انتقل إلى المحتوى

فاطمة بنت موسی (المعصومة)

من ویکي‌وحدت
السيدة فَاطِمَةُ المعصومة
الإسمالسيدة فَاطِمَةُ المعصومة بنت موسى بن جعفر
التفاصيل الذاتية
مكان الوفاةقم

فاطمة بنت موسی (المعصومة)بنت موسى بن جعفر عليهما السلام. كانت سيدة فاضلة من بيت اهل البيت عليهم السلام. يعظم الشيعة فاطمة المعصومة سلام الله عليها جدا، ويولون زيارتها في مدينة قم اهمية كبرى. وقد وردت روايات عنها عليها السلام تشير الى شفاعتها لشيعتها، وان الجنة هي جزاء زائرها، وكان ابوها الامام السابع عند الشيعة، موسى بن جعفر عليه السلام، وامها السيدة نجمة التي كانت تلقب بـ"الطاهرة" لطهرها ونقاء سريرتها. وفارقت الحياة في سن الـ28، في اليوم الثاني عشر من ربيع الثاني سنة 201 هـ، ودفنت في قم. واليوم، ضريحها المقدس يشع كالشمس في قلب المدينة، منيرا القلوب والارواح العطشى لمعارف الحق. لقد كانت عليها السلام "بتول الثانية" ومظهرا من مظاهر السيدة الزهراء عليها السلام. وكانت تتمتع بطهارة النفس ومقام رفيع، حتى اطلق عليها اخوها الامام الثامن عليه السلام لقب "المعصومة"، وقال:«من زار المعصومة بقم كمن زارني»(اي: من زار الحرم المعصومي فكانما زارني).وقد بلغت عليها السلام مراتب عالية في العلم والمعرفة، حيث نقرا في زيارتها غير المشهورة:«السلام عليك يا فاطمة بنت موسى بن جعفر، وحجته وامينته» وفي نص اخر:«السلام عليك ايتها الطاهرة الحميدة البرة الرشيدة التقية الرضية المرضية»ولهذا المقام الرفيع، علمنا الامام الرضا عليه السلام ان نقول عند قبرها:«يا فاطمة، اشفعي لي في الجنة، فان لك عند الله شانا من الشان» ويحتفل في ايران بـ"يوم البنت" تزامنا بميلاد السيدة المعصومة عليها السلام.

سيرة حياة السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)

ولدت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في اليوم الاول من ذي القعدة سنة 173 هـ في المدينة المنورة. وكان ابوها الامام موسى بن جعفر عليه السلام، الامام السابع عند الشيعة، وامها السيدة نجمة وهي ام الامام الرضا عليه السلام ايضا، كانت نجمة من النساء الفاضلات، قدوة في التقوى والشرف، ومن اعظم نساء البشرية، اختلف المورخون في عدد اولاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام وكم منهم اسمهم فاطمة. ذكر الشيخ المفيد انهم سبعة وثلاثون ولدا: تسعة عشر ذكرا وثماني عشرة انثى، منهم اثنتان تسميان فاطمة: فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى. وكانت فاطمة المعصومة عليها السلام بعد اخيها الامام الرضا عليه السلام افضل ولد الامام الكاظم عليه السلام واعلاهم مقاما [١]. نشأت عليها السلام في بيت زاخر بالعلم والمعرفة، ولكن قبل ان تتجاوز العاشرة من عمرها، استشهد ابوها بالسم في سجن هارون الرشيد، فغمر الحزن قلبها. كان الامام الرضا عليه السلام هو ملاذها في تلك الفترة، الى ان نفي المامون الامام الى خراسان بالاكراه. احتملت عليها السلام فراق اخيها لمدة سنة كاملة. في سنة 201 هـ، بعد سنة من وصول الامام الرضا عليه السلام الى مرو، خرجت لزيارته. ولكنها اصيبت بمرض شديد في مدينة ساوة. فسالت: كم بين ساوة وقم؟ فقيل لها: عشرة فراسخ. فامرت خادمها بحملها الى قم، حيث نزلت في دار موسى بن خزرج الاشعري. وفي رواية اخرى، نقل الحسن بن محمد القمي في «تاريخ قم» ان موسى بن خزرج خرج ليلا لاستقبالها واستضافها في منزله. بقيت عليها السلام سبعة عشر يوما ثم توفيت. دفنت في بستان «بابلان» (الموقع الحالي) بعد ان صلى عليها موسى بن خزرج. اختلف في عمرها: فبين من قال انه كان ثمانية عشر عاما ومن ذكر اكثر. وبحسب بعض التقديرات، لا يمكن ان يكون عمرها اقل من 22 سنة، لان اباها استشهد سنة 179 هـ وهي توفيت سنة 201 هـ. وقيل ان ولادتها كانت في 1 ذي القعدة 173 هـ ووفاتها في 10 ربيع الثاني 201 هـ [٢].

محدثة وراوية للحديث

من خصائصها عليها السلام علمها بالفقه والحديث، حيث روت عدة احاديث. ذكر العلامة الاميني في كتاب «الغدير» بعضها، مثل: «عن فاطمة بنت علي بن موسى الرضا حدثتني... من كنت مولاه فعلي مولاه». وهذه الروايات تدل على مكانتها العلمية الرفيعة [٣].

مقام العصمة للسيدة المعصومة (عليها السلام)

مقام العصمة - وهو أعلى درجات الطهارة والمعنوية - له مراتب، وينقسم أولاً إلى نوعين: معصوم من الخطأ (في التبليغ والفهم). معصوم من الذنب (السيئات والمعاصي). وفي هذا الصدد، روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله:«مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ بِقُمَّ كَمَنْ زَارَنِي»[٤]. (أي: من زار السيدة المعصومة في قم فكأنما زارني أنا). هذا الحديث قد يشير إلى أن للسيدة المعصومة (عليها السلام) مقاماً عصمياً، خاصةً أن الإمام الرضا (عليه السلام) هو من أطلق عليها لقب "المعصومة"، بينما اسمها الأصلي هو فاطمة. وإن كانت عصمتها (عليها السلام) لا تصل إلى درجة الأربعة عشر معصوماً (الأنبياء والأئمة)، إلا أنها - كالسيدة زينب (عليها السلام) - في مراتب عالية من الطهارة والعصمة النسبية.

الزيارة المخصوصة للسيدة المعصومة

من الأدلة على مكانتها الفريدة الزيارة التي نُقلت عن الإمام الرضا (عليه السلام) في حقها، وهي - بعد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) - الزيارة الوحيدة التي ثبتت عن المعصوم لامرأة، مما يميزها عن سائر نساء أهل البيت (عليهم السلام)، كما وردت روايات عن الإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام الجواد (عليهم السلام) تُشير إلى أن: «الجنة هي ثواب من زار فاطمة بنت موسى الكاظم (عليها السلام)» [٥].

مكانة السيدة المعصومة عليها السلام

ان فاطمة المعصومة (س) هي السيّدة الجليلة الفاضلة بنت وليّ الله وأخت وليّ الله وعمّة وليّ الله كما جاء في زيارتها. و هي(ع) الأخت الشقيقة للإمام الرضا عليه السلام تشترك معه في أمّ واحدة‘ أمّها أمّ ولد تكنّى بأمّ البنين وقد ذكر لها العديد من الأسماء كنجمة وأروى وسكن وسمان وتكتم، ولم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة وقد قيل في حقّها: (إنّها) رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام، لقد كانت فاطمة عليها السلام على دين قويم صادق وفي غاية الورع والتقوى والزهد والعبادة ومن جملة مقاماتها:

شفاعتها للخلق

و من مقامات هذه السيدة الجليلة التي وردت في الروايات و الاحاديث هي مقام الشفاعة للخلق عند الله عزوجل يوم القيامة. و لاريب في أنه لمنزلتها العظيمة ومقامها الرفيع عند الله تعالى فقد أعطيت الشفاعة! روي أن عدّة من أهل الرّي دخلوا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام فقالوا: نحن من أهل الرّي، فقال عليه السلام: مرحباً بإخواننا من أهل قم.فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، ثم قال عليه السلام: إنّ لله حرماً وهو مكة، وإنّ للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمي فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة. و في نقل آخر: (تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم) [٦]. قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام. [٧].

فضل زيارتها

قد وردت العديد من الروايات و الاحاديث في فضل زيارة هذه السيده الجليله فاطمة المعصومة بنت موسي بن جعفر . و هذه الروايات من الامام الصادق(ع) الي الامام الهادي(ع) يعني خمسة من الائمة المعصومين اهتموا ببيان فضل زيارة هذه السيدة معصومة و هو نادر و في غاية الندرة . روى الشيخ الصدوق بسنده عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام؟ فقال عليه السلام: من زارها فله الجنة. [٨]. روي عن أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام أنّه قال: من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة. [٩].

مرتبتها العلمية عند والدها ع

يقول آية الله المكارم نقلا عن آية الله الشيخ عبدالكريم الحائري (إن شخصية هذه السيدة الرفيعة وعلوّ شأنها في عالم الكشف والشهود ليس مبنيّاً على كونها إبنة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام أو لأنها أخت الإمام الرضا عليه السلام وحسب. بل يأتي أساساً من مرتبتها المعرفية الرفيعة. كانت السيدة المعصومة سلام الله عليها على جانب كبير من المكانة والشأن لاسيما من الناحية العلمية والمعرفية.) ويمكننا أن نفهم هذه المنزلة الرفيعة والمقام الشريف من رواية جميلة حولها وهي (أنه بينما كان الإمام الكاظم عليه السلام مسافراً خارج المدينة المنورة، دخلها جمع من الشيعة لغرض زيارته وتوجيه بعض الأسئلة إليه والحصول على الإجابات. فسلّموا أسئلتهم إلى أسرة الإمام عليه السلام ليحصلوا على الإجابة في فرصة أخرى. وعند اتخاذهم القرار بالعودة إلى أوطانهم ذهبوا نحو دار الإمام لغرض الوداع فقامت السيدة المعصومة بتقديم الأسئلة المطروحة مع الإجابات المطلوبة إليهم. فقصد الشيعة أوطانهم فرحين بما تلقوه من الإجابات الشافية، غير أنهم في طريق العودة إلتقوا بالإمام عليه السلام بمحض الصدفة وهو في طريق العودة نحو المدينة وحدثوه بما جرى لهم. فتسلّم الإمام الإجابات منهم و نظر إليها فوجدها صحيحة ثم قال: «فداها أبوها... فداها أبوها... فداها أبوها»[١٠]. والملفت للنظر أن السيدة فاطمة المعصومة لم تبلغ من العمر كثيراً آنذاك، مما يدلّ على شأنها العلمي والمعرفي الرفيع من طفولتها. هناك روايات لافتة للنظر حول جلالة وسموّ السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها ومنها ما نقله المحدث القمي عن زيارة أحد أكابر قم للإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام. ( إنّ سعداً وهو من أجلاء قم دخل على الإمام عليه السلام فقال له الإمام: يا سعد عندكم لنا قبر. فقال سعد قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى؟ قال الإمام عليه السلام: نعم! من زارها عارفاً بحقها فله الجنة [١١].هذا يدل على أنها كانت تتمتع بمقام رفيع، ومقامها يُشبه مقام الأئمة المعصومين عليهم السلام. لأن عبارة (عارفا بحقها) فقد وردت في زيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام.

كرامات السيدة المعصومة

وقد أحصى بعض الباحثين بعض كرامات السيدة المعصومة فعدّ منها مائة كرامة، ونختار نماذج منها:

فمنها

ما كتبه العالم والخطيب القدير الشيخ جوانمرد، عمّا جرى من كرامة السيدة فاطمة المعصومة(ع) لإحدى بناته فقال: في عام 1984م رزقنا الله بنتاً أسميناها (أسماء) وما إن مضى شهران على ولادتها حتى أصيبت بمرض الاختناق وضيق النفس. تصوّرنا في البداية أن المرض هو (ذات الرئة) الربو، فأخذناها إلى طبيب مختصّ بأمراض الأطفال، وكان تشخيصه الأول أنّها مصابة بالربو، فأدخلناها مستشفى آية الله الگلبايگاني، وبقيت فيه اثني عشر يوماً تقريباً، تتعالج عن هذا المرض، وقد وضعت في الحاضنة، ولكن لم يظهر أي أثر للعلاج. وبعد اثني عشر يوماً أخذناها إلى طبيب آخر مختصّ بأمراض الحنجرة والأنف ووصف دواء ولكن بلا فائدة. ثم انتقلنا إلى طهران لعلّ تشخيص المرض يتمّ هناك، وبعد مراجعة عدّة مستشفيات تقرّر أخيراً إدخالها مستشفى (أخوان طهران) المتخصص بعلاج الأطفال. وبقيت راقدة في المستشفى لمدّة شهر كامل، كانت تعيش خلالها على التنفس الصناعي والمغذّي المائي -المنعش- عن طريق الوريد. وبعد الفحوصات الطبيّة أخبرونا عن احتمال وجود جسم غريب في رئتها، وهو السبب في إصابتها بحالة الاختناق وضيق التنفس، وقالوا: لا بدّ من إجراء عملية بالمنظار لاكتشاف ذلك الجسم الغريب، إلا أن هذا الجهاز غير موجود في المستشفى، وذكروا أيضاً أن إجراء هذه العملية ربّما يودي بحياة الطفلة نظراً لصغر سنّها، خرجنا من المستشفى ولم يكن لنا بد من الرجوع إلى قم، وقد اشتدّت حالة الاختناق عندها، فلم تعد قادرة على الأكل والنوم. وعلى إثر إصرار أمّها عدنا بها إلى طهران مرّة أخرى، وأدخلناها مستشفى المفيد في طهران، وبقيت على الفراش اثني عشر يوماً، وأجريت لها عمليّة المنظار وتبيّن أن الرئتين سليمتان، وقالوا لنا: من المحتمل أن تكون عضلات الحنجرة مصابة بارتخاء، وهو السبب في حالة الاختناق وضيق التنفس. خرجنا من المستشفى بلا فائدة ورجعنا إلى قم ونحن في حالة شديدة من اليأس. بعد يومين أو ثلاثة قرّرت أم الطفلة أن تصوم وتلتجئ بها إلى حرم السيدة الجليلة فاطمة المعصومة(ع). صامت الأم في ذلك اليوم، وفي الليل أخذت طفلتها وذهبت بها إلى الحرم الشريف، وكانت قد قالت لأحد أولادها أن يأتي إلى الحرم في الساعة الثانية عشر ليلاً ليرجع بها إلى المنزل. وفي الموعد ذهب الولد إلى الحرم ليأخذ أمّه إلى المنزل فقالت له أمه: إلى الآن لم تظهر أي نتيجة، ارجع وسأبقى إلى الصباح. تقول الأم: بقيت إلى الصّباح في الحرم مشتغلة طيلة الوقت بالدعاء والبكاء، وقد ربطت الطفلة بمنديل في ضريح السيدة فاطمة المعصومة(ع)، وهي في تلك الحالة من الاختناق وضيق التنفس، وكان كلّ من يراها فكأنّه يرى أن الموت على بعد خطوات منها. كنت بين حين وآخر أضع في فم الطفلة ملعقة من الماء الممزوج بالسكر، فقالت لي نسوة هناك: لا تؤذي الطفلة ودعيها وشأنها. حتى إذا أذّن لصلاة الصبح تركت الطفلة وابتعدت قليلاً عن الضّريح، وبعد أن صلّيت الفريضة اعترتني حالة تغيّرت فيها أحوالي وصرت أسأل نفسي: كيف أرجع بهذه الطفلة بلا فائدة؟ هناك قلت: إلهي لم يبق لي أمل سوى قبر السيدة المعصومة، وإلى هذه اللحظة لم تظهر أي نتيجة. بكيت قليلاً وجئت إلى الطفلة لأفتح المنديل، ويا للعجب رأيت الطفلة قد نامت في وقت ما كانت تستطيع فيه أن تنام، لم أخبر أحداً بشيء وفتحت المنديل، ولم تكن الدنيا تسعني من الفرحة والسرور، وأخذت الطفلة وتوجّهت بها إلى المنزل. بقيت الطفلة نائمة إلى الظهر وبعده استيقظت من نومها، فشربت الحليب وهي في صحة تامّة. وقد منّ الله سبحانه وتعالى على ابنتي بالشفاء الكامل ببركات قبر السيدة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر(ع). وقد مضى على هذه الحادثة عشر سنوات وهذه الطفلة في الصف الرابع الابتدائي، وهي تلميذة متفوقة في دراستها كما أنّها ملتزمة بالصلاة وسائر المسائل الشرعيّة، وذلك من ألطاف كريمة أهل البيت(ع)[١٢].

منها

ما نقله الميرزا موسى فراهاني عن مسؤول حراسة حرم السيدة المعصومة(ع) أنّه في ليلة من ليالي سنة 1300هـ، كنت أتولّى فيها الحراسة فجيء بامرأة من كاشان مصابة بالشّلل للاستشفاء وربطت بالضّريح. وفي الساعة المقرّرة لإغلاق أبواب الحرم بقيت هذه المرأة في الحرم وأغلقت الأبواب، وكنت خارج الحرم أتولّى الحراسة. بعد منتصف الليل سمعت صوت المرأة وهي تقول: لقد شافتني. فتحت باب الحرم ورأيت تلك المرأة السعيدة وقد شفيت، فسألتها عن كيفيّة شفائها، فقالت: أصابني العطش الشديد وخجلت أن أدقّ الباب وأطلب منك الماء، ولذا نمت بعطشي، فرأيت في منامي أنّها أعطتني قدحاً من الماء، وقالت: اشربي هذا الماء وستجدين الشّفاء فشربت الماء وانتبهت من النوم ولا أثر للعطش ولا للمرض [١٣].

منها

ما نقل متواتراً عن المرحوم السيد محمد الرضوي أحد خدّام الحرم المطهّر، قال: في ليلة رأيت السيدة المعصومة في عالم الرؤيا وهي تقول: قم وأضئ مصابيح المنائر، فانتبهت من نومي، ونظرت إلى الساعة فرأيت أنّه بقي أربع ساعات إلى أذان الصبح، فعدت إلى النوم ثانية، فرأيت نفس الرؤيا بعينها، ولكني عدت إلى النوم، وفي المرّة الثالثة رأيت نفس الرؤيا وقالت لي بغضب: ألم أقل لك أن تقوم وتضيء مصابيح المنائر؟ فقمت وأضأت المصابيح، وكان الجوّ شديد البرودة والثلج يتساقط بغزارة وقد غطّى الأماكن. وفي اليوم التالي كان الجوّ صحواً، وكنت واقفاً في الصّحن المطهّر فرأيت جمعاً من الزوار يتحدّثون وأحدهم يقول للآخر: كم يجب علينا أن نشكر هذه السيدة، ولو تأخرت إضاءة المصابيح دقائق معدودة لهلكنا من شدّة البرد. فتبيّن أنّ هؤلاء الزوّار على إثر تساقط الثلج بغزارة واختفاء معالم البلد قد ضلّوا الطريق، وبقوا في وسط الصحراء، ولكن لمّا أمرتني السيدة بإضاءة المصابيح بانت معالم المدينة لهم وأوصلوا أنفسهم إليها، ونجوا من أذى البرد وشدّته [١٤].

منها

ما نقله من كتاب قصص العلماء للميرزا الحاج محمد التنكابني المتوفى سنة 1302هـ، قال: في إحدى زياراتي لحرم السيدة المعصومة(ع) مرض ولدي وزوجتي مرضاً شديداً، وأشرفا على الموت، فجئت إلى حرم ابنة باب الحوائج، وقلت: نحن جئنا من مكان بعيد ولذنا بباب بيتك، ولا نتوقّع أبداً أن نرجع من عندك بالحزن ورغم الأنف والخيبة، وفي نفس تلك اللحظة شفي كلا المريضين وأنقذا من حافّة الموت [١٥].

رحلتها إلى إيران والغرض منها

روى الصدوق بسنده عن مخوّل السجستاني، قال ( لما ورد البريد بإشخاص الرضا عليه السلام إلى خراسان، كنت أنا بالمدينة، فدخل عليه السلام المسجد ليودّع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فودّعه مراراً، كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب، فتقدّمت إليه وسلّمت عليه فردّ السلام وهنّأته، فقال: «زرني، فإنّي أخرج من جوار جدّي صلى الله عليه وآله وسلم فأموت في غربة وأدفن في جنب هارون». ثم قام الإمام الرضا عليه السلام وجمع عياله فأمرهم بالبكاء عليه فإنه لن يعود إليهم فأقاموا المأتم عليه قبل سفره إلى خراسان. وكان خروج الإمام الرضا عليه السلام من المدينة سنة ۲۰۰ هـ وشهادته سنة ۲۰۳ هـ (5) . ذكر صاحب تاريخ قم (إنّه لما أتى المأمون بـالإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى مرو لولاية العهد في سنة 200 من الهجرة، خرجت فاطمة المعصومة عليها السلام أخته تقصده في سنة 201 هـ . فلمّا تلقت كتاب أخيها الإمام الرضا عليه السلام، استعدت للسفر نحو خراسان. فخرجت مع قافلة تضمّ عدداً من إخوتها وأخواتها وأبناء إخوتها (6). وقال المحقق السيد الروضاتي ( فلما وصل الركب إلى ساوة حوصر من قبل أزلام المأمون العباسي فقتلوا من قدروا عليه وشرد الباقي وجرحوا هارون أخا الإمام الرضا عليه السلام ولم يبق مع فاطمة المعصومة عليها السلام غير أخيها هارون وهو جريح ثم هجموا عليه وهو يتناول الطعام فقتلوه. وكان ذلك كله بمرأى من السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام فقد شاهدت مقتل أخوتها وأبنائهم، ورأت تشرّد من بقي منهم. فماذا سيكون حالها آنذاك؟ ولذا فقد مرضت عليها السلام وقيل: قد دسّ إليها السمّ في ساوة فمرضت بسبب ذلك. فسألت عن المسافة بينها وبين قم فقيل لها عشرة فراسخ، فأمرت خادماً لها أن يحملها إلى قم فلما سمع أهل قم بما جرى عليها وعلى أخوتها وعلموا بمقدمها إلى قم خرجوا لاستقبالها يتقدمهم موسى بن خزرج الأشعري فتشرف بضيافتها، فمكثت في منزله سبعة عشر يوماً ثم استشهدت عليها السلام وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني [١٦].

وفاتها (عليها السلام)

في العاشر من ربيع الثاني تحلّ ذكرى رحيل السيدة المعصومة (عليها السلام)، والتي قدمت إلى إيران بعد عامٍ من وصول أخيها الإمام الرضا (عليه السلام) إليها، برفقة مجموعة من الإخوة والأخوات وأقارب آخرين. يذكر جعفر مرتضى العاملي أن القافلة تألفت من 22 شخصاً من العلويين وإخوة الإمام، بينما يرى بعض الباحثين أن العدد كان حوالي 400 شخص، وأن 23 منهم استُشهدوا في ساوة. عند وصول القافلة إلى ساوة، هاجمهم عملاء السلطة، فاستشهد الكثيرون، وأصيبت السيدة المعصومة (عليها السلام) بمرضٍ شديد. فسألت خادمها: كم بين هنا وقم؟ فأجاب: 10 فراسخ (حوالي 60 كم). فأمرته بحملها إلى قم، وهناك استقبلها موسى بن خزرج الأشعري (من وجهاء الشيعة في قم) وأدخلها إلى منزله، حيث توفيت بعد أيام [١٧].

ظروف الوفاة والمرض

يرى بعض الباحثين أنها (عليها السلام) تُسممت في ساوة مما أدى إلى مرضها الشديد ثم وفاتها بعد فترة قصيرة في قم [١٨]. يشير "محمدي اشتهاردي" إلى رواية تفيد أن امرأة في ساوة هي من قامت بتسميمها، هناك رأي آخر يربط مرضها بالصدمة النفسية بعد رؤيتها جثث 23 من أقاربها (بينهم إخوتها وأبناء إخوتها) الذين استشهدوا في ساوة [١٩].

فترة إقامتها في قم

دخلت قم في 23 ربيع الأول وأقامت في بيت "موسى بن خزرج الأشعري": 17 يومًا (الرأي المشهور ) و 19 يومًا قضت هذه الفترة في عبادة ومناجاة رغم مرضها [٢٠].

تاريخ الوفاة

الرأي المشهور: 10 ربيع الثاني 201 هـ .رأي آخر: 12 ربيع الثاني (المصدر 19). اقترح "اشتهاردي" إحياء ثلاثة أيام (10-11-12 ربيع الثاني) كمراسم عزاء[٢١].

مراسم الدفن المعجزة

بعد غسلها وتكفينها من قبل نساء "آل سعد":ظهر فارسان ملثمان من نهر قم. صلّيا عليها. دفناها في سرداب بستان "موسى بن خزرج" (موقع حرمها الحالي).اختفيا دون أن يعرف أحد هويتهما. يُحتمل أنهما الإمام الرضا (ع) وابنه الإمام الجواد (ع) [٢٢].

عمرها الشريف

وُلدت في 1 ذي القعدة 173 هـ. توفيت في 201 هـ عن عمر 28 سنة [٢٣].

يوم البنت في إيران

يُحتفل به في ذكرى مولد السيدة المعصومة (ع) وأُدرج في التقويم الرسمي عام 2006م بهدف:

  • التعريف بسيرة السيدة المعصومة كقدوة.
  • تعزيز مكانة البنات في المجتمع الإسلامي.
  • التركيز على حقوقهن في التعليم والصحة والمساواة، يُذكر أن البنات هن أمهات المستقبل وصانعات أجيال الغد.

وصلات خارجیة

الهوامش

  1. حياة السيدة المعصومه (سلام‌الله علیها)، مختار اصلانیا
  2. نورالآفاق، جواد شاه‌عبدالعظیمی
  3. علامه امینی، الغدیر، ج 1، ص 196
  4. ریاحین الشریعه، ج 5، ص 35
  5. کامل الزیارات، 1356ش، ص536
  6. المجلسي، بحار الأنوار ج 57 ص 228
  7. المجلسي بحار الأنوار: ج 60، ص 216 ـ 217
  8. عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 267
  9. كامل الزيارات: باب 106، فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر ع‘ الحديث 2، ص 536
  10. السيدة المعصومة فاطمة ثانية، محمد المحمدي الاشتهاردي، ص166
  11. بحارالأنوار، محمدباقر المجلسي، ج48، ص317
  12. كريمة أهل البيت (عليهم السلام)، ص216-219
  13. كريمة أهل البيت (عليهم السلام)، ص253.
  14. كريمة أهل البيت (عليهم السلام)، ص273
  15. الأزهار الأرجية: ج15، ص254-255
  16. جامع الأنساب، محمدعلي الروضاتي، ص56
  17. العاملی، جعفرمرتضی؛ الحیاة السیاسه للامام الرضا، ص 428
  18. العاملی، جعفرمرتضی؛ الحیاة السیاسه للامام الرضا، ص 428
  19. محمدی اشتهاردی، السيدة معصومه فاطمه دوم، ص 123
  20. المجلسی، محدباقر؛ بحارالانوار، تهران، مکتب الاسلامیه، بی‌تا، ج60، ص 219
  21. محمدی اشتهاردی، السيدة معصومه فاطمه دوم، ص 123
  22. مهدی پور، علی اکبر؛ کریمه اهل بیت، قم، حاذق، بی‌تا، ص 109
  23. نمازی، شیخ علی؛ مستدرک سفینة البحار، مشهد، ج8، ص 257