انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد أحمد بن موسى (شاه جراغ)»

من ویکي‌وحدت
Halimi (نقاش | مساهمات)
أنشأ الصفحة ب' '''السيد أحمد بن موسى بن جعفر(شاه جراغ)''' (عليهم السلام)، من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام)، وهو أحد الشخصيات المعنوية ومن رجال الشيعة الكبار، وهوابن وأخو إمام، وابن وأخو شهيد، فأبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) فريد عصره والنجم السابع في سماء الولاية، وأمه...'
 
Halimi (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{صندوق معلومات شخص
| العنوان = السيد أحمد بن موسى (شاه جراغ)
| الصورة = شاہچراغ.webp
| الإسم = السيد أحمد بن موسى بن جعفر
| الإسم الکامل = 
| سائر الأسماء = (شاه جراغ)
| سنة الولادة = 
| تأريخ الولادة = غير مشخص
| مكان الولادة =
| سنة الوفاة = ۲۲/ ربیع الثانی ۲۹۶ھ
}}
'''السيد أحمد بن موسى بن جعفر(شاه جراغ)''' (عليهم السلام)، من أبناء [[الإمام الكاظم]] (عليه السلام)، وهو أحد الشخصيات المعنوية ومن رجال الشيعة الكبار، وهوابن وأخو إمام، وابن وأخو شهيد، فأبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) فريد عصره والنجم السابع في سماء الولاية، وأمه أم أحمد كانت من النساء الفاضلات في عصرها، ومنذ أكثر من ألف ومئتي عام والمنطقة الفارسية تَتَبَرَّك بوجوده المبارك، وكان مقرباً من الامام الكاظم (عليه السَّلام) لدرجة كان يُظن أنه الامام بعد أبيه (عليه السَّلام)، و كان عالما فاضلاً يهتم بكتابة [[القرآن الكريم]] حيث كان صاحب خط جميل، و كان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله [[العبيد]] و يعتقهم لوجه [[الله]]، و لا شك أنه كان يقوم بتربيتهم و تهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى [[الإسلام|الإسلام،]] كما كان يفعل جده الإمام [[علي بن الحسين (السجاد)|علي بن الحسين]] عليه السلام. وبعدما استقرار [[علي بن موسى (الرضا)|الامام علي بن موسى الرضا]] (عليه السَّلام) [[خراسان|بخراسان]] عزم أحمد بن موسى للاتحاق بالامام كما فعل الكثيرون من سادات [[أهل البيت]] (عليهم السَّلام) و خرج معه جمع كثير من إخوته و أبناء اخوته و غيرهم من أبناء و ذراراي الائمة (عليهم السَّلام)، و كذلك جمع غفير من المقربين له و الموالين لأهل البيت (عليهم السَّلام) .
توجه السيد أحمد بن موسى و الذين التحقوا به إلى خراسان عن طريق [[البصرة]]، و كلما كانوا يمرون بمدينة أو قرية كان عدد الملتحقين بهذه القافلة يزداد، حتى قيل أن عددهم بلغ خمسة عشر ألفاً.
و لما عرف [[المأمون العباسي|المأمون]] بذلك خشي من تجمع الموالين للامام الرضا عليه السلام بخراسان، فارسل اليهم المفارز المسلحة لمحاربتهم فدارت بينهم معارك انتهت إلى مقتل أكثرهم، لكن السيد احمدبن موسى و أخيه محمد بن موسى نجيا و لجئا إلى منزل بعض الموالين له في [[شيراز]] ، لكن الحاكم تمكن من معرفة مكانه من خلال جواسيسه فهجم على الدار و أمر بقتلهم  ثم هدم الدار عليهما.
وبعد أربعمائة عام من تاريخ شهادته شاهد الناس أن جسده الشريف قد أخرج من تحت الأنقاض وأكوام التراب وهو على نضارته طريا لم يتغير،عرفوا أن صاحبه ولي من أولياء الله تعالى، وأيقنوا بحقانية التشيع مذهب [[أهل البيت|أهل بيت]] رسول الله (ص)،إذ أنه كان من أولاد الرسول وعلى مذهب أهل البيت الذي استشهد في سبيله ومن أجله، فتشيع على أثر ذلك كثير من اهل شيراز .
ثم أمر مسعود بن بدر الدين، أن يدفنوا الجسد الطاهر في نفس المكان الذي عثروا عليه فيه، بعد أن حفروا له قبرا وصلوا عليه، ودفنوه في قبره مجللا محترما بحضور العلماء وأعيان شيراز، كما وأمر أن يشيدوا على مرقده عمارة عالية ذات رحبة واسعة لتكون مأوى للزائرين والوافدين وبقيت كذلك حتى توفي الملك مظفر الدين سنة 658هـ ق.


==ولادته ومكانته العلمية==<ref>
هو أحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام)"، من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام)وأصل وجود مثل هذا الابن للامام وكذلك التعريف والتوثيق الإجمالي له موجود في المصادر الشيعية القديمة، الشیخ مفید، محمد بن محمد نعمان، الارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج‌۲، ص۲۴۴</ref>. نعم تاريخ ميلاده غير معروف، لكن جُعل اليوم السادس من شهر ذي القعدة باسمه تكريماً له.
كان مقرباً من الامام الكاظم (عليه السَّلام) لدرجة كان يُظن أنه [[الإمامة|الامام]] بعد أبيه (عليه السَّلام)، و كان عالما فاضلاً يهتم بكتابة القرآن الكريم حيث كان صاحب خط جميل، و كان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله العبيد و يعتقهم لوجه الله، و لا شك أنه كان يقوم بتربيتهم و تهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى الإسلام، كما كان يفعل جده الإمام علي بن الحسين عليه السلام <ref>الطبری آملی، محمد بن جریر، دلائل الامامة، ص۳۰۹، قم، بعثت، چاپ اول، ۱۴۱۳ق</ref>.


'''السيد أحمد بن موسى بن جعفر(شاه جراغ)''' (عليهم السلام)، من أبناء [[الإمام الكاظم]] (عليه السلام)، وهو أحد الشخصيات المعنوية ومن رجال الشيعة الكبار، وهوابن وأخو إمام، وابن وأخو شهيد، فأبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) فريد عصره والنجم السابع في سماء الولاية، وأمه أم أحمد كانت من النساء الفاضلات في عصرها، ومنذ أكثر من ألف ومئتي عام والمنطقة الفارسية تَتَبَرَّك بوجوده المبارك، وكان مقرباً من الامام الكاظم (عليه السَّلام) لدرجة كان يُظن أنه الامام بعد أبيه (عليه السَّلام)، و كان عالما فاضلاً يهتم بكتابة [[القرآن الكريم]] حيث كان صاحب خط جميل، و كان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله [[العبيد]] و يعتقهم لوجه [[الله]]، و لا شك أنه كان يقوم بتربيتهم و تهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى [[الإسلام|الإسلام،]] كما كان يفعل جده الإمام [[علي بن الحسين (السجاد)|علي بن الحسين]] عليه السلام.
==معنى شاه جراغ==
يُعرف السيد أحمد بن موسى الكاظم في [[إيران]] و شيراز بـ "شاه جراغ" (شاه چراغ) و السبب في ذلك هو أن إمرأة كبيرة تكرر لها مشاهدة سراج يضيء ليالي الجمعة حتى طلوع الفجر على بقعة خاصة من الارض، فعلمت أن لهذه البقعة سراً، و لعل شخصاً عظيما يكون مدفوناً في هذا المكان، فذهبت إلى عضد الدولة الديلمي و أخبرته بذلك، فأهتم بالامر و عزم على رؤية الضوء بعينه ليطمئن قلبه.
و عبثاً حاول حاشيته لثنيه عن عزمه، فخرج إلى منزل المرأة العجوزة حتى كانت ليلة الجمعة و ظهر النور جاءت اليه المرأة فوجدته نائما فنادته: شاه چراغ، شاه چراغ، شاه چراغ، و معنى ذلك ايها الملك السراج، فعُرف المكان فيما بعد ب شاه چراغ.


دُفن هذا السيد الإمامي في مدينة شيراز وله حرم ومرقد رائع يُعد أحد الأماكن الزيارية المهمة في إيران. كان الإمام الكاظم (عليه السلام) يُحبه كثيراً وأهداه قطعة أرض مملوكة له، وامتدحه لكرمه وشجاعته. - المصدر
== العلاقة مع الأب ==
فيما يتعلق بعلاقته مع أبيه الجليل، رُوي أن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) كان يُحبه كثيراً وأهداه قطعة أرض مملوكة له وامتدحه للكرم والشجاعة.
يقول [[الشيخ المفيد]] (٤١٣ هـ) في هذا الشأن: كان أحمد بن موسى سيداً كريماً جليلاً صاحب ورع، وكان حضرت أبو الحسن موسى (عليه السلام) يُحبه ويُقدِّمه وأعطاه قطعة أرض مع مائها تعرف باليسيرة. وقد ورد أنه أعتق  من العبيد من ماله <ref>الشیخ مفید، محمد بن محمد نعمان، الارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج‌۲، ص۲۴۴ ۲۴۵</ref>.
ويقول إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام): "... وكان أبي يلتفت إليه ويحترمه ولا يغفل عنه"<ref>الشیخ مفید، محمد بن محمد نعمان، الارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج‌۲، ص۲۴۴ ۲۴۵</ref>.


== فضل الأم ==
نقل السيد جعفر آل [[بحر العلوم]] (١٣٧٧ هـ) عن أمه قائلاً: كانت أم أحمد بن موسى من النساء ذات الاحترام الكبير وكانت تُدعى أم أحمد، وكان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) يُكن لها محبة كبيرة، وعندما ذهب من [[المدينة المنورة|المدينة]] إلى [[بغداد]]، سلّمها ودائع الإمامة، قائلاً: "من جاءك في أي وقت وطلب منك هذه الودائع، فاعلمي أنني قد متُّ وهو خليفتي وإمام تجب طاعته عليك وسائر الناس" <ref>الطباطبایی، آل بحرالعلوم، تحفة العالم، (چاپ شده ضمن بحارالانوار، ج‌۴۸)، ص۳۰۷،</ref>.عندما دَسَّ هارون السم للإمام الكاظم (عليه السلام) في بغداد، طلب الإمام الرضا (عليه السلام) الودائع من أم أحمد. فقالت أم أحمد: واأسفاه! أَاستُشهد أبوك؟ فقال: "نعم، الآن فرغت من دفنه، فأعطيني الودائع التي وضعها أبي عندك عند ذهابه إلى بغداد، فأنا خليفته والإمام بالحق على [[الجنابة|الجن]] و[[الإنسان|الإنس]]". فشقت أم أحمد جيبها وسلمت الودائع وبايعته بالإمامة <ref>الطباطبایی، آل بحرالعلوم، تحفة العالم، (چاپ شده ضمن بحارالانوار، ج‌۴۸)، ص۳۰۷ ۳۰۸،</ref>.


==خصائص شاه جراغ==
اشتهر أحمد بن موسى بعبادة الحق، والتقوى، والزهد، وكرم النفس، والمروءة، وكان جوده سبباً في أن يبايعه الناس مرتين خلال حياته إماماً، وفي كلتا المرتين وجه الناس إلى المسار الصحيح.
بعد هجرة حضرت الرضا (عليه السلام)، ولأن فراق أخيه كان ثقيلاً عليه، انطلق إلى إيران مع جماعة كبيرة، وعند مقربة من شيراز وقع في حبائل مكائد المأمون، واستشهد أحمد بعد قتال غير متكافئ، وبسبب الأجواء الخانقة ظل قبره مخفياً عن الشيعة لسنوات عديدة،إلى أن ظهر قبر ذلك السيد العظيم في عهد "عضد الدولة الديلمي" على أثر حادثة عجيبة.
ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، يتدافعون [[الشيعة|شيعة]]، وخاصة سكان [[فارس]]، كالفراشات حول مرقد ذلك الحضر النوراني يطوفون. والكرامات التي رآها الشيعة بالتوسل بهذا العظيم جعلت المحبين يأتون لزيارته من أماكن بعيدة وقريبة ليستفيدوا. وأهل فارس يفخرون دائماً بأنهم مضيفون لزواره.


"أحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام)"، من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام) [١]
== الهجرة إلى إيران ==
]
تولى الإمام الرضا (عليه السلام) الإمامة في سنة ١٨٣ هـ وعمره ٣٥ سنة. فترة إمامته التي استمرت عشرين سنة، تزامنت مع خلافة [[هارون الرشيد|هارون الرشيد،]] و[[محمد الأمين]]، و[[المأمون العباسي|المأمون]]. بعد وفاة محمد الأمين وبعد صراعات وتمردات مختلفة، آلت الخلافة إلى المأمون. لكنه كان يخاف من جهة العلويين، والسبب الرئيسي في ذلك كان المكانة المعنوية للإمام الرضا (عليه السلام). قرر المأمون أن يحافظ على حكمه آمنًا من جهة العلويين، فاختار أقرب طريق وهو التقرب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وإبقاء العلويين هادئين.
وأصل وجود مثل هذا الابن للامام وكذلك التعريف والتوثيق الإجمالي له موجود في المصادر الشيعية القديمة.
في سنة ٢٠٠ هـ أجبر الإمام الرضا (عليه السلام) على الهجرة من المدينة إلى مرو رغماً عنه، عامة الشيعة لم يكونوا يعلمون النية الباطنية للمأمون، وهذا الجهل العام هو ما جعل هجرة السادة والعلويين إلى إيران تتدفق. ومن بينها، كان لقافلتين أهمية خاصة: إحداهما كانت تحت إشراف [[فاطمة بنت موسی (المعصومة)|السيدة معصومة]] (سلام الله عليها) والأخرى كانت تحت قيادة أحمد بن موسى (عليه السلام) متجهة إلى إيران، يبدو أن عدد أفراد قافلة أحمد بن موسى (عليه السلام) كان كبيراً، حيث ذكرت بعض المصادر أن عددهم وصل إلى خمسة عشر ألف شخص، وكان حاضرون في هذه القافلة  من السادة وأقارب الإمام الثامن بالإضافة إلى أحمد ومحمد والحسين من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام).
 
أ أحمد بن موسى.  


٢ - العلاقة مع الأب
== ظهور القبر ==
[تعديل]
ظهر قبر أحمد بن موسى (عليه السلام) بين السنوات ٣٣٨-٣٧٢ هـ في عهد حكم عضد الدولة الديلمي، ووفقاً لرواية أخرى، اكتُشف قبره سنة ٧٤٥ هـ في عهد الملك أبو إسحاق الذي كان من ممدوحي حافظ. ولكن ما توصل إليه بعض الباحثين هو أن قبره ظهر في عهد عضد الدولة الديلمي، لكن بسبب مرور الزمن والزلازل المتتالية اختفى قبره عن الأنظار، إلى أن عاد للظهور مرة أخرى سنة ٧٤٥ هـ.
فيما يتعلق بعلاقته مع أبيه الجليل، رُوي أن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) كان يُحبه كثيراً وأهداه قطعة أرض مملوكة له وامتدحه للكرم والشجاعة.
كما يقول مجد الأشرف (أحد متولي الحرم في عصر نادر شاه) الذي خلّف معلومات عن أحمد بن موسى: "إن قبر الإمامزاده المعصوم الأمير أحمد بن موسى (عليه السلام) كان لدى الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر... عمارة في الخاطر"<ref>مجد الاشراف، محمدبن ابوالقاسم، آثار الاحمدیه، ص۱۶</ref>.
هذا الكلام يشير إلى أن معلومات ولو مختصرة عن قبر ذلك الإمامزادة كانت موجودة. وفي كتاب بحر الأنساب وآثار الأحمدية، هناك شرح مفصل عن كيفية ظهور قبره في عهد عضد الدولة. ومع مرور الزمن امتزجت هذه الحادثة بروايات مختلطة بالأسطورة، لكنها مع ذلك تظل موجهات جيدة. ما ورد في معظم التقارير يؤكد على أن نوراً كان يسطع من قبره ليلاً، وجسده الذي مضى على شهادته عدة قرون كان لا يزال سليماً وطرياً كما يبدو، وكان بخاتم في يده نقش على فصه "العزة لله أحمد بن موسى"، وهذا الخاتم هو ما ساعد على التعرف عليه. بعد ظهور القبر في شيراز استمر الفرح والابتهاج مدة طويلة  <ref>زر کوب شیرازی، شیرازنامه، ص۱۹۷ و آثار احمدیه</ref>. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أصبح مرقده عامراً أفضل من السابق وملجأً للعاشقين له.


يقول الشيخ المفيد (٤١٣ هـ) في هذا الشأن: كان أحمد بن موسى سيداً كريماً جليلاً صاحب ورع، وكان حضرت أبو الحسن موسى (عليه السلام) يُحبه ويُقدِّمه وأعطاه قطعة أرض مع مائها تعرف باليسيرة. وقد ورد أنه أعتق many من العبيد من ماله. [٣]
===الاستشهاد أو الوفاة===
هناك خلاف حول استشهاد أو وفاة أحمد بن موسى ومكان دفنه. ويقوم هذا الخلاف على ما إذا كان قد ذهب إلى أسفراين (تابعة لمحافظة خراسان شمالي) واستشهد هناك، أو توفي في شيراز، أو استشهد فيها.


ويقول إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام): "... وكان أبي يلتفت إليه ويحترمه ولا يغفل عنه". [٤]
== رواية عباس القمي ==
نقل الشيخ عباس القمي (١٣٥٩ هـ) من كتاب "شُدّ الإزار في حطّ الأوزار عن زوار المزار" ـ تأليف معين الدين أبو القاسم الجنيد بن محمود بن محمد الشيرازي سنة ٧٩١ هـ.ق <ref>القمی، شیخ عباس، الکنی و الالقاب، ج‌۲، ص۳۵۱، ومستوفی،حمدالله، نزهه القلوب، ص۱۱۶، وفرصت الدوله، آثار المعجم، ص۴۴۴، زرکوب شیرازی، شیرازنامه، ص۱۹۷، جنید شیرازی، معین الدین ابوالقاسم، هزار مزار، ص۳۳۵، قزوینی، محمد حسین، ریاض القدس، ص۳۱</ref> أن:أحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام) سافر إلى شيراز في أيام المأمون، وفي تلك الأيام توفي في شيراز بعد استشهاد الإمام الرضا (عليه السلام)...
وقال بعضهم إنه استشهد وكان قبره الشريف مخفياً إلى أن تم اكتشافه في زمن الأمير مسعود بن بدر، فبُنيت عليه قبة. ويُقال إن جسده الشريف بقي طرياً طازجاً في القبر، ونظراً لأنه كان بخاتم في يده نقش فصه "العزة لله أحمد بن موسى" عُرف به. بعد ذلك شيّد أتابك أبو بكر بناءً أعلى من الأول؛ ثم أنشأت خاتون تاش، وهي امرأة صالحة أهل عبادة، سنة ٧٥٠ هـ.ق قبة عالية جداً وأقامت إلى جانبها مدرسة عالية، وحددت لنفسها مرقداً بجواره


٣ - فضل الأم
=== رواية الجزائري ===
[تعديل]
يقول السيد نعمت الله الجزائري (١١١٢ هـ) في "[[الأنوار النعمانية]]": إن أحمد ومحمد ابني موسى بن جعفر (عليه السلام) كلاهما مدفونان في شيراز ومكان دفنهما محل تبرك وزيارة للشيعة <ref>الجزایری، نعمت‌الله بن عبد‌الله، الانوار النعمانیة، ج‌۱، ص۲۷۲</ref>.
نقل السيد جعفر آل بحر العلوم (١٣٧٧ هـ) عن أمه قائلاً: كانت أم أحمد بن موسى من النساء ذات الاحترام الكبير وكانت تُدعى أم أحمد. وكان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) يُكن لها محبة كبيرة، وعندما ذهب من المدينة إلى بغداد، سلّمها ودائع الإمامة، قائلاً: "من جاءك في أي وقت وطلب منك هذه الودائع، فاعلمي أنني قد متُّ وهو خليفتي وإمام تجب طاعته عليك وسائر الناس". [٥]**
 
عندما دَسَّ هارون السم للإمام الكاظم (عليه السلام) في بغداد، طلب الإمام الرضا (عليه السلام) الودائع من أم أحمد. فقالت أم أحمد: واأسفاه! أَاستُشهد أبوك؟ فقال: "نعم، الآن فرغت من دفنه، فأعطيني الودائع التي وضعها أبي عندك عند ذهابه إلى بغداد، فأنا خليفته والإمام بالحق على الجن والإنس". فشقت أم أحمد جيبها وسلمت الودائع وبايعته بالإمامة. [٦]
 
٤ - خصائص الإمامزاده
[تعديل]
اشتهر أحمد بن موسى بعبادة الحق، والتقوى، والزهد، وكرم النفس، والمروءة، وكان جوده سبباً في أن يبايعه الناس مرتين خلال حياته إماماً، وفي كلتا المرتين وجه الناس إلى المسار الصحيح.


بعد هجرة حضرت الرضا (عليه السلام)، ولأن فراق أخيه كان ثقيلاً عليه، انطلق إلى إيران مع جماعة كبيرة، وعند مقربة من شيراز وقع في حبائل مكائد المأمون، واستشهد أحمد بعد قتال غير متكافئ، وبسبب الأجواء الخانقة ظل قبره مخفياً عن الشيعة لسنوات عديدة،
===رواية التبريزي===
يقول مؤلف ريحانة الأدب (١٣٧٣ هـ): إن حمد الله المستوفي في "نزهة القلوب"، و[[السيد محمد علي الكرمانشاهي]] في "مقامع الفضل"، وصاحب حدائق في عدة مواضع من "لؤلؤة البحرين"، والميرزا عبد الله الأفندي في "رياض العلماء" عند ترجمة السيد عبد الله بن موسى بن أحمد، أكدوا على أن المرقد الشريف لأحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام) هو هذا الضريح الموجود في شيراز، والمشهور بشاه جراغ <ref>المدرس تبریزی، محمدعلی، ریحانه الادب، ج۳، ص۱۶۹،</ref>.


إلى أن ظهر قبر ذلك السيد العظيم في عهد "عضد الدولة الديلمي" على أثر حادثة عجيبة.
===رواية الأمين===
يقول السيد محسن الأمين (١٣٧٧ هـ) في "أعيان الشيعة"، بعد بيان رأي أولئك الذين يعتبرون مكان دفن أحمد بن موسى في [[أسفراين]] أو مكان آخر: هذا الرأي بعيد ومخالف للرأي المشهور (الذي يقول إن محل استشهاده وقبره هو شيراز)<ref>امین، سیدمحسن، اعیان ‌الشیعة، ج‌۳، ص۱۹۲</ref>.


ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، يتدافعون شيعة، وخاصة سكان فارس، كالفراشات حول مرقد ذلك الحضر النوراني يطوفون. والكرامات التي رآها الشيعة بالتوسل بهذا العظيم جعلت المحبين يأتون لزيارته من أماكن بعيدة وقريبة ليستفيدوا. وأهل فارس يفخرون دائماً بأنهم مضيفون لزواره.
===البيعة للإمام الرضا===
نُقل في بعض الكتب المتأخرة أنه بعد استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام)، توجه أهل المدينة نظراً لشخصية أحمد وسنه إلى بيته وبايعوه، فتقدّم الجمع إلى [[مسجد النبي]] (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرأ خطبة وقال للناس: "أيها الذين بايعوني! اعلموا أنني قد بايعت أخي علياً (الإمام الرضا) وهو واجب الطاعة. علينا وعليكم أن نطيعه". ثم نزل من المنبر واتجه مع جميع الناس إلى بيت أخيه وبايعواه


٥ - الهجرة إلى إيران
=== لقب شاه جراغ ===
[تعديل]
في الختام، يجب القول إن "شاه جراغ" ليس لقباً أُطلق عليه في زمانه، بل بناءً على بعض الروايات، أثناء اكتشاف قبره بعد مئات السنين، تم اختيار هذا اللقب له.
تولى الإمام الرضا (عليه السلام) الإمامة في سنة ١٨٣ هـ وعمره ٣٥ سنة. فترة إمامته التي استمرت عشرين سنة، تزامنت مع خلافة هارون الرشيد، ومحمد الأمين، والمأمون. بعد وفاة محمد الأمين وبعد صراعات وتمردات مختلفة، آلت الخلافة إلى المأمون. لكنه كان يخاف من جهة العلويين، والسبب الرئيسي في ذلك كان المكانة المعنوية للإمام الرضا (عليه السلام). قرر المأمون أن يحافظ على حكمه آمنًا من جهة العلويين. فاختار أقرب طريق وهو التقرب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وإبقاء العلويين هادئين.


في سنة ٢٠٠ هـ أجبر الإمام الرضا (عليه السلام) على الهجرة من المدينة إلى مرو رغماً عنه. عامة الشيعة لم يكونوا يعلمون النية الباطنية للمأمون، وهذا الجهل العام هو ما جعل هجرة السادة والعلويين إلى إيران تتدفق. ومن بينها، كان لقافلتين أهمية خاصة: إحداهما كانت تحت إشراف حضرت معصومة (سلام الله عليها) والأخرى كانت تحت قيادة أحمد بن موسى (عليه السلام) متجهة إلى إيران. يبدو أن عدد أفراد قافلة أحمد بن موسى (عليه السلام) كان كبيراً، حيث ذكرت بعض المصادر أن عددهم وصل إلى خمسة عشر ألف شخص. وكان حاضرون في هذه القافلة many من السادة وأقارب الإمام الثامن بالإضافة إلى أحمد ومحمد والحسين من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام).
=== تاريخ الوفاة ===
لم نجد تاريخ وفاة أحمد بن موسى في المصادر التاريخية؛ لكن بعض الكتاب المعاصرين ذكروا أن تاريخ الوفاة حوالي سنة ٢٠٣ هـ، وهو وقت متزامن مع استشهاد الإمام الرضا (عليه السلام) <ref>الطباطبایی، آل بحرالعلوم، تحفة العالم، (چاپ شده ضمن بحارالانوار، ج‌۴۸)، ص۳۰۷ ۳۰۸،</ref>.


٦ - ظهور القبر
== الهوامش ==
[تعديل]
{{الهوامش}}
ظهر قبر أحمد بن موسى (عليه السلام) بين السنوات ٣٣٨-٣٧٢ هـ في عهد حكم عضد الدولة الديلمي. ووفقاً لرواية أخرى، اكتُشف قبره سنة ٧٤٥ هـ في عهد الملك أبو إسحاق الذي كان من ممدوحي حافظ. ولكن ما توصل إليه بعض الباحثين هو أن قبره ظهر في عهد عضد الدولة الديلمي، لكن بسبب مرور الزمن والزلازل المتتالية اختفى قبره عن الأنظار، إلى أن عاد للظهور مرة أخرى سنة ٧٤٥ هـ.


كما يقول مجد الأشرف (أحد متولي الحرم في عصر نادر شاه) الذي خلّف معلومات عن أحمد بن موسى: "إن قبر الإمامزاده المعصوم الأمير أحمد بن موسى (عليه السلام) كان لدى الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر... عمارة في الخاطر". [٧]
==المصدر==
* [https://urd.ac.ir/fa/57701/%D8%AD%D8%B6%D8%B1%D8%AA-%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A8%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B3%DB%8C-%D8%B9%D9%84%DB%8C%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85/ حياة السيد احمد بن موسى الكاظم، مقتبس من موقع جامعة الاديان والمذاهب]، تاريخ النشر: 2022/2/22، وتاريخ المشاهدة: 2025/10/25م.


هذا الكلام يشير إلى أن معلومات ولو مختصرة عن قبر ذلك الإمامزادة كانت موجودة. وفي كتاب بحر الأنساب وآثار الأحمدية، هناك شرح مفصل عن كيفية ظهور قبره في عهد عضد الدولة. ومع مرور الزمن امتزجت هذه الحادثة بروايات مختلطة بالأسطورة، لكنها مع ذلك تظل موجهات جيدة. ما ورد في معظم التقارير يؤكد على أن نوراً كان يسطع من قبره ليلاً، وجسده الذي مضى على شهادته عدة قرون كان لا يزال سليماً وطرياً كما يبدو، وكان بخاتم في يده نقش على فصه "العزة لله أحمد بن موسى"، وهذا الخاتم هو ما ساعد على التعرف عليه. بعد ظهور القبر في شيراز استمر الفرح والابتهاج مدة طويلة. [٨]
[[تصنيف:العلماء]
ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أصبح مرقده عامراً أفضل من السابق وملجأً للعاشقين له.
[[تصنيف:الشخصيات]]

مراجعة ١٩:٥٩، ١٩ أكتوبر ٢٠٢٥

السيد أحمد بن موسى (شاه جراغ)
الإسمالسيد أحمد بن موسى بن جعفر
سائر الأسماء(شاه جراغ)
التفاصيل الذاتية
یوم الولادةغير مشخص

السيد أحمد بن موسى بن جعفر(شاه جراغ) (عليهم السلام)، من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام)، وهو أحد الشخصيات المعنوية ومن رجال الشيعة الكبار، وهوابن وأخو إمام، وابن وأخو شهيد، فأبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) فريد عصره والنجم السابع في سماء الولاية، وأمه أم أحمد كانت من النساء الفاضلات في عصرها، ومنذ أكثر من ألف ومئتي عام والمنطقة الفارسية تَتَبَرَّك بوجوده المبارك، وكان مقرباً من الامام الكاظم (عليه السَّلام) لدرجة كان يُظن أنه الامام بعد أبيه (عليه السَّلام)، و كان عالما فاضلاً يهتم بكتابة القرآن الكريم حيث كان صاحب خط جميل، و كان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله العبيد و يعتقهم لوجه الله، و لا شك أنه كان يقوم بتربيتهم و تهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى الإسلام، كما كان يفعل جده الإمام علي بن الحسين عليه السلام. وبعدما استقرار الامام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام) بخراسان عزم أحمد بن موسى للاتحاق بالامام كما فعل الكثيرون من سادات أهل البيت (عليهم السَّلام) و خرج معه جمع كثير من إخوته و أبناء اخوته و غيرهم من أبناء و ذراراي الائمة (عليهم السَّلام)، و كذلك جمع غفير من المقربين له و الموالين لأهل البيت (عليهم السَّلام) . توجه السيد أحمد بن موسى و الذين التحقوا به إلى خراسان عن طريق البصرة، و كلما كانوا يمرون بمدينة أو قرية كان عدد الملتحقين بهذه القافلة يزداد، حتى قيل أن عددهم بلغ خمسة عشر ألفاً. و لما عرف المأمون بذلك خشي من تجمع الموالين للامام الرضا عليه السلام بخراسان، فارسل اليهم المفارز المسلحة لمحاربتهم فدارت بينهم معارك انتهت إلى مقتل أكثرهم، لكن السيد احمدبن موسى و أخيه محمد بن موسى نجيا و لجئا إلى منزل بعض الموالين له في شيراز ، لكن الحاكم تمكن من معرفة مكانه من خلال جواسيسه فهجم على الدار و أمر بقتلهم ثم هدم الدار عليهما. وبعد أربعمائة عام من تاريخ شهادته شاهد الناس أن جسده الشريف قد أخرج من تحت الأنقاض وأكوام التراب وهو على نضارته طريا لم يتغير،عرفوا أن صاحبه ولي من أولياء الله تعالى، وأيقنوا بحقانية التشيع مذهب أهل بيت رسول الله (ص)،إذ أنه كان من أولاد الرسول وعلى مذهب أهل البيت الذي استشهد في سبيله ومن أجله، فتشيع على أثر ذلك كثير من اهل شيراز . ثم أمر مسعود بن بدر الدين، أن يدفنوا الجسد الطاهر في نفس المكان الذي عثروا عليه فيه، بعد أن حفروا له قبرا وصلوا عليه، ودفنوه في قبره مجللا محترما بحضور العلماء وأعيان شيراز، كما وأمر أن يشيدوا على مرقده عمارة عالية ذات رحبة واسعة لتكون مأوى للزائرين والوافدين وبقيت كذلك حتى توفي الملك مظفر الدين سنة 658هـ ق.

==ولادته ومكانته العلمية==[١]. نعم تاريخ ميلاده غير معروف، لكن جُعل اليوم السادس من شهر ذي القعدة باسمه تكريماً له. كان مقرباً من الامام الكاظم (عليه السَّلام) لدرجة كان يُظن أنه الامام بعد أبيه (عليه السَّلام)، و كان عالما فاضلاً يهتم بكتابة القرآن الكريم حيث كان صاحب خط جميل، و كان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله العبيد و يعتقهم لوجه الله، و لا شك أنه كان يقوم بتربيتهم و تهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى الإسلام، كما كان يفعل جده الإمام علي بن الحسين عليه السلام [٢].

معنى شاه جراغ

يُعرف السيد أحمد بن موسى الكاظم في إيران و شيراز بـ "شاه جراغ" (شاه چراغ) و السبب في ذلك هو أن إمرأة كبيرة تكرر لها مشاهدة سراج يضيء ليالي الجمعة حتى طلوع الفجر على بقعة خاصة من الارض، فعلمت أن لهذه البقعة سراً، و لعل شخصاً عظيما يكون مدفوناً في هذا المكان، فذهبت إلى عضد الدولة الديلمي و أخبرته بذلك، فأهتم بالامر و عزم على رؤية الضوء بعينه ليطمئن قلبه. و عبثاً حاول حاشيته لثنيه عن عزمه، فخرج إلى منزل المرأة العجوزة حتى كانت ليلة الجمعة و ظهر النور جاءت اليه المرأة فوجدته نائما فنادته: شاه چراغ، شاه چراغ، شاه چراغ، و معنى ذلك ايها الملك السراج، فعُرف المكان فيما بعد ب شاه چراغ.

العلاقة مع الأب

فيما يتعلق بعلاقته مع أبيه الجليل، رُوي أن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) كان يُحبه كثيراً وأهداه قطعة أرض مملوكة له وامتدحه للكرم والشجاعة. يقول الشيخ المفيد (٤١٣ هـ) في هذا الشأن: كان أحمد بن موسى سيداً كريماً جليلاً صاحب ورع، وكان حضرت أبو الحسن موسى (عليه السلام) يُحبه ويُقدِّمه وأعطاه قطعة أرض مع مائها تعرف باليسيرة. وقد ورد أنه أعتق من العبيد من ماله [٣]. ويقول إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام): "... وكان أبي يلتفت إليه ويحترمه ولا يغفل عنه"[٤].

فضل الأم

نقل السيد جعفر آل بحر العلوم (١٣٧٧ هـ) عن أمه قائلاً: كانت أم أحمد بن موسى من النساء ذات الاحترام الكبير وكانت تُدعى أم أحمد، وكان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) يُكن لها محبة كبيرة، وعندما ذهب من المدينة إلى بغداد، سلّمها ودائع الإمامة، قائلاً: "من جاءك في أي وقت وطلب منك هذه الودائع، فاعلمي أنني قد متُّ وهو خليفتي وإمام تجب طاعته عليك وسائر الناس" [٥].عندما دَسَّ هارون السم للإمام الكاظم (عليه السلام) في بغداد، طلب الإمام الرضا (عليه السلام) الودائع من أم أحمد. فقالت أم أحمد: واأسفاه! أَاستُشهد أبوك؟ فقال: "نعم، الآن فرغت من دفنه، فأعطيني الودائع التي وضعها أبي عندك عند ذهابه إلى بغداد، فأنا خليفته والإمام بالحق على الجن والإنس". فشقت أم أحمد جيبها وسلمت الودائع وبايعته بالإمامة [٦].

خصائص شاه جراغ

اشتهر أحمد بن موسى بعبادة الحق، والتقوى، والزهد، وكرم النفس، والمروءة، وكان جوده سبباً في أن يبايعه الناس مرتين خلال حياته إماماً، وفي كلتا المرتين وجه الناس إلى المسار الصحيح. بعد هجرة حضرت الرضا (عليه السلام)، ولأن فراق أخيه كان ثقيلاً عليه، انطلق إلى إيران مع جماعة كبيرة، وعند مقربة من شيراز وقع في حبائل مكائد المأمون، واستشهد أحمد بعد قتال غير متكافئ، وبسبب الأجواء الخانقة ظل قبره مخفياً عن الشيعة لسنوات عديدة،إلى أن ظهر قبر ذلك السيد العظيم في عهد "عضد الدولة الديلمي" على أثر حادثة عجيبة. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، يتدافعون شيعة، وخاصة سكان فارس، كالفراشات حول مرقد ذلك الحضر النوراني يطوفون. والكرامات التي رآها الشيعة بالتوسل بهذا العظيم جعلت المحبين يأتون لزيارته من أماكن بعيدة وقريبة ليستفيدوا. وأهل فارس يفخرون دائماً بأنهم مضيفون لزواره.

الهجرة إلى إيران

تولى الإمام الرضا (عليه السلام) الإمامة في سنة ١٨٣ هـ وعمره ٣٥ سنة. فترة إمامته التي استمرت عشرين سنة، تزامنت مع خلافة هارون الرشيد، ومحمد الأمين، والمأمون. بعد وفاة محمد الأمين وبعد صراعات وتمردات مختلفة، آلت الخلافة إلى المأمون. لكنه كان يخاف من جهة العلويين، والسبب الرئيسي في ذلك كان المكانة المعنوية للإمام الرضا (عليه السلام). قرر المأمون أن يحافظ على حكمه آمنًا من جهة العلويين، فاختار أقرب طريق وهو التقرب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وإبقاء العلويين هادئين. في سنة ٢٠٠ هـ أجبر الإمام الرضا (عليه السلام) على الهجرة من المدينة إلى مرو رغماً عنه، عامة الشيعة لم يكونوا يعلمون النية الباطنية للمأمون، وهذا الجهل العام هو ما جعل هجرة السادة والعلويين إلى إيران تتدفق. ومن بينها، كان لقافلتين أهمية خاصة: إحداهما كانت تحت إشراف السيدة معصومة (سلام الله عليها) والأخرى كانت تحت قيادة أحمد بن موسى (عليه السلام) متجهة إلى إيران، يبدو أن عدد أفراد قافلة أحمد بن موسى (عليه السلام) كان كبيراً، حيث ذكرت بعض المصادر أن عددهم وصل إلى خمسة عشر ألف شخص، وكان حاضرون في هذه القافلة من السادة وأقارب الإمام الثامن بالإضافة إلى أحمد ومحمد والحسين من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام).

ظهور القبر

ظهر قبر أحمد بن موسى (عليه السلام) بين السنوات ٣٣٨-٣٧٢ هـ في عهد حكم عضد الدولة الديلمي، ووفقاً لرواية أخرى، اكتُشف قبره سنة ٧٤٥ هـ في عهد الملك أبو إسحاق الذي كان من ممدوحي حافظ. ولكن ما توصل إليه بعض الباحثين هو أن قبره ظهر في عهد عضد الدولة الديلمي، لكن بسبب مرور الزمن والزلازل المتتالية اختفى قبره عن الأنظار، إلى أن عاد للظهور مرة أخرى سنة ٧٤٥ هـ. كما يقول مجد الأشرف (أحد متولي الحرم في عصر نادر شاه) الذي خلّف معلومات عن أحمد بن موسى: "إن قبر الإمامزاده المعصوم الأمير أحمد بن موسى (عليه السلام) كان لدى الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر... عمارة في الخاطر"[٧]. هذا الكلام يشير إلى أن معلومات ولو مختصرة عن قبر ذلك الإمامزادة كانت موجودة. وفي كتاب بحر الأنساب وآثار الأحمدية، هناك شرح مفصل عن كيفية ظهور قبره في عهد عضد الدولة. ومع مرور الزمن امتزجت هذه الحادثة بروايات مختلطة بالأسطورة، لكنها مع ذلك تظل موجهات جيدة. ما ورد في معظم التقارير يؤكد على أن نوراً كان يسطع من قبره ليلاً، وجسده الذي مضى على شهادته عدة قرون كان لا يزال سليماً وطرياً كما يبدو، وكان بخاتم في يده نقش على فصه "العزة لله أحمد بن موسى"، وهذا الخاتم هو ما ساعد على التعرف عليه. بعد ظهور القبر في شيراز استمر الفرح والابتهاج مدة طويلة [٨]. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أصبح مرقده عامراً أفضل من السابق وملجأً للعاشقين له.

الاستشهاد أو الوفاة

هناك خلاف حول استشهاد أو وفاة أحمد بن موسى ومكان دفنه. ويقوم هذا الخلاف على ما إذا كان قد ذهب إلى أسفراين (تابعة لمحافظة خراسان شمالي) واستشهد هناك، أو توفي في شيراز، أو استشهد فيها.

رواية عباس القمي

نقل الشيخ عباس القمي (١٣٥٩ هـ) من كتاب "شُدّ الإزار في حطّ الأوزار عن زوار المزار" ـ تأليف معين الدين أبو القاسم الجنيد بن محمود بن محمد الشيرازي سنة ٧٩١ هـ.ق [٩] أن:أحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام) سافر إلى شيراز في أيام المأمون، وفي تلك الأيام توفي في شيراز بعد استشهاد الإمام الرضا (عليه السلام)... وقال بعضهم إنه استشهد وكان قبره الشريف مخفياً إلى أن تم اكتشافه في زمن الأمير مسعود بن بدر، فبُنيت عليه قبة. ويُقال إن جسده الشريف بقي طرياً طازجاً في القبر، ونظراً لأنه كان بخاتم في يده نقش فصه "العزة لله أحمد بن موسى" عُرف به. بعد ذلك شيّد أتابك أبو بكر بناءً أعلى من الأول؛ ثم أنشأت خاتون تاش، وهي امرأة صالحة أهل عبادة، سنة ٧٥٠ هـ.ق قبة عالية جداً وأقامت إلى جانبها مدرسة عالية، وحددت لنفسها مرقداً بجواره

رواية الجزائري

يقول السيد نعمت الله الجزائري (١١١٢ هـ) في "الأنوار النعمانية": إن أحمد ومحمد ابني موسى بن جعفر (عليه السلام) كلاهما مدفونان في شيراز ومكان دفنهما محل تبرك وزيارة للشيعة [١٠].

رواية التبريزي

يقول مؤلف ريحانة الأدب (١٣٧٣ هـ): إن حمد الله المستوفي في "نزهة القلوب"، والسيد محمد علي الكرمانشاهي في "مقامع الفضل"، وصاحب حدائق في عدة مواضع من "لؤلؤة البحرين"، والميرزا عبد الله الأفندي في "رياض العلماء" عند ترجمة السيد عبد الله بن موسى بن أحمد، أكدوا على أن المرقد الشريف لأحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام) هو هذا الضريح الموجود في شيراز، والمشهور بشاه جراغ [١١].

رواية الأمين

يقول السيد محسن الأمين (١٣٧٧ هـ) في "أعيان الشيعة"، بعد بيان رأي أولئك الذين يعتبرون مكان دفن أحمد بن موسى في أسفراين أو مكان آخر: هذا الرأي بعيد ومخالف للرأي المشهور (الذي يقول إن محل استشهاده وقبره هو شيراز)[١٢].

البيعة للإمام الرضا

نُقل في بعض الكتب المتأخرة أنه بعد استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام)، توجه أهل المدينة نظراً لشخصية أحمد وسنه إلى بيته وبايعوه، فتقدّم الجمع إلى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرأ خطبة وقال للناس: "أيها الذين بايعوني! اعلموا أنني قد بايعت أخي علياً (الإمام الرضا) وهو واجب الطاعة. علينا وعليكم أن نطيعه". ثم نزل من المنبر واتجه مع جميع الناس إلى بيت أخيه وبايعواه

لقب شاه جراغ

في الختام، يجب القول إن "شاه جراغ" ليس لقباً أُطلق عليه في زمانه، بل بناءً على بعض الروايات، أثناء اكتشاف قبره بعد مئات السنين، تم اختيار هذا اللقب له.

تاريخ الوفاة

لم نجد تاريخ وفاة أحمد بن موسى في المصادر التاريخية؛ لكن بعض الكتاب المعاصرين ذكروا أن تاريخ الوفاة حوالي سنة ٢٠٣ هـ، وهو وقت متزامن مع استشهاد الإمام الرضا (عليه السلام) [١٣].

الهوامش

  1. هو أحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام)"، من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام)وأصل وجود مثل هذا الابن للامام وكذلك التعريف والتوثيق الإجمالي له موجود في المصادر الشيعية القديمة، الشیخ مفید، محمد بن محمد نعمان، الارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج‌۲، ص۲۴۴
  2. الطبری آملی، محمد بن جریر، دلائل الامامة، ص۳۰۹، قم، بعثت، چاپ اول، ۱۴۱۳ق
  3. الشیخ مفید، محمد بن محمد نعمان، الارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج‌۲، ص۲۴۴ ۲۴۵
  4. الشیخ مفید، محمد بن محمد نعمان، الارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج‌۲، ص۲۴۴ ۲۴۵
  5. الطباطبایی، آل بحرالعلوم، تحفة العالم، (چاپ شده ضمن بحارالانوار، ج‌۴۸)، ص۳۰۷،
  6. الطباطبایی، آل بحرالعلوم، تحفة العالم، (چاپ شده ضمن بحارالانوار، ج‌۴۸)، ص۳۰۷ ۳۰۸،
  7. مجد الاشراف، محمدبن ابوالقاسم، آثار الاحمدیه، ص۱۶
  8. زر کوب شیرازی، شیرازنامه، ص۱۹۷ و آثار احمدیه
  9. القمی، شیخ عباس، الکنی و الالقاب، ج‌۲، ص۳۵۱، ومستوفی،حمدالله، نزهه القلوب، ص۱۱۶، وفرصت الدوله، آثار المعجم، ص۴۴۴، زرکوب شیرازی، شیرازنامه، ص۱۹۷، جنید شیرازی، معین الدین ابوالقاسم، هزار مزار، ص۳۳۵، قزوینی، محمد حسین، ریاض القدس، ص۳۱
  10. الجزایری، نعمت‌الله بن عبد‌الله، الانوار النعمانیة، ج‌۱، ص۲۷۲
  11. المدرس تبریزی، محمدعلی، ریحانه الادب، ج۳، ص۱۶۹،
  12. امین، سیدمحسن، اعیان ‌الشیعة، ج‌۳، ص۱۹۲
  13. الطباطبایی، آل بحرالعلوم، تحفة العالم، (چاپ شده ضمن بحارالانوار، ج‌۴۸)، ص۳۰۷ ۳۰۸،

المصدر