انتقل إلى المحتوى

الآيات الشيطانية (كتاب)

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٤:٠٢، ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
زهد

الآيات الشيطانية(كتاب)بالإنجليزية: The Satanic Verses هو كتاب مسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) والقرآن الكريم، كتبه سلمان رشدي (مواليد 1947)، وهو كاتب هندي مسلم يحمل الجنسية البريطانية، ويشير عنوان الرواية إلى أسطورة الغرانيق، التي يعتبرها المسلمون رواية غير موثوقة، وتزعم الأسطورة أن النبي (صلى الله عليه وآله) أضاف أثناء تلاوة الآيات 19-20 من سورة النجم عباراتٍ كانت من وساوس الشيطان. أثار نشر الكتاب في 4 أكتوبر 1988 (4 مهر 1367 ش) احتجاجات واسعة من المسلمين والمسيحيين واليهود. واعتبرت الرواية -بحسب العديد من النقاد والقراء- أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) يُشار إليه بعبارة مهينة ("ماهوند")، كما وصفت القرآن الكريم بأنه مزيج من القصص والأساطير والأوهام الشيطانية، كما تضمنت الرواية إساءات لبعض صحابة النبي واتهامات أخلاقية باطلة ضد زوجاته.

بداية الاحتجاجات

أدى نشر الكتاب إلى موجة غضب عارمة في دول مثل الهند، باكستان، إيطاليا، كندا، ومصر، حيث نظم المسلمون مسيرات ضد رشدي وكتابه، وأحرقوا بعض المكتبات التي توزعه. كما أدانت جريدة الفاتيكان الرسمية الكتاب وكاتبه، وطالب الحاخام إفرام شابيرا (زعيم اليهود الأشكناز) بمنع تداوله في إسرائيل.

فتوى الإمام الخميني

في 25 فبراير 1989 (25 بهمن 1367 ش)، أصدر الإمام الخميني (قائد الثورة الإسلامية في إيران) فتوى بإعدام سلمان رشدي، واعتبر أن من يقتله سيكون شهيدًا، كما رُفضت أي توبة محتملة من رشدي، بعد الفتوى، اضطر الكاتب للعيش تحت الحماية السرية، ولم تنفعه اعتذاراته اللاحقة عن إهانة مشاعر المسلمين.

ردود الفعل الثقافية

  • من بين الردود النقدية على الكتاب:
  • كتاب "نقد مؤامرة آيات شيطانية" لعطاء الله مهاجراني.
  • مقالة لنصرالله بورجوادي.
  • كتيبات لكل من محمد صادقي طهراني ومصطفى حسيني طباطبائي.

سلمان رشدي

وُلد سلمان رشدي عام 1947م في بومباي بالهند. تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة تبشيرية مسيحية ناطقة بالإنجليزية، وبعد هجرة عائلته إلى إنجلترا، التحق بجامعة كامبريدج. في عام 1968م، انتقل رشدي إلى باكستان وعمل في التلفزيون، لكنه عاد بعد عام إلى إنجلترا وحصل على الجنسية البريطانية. وُلد رشدي في عائلة مسلمة، وقبل كتابه "آيات شيطانية"، ألف ثلاث روايات أخرى: أطفال منتصف الليل، العار، وآخر تنهد المور. ارتبطت هذه الأعمال الأربعة بثقافة وتاريخ شبه القارة الهندية. ترجم مهدي سحابي رواية العار إلى الفارسية، والتي فازت عام 1985م بجائزة "كتاب العام" في إيران كأفضل رواية أجنبية. بعد فتوى الإمام الخميني بإعدامه، عاش رشدي لسنوات في مخابئ مختلفة بعيدًا عن عائلته.

نشر الكتاب الآيات الشيطانية

صدرت رواية آيات شيطانية لأول مرة في 26 سبتمبر 1988م (4 مهر 1367ش) باللغة الإنجليزية عن دار نشر "بنغوين" في 547 صفحة، ونُشرت منذ ذلك الحين أكثر من 140 مرة بلغات مختلفة كالعربية والإسبانية والألمانية والصينية والروسية والفارسية. فازت الرواية بجائزة "كوستا" الأدبية عام 1988م، كما كانت من بين المرشحين الخمسة للقائمة القصيرة لجائزة "بوكر" الأدبية المرموقة في نفس العام. وفقًا لمجلة "دير شبيجل"، تلقى رشدي 1.5 مليون مارك ألماني كدفعة مسبقة من الناشر، وهو مبلغ غير مسبوق آنذاك.

محتوى الكتاب

يشير عنوان آيات شيطانية إلى أسطورة "الغرانيق"، التي تزعم — وفق روايات غير موثوقة — أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) تلا آيات عن شفاعة الأصنام (إشارة إلى آيات سورة النجم)، ثم نزل جبريل عليه ليبين أنها كانت وسوسة شيطانية. وقد رفض علماء المسلمين من الشيعة والسنة هذه الرواية واعتبروها ملفقة، تنقسم فصول الكتاب المذكور الى:

  • جبريل الملاك
  • ماهوند (إشارة مهينة للنبي محمد)
  • الآلهة القديمة
  • عائشة
  • المدينة الظاهرة والخفية
  • العودة إلى الجاهلية
  • عزرائيل الملاك
  • تشقُّق بحر العرب
  • المصباح العجيب

في هذه الرواية، يُشار إلى النبي محمد باسم "ماهوند" (لفظ استخدمه خصوم الإسلام في العصور الوسطى لوصمه بالسحر والدجل)، ويُصوَّر القرآن كمزيج من الأساطير والأوهام الشيطانية، كما تُوجه اتهامات أخلاقية لزوجات النبي (صلى الله عليه وآله)، ويُصور الطواف حول الكعبة بطريقة مُهينة تشبه طوابير بيوت الدعارة! إضافة إلى ذلك، يُوصف بعض الصحابة — مثل بلال وسلمان الفارسي — بألفاظ عنصرية كـ"الوحش الأسود" و"أدنى مراتب الإنسانية".

ردود الفعل

أثارت أساطير الكتاب الشيطانية غضبًا عالميًا:

  • احتجاجات المسلمين في دول عدة، وحظر نشر الكتاب في العديد من البلدان.
  • تعرّض مترجمو الكتاب للتهديد والقتل في بعض الحالات.
  • إدانة الرواية من قبل أسقف نيويورك، ووسائل إعلام الفاتيكان، وحاخامات يهود.
  • فتوى الإمام الخميني بإعدام رشدي، وتقديم مؤسسة "15 خرداد" الإيرانية مكافأة مالية لمن يقتله.
  • نشر كتب ونقودات علمية لتفنيد محتوى الرواية.
  • الجدير بالذكر أن رشدي تعرض لمحاولة اغتيال عام 2022 في نيويورك، مما أعاد الجدل حول تاريخه وكتاباته إلى الواجهة.

اعتراضات المسلمين

نظّم مسلمون في مختلف أنحاء العالم — بما في ذلك الهند، باكستان، كشمير، تايلاند، ألمانيا الغربية، إيطاليا، كندا، السودان، ومصر — مظاهرات ضد سلمان رشدي، وأحرقوا بعض المكتبات التي وزّعت كتاب "آيات شيطانية". قُتل أو جُرح عدد من المتظاهرين خلال الاحتجاجات. مُنع نشر الرواية في الهند في 5 أكتوبر 1988م (13 مهر 1367ش)، واعتبرتها الحكومة الهندية "خطيرة" بسبب محتواها المعادي للأديان. أثارت ترجمات الكتاب ردود فعل عنيفة: برمك بهداد (مترجم كردي) تعرّض لتهديدات بالقتل. مجلة "خلق" الكردية في العراق أوقفت نشر الترجمة بعد الجزء الأول. عزيز نسين (مترجم تركي)، وهيتوشي إيغاراشي (مترجم ياباني) قُتلا. داود نعمتي (ناشر الترجمة الفارسية في ألمانيا) تعرّض لمحاولة اغتيال.

إدانات من المسيحيين واليهود

  • كاردينال أوكونور (أسقف نيويورك) أدان الكتاب رغم اعترافه بأنه لم يقرأه.
  • صحيفة الفاتيكان الرسمية هاجمت رشدي وروايته.
  • الحاخام إفرايم شابيرا (زعيم اليهود الأشكناز في إسرائيل) طالب بحظر الكتاب.
  • مؤتمرات كنسية أمريكية (كاثوليكية، بروتستانتية، وميثودية) أصدرت بيانات إدانة.

حكم الإمام الخميني بوجوب قتل سلمان رشدي

بسم الله الرحمن الرحيم "إنا لله وإنا إليه راجعون" نُعلِم المسلمين الأبطال في جميع أنحاء العالم أن مؤلف كتاب "آيات شيطانية" - الذي نُشر ضد الإسلام والنبي والقرآن - وكذلك الناشرين المطلعين على محتواه، محكومون بالإعدام. نحث المسلمين الغيورين على تنفيذ هذا الحكم فورًا أينما وجدوا هؤلاء، حتى لا يجرؤ أحد على التعدي على مقدسات المسلمين. ومن يُقتل في هذا السبيل فهو شهيد إن شاء الله. كما نؤكد أنه إذا كان لدى أي شخص معلومات عن مكان المؤلف ولكن لا يستطيع تنفيذ الحكم بنفسه، فعليه إبلاغ الجماهير لإنزال العقاب به. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تفاصيل حكم الإعدام

في 25 بهمن 1367 هـ.ش (الموافق 7 رجب 1409 هـ.ق)، أصدر الإمام الخميني حكماً تاريخياً يقضي بإعدام مؤلف كتاب "آيات شيطانية" والناشرين المطلعين على محتواه، ودعا المسلمين إلى تنفيذ هذا الحكم فوراً أينما وجدوا هؤلاء، حتى لا يجرؤ أحد على التجديف ضد مقدسات المسلمين. وجاء في الفتوى أن من يُقتل أثناء تنفيذ هذا الحكم يعتبر شهيداً.

تأكيدات لاحقة

في 29 بهمن 1367 هـ.ش، نفت مكتب الإمام الخميني تقارير إعلامية دولية عن إمكانية إلغاء الحكم في حال تاب رشدي، مؤكدةً أن "سلمان رشدي حتى لو تاب وأصبح أزهد أهل زمانه، فإن واجب كل مسلم أن يبذل كل ما في وسعه لإنزال العقاب به". أضافت الفتوى أنه إذا قام غير مسلم بتنفيذ الحكم، وجب على المسلمين مكافئته مادياً.

ردود الفعل الدولية

تظاهرات داعمة: شهدت إيران ولبنان وبريطانيا وتركيا مسيرات تأييداً للفتوى. محاولة اغتيال: في 14 مرداد 1368 هـ.ش، حاول الشاب اللبناني مصطفى محمود مازح (21 عاماً) اغتيال رشدي، لكنه فجر نفسه قبل الوصول إليه. حياة رشدي السرية: اضطر الكاتب للعيش تحت حماية أمنية مشددة، مما أثر على علاقته بأسرته.

مواقف إسلامية متباينة

  • رابطة العالم الإسلامي (مكة): أدانت الكتاب لكنها امتنعت عن المطالبة بالإعدام.
  • الأزهر الشريف: رأى أن القتل "يتعارض مع الشريعة"، مقترحاً الرد الفكري.
  • بنياد 15 خرداد الإيراني: رصدت مكافأة 3.3 مليون دولار لمن ينفذ الحكم (2012م).
  • ملاحظة قانونية: لا تزال هذه الفتوى سارية المفعول منذ 34 عاماً، رغم تعافي رشدي من محاولة اغتيال عام 2022 في نيويورك.

قطع العلاقات الإيرانية البريطانية

بعد إصدار الإمام الخميني لحكم الإعدام ضد سلمان رشدي، سحبت بريطانيا دبلوماسييها من إيران احتجاجاً على الحكم الصادر ضد أحد مواطنيها. كما سحبت 12 دولة عضو في الاتحاد الاقتصادي الأوروبي (بما في ذلك إسبانيا وفرنسا وإيطاليا) سفراءها من طهران. وفي مارس 1989، وافق البرلمان الإيراني على قطع العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع بريطانيا. ومع ذلك، استؤنفت العلاقات في 27 سبتمبر 1990 بعد تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية البريطاني التي أعربت عن احترام الإسلام.

الآثار النقدية

  • كتاب "نقد مؤامرة آيات شيطانية" (عطاء الله مهاجراني): الأكثر شمولاً ومبيعاً في نقد الكتاب صدر عام 1989 بواسطة مؤسسة اطلاعات وأعيد طبعه 25 مرة بحلول 2007 وتُرجم للإنجليزية عام 1992

ويرى أن رشدي يشكك في أصالة القرآن مثل المستشرقين المشهورين.

  • نصر الله بورجوادي (أستاذ الفلسفة)، وصف الرواية بـ"المملة والمقززة" واتهمها بالسخرية من الملائكة والأنبياء، رأى إساءات للصحابة وزوجات النبي، واعتبرها تحتوي على إهانات للثورة الإسلامية
  • محمد صادقي طهراني: في كتيب بعنوان "الشيطان المعاصر" (1989)، وصف رشدي بـ"شيطان العصر الحديث" اتهمه بالافتراء على جبريل والصحابة وزوجات النبي
  • مصطفى حسيني طباطبائي: في كتيب "حقارة سلمان رشدي" (1989) ووصف العمل بأنه "مؤامرة سياسية" رأى استمراراً لعداء الحروب الصليبية، واعتبره محاولة لتشويه صورة الإسلام

ملاحظة: شكلت هذه الكتابات جزءاً من الحملة الفكرية المضادة للرواية، حيث ركزت على:

  • تفنيد الادعاءات التاريخية
  • الدفاع عن المقدسات الإسلامية
  • كشف ما اعتبروه دوافع سياسية خلف الرواية.

مواضيع ذات صلة

المصدر