انتقل إلى المحتوى

منظمة التحرير الفلسطينية

من ویکي‌وحدت

الخطوة الثانية للثورة

منظمة التحرير الفلسطينية التي يُختصر اسمها بـساف هي من الأحزاب الفلسطينية التي تأسست عام 1964 ميلادي، وتُعترف بها في معظم دول العالم كممثل رسمي لشعب فلسطين. كما أن منظمة التحرير الفلسطينية عضو في منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1974. وقد اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل ببعضهما البعض بشكل متبادل عام 1993.

أُسس التأسيس

تأسست ساف في عام 1964 من قبل قادة عرب في مؤتمر جامعة الدول العربية. ففي العام السابق، قرر قادة الدول العربية إنشاء جهة تمثل جميع الشعب الفلسطيني وتعمل تحت إشراف رسمي من العرب. كان العرب يخشون الفشل الدولي والخروج من الساحة السياسية في الشرق الأوسط، فحاولوا توسيع نفوذهم السياسي على الفصائل الفلسطينية لتحقيق هدفين رئيسيين: 1. التحكم في مجريات الصراع في الشرق الأوسط من وراء الكواليس، بحيث يكون لديهم السيطرة على تقدم أو تراجع الفصيل الخاضع لإشرافهم، واستغلال ذلك في الوقت المناسب بما يخدم مصالحهم. 2. التخلص من ظهور حزب أو فصيل فلسطيني مستقل قد يتعارض مع مصالح القادة العرب أو يضغط عليهم في ظروف معينة، أو يدفعهم إلى تبني سياسات خاصة بهم سواء أرادوا ذلك أم لا.

قاد ساف في الفترة من 1964 حتى 1969 كل من أحمد الشقيري ويحيى عودة. بين 1969 و1974 شهدت ساف مرحلة جديدة، حيث رفضت النخب الفلسطينية قبول قيادة ساف بعد هزائم الجيوش العربية في أعوام 1948 و1956 و1967 أمام إسرائيل، وانتقدوا حتى المفاوضات التي أجراها جمال عبد الناصر مع وزير الخارجية الأمريكي، معبرين عن استيائهم الشديد من هذا الموقف تجاه مصيرهم.

في ذلك الوقت، كانت سياسة العرب الجديدة تفرض على الفلسطينيين مطالبهم التي تنبع من محاولة إرضاء الغرب. وفي هذه الأثناء، نالت ساف اعترافًا نسبيًا بالاستقلال في منظمة الأمم المتحدة عام 1974، حيث قُبلت كمراقب، مما منحها مكانة دولية خاصة وجذب مشاركة نشطة من النخب الفلسطينية والاعتراف الرسمي من دول أخرى. ومنذ ذلك الحين، أرسلت ساف سفراء ودبلوماسيين إلى دول مختلفة وعززت علاقاتها الدبلوماسية بشكل ملحوظ. وفي أكتوبر 1974، اعترف القادة العرب بساف كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني ومنحوها حق تأسيس الحكم الفلسطيني. وبعد شهر، ألقى ياسر عرفات في نوفمبر 1974 خطابًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلًا عن الشعب الفلسطيني، وهو يحمل في يد بندقية وفي الأخرى غصن زيتون، طالبًا ألا يسقط غصن الزيتون رمز السلام على الأرض. وكانت هذه المكانة الخاصة والمنزلة الدولية لساف نتيجة جهود الفصائل الفلسطينية الاستقلالية التي نُسيت فيما بعد.

ساف تحت إشراف فتح فقط

منذ 1947 وحتى 1988، سعت حركة فتح للسيطرة الكاملة على ساف رغم مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية. استغلت فتح مواردها المالية والعسكرية والبشرية للهيمنة على رؤية ساف السياسية وسلوكها المعتدل، واستولت على رئاسة ساف. ومع ضغوط الصهيونية واتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني في 1978 المعروفة بـكامب ديفيد، بالإضافة إلى النزاع بين حركة أمل اللبنانية وساف، تعززت سيطرة فتح على ساف أكثر من أي وقت مضى. ركزت ساف بشكل أكبر على السياسة الخارجية وتجاهلت القضايا الداخلية للفلسطينيين.

الهيكل التنظيمي لساف

تتكون ساف من مجموعات فلسطينية مستقلة وأفراد آخرين، وتنظيمها يتوافق مع سياساتها الداخلية والخارجية. تضم ساف ثلاث مؤسسات رئيسية وعدة مؤسسات شبه مستقلة تابعة، لكل منها دور ووظيفة خاصة: 1. شؤون السياسات وتنفيذ السياسات الداخلية والخارجية لفلسطين. 2. الشؤون الاجتماعية والشعبية لفلسطين. 3. الشؤون الفنية والخدمات لفلسطين.

اللجنة التنفيذية لساف

تأسست هذه اللجنة على يد أحمد الشقيري عام 1964، وتتحمل المسؤوليات التالية: 1. تمثيل الشعب الفلسطيني؛ 2. الإشراف على تنظيمات المنظمة؛ 3. إصدار اللوائح التنفيذية؛ 4. تنفيذ السياسة المالية وتنظيم الميزانية.

المجلس المركزي لساف

تأسس هذا المجلس عام 1971، وهو حلقة القيادة الوسيطة بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية. يعقد المجلس اجتماعاته كل ثلاثة أشهر، ويضم أعضاء اللجنة التنفيذية، رئيس المجلس الوطني، قائد الجيش، وممثلين عن مجموعات أخرى نشطة داخل ساف.

جيش التحرير الفلسطيني

يعمل هذا الجيش تحت إشراف غير مباشر من الدول العربية المؤسسة لساف. وحداته ورتبه وسلسلة قيادته تشبه جيوش سوريا والعراق ومصر. يضم الجيش حوالي ستة آلاف ضابط وجندي، معظمهم متمركز في سوريا. تمول ميزانيته الدول العربية وبعض المؤسسات الفلسطينية. بعد هزيمة العرب في عام 1967، بدا الجيش مفككًا تمامًا.

المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان ساف)

هو السلطة التشريعية لساف، يضم 450 نائبًا ويملك أعلى سلطة فيها ويشرف على باقي أجهزتها. يحدد سياسة وبرامج ساف الكبرى. عقد 20 دورة حتى الآن في دول مختلفة، ويعمل حاليًا داخل فلسطين وفي السلطة الوطنية. ينتخب أعضاء المجلس من قبل الفصائل داخل ساف، ويختار النواب رئيسًا ونائبًا وأمينًا من بينهم.

مؤسسات أخرى تابعة لساف

1. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي أسسها عدد من الأطباء في عام 1968. 2. اتحاد العمال الفلسطيني، الذي تأسس عام 1946. 3. اتحاد الطلاب الفلسطينيين. 4. اتحاد النساء الفلسطيني، الذي أعلن وجوده عام 1966. 5. اتحاد الكتاب الفلسطينيين، الذي تأسس عام 1966 ويتبع ساف. 6. مركز دراسات فلسطين، تأسس في بيروت عام 1963 على يد كتاب. 7. مركز التخطيط الفلسطيني، تأسس قبل عام 1972. 8. الصندوق الوطني الفلسطيني، المسؤول عن تمويل ساف، تأسس عام 1964. 9. مكتب الإعلام والإرشاد الوطني، تأسس عام 1965 ويعمل كمحطة إذاعية.

اليوم، تُعد ساف أكبر منظمة فلسطينية تضم معظم الشعب الفلسطيني وأغلب فصائله. وهي الآن موجودة في إطار السلطة الوطنية الفلسطينية بموظفين وإداريين داخل الأراضي الفلسطينية. شهدت ساف انقسامات سياسية أثرت على قوتها إلى حد ما، لكنها لا تزال الممثل الحصري للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، وأقامت علاقات دبلوماسية مع معظم الدول. وتعمل ساف كحاجز أمام الأحزاب الإسلامية، حيث يرى البعض أن: «ظهور النشاط الإسلامي المتأخر هو دليل على قوة القاعدة الوطنية غير الدينية لمنظمة التحرير الفلسطينية».

الاتفاقيات الموقعة بين ساف وإسرائيل

الخطوة الثانية للثورة

على الرغم من أن اتفاق أوسلو هو أشهر اتفاق بين ساف والكيان الصهيوني، إلا أن هناك العديد من الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخرى التي وُقعت بين الطرفين منذ تسعينيات القرن الماضي.

مؤتمر مدريد للسلام 1991

في 30 أكتوبر 1991، عُقد مؤتمر في مدريد تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق بهدف تحقيق سلام دائم بين الدول العربية والكيان الصهيوني. كانت هذه المرة الأولى التي يجلس فيها ممثلو الفلسطينيين والإسرائيليين وجهًا لوجه. أدى المؤتمر إلى مفاوضات ثنائية بين إسرائيل والدول العربية المشاركة: سوريا، مصر، لبنان، والوفد الأردني-الفلسطيني المشترك، لكنها فشلت. بعد مدريد، انتقلت المفاوضات بين الوفد الإسرائيلي والوفد الأردني-الفلسطيني إلى واشنطن، وأُجريت 11 جولة دون نتائج. في عام 1993، بدأت مفاوضات سرية بين وفد ساف والكيان الصهيوني في أوسلو تحت إشراف النرويج، وأسفرت عن توقيع اتفاق أوسلو.

بدون إطار
بدون إطار

اتفاق أوسلو

في سبتمبر 1993، وقع إسحاق رابين رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك وياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو في واشنطن.

أبرز بنود الاتفاق: 1. اعتراف متبادل بين الطرفين؛ 2. إعلان مبادئ لتحقيق السلام وانسحاب تدريجي للكيان الصهيوني من الضفة الغربية وقطاع غزة؛ 3. تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية بصلاحيات محدودة ومناقشة القضايا المتبقية خلال مدة لا تزيد على ثلاث سنوات.

اتفاق أو بروتوكول باريس

وقع في أبريل 1994 بين ساف والكيان الصهيوني في باريس ليكون القسم الاقتصادي من اتفاق أوسلو، وينظم العلاقات الاقتصادية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

اتفاق غزة-أريحا

وقع في مايو 1994، وهو الخطوة الأولى لخروج الكيان الصهيوني من غزة وأريحا وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية.

اتفاق طابا (أوسلو 2)

وقع في 28 سبتمبر 1996 بين الفلسطينيين والإسرائيليين في طابا بمصر. يتعلق بالمرحلة الثانية من انسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي الفلسطينية، وتعهد الاحتلال بالخروج من ست مدن عربية و400 قرية، وانتخاب 82 عضوًا للمجلس التشريعي، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

بروتوكول إعادة الانتشار (الخليل) 1997

وقع في 15 يناير 1997 بهدف إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الخليل، حيث قُسمت المدينة إلى:

  • الخليل H1: تمثل 80% من مساحة المدينة وتخضع للسيطرة الفلسطينية.
  • الخليل H2: تمثل 20% وتخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، مع صلاحيات مدنية للسلطة الفلسطينية.

مذكرة تفاهم "وادي واي" الأولى

وقعت في 23 أكتوبر 1998 في وادي واي بواشنطن بعد مفاوضات استمرت ثمانية أيام بين عرفات وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني. تناولت المذكرة التزامات الاحتلال بالانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية، الإجراءات الأمنية لمكافحة الإرهاب، تعزيز العلاقات الاقتصادية واستئناف المفاوضات النهائية.

وادي واي الثانية

وقعت في شرم الشيخ مصر في 4 سبتمبر 1999، حيث تم تعديل بعض بنود مذكرة وادي واي الأولى مثل إعادة الانتشار، إطلاق سراح المعتقلين، المعابر الآمنة، ميناء غزة، والإجراءات الأمنية. وُقعت اتفاقية في 15 نوفمبر 2005 تهدف إلى تسهيل حركة الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة لتحسين الوضع الاقتصادي.

مواضيع ذات صلة

المراجع