انتقل إلى المحتوى

بيت لحم

من ویکي‌وحدت
الخطوة الثانية للثورة

مدينة بيت لحم أو (بيت لحم) هي مركز إحدى محافظات فلسطين. شهرة هذه المدينة تعود أساسًا إلى ولادة السيد المسيح (عليه السلام)، الذي وُلد فيها؛ لذلك، ليست هذه المدينة فقط، بل كل أرض فلسطين تُعتبر أرضًا مقدسة بالنسبة لـ المسيحيين. وفقًا للمؤرخين، فإن شجرة النخيل التي استخدمت السيدة مريم (سلام الله عليها) ثمارها أثناء فترة حملها كانت موجودة في بيت لحم.

لكن بعد حرب العرب وإسرائيل واحتلال المدن الفلسطينية عام 1948م، تحولت هذه المدينة إلى ملاذ للاجئين مسلمان وتغيرت تركيبتها السكانية.

التاريخ

تعود أصول مدينة بيت لحم إلى قوم کنعانی منذ العصور القديمة، وقد أُطلق عليها أسماء عديدة مثل السريان والآراميين. بسبب ثقافتها وأهميتها السياحية، تعرضت للفتح من قبل العديد من الدول والشعوب، حيث تم غزوها من قبل الأشوريين والبابليين، والإيرانيين، واليونانيين، والرومان، والبزنطيين، وأعيد بناؤها من قبل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول. في عام 637 ميلادي، فتح عمر بن الخطاب المدينة دون أن يمنع الزوار من زيارة الأماكن الدينية فيها، لكن في عام 1099 ميلادي، تمكن الصليبيون من السيطرة عليها واحتلالها، وقاموا بإزالة الأرثوذكس اليونانيين واستبدالهم باللاتينيين. وقد أقال صلاح الدين الأيوبي هؤلاء الكهنة عند تحريره لمدينة بيت لحم من أيدي الصليبيين. في عام 1250 ميلادي، دمرت المماليك أسوار هذه المدينة، وفي زمن حكم العثمانيين، أُعيد بناؤها مرة أخرى، ثم استولت بريطانيا على مدينة بيت لحم خلال الحرب العالمية الأولى، على الرغم من أن الأمم المتحدة قد أصدرت برنامجًا لضم هذه المدينة إلى منطقة دولية وفقًا لقرار تقسيم فلسطین عام 1947 ميلادي، وبعد النكبة الفلسطينية عام 1948 ميلادي، أُلحقت المدينة بـ الأردن، ثم خلال حرب الستة أيام عام 1967 ميلادي، احتلت المدينة من قبل إسرائيل، ولكن في عام 1995 ميلادي، وبعد صدور اتفاق أوسلو، أصبحت المدينة مرتبطة بـ السلطة الوطنية الفلسطينية.

الخطوة الثانية للثورة

التسمية

اسم مدينة بيت لحم يعود إلى المدينة الواقعة جنوب أورشليم، حيث كانت تُسمى بث الی لاهاما بمعنى "بيت إله البعل لاهاما" عند الكنعانيين، وهو إله الخير والخصوبة، الذي أصبح يعرف لاحقًا باسم بث لهاما، ثم أفراطا بمعنى "الخصوبة" في الكلمة الآرامية، وقد قيل إنها كلمة كلدانية. أما "بيت" في العربية فتعني مكان السكن أو الإقامة، و"لحم" في إشارة إلى خصوبة مراعيها وكثرة مواشيها. في حين أن بيت لحم باللغة العبرية تعني "بيت الخبز"، حيث أن كلمة "لخيم" تعني خبز، وقد أشار إلى أن معنى بيت لحم في جميع تلك اللغات هو الخصوبة والأرض الجيدة. ومن الجدير بالذكر أن العديد من الدول مثل الأرجنتين، أوروغواي، البرتغال، كولومبيا، المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت أسماء مدنها على اسم بيت لحم.

التعريف

مدينة بيت لحم هي إحدى المدن الشهيرة في فلسطين، وتقع في الضفة الغربية لنهر الأردن وتحت حكم السلطة الوطنية الفلسطينية، وتبعد عشرة كيلومترات عن القدس من الجهة الجنوبية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 30000 نسمة. بدون احتساب عدد سكان المخيمات التي تضم اللاجئين، تعتبر مدينة بيت لحم مكانًا مشهورًا ثقافيًا وسياحيًا مقارنةً ببقية المدن الفلسطينية، وتقع مدينة بيت لحم في سلسلة جبال القدس على ارتفاع 775 مترًا فوق سطح البحر.

المساجد

يوجد حاليًا سبعة مسجدات في المدينة موزعة في جميع أنحاء المنطقة، ويُقام صلاة الجمعة في المسجد الجامع للمدينة، ويتجنب السكان الصلاة في المساجد الأخرى اعتقادًا منهم أن يوم الجمعة هو يوم تجمعهم مع عائلاتهم.

الخطوة الثانية للثورة

أحياء بيت لحم

تطورت الأحياء السكنية التاريخية في بيت لحم على مر القرون. يتكون كل حي من عدة عائلات، حيث يجتمع رجالها لمناقشة معيشتهم وأعمالهم وقضاياهم الخاصة. تشكل هذه الأحياء جزءًا من التراث الثقافي لبيت لحم.

الأحياء تشمل:

  1. الفراحية،
  2. النجرة،
  3. التراجمة،
  4. الأنتره،
  5. الحريزات،
  6. القواسية،
  7. الفواغرة،
  8. السريان.

المخيمات

تتضمن منطقة بيت لحم ثلاثة مخيمات رئيسية:

  • مخيم عايدة،
  • مخيم بيت جبرين (العزة)،
  • مخيم الدهيشة.

تأسست هذه المخيمات بعد تهجير العديد من الفلسطينيين بعد النكبة عام 1948، على أراضٍ استأجرتها الأونروا من حكومة الأردن.

السكان

بلغ عدد سكان مدينة بيت لحم وفقًا لتعداد عام 1922، 6658 نسمة، وارتفع هذا العدد وفقًا لتعداد عام 1931 إلى 7320 نسمة، وقد قُدّر عدد سكانها في عام 1948 بحوالي 9780 نسمة، وبلغ هذا العدد في عام 1949 إلى 14860 نسمة. وتوجه عدد من اللاجئين الفلسطينيين إلى هناك، مما أدى إلى زيادة عدد سكان المدينة. ثم انخفض عدد السكان في عام 1967، وبلغ عدد سكان مدينة بيت لحم في عام 1997 حوالي 21673 نسمة، ثم ارتفع هذا العدد في عام 2007 إلى 25266 نسمة.

المساحة

تبلغ مساحة محافظة بيت لحم 575 كيلومتر مربع، وتشمل خمس مدن رئيسية، وسبعين قرية، وثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين.

النشاط الثقافي

تلقت بيت لحم منذ زمن بعيد نصيبًا وافرًا من التعليم، حيث تأسست أولى المدارس هناك قبل أكثر من 200 عام، وذلك بسبب الخصائص الدينية للمدينة، ووجود المبشرين والأديرة التي أسست العديد من المدارس الخاصة منذ زمن بعيد. وقد تطور التعليم، حيث بلغ عدد المدارس في عام 1978 إلى 31 مدرسة تضم 8300 طالب.

تأسست جامعة بيت لحم أيضًا في هذه المدينة لتضم عددًا من الكليات لتعليم العلوم والفنون والتمريض والمعلمين والفنادق وغيرها.

الأماكن الدينية والتاريخية

الخطوة الثانية للثورة

تعتبر مدينة بيت لحم واحدة من أقدس الأماكن مسیحیة في العالم، لأنها المدينة التي وُلِد فيها المسيح، وبسبب قدسية مدينة بيت لحم للعالم مسیحیت، كان ذلك سببًا لوجود العديد من الأماكن المقدسة مسیحیة، مثل كنيسة المغارة وغيرها. كمدينة ولادة المسيح، تعتبر هذه المدينة محبوبة جدًا وترتبط بـ عيد الميلاد. كانت كنيسة المسيح هي أول كنيسة من بين ثلاث كنائس بناها الإمبراطور قسطنطين في بداية القرن الرابع الميلادي، عندما أصبحت المسيحية الدين الرسمي للدولة. في عام 326 ميلادي، أدرجت كنيسة ولادة المسيح في قائمة التراث العالمي في عام 2012. وتعتبر كنيسة ولادة المسيح أول موقع فلسطيني يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي اليونسكو.

يوجد أيضًا عدد من المساجد في هذه المدينة، وأهمها مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع مقابل كنيسة الولادة. كما أن المنطقة غنية بالأماكن التاريخية والدينية، حيث تحتوي على آثار رومانية وبزنطية وإسلامية والحروب الصليبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الأماكن لها أهمية خاصة لاتباع الديانات الثلاثة، لذا تُعتبر هذه الأرض المقدسة، لأنها تشمل: قبر راحيل، وآبار الملك داوود، وقناة المياه، وقصر ياسر، وأحواض سليمان، وغيرها. تعد واحدة من أهم المدن السياحية في العالم، حيث يصل عدد الزوار والسياح القادمين إليها سنويًا إلى مليون شخص. يوجد في بيت لحم أكثر من 30 فندقًا ومنتجعًا سياحيًا، بالإضافة إلى أكثر من 138 مطعمًا.

المعالم السياحية

الخطوة الثانية للثورة

من أبرز المعالم السياحية الدينية في المحافظة يمكن الإشارة إلى كنيسة الولادة التي انتهى بناؤها في عام 339 ميلادي، وأحواض سيحان (أحواض المرجع)، وقلعة البرك (قلعة مراد)، ودير الجنة المغلقة، وعين (عين ارتاس)، وتلة فريديس (هرديون)، ووادي خارتون، وآبار النبي داوود، ومتحف بيت لحم الأثري، ودير القديس ثيوذوسيوس، ودير القديس صبا، ودير القديس إلياس. كما يوجد في بيت لحم أربعة متاحف، ومسرح، واثنان من دور السينما.

الاقتصاد

اقتصاد مدينة بيت لحم هو مصدر اقتصادي مهم، حيث أن السياحة وعدد الزوار الكبير من مختلف أنحاء العالم، وخاصة زيارة الحجاج مسیحیين لكنيسة الولادة، تدعم اقتصادها. بالإضافة إلى توفر العديد من الفنادق وورش العمل الحرفية المهتمة بصناعة الأدوات والنقوش المتعلقة بالمسيحيين، فإن هذه الموارد تشكل مصدرًا للدخل الوطني هناك.

تشتهر بيت لحم بالمنتجات الخشبية والصدفية، والهدايا التذكارية، والتطريزات التي تُباع للسياح والحجاج الذين يزورون هذه المدينة، بالإضافة إلى صناعة الحجر والرخام والمعادن. إن الأهمية الدينية والتاريخية لبيت لحم تؤثر بشكل كبير على زيادة وتفعيل الأنشطة السياحية، حيث تعتبر الصناعات السياحية من المصادر الرئيسية للدخل الوطني. نظرًا لوجود الأماكن الدينية والتاريخية في المحافظة، بما في ذلك كنيسة الولادة، يعمل حوالي 28% من السكان في هذا القطاع.

مواضيع ذات صلة

المصادر