انتقل إلى المحتوى

فيلق القدس

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٣:١٧، ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
واقعة حرّة

فيلق القدس أو قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية، هو أحد القوات الخمس التابعة لـالحرس الثوري الإسلامي، تأسس عام 1369 هـ ش بأمر من الإمام السيد علي الخامنئي بهدف التواصل مع الحركات النضالية والمقاومة في الدول الأخرى ودعم المستضعفين في العالم من خلال تنفيذ عمليات خارج الحدود. كان قائد هذه القوة منذ تأسيسها وحتى عام 1376 هـ ش، اللواء أحمد وحيدي، ومنذ عام 1376 هـ ش وحتى استشهاده عام 1398 هـ ش، كان القائد الفريق قاسم سليماني. ويشغل حالياً الفريق إسماعيل قاآني منصب قائد قوة القدس، حيث كان نائبًا لسليماني لسنوات طويلة وتولى القيادة مباشرةً في يوم استشهاد سليماني بتعيين من قائد الثورة.

من أبرز إنجازات هذه القوة دعم المسلمون في البوسنة والهرسك، تحرير جنوب لبنان عام 2000 م، الضغط على المحتلين في العراق وأفغانستان لمغادرة المنطقة، هزيمة الكيان الصهيوني في مواجهة حزب الله لبنان خلال حرب 33 يومًا 2006، وهزيمته في حروب غزة (22 يومًا، 8 أيام، و51 يومًا)، وتأثيرها في محاور المقاومة الأخرى كـاليمن.

الأهمية والضرورة

قبل إصدار أمر الإمام روح الله الخميني إلى مجلس الثورة في 2 ارديبهشت 1358 هـ ش بتأسيس الحرس الثوري الإسلامي، أعلن مجلس القيادة في بيان 16 ارديبهشت نفس العام المهام العامة للحرس، ومنها في البند السابع دعم الحركات التحررية والمطالبة بحقوق المستضعفين في العالم تحت إشراف القيادة. وفي عام 1364 هـ ش، وبعد إدراك أهمية تطوير هيكل الحرس، أصدر الإمام الخميني في 26 شهریور قرار تأسيس القوات الثلاث البرية والجوية والبحرية للحرس. ثم وفي عام 1369 هـ ش، بأمر من الإمام السيد علي الخامنئي، أُضيفت قوة المقاومة وقوة القدس كقوتين إضافيتين لتصبح منظومة الحرس مكونة من خمس قوات.

التاريخ

تأسيس قوة القدس في بداية التسعينيات لم يكن أول تجربة للحرس في العمليات الخارجية، فقد أنشئ في بداية الثورة الإسلامية وحدة «الحركات التحررية» التي كانت مسؤولة عن التواصل مع الحركات النضالية في الخارج لدعم المستضعفين. ومع اندلاع حرب إيران والعراق، تأسس في عام 1362 هـ ش مقر رمضان للعمليات غير النظامية في المناطق الغربية والشمالية الغربية بقيادة اللواء مرتضى رضائي، كما تأسس لواء بدر في الجنوب بقيادة الشهيد إسماعيل دقاقي، وكان مقاتلوه من المجاهدين العراقيين.

تزامن تأسيس قوة القدس مع تدخل الولايات المتحدة في المنطقة بعد حرب الخليج الثانية، حيث تصاعدت المخاوف من النفوذ العسكري الأمريكي، مما دفع الإمام السيد علي الخامنئي إلى إصدار أوامر بتسريع تأسيس قوى المقاومة والقدس للتعامل مع التهديدات الخارجية.

القادة

أحمد وحيدي

كان اللواء أحمد وحيدي، أحد أبرز قادة الحرس في مجال الاستخبارات، أول قائد لقوة القدس حتى عام 1376 هـ ش، وقد لعبت القوة دورًا مهمًا في حرب البوسنة خلال فترة قيادته.

قاسم سليماني

برع الفريق قاسم سليماني في قيادة لواء 41 ثار الله خلال دفاع مقدس، ونال ثلاثة أوسمة فتح من الإمام السيد علي الخامنئي. في بداية التسعينيات، تسلم قيادة مقر القدس في الحرس، حيث نجح في إزالة الفوضى الأمنية في شرق وجنوب شرق البلاد. استمر في قيادة قوة القدس من عام 1376 هـ ش وحتى اغتياله عام 1398 هـ ش بأوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار بغداد. شهدت فترة قيادته عمليات بارزة كتحرير جنوب لبنان، وحروب 33، 22، 8 أيام، ومقاومة داعش، وتأثير في اليمن والبحرين.

إسماعيل قاآني

يتولى الفريق إسماعيل قاآني القيادة الحالية لقوة القدس، وكان نائبًا لسليماني لسنوات طويلة، وتم تعيينه فور استشهاد سليماني من قبل الإمام السيد علي الخامنئي.

الهيكل والتنظيم

تتكون قوة القدس، مثل باقي قوات الحرس الثوري الإسلامي، من عدة معاونات وألوية ذات مهام محددة، ويتميز هيكلها بالتركيز على الجودة والكفاءة بدلاً من الكم، مما يجعلها قوة ذات قدرة عالية وتأثير واسع في المنطقة والعالم. تمتلك القوة خبراء متخصصين في مناطق عملياتهم ويتمتعون بمعرفة دقيقة ومستمرة لتفاصيل المناطق التي يعملون فيها، ما يتيح تخطيط وتنفيذ عمليات دقيقة وفعالة[١].

الدعم الاستشاري للقوات الشعبية في المنطقة

لعبت قوة القدس دورًا مهمًا في دعم ودعم حقوق المظلومين والمسلمين في العالم، وخصوصًا في غرب آسيا، حيث كانت «المقاتلون بلا حدود» كما وصفهم قائد الثورة. كان من مهامها الأساسية مكافحة الاحتلال الأجنبي الذي أدى إلى توسع الإرهاب في المنطقة، حيث قدمت دعمًا فعّالًا في محوري مقاومة الاحتلال ومكافحة الإرهاب.

البوسنة: أول ميدان جدي

خلال حرب البوسنة في أوائل التسعينيات، قدمت إيران دعمًا عسكريًا هامًا للجيش المسلم في مواجهة الصرب، حيث كان عدد المسلمين 60 ألفًا دون تجهيزات كافية. شارك في الدعم ممثل قائد الثورة آية الله أحمد جنتي وقادة ميدانيون مثل اللواء محمد رضا نقدي واللواء مصطفى ربيعي، مما أدى إلى تحول موازين القوى لصالح المسلمين.

حرب أفغانستان

بدأت مهمة قوة القدس في أفغانستان مع تولي قاسم سليماني القيادة، حيث دعمت المجاهدين ضد الاحتلال السوفيتي ثم الأمريكي، وقدمت دعمًا ملموسًا لحركة طالبان والمجاهدين، خصوصًا أحمد شاه مسعود، وكانت إيران من الدول التي عززت موقعها في أفغانستان رغم اتهامات الإدارة الأمريكية.

حرب العراق

دخلت قوة القدس العراق بعد غزو 2003 لمساعدة استقرار البلاد ودعم المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي، وخاصة عبر علاقاتها مع الأحزاب الشيعية مثل حزب الدعوة والمجلس الأعلى. لعبت دورًا مهمًا في التفاوض على اتفاقية الأمن بين العراق والولايات المتحدة عام 2008، وقادت جهود مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش، بما في ذلك تأسيس الحشد الشعبي وتحرير عدة مناطق استراتيجية.

حرب 33 يومًا في لبنان

خاضت قوة القدس دورًا فعالًا في حرب 33 يومًا بين إسرائيل وحزب الله لبنان عام 2006، حيث قدمت الدعم الاستخباراتي والعملياتي، ونجح حزب الله في إلحاق أضرار كبيرة بالعدو، منها غرق المدمرة الإسرائيلية «ساعر». نقل سليماني رسالة دعم من قائد الثورة إلى حزب الله خلال الحرب.

الحرب على غزة التي استمرت 22 يومًا

بدأت الحرب التي استمرت 22 يومًا في 27 ديسمبر 2008 بهجوم جوي واسع النطاق شنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة، وأسفرت خلالها عن إصابة واستشهاد أكثر من 7 آلاف فلسطيني. يُشار إلى هذه الحرب في إسرائيل باسم عملية "الرصاص المصبوب" وبين العرب باسم "مذبحة غزة". ردت حماس في هذه الحرب على هجمات الكيان الصهيوني بالصواريخ التي كانت في حوزتها؛ ولكن السؤال الذي طرحه المراقبون العسكريون كان: من أين وكيف حصلت حماس على هذه الصواريخ؟ عملت قوة القدس دعماً لقضية فلسطين على تعزيز علاقاتها مع جماعات المقاومة بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، وتوقعت اعتداءات الكيان الصهيوني فعملت على تعزيز القاعدة العسكرية والتسليحية لهذه الجماعات، بما في ذلك إرسال مكونات صواريخ متنوعة إلى داخل قطاع غزة. نفذت قوة القدس هذا العمل عبر السودان وأراضي مصر، ثم نُقلت بشكل سري عبر الأنفاق التي حفرت تحت الأرض في صحراء سيناء إلى داخل غزة لتصل إلى أيدي الفلسطينيين. استمرت هذه العملية في المراحل اللاحقة وشهدت تطوراً ملحوظاً في الحرب التي استمرت 8 أيام.

الحرب على غزة التي استمرت 8 أيام

بدأت الحرب على غزة التي استمرت 8 أيام يوم الأربعاء 14 نوفمبر 2012 باغتيال "أحمد الجعبري" نائب قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـحماس على يد الاحتلال الصهيوني تحت عنوان عملية "عمود السحاب"، وانتهت بعد 8 أيام يوم الأربعاء 21 نوفمبر بإعلان وقف إطلاق النار بين الطرفين. في حرب غزة التي استمرت 8 أيام، تجاوز الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية الدعم الإعلامي والسياسي، وأُعلن لأول مرة وبشكل رسمي أن إيران زودت الفلسطينيين بالصواريخ المتطورة "فجر-5" أو على الأقل تكنولوجيا تصنيعها، وكانت قوة القدس هي الجهة الرئيسية المسؤولة عن هذا الدعم. يشرح القائد العام لـالحرس الثوري في ذلك الوقت اللواء محمد علي جعفري الموضوع قائلاً: "إن إيران تقدم مساعدات تكنولوجية وتقنية لمساعدة مسلمي ومستضعفي العالم لمواجهة المتجبرين والنظام الاستكباري، وما فعلناه في تلك الأيام كان على هذا المنوال، لم نقم بإرسال صواريخ "فجر-5" مباشرة إلى غزة، بل تم نقل تكنولوجيا تصنيعها من إيران إلى المقاومة، ويتم حالياً إنتاج أعداد لا تحصى من هذه الصواريخ."

الحرب في سوريا

بدأت أزمة سوريا في أوائل عام 2011، وشهدت عام 2012 أخطر مراحل أزمتها، لأنه بعد بدء الاضطرابات في مدينتي حمص وحماة وبدء الهجوم العسكري على المراكز الحكومية والأمنية، وصلت الجماعات الإرهابية تدريجياً إلى مدن كبرى مثل دمشق وحلب ونظمت أعمالاً خطيرة ضد النظام السوري. في الوقت الذي كانت سوريا تمر فيه بأصعب مراحل الأزمة، بناءً على قرار أعلى مسؤولي النظام، تم تكليف قوة القدس بالدخول إلى الساحة السورية بجدية أكبر، والتصدي للإرهابيين بحزم ومنع سقوط نظام هذا البلد. كان الوجود والإجراء الأول لقوة القدس في سوريا ذا طبيعة توجيهية واستشارية وتدريبية. بالتنسيق مع مسؤولي قوة القدس، قام خبراء من قوة الشرطة بتوجيه وتدريب الشرطة السورية على التعامل مع الاضطرابات الشارعية. وكان نقص معدات الشرطة السورية من بين المشاكل التي جعلت عملهم صعباً في إدارة الأزمة، ولهذا السبب تم تقديم بعض المعدات لهم في المراحل الأولى. على الرغم من أن التحول السريع للأزمة إلى المرحلة المسلحة والحرب لم يترك مجالاً كبيراً للإجراءات الشرطية، إلا أن هذه المساعدات استمرت بدرجة أقل أو أكثر في المراحل اللاحقة. كما تم إرسال عدد من الضباط الأمنيين السوريين إلى إيران لتلقي التدريب على إدارة الأزمات والعمل الأمني الاستخباراتي في ظل الظروف الأزمة، وكانت هذه من الإجراءات الاستشارية الأخرى التي قدمتها قوة القدس للسوريين في تلك الفترة. مع استمرار الاشتباكات في سوريا ودخول قوى خارج المنطقة إلى هذا البلد ودعمهم للتيارات التكفيرية للتمرد ضد حكومتي سوريا والعراق، أعلن التنظيم الإرهابي التكفيري داعش عن وجوده في هذين البلدين في نفس الوقت، وبدأ فصل جديد من الكفاح ضد الإرهاب في هذين البلدين مركزه قوة القدس في الحرس. وفي الوقت نفسه، استمرت معارك قوات المقاومة ومدافعي الحرم ضد الإرهابيين التكفيريين في داعش الذين أسسوا لأنفسهم أرضاً للخلافة، وكان ذلك مقترناً بالدمار الكامل لهذه الخلافة المعلنة ذاتياً في سوريا والعراق. تحقق هذا النصر بتوجيه من قوة القدس في الحرس وقائدها الميداني وعلى رأسهم الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني في سوريا والعراق[٢].

مقالات ذات صلة

الهوامش

المصادر