المؤتمر الدولي الديني الأول في سانت بطرسبرغ
المؤتمر الدولي الديني الأول في سانت بطرسبرغ، تحت عنوان رئيسي «الحفاظ على القيم الدينية والروحية والأخلاقية في العالم الحديث وتطوير حوار الأديان» وبحضور ممثلين من أكثر من ٥٠ دولة من بينها: إيران، السعودية، قطر، الإمارات، العراق، تركيا، المغرب، اليمن، غامبيا، الصومال، أوغندا، تشاد، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى ممثلين عن أديان ومذاهب روسيا، عُقد هذا المؤتمر بجهود إدارة الشؤون الدينية للمسلمين في سانت بطرسبرغ ومنطقة شمال غرب روسيا، وبمشاركة الحكومة وجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، وقسم العلاقات الخارجية لكنيسة بطريرك موسكو، ومؤسسة دعم الثقافة والتعليم والعلوم الإسلامية، وذلك يوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025، الموافق 8 ربيع الثاني 1447 هـ، في سانت بطرسبرغ روسيا.
الافتتاحية
المستشار الثقافي لسفارة جمهورية إيران الإسلامية
مسعود أحمدوند، المستشار الثقافي لجمهورية إيران الإسلامية في روسيا، أشار إلى نتائج عقد مثل هذه اللقاءات والحوار التي يمكن أن تساهم في الخروج من المشاكل التي تواجه الإنسان في العالم المعاصر، وقال: إن نقطة المحور لفصل الإنسان المعاصر عن الإنسان التقليدي تعود أكثر من أي شيء إلى عنصرين أساسيين هما الإنسانيّة والإيمانيّة، أي الاعتقاد بأولوية الإنسان أو أولوية الله في ثقافتين: ثقافة غير دينية وأخرى دينية. وأضاف: إن النظرة الدنيوية فقط إلى الإنسان على أساس الذاتية تتعارض مع التعاليم الدينية التي تعتبر الله أساس الكون. وأوضح أن نتيجة انتشار مثل هذه الأفكار تؤدي إلى أزمات معاصرة منها أزمة المعنى والهوية في المجتمعات الإنسانية، وقال: في جميع الأديان السماوية، الموضوع المحوري هو «الله»، ويمكن لممثلي الأديان المختلفة أن يدعوا الناس إلى هذه الحلقة من الاتصال لمساعدة وعي البشرية اليوم. وفي ختام كلمته، صرح بأن الأزمات والتحديات الفردية والاجتماعية في العالم المعاصر مثل تراجع مؤسسة الأسرة، انتشار الانحلال الأخلاقي والفاحشة في وسائل الإعلام، وتوسع الظلم والظلم كما يحدث اليوم لشعب غزة ولبنان، كلها تنبع من تقليل القدسية وطرد الدين وتعاليمه من مجال الحياة الداخلية والخارجية. وأضاف: ما يواجهه اليوم الشعب المظلوم في غزة ولبنان يدل على سقوط أخلاقي للبشر والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان، ولكن بين كل هذه الجرائم والظلم، لم ننس نحن المؤمنون بالله هذا الوعد الإلهي بأن أتباع الله سينتصرون[١].
ممثل المجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية
حجة الإسلام والمسلمين جمشيدي، ممثل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في هذا المؤتمر، صرح بأن الكيان الصهيوني قد داس على كل المبادئ الأساسية ولا يقبل أي قانون أو قاعدة؛ ولذلك تقع على الحكام والعلماء مسؤولية وواجب عدم الصمت أمام مآسي شعب غزة المظلوم. وأكد على وحدة الأديان التوحيدية تحت المشتركات، وقال: إن التماسك يقوم على مبادئ أخلاقية مشتركة مثل كرامة الإنسان والعدالة، وهو أكثر من مجرد تعايش بل ضرورة استراتيجية في عالم اليوم. وأضاف عضو جمعية مدرسين حوزة قم العلمية: إن البشرية اليوم بحاجة إلى صوت واحد وإحياء القيم الإنسانية والروحية، ولذلك فإن الحوار حول هذه المشتركات وتسهيل التواصل بين جميع المذاهب والأديان هو استراتيجية حيوية للخروج من التحديات العالمية.
وأكد هذا العالم الشيعي أن الخلاف والتشتت سبب العديد من المشاكل التي تؤدي إلى زوال مكانة الجماعة الموحدة، وهذه قاعدة عامة لا تقتصر على المذاهب والأديان، بل تشمل كل مجموعة وجماعة. لذا يُنصح بمزيد من الجهود نحو التقارب والتكامل والوحدة، والابتعاد عن العوامل المدمرة والموهنة للوحدة، والتركيز على التوافق والتضامن. وأشار إلى أن العالم الحديث يعاني من تحديات كثيرة مثل المادية والانغماس في الشهوات والابتعاد عن النمو والكمال والإنسانية، مما تجاهل الطريق الصحيح والمألوف لعبادة الله والإنسانية والأخلاق والاهتمام بعنصر الوحدة.
وختم بالقول: بلا شك، كل الإمكانات والنعم التي أرسلها الله تعالى للبشر هي للاستخدام في سبيل الارتقاء والاستفادة القصوى لتعزيز أسس المجتمع والأسرة، ولكن للأسف نشاهد الوضع المأساوي لشعب غزة من المسلمين وغيرهم من الأديان، فالكيان الصهيوني داس على كل المبادئ الأساسية ولا يقبل أي قانون أو قاعدة. وأكد ممثل المجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية في الختام أن الحكام والعلماء والمفكرين والمثقفين في العالم الإسلامي والأديان التوحيدية وكل من يتبع مذهب الأنبياء عليهم واجب ومسؤولية عدم الصمت أمام مآسي شعب غزة المظلوم؛ عليهم أن يرفعوا الصوت ويحاسبوا المجتمع الدولي ويعملوا بجدية على واجبهم الإلهي والإنساني[٢].
مفتي سانت بطرسبرغ وشمال غرب روسيا
الشيخ راوِيل بانشاييف، مفتي سانت بطرسبرغ وشمال غرب روسيا، صرح: اليوم في هذا الجمع نناقش موضوعًا مهمًا وأساسيًا حول الحفاظ على وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية؛ وهو موضوع ليس مهمًا فقط لروسيا، بل موضوع عالمي. وأكد أن هذا المؤتمر كدورة أولى يمكن أن يكون بداية لتطوير التعاون بين الدول، وشدد على ضرورة الانتباه إلى الشباب لتعريفهم بالتعاليم الإنسانية والروحية والأخلاقية[٣].
ضرورة عقد مثل هذه الفعاليات الدولية
أشار بعض المتحدثين في افتتاحية هذا المؤتمر إلى أنه في بعض الدول تم استبدال القيم التقليدية والأخلاقية بنمط من التهاون، وأكدوا على ضرورة عقد مثل هذه الفعاليات الدولية لإتاحة الفرصة لإقامة علاقات ودية بين ممثلي أديان العالم وتبادل الخبرات حول كيفية توافق المبادئ الأخلاقية للأديان التقليدية مع واقع العالم الحديث.
معرض الصور
-
مشهد من المؤتمر (1)
-
مشهد من المؤتمر (2)
-
مشهد من المؤتمر (3)
-
مشهد من المؤتمر (4)
-
مشهد من المؤتمر (5)
-
مشهد من المؤتمر (6)
-
مشهد من المؤتمر (7)
روابط خارجية
- أول مؤتمر دولي ديني في سانت بطرسبرغ روسيا، موقع شيعة نيوز.
- أول مؤتمر دولي ديني في سانت بطرسبرغ روسيا، موقع خبربان.
انظر أيضاً
الهوامش
- ↑ افتتح المؤتمر الدولي الديني الأول في سانت بطرسبرغ روسيا، موقع وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2025، تاريخ المشاهدة: 24 سبتمبر 2025.
- ↑ الكيان الصهيوني داس على كل المبادئ الأساسية، موقع المجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية، تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2025، تاريخ المشاهدة: 24 سبتمبر 2025.
- ↑ افتتح المؤتمر الدولي الديني الأول في سانت بطرسبرغ روسيا، موقع وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2025، تاريخ المشاهدة: 24 سبتمبر 2025.
مصادر
- افتتح المؤتمر الدولي الديني الأول في سانت بطرسبرغ روسيا، موقع وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2025، تاريخ المشاهدة: 24 سبتمبر 2025.
- الكيان الصهيوني داس على كل المبادئ الأساسية، موقع المجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية، تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2025، تاريخ المشاهدة: 24 سبتمبر 2025.

