قوافل إنسانية للمساعدة في غزة
قوافل إنسانية للمساعدة في غزة، هو عنوان فعاليات نظمها ناشطون في حقوق الإنسان وأحرار بعد الحصار البحري على غزة عام 2007م من قبل إسرائيل، بهدف كسر الحصار الظالم على غزة وتوصيل المساعدات الضرورية لسكانها منذ عام 2008م وحتى الآن. هذه المهمات الإنسانية التي لا تحمل أهدافًا سياسية شهدت مصيرًا مختلفًا خلال العقود الأخيرة، ففي عام 2008م فقط، نجحت 5 مهمات انطلقت من قبرص في الدخول بحريًا إلى غزة وكسر الحصار الإسرائيلي. القوافل التالية مثل: سفينة المروة، سفينة روح الإنسانية، أسطول الحرية (الذي يضم مافي مرمرة وخمس سفن أخرى)، سفينة راشيل كوري، أسطول الحرية الثاني، سفينة استل، سفينة ماريان، أسطول الحرية الثالث، أسطول العدالة لفلسطين، سفينة زيتون (سفينة النساء لغزة)، سفينة العودة (The return)، سفينة الضمير (Conscience)، سفينة مادلين، وسفينة حنظلة، لم يكن لها مصير سوى توقيفها من قبل إسرائيل وحتى استشهاد بعض أفرادها على يد هذا النظام الغاصب. بعد توقيف هذه القوافل الفردية، شكلت تجارب الحركات الفردية السابقة أسطولًا باسم «الصمود»، وهذه المرة انطلق قافلة كبيرة ومتحدة بدلاً من سفينة واحدة، لزيادة تكلفة المواجهة على الجيش الإسرائيلي وجعل إخفاء الجرائم أكثر صعوبة. رغم احتمال هجوم الجيش الإسرائيلي على هذا الأسطول كما في المرات السابقة ومنعه من الاقتراب من قطاع غزة، إلا أن هذه الخطوة والاتحاد العالمي خلفها تحظى بأهمية خاصة.
التاريخ
بدأت المحاولات لكسر الحصار البحري على غزة منذ عام 2007م، حين فرض النظام الصهيوني الحصار الكامل. هذا الحصار منع سكان غزة من الوصول إلى المياه المفتوحة وتلقي المساعدات الحيوية. خلال العقود الأخيرة، نفذت عدة بعثات بحرية للمساعدة في غزة، كل منها كان له مصير مختلف.
إرسال القوافل البحرية إلى غزة
- السنة: 2008م؛
- 5 مهمات ناجحة من قبرص إلى غزة؛
- مشاركة ناشطين في حقوق الإنسان، أعضاء برلمانات، صحفيين؛
- أول دخول بحري إلى غزة بعد بدء الحصار.
سفينة المروة
- تاريخ التوقيف: ديسمبر 2008م؛
- التفاصيل: كانت هذه السفينة الليبية أول محاولة بحرية لكسر حصار غزة وكانت تحمل مساعدات إنسانية. واجهت تهديدًا من الأسطول الإسرائيلي قرب سواحل غزة؛
- النتيجة: اضطرت للعودة ولم تصل إلى غزة.
سفينة روح الإنسانية
- السنة: 2009م؛
- المنشأ: قبرص؛
- المحملة: مساعدات طبية وألعاب؛
- الركاب: 21 شخصًا من دول مختلفة؛
- النتيجة: توقيف في المياه الدولية، وإعادة الركاب إلى قبرص.
أسطول الحرية (بما في ذلك مافي مرمرة وخمس سفن أخرى)
في إطار كسر الحصار البحري الذي يمنع إرسال المعدات والطعام إلى سكان قطاع غزة، تشكل «قافلة حرية غزة» المكونة من ثماني سفن تحمل أكثر من 700 مسافر من 40 دولة حول العالم، وتهدف إلى جذب انتباه المجتمع الدولي نحو قطاع غزة. في 31 مايو 2010م، عند اقتراب قافلة حرية فلسطين من منطقة الحصار البحري، هاجم كوماندوز الجيش الصهيوني الأسطول بطائرات هليكوبتر وقوارب سريعة، حيث ألقوا قنابل دخانية وصوتية على المدنيين في سفينة مافي مرمرة، ثم أطلقوا النار عشوائيًا واستعملوا القوة لاحتجاز سفن القافلة، مما أدى إلى استشهاد عشرة ركاب من سفينة «مافي مرمرة» وهم من مواطني تركيا.
- تاريخ التوقيف: 31 مايو 2010؛
- التفاصيل: شمل هذا الأسطول ست سفن (بما في ذلك مافي مرمرة التابعة لمؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية) وكانت تحمل أكثر من 600 ناشط ومساعدات إنسانية. تعرض الأسطول لهجوم من كوماندوز إسرائيليين في المياه الدولية؛
- النتيجة: مقتل 10 نشطاء وإصابة العشرات. تم احتجاز السفن ونقلها إلى ميناء أشدود.
سفينة راشيل كوري
- تاريخ التوقيف: 5 يونيو 2010م؛
- التفاصيل: انطلقت هذه السفينة من أيرلندا منفردة عن أسطول الحرية وكانت تحمل مساعدات إنسانية؛
- النتيجة: توقيفها من قبل البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية ونقلها إلى ميناء أشدود. تم اعتقال الركاب ثم ترحيلهم.
أسطول الحرية الثاني
- تاريخ التوقيف: يوليو 2011م؛
- التفاصيل: كانت هذه السفينة الفرنسية الوحيدة من أسطول الحرية الثاني وتحمل 17 ناشطًا وتمكنت من التوجه نحو غزة بعد إعلان مقصدها الأول مصر؛
- النتيجة: توقيفها من قبل البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية ونقلها إلى أشدود. تم اعتقال الركاب وترحيلهم.
سفينة استل
- السنة: 2012م؛
- المنشأ: السويد؛
- المحملة: أسمنت، ورق، معدات تعليمية؛
- الركاب: من الدول الإسكندنافية، كندا، الأراضي المحتلة؛
- النتيجة: توقيفها من قبل البحرية الإسرائيلية؛
- التداعيات: ردود فعل سياسية واسعة في أوروبا وإدانة تل أبيب.
سفينة ماريان وأساطيل الحرية الثالث
- تاريخ التوقيف: 29 يونيو 2015م؛
- التفاصيل: انطلقت هذه السفينة ضمن أسطول الحرية الثالث وكانت تحمل مساعدات إنسانية؛
- النتيجة: توقيفها في المياه الدولية على بعد حوالي 100 ميل بحري (185 كيلومترًا) من سواحل غزة ونقلها إلى أشدود. تم اعتقال الركاب وبعضهم أُفرج عنه بعد ستة أيام.
أسطول العدالة لفلسطين
- تاريخ التوقيف: 29 يوليو 2018م؛
- التفاصيل: كانت هذه السفينة جزءًا من أسطول العدالة لفلسطين وتحمل مساعدات إنسانية؛
- النتيجة: توقيفها في المياه الدولية من قبل البحرية الإسرائيلية. أفاد بعض الناشطين بتعرضهم للضرب أو استخدام أسلحة كهربائية. تم اعتقال الركاب وترحيلهم.
سفينة الحرية (أسطول العدالة لفلسطين)
- تاريخ التوقيف: 3 أغسطس 2018م؛
- التفاصيل: كانت هذه السفينة أيضًا جزءًا من أسطول العدالة لفلسطين وتحركت مع سفينة العودة؛
- النتيجة: توقيفها في المياه الدولية من قبل البحرية الإسرائيلية. تم اعتقال الركاب وترحيلهم.
سفينة زيتون (سفينة النساء لغزة)
- السنة: 2016م؛
- الركاب: ناشطات، طبيبات، كاتبات وسياسيات؛
- المنشأ: إسبانيا؛
- النتيجة: توقيف وترحيل الركاب، مع تغطية إعلامية واسعة.
سفينة العودة (The return)
- السنة: 2018م؛
- المنشأ: النرويج؛
- المنظمون: ائتلاف أسطول الحرية؛
- النتيجة: توقيف قبل الوصول إلى غزة واعتقال الناشطين.
سفينة الضمير (Conscience)
انطلقت سفينة «الضمير» في مايو 2025م خفية من مالطا إلى غزة، لكنها تعرضت لهجوم من طائرة مسيرة تابعة للنظام الإسرائيلي فور خروجها من المياه الإقليمية المالطية وتعرضت لأضرار بالغة. نجا ركابها، وكان هذا الحدث أول دليل على الوحشية التي يمارسها النظام الصهيوني تجاه الجهود الإنسانية.
- تاريخ التوقيف: 3 مايو 2025م؛
- التفاصيل: كانت هذه السفينة تابعة لائتلاف أسطول الحرية وكانت تهدف إلى فتح طريق بحري لإرسال المساعدات إلى غزة. تعرضت لهجوم بطائرتين مسيرتين على بعد 14 ميلًا من سواحل مالطا في المياه الدولية؛
- النتيجة: تضررت السفينة بشدة وغرقت جزئيًا، وأصيب أربعة أشخاص، وألغيت الرحلة إلى غزة. حمّل ائتلاف أسطول الحرية إسرائيل مسؤولية الهجوم.
سفينة مادلين
انطلقت سفينة «مادلين» في يناير 2025م (خرداد 1404 هـ) من إسبانيا، وكانت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ على متنها، وتعرضت لهجوم قرب غزة. تم اعتقال جميع ركابها ومصادرة السفينة، وتم ترحيلهم فورًا إلى فرنسا.
- تاريخ التوقيف: 9 يونيو 2025م؛
- التفاصيل: كانت السفينة تحمل مساعدات إنسانية (حليب أطفال مجفف، دقيق، أرز، حفاضات، أطقم طبية وأطراف صناعية للأطفال) و12 ناشطًا من بينهم غريتا تونبرغ وريما حسن؛
- النتيجة: توقيفها في المياه الدولية على بعد حوالي 100 ميل بحري (185 كيلومترًا) من سواحل غزة من قبل البحرية الإسرائيلية. هاجمت القوات الإسرائيلية السفينة أيضًا ونُقلت إلى أشدود. تم اعتقال الركاب وأُفرج عن بعضهم بعد 72 ساعة.
سفينة حنظلة
انطلقت سفينة حنظلة في يوليو 2025م (تیر 1404 هـ) من ميناء سيراكوزا في إيطاليا إلى جاليبولي في تركيا ثم نحو سواحل غزة، وتم توقيفها في المياه الدولية من قبل القوات الإسرائيلية واعتُقل ركابها. سُميت السفينة باسم الشخصية الرمزية «حنظلة» التي ابتكرها الرسام الفلسطيني ناجي علي، والتي تمثل رمز المقاومة وألم الشعب الفلسطيني. أثبتت هذه المحاولات للمنظمين أن إرسال السفن بشكل فردي لن ينجح وأن النظام الصهيوني يوقفها بسهولة، لذا قرروا تشكيل قافلة كبيرة ومتحدة لزيادة التكلفة اللوجستية والسياسية على النظام الصهيوني. هذا النهج الجديد أدى إلى تشكيل «أسطول الصمود العالمي» الذي يضم عشرات السفن ومئات الناشطين من جميع أنحاء العالم.
- التفاصيل: كانت سفينة حنظلة تحمل 21 ناشطًا مؤيدًا لفلسطين يمثلون 12 دولة، منهم أعضاء برلمانات، محامون، صحفيون، منظمات عمالية وناشطون بيئيون؛
- التوقيف: في 27 يوليو 2025م (5 مرداد 1404 هـ)، هاجمت البحرية الإسرائيلية السفينة في المياه الدولية على بعد حوالي 40 ميلًا بحريًا (حوالي 74 كيلومترًا) من سواحل غزة واحتجزتها[١].
أسطول الصمود
في ظل تصاعد الهجمات الوحشية للنظام المحتل على سكان غزة وفي ذروة خذلان وخيانة بعض الدول المدافعة عن حقوق الإنسان والحكومات الإسلامية التي تمنح شرعية لسياسة القمع والحصار على غزة بصمتها وموافقتها المخزية، أبحر الأسطول العالمي «الصمود» نحو قلب غزة. تتألف هذه القافلة البحرية من عشرات السفن ومئات الناشطين من 44 دولة حول العالم، وتهدف إلى كسر الحصار الظالم على غزة وتوصيل المساعدات الضرورية لسكانها، مما يشكل خطوة مهمة نحو إيقاظ ضمائر العالم. هذه الجهود المتكررة لكسر الحصار على غزة لها جذور عميقة، حيث حاول ناشطو حقوق الإنسان مرارًا وتكرارًا كسر الحصار القاسي، لكن النظام الصهيوني منع تحقيق هذه الجهود باستخدام العنف وانتهاك واضح للقوانين الدولية، وحتى على حساب قتل السكان المحليين، منع وصول المساعدات إلى أهل غزة. مع ذلك، أدت تجارب الحركات الفردية السابقة إلى تشكيل أسطول «الصمود»، وهذه المرة انطلقت قافلة كبيرة ومتحدة بدلاً من سفينة واحدة لزيادة تكلفة المواجهة على الجيش الإسرائيلي وجعل إخفاء الجرائم أكثر صعوبة. ورغم احتمال هجوم الجيش الإسرائيلي على هذا الأسطول ومنعه من الاقتراب من قطاع غزة، فإن هذه الخطوة والاتحاد العالمي خلفها يحظيان بأهمية خاصة.
هيكل وأعضاء قافلة الصمود
الأسطول العالمي «الصمود» بمعنى الثبات والمقاومة، هو أكبر قافلة بحرية في العالم تتكون من 50 قاربًا وسفينة صغيرة وكبيرة، وتضم وفودًا من 44 دولة. بدأت هذه القافلة رحلتها من موانئ إسبانيا ومن المقرر أن تنضم سفن أخرى في تونس واليونان لتتحرك بشكل موحد نحو غزة. وفقًا لإعلان أسطول الصمود العالمي، يشارك في هذه القافلة وفود من ست قارات. المشاركون غير مرتبطين بأي حكومة أو حزب سياسي، وهدفهم المشترك هو كسر الحصار وتوصيل المساعدات الحيوية إلى سكان غزة. تنظّم هذه الجهود أربع تحالفات رئيسية هي حركة العالم إلى غزة (GMTG)، ائتلاف أسطول الحرية (FFC)، أسطول صمود المغرب، وصمود نوسانتارا. تضم القافلة مجموعة واسعة من الأفراد من بينهم أطباء، محامون، فنانون وناشطون. من بين أعضاء اللجنة التوجيهية لهذه القافلة الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، والعالمة السياسية ميلاني شويزر، والناشط الفلسطيني سيف أبو كشاك. اضطر المنظمون إلى شراء السفن لأن لا شركة ترغب في تأجيرها خوفًا من مصادرتها من قبل النظام الصهيوني عند الوصول. هذه الجهود الفريدة تعكس يقظة الضمائر العالمية تجاه جرائم النظام المحتل في القدس. الناس من جميع أنحاء العالم، في حين تغض العديد من الحكومات الطرف عن الكارثة، يعملون جاهدين لتخفيف معاناة الفلسطينيين الجرحى.
آراء المشاركين في القافلة
«ديفيد أولسن» ناشط أمريكي على أحد قوارب القافلة يتحدث عن تعاون بلاده مع إسرائيل، ويصف وضع أكثر من مليوني شخص في غزة يعانون من الجوع. وصف أولسن الوضع بـ«الهولوكوست في القرن الواحد والعشرين» وقال إن إرسال الأسلحة إلى مكان يمنع المساعدات الإنسانية أمر غير قانوني. وأكد أن على أمريكا قطع جميع مبيعات ونقل الأسلحة إلى إسرائيل. «دوريس دو بلاك» من الطاقم الطبي في بلجيكا تقول إنهم سيواصلون حتى النهاية ولن يستسلموا أبدًا. تريد من الحكومات أن تتوقف عن دعم الإبادة الجماعية في غزة. تقول دوريس: «سندخل إلى قلب الشعب الفلسطيني. يجب أن يعرفوا أننا قادمون إليهم.» «سامر» عضو أمريكي آخر في فريق الدعم لهذه المهمة يريد مساعدة الفرق البحرية وشعب غزة. يقول إن أمريكا وإسرائيل تخلقان مشاكل لمن يتحدثون ضد جرائم إسرائيل. يقول بشجاعة: «عندما نعلم أننا على حق، لا يوجد سبب للخوف. إسرائيل لا تملك حق الدفاع عن نفسها لأنها تهاجم دولًا أخرى ولا تدافع عن نفسها[٢].
داعمون لقافلة الصمود
أعلن العديد من الشخصيات السياسية والثقافية العالمية دعمهم القاطع لهذه المبادرة عبر رسائل موجهة إلى مديري قافلة الصمود، من بينهم مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق، حفيد نلسون مانديلا، الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، الممثلة الأمريكية سوزان ساراندون، عضو البرلمان البرتغالي ماريانا مورطاغوا، والسياسي الأيرلندي بول مورفي، والعديد من نجوم هوليوود والشخصيات الأوروبية البارزة.
هجوم طائرة مسيرة على قافلة الصمود
وفقًا لتقرير «وائل نوار» عضو قافلة الحرية «صمود»، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية أكبر سفينة في القافلة التي كانت راسية في مدخل ميناء تونس. وفي هذا السياق، أفادت «فرانشيسكا ألبانيز» المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأن الهجوم على أكبر سفينة في القافلة بتونس «يبدو أنه تم بواسطة طائرة مسيرة». قال ناشطو قافلة صمود إنه بعد الهجوم بالطائرة المسيرة، نشب حريق في السفينة التابعة للقافلة في ميناء سيدي بوسعيد في تونس[٣]. لكن حسب تقرير الحرس الوطني التونسي، تشير التحقيقات الأولية إلى أن الحريق في سفينة أسطول الصمود ناجم عن اشتعال سترات النجاة. كما أعلن الحرس الوطني التونسي أنه لم يكن هناك أي عمل عدائي أو استهداف خارجي في حريق سفينة أسطول الصمود. وزارة الداخلية التونسية وصفت التقارير التي تحدثت عن إصابة طائرة مسيرة للسفينة الراسية في ميناء سيدي بوسعيد بأنها لا أساس لها[٤].
توقيف أسطول الصمود بواسطة النظام الصهيوني
مع اقتراب أسطول الصمود (قافلة الصمود)، بحضور ناشطين مدنيين، ومنظمات حقوق الإنسان وشخصيات مستقلة عالمية، وبهدف كسر الحصار الظالم واللاإنساني على قطاع غزة ونقل المواد الغذائية والطبية واللوازم الضرورية إليه، باتجاه قطاع غزة يوم الخميس، بدأ النظام الصهيوني هجماته البحرية لتوقيف أسطول "الصمود" بعد أيام من الملاحقة والمراقبة لسفن هذا الأسطول العالمي. وبناءً على آخر الأخبار والتقارير الواردة، أعلن منظمو ومخططو الأسطول العالمي "الصمود" في عدة بيانات أن النظام الصهيوني، من خلال سلسلة هجمات على سفن هذه القافلة العالمية، وفي المياه الدولية، قام بتوقيف معظم هذه السفن، حيث تم اختطاف واحتجاز حوالي 41 سفينة تحمل أكثر من 443 متطوعاً من 47 دولة بطريقة غير قانونية خلال هذا الهجوم، ونقلوهم إلى ميناء "عسقلان". كما هاجم إيتامار بن غفير، وزير الأمن الداخلي لـإسرائيل خلال زيارته لمعتقل كتسيعوت في صحراء النقب، الناشطين الدوليين في قافلة الصمود واصفاً إياهم بـ"الإرهابيين"[٥].
اختطاف ناشط أمريكي
كريس سمولز، ناشط أمريكي حاضر على متن سفينة "القافلة العالمية للصمود" التي كانت تتحرك لكسر حصار غزة، تعرض صباح اليوم لهجوم سلمي من قبل البحرية الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط وتم اختطافه.
اعتناق الإيطالي الناشط للإسلام
أعلن توماسو بورتولازي، الناشط الإيطالي الذي شارك في «أسطول الصمود العالمي»، اعتناقه الإسلام بعد اعتقاله من قبل القوات العسكرية لنظام الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي. وقال: «بدأت هذه الرحلة بسبب حبي لشعب فلسطين، وكانت تلك اللحظة مناسبة لاتخاذ هذا القرار». وصف بورتولازي اللحظة التي قرر فيها اعتناق الإسلام قائلاً إنه كان في زنزانة مع ثمانية نشطاء مسلمين من تركيا وماليزيا: «في صباح أحد الأيام، بينما كانوا يؤدون الصلاة، اقتحم الشرطة الزنزانة. شعرت أن هذا التصرف غير إنساني، فحاولت المقاومة. كان ذلك انتهاكاً لمعتقداتهم. بعد ذلك، تحدثت مع زملائي في الزنزانة، واقترحوا عليّ أن أقول الشهادتين. في تلك اللحظة، شعرت أن هذه الخطوة صحيحة وأعلنت إسلامي حباً لشعب فلسطين». وأكد هذا الناشط الإيطالي أن أول شيء سيقوم به بعد عودته إلى روما هو زيارة المسجد لتأكيد اعتناقه للإسلام رسمياً. كما دعا حكومته إلى اتخاذ موقف حازم وقال: «يجب على إيطاليا اتخاذ خطوات ملموسة لوقف دعم إسرائيل، بما في ذلك وقف بيع الأسلحة لها». يُعرف توماسو بورتولازي، الملقب بـ«تامي»، بأنه بعد إطلاق سراحه ووصوله إلى تركيا، وصف في فيديو مشترك مع ناشط تركي لحظة اعتناقه للإسلام بأنها «لحظة منحتني السلام واليقين»[٦].
وصول سفينة من أسطول الصمود إلى قطاع غزة
أعلن أحد منظمي الأسطول العالمي للصمود صباح يوم الجمعة أن الأسطول نجح في كسر الحصار البحري على قطاع غزة وأضاف: المهمة قد أُنجزت وتم كسر الحصار. قال رمضان تونج، أحد منظمي الأسطول العالمي للصمود: بعد تجمع كبير لـ 50 سفينة، أوقفت القوات الإسرائيلية الأسطول على بعد 120 ميلًا بحريًا، ونتيجة لهذا الاشتباك، قامت القوات الإسرائيلية بتوقيف بعض سفننا واعتقال المشاركين. وأضاف تونج: مع ذلك، ورغم توقيف معظم السفن من قبل إسرائيل، تمكنت سفينة واحدة من الوصول إلى شاطئ غزة وأتمت مهمتها في تحدي الحصار. وفقًا لمنظمي أسطول الصمود، السفينة التي تقترب من قطاع غزة وعلى بعد حوالي 77 ميلًا بحريًا تُدعى "مارينيتا". في حين أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه في حال اقتراب السفينة من سواحل غزة، سيتم توقيفها. وأضافت الوزارة أن هناك سفينة أخرى من الأسطول في طريقها إلى مسافات بعيدة وإذا اقتربت سيتم توقيفها[٧].
ردود الفعل على هجوم إسرائيل على أسطول الصمود
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية
أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية إيران بشدة الهجوم المتكرر لـالنظام الصهيوني على القافلة البحرية للصمود واعتقال مؤيدي الشعب المظلوم في غزة. وأشاد المتحدث بالإجراء الإنساني للناشطين والجماعات الشعبية من دول مختلفة في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم ومحاولة كسر الحصار الظالم على قطاع غزة، واصفاً هجوم النظام الصهيوني على هذه القافلة بأنه انتهاك صارخ للقواعد الدولية وعمل إرهابي. كما أشار المتحدث إلى استمرار التطهير العرقي وقتل الأبرياء في غزة، مؤكداً مرة أخرى المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية لجميع الحكومات لوقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين ومحاسبة المجرمين، ودعا إلى تحرك عاجل للمجتمع الدولي في هذا الصدد.
مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية
نص البيان كما يلي:
قافلة الصمود رمز صمود الشعوب الحرة في وجه الظلم والجريمة وحركة شجاعة لدعم فلسطين ومواجهة الحصار اللاإنساني على شعب غزة المظلوم. النظام الصهيوني الحيواني القذر كشف عن طبيعته الشنيعة أكثر من أي وقت مضى بهجومه على الشعب السلمي الباحث عن العدالة. يدعم مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية في البلاد هذه الحركة الإنسانية ويدين النظام الصهيوني القاتل للأطفال، ويدعو المصلين في صلاة الجمعة هذا الأسبوع في جميع أنحاء البلاد لإعلان دعمهم لقافلة الصمود ولإدانة الهجوم الوحشي عليها، وللتعبير عن غضبهم واحتقارهم لعصابة المجرمين الصهاينة بصيحات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا".
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس بيانًا ردًا على اعتقال عناصر أسطول الصمود في الأراضي المحتلة وحضور إيتامار بن غفير، الوزير المتطرف في النظام الصهيوني، بين المعتقلين واصفًا إياهم بالإرهابيين، حيث أكد أن حضور بن غفير الفاشي في مكان اعتقال المؤيدين الدوليين الذين كانوا في الأسطول العالمي للصمود ومحاولته تهديدهم وإذلالهم يعكس مدى الغطرسة والانحطاط الأخلاقي والسياسي الذي وصل إليه قادة النظام الصهيوني الإجرامي. وصفت حماس هذا الإجراء بأنه محاولة يائسة من تل أبيب للتظاهر بالنصر على المؤيدين غير المسلحين، في حين أن النظام الفاشي الصهيوني يزداد عزلة على المستوى العالمي يومًا بعد يوم. وأضاف البيان أن وصف هؤلاء المؤيدين بـ"الإرهابيين" فقط بسبب محاولتهم إيصال الحليب والمواد الغذائية للأطفال وشعب غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية والجوع المنهجي، يستوجب إدانة عالمية ودولية لهذا النظام وسلوك جيشه الفاشي والضغط عليه لإطلاق سراحهم فورًا. وأعربت حماس عن فخرها بالموقف البطولي الذي أظهره مؤيدو فلسطين بتحدي بن غفير والهتاف "فلسطين حرة" في وجهه، مؤكدة أن هذا الموقف يعكس شجاعة هؤلاء الأشخاص والرسالة الإنسانية السامية التي يحملونها. ودعت حماس الشعوب والمنظمات المدنية في جميع أنحاء العالم إلى تكثيف أنشطة التضامن مع الشعب الفلسطيني وتعزيز حملات المقاطعة والعزلة ضد النظام الصهيوني المتمرد لوقف العدوان وإنهاء جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
تونس
أكد قيس سعيد، رئيس تونس، على ضرورة مضاعفة الجهود لضمان العودة الفورية للتونسيين الذين شاركوا في "أسطول الصمود" وتم اعتقالهم من قبل إسرائيل. وقال سعيد إن الحكومة التونسية لن تتخلى أبدًا عن مسؤولياتها الوطنية، مشيرًا إلى أن تونس ثابتة في مواقفها المبدئية ولا تتزعزع، وأن صوتها مسموع ومحترم في العالم بشأن جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد شعب فلسطين.
تركيا
أعلن رئيس مكتب الاتصالات في رئاسة الجمهورية التركية أن هجوم إسرائيل على أسطول "الصمود" غير مقبول. كما وصفت وزارة الخارجية التركية هذا الإجراء بأنه "إرهابي" يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر، مؤكدة أن أنقرة بدأت جميع الإجراءات اللازمة لإطلاق سراح مواطنيها والمعتقلين الآخرين.
الأمم المتحدة
فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين، وصفت صمت وتواطؤ الدول الغربية في هجوم إسرائيل على أسطول "الصمود" واعتقال المشاركين بأنه أمر مخزٍ.
باكستان
وصف رئيس وزراء باكستان هذا الهجوم بأنه "جبان" ودعا إلى الإفراج الفوري عن جميع الناشطين المعتقلين.
كولومبيا
أدانت وزارة الخارجية الكولومبية إجراء إسرائيل باعتقال ناشطين بينهم مواطنان كولومبيان على متن سفن الأسطول، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم وعن باقي الناشطين.
ماليزيا
أدان رئيس وزراء ماليزيا بشدة هجوم إسرائيل على الأسطول، وقال إن النظام أظهر تجاهلاً كاملاً لحقوق شعب فلسطين والضمير العالمي من خلال منعه تنفيذ مهمة إنسانية إلى غزة. وأكد أن ماليزيا ستستخدم كل الوسائل القانونية لمحاسبة إسرائيل.
فنزويلا
وصفت وزارة خارجية فنزويلا هذا الهجوم بأنه "قرصنة بحرية جبانة" ورأت أن حصار المساعدات الإنسانية هو أداة حرب لاستمرار الإبادة الجماعية وتجويع شعب فلسطين. وأكدت الوزارة تضامنها الكامل مع شعب فلسطين والناشطين الذين خاطروا بحياتهم دفاعًا عن الإنسانية.
تظاهرات واسعة في مدن مختلفة حول العالم
في مدن مختلفة في أوروبا والعالم العربي مثل برشلونة، روما، ميلانو، أثينا، بروكسل، باريس، برلين، إسطنبول وتونس، تُقام تظاهرات واسعة تدين جريمة إسرائيل وتدعم أسطول "الصمود"[٨].
حركة احتجاجية
بالتزامن مع توقيف أسطول الصمود، تحركت 45 سفينة مدنية من ميناء أرسوز تركيا باتجاه البحر الأبيض المتوسط للانضمام إلى هذه القافلة. في الواقع، هذا رد احتجاجي يتطور إلى حركة شاملة في العالم، وبالإضافة إلى كونه احتجاجًا ضمنيًا على مواقف الحياد التي تتخذها الحكومات تجاه حصار غزة، فقد جعل الرأي العام العالمي يقتنع بأن إسرائيل نظام فصل عنصري. ومع ذلك، وبسبب وجود شخصيات إعلامية معروفة في هذه القافلة، فإن دخول هؤلاء إلى قطاع غزة وتوثيق جرائم الحرب المرتكبة سيكون هزيمة أخرى لهم[٩].
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ نظرة على السفن التي احتجزتها إسرائيل في محاولة كسر حصار غزة الذي دام 18 عامًا، موقع جافان الإخباري.
- ↑ كيف تشكلت قافلة «صمود»؟، موقع صحيفة فرهيختگان .
- ↑ هجوم طائرة بدون طيار صهيونية على أكبر سفينة في قافلة «الصمود»، شبكة العالم.
- ↑ هجوم طائرة بدون طيار على سفينة أسطول كسر الحصار عن غزة في سواحل تونس، موقع وكالة تسنيم.
- ↑ هجوم على قافلة "الصمود"؛ جريمة ضد الإنسانية، موقع وكالة أنباء الدفاع المقدس.
- ↑ فعال ایتالیایی ناوگان صمود، مسلمان شد، تارنمای باشگاه خبرنگاران جوان.
- ↑ وصول سفينة من قافلة الصمود إلى ساحل غزة / إسرائيل توقفت عن 41 سفينة و400 شخص، موقع تحليلي إيراني.
- ↑ ردود الفعل الدولية على هجوم النظام الصهيوني على أسطول "الصمود"، موقع مشرق نيوز الإخباري التحليلي.
- ↑ إجماع عالمي على الصمود ضد إسرائيل، موقع صحيفة فرهيختگان.
المصادر
- نظرة على السفن التي تم توقيفها من قبل إسرائيل في محاولة لكسر حصار غزة الذي دام 18 عامًا، موقع جافان الإخباري، تاريخ النشر: 27 يوليو 2025، تاريخ الاطلاع: 13 سبتمبر 2025.
- هجوم طائرة مسيرة صهيونية على أكبر سفينة في قافلة "الصمود"، شبكة العالم، تاريخ النشر: 9 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 13 سبتمبر 2025.
- هجوم طائرة مسيرة على سفينة أسطول كسر حصار غزة في سواحل تونس، وكالة تسنيم الإخبارية، تاريخ النشر: 9 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 13 سبتمبر 2025.
- كيف تشكل أسطول "الصمود"؟، موقع صحيفة فرهيختگان، تاريخ النشر: 6 سبتمبر 2025، تاريخ الاطلاع: 13 سبتمبر 2025.
- هجوم على قافلة "الصمود"؛ جريمة ضد الإنسانية، موقع وكالة أنباء الدفاع المقدس، تاريخ النشر: 3 أكتوبر 2025، تاريخ الاطلاع: 4 أكتوبر 2025.
- وصول سفينة من قافلة الصمود إلى ساحل غزة / إسرائيل توقفت عن 41 سفينة و400 شخص، موقع تحليلي إيراني، تاريخ النشر: 3 أكتوبر 2025، تاريخ الاطلاع: 4 أكتوبر 2025.
- ردود الفعل الدولية على هجوم النظام الصهيوني على أسطول "الصمود"، موقع مشرق نيوز الإخباري التحليلي، تاريخ النشر: 3 أكتوبر 2025، تاريخ الاطلاع: 4 أكتوبر 2025.






