المحقق الكركي
المحقق الكركي | |
---|---|
![]() | |
الإسم | المحقق الكركي |
الإسم الکامل | علي بن حسين بن عبد العالي الكركي الجبعي العاملي |
سائر الأسماء | المحقق الثاني، المحقق الكركي، الكركي، علي بن حسين، المحقق الثاني علي بن حسين، أبو الحسن علي بن عبد العالي، نور الدين علي بن عبد العالي، علي بن عبد العالي الكركي |
التفاصيل الذاتية | |
الولادة | 870 ق، ٨٤٤ ش، ١٤٦٦ م |
مكان الولادة | جبلعامل، لبنان |
الوفاة | 940 ق، ٩١٢ ش، ١٥٣٤ م |
یوم الوفاة | 18 ذي الحجه |
مكان الوفاة | عراق |
الأساتذة | علي بن هلال الجزائري • محمد بن داود بن مؤذن الجزيني • شمس الدين محمد بن خاتون العاملي • السيد حيدر العاملي • أحمد بن علي العاملي. |
التلامذة | جمال الدين بن عبد الله الحسيني الجرجاني • السيد شرف الدين السماك العجمي • الشهيد الثاني • الشيخ أحمد بن محمد بن خاتون العاملي • السيد نعمة الله الجزائري |
الدين | الإسلام، الشيعة |
الآثار | جامع المقاصد، منهج السداد • حاشية على مختلف الشيعة • نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت |
الشيخ علي بن عبد العالي الكركي المعروف بـالمحقق الكركي أو المحقق الثاني من فقهاء جبل عامل ومن أكابر فقهاء الشيعة. أكمل دراسته في الشام والعراق النجف ثم دُعي من قبل الشاه إسماعيل إلى إيران وفي عهد الشاه طهماسب مُنح منصب شيخ الإسلام لأول مرة في إيران.
انتقل منصب شيخ الإسلام بعد المحقق الكركي إلى تلميذه الشيخ علي المنشار، حما الشيخ البهائي، ثم انتقل المنصب بعد ذلك إلى الشيخ البهائي. الفرمان الذي كتبه الشاه طهماسب باسمه ومنحه فيه صلاحيات مطلقة يعتبره البعض وثيقة تمنحه سلطة حقيقية بينما يرى الشاه نفسه ممثلاً له.
قدوم المحقق الثاني إلى إيران وتأسيسه حلقة دراسية في قزوين ثم في أصفهان وتربيته تلامذة متميزين في الفقه جعل إيران للمرة الأولى منذ عهد الصدوقين (الأب والابن) مركزاً للفقه الشيعي. توفي المحقق الكركي بين عامي 937-941هـ. كان المحقق الكركي تلميذاً لـعلي بن هلال الجزائري وهو بدوره تلميذ ابن فهد الحلي.
من بين تلاميذه البارزين علماء كبار مثل الشهيد الثاني والسيد نعمة الله الجزائري. من أهم مؤلفاته الفقهية كتاب جامع المقاصد في شرح القواعد.
الولادة والدراسة
وُلد في عائلة متماسكة في قرية كرك من قرى جبل عامل لبنان. في عام 865 أو 870هـ أشرق بيت السادة عز الدين حسين بمولد طفل شيعي. سماه والده "علي" ونشأ على مبادئ التشيع منذ خطواته الأولى في الحياة ولُقب بـ"نور الدين". قضى طفولته في رعاية أمه وجهد أبيه في بيئة عائلية إسلامية أثرت فيه تأثيراً عميقاً.
بعد التعليم الأساسي التحق بـالحوزة العلمية في كرك وانضم إلى دارسي العلوم الإسلامية. جعلته دروسه ومناقشاته وقراءاته طالباً شاباً محبوباً، وبتقواه الإلهية هاجم جنود الظلام وعكف على تزكية نفسه جنباً إلى جنب مع دراسته. ثم انتقل إلى قرية "ميس" وباجتهاده المستمر تميز بين أساتذة تلك الحوزة. كان الشهيد الثاني أحد تلامذة تلك الحوزة حيث درس عنده شرائع الإسلام والقواعد[١].
أمضى بعض الوقت في "جبع" لبنان للدراسة، وبعد اكتساب الخبرات والعلوم في الحوزة العلمية في "جبل عامل"، توجه إلى حوزة دمشق. ثم سافر من دمشق إلى القدس وقضى بعض الوقت في البحث والدراسة في مدينة الخليل، ثم حزم أمتعته واتجه إلى مركز الحوزة السنية في مصر. هذه الرحلات وزيارة الحوزات المختلفة صنعت منه رجلاً حكيماً وعالماً مفكراً، ورسمت شخصيته بشكل جميل جعله في النهاية أحد أكبر علماء القرن العاشر وهوالذي عُرف بـالمحقق الثاني، ومولى المروج، والمحقق الكركي والشيخ العلائي.
كانت الحياة العلمية لعلي بن عبد العالي - الذي كان في ذلك الوقت من علماء جبل عامل المرموقين - جميلة وحلوة ومليئة بالدروس. كان في كل أرض جديدة يكتسب خبرة من مفكريها، ثم يحزم أمتعته ليغادر إلى وجهة أخرى، وهكذا غادر حوزة مصر متوجهاً إلى العراق وحوزة النجف الأشرف ودخل أرض الولاية وعتبة الأئمة المعصومين.
الأساتذة
أصبح علي بن عبد العالي مشعلاً للمعرفة وفقيهًا مخلصًا لالشيعة، لكن هذه الثمرة الحلوة لم تُجنى بسهولة. من لبنان إلى مصر ومن مصر إلى النجف، كان حضوره في حلقات الدرس والبحث والاستفادة من أساتذة مخلصين وعارفين هو ما أنبت بذور العلم والبحث في كيانه وغرس شجرة الفقاهة والتقوى في روحه.
أساتذة الشيعة
علي بن هلال الجزائري (أكبر أساتذة المحقق الثاني)، محمد بن داود بن مؤذن الجزيني، شمس الدين محمد بن خاتون العاملي، السيد حيدر العاملي، أحمد بن علي العاملي، زين الدين جعفر بن حسام العاملي، شمس الدين محمد بن أحمد الصهيوني، وكلهم من أساتذته الشيعة.
أساتذة أهل السنة
كما استفاد من علماء أهل السنة مثل أبي يحيى زكريا الأنصاري (المتوفى 926هـ) وكمال الدين إبراهيم بن محمد بن أبي شريف القرشي (المتوفى 923هـ)[٢].
التلامذة
اهتم المحقق الكركي بتربية تلامذة تولوا مسؤوليات في المجتمع الإسلامي وسدوا ثغرات فيه. من بين تلامذة المحقق الثاني يمكن ذكر الأسماء التالية:
- الشيخ علي المنشار العاملي (حما الشيخ البهائي)
- الشهيد الثاني
- السيد نعمة الله الجزائري
- الشيخ محمد بن حسن العاملي النطنزي
- السيد محمد بن أبي طالب الاسترآبادي
- علي بن عبد الصمد العاملي
- مير معز الدين الأصفهاني
- علي بن عبد العالي العاملي الميسي
- الشيخ عبد العباس بن عمارة الجزائري
- الشيخ زين الدين الفقعاني
- أحمد بن أحمد بن أبي جامع، المعروف بابن أبي جامع
- الشيخ نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي
- إبراهيم بن علي الخوانساري
- السيد شرف الدين السماك العجمي
- حسين بن محمد بن مكي[٣].
المؤلفات
خلّف شيخ الإسلام الكبير في القرن العاشر تراثاً علمياً غزيراً يقارب 71 كتاباً ورسالة، وقد أهدى مؤلفات قيمة للأجيال اللاحقة. من مؤلفاته القلمية:
- جامع المقاصد (شرح قواعد الأحكام)
- منهج السداد (شرح إرشاد الأذهان للعلامة الحلي)
- حاشية على "مختلف الشيعة" للعلامة الحلي
- الرسالة الجعفرية
- رسالة في صيغ العقود والإيقاعات
- نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت
- رسالة في الماء الكر
- رسالة في تعقيبات الصلاة
- رسالة الغيبة
- الرسالة النجمية
- رسالة في تعريف الطهارة
- رسالة في أحكام الرضاع
- حاشية على الألفية والنفلية للشهيد الأول
- شرح الألفية
- حاشية على تحرير العلامة الحلي
- حاشية على "الدروس الشرعية" للشهيد الأول
- حاشية على "الذكرى في الفقه"
- رسالة في القبلة
- رسالة في التسبيح، رسالة في التقية
- رسالة في صلاة وصوم المسافر
- رسالة في سماع دعوى المدعي في المحكمة وطرق استنباط الأحكام الشرعية
- حاشية على قسم الميراث في "مختصر النافع"
- رسالة في إثبات الرجعة
- كتاب في الميراث
- حاشية على قواعد الأحكام
- علم الحديث
- المطاعن المحرمية
- رسالة في قبلة خراسان
- رسالة في النية[٤].
رأي المحقق الكركي في ولاية الفقيه
كان المحقق الكركي من القائلين بنظرية ولاية الفقيه. في رأيه، الفقيه الجامع للشرائط هو نائب الإمام المعصوم وله جميع الصلاحيات الحكومية التي كانت لرسول الله والأئمة المعصومين. من أفكار هذا الفقيه الشيعي العظيم يمكن ذكر اعتقاده بمسألة ولاية الفقيه. عبر عن هذا الفكر الرفيع في رسالته صلاة الجمعة قائلاً: "اتفق فقهاء وعلماء الإمامية على أن الفقيه العادل الأمين الجامع لشروط الفتوى - الذي يُعبّر عنه بـالمجتهد في الأحكام الشرعية - هو نائب أئمة الشيعة في عصر الغيبة، في كل ما يمكن للإمام أن يقوم به في مجال الحكم، مع أن بعض الأصحاب استثنوا إقامة الحدود وتنفيذها". [٥]
عائلة الكركي
كان للمحقق الثاني ولدان وبنتان. الابن الأكبر كان الشيخ عبد العالي، الذي عُرف كواحد من كبار علماء عصره وكان مقيمًا في كاشان[٦]. الابن الآخر كان الشيخ حسن[٧].
إحدى بنات المحقق تزوجت في جبل عامل وأنجبت ولداً اسمه مير سيد حسين الحسيني. قام بالتدريس وحل مشاكل الناس في أردبيل وكان شيخ الإسلام في تلك المدينة. تزوجت ابنته الأخرى في إيران من مير شمس الدين محمد الاسترآبادي وأنجبا ولداً عزيزاً اسمياه سيد محمد باقر. لمع نجمه في سماء العلم والمعرفة في إيران وعُرف بـالميرداماد[٨] وهو الذي كان أستاذ صدر المتألهين الفيلسوف الكبير ومؤسس الحكمة المتعالية[٩].
الوفاة
في عام 940هـ عاد المحقق الثاني إلى النجف الأشرف. في هذه الفترة كان عمره يقارب 75 عاماً. جهوده القيمة والمشكورة أثارت الكثير من الحقد ضده، واستمرت هذه العداوات تهدد حياة شيخ الحوزة النجفية الشيعي. في النهاية، في 18 شهر ذي الحجة عام 940هـ الموافق عيد الغدير، دُسّ له السم من قبل بعض المتعصبين واستشهد. دُفن جثمان هذا العالم الرباني بجوار مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام). تاريخ وفاته (سنة 940هـ) يُعبّر عنه بعبارة "مقتدى الشيعة"[١٠].
الهوامش
- ↑ التنبيهات العلية، الشهيد الثاني، تحقيق صفاء الدين البصري، ص 28 (الطبعة الأولى، آستان قدس رضوي، 1371ش).
- ↑ الفوائد الرضوية، الشيخ عباس القمي، ص 341؛ الهجرة العاملية، جعفر مهاجر، ص 121 و122 بيروت، 1410ق
- ↑ أمل الآمل في علماء جبل عامل، الشيخ الحر العاملي، ج2، ص149؛ الفوائد الرضوية، الشيخ عباس القمي، ص419؛ مفاخر الإسلام، علي الدواني، ج4، ص434؛ مجموعة رسائل المحقق الكركي (1-3)، تحقيق الشيخ محمد الحسون، ج1، ص33
- ↑ الذريعة إلى تصانيف الشيعة، آغا بزرك الطهراني، طبعة الإسماعيلية قم
- ↑ الدين والسياسة في العصر الصفوي، ص32؛ ص312، رسائل المحقق الكركي، ج1، الرسالة الثالثة
- ↑ الأفندي، رياض العلماء وحياض الفضلاء، 1431ق، ج3، ص131
- ↑ الدواني، مفاخر الإسلام، 1386ش، ج4، ص449-450
- ↑ الأفندي، تعليقة أمل الآمل، 1410ق، ص59؛ الدواني، مفاخر الإسلام، 1386ش، ج4، ص449-450
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، 1406ق، ج7، ص147
- ↑ شهداء طريق الفضيلة