح عبادة لغير الله. أما من يذبح نيابة عن الأنبياء أو الأوصياء أو المؤمنين ليُهدي لهم الثواب، فهذا له أجر عظيم، ولا يوجد مسلم يذبح حيوانًا ويذكر اسم النبي أو الوصي أو عبد صالح إلا بنية إهداء الثواب لهم.[٢٧]

الوفاة

توفي الشيخ جعفر كاشف الغطاء بعد حياة مليئة بالخدمة للمذهب والأمة الإسلامية في عام 1227 أو 1228 هـ في مسقط رأسه النجف الأشرف، بعد أن عاش سبعة وأربعين عامًا مباركة، ودفن في حي العمارة.[٢٨]

الهوامش

  1. أمين، سيد محسن، أعیان الشيعة، ج4، ص99
  2. حبيب آبادي، محمد علي، مكارم الآثار في أحوال رجال القرنين 13 و14، ج3، ص854.
  3. مدرس تبريزي، محمد علي، ريحانة الأدب، ج5، ص24.
  4. مدرس تبريزي، محمد علي، ريحانة الأدب، ج5، ص24 و25.
  5. أمين، سيد محسن، أعیان الشيعة، ج4، ص100.
  6. نفس المصدر، ص103؛ مدرس تبريزي، محمد علي، ريحانة الأدب، ج5، ص24؛ حبيب آبادي، محمد علي، مكارم الآثار، ج3، ص853 و854.
  7. أمين، سيد محسن، أعیان الشيعة، ج4، ص103 و104؛ مدرس تبريزي، محمد علي، ريحانة الأدب، ج5، ص24.
  8. حسيني عاملي، سيد جواد، مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة للفقیه، تحقيق: محمد بافر، خالصي، ناشر: آل البيت عليهم السلام، قم، بدون تاريخ، ج1، ص3.
  9. حكيم، حسن عيسى، المفصل في تاريخ النجف الأشرف، 10 مجلدات، المكتبة الحيدرية - إيران - قم، الطبعة الأولى، 1427 هـ، ج5، ص98.
  10. خاتمة مستدرك الوسائل.
  11. الأنصاري، الشيخ مرتضى، المكاسب المحرمة، تحقيق: محمد جواد رحمتي، دار الذخائر، قم 1411 هـ، ج1، ص56.
  12. كاشف الغطاء، جعفر، ترجمة منهج الرشاد لمن أراد السداد، ص55.
  13. كاشف الغطاء، جعفر، ترجمة منهج الرشاد لمن أراد السداد، ص56.
  14. كاشف الغطاء، جعفر، ترجمة منهج الرشاد لمن أراد السداد، ص65.
  15. كاشف الغطاء، جعفر، ترجمة منهج الرشاد لمن أراد السداد، ص68.
  16. نفس المصدر، ص68.
  17. نفس المصدر، ص76.
  18. نفس المصدر، ص83.
  19. نفس المصدر، ص93.
  20. نفس المصدر، ص94.
  21. نفس المصدر، ص98.
  22. أمين، سيد محسن، أعیان الشيعة، ج4، ص100 و101.
  23. أمين، سيد محسن، أعیان الشيعة، ج4، ص104.
  24. ثاني حكام الدولة السعودية الأولى من 1765 إلى 1803، حفيد سعود.
  25. كاشف الغطاء، جعفر، منهج الرشاد لمن أراد السداد، تحقيق: د. جودت القزويني، مركز الأبحاث العقائدية، ص7.
  26. كاشف الغطاء، جعفر، منهج الرشاد لمن أراد السداد، ص121 و122.
  27. نفس المصدر، ص80 و83.
  28. "الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء"، في مجموعة فقهاء الشيعة المعروفين، عقّيقي بخشايشي، ص315.