الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ياسر عرفات»
لا ملخص تعديل |
|||
| (٢ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
| سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
هذا الانتماء ساعده لاحقًا على الخروج من السجن. توفي والده عام 1952 (1331 هـ ش) ودفن في [[غزة]]. في نفس العام انضم إلى اتحاد الطلبة الفلسطينيين، وهناك تعرف على خليل الوزير المعروف بـ[[أبو جهاد]] وصلاح خلف المعروف بـ[[أبو إياد]]، وقد استمرت صداقتهم حتى وفاتهم. | هذا الانتماء ساعده لاحقًا على الخروج من السجن. توفي والده عام 1952 (1331 هـ ش) ودفن في [[غزة]]. في نفس العام انضم إلى اتحاد الطلبة الفلسطينيين، وهناك تعرف على خليل الوزير المعروف بـ[[أبو جهاد]] وصلاح خلف المعروف بـ[[أبو إياد]]، وقد استمرت صداقتهم حتى وفاتهم. | ||
في عام 1954 (1333 هـ ش) انتُخب رئيسًا لاتحاد الطلبة الفلسطينيين. في تلك الفترة تعرف على أفكار [[الإخوان المسلمين]] وزاد اهتمامه بها، وهو ما لم يكن محببًا لدى جمال عبد الناصر، الذي بعد توقيع معاهدة 1954 مع [[بريطانيا]] والتزامه بعدم الدخول في حرب مع [[إسرائيل]]، اعتبره الإخوان خائنًا وحاولوا اغتياله في [[الإسكندرية]]. بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، تم اعتقال أعضاء الإخوان ومن بينهم عرفات، لكنه أُفرج عنه بفضل علاقته بضباط حركة الضباط الأحرار. | في عام 1954 (1333 هـ ش) انتُخب رئيسًا لاتحاد الطلبة الفلسطينيين. في تلك الفترة تعرف على أفكار [[الإخوان المسلمون|الإخوان المسلمين]] وزاد اهتمامه بها، وهو ما لم يكن محببًا لدى جمال عبد الناصر، الذي بعد توقيع معاهدة 1954 مع [[بريطانيا]] والتزامه بعدم الدخول في حرب مع [[إسرائيل]]، اعتبره الإخوان خائنًا وحاولوا اغتياله في [[الإسكندرية]]. بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، تم اعتقال أعضاء الإخوان ومن بينهم عرفات، لكنه أُفرج عنه بفضل علاقته بضباط حركة الضباط الأحرار. | ||
في 26 أكتوبر 1956، تطوع عرفات في الجيش المصري خلال حرب 1956 ضد [[إسرائيل]]، لكنه تخلى عن الخدمة بعد الحرب وسافر إلى [[العراق]]، لكنه واجه صعوبات عند عودته إلى مصر. | في 26 أكتوبر 1956، تطوع عرفات في الجيش المصري خلال حرب 1956 ضد [[إسرائيل]]، لكنه تخلى عن الخدمة بعد الحرب وسافر إلى [[العراق]]، لكنه واجه صعوبات عند عودته إلى مصر. | ||
| سطر ٣٨: | سطر ٣٨: | ||
== خطاب عرفات في الأمم المتحدة == | == خطاب عرفات في الأمم المتحدة == | ||
يُعتبر خطاب عرفات في [[الأمم المتحدة]] نقطة تحول مهمة في نضاله، حيث كشف عن الاحتلال الصهيوني. في عام 1974، خلال [[قمة القادة العرب]] في [[تونس]]، اعترفت [[منظمة التحرير الفلسطينية]] كممثل شرعي وحيد للفلسطينيين، وألقى عرفات في نوفمبر من نفس العام خطابًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. | يُعتبر خطاب عرفات في [[منظمة الأمم المتحدة]] نقطة تحول مهمة في نضاله، حيث كشف عن الاحتلال الصهيوني. في عام 1974، خلال [[قمة القادة العرب]] في [[تونس]]، اعترفت [[منظمة التحرير الفلسطينية]] كممثل شرعي وحيد للفلسطينيين، وألقى عرفات في نوفمبر من نفس العام خطابًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. | ||
أكد في خطابه أن جذور القضية الفلسطينية تعود إلى القرن التاسع عشر مع ظهور فكرة إقامة وطن لليهود، وأن الصهيونية استخدمت الدين لإجبار اليهود على الهجرة، وأن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، تخلى عن الفلسطينيين ودعم الاحتلال الصهيوني بمساعدة [[الولايات المتحدة]] و[[بريطانيا]]، مما أدى إلى احتلال فلسطين وتشريد أصحابها. | أكد في خطابه أن جذور القضية الفلسطينية تعود إلى القرن التاسع عشر مع ظهور فكرة إقامة وطن لليهود، وأن الصهيونية استخدمت الدين لإجبار اليهود على الهجرة، وأن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، تخلى عن الفلسطينيين ودعم الاحتلال الصهيوني بمساعدة [[الولايات المتحدة]] و[[بريطانيا]]، مما أدى إلى احتلال فلسطين وتشريد أصحابها. | ||
| سطر ٤٥: | سطر ٤٥: | ||
== دعم الثورة الإيرانية وتحذيرات الإمام خميني == | == دعم الثورة الإيرانية وتحذيرات الإمام خميني == | ||
كان ياسر عرفات من الشخصيات الإسلامية التي دعمت [[ | كان ياسر عرفات من الشخصيات الإسلامية التي دعمت [[الثورة الإسلامية الإيرانية]] قبل وبعد انتصارها، وعزز علاقاته مع قادة [[إيران|جمهورية إيران الإسلامية]]، وزار إيران بعد عام من الثورة. | ||
عند وصوله إلى مطار [[طهران]]، قال عن الثورة الإسلامية: «ثورتكم كانت كزلزال هز العالم، إسرائيل والإمبريالية، وأثبتت أن لا دولة تستطيع قمع شعوبها إلى الأبد. نحن في منظمة التحرير الفلسطينية لا نرى اختلافًا بين المجاهدين في فلسطين وإيران، بل إن أصالة الثورة الإيرانية أظهرت أن الشعوب لا يمكن أن تبقى تحت الظلم والقمع. انتصار الثورة هو انتصار أملنا، وأعداؤها من الصهيونية إلى الإمبريالية أدركوا أن مصالحهم قطعت إلى الأبد.» | عند وصوله إلى مطار [[طهران]]، قال عن الثورة الإسلامية: «ثورتكم كانت كزلزال هز العالم، إسرائيل والإمبريالية، وأثبتت أن لا دولة تستطيع قمع شعوبها إلى الأبد. نحن في منظمة التحرير الفلسطينية لا نرى اختلافًا بين المجاهدين في فلسطين وإيران، بل إن أصالة الثورة الإيرانية أظهرت أن الشعوب لا يمكن أن تبقى تحت الظلم والقمع. انتصار الثورة هو انتصار أملنا، وأعداؤها من الصهيونية إلى الإمبريالية أدركوا أن مصالحهم قطعت إلى الأبد.» | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٢:٠٣، ٣٠ أغسطس ٢٠٢٥
| ياسر عرفات | |
|---|---|
![]() | |
| الإسم | ياسر عرفات |
| الإسم الکامل | محمد عبدالرحمان عبدالرئوف القدوة الحسینی |
| سائر الأسماء | أبوعمّار |
| التفاصيل الذاتية | |
| الولادة | ۱۹۲۹ م، ١٣٤٧ ق، ١٣٠٧ ش |
| یوم الولادة | ۲۴ اوت |
| مكان الولادة | مصر |
| الوفاة | ۲۰۰۴ م، ١٤٢٤ ق، ١٣٨٢ ش |
| یوم الوفاة | ۱۱ نوامبر |
| مكان الوفاة | باريس |
| الدين | الإسلام، أهل السنة |
| النشاطات | رئيس حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية |
ياسر عرفات (1929 - 2004م) كان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1996، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1969، ومؤسس ورئيس حركة فتح من عام 1959 حتى وفاته. توفي في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى عسكري في ضواحي باريس.
عرفات، كأي إنسان، شهد في حياته صعودًا وهبوطًا؛ فقد كان في قمة قلوب الكثيرين في أوقات، وفي أوقات أخرى في حضيض نظر ومعتقد محبي فلسطين. يُعد ياسر عرفات من الشخصيات الإسلامية البارزة التي تحملت قيادة النضال الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، حيث حظي بشعبية واسعة بين الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي، ولعب دورًا مهمًا في مقاومة الصهيونية، لكنه في أواخر الثمانينيات دخل في مسار التسوية مع الصهاينة، ووقع اتفاقيات مهمة مع قادة إسرائيل مخالفةً لأهداف القضية الفلسطينية.
من الولادة إلى النضال
ولد محمد عبدالروف القدوة الحسيني المعروف بياسر عرفات في 4 أغسطس 1929 (1308 هـ ش). حسب الوثائق الرسمية، وُلد في القاهرة، لكنه كان يصر على أن مسقط رأسه هو القدس. كان السادس بين أبناء عبدالروف، وفقد والدته زهوة في طفولته، ويُعتقد أنه انتقل مع عمه إلى القدس حيث عاش هناك أربع سنوات، ثم عاد إلى جمهورية مصر العربية عام 1937 وبدأ دراسته.
كان والده تاجر أقمشة هاجر من فلسطين إلى مصر عام 1927. بعد انتهاء المرحلة المدرسية في 1948، التحق عرفات بجامعة فؤاد الأول في القاهرة لدراسة الهندسة المدنية. في عام 1950 انضم إلى حركة الضباط الأحرار في مصر التي قادها جمال عبد الناصر والتي نفذت انقلابًا ضد الملك فاروق.
هذا الانتماء ساعده لاحقًا على الخروج من السجن. توفي والده عام 1952 (1331 هـ ش) ودفن في غزة. في نفس العام انضم إلى اتحاد الطلبة الفلسطينيين، وهناك تعرف على خليل الوزير المعروف بـأبو جهاد وصلاح خلف المعروف بـأبو إياد، وقد استمرت صداقتهم حتى وفاتهم.
في عام 1954 (1333 هـ ش) انتُخب رئيسًا لاتحاد الطلبة الفلسطينيين. في تلك الفترة تعرف على أفكار الإخوان المسلمين وزاد اهتمامه بها، وهو ما لم يكن محببًا لدى جمال عبد الناصر، الذي بعد توقيع معاهدة 1954 مع بريطانيا والتزامه بعدم الدخول في حرب مع إسرائيل، اعتبره الإخوان خائنًا وحاولوا اغتياله في الإسكندرية. بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، تم اعتقال أعضاء الإخوان ومن بينهم عرفات، لكنه أُفرج عنه بفضل علاقته بضباط حركة الضباط الأحرار.
في 26 أكتوبر 1956، تطوع عرفات في الجيش المصري خلال حرب 1956 ضد إسرائيل، لكنه تخلى عن الخدمة بعد الحرب وسافر إلى العراق، لكنه واجه صعوبات عند عودته إلى مصر.
تأسيس حركة فتح
في الكويت، اجتمع عرفات مع بعض أصدقائه الفلسطينيين وقرروا تأسيس حركة جديدة لتحرير فلسطين، فأنشأوا في 10 أكتوبر 1959 جنبشًا باسم فتح، وهو اختصار لعبارة "حركة تحرير فلسطين" مقلوبة، بمشاركة خليل الوزير وصلاح خلف وخالد حسن وفاروق قدومي.
خطاب عرفات في الأمم المتحدة
يُعتبر خطاب عرفات في منظمة الأمم المتحدة نقطة تحول مهمة في نضاله، حيث كشف عن الاحتلال الصهيوني. في عام 1974، خلال قمة القادة العرب في تونس، اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للفلسطينيين، وألقى عرفات في نوفمبر من نفس العام خطابًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أكد في خطابه أن جذور القضية الفلسطينية تعود إلى القرن التاسع عشر مع ظهور فكرة إقامة وطن لليهود، وأن الصهيونية استخدمت الدين لإجبار اليهود على الهجرة، وأن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، تخلى عن الفلسطينيين ودعم الاحتلال الصهيوني بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا، مما أدى إلى احتلال فلسطين وتشريد أصحابها.
كما أعلن عرفات في خطابه عن رغبة الفلسطينيين في السلام، ولكنه أكد استمرار الكفاح المسلح إذا استمر الاحتلال.
دعم الثورة الإيرانية وتحذيرات الإمام خميني
كان ياسر عرفات من الشخصيات الإسلامية التي دعمت الثورة الإسلامية الإيرانية قبل وبعد انتصارها، وعزز علاقاته مع قادة جمهورية إيران الإسلامية، وزار إيران بعد عام من الثورة.
عند وصوله إلى مطار طهران، قال عن الثورة الإسلامية: «ثورتكم كانت كزلزال هز العالم، إسرائيل والإمبريالية، وأثبتت أن لا دولة تستطيع قمع شعوبها إلى الأبد. نحن في منظمة التحرير الفلسطينية لا نرى اختلافًا بين المجاهدين في فلسطين وإيران، بل إن أصالة الثورة الإيرانية أظهرت أن الشعوب لا يمكن أن تبقى تحت الظلم والقمع. انتصار الثورة هو انتصار أملنا، وأعداؤها من الصهيونية إلى الإمبريالية أدركوا أن مصالحهم قطعت إلى الأبد.»
وأضاف في كلمات تظهر تأييده للثورة واعترافه بقيادة الإمام خميني: «الثورة الإيرانية انتصار كبير لفلسطين. عندما دخلت المجال الجوي لطهران شعرت أنني دخلت فضاء القدس. إيران وخميني أظهرا أن أمتنا الإسلامية لن تنحني أبدًا. الإيرانيون كسروا الحصار عن إخواننا الفلسطينيين. هذه الثورة الكبيرة هي ضمان نصرنا. نحن نعتبر الإمام خميني قائداً وإماماً أولاً. الخير قادم من الشرق قريبًا، وكلما اشتد الظلام اقترب الفجر، وقد رأينا ذلك في الثورة الإيرانية.»
لكن خلال لقائه مع الإمام خميني، أشار الأخير إلى مخاوفه من انحرافات عرفات في مساره النضالي، مؤكدًا أهمية الاعتماد على الله والعزيمة الصلبة في الكفاح، وهو ما يعكس قلق الإمام من احتمال تراجع عرفات ودخوله في تسويات.
حرب إيران والعراق ودور عرفات كوسيط
مع اندلاع حرب إيران والعراق، كان عرفات على علاقة جيدة مع الطرفين، ورأى أن الحرب تصب في مصلحة إسرائيل على حساب العرب. في 24 سبتمبر 1980، التقى بمسؤولين عراقيين، وبعد أيام في طهران التقى بالرئيس ابوالحسن بني صدر ورئيس الوزراء محمد علي رجائي، محاولًا إقناعهما بقبول وساطته.
اقترح عرفات أن تنسحب القوات العراقية فورًا من الأراضي الإيرانية، وتأجيل النزاعات الإقليمية حتى حل الخلافات، وأن تقبل إيران التفاوض في بلد محايد بحضور طرف ثالث، لكن إيران رفضت هذا العرض.
خلال الحرب، اقتربت إيران وسوريا ودعمتا الفصائل الفلسطينية المعارضة لياسر عرفات، بينما دعم عرفات صدام حسين. كما حافظ عرفات على علاقته مع المجاهدين الإيرانيين رغم قطع العلاقات مع إيران.
عندما غزت العراق الكويت، دعم عرفات صدام حسين، مما أدى إلى تراجع الدعم له في دول الخليج.
وفاة ياسر عرفات
ياسر عرفات، الحائز على جائزة نوبل للسلام، الذي قاد النضال الفلسطيني لأكثر من أربعة عقود، توفي في 11 نوفمبر 2004 بعد أسابيع من العلاج في مستشفى في باريس.
أظهرت تحاليل مختبرية في سويسرا أنه تعرض للتسمم بمادة البلونيوم. قال فرانسوا بشود، رئيس معهد الفيزياء الإشعاعية في جامعة لوزان، إن التحاليل التي أجريت على عينات بيولوجية مأخوذة من متعلقات عرفات في المستشفى العسكري بباريس وأعطيت لزوجته سهى عرفات، أظهرت وجود آثار البلونيوم. وأضاف أن التأكد النهائي يتطلب نبش قبر عرفات وأخذ عينات من جثمانه، وقال: «إذا كانت سهى عرفات تريد معرفة الحقيقة فعليها السماح بأخذ عينات من قبر زوجها تُظهر تركيز البلونيوم».
عند وفاة عرفات، اتهمت السلطات الفلسطينية إسرائيل بالتسميم، لكن فريق تحقيق فلسطيني بعد عام نفى احتمال وفاته بسبب السرطان أو الإيدز أو التسمم.
في نوفمبر 2012، كُلف فريق من المحققين الدوليين بطلب من سهى عرفات بنبش قبره وأخذ عينات لإعادة فحص احتمال وفاته بسبب مواد إشعاعية، وتمت العملية بتدابير أمنية مشددة وبمشاركة خبراء من فرنسا وروسيا وسويسرا.
