فلسطين

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٤:٤٥، ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة M.nazari (نقاش | مساهمات)

فلسطين بلد عربي إسلامي ومنشأ الأديان السّماوية والحضارات العظيمة. بلد صغير من حيث الجغرافيا والذي واقع في الشرق الأوسط وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، وله حدود مشتركة مع دول لبنان وسوريا ومصر والأردن، ويربط بين القارّات الثلاث: آسيا وإفريقيا وأوروبا، كالجسر. تُعرف فلسطين بالقلب النابض للعالم العربي وحلقة الوصل بين الشرق والغرب. ولهذا تتمتع هذه الأرض بموقع إستراتيجي في الشرق الأوسط وبين الدّول العربية الإسلامية. وبمعنى آخر هي أوسع من دولة فلسطين الحديثة وتشمل أجزاء من لبنان وسوريا.

تاريخ فلسطين

تعود قدمة تاريخ فلسطين إلی قدمة الوجود الإنساني على الأرض. فهذه البلاد هي مهد الأديان السّماوية العظيمة، وموطن الحضارات العالميّة الشهيرة. عاشت في هذه المنطقة مجموعات عرقية مختلفة ذات أديان مختلفة مثل المسلمين والمسيحيين واليهود علی مدی التاريخ. ولكن ينبغي البحث عن أصل الأديان التوحيدية بعد قدوم إبراهيم (عليه السلام) إلى هذه البلاد، التي مسجد الأقصى هو قبلة المسلمين الأولى فیها.

كما ورد في الوثائق التاريخية، فإن أوّل علامات لحياة الإنسان المبكرة، التي يعود تاريخها إلى 12 ألف سنة قبل المسيح، شهدت في فلسطين. على سبيل المثال، تعدّ مدن مثل غزّة وأريحا ومجد من أقدم المدن في العالم. وبالطبع لم يكن للوضع الجغرافي المناسب غیر متأثّر على هذا الأمر، فلذا ازدهرت الزراعات والتجارات في هذه الأرض منذ آلاف السنين قبل المسيح.

الشعب الفلسطيني

الشعب الذي يعيش في فلسطين حالياً، هم أحفاد الأشخاص الذين عاشوا دائمًا في هذه الأرض، والذين يرتبط معظمهم بالأصل العربي من حيث الثقافة واللغة. وتبيّن في الدراسات الوراثية أن غالبية السكّان المسلمين الذين يعيشون في هذه الأرض، بالإضافة إلى المواطنين العرب من الإسرائيليّين، هم أبناء اليهود والمسيحيين وغيرهم من سكّان المناطق الجنوبية من بلاد الشام، الذين يعود تاريخ وجودهم إلى عصور ما قبل التاريخ. اعتنق معظم السكّان الفلسطينيّين للإسلام، بعد إنتصارات المسلمين في القرن السابع، وطبعاً بقي الكثير منهم على دين المسيح، ومنهم الدروز والسامريون.

وبحلول عام 200 م، كان عدد السكّان الفلسطينیّین حوالي ثمانية ملايين نسمة ومعظمهم من الفلسطينيين المسلمين، الذين کان أصلهم ساميّین ولغتهم اللغة العربية.

يتکلّم الشعب الفلسطيني، إمّا کانوا مسلمين أو مسيحيّين، باللغة العربية وبلكنة فلسطينية، وبعض العرب يعتبرون اللغة العبرية لغتهم الثانية ويتكلّمون بها بسهولة.

عاصمة فلسطين ومدنها المهمّة

عاصمة فلسطين هي القدس، وهي ذات أهمية خاصّة بالنسبة للإسلام والمسيحية واليهودية. تقع محافظات فلسطين في منطقتي الضفة الغربية وقطاع غزّة. المحافظات التابعة للضفة الغربية هي جنين، طوباس، طولكرم، نابلس، قلقيلية، سلفيت، رام الله، البيرة، أريحا، القدس، بيت لحم، والخليل. والمحافظات المرتبطة بقطاع غزّة هي محافظة شمال غزّة، غزة، دير البلح، خان يونس، رفح.

وتعتبر مدن غزة، بيت لحم، الخليل، حيفا، عكا وعسقلان من أهمّ المدن في فلسطين.

مکانة فلسطين في العالم الإسلامي

اتّخذ أهالي فلسطين الإسلام ديناً لهم من عصر الإسلام وفي عهد الخليفة الثاني، ومن ثمّ خضعوا لحكم الحكومات الأموية والعباسية والفاطمية والعثمانية. وبعد أن انتصر الصليبيون على المسلمين في الحرب، حكموا علی فلسطين فترة، ثم استعاد المسلمون أرضهم. وفي القرن الماضي، أي عام 1917، احتلّت بريطانيا فلسطين، وأدى ذلك إلى احتلال إسرائيل لهذا البلد عام 1948، وما زال هذا الإحتلال مستمراً حتى الآن.

ولهذا البلد أهمية كبيرة في العالم الإسلامي من نواحٍ عديدة؛ إنّ وجود المسجد الأقصى في فلسطين باعتباره القبلة الأولى للمسلمين، وأيضا حدوث المعراج النبوي منها قد ميز مكانة هذه البلاد وعرفت فلسطين في القرآن بأسماء مثل الأرض المقدسة والأرض المباركة. بالإضافة إلى أنّها فهي مسقط رأس ومدفن العديد من الأنبياء.

وبعد وصول الإسلام إلى فلسطين استقر الشيعة في هذا البلد. وعلى الرغم من أنه ليس لديهم عدد كبير من السكان، ومع ذلك، فإن أهم المجموعات المنسوبة إلى الشيعة تشمل المجلس الشيعي الأعلى في فلسطين، وجمعية الشقاقي، وحركة الصابرين.

الحرکة الإسلامية الفلسطينية

فلسطين، وهي ملتقى الأديان السماوية الثلاث الكبرى (الإسلام والمسيحية واليهودية)، لها تاريخ حافل بالأحداث والأحزان. حكمت هذه البلاد كمستعمرة لروما الغربية عام 395 م، وحكمها العرب المسلمون من منتصف القرن السابع إلى القرن السادس عشر. وكانت جزءً من الإمبراطورية العثمانية من عام 1517 إلى عام 1917.

وعقد أوّل مؤتمر للصهيونية للوصول إلى أرض الميعاد عام 1897 في مدينة بال بسويسرا بقيادة «هرتزل»، وأعلن هدفه هکذا: «هدف الصهيونية هو خلق وطن عرقي للشعب اليهودي في أرض فلسطين».

وعلى إثر هذا الإجراء الذي اتّخذه المؤتمر الصهيوني، قدّمت بريطانيا في نوفمبر 1917، خطّة عرفت بإعلان بلفور لإقامة دولة مستقلة للأمّة اليهوديّة في فلسطين، وهجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى هذه الأرض.

وهذا القرار الأوّل للمستعمر الأوروبي، والذي تزامن مع الحرب العالمية الأولى وكانت الدولة العثمانية تحتضر بسبب المشاكل والخلافات الداخلية، تمّ تنفيذه بسهولة. وقبل إنتهاء الحرب العالمية الأولى، تمّ تقسيم أراضي الدولة العثمانية بين بریطانيا وفرنسا بموجب إتفاقيّة سايكس ـ بيكو.

لقد مهّد تفكّك الإمبراطورية العثمانية الطريق أكثر فأكثر لتحقيق وعد بلفور والخطة الغادرة لبريطانيا والدول الأوروبيّة. وحصل اليهود على مكافأة إنشاء الدولة المستقلة من ید بریطانیا. وفي إطار تنفيذ هذه الخطة، نجحت بريطانيا في طرد العثمانيين من فلسطين بمساعدة الشريف حسين حاكم الحجاز. فلذا انفتحت أبواب فلسطين أمام يهود البلدان الأخرى.

تسبّبت بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين في حدوث إضطرابات في هذا البلد، وأعلنت أعراب المسلمون معارضتهم للهجرة اليهودية ووعد بلفور، خلال إنتفاضات أبريل 1920، ومايو 1921، وأغسطس 1929. ورغم أن هذه الإنتفاضات لم تتمكّن من ممانعة هجرة اليهود إلى فلسطين، إلا أنّها أصبحت الأساس للإنتفاضات اللّاحقة، التي بدأت بين عامي 1936-1939 على نطاق أوسع. وقاد حركة الشعب الفلسطيني، «الشيخ عزّ الدين القسّام» خلال هذه الفترة.

وفي نوفمبر 1947، أصدرت المنظّمة الأمم المتّحدة، بهدف قمع الحركة الإسلامية الفلسطينية في فلسطين وتحت تأثير الأفكار الصهيونية، قرارها رقم 181 بشأن تقسيم الأرض الفلسطينية إلى دولتين يهودية وعربية. وصدور هذا القرار جعل «المجلس العالمي للصهيونية» يعلن قيام دولة «إسرائيل» الأولى في فلسطين. وبالتزامن مع قيام دولة إسرائيل، أعلنت بریطانیا أيضًا انتهاء وصايتها على هذه الدولة في 15 مايو 1948.