انتقل إلى المحتوى

علي الخفيف

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٣:٠٩، ١٥ ديسمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (نقل Negahban صفحة مسودة:علي الخفيف إلى علي الخفيف دون ترك تحويلة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
علي الخفيف
الإسمعلي الخفيف
سائر الأسماءالشيخ علي الخفيف
التفاصيل الذاتية
الولادة1891 م، ١٣٠٨ ق، ١٢٦٩ ش
مكان الولادةمصر مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية
الوفاة1978 م، ١٣٩٧ ق، ١٣٥٦ ش
مكان الوفاةمصر منطقة الزيتون
الدينالإسلام، أهل السنة
الآثاركان له بحوث في المسائل الجديدة في الفقه الإسلامي مثل: بحثه عن "التأمين" في الفقه الإسلامي؛ وفي أحكام الفقه الجزئية وفروعه المتفرِّقة ومسائله المنثورة في أبوابها المختلفة في صورة نظريات كلِّية عامَّة، وكذلك اهتم أيضًا بالمقارنة الفقهية بين المذاهب، بجمع الآراء الفقهية المختلفة.
النشاطاتكان فقيها نابغة وباحثا متفردًا ومؤلفا متميزا، وكان واحدًا من أعلام كلية الحقوق بجامعة القاهرة على مر تاريخها.

الشيخ علي الخفيف من أحد كبار الفقهاء في عصرنا الحاضر، والمجدِّدين في صياغة الفقه وتقريبه، وهو أستاذ لجيل كبير وواسع من القضاة ورجال القانون والمحامين وأساتذة الجامعات، وكان له بحوث في المسائل الجديدة في الفقه الإسلامي مثل: بحثه عن "التأمين" في الفقه الإسلامي؛ وفي أحكام الفقه الجزئية وفروعه المتفرِّقة ومسائله المنثورة في أبوابها المختلفة في صورة نظريات كلِّية عامَّة، وكذلك اهتم أيضًا بالمقارنة الفقهية بين المذاهب، بجمع الآراء الفقهية المختلفة، والموازنة بينها، وترجيح بعضها على بعض.

نشأته وتكوينه العلمي

ولد الشيخ على الخفيف في بلدة "الشهداء" بمحافظة المنوفية المصرية عام (1309هـ-1891م ) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر الشريف بالقاهرة سنة (1321هـ= 1903م)، وظل به ثلاث سنوات، ثم التحق سنة (1325هـ=1907م) بمعهد "الإسكندرية" الديني،الذي أسسه العلامة الشيخ محمد شاكر والد المحدث الشيخ أحمد والأديب المحقق محمود شاكر، لكنه لم يمكث به سوى بضعة أشهر عاد بعدها إلى القاهرة؛ ليلتحق بمدرسة القضاء الشرعي، وتخرج فيها عام (1334هـ= 1915م)، وعُيِّن مدرسًا بها نظرًا لتفوقه ونبوغه.

وظائفه وأعماله

وفي عام (1340هـ ـ= 1921م) نُقل الشيخ علي الخفيف قاضيًا في المحاكم الشرعية، وظل فيها حتى عام (1348هـ= 1929م)، ثم عُيِّن محاميًا شرعيًا لوزارة الأوقاف، ثم مديرًا للمساجد بها حتى عام (1358هـ= 1939م)، وعين في نفس العام أستاذًا مساعدًا للشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم رُقِّيَ أستاذًا عام (1364هـ= 1944م)، وبعد بلوغه سن التقاعد انتدب للتدريس لطلبة الدراسات العليا، حتى وفاته. اختير عام (1373هـ= 1953م) أستاذًا بمعهد الدراسات العربية العالية التابعة لجامعة الدول العربية، وعُيِّن عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، واختير عضوًا في المجلس الأعلى للأزهر سنة (1387هـ= 1967م)، وعضوًا في موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ثم عضوًا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة (1389هـ= 1969م).

اساتذته

أخذ الشيخ علي الخفيف العلمَ عن شيوخ وعلماء أفذاذ، مثل الشيخ أحمد إبراهيم بك(1364هـ -1945 م)،ومحمد عاطف باشا بركات( 1924م)، والشيخ محمَّد الخضري(1927م)، ومحمَّد عبد المطلب واصل، وغيرهم.

آثاره العلمية

لم يكن الشيخ علي الخفيف قاضيًا شرعيًا أو أستاذًا عاديًا للشريعة، ولكنه كان فقيها نابغة وباحثا متفردًا ومؤلفا متميزا، وكان واحدًا من أعلام كلية الحقوق بجامعة القاهرة على مر تاريخها. وقد بذل الشيخ علي الخفيف جهودًا مُخلصة في تقريب أحكام الشريعة وتنظيم دراستها، وكان له فضل السبق في استخلاص نتائج آراء الفقهاء الكبار من بطون الكتب المستفيضة والشروح الواسعة، وتيسير الاطلاع على ما تنطوي عليه وتقديمه في أسلوب سهل يمكن الاستفادة منه. وقد تميزت دراسات وأبحاث الشيخ علي الخفيف التي أعدها خلال فترة وجوده في كلية الحقوق باهتمام كبير بالدراسات المقارنة، وتحديد أوجه الشبه والخلاف بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية . ولم يكن إنتاج الشيخ مكررًا ولا على نمط واحد، وإنما جاء إنتاجه العلمي متنوعًا،فقد جاء بعضه في معالجة مسائل قديمة في الفقه الإسلامي، وجاء بعضه في دراسة مسائل جديدة، مثل: بحثه عن "التأمين" في الفقه الإسلامي؛ حيث رأى جوازه في بعض أنواعه مثل: التأمين التعاوني الذي يتحمل به المستأمنون أنفسهم بعضهم ببعض، والتأمين الاجتماعي الذي تقوم به الحكومة خدمة للمرضى والعجزة والمحالين إلى التقاعد، وفصَّل القول في التأمين ضد الحوادث وضد المسؤولية، وأوضح أن الضرر فيه يسير لا يحول دون صحته. وقد تضمنت دراسات وبحوث الشيخ علي الخفيف عدة مجالات واهتمامات، فقد اعتنى بتنظير الفقه الإسلامي، وذلك بصياغة أحكام الفقه الجزئية وفروعه المتفرِّقة ومسائله المنثورة في أبوابها المختلفة في صورة نظريات كلِّية عامَّة. واهتم أيضًا بالمقارنة الفقهية بين المذاهب، بجمع الآراء الفقهية المختلفة، والموازنة بينها، وترجيح بعضها على بعض. كما اجتهد في تقنين الفقه الإسلامي، بصياغته في مبادئ عامَّة ومواد قانونية مرتبة على غرار القوانين الحديثة من مدنية وجنائية وتجارية تسهّل على القاضي الكشف عن الحكم الشَّرعي وتكييف القضية المعروضة عليه. وكانت محاضراته التي ألقاها بالمعهد العالي للبحوث والدراسات العربية بعنوان : "الملكية في الشريعة الإسلامية"، من أبرز جوانب إنتاجه العلمي.

منهجه الفقهي

وكان منهج الشيخ الخفيف التيسير على الناس، ولعل الذي عزز فيه هذا الاتجاه عمله بالقضاء؛ فوقف على أحوال الناس ومشكلاتهم وقضاياهم، وصبغ ذلك تفكيره؛ فلم يغرق في النظريات أو الفروض، وجاءت حلوله عملية ومبنية على أصول شرعية. وقد لاقت دعوةُ الشيخ علي الخفيف لتجديد الفقه آذاناً صاغية، وتأثر به الطُّلاب ممَّن درسوا على يديه في كل من مدرسة القضاء الشَّرعي، وكلِّية الحقوق، ومعهد الدِّراسات العربية العالية، وقد أكرمه الله تعالى فمدَّ في عمره حتى رأى تلاميذه أساتذة وفقهاء، وشاهد أحفاده أساتذة وعلماء، وأدرك أبناءهم متخصِّصين في الفقه والقانون، وهم جميعاً يدينون له بالفضل والأستاذية، ومن هؤلاء: الشيخ محمد أبو زهرة، والدكتور عبد الوهاب عزام، والدكتور إبراهيم مدكور، وخالد الجميلي العراقي ، ومحمد البلتاجي ، وغيرهم كثير. ولم يمنع تدريس الشيخ علي الخفيف للأستاذ أبو زهرة لفترة قصيرة’وتقارب السن بينهما ، والمشاركة في التلقِّي عن الشيوخ ، أن يصفه في أكثر من موضع بشيخنا وأستاذنا، ولم يكن ذلك ليمنعه أيضا من الرد عليه في بعض ما جنح فيه عن الصواب ، كما في بحث الشيخ الخفيف المنشور في مجلة الوعي الإسلامي الكويتية في العدد 85سنة 1392 ، والذي دعا فيه إلى ضرورة التحاكم أمام القاضي عند الطلاق ،وإيقاع العقوبة بالسجن والغرامة على المطلق من غير تحكيم للقضاء ، فكتب الأستاذ أبو زهرة ردا محكما طويلا ،نشره في العدد 87 من المجلة نفسها، وفند فيه هذه الدعوى ، وقد نشرتها في " جمهرة فتاوى أبو زهرة " يسَّر الله صدورها .

شخصيته وأخلاقه

يتمتَّع الشيخ علي الخفيف في الأوساط العلمية بمكانةٍ مرموقة، فهو أصوليٌّ محقِّق ، وفقيهٌ متمكِّن، و لغويُّ مدقِّق وصاحب لسانٍ بليغ، وقد ترسَّخت عنده الملكة الفقهية، ودعا إلى تجديد الفقه الإسلامي قولاً وعملاً. وكان الشيخ علي الخفيف شخصية محبَّبة تنفذ إلى قلوب الآخرين بكلِّ تقديرٍ واحترامٍ وإجلال، وذلك لما يتمتَّع به من أخلاق حسنة وسمات حميدة، يبدو عليه سمت العلماء، وجلال الفقهاء، وهيبة القضاة، فهو طويل الصَّمت، جهير الصَّوت، عفُّ اللِّسان، كريم النَّفس، هادئ الطبع، لا يدخل في معارك مع مخالفيه.

وفاته

توفي الشيخ رحمه الله تعالى في (6 من شعبان 1398هـ=12 من يوليو 1978م) بعد حياة علمية حافلة، عن عمر يناهز 89 عامًا. وأقام له مجمعُ اللغة العربية بالقاهرة حفلَ تأبين، تكلَّم فيه كل من الدكتور إبراهيم مدكور رئيس المجمع، والدكتور أحمد الحوفي أحد أعضاء المجمع ، ونيابةً عن أسرة الفقيد الدكتور حميد الخفيف [١].

مواضيع ذات صلة

الهوامش

المصدر