انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «جامعة الدول العربية»

من ویکي‌وحدت
سطر ٤١: سطر ٤١:


== الخلافات الداخلية ==   
== الخلافات الداخلية ==   
منذ تأسيسها، عانت جامعة الدول العربية من خلافات وانقسامات داخلية حالت دون تحقيق تنسيق سياسي فعال بين الدول الأعضاء. ومن هذه الخلافات: معارضة انضمام العراق إلى معاهدة بغداد، الصراع التقليدي بين الأسرة الهاشمية والسعودية، انتشار أفكار سياسية متضادة في بعض الدول العربية، وقيام أنظمة قومية عربية جديدة مثل حزب [[البعث]] في [[سوريا]] و[[العراق]]، و[[الناصرية]] في [[جمهورية مصر العربية]]، حيث اعتبر كل منها الجامعة وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية.
منذ تأسيسها، عانت جامعة الدول العربية من خلافات وانقسامات داخلية حالت دون تحقيق تنسيق سياسي فعال بين الدول الأعضاء. ومن هذه الخلافات: معارضة انضمام العراق إلى معاهدة بغداد، الصراع التقليدي بين الأسرة الهاشمية والسعودية، انتشار أفكار سياسية متضادة في بعض الدول العربية، وقيام أنظمة قومية عربية جديدة مثل حزب [[البعث]] في [[سوريا]] و[[العراق]]، و[[الناصرية]] في [[مصر]]، حيث اعتبر كل منها الجامعة وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية.


== الهيئات التابعة ==   
== الهيئات التابعة ==   

مراجعة ١١:٣٤، ٣٠ أغسطس ٢٠٢٥

الخطوة الثانية للثورة

جامعة الدول العربية هي منظمة تتألف من الدول العربية، تأسست في عام 1945 في القاهرة بهدف تعزيز وتنسيق العلاقات السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية بين الدول الأعضاء وكذلك علاقاتها الدولية.

خلفية التأسيس

ضعف الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر أدى إلى نمو الأفكار القومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. مع تصاعد نفوذ القومية التركية في حركة الليبرالية العثمانية، ازدادت المشاعر القومية بين العرب الذين كانوا يخشون فقدان هويتهم. طالب المفكرون والأحزاب العربية بتعزيز دور العرب التنفيذي في الدولة العثمانية أو الانفصال الكامل عنها. فقد طالب عبد الرحمن الكواكبي في كتابه "أم القرى" بفصل الخلافة عن العثمانيين وتسليمها للعرب، وشُكلت منظمات سياسية عديدة علنية وسرية لتحقيق انفصال العرب عن الدولة العثمانية. في عام 1913، عُقد أول مؤتمر عربي في باريس بمبادرة عدد من الطلاب العرب المنتمين لـ«حزب اللامركزية»، طالبوا فيه بمشاركة أكبر للعرب في الشؤون التنفيذية وإدارة الأراضي العربية بواسطة العرب. بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الخلافة العثمانية، خضعت الأراضي العربية تحت وصاية دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا.

خلال الحربين العالميتين، واجهت الأفكار القومية العربية تحديات جديدة مثل تنامي المشاعر المناهضة لـالصهيونية ومقاومة الوصاية. كما ساهم تأثير القومية الأوروبية على المثقفين العرب مثل عبد الرحمن الكواكبي وساطع الحصري في تشكيل هذه الظاهرة. كما أدت أنشطة أنصار ألمانيا في العراق إلى تحسن موقف بريطانيا تجاه التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع العرب. في عامي 1941 و1942، دعا وزير الخارجية البريطاني أنطوني إيدون رسميًا إلى وحدة العرب. وفي عام 1943، طرح رئيس وزراء العراق نوري السعيد في كتابه "الكتاب الأزرق" مشروع اتحاد يضم العراق، ما وراء الأردن، فلسطين، لبنان، سوريا، وغيرها، لكن الخلافات بين القادة العرب أعاقت التعاون والوحدة.

التأسيس

في عام 1944، نجح نحاس باشا، رئيس وزراء جمهورية مصر العربية وزعيم حزب الوفد، في جمع موافقة القادة العرب على عقد اجتماع في مصر. التقى وفود رفيعة المستوى من خمس دول: مصر، سوريا، العراق، ما وراء الأردن، ولبنان في الإسكندرية من 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944. كما أرسلت دول مثل السعودية، اليمن، ليبيا، المغرب، وفلسطين مراقبين إلى المؤتمر.

خلال جلسات المؤتمر، قُدمت ثلاثة مقترحات للتعاون والوحدة بين العرب: 1. تشكيل حكومة فيدرالية ذات مجلس ولجنة تنفيذية ذات سلطة مركزية كاملة؛ 2. إنشاء اتحاد حر للتعاون والتنسيق بين الدول العربية؛ 3. إقامة دولة موحدة ذات سلطة مركزية.

تم اعتماد المقترح الثاني. وفي نفس المؤتمر، تم اعتماد بروتوكول مكون من خمس مواد من بينها إنشاء اتحاد للدول العربية تحت إشراف مجلس جامعة الدول العربية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني باعتباره جزءًا من العالم العربي.

بعد المؤتمر، تشكلت لجنة من وزراء الخارجية وخبراء الدول العربية في فبراير ومارس 1945 لإعداد مسودة ميثاق جامعة الدول العربية. ثم عُقد مؤتمر عام لقادة سبع دول عربية (مصر، الأردن، لبنان، السعودية، سوريا، العراق، واليمن) في 17 مارس 1945 في القاهرة، بمشاركة مراقبين من الجزائر، ليبيا، المغرب، وتونس.

في 22 مارس من نفس العام، تم اعتماد ميثاق جامعة الدول العربية، وانضمت إليه اليمن في 10 مايو 1945. تضمن الميثاق مقدمة، 20 مادة، و3 ملاحق. وفقًا للمادة 4، تقبل فقط الدول العربية المستقلة كأعضاء، ويهدف الميثاق إلى تعزيز الروابط بين الدول الأعضاء وتنسيق برامجها السياسية، مع تشكيل لجان منفصلة لكل دولة عضو.

من بين بنود الميثاق احترام سيادة الدول الأعضاء والامتناع عن اتخاذ إجراءات ضد بعضها البعض. كما نص على مشاركة ممثل عن الشعب الفلسطيني بصفة دولة مستقلة في مجلس الجامعة حتى استقلال فلسطين.

في السنوات التي تلت اعتماد الميثاق، انضمت دول عربية أخرى حصلت على استقلالها السياسي، منها:

وفي عام 1976، انضمت منظمة التحرير الفلسطينية كممثل لفلسطين بعضوية كاملة في جامعة الدول العربية.

الاعتراف الرسمي في الأمم المتحدة

في عام 1950، اعترفت منظمة الأمم المتحدة بجامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية، ومنذ ذلك الحين أصبح بإمكان أمين عام مجلس الجامعة العربية حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب.

الخلافات الداخلية

منذ تأسيسها، عانت جامعة الدول العربية من خلافات وانقسامات داخلية حالت دون تحقيق تنسيق سياسي فعال بين الدول الأعضاء. ومن هذه الخلافات: معارضة انضمام العراق إلى معاهدة بغداد، الصراع التقليدي بين الأسرة الهاشمية والسعودية، انتشار أفكار سياسية متضادة في بعض الدول العربية، وقيام أنظمة قومية عربية جديدة مثل حزب البعث في سوريا والعراق، والناصرية في مصر، حيث اعتبر كل منها الجامعة وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية.

الهيئات التابعة

تتألف جامعة الدول العربية من عدة هيئات داخلية تعمل في مجالات مختلفة. ينص ميثاق الجامعة على تنظيم هيكلها التنفيذي. وفقًا للمادة 3، يتصدر هرم الجامعة مجلس يضم ممثلي جميع الدول الأعضاء، ولكل دولة صوت واحد بغض النظر عن عدد ممثليها. يعقد المجلس اجتماعاته مرتين سنويًا في مارس وأكتوبر، ويمكن عقد اجتماع طارئ بناءً على طلب ممثلي دولتين من الأعضاء. وفقًا للمادة 12، يُنتخب أمين عام الجامعة لمدة خمس سنوات بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس، ويعين الأمين العام رؤساء المكاتب ونوابهم بموافقة المجلس.

المقر الرئيسي

منذ تأسيس الجامعة، كانت القاهرة المقر الدائم للمنظمة، لكن بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، نُقل المقر إلى تونس. تتألف جامعة الدول العربية من لجان متعددة في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، ولها منشورات في الدول العربية وغير العربية.

معاهدة عسكرية

في عام 1950، وقع وزراء الدفاع والاقتصاد في الدول الأعضاء اتفاقية للتعاون العسكري والاقتصادي، وأُنشئت بموجبها هيئات تنفيذية مثل:

  • القيادة العربية المشتركة،
  • مجلس الدفاع المشترك،
  • اللجنة الدائمة للجيش ومجلس الاقتصاد.

المراجع

  • أحمد، ضياء الدين، حركة القومية العربية، ترجمة حيدر بوزرجهر، طهران، 1365 هـ ش؛
  • خدوري، ماجد، الاتجاهات السياسية في العالم العربي، ترجمة عبد الرحمن عالم، طهران، 1366 هـ ش؛
  • عنایت، حميد، دراسة في الفكر السياسي العربي، طهران، 1358 هـ ش؛
  • لوتسكي، فلاديمير، تاريخ العرب في العصور الحديثة، ترجمة برويز بابايي، طهران، 1356 هـ ش؛
  • نظر بلند، غلام رضا، «دراسة علاقات الجماعة الاقتصادية الأوروبية مع الدول العربية»، متوفر في مكتبة الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية، طهران؛
  • Americana؛
  • Britannica؛
  • Khalil, M., The Arab States and the Arab League, Beirut, 1962؛
  • Longrigg, S. H., Iraq, 1900 to 1950, Beirut, 1968؛
  • Macdonald, R., The League of Arab States, Princeton, 1965؛
  • Mansfield, P., «Arab Political Movements», The Middle East, London, 1973؛
  • The Middle East and North Africa, 1984-1985, London, 1984؛
  • Monroe, Elizabeth, «History and Politics», The Middle East, London, 1973؛
  • Polk, William, The United States and the Arab World, London, 1975.