الجهاد الإسلامي في مصر
الجماعة الإسلامية المصرية أو الجهاد الإسلامي المصري هي منظمة جهادية تأسست في سبعينيات القرن العشرين. تخضع هذه المنظمة لعقوبات من مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة بسبب تحالفها مع القاعدة وطالبان[١]. كما أن أنشطتها محظورة في العديد من الدول، بما فيها الفيدرالية الروسية[٢]. اغتيال أنور السادات في 26 أكتوبر 1981 نفذه خالد الإسلامبولي أحد أعضاء هذه المنظمة، كما أن الجهاد الإسلامي الفلسطيني تأسس في البداية كفرع لهذه المنظمة وعمل كجناح لها. الهدف الأساسي للجهاد الإسلامي هو الإطاحة بحكومة مصر وإقامة حكومة دينية في البلاد. أعلن أيمن الظواهري، الذي يتزعم هذه المنظمة منذ عام 1991، في يونيو 2001 عن الاندماج الرسمي للمنظمة مع حليفها القديم تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وتشكيل منظمة جديدة باسم "قاعدة الجهاد".
التاريخ
تعود نشأة الجماعة أو تنظيم الجهاد إلى جذور في حركة الإخوان المسلمين، وقد تشكلت من اتحاد جماعتين إسلاميتين مصريتين؛ واحدة في القاهرة بقيادة مهندس إلكترونيات يُدعى عبد السلام فرج، والثانية في صعيد مصر. كان فرج يرى أن قيادة تنظيم "الجهاد" هو الركن الأهم في الدين، ولم يكن يقتصرها على الدفاع ضد هجوم الكفار. بل من وجهة نظره، أي أرض تُدار بقوانين غير قوانين الإسلام تُعتبر أرض كفار، وحكامها مستحقون للموت. هذا الحكم شمل أيضًا قادة جمهورية مصر العربية الذين استمدوا قوانين البلاد بشكل أساسي من القوانين الأوروبية وأداروا البلاد على أساسها. تعرف هذه الجماعة بأسماء عديدة: الجهاد الإسلامي، الجهاد الإسلامي المصري، الجهاد، مجموعة الجهاد، والجماعة الإسلامية. الجهاد الإسلامي جماعة دينية مسلحة تؤمن بفكرة إقامة حكومة إسلامية في مصر عن طريق القوة، وتستهدف أي كيان علماني، خاصة الحكومات العربية العلمانية. الهدف الرئيسي لهذه الجماعة هو إسقاط الحكومة المصرية، واستبدالها بحكومة إسلامية، ومهاجمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل داخل مصر وخارجها. ظهرت هذه الجماعة في سبعينيات القرن العشرين - كظاهرة سياسية أكثر منها جماعة منظمة - في السجون ولاحقًا في الجامعات المصرية. بعد الإفراج عن معظم السجناء الإسلاميين من قبل محمد أنور السادات في أعقاب عام 1971 م، بدأت عدة جماعات أو خلايا شبه عسكرية في تنظيم نفسها تحت أسماء مختلفة، بما فيها حزب التحرير الإسلامي، وجماعة التكفير والهجرة، والنجاة من النار، والجهاد.
اغتيال أنور السادات
بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979 م، أدى غضب الجماعات الإسلامية إلى قيام جماعة الجهاد باغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981 م. مثل هذا العمل مؤشرًا على قدرة المقاتلين الإسلاميين على ضرب بنية الحكم في مصر.
عهد حسني مبارك
بدأت السنوات الأولى من حكم مبارك بهدوء مؤقت. لكن الجماعات الإسلامية المسلحة عادت إلى الساحة مجددًا وواجهت الحكومة بتحدٍ. يمكن إرجاع بعض أسباب نشوء هذا التحدي إلى المشكلات الاجتماعية الناجمة عن سياسات التكيف الهيكلي الاقتصادي، والتقلبات الكبيرة في عملية التحول الديمقراطي، مما أدى إلى خيبات أمل اجتماعية واقتصادية مزمنة، نتج عنها انتشار البطالة بين الخريجين. على الرغم من هذه الظروف، وبسبب عدم ميل الناس إلى هذه الجماعات وضعف عضويتها، تمكنت الحكومة من مواجهتها بوسائل مختلفة.
العمليات العسكرية
مع نشوء أجواء التوتر، بدأت جماعة الجهاد في شن هجمات مسلحة ضد كبار المسؤولين في الحكومة المصرية، وتنفيذ تفجيرات ضد المنشآت الرسمية المصرية والأمريكية. إلى جانب تحملها مسؤولية اغتيال السادات عام 1981، حاولت جماعة الجهاد اغتيال حسن الفي وزير الداخلية السابق في أغسطس 1993، ورئيس الوزراء عاطف صدقي في نوفمبر من العام نفسه، كما نفذت تفجيرًا في السفارة المصرية في إسلام آباد عام 1995.
مكاتب التمثيل
تتركز أنشطة هذه الجماعة في مصر، لكنها شكلت شبكة خارج الأراضي المصرية وأنشأت مكاتب في دول مثل اليمن، أفغانستان، باكستان، السودان، لبنان، بريطانيا ودول أخرى. يُقدَّر عدد أعضاء هذه الجماعة مع مؤيديها من مختلف الجماعات بالآلاف[٣].
