انتقل إلى المحتوى

المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الإسلامية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٣:٤١، ٢ أغسطس ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (المصادر)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

```المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الإسلامية```، تحت عنوان ```«استراتيجية تقريب المذاهب الإسلامية»```، عقد ابتداءً من يوم الأحد 24 أبريل 2005م، الموافق 15 ربيع الأول 1426هـ، بمشاركة أكثر من 120 شخصية فكرية من عالم الإسلام من 34 دولة، من بينهم آية الله تسخيري، أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، الشيخ عبد الأمير قبلان، نائب رئيس مجلس الشيعة الأعلى في لبنان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عمان، مولوي محمد إسحاق مدني، نائب رئيس المجلس الأعلى لمجمع تقريب المذاهب الإسلامية، برهان الدين رباني، الرئيس السابق لأفغانستان، الشيخ صالح العبيد، وزير التربية والتعليم في السعودية، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، مدير عام منظمة الإيسيسكو، الدكتور عبد الصبور شاهين، الباحث والمحقق المسلم المصري، وقد استمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في مبنى قمة القادة في طهران.

مراسم الافتتاح

آية الله تسخيري، الأمين العام لـالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، قال في افتتاح المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الإسلامية: إن مؤتمر الوحدة الإسلامية في كل دورة يطرح أحد أهم القضايا الفكرية والعقائدية التي تحتاجها الأمة الإسلامية، ويجذب الآراء والأفكار العامة إليها. وأضاف: نريد أن نتابع أهدافنا في إطار عملي أكثر. وأكد أن مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي تجاوز اليوم الشكل التقليدي ودخل إلى مراكز صنع القرار والتنفيذ في عالم الإسلام، خاصة مؤتمر القادة الإسلاميين. واعتبر إعداد وثيقة علمية وتنفيذية لاستراتيجية تقريب المذاهب تحولاً مهماً في هذا المؤتمر، مضيفاً أن قرارات وثيقة الاستراتيجية ستُعتمد بعد موافقة المجلس الأعلى للمجمع.

المتحدثون

نائب رئيس مجلس الشيعة الأعلى في لبنان

الشيخ عبد الأمير قبلان، نائب رئيس مجلس الشيعة الأعلى في لبنان، أكد في كلمته على مبدأ الحوار القرآني، قائلاً: هذا الكتاب هو كتاب الله لجميع الناس، ويتناسب مع تطورات العقل والفكر والعلم والحضارة البشرية، ولا يوجد شيء لم يطرح القرآن له حلاً، خاصة فيما يتعلق بكيفية تعامل المسلم مع أخيه المسلم. وأضاف: يجب على المسلم اتباع المنهج القرآني، لذا يجب مواصلة الحوار القرآني مع الآخرين. المذاهب مختلفة بسبب التنوع والاختلاف، والله خلق الجميع نحو الخير. وأوضح أن الله اختار الحوار كأساس ليولد المودة والمحبة بينهم. في المجال التربوي، هناك العديد من الحوارات، مثل اعتراض الملائكة على خلق الإنسان، لكن الله قال لهم إنه أعلم منهم. لذلك، نتابع الحوار للوصول إلى تفاهم. وأكد أن الحوار وسيلة جيدة توجه الإنسان نحو الخير، وأن الله يدعو إلى الحوار العقلي مع الصبر والجلد، وينبغي تجنب العناد الجاهل في الحوارات. وأشار إلى التوترات والحروب في العراق، أفغانستان، السودان ولبنان وغيرها، معبراً عن أمله في صدور فتوى من الأمة الإسلامية تدين كل إهانة للإسلام. وأضاف: يجب وضع حد لتجاوزات النظام الصهيوني، ونسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق، ويجب تشكيل وفد لزيارة العراق والتعاون مع العلماء لإيجاد حلول لمنع التحركات الإرهابية.

مفتي عمان الأكبر

مفتى عمان الأكبر، أحمد بن حمد الخليلي، أكد على الوحدة بين المسلمين، قائلاً: الرسالة التي تقربنا إلى الله وتؤكد وحدانيته هي الوحدة بين الأمة الإسلامية. وأضاف: القضايا التي تؤدي إلى الوحدة بين المسلمين أكثر بكثير من تلك التي تسبب الفرقة. وأكد أن قضايا العالم الإسلامي كلها هدف للأعداء، ويجب أن نسعى لتقوية الوحدة والتنسيق بيننا للوصول إلى الحبل الإلهي.

نائب رئيس المجلس الأعلى لمجمع تقريب المذاهب الإسلامية

محمد إسحاق مدني، نائب رئيس المجلس الأعلى لمجمع تقريب المذاهب الإسلامية، قال في المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الإسلامية في طهران: جعل الله الأمة الإسلامية أفضل الأمم، لذا يجب أن يسود الاعتدال في جميع علاقاتنا الاجتماعية والفردية. وأضاف: أفضل من حقق الوحدة بين الناس هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). واعتبر الإيثار أهم سمة في عصر صدر الإسلام، حيث كان المسلمون متحدين حتى سنوات طويلة، وكانت الأمة الإسلامية أفضل أمة على الأرض. وأشار إلى أنه لم يظهر في القرون الأخيرة شخصية مثل السيد روح الله الموسوي الخميني، الذي جمعنا اليوم في هذا المؤتمر بتبصره وتركيزه على الوحدة.

الرئيس السابق لأفغانستان

برهان الدين رباني، الرئيس السابق لأفغانستان وأحد متحدثي المؤتمر، أكد أن حملة تشويه الإسلام هي أخطر قضية تواجه عالم الإسلام اليوم. وأضاف: هناك جهات تريد تصوير الإسلام، دين المساواة والأخوة والسلام والأمن، على أنه دين الإرهاب للعالم. وأوضح أن بعض العناصر داخل العالم الإسلامي تعمل لصالح الدول الاستعمارية للقيام بأعمال إرهابية داخل هذه البلدان. وأشار إلى أن العالم الإسلامي هو أكبر ضحية للإرهاب، وأن المسلمين يتعرضون لهجمات إرهابية كبيرة في مختلف البلدان، في حين تحاول وسائل الإعلام الغربية تصوير الإسلام كدين الإرهاب. وقال رباني: الأعداء يزرعون عدم الأمن في أقدس أماكن العالم الإسلامي لإظهار أن الإسلام لا يوفر الأمن، ومن واجبنا الوقوف في وجه هذه الحملات التي تسعى لتشويه صورة المسلمين. وشدد على ضرورة الحفاظ على الوحدة والتماسك بين المسلمين، مشيراً إلى أن الغرب يحاول دمج الدول الضعيفة بثقافات وهويات وأديان مختلفة ضمن ثقافات كبرى لتحقيق مصالحه السياسية. وأكد أننا نمر بمرحلة صعبة في تاريخ العالم الإسلامي، حيث يسيء الأعداء إلينا بسهولة، وهناك تحديات كبيرة لتحقيق مجتمع إسلامي مثالي، لكننا نأمل أن تقود الاستراتيجية المعتمدة في هذا المؤتمر إلى مستقبل مشرق.

وزير التربية والتعليم السعودي

الشيخ صالح العبيد، وزير التربية والتعليم في السعودية، أشار في كلمته إلى قضية التنوع الفكري والعرقي، وقال: هذا التنوع يدفعنا نحو الوحدة، والله خلقنا لتحقيق المشتركات، وهذا الطريق يقودنا إلى الوحدة، بينما يسعى أعداؤنا إلى التفرقة. وأضاف: حضورنا في هذا المؤتمر هو لتعزيز الحوار، ويجب أن نستمر في طريق الحوار. وذكر أن إعادة طرح فكرة حوار الحضارات من قبل رئيس إيران يجب أن تنتشر، ونحن بحاجة إلى العمل على ذلك. وأوضح أن التحدي الأول هو شخصي ومجتمعي، ويجب أن نمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجتمعاتنا ونعمل على تحقيق السلام بيننا وبين عالم الإسلام. وأشار إلى الأوضاع في العراق وفلسطين والتهديدات ضد لبنان وسوريا، وقال إن هناك خطة لتضعيف الدول الإسلامية، لذا يجب على كل شخص أن يعمل في موقعه لخدمة الأمة والعالم الإسلامي.

مدير عام منظمة الإيسيسكو

عبد العزيز بن عثمان التويجري، مدير عام منظمة الإيسيسكو، أكد أن تقريب المذاهب الإسلامية ضرورة، وقال في المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الإسلامية: نشر ثقافة التقريب من خلال الفهم الصحيح والفقه المعاصر المبني على أسس قوية يمكن أن يقودنا إلى الوحدة. وأضاف: تقع مسؤولية إدخال ثقافة الوحدة على عاتق العلماء المسلمين، ونتمنى أن يكون هذا المؤتمر خطوة فعالة لتحقيق هذا الهدف. وأوضح أن الإيسيسكو تبذل جهوداً في مجال تقريب المذاهب، وقد نوقشت المذاهب السبع في اجتماعين خبراء وتم تقديمها ضمن استراتيجية إلى المؤتمر الإسلامي واعتمدت كسند رسمي. وأكد التويجري على أهمية تعاون المسلمين للخروج من مأزق الحضارة في ظل العولمة والاستكبار الذي يسعى لتشكيل ثقافات الشعوب، وطلب من جميع العلماء الحاضرين العمل على نشر ثقافة الأخوة بين المسلمين.

الباحث والمحقق المسلم المصري

الدكتور عبد الصبور شاهين، الباحث والمحقق المسلم المصري، قال في المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الإسلامية: لقد نوقشت قضية الوحدة الإسلامية كثيراً، لكننا اليوم في مرحلة يجب أن ننتقل فيها إلى التنفيذ، لأننا نواجه تحديات كثيرة. وأضاف: لقد واجهونا بأساليب سيئة جداً، وهم يسعون لزرع الفرقة بيننا، وقد استهدفوا الدول الإسلامية، بدءاً من أفغانستان ثم العراق. وذكر شاهين أن أحد الجنرالات الأمريكيين قال إنهم استخدموا قنبلة هيدروجينية في العراق، لكن لم يُسأل أحد عن ذلك. وأكد أن إيران قادرة على تحقيق الحركة الإسلامية، وأن الوحدة هي الحل الفعال في مواجهة كل الهجمات. ولفت إلى أن عالم الإسلام يشكل جزءاً كبيراً من سكان العالم، ويجب أن يتحد كما حدث في الاتحاد الأوروبي رغم اختلافاتهم. وقال: إذا اتحد المسلمون، فإنهم يسيرون نحو مصالحهم، ويجب أن نسعى الآن لتحقيق هذا الاتحاد من أجل السلام العالمي. وأضاف: اتحاد العالم الإسلامي سينقذ المسلمين من الاستكبار والإرهاب الحقيقي (الولايات المتحدة الأمريكية).

الأمين العام السابق لمجمع تقريب المذاهب الإسلامية

محمد واعظ زاده الخراساني، الأمين العام السابق وعضو المجلس الأعلى لـالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، قال: توحيد الآراء الدينية بإزالة الخلافات ليس مرغوباً فيه، لأنه لا يتوافق مع حرية الاجتهاد، بل يتحقق التوحيد والوحدة بالطريق السليم وهو طريق التقريب الذي يركز أولاً على المشتركات الكثيرة. وأضاف: الخلاف بين المذاهب أو بين العلماء في مذهب واحد يعود إلى اختلاف الفهم للكتاب والسنة أو طرق استنباط الأحكام الدينية أو فهم الأحاديث التي اختلفوا في معناها. وأكد أن القيام بعمل علمي جماعي لحل المشكلات الفقهية المطروحة، ودراسة عميقة للوصول إلى وفاق في مسائل مختلفة، يمكن أن يكون فعالاً في تنسيق السياسة والمصلحة والمنافع لـالأمة الإسلامية والوحدة الإسلامية.

البيان الختامي للمؤتمر

اختتم المؤتمر الدولي الثامن عشر للوحدة الإسلامية بإصدار بيان، جاء فيه:

  • المؤتمر يدين أي عمليات عدوانية ضد الشعوب المسلمة في أي مكان من الأراضي الإسلامية مثل شيشاني، كشمير، الفلبين وتايلاند.
  • المؤتمر يعلن دعم عالم الإسلام لـجمهورية إيران الإسلامية في تطوير قدراتها النووية لأغراض سلمية، ويدين أي محاولات لمنع إيران من الاستفادة من تخصيب اليورانيوم.
  • يحيي المؤتمر المقاومة الإسلامية الشريفة في فلسطين، لبنان، العراق وكل الأراضي المحتلة في العالم الإسلامي، ويعلن أن المقاومة حق مشروع للشعوب، ويعارض كل ما يسمى الإرهاب سواء كان فردياً أو حكومياً، ومداناً شرعاً وإنسانياً.

خطاب الإمام الخامنئي في لقاء ضيوف المؤتمر

في لقاء مسؤولين الدولة والمفكرين الأجانب المشاركين في المؤتمر الثامن عشر للوحدة الإسلامية وسفراء الدول الإسلامية في إيران، بارك قائد الثورة الإسلامية النبي محمد مصطفى (صلى الله عليه وآله) والإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، ودعا عالم الإسلام إلى الوحدة واليقظة ضد مؤامرات الفرقة التي يزرعها الاستكبار.

الوحدة من أهم حاجات الأمة الإسلامية اليوم ودائماً

السيد علي الحسيني الخامنئي اعتبر الوحدة من أهم حاجات الأمة الإسلامية اليوم ودائماً، وأكد أن المعيار والمحور الذي تدعو إليه جمهورية إيران الإسلامية وعالم الإسلام هو وجود النبي الكريم وذكره الشريف. وأشار إلى أن واقع العالم الإسلامي اليوم ناتج عن قلة الاهتمام بـ«قضية الوحدة»، وأن بعض الخلافات القومية والمذهبية والسياسية موجودة طبيعياً، ويمكن تجاوزها بالاعتماد على تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، لكن أيدي أعداء الإسلام لا تتوقف عن خلق الفرقة والخصومة بين المسلمين، وهو أمر أصعب التغلب عليه. وصف قائد الثورة يقظة الأمة الإسلامية بأنها تزيد من تعقيد مؤامرات الفرقة التي يحيكها الولايات المتحدة الأمريكية، الصهيونية، وغيرها من المستكبرين، وأضاف أن الموارد الطبيعية الهائلة، والتراث الثقافي العظيم، والقوة البشرية الفعالة، والسوق الكبير الذي يضم 1.5 مليار مسلم، كلها أسباب تجعل قوى الهيمنة تطمع في السيطرة على العالم الإسلامي، لكن وحدة المسلمين تشكل سدًّا قويًا أمام هذه المؤامرات، ولهذا يبذل أعداء الإسلام كل جهدهم لكسر هذا السد. أشار إلى أن الثورة الإسلامية في إيران أوصلت الأمة إلى اليقظة والثقة بالنفس والأمل، وأن الأعداء يركزون مؤامراتهم على جمهورية إيران الإسلامية، لكنهم يسعون للسيطرة على العالم الإسلامي من أفريقيا إلى الشرق الأوسط وحتى شرق آسيا. وحذر أن عدم الوقوف في وجه مؤامرات الاستكبار سيؤدي إلى تعرض كل دولة إسلامية للهيمنة. أشار إلى فقر فكر أعداء الإسلام في تقديم مذهب وفكر راقٍ وجذاب، وأنهم رفعوا راية حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب لتغطية هذا العجز، في حين أن أمريكا والصهيونية هما من يقودان انتهاك حقوق الإنسان ودعم الإرهاب. أكد أن مسؤولية النخب والمثقفين والسياسيين وأصحاب الأقلام في مواجهة مؤامرات الاستكبار معقدة وثقيلة، وشدد على ضرورة المواجهة الواعية لهذه المؤامرات وكشف عداء أمريكا والصهيونية للإسلام، وإبقاء قلوب المسلمين متفائلة بمستقبل مشرق، مع الاستعانة بالعقل والحكمة لتعزيز قوة الأمة الإسلامية داخلياً، وتشجيع الصمود أمام الظالمين العالميين، حتى ينفذ الله وعده ويصل الإسلام والمسلمون إلى مكانتهم المستحقة.

معرض الصور

مواضيع ذات صلة

الهوامش

المصادر