الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إمام الجماعة»
| سطر ٩٦: | سطر ٩٦: | ||
{{مراجع}} | {{مراجع}} | ||
[[تصنيف: | [[تصنيف:المفاهيم و المصطلحات]] | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٣٤، ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥
إمام الجماعة أو الإمام هو الشخص الذي يقف في صلاة الجماعة ويتبع الناس خلفه. في النظام الاجتماعي والسياسي للإسلام، يجب أن يتحلى الإمام الذي يتولى إمامة الصلاة الجماعية بمجموعة من الفضائل والصفات التي تكون مصدر إلهام للآخرين أيضًا. في الفقه، يجب أن تتوفر في الإمام الجماعة شروط مثل البلوغ، العقل والعدل من أهمها. أداء الصلاة في جماعة من الأمور و الأعمال المستحبة التي حُثّ على القيام بها بشدة. ومن فوائد صلاة الجماعة أن ببركة الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) تُقبل صلوات الجميع.
الإمام الجماعة
في صلاة الجماعة، الذي يقف في المقدمة ويتبع الناس خلفه يُسمى الإمام. ويسمى أحيانًا أيضًا ```القيّم```. في النظام الاجتماعي والسياسي للإسلام، يجب أن يتحلى الشخص الذي يتولى القيادة الجماعية بمجموعة من الفضائل والصفات التي تلهم الآخرين أيضًا. في صلاة الجماعة، يجب أن يكون الإمام متفوقًا في العلم والعمل والتقوى والعدل على الآخرين.
في الحديث نقرأ: فَقَدِّمُوا أَفْضَلَكُمْ[١] وفَقَدِّمُوا خِيَارَكُمْ[٢] أي اقتدوا بأفضل وأفضل أنفسكم. هناك العديد من الأحاديث في هذا الشأن، ونذكر بعض الأمثلة: يجب أن يكون الإمام الجماعة شخصًا يثق الناس بإيمانه والتزامه[٣].
الإمام الصادق (عليه السلام) قال: الإمام الجماعة هو القائد الذي يقودكم إلى الله، فانظروا بمن تقتدون[٤].
أبوذر قال: إمامكم في القيامة شفيعكم، فلا تجعلوا شفيعكم من السفهاء والفاسقين[٥].
نهى عن الاقتداء بأشخاص مجهولين أو مفرطين في الدين أو الإمامة[٦].
الأشخاص الذين تعرضوا للجلد بسبب المعاصي العلنية أو الذين ولدوا من طرق غير شرعية لا يحق لهم أن يكونوا أئمة جماعة[٧].
يجب أن يكون الإمام الجماعة مقبولًا من الناس وإلا فإن تلك الصلاة غير مقبولة عند الله[٨].
الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية الكريمة: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ (الأعراف/31) قال: زينة المسجد الإمام الصالح والإمام الجماعة[٩].
بالطبع، ارتداء لباس نظيف، التوقير، التطيب وغيرها وردت في الأحاديث كزينة للمسجد.
الإمام الباقر (عليه السلام) قال: يجب أن يكون الإمام الجماعة من المتفكرين وأصحاب الفكر[١٠].
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من صلى خلف إمام عالم كأنه صلى خلفي وخلف إبراهيم[١١].
يجب على الإمام الجماعة مراعاة أضعف الناس وألا يطيل الصلاة[١٢].
اختيار الإمام الجماعة
بما أن التفوق والفضل شرط في الإمام الجماعة، فإذا كان في مكان ما عدة أشخاص يستحقون الإمامة، فهناك صفات وأولويات في الأحاديث تعلمنا كيف نميل إلى القيم ونختار الأفضل.
```من هذه الصفات:```
- من كان قراءته في الصلاة أفضل. اقْرَؤُهُمْ؛
- من كان أسبق في الهجرة. أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً؛
- من كان أعلم بالدين وأفقه في السُنّة[١٣].
- من كان أكبر سنًا. فَأَكْبَرُهُمْ سِنًّا؛
- من كان أكثر انسجامًا مع القرآن؛
- من كان أجمل وأبشَر[١٤]؛
- صاحب المنزل مقدم على الضيف في الإمامة؛
- الإمام الدائم مقدم على الوافدين الجدد إلى المسجد.
من بين هذه الميزات، تم التركيز على مسألة (العلم) أكثر من أي شيء آخر. هذه المعرفة والعلو في العلم شرط وميزة في كل مكان يكون فيه نوع من القيادة والإمامة. في الحديث: مَنْ صَلَّى بِقَوْمٍ وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ إِلَى السِّفَالِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ[١٥]. من يتولى إمامة الصلاة وقيادة الجماعة وهو ليس الأعلم بينهم، فإن شأن ذلك المجتمع يبقى في انحطاط دائم حتى يوم القيامة. وكما ذُكر في الحديث، يجب أن يكون الإمام الجماعة مقبولًا من الناس، وهذا القبول يتحقق بالعلم والطهارة والعدل والتواضع وحسن الخلق. ولا يجب أن نغفل أن أعداء الإسلام وأهل النفاق أحيانًا يشوهون سمعة الإمام الجماعة بالافتراء والاتهام والكذب ليبعدوه عن الناس. وعي الناس يحبط هذه المؤامرات الشريرة. لا ينبغي أن يقف الناس خلف من فقد قبوله بسبب الفسق والذنب والسلوك السيء، وليس بسبب دسائس الأعداء!...
العدل في الإمام الجماعة
```وفقًا لفقه الشيعة الإمامية، من شروط الإمام الجماعة أن يكون عادلًا.```
تم تعريف العدل في كتب الفقه الإمامي. يقول الفقهاء الكبار منهم الإمام الخميني (قدس سره): العدل حالة داخلية تمنع الإنسان من ارتكاب الذنوب الكبيرة وتكرار الذنوب الصغيرة[١٦]. النقاء، التقوى، والابتعاد عن الذنوب من علامات العدل. وبسبب أهمية هذه الصفة في النظام الإسلامي، تُعتبر من الامتيازات، وفي الفقه الإسلامي والدستور، شرط للوظائف العليا والمناصب الحساسة، ويجب أن تُسند الأمور المهمة في الدولة وشؤون الناس إلى الأشخاص العادلين.
انظر إلى بعض هذه المجالات التي يشترط فيها العدل:
- في الأمور العبادية، يجب أن يكون الإمام الجماعة عادلًا. - في الأمور السياسية والعبادية، مثل صلاة الجمعة، يجب أن يكون الخطيب وإمام الجمعة عادلًا. - في الأمور السياسية والقانونية، مثل تمثيل البرلمان وإقرار القوانين، يُعتبر رأي الفقهاء العادلين في مجلس صيانة الدستور معتبرًا. - في الأمور القانونية، يجب أن يكون أخذ وإعطاء الحقوق بشهادة العادلين. - في الأمور التربوية، تنفيذ الحدود الإسلامية وتأديب الظالم والمذنب يكون عندما يشهد العادلون على مخالفتهم والذنب. - في الأمور الاقتصادية، يجب أن يكون بيت المال في يد العادلين. - في الأمور الاجتماعية والثقافية، يجب أن يكون نشر الأخبار بيد العادلين، ولا يُعتمد على أخبار الفاسقين إلا بعد التحقيق والتدقيق. - في الأمور العسكرية، القائد الأعلى للقوات يجب أن يكون عادلاً. فالعدل من الركائز المهمة في النظام الحكومي الإسلامي وتولي المسؤوليات الاجتماعية وتنظيم شؤون الحياة.
كيفية التعرف على العدل
رغم أن التمتع بالعدل وامتلاك ملكة ترك الذنب من الأمور الداخلية للأشخاص، إلا أنه يمكن معرفة وجوده أو عدمه من خلال العلامات التي تظهر في حياة وأعمال الأشخاص. في الأحاديث، تظهر بعض هذه العلامات وتُذكر بعض المعايير التي يمكن بها اعتبار الشخص عادلاً. سُئل الإمام الصادق (عليه السلام): من هو العادل؟ فأجاب: "إذا غضّ طرفه عن المحارم ولسانه عن الآثام وكفه عن المظالم"[١٧]، أي من يحفظ بصره عن المحرمات ولسانه عن الذنوب ويده عن الظلم. رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديثه يعرّف الإنسان الشريف والعادل: "من عامل الناس فلم يظلمهم وحدّثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو من الذين كملت مروتهم وظهرت عدالتهم..."[١٨]. سُئل الإمام الصادق (عليه السلام): من أين نعرف عدل الإنسان؟
فأجاب: "ما دام الإنسان صاحب حياء وعفة، ولم يرتكب الذنوب في مأكله وملبسه وشهوته، وابتعد عن الكبائر مثل الزنا، الربا، الخمر، الفرار من القتال... (التي يهدد بها القرآن)، ولم يبتعد عن جماعة المسلمين إلا لعذر، فهذا الإنسان عادل، وحرام تفتيش عيوبه وغيبته بين الناس..."[١٩].
وفي أحاديث أخرى: "احسنوا الظن بمن يصلي الصلوات الخمس في الجماعة، وقبلوا شهادته"[٢٠].
ربما ما يصفه الفقهاء كحسن ظاهر في العدل هو حضور الشخص في المناسبات والجماعات الإسلامية وابتعاده عن أماكن الفساد والمعاصي، مما يجعل الناس يثقون به ويعتبرونه عادلاً وصحيح العمل.
الإمام الباقر (عليه السلام) في شأن عدل النساء قال:
"ما دام المرأة ملتزمة بـالحجاب ومن عائلات محترمة، وتطيع زوجها، وتبتعد عن الأفعال السيئة والتبرج غير اللائق، فهي عادلة"[٢١].
في بعض الأحاديث، يُعتبر الفاسق من الذين جُلدوا علنًا بسبب ذنوبهم القبيحة، أو الذين يُشتهرون بين الناس بالمعاصي أو يُشتبه فيهم[٢٢].
لكن معنى العدل في شخص لا يعني أنه لم يرتكب ذنبًا طوال حياته، لأن هذه الصفة خاصة بالأنبياء والأولياء المعصومين. ولكن يكفي أن لا يُرى عليه ذنب كبير في الظاهر.
ولا يُنسى أنه إذا قال شخص إنه ليس عادلاً، لكن الناس عرفوه عادلاً ومتقيًا، يمكن أن يكون إمام الجماعة ويجوز للناس الاقتداء به، وإذا رغب الناس في الاقتداء به فلا يجوز له الرفض[٢٣]، وحتى إذا تبين بعد الصلاة أن الإمام لم يكن عادلاً، فتلك الصلوات التي صليت خلفه صحيحة ولا يلزم إعادتها[٢٤].
مواضيع ذات صلة
المراجع
- ↑ الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 377.
- ↑ نفس المصدر.
- ↑ المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 1، ص 490.
- ↑ الشيخ حر العاملي، وسائل الشيعة، ج 5، ص 416.
- ↑ ملا محسن فيض كاشاني، الوافي، ج 2، ص 177.
- ↑ المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 1، ص 491.
- ↑ نفس المصدر.
- ↑ الشيخ حر العاملي، وسائل الشيعة، ج 5، ص 417.
- ↑ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي، نور الثقلين، ج 2، ص 19.
- ↑ المحدث النوري، مستدرك الوسائل، ج 1، ص 492.
- ↑ نفس المصدر.
- ↑ الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 381.
- ↑ الشيخ الكليني، الكافي، ج 3، ص 376.
- ↑ ملا محسن فيض كاشاني، الوافي، ج 1، ص 177، الشيخ الصدوق، وسائل الشيعة، ج 5، ص 419.
- ↑ الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 378.
- ↑ تحرير الوسيلة، ج 1، بحث الإمام الجماعة.
- ↑ علامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 75، ص 248.
- ↑ نفس المصدر، ج 67، ص 1.
- ↑ الشيخ الطوسي، الاستبصار، ج 3، ص 12.
- ↑ الشيخ حر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18، ص 291.
- ↑ الشيخ الطوسي، الاستبصار، ج 3، ص 13.
- ↑ الشيخ حر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18، ص 295.
- ↑ محمد حسن النجفي، جواهر الكلام، ج 13، ص 277، الإمام الخميني، تحرير الوسيلة، ج 1، شروط الإمام الجماعة.
- ↑ تحرير الوسيلة، نفس المصدر.