انتقل إلى المحتوى

بغداد

من ویکي‌وحدت

بغداد أكبر مدينة في العراق وثاني أكبر مدينة في جنوب غرب آسيا، مركز محافظة بغداد وعاصمة هذا البلد، تقع في المركز الجغرافي له على ضفاف نهر دجلة.

مقدمة

بغداد واحدة من المدن التاريخية والثقافية في العالم العربي والشرق الأوسط.

تاريخ بغداد يبدأ من عصر العباسيين، وقبل ذلك كانت عاصمة الساسانيين مدينة تيسفون بالقرب من بغداد الحالية.

في ذلك الوقت، كان اسم بغداد يطلق على منطقة صغيرة بالقرب من تيسفون. تم اختيارها عاصمة للخلافة في زمن العباسيين، وأصبحت معروفة بشكل كبير؛ لدرجة أنها أصبحت رمزًا للأراضي الإسلامية في العصور الوسطى.

تأسست مدينة بغداد في 30 يوليو سنة 762 على الضفة الغربية لنهر دجلة بواسطة البرامكة في زمن العباسيين وفي عهد الخليفة المنصور.

قام المنصور ببناء أربعة أبواب (باب) لبغداد؛ باب خراسان، الذي كان يُعرف أيضًا بباب الدولة بسبب اهتمام الدولة العباسية بـخراسان، وباب الشام، الذي كان يتجه نحو الشام، ثم باب الكوفة، باتجاه الكوفة، وأخيرًا باب البصرة.

مكانة العلم والأدب

بعد حوالي جيل من تأسيس بغداد، أصبحت هذه المدينة قطبًا للعلم والتجارة، حتى أنها أصبحت عاصمة للمعرفة الإسلامية في الشرق. كان بيت الحكمة مؤسسة مخصصة لترجمة النصوص اليونانية والفارسية الوسطى والسريانية.

كان البرامكة عائلة نافذة مكلفة بجمع المتعلمين من جامعة جندي شاپور (جندي شاپور) في إيران وتعريف العرب باليونانيين والهند القديمة.

يعتقد البعض أن عدد سكان هذه المدينة تجاوز المليون نسمة، بينما يعتقد آخرون بوجود جزء فقط من هذا العدد.

في تلك الفترة، كانت بغداد مسرحًا للعديد من قصص شهرزاد من مجموعة قصص "ألف ليلة وليلة" [١].

تاريخ بغداد

تأسست هذه المدينة بأمر المنصور العباسي عام 142 هـ لتصبح واحدة من أكبر وأزدهر المدن في العراق. في عصر هارون الرشيد، كانت بغداد وألف ليلة وليلة شهيرة بين الناس.

بغداد في عصر الساسانيين، كما يتضح من اسمها ("بغ" تعني الله و"داد" تعني المدينة)، كانت مدينة دينية.

عندما أسس المنصور هذه المدينة، استشار خالد البرمكي، وزيره ومشيره، وكان ينوي هدم إيوان مدائن، الذي كان من روائع العمارة في عصر الساسانيين، واستخدام مواده لبناء بغداد، لكن خالد نصحه بعدم القيام بذلك.

استغرق بناء بغداد ست سنوات نتيجة للتصاميم التي تم تحديدها بعد مشاورات عديدة. ثم جاء المنصور في عام 146 هـ من هاشمية إلى بغداد واستقر في قصره.

اكتملت المدينة في عهد هادي ومهدي العباسيين وتوسعت بشكل كبير. كانت بغداد عاصمة للخلافة العباسية لمدة خمسة قرون وشهدت أحداثًا مهمة ومصيرية في تاريخ الإسلام.

في عهد المهدي، كانت المنطقة الشرقية من بغداد مكانًا لتواجد جيوش الخليفة، وشهدت ازدهارًا كبيرًا.

كانت المدرسة النظامية الشهيرة في بغداد والمدرسة المستنصرية تقع في الجزء الشرقي. في هذه المنطقة، كان هناك ثلاثة مساجد كبيرة في القرن الثامن بأسماء جامع الخليفة، جامع السلطان وجامع الرصافه، والتي لا تزال موجودة حتى اليوم.

تم بناء سور حول المدينة، وكانت أبوابه تُعرف بأسماء عجم، معظم، سلطاني وسلمان.

استمرت بغداد في الازدهار حتى نهاية الخلافة العباسية. بعد غزو هولاكو وإسقاط الخلافة العباسية، فقدت المدينة ازدهارها وسمعتها [٢].

المراكز الدينية في بغداد

1. ضريح نواب الأربعة: هم أربعة من كبار المعتمدين الشيعة في بغداد الذين كانوا خلال سبعين عامًا من فترة الغيبة الصغرى مسؤولين عن التواصل بين حجة بن الحسن (المهدي) (عليه السلام) والشيعة، حيث كانوا ينقلون أموال ورسائل الشيعة إلى الإمام ويرسلون ردود الإمام إليهم. هؤلاء الأربعة هم: أبو عمرو عثمان بن سعید عمروی (نهاية القرن الثالث)؛ محمد بن عثمان بن سعید عمری (توفي عام 305 هـ. ق) يقع ضريح هذا الأب والابن في أحد الميادين المهمة والمركزية في بغداد، المعروف باسم "ساحة الخلانی"، داخل مسجد يسمى "جامع الخلانی". على قبرهما، يوجد ضريح فضي وقبة عالية مزينة بالفسيفساء الخضراء. أبو القاسم حسین بن روح نوبختی (توفي عام 326 هـ. ق)، يقع ضريحه في السوق القديم المعروف بـ "سوق العطارین" ويحتوي على فناء وقبة وضريح، ويعتبر مزارًا للشيعة. أبو الحسن علی بن محمد سمری (توفي عام 329 هـ. ق)؛ يقع ضريحه في السوق المعروف بـ "سوق الخفافین" بالقرب من مدرسة المستنصرية.

2. ضريح الشيخ الكليني: هو أكبر محدث ورواية للشيعة، وكتابه "الكافي" هو أحد الكتب الأربعة الروائية للشيعة. توفي في عام 329 هـ. ق في بغداد، والناس اليوم يشتهرون بأن قبره يقع في المسجد الصفوي المعروف بتكية مولوي خانه، في شرق بغداد (رصافة) بالقرب من جسر الشهداء.

3. سلمان الفارسي (مدائن): مدينة تقع على بعد أربعين كيلومترًا جنوب بغداد، سميت على اسم سلمان الفارسي، الذي توفي هناك عندما كان أمير المدائن في عام 36 أو 37 هـ. ق، ولديه الآن ضريح رائع. بالقرب منه، مدفون حذيفة بن اليمان (أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله). ومن الجدير بالذكر أن إيوان كسرى يقع على بعد مسافة قصيرة من هذا الضريح.

4. ضريح إدريس الحسني: هو من نسل حسن المثنى ابن الإمام حسن المجتبی (عليه السلام) ويعتبر إمام زاده جليل القدر. يقع قبره في حي الكرادة ولديه ضريح ومقام، ويؤمن الناس به كثيرًا.

5. قبر بشر حافی: هو من أعلام المتصوفة، ووفقًا للمؤرخين، كان رجلًا فاسقًا وقد شهد لحظات من حضور الإمام الكاظم (عليه السلام) وتوجه نحو الهداية. يقع ضريحه في حي الأعظمیة ببغداد.

6. قبر بهلول: هو ابن عم هارون الرشيد ومن الشيعة المخلصين، وقصصه مع المنحرفين مشهورة. يقع ضريحه في حي کرخ بالقرب من قبر مشهور بـ "ست زبیده".

7. قبر سید سلطان علی: هو علی بن اسماعیل ابن الإمام الصادق (عليه السلام)، ووفقًا للروايات، هو الشخص الذي أبلغ عمّه الإمام موسی بن جعفر (عليه السلام) لدى هارون، لكنه سرعان ما أصيب بلعنة الإمام وهلك. قبره يقع في "محلة الفضل" في شارع الرشيد ببغداد، وقد أُقيم له ولأخيه محمد مزار.

8. قبر قنبر علی: يُقال إنه خادم الإمام العاشر (عليه السلام). اليوم يقع ضريحه في شرق بغداد في حي "قنبر علی".

المراكز التاريخية والدينية

المدرسة المستنصرية: جامعة لتدريس العلوم الدينية للمذاهب الأربعة لأهل السنة، أنشئت بأمر المستنصر بالله العباسي في عام 631 هـ. ق، ولا يزال البناء قائمًا حتى الآن.

تعتبر هذه المدرسة نموذجًا للمدارس في تلك الفترة، وتتميز بمبنى ضخم وكبير ووجود العديد من قاعات التدريس. تقع هذه المدرسة اليوم في شرق بغداد (رصافة) في سوق الخفافين، بالقرب من جسر الشهداء.

جامع الصفوية: الذي يُعرف اليوم باسم الآصفية، وكان يُعرف سابقًا باسم "دار القرآن المستنصرية"، وقد تم بناؤه في نفس الوقت مع المدرسة المستنصرية.

هذا البناء يقع على بعد مسافة قصيرة من المدرسة المستنصرية. في إحدى الغرف في هذا المسجد، التي تطل نافذتها على السوق، يقع ضريح المرحوم الشيخ الكليني والقاضي أبو الفتح الكراچکی من أعلام الإمامية الذي توفي عام 449 هـ. ق.

جامع الخفافین: مسجد متبقي من عصر العباسيين، تم بناؤه في عام 599 هـ. ق بأمر زمرد خاتون. يقع هذا المسجد بجوار المدرسة المشهورة النظامية التي أنشأها نظام الملك الطوسي، ولم يتبقَ منها شيء اليوم.

جامع الخلفاء: يقع هذا المسجد في وسط أشهر شارع في بغداد، وهو شارع الرشيد. المبنى القديم الذي تم إنشاؤه بأمر المكتفي بالله العباسي في عام 290 هـ. ق قد زال، ولم يتبقَ سوى المئذنة الجميلة المصنوعة من الطوب، والمبنى الحالي تم بناؤه على طراز العمارة في تلك الفترة.

قبر أبو حنيفة: الذي هو إمام المذهب الحنفي. هو نعمان بن ثابت الكوفي، وقد كان جدّه من أهل كابول، ودرس لفترة لدى الإمام الصادق (عليه السلام). توفي عام 150 هـ. ق ودفن في مقبرة مشهورة تُعرف بـ "مقبرة خیزران" التي تقع في شمال شرق دجلة. اليوم يقع قبره بالقرب من جسر يربط بغداد بمدينة کاظمین، وقد أنشأ الخلفاء العثمانيون له صحنًا وسرًا.

قبر عبد القادر الجیلانی: هو مؤسس إحدى الفرق الصوفية، وُلد في جیلان ودرس في بغداد، وتوفي عام 561 هـ. ق ودفن في أحد المدارس في بغداد. فيما بعد، نسبت إليه الصوفية معجزات وخرق عادات، وتم توسيع قبره وترميمه. اليوم يقع ضريحه في منطقة تُعرف باسم "باب الشیخ".

قبر الشيخ عمر سهروردی: هو أيضًا أحد الصوفية الشافعية، وُلد عام 539 هـ. ق وتوفي عام 632 هـ. ق ودفن في أحد المقابر العامة في بغداد. نسبت إليه معجزات، وقد أنشأ الناس له صحنًا وسرًا. قبره اليوم يقع في منطقة تُعرف باسم "شيخ عمر" في شرق بغداد.

قبر زبیده خاتون: في غرب دجلة "كرخ" يوجد قبر يُنسب إلى زبیده خاتون، زوجة هارون الرشید، على الرغم من أن بعض الباحثين يعتبرون أنه يعود إلى زمرد خاتون، زوجة الخليفة ووالدة الخليفة العباسي الناصر لدین الله العباسی.

قبر الشيخ معروف کرخی: (توفي عام 200 هـ. ق)، كان من كبار المتصوفة في بغداد. يقع ضريحه بالقرب من قبر زبیده خاتون في حي کرخ.

باب الطلسم: هو الباب الوحيد المتبقي من أسوار بغداد القديمة، ويقع في شرق دجلة (رصافة).

الهوامش