الغدیر (کتاب)
الغدير في الكتاب والسنة والأدب، هو عمل مشهور للعلامة عبد الحسين أميني، أحد العلماء الكبار في الإسلام والتشيع. موضوع هذا الكتاب هو إثبات الإمامة والخلافة المباشرة لـ علي بن أبي طالب (عليه السلام) في واقعة غدير وإثبات مذهب الشيعة. على الرغم من أن الهدف الرئيسي والمبدئي للكاتب هو إثبات حديث الغدير وتواتره، إلا أنه جمع أيضًا كل ما يعتبره مهمًا للأمة الإسلامية في هذا الكتاب. يتكون كتاب الغدير من 20 مجلدًا، حيث تم طباعة 11 مجلدًا باللغة العربية، وتمت ترجمته إلى 22 مجلدًا باللغة الفارسية.
تقديم موجز للكاتب
وُلِد عبد الحسين أميني في عام 1320 هـ في تبريز، وتلقى المقدمات العلمية في مدارس تلك المدينة. ثم انتقل إلى النجف حيث واصل دراسته عند كبار الأساتذة، وفي شبابه حصل على إجازة اجتهاد ورواية من مراجع كبار مثل سيد أبو الحسن أصفهاني ومحمد حسين نائيني وشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، حيث ذكر كل منهم مقاماته العلمية والدينية والاجتماعية وأشادوا بها.
العلامة أميني قام برحلات بسيطة واقتصادية للبحث عن المصادر اللازمة لكتابة كتاب الغدير. خلال هذه الرحلات، كان يبحث عن المكتبات العامة والشخصية، حيث كان يدرس ويستنسخ ويجمع المراجع، ويلتقي بالأساتذة، ويقوم بالإرشاد والنشر للولاء الصحيح، وأحيانًا يؤدي صلاة الجماعة ويعقد المنابر العامة. زار العديد من المدن والدول لأغراض البحث، بما في ذلك: حيدر آباد دكن، علي جره، لكهنؤ، كانبور، جلالي (في الهند)، رامبور، فوعه، معرفه، قاهرة، حلب، نبل، دمشق، وغيرها.
تقديم الكتاب
كتاب الغدير في الكتاب والسنة والأدب هو عمل للعلامة أميني يتناول الدفاع عن حق جانشينية أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، حيث يهدف الكاتب إلى محاربة الانحرافات والتحريفات التي حدثت منذ بداية نشر الإسلام وإثبات الحق.
يعتبر الكاتب حديث الغدير من أكثر الأحاديث تأكيدًا وتواترًا التي نُقلت عن النبي. ولتحقيق ذلك، يذكر سند الحديث من الصحابة والتابعين حتى علماء القرن 14، مع التركيز على مصادر أهل السنة والجماعة، ويظهر تواتره. بالإضافة إلى ذلك، يستشهد الكاتب بالتفصيل بأشعار من الصحابة والتابعين والأجيال اللاحقة لدعم ادعاءاته، ويجيب بشكل قاطع على التهم التي وُجهت إلى الشيعة من قبل بعض علماء أهل السنة والجماعة، مع تقديم أدلة مقبولة لديهم. من المواضيع الأخرى التي يتناولها هذا الكتاب هي المعرفة الدينية للخلفاء الثلاثة والأحداث المؤسفة التي وقعت على أيديهم.
عنوان الغدير
«الغدير في الكتاب والسنة والأدب»، تعني «غدير في الكتاب (القرآن)، السنة والأدب». اختيار هذا العنوان لهذا الكتاب يعني أن من ينكر حديث الغدير وما يتعلق به، في الواقع ينكر القرآن الكريم، السنة، الأدب، التاريخ ومجموعات المعرفة الشعرية العربية، لأن الكاتب قد أثبت ادعاءاته بأدلة موثوقة وشهادات قاطعة من المصادر الثلاثة المذكورة.
في كتاب «الغدير»، تم ذكر حوالي 150 كتابًا من أهم كتب المسلمين - في مجالات مختلفة - التي شكلت شخصيات الأفراد والمجتمعات على مر التاريخ، وتمت مراجعة محتوياتها وفقًا لمعايير ومصادر أهل السنة والجماعة؛ بحيث يمكن القول إن كاتب الغدير قد حقق نوعًا من إعادة البناء العلمي، ونجح في تصحيح المكتبة العامة للإسلام، لأن هذه الـ 150 كتابًا من علماء الإسلام القدامى والمعاصرين، من تاريخ الطبري إلى فجر الإسلام أحمد أمين، توفر مقياسًا لمئات الكتب الأخرى وآلاف المسائل الأخرى.
دور «الغدير» في «الوحدة الإسلامية»
الدور الإيجابي للغدير في الوحدة الإسلامية هو أنه:
أولًا، يوضح المنطق المدلل للشيعة ويثبت أن توجه حوالي مئة مليون مسلم نحو التشيع (وفقًا للإحصاءات قبل الثورة) - على عكس الدعاية السامة من بعض الأشخاص - لم يكن ناتجًا عن تيارات سياسية أو عرقية وما إلى ذلك، بل كان نتيجة لمنطق قوي يعتمد على القرآن والسنة.
ثانيًا، يثبت بطلان بعض التهم الموجهة إلى الشيعة، مثل:
- يفضل الشيعة غير المسلمين على المسلمين غير الشيعة.
- يفرح الشيعة بهزيمة المسلمين غير الشيعة على يد غير المسلمين.
- يذهب الشيعة إلى زيارة الأئمة بدلاً من الحج.
- أو أن الشيعة يفعلون كذا وكذا في الصلاة وفي الزواج المؤقت.
ثالثًا، يقدم شخصية مظلومة ومجهولة القدر أمير المؤمنين علي (عليه السلام), الشخصية العظيمة التي يمكن أن تكون قدوة لجميع المسلمين، ويقدم ذريته الطاهرة للعالم الإسلامي [١].
نظرة عامة على مجلدات الكتاب
المجلد الأول
في هذا المجلد، بعد نقل حديث الغدير، يذكر الكاتب 110 من كبار صحابة النبي الذين رووا هذا الحديث، ويذكر أسماءهم واحدًا تلو الآخر بالاعتماد على مصادر أهل السنة. بعد الصحابة، يُذكر أسماء 84 من التابعين الذين رووا هذا الحديث، ويتم عرض آراء علماء الرجال من أهل السنة حولهم.
بعد التابعين، يُذكر أسماء 360 من علماء الرواية لهذا الحديث من القرن الثاني الهجري حتى القرن الرابع عشر. في الفصل التالي من الكتاب، يتم ذكر الكتاب الذين كتبوا أعمالًا مستقلة حول حديث الغدير، وفي الفصل الذي يليه، يتم عرض الاحتجاجات التي تمت بشأن حديث الغدير. آيات القرآن المتعلقة بالغدير هي الموضوع التالي في المجلد الأول من كتاب الغدير، وبعد ذلك يتم دراسة عيد الغدير وقصة تهنئة عمر وأبو بكر وغيرهم من الصحابة للإمام علي (عليه السلام)، ومكانة هذا العيد لدى أهل البيت (عليهم السلام) ويتم دراسة أقوال بعض العلماء من أهل السنة والجماعة حول الغدير وكذلك سند حديث الغدير.
تتناول الفصول اللاحقة من الكتاب مضامين ومعاني هذا الحديث، حيث ينقل الكاتب شبهات بعض علماء أهل السنة ويقوم بدراستها، ويظهر دلالة هذا الحديث بناءً على القرائن المختلفة.
المجلد الثاني
يتناول المجلد الثاني من مجموعة الغدير الأشعار المتعلقة بالغدير. يبدأ الكاتب أولاً بدراسة مكانة الشعر والشعراء في القرآن والسنة. ثم يستعرض شعراء الغدير في القرن الأول الهجري، حيث يستشهد بأشعار أمير المؤمنين (عليه السلام) وحسان بن ثابت وقيس بن سعد بن عبادة وعمرو بن عاص ومحمد بن عبدالله حُميري، مع أدلة تاريخية موثوقة، والتي يمكن استخدامها لدعم مضامين ومعاني الغدير لإثبات جانشينية الإمام علي (عليه السلام). بعد هؤلاء، يُذكر شعراء من القرن الثاني الهجري الذين نظموا شعرًا حول الغدير: كميت الأسدي وسيد حُميري وعبدي الكوفي؛ ثم يُذكر شعراء القرن الثالث: أبو تمام الطائي ودعبل الخزاعي.
المجلد الثالث
يبدأ المجلد الثالث من الغدير باستمرار شعراء الغدير في القرن الثالث الهجري. ثم يتناول نقد بعض أعمال المستشرقين حول الإسلام، وبعد ذلك يذكر ابن الرومي وأفو حماني في سياق الحديث عن شعراء القرن الثالث. ويستعرض الكاتب أيضًا زيد الشهيد ورؤية الشيعة عنه، مع الأخذ بعين الاعتبار شبهات بعض علماء أهل السنة.
ثم يتناول الكاتب بالتفصيل التهم التي وجهها بعض علماء أهل السنة إلى الشيعة، وينقدها بأسلوب موثق، وفي هذا السياق، يناقش فضائل أهل البيت (عليهم السلام) والقرآن والتحريف والمتعة.
تتناول بقية مواضيع هذا المجلد شعراء الغدير في القرن الرابع الهجري: ابن طباطبا الأصفهاني، ابن علويه الأصفهاني، المفجع، أبو القاسم صنوبري، القاضي التنوقي، أبو القاسم زاهي، وأبو فراس الحمداني.
المجلد الرابع
تتناول محتويات المجلد الرابع استمرار شعراء الغدير في القرن الرابع الهجري، وبعد ذلك، شعراء القرن الخامس والسادس. من بين هؤلاء، يوجد أشخاص مثل أبو الفتح كشاجم وصاحب بن عباد وشريف الرضي وشريف المرتضى وأبو العلاء المعري وخطيب خوارزمي.
المجلد الخامس
المجلد الخامس يتناول استمرار شعراء الغدير في القرنين السادس والسابع الهجريين. الموضوعات الأخرى التي تم تناولها في هذا المجلد هي:
- حديث رد الشمس؛
- صلاة ألف ركعة؛
- محدث في الإسلام؛
- علم الأئمة الشيعة بالغيب؛
- نقل الجنازة إلى المشاهد المشرفة؛
- زيارة؛
- وضع حديث.
في جميع هذه المواضيع، يرد الكاتب على التهم التي وجهها بعض علماء أهل السنة إلى الشيعة.
المجلد السادس
هذا المجلد يحتوي على شعراء الغدير في القرن الثامن الهجري، ومن بينهم الإمام الشيباني الشافعي وشمس الدين المالكي وعلاء الدين الحلي. الموضوع الآخر الذي تم طرحه في هذا المجلد هو علم عمر بن الخطاب وأخطائه في القضاء، حيث تم تناول هذا النقاش وفقًا لمصادر أهل السنة، وفي سياق ذلك تم مناقشة نهي عمر عن المتعتين (متعة الحج ومتعة النساء).
المجلد السابع
يبدأ المجلد السابع بشعراء الغدير في القرن التاسع، ثم يتناول المبالغات التي حدثت حول فضائل أبو بكر، وفي سياق ذلك يتم تناول علمه ومعرفته الدينية وكذلك مناقشات فدك. النقاش الختامي في هذا المجلد هو إيمان أبو طالب، حيث يذكر الكاتب لمطالبه مستندات متنوعة تشمل الأشعار، وأقوال أخرى، وأعمال أبو طالب، وأحاديث من المعصومين.
المجلد الثامن
يبدأ هذا المجلد بمواصلة الحديث عن إيمان أبو طالب، حيث يتم فحص بعض الشبهات التي تم طرحها استنادًا إلى بعض آيات القرآن، ويستمر النقاش مع حديث ضحضاح. ثم تتناول محتويات هذا المجلد المبالغات التي حدثت حول فضائل أبو بكر، وبعد ذلك يتم تناول المبالغات حول عمر بن الخطاب، وتتناول النقاشات التالية حول عثمان، حيث يتم تناول علمه، وعطاياه من بيت المال، وأخيرًا نفي أبو ذر إلى ربذه في زمن عثمان.
المجلد التاسع
تناقش مواضيع هذا المجلد استمرار دراسة فضائل عثمان وتعامله السيء مع ابن مسعود وعمار، ونفي النبلاء من الكوفة إلى الشام. كما تتناول بعض أقوال وآراء بعض صحابة النبي حول عثمان وقصة مقتله.
المجلد العاشر
تتناول المجلدات الأولى من المجلد العاشر الغدير استمرار المبالغات حول فضائل الخلفاء الثلاثة. تستمر المناقشة حول ابن عمر وأعماله السيئة، وفي هذا السياق، يتم طرح مسألة البيعة مع يزيد. كما يتم تناول المبالغات حول معاوية بن أبي سفيان وذكر أخطائه وبدعه وجرائمه وأعماله السيئة الأخرى، بما في ذلك الحرب مع أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وماجرى في التحكيم.
المجلد الحادي عشر
يبدأ هذا المجلد بدراسة تعامل معاوية بن أبي سفيان مع الإمام حسن المجتبي (عليه السلام)، ويستمر بمناقشة تعامل معاوية مع شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) والجرائم التي ارتكبها بحق حجر بن عدي ورفاقه. بعد ذلك، يتم دراسة نقد المبالغات الكاذبة حول معاوية، وفي هذا السياق يتم ذكر المبالغات والقصص الخرافية التي تم اختلاقها حول فضائل بعض الأشخاص.
كما تتناول مواضيع هذا المجلد شعراء الغدير من القرن التاسع إلى الثاني عشر الهجريين. في نهاية هذا المجلد، يعد الكاتب بمجلد 12 الذي سيتضمن ذكر بقية شعراء الغدير، لكن وفاة المؤلف لم تسمح له بنشرها.
حالة النشر
النسخة الأصلية من كتاب «الغدير» تتكون من عشرين مجلدًا، وقد تم نشر أحد عشر مجلدًا منها حتى الآن. تم نشر الترجمة الفارسية للغدير في 22 مجلدًا من قبل مؤسسة بعثة. تم إصدار النسخة الجديدة من الغدير مع تحقيق وتعليق الأستاذ سيد عبد العزيز طباطبائي.
مواضيع ذات صلة
روابط خارجية
الهوامش
- ↑ مجموعة آثار الأستاذ الشهيد مطهري «الغدير والوحدة الإسلامية (ست مقالات)»؛ ج 25، ص 32، مع بعض التعديلات.