انتقل إلى المحتوى

آدم

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٥:٤٠، ٤ نوفمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (نقل Negahban صفحة آدم ابوالبشر إلى آدم دون ترك تحويلة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

آدم (عليه السلام) أبوالبشر هو أول نبي إلهي وأب البشر. فقد خلقه الله من التراب، وعلمه الأسماء، ثم أمر الملائكة بالسجود له. كما أشار القرآن إلى قصة هبوط آدم وزوجته من الجنة.

موضوع آدم وخلقه في الإسلام ذو أهمية كبيرة. يُعتبر آدم أول نبي من وجهة نظر الإسلام، وعندما يريد المسلمون الإشارة إلى بداية ونهاية النبوة يستخدمون عبارة من آدم إلى خاتم. كل ما ورد عن آدم في كتب التفسير، الحديث، التاريخ والأدب مبني على آيات القرآن الكريم. ورد اسم آدم في القرآن الكريم 25 مرة، وقد ذُكر تفصيل خلقه في سور البقرة، الأعراف، الحجر، الإسراء، طه، والصاد.

سبب التسمية

آدم يعني التراب الأحمر؛ فقد خُلق من مادة أرضية وأصبح كائنًا حيًا. أداما كلمة عبرية تعني التراب أو الأرض الصالحة للزراعة، وهي أصل اشتقاق اسم آدم[١].

في حديث من الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في جواب عن سبب تسمية آدم وحواء، جاء فيه: «```إنما سُمّي آدم آدمًا لأنه خُلق من أديم الأرض```.[٢]». سُمي آدم آدمًا لأنه خُلق من أديم (قشرة) الأرض.

آدم خليفة الله

كلمة خليفة في هذه الآية التي يقول فيها الله: "إني جاعل في الأرض خليفة"[٣]، ماذا تعني؟ لدى المفسرين آراء متعددة، لكن الغالبية يرون أن آدم هو خليفة الله في الأرض. وردت روايات مختلفة في هذا الشأن، لكن الخلاصة أن المفسرين يتفقون على كونه خليفة لله[٤].

حوار الله مع الملائكة حول خلق آدم

في حوار الله مع الملائكة حول خلق آدم، قال الملائكة لربهم: "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟"[٥] كيف علم الملائكة أن البشر سيقعون في هذين البلاءين؟ قدم المفسرون روايات وأقوالًا مختلفة لا يمكن استخراج أكثر من نتيجة أو اثنتين منها.

يروي الطبري العديد من الروايات، ويصنف الأقوال كما يلي: - قال بعضهم إن الجن كانوا في الأرض قبل البشر، وكانوا يفسدون ويسفكون الدماء، فقارن الملائكة مصير آدم وذريته بهم. - قال آخرون إن الله أخبر الملائكة بأنه سيجعل خليفة في الأرض، فسألوا كيف سيكون؟ فأخبرهم بأنه سيفسد ويسفك الدماء، فسألوه لماذا تخلقه؟ فأجاب بأن في طبيعة البشر الكثير من الخير الذي لا يعلمونه. - قال بعضهم إن الله أعطى الملائكة بعض المعلومات عن آدم قبل خلقه، وأخفى معلومات أخرى، فطرحوا سؤالهم بناءً على ما علموه فقط[٦].

يقول فضل بن حسن الطبرسي إن هناك ثلاثة أقوال في هذا الشأن: 1. كان الجن في الأرض قبل البشر، وفسدوا وسفكوا الدماء، وقارن الملائكة ذلك بمصير البشر. 2. قال الملائكة هذا السؤال فقط استفهامًا، أي: هل سيكون هناك فساد وسفك دماء بين نسل آدم أم لا؟ 3. أخبرهم الله بذلك، لكنه أخفى فوائد خلق آدم ليزدادوا يقينًا بحكمته وعلمه[٧].

نفخ روح الله في آدم

في سور الحجر والصاد يقول الله: "ونفخنا فيه من روحنا". في مواضع أخرى (حول آدم وعيسى) يُنسب الروح إلى الله. ماذا يعني نسب الروح إلى الله؟ للمفسرين إشارات في هذا الموضوع.

يرى هؤلاء أن النفخ يعني جعل الهواء يتحرك في شيء، وهنا يعني إحياء آدم بمنحه الحياة. نسب الروح إلى الله هو تكريم لآدم.[٨] الله سبحانه نسب روح آدم إليه تشريفًا له[٩]، وقصد الآية أن الله خلق النفس الإنسانية التي تتعلق بالجسد، وليس بمعنى دخول شيء مثل الهواء إلى جسم الإنسان[١٠].

هبوط آدم

هبط آدم (عليه السلام) وزوجته حواء بعد أكلهما من الشجرة المحرمة، مع الشيطان، من الجنة إلى الأرض. هناك آراء مختلفة حول نوع الجنة وكيفية الهبوط وفلسفة الأكل من الشجرة المحرمة. في القرآن والتوراة لم يُحدد مكان الهبوط. في الروايات الإسلامية، قُدمت عدة آراء. وفقًا لرواية منسوبة إلى الإمام علي (عليه السلام), هبط آدم في جبل سرنديب الهند وحواء في جدة[١١]. في تقرير آخر، هبط آدم على جبل الصفا وحواء على جبل المروة، وسُمي الصفا نسبة إلى لقب آدم صفی الله، والمروة نسبة إلى هبوط المرأة (مرأه)[١٢]. أشهر الروايات تفيد أن آدم وحواء هبطا في أرض مكة[١٣]. ولجمع بين الروايات، اعتبر بعضهم أن الهبوط كان على مرحلتين: أولًا في سرنديب ثم في مكة[١٤].

في بعض الروايات، ذُكر هبوط الحجر الأسود من الجنة مع هبوط آدم[١٥]. وروايات أخرى تذكر هبوط الحجر الأسود مطلقًا مع آدم[١٦]. فيما يخص قبول توبة آدم، ورد أن جبريل نزل في الكعبة، ونورها عمّ الحرم، ثم طلب من آدم أن يغتسل في يوم التروية ويحلّ بالإحرام ويبيت في منى، ثم تلقى كلمات من جبريل في عرفات فبها قُبلت توبته وأتمّ مناسك الحج[١٧].

وفاة آدم وحواء

وفقًا لبعض الروايات، تأثر آدم بشدة بوفاة هابيل وبكى عليه أربعين ليلة. أوحى الله إليه أنه سيمنحه ولدًا آخر بدل هابيل، فحملت حواء وأنجبت ولدًا طاهرًا وجميلاً سمّاه شيث أو هبة الله (أي عطية الله). بعضهم يرى أن هبة الله هو الترجمة العربية لاسم شيث العبري.

عندما كبر شيث، وكلفه الله بأن يكون وصي أبيه، وأودع عنده أسرار النبوة وخصائص الأنبياء، وأوصاه بدفنه عندما يموت، قائلاً: "عندما أموت اغسلني وكفنني وصلِّ عليّ وضع جثتي في تابوت. وعندما يحين موتك، سلّم ما علمتك وأودعته عندك لأفضل أولادك."

مدة حياة آدم (عليه السلام) فيها اختلاف، حيث ذكر الأقوام تسع مئة وثلاثين سنة، وتسع مئة وستة وثلاثين سنة، وألف سنة، وألف وعشرين سنة، وألف وأربعين سنة. دُفن آدم في مكة في غار جبل أبو قبيس (بجانب الكعبة). وبعد ألف وخمسمئة سنة، أخرج نوح (عليه السلام) جثمان آدم من الغار وأخذه إلى الكوفة ودفنه في الغري (مدينة النجف الحالية)، كما ورد في زيارة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام):

```السلام عليك وعلى ضريحك آدم ونوح؛``` السلام عليك وعلى آدم ونوح الذين دفنا بجانبك.

بعد وفاة آدم، مرضت حواء لمدة سنة وخمسة عشر يومًا ثم توفيت ودُفنت بجانب آدم[١٨][١٩]. وفي بعض الكتب التاريخية ذُكر أن مدة مرض حواء كانت خمسة عشر يومًا.

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. (التوراة، سفر التكوين 2:7) (قاموس مقدس في الكلمات: «آدم» و«أرض»). حجة التفاسير وبلاغ الإكسير (سيد عبد الحجة بلاغي)، المجلد الثاني تعليق، ص 541.
  2. بحار الأنوار (علامة المجلسي)، ج 11، ص 102.
  3. سورة البقرة آية (30).
  4. الشيخ الطوسي، ج2، ص 165.
  5. سورة البقرة (2): آية 30.
  6. تفسير، ج1، ص 158-166.
  7. الشيخ الطوسي، ج1، ص 74.
  8. الطوسي، ج6، ص 323.
  9. الفخر الرازي، ج19، ص 182.
  10. الطباطبائي، ج12، ص 154.
  11. علل الشرائع، ج2، ص 595؛ كشف الأسرار، ج1، ص 151؛ التفسير الكبير، ج3، ص 27؛ بحار الأنوار، ج11، ص 111؛ ج61، ص 274.
  12. الكافي، ج4، ص 190؛ الميزان، ج1، ص 139.
  13. تفسير العياشي، ج1، ص 36-39؛ تفسير ابن أبي حاتم، ج1، ص 88؛ الكافي، ج4، ص 190.
  14. الميزان، ج1، ص 150.
  15. كمال الدين، ص 294، 298؛ تفسير العز بن عبد السلام، ج3، ص 289.
  16. الكافي، ج4، ص 185؛ علل الشرائع، ج2، ص 318.
  17. تفسير القمي، ج1، ص 44-45.
  18. ما هو معروف بين بعض الناس أن حواء مدفونة في جدة، ولهذا سُميت المدينة بجدة، يبدو أن هذا غير صحيح، لأن كلمة جدة تعني جانب البحر أو النهر، وسبب تسمية المدينة بجدة هو قربها من البحر.
  19. سعد السعود، ص 37.