السيد علي القاضي الطباطبائي
السيد علي القاضي الطباطبائي، عارف وأستاذ أخلاق في الحوزة العلمية النجفية في القرن الرابع عشر الهجري. حضر في مدرسته الأخلاقية عدد من العلماء والفقهاء ومراجع التقليد، ومن تلاميذه السيد محمد حسين الطباطبائي، سيد هاشم الموسوي حداد، محمد تقى بهجت والسيد أبو القاسم الخوئي. كان القاضي الطباطبائي يتبع في التصوف طريقة ملا حسينقلي همداني، ولم يكن يرى إمكانية وصول السالك إلى مقام التوحيد دون قبول ولاية الأئمة والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). في طريقته الصوفية، كان أداء المستحبات، وزيارة قبور الأولياء، والتوسل إلى الإمام الحسين (عليه السلام)، واختيار الشيخ له مكانة كبيرة. كان يعتبر رسالة السلوك والتزكية لـبحر العلوم أفضل كتاب عرفاني، ويوصي بطريقة الإحراق. وقد وردت عنه كرامات كثيرة.
الأسرة
كان السيد علي من علماء التصوف وأساتذة الأخلاق في الحوزة النجفية في القرن الرابع عشر الهجري. وُلد في 13 ذو الحجة 1282 أو 1285 هـ ش في تبريز[١].
تنتمي أسرته إلى سادة الطباطبائي، وكانوا مشهورين بالفضل والتقوى، ومعظمهم في لباس روحاني، وينحدر نسبهم إلى إبراهيم الطباطبا، حفيد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)[٢]. أما والده، السيد حسين القاضي (توفى 1314 هـ ش)، فقد كان من تلامذة ميرزا الشيرازي في سامراء، ثم عاد إلى تبريز واهتم بتزكية النفس. كتب تفسيرًا مختصرًا للقرآن، وتفسيرًا لسورة الفاتحة، وتفسيرًا غير مكتمل لسورة الأنعام. وكانت والدته، ميرزا محسن القاضي التبريزي (ت 1306 هـ ش)، من العلماء والزهاد، وكانت تصاحب ملا هادي سبزواري[٣].
الأساتذة
تعلم القاضي الطباطبائي مبادئ العلوم الدينية والأدبية في مسقط رأسه[٤]. قرأ على والده كتاب الکشاف عن حقائق التنزیل. إلى جانب والده، كان من أساتذته موسي تبريزي (مؤلف حاشية رسائل الشيخ الأنصاري) ومحمد علي قرهداغي[٥]. كما تعلم الأدب الفارسي والعربي على يد الشاعر المعروف محمد تقى نيري تبريزي، المعروف بحجة الإسلام[٦]، ولفترة، بناءً على نصيحة والده، تتلمذ على الإمام قلي نخجواني لتزكية النفس[٧].
الأساتذة في النجف
في عام 1308 هـ ش، هاجر إلى النجف لطلب العلم[٨]، ودرس على أساتذة مثل:
حصل على علوم الفقه والأصول والحديث والتفسير وغيرها، وكان حسين خليلي أستاذه في الأخلاق[٩].
التلاميذ
تخرج من مدرسة القاضي العديد من العلماء والفقهاء ومراجع التقليد. من أهم تلاميذه:
- السيد محمد حسين الطباطبائي، الذي كان من أقارب الأستاذ، وكان يُعرف أولاً بالقاضي، لكنه فضّل أن يُعرف بطباطبائي احترامًا لأستاذه[١٠].
- سيد محمد حسن الإلهي
- عباس هاتف قوچاني[١١]، درس عند القاضي لمدة 13 سنة[١٢].
- سيد هاشم حداد الموسوي، الذي كان تلميذ القاضي لمدة 28 سنة، وذكر أستاذه عنه أنه تذوق التوحيد حتى صار من المستحيل أن يتزعزع فيه شيء[١٣].
- سيد حسن الأصفهاني المسقطي، الذي كان يدرس الشفاء والأسفار في النجف، وبناءً على توصية سيد أبو الحسن الأصفهاني، المرجع الشيعي آنذاك، وأستاذه القاضي، اضطر للهجرة من النجف إلى مسقط[١٤].
- السيد أبو القاسم الخوئي، الذي تلقى منه توجيهات، وبعد 40 يومًا من التأمل حصل على كشف ورؤية مستقبله في التدريس والوصول إلى المرجعية[١٥].
- علي أكبر المرندي، درس عند القاضي 16 سنة[١٦].
- محمد تقى بهجت فومني[١٧].
- سيد محمد حسيني همداني[١٨]، قرأ أجزاء من جامع السعادات لـمحمد مهدي نراقي عند القاضي.
- علي محمد بروجردي، كان يقوم بتدريس دروس القاضي[١٩].
- مرتضى الأنصاري اللاهجي[٢٠].
- سيد حسن الكشميري[٢١].
- سيد أحمد الكشميري[٢٢].
- مرتضى المدرس الجيلاني.
- مرتضى المدرس الأربعي.
- سيد حسين بادكوبي[٢٣].
- سيد عبد الكريم الكشميري.
- سيد عباس الكاشاني.
- محمد تقى الأملي.
- ميرزا إبراهيم السستاني[٢٤].
- سيد أحمد الفهري الزنجاني، أحد آخر من حضر مجلس القاضي[٢٥].
- سيد مرتضى فيروزآبادي، مؤلف كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة لدى أهل السنة، كان يسكن بجوار القاضي، ويحضر دروسه في الأخلاق والتصوف، وكان من أسرار أستاذه[٢٦].
كرامات القاضي
روى عنه الكثير من الكرامات مثل الطَيّ الأرضي، وإماتة الأفاعي باستخدام اسم الله المميت[٢٧]، إحياء الموتى بدعائه، معرفة أحوال وأفكار وأفعال الناس، التنبؤ بالمستقبل ومنها التنبؤ بـالمرجعية لـسيد أبو الحسن الأصفهاني، وتنبؤه بموعد وفاته، وظهور نور منه أثناء الصلاة[٢٨]. وقد نقل عن أبو القاسم الخوئي أن حوادث فوق طبيعية حدثت عند وفاة السيد علي القاضي[٢٩]، كما قيل إن كرامات ظهرت أيضًا من قبره[٣٠].
الوفاة
أصيب القاضي في سنواته الأخيرة بمرض الاستسقاء، وتوفي في 6 ربيع الأول 1366 هـ / 9 بهمن 1325 هـ ش، وأدى عليه سيد جمال الدين الجلبيكاي صلاة الجنازة، ودُفن في وادي السلام قرب مقام صاحب الزمان (عجل الله فرجه), إلى جانب والده. وقد استخلص محمد سماوي تاريخ وفاته من عبارة «قضي على العلم بالأعمال»[٣١].
انظر أيضًا
الهوامش
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، ج1 قسم 4، ص1565؛ روحاني نژاد، ص26.
- ↑ حسيني الطهراني، 1423 ب، ص 32-34، یادنامه عارف کبیر، ص 6.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، ج1، قسم 2، ص529؛ معلم حبيب آبادي، ج3، ص1030؛ نفسه، ج5، ص1474.
- ↑ غروي، ج2، ص272.
- ↑ مؤلف حاشية على شرح لمعة.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، ج1، قسم 4، ص1565؛ روحاني نژاد، ص29، 45.
- ↑ حسن زاده، ص159، 171-172.
- ↑ محمد حسن قاضي، صفحات من تاريخ الإعلام، ج1، ص18؛ روحاني نژاد، ص27؛ آقا بزرگ الطهراني، هناك: سنة 1313.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، ج1، قسم 4، ص1565-1566.
- ↑ حسيني الطهراني، 1423 ب، ص13، هامش 1، ص35
- ↑ قاضي طباطبائي، 1385 ش، مقدمة سيد محمد حسن قاضي، ص7؛ روحاني نژاد، ص56.
- ↑ حسيني الطهراني، 1427، ص101.
- ↑ حسيني الطهراني، 1427، ص12-13، 101؛ انظر أيضًا حداد، سيد هاشم الموسوي.
- ↑ حسيني الطهراني، 1423 أ، ج3، ص285؛ نفسه، 1427، ص102-103.
- ↑ فاطمي نيا، ج2، ص196-197.
- ↑ روحاني نژاد، ص80.
- ↑ انظر رخشاد، ج1، ص188
- ↑ نفس الصفحة 44.
- ↑ حسيني همداني، ص45-46؛ حسن زاده، ص156.
- ↑ انظر حسيني الطهراني، 1425، ج14، ص280، هامش 1.
- ↑ حسيني الطهراني، 1423 أ، ج2، ص282
- ↑ حسيني الطهراني، 1423 ب، ص28.
- ↑ صدوقي سوها، ص293، 354، 392.
- ↑ روحاني نژاد، ص56
- ↑ حسيني الطهراني، 1427، ص142، هامش 1؛ للاطلاع على مزيد من تلاميذه راجع روحاني نژاد، هناك.
- ↑ فيروزآبادي، مقدمة سيد محمد فيروزآبادي، ص7-8.
- ↑ انظر حسيني الطهراني 1402، ج1، ص231-235؛ نفسه، 1423 ب، ص370-371.
- ↑ فاطمي نيا، ج3، ص98-99، 112-114؛ روحاني نژاد، ص148، 150-153.
- ↑ موسوي، ص60.
- ↑ انظر في "في محضر الأفلاكيين"، ص66-67.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، ج1، قسم 4، هناك؛ یادنامه عارف کبیر، ص14-15؛ معلم حبيب آبادي، ج7، ص2696، الذي كتب تاريخ الوفاة 4 ربيع الأول.
المصادر
- آقا بزرگ الطهراني، طبقات الإعلام الشيعية: نقباء البشر في القرن الرابع عشر، ج1، النجف، 1373/1954م
- نفسه، طبقات الإعلام الشيعية: نقباء البشر في القرن الرابع عشر، 2/1، القسم الرابع من الجزء الأول، النجف 1381/1962م
- محمد هادي أميني، معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام، النجف 1413/1992م
- صادق حسن زاده ومحمود طيار مراغي، أسوة العارفين: أقوال وما لم يقال عن العارف الكامل العلامة ميرزا علي آقا قاضي تبريزي، قم 1383 ش
- حسن حسن زاده آملی، «علامة طباطبائي في منظار التصوف النظري والعملي»، كيهان أنديشه، العدد 26، مهر وأبان 1368 ش
- سيد محمد حسين حسيني الطهراني، علم الله، مشهد 1423 أ
- نفسه، علم الإمام، ج14، مشهد 1425
- نفسه، التوحيد العلمي والواقعي، مشهد 1428
- نفسه، رسالة لب اللباب في السلوك والتزكية لأولي الألباب، مشهد 1426
- نفسه، الروح المجردة: یادنامه الموحد العظيم والعارف الكبير الحاج سيد هاشم الموسوي حداد، مشهد 1427
- نفسه، علم المعاد، ج1، طهران 1402
- نفسه، مهر تابان، مشهد 1423 ب
- سيد محمد حسيني همداني، مقابلة مع الأستاذ آية الله حسيني همداني (النجفي)، الحوزة، السنة 5، العدد 6، رقم مسلسل 30، بهمن وآذار 1367 ش
- خان بابا مشار، مؤلفو الكتب المطبوعة بالفارسية والعربية منذ البداية وحتى الآن، [طهران] 1343 ش
- في محضر الأفلاكيين، فريق البحث الغدير، طهران 1389 ش
- محمد حسين رخشاد، في محضر حضرة آية الله العظمى بهجت، قم 1389 ش
- رسالة السلوك المنسوبة إلى بحر العلوم، طبع سيد محمد حسين حسيني الطهراني، طهران 1360 ش
- حسين روحاني نژاد، بحر خروشان: سيرة العالم الرباني السيد علي القاضي (ره)، طهران 1387 ش
- منوچهر صدوقي سوها، تحرير ثاني تاريخ الحكماء والمتصوفة المتأخرين، طهران 1381 ش
- صلح كل (مجموعة من ما لم يقال عن حياة آية الله السيد علي القاضي في مقابلة مع أبنائه)، من تأليف مجموعة من الكتاب، طهران 1382 ش
- عطش (ما لم يقال عن سير التوحيد الكامل العظيم للسيد علي القاضي الطباطبائي)، هيئة تحرير مؤسسة شمس الشموس الثقافية، طهران 1383 ش
- سيد محمد غروي، مع علماء النجف الأشرف، بيروت 1420/1999 م
- حسين غفاري، فلسفة التصوف الشيعي، طهران 1383 ش
- سيد عبد الله فاطمي نيا، نقاط مختارة من كلمات الأستاذ فاطمي نيا، مشهد 1386 ش
- سيد مرتضى فيروزآبادي، فضائل الخمسة عليهم السلام في الصحاح الستة لأهل السنة، ترجمة محمد باقر ساعدي، قم [1373 ش]
- السيد علي القاضي الطباطبائي، شرح دعاء سمات، طهران 1385 ش
- سيد محمد حسن القاضي الطباطبائي، صفحات من تاريخ الإعلام، [قم] [بلا تاريخ]
- مصطفى كرمي نژاد، في حي المجهولين، قم 1377 ش
- محمد علي معلم حبيب آبادي، مكارم الآثار، ج3، أصفهان 1351 ش
- نفسه، مكارم الآثار، ج5، أصفهان [بلا تاريخ]
- نفسه، مكارم الآثار، ج7، أصفهان 1374 ش
- تقى بن حسين موسوي، قدوة العارفين: سيرة العارف الكبير سيد حسن المسقطي الموسوي وكراماته، بيروت 1428/2007 م
- یادنامه عارف کبیر سيد علي القاضي (ره)، تحت إشراف مهدي پروين زاد، كيهان فرهنگي، العدد 206، آذر 1382 ش