الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المؤتمر الدولي التاسع للسلام العالمي»
لا ملخص تعديل |
|||
| سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
=== السلام مع القوة === | === السلام مع القوة === | ||
أكد على مبدأين عمليين قائلاً: أولاً، السلام لا يدوم بدون قوة. إذا أردنا أن نكون واقعيين وليس مجرد مثاليين، يجب أن ندرك أن السلام لا يمكن أن يبقى مجرد أماني وكلمات. بدون قوة رادعة، يبقى السلام هشاً. هذه الردع يتطلب قوة صلبة وقوة ناعمة. عندما يستخدم المجرمون القوة الصلبة، يجب أن نقاومهم بالقوة. ومع ذلك، العدو أيضاً يشوه الروايات. قد ندافع عن أرضنا بالقوة الصلبة، لكن لا يمكننا كسب القلوب والعقول بالسلاح. هذا يتطلب القوة الناعمة. القوة الناعمة تشمل القوة السياسية التي تتيح الحوار، والقوة الاقتصادية التي تمنع الفقر، والقوة الأخلاقية التي تبقي الضمير مستيقظاً، والقوة المؤسسية التي تنظم المجتمع، والقوة الروحية التي تعزز إيمان الصالحين. نحن بحاجة إلى توازن بين القوة الصلبة والناعمة. وثانياً، يجب أن تُضبط القوة الصلبة والناعمة أخلاقياً، وإلا فإنها تتحول إلى نقيضها. فقط من يمتلك الروحانية والصدق الأخلاقي يمكنه حمل هذه القوة بشكل صحيح. هدف القوة هو الخدمة لا السيطرة. في النظرة الأخلاقية والإنسانية، هدف القوة ليس التغلب على الآخرين، بل كبح العنف ودعم العدالة. القوة بدون رقابة أخلاقية تؤدي إلى الحرب. القوة الشرعية تحمي المظلوم وتمنع دورة الانتقام. هذه القوة ممكنة فقط تحت قيادة شجاعة ومتدينة وأخلاقية. السلام المستدام والعادل يحتاج إلى عنصرين أساسيين: الحوار للتفاهم والمصالحة، والمقاومة ضد القوة القمعية، وخلق قوة ناعمة متوازنة لمواجهة الروايات الخاطئة<ref>[https://taqrib.ir/fa/news/%D8%B5%D9%84%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%DB%8C-%D8%A8%D8%A7-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86-%D9%85%DB%8C%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%AA-%D8%B3%D8%AE%D8%AA-%D9%88-%D9%86%D8%B1%D9%85-%D8%A7%DB%8C%D8%AC%D8%A7%D8%AF-%D9%85%DB%8C%D8%B4%D9%88%D8%AF | أكد على مبدأين عمليين قائلاً: أولاً، السلام لا يدوم بدون قوة. إذا أردنا أن نكون واقعيين وليس مجرد مثاليين، يجب أن ندرك أن السلام لا يمكن أن يبقى مجرد أماني وكلمات. بدون قوة رادعة، يبقى السلام هشاً. هذه الردع يتطلب قوة صلبة وقوة ناعمة. عندما يستخدم المجرمون القوة الصلبة، يجب أن نقاومهم بالقوة. ومع ذلك، العدو أيضاً يشوه الروايات. قد ندافع عن أرضنا بالقوة الصلبة، لكن لا يمكننا كسب القلوب والعقول بالسلاح. هذا يتطلب القوة الناعمة. القوة الناعمة تشمل القوة السياسية التي تتيح الحوار، والقوة الاقتصادية التي تمنع الفقر، والقوة الأخلاقية التي تبقي الضمير مستيقظاً، والقوة المؤسسية التي تنظم المجتمع، والقوة الروحية التي تعزز إيمان الصالحين. نحن بحاجة إلى توازن بين القوة الصلبة والناعمة. وثانياً، يجب أن تُضبط القوة الصلبة والناعمة أخلاقياً، وإلا فإنها تتحول إلى نقيضها. فقط من يمتلك الروحانية والصدق الأخلاقي يمكنه حمل هذه القوة بشكل صحيح. هدف القوة هو الخدمة لا السيطرة. في النظرة الأخلاقية والإنسانية، هدف القوة ليس التغلب على الآخرين، بل كبح العنف ودعم العدالة. القوة بدون رقابة أخلاقية تؤدي إلى الحرب. القوة الشرعية تحمي المظلوم وتمنع دورة الانتقام. هذه القوة ممكنة فقط تحت قيادة شجاعة ومتدينة وأخلاقية. السلام المستدام والعادل يحتاج إلى عنصرين أساسيين: الحوار للتفاهم والمصالحة، والمقاومة ضد القوة القمعية، وخلق قوة ناعمة متوازنة لمواجهة الروايات الخاطئة<ref>[https://taqrib.ir/fa/news/%D8%B5%D9%84%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%DB%8C-%D8%A8%D8%A7-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86-%D9%85%DB%8C%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%AA-%D8%B3%D8%AE%D8%AA-%D9%88-%D9%86%D8%B1%D9%85-%D8%A7%DB%8C%D8%AC%D8%A7%D8%AF-%D9%85%DB%8C%D8%B4%D9%88%D8%AF السلام الحقيقي يتحقق من خلال التوازن بين القوة الصلبة والناعمة، موقع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية].</ref>. | ||
== معرض الصور == | == معرض الصور == | ||
مراجعة ١١:٤٤، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥
المؤتمر الدولي التاسع للسلام العالمي عُقد فی 18 جمادى الأولى، يوافق 9 نوفمبر 2025 م في جاكرتا عاصمة إندونيسيا بحضور حجة الإسلام والمسلمين حميد شهریاري، الأمين العام لـالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وجمع من العلماء والمفكرين والنخب السياسية والثقافية من مختلف أنحاء العالم لمدة ثلاثة أيام. يُعتبر عقد هذا المؤتمر خطوة مهمة كمنصة موحدة للحوار الحضاري، والتعاون الإقليمي، وإرساء السلام في العالم. كان الموضوع الرئيسي لهذا اللقاء «دراسة وسطية الإسلام وتيانغ هوا للتعاون العالمي» حيث أكد على قيم الاعتدال الإسلامي والحكمة الثقافية الصينية كأساس للتعاون العالمي العادل والسلمي. في هذا المؤتمر، عُقدت عدة جلسات تخصصية حول محور الإسلام الوسطي و«تيانغ هوا» للتعاون العالمي، ومن أبرزها:
- جلسة تخصصية حول دور المرأة المسلمة في الإسلام الوسطي و«تيانغ هوا» في التعاون العالمي؛
- النظرة العالمية للإسلام الوسطي وأهميتها للحضارة العالمية؛
- دراسة الحلول العملية للتعاون العالمي القائم على الإسلام الوسطي و«تيانغ هوا».
كلمة الأمين العام للمجمع التقريبي
حجة الإسلام والمسلمين حميد الشهریاري، الأمين العام للمجمع التقريبي، قال في كلمته خلال المؤتمر الدولي التاسع لـ«السلام العالمي» في جاكرتا، إندونيسيا: نحن الآن نشهد مشكلة جوهرية لم يجد الإنسان حتى الآن حلاً فعالاً لها. نعيش في عالم يتحدث فيه الجميع عن السلام، لكن ما نراه في الواقع هو الحرب. المنظمات الدولية التي أُنشئت للحفاظ على السلام العالمي أصبحت غير فعالة. القوى الإمبريالية والمعتدون يسعون وراء مصالحهم ويسفكون دماء الأبرياء من أجلها. وأضاف الدكتور الشهریاري: نحن نتحدث عن الحوار، ولكن في الوقت ذاته تُقصف منازل الناس. في غزة، استشهد أكثر من 67 ألف شخص، من بينهم نساء وأطفال وكبار السن، وأصيب أكثر من 160 ألف آخرين. كثير منهم كانوا أطباء، وطاقم مستشفيات، وصحفيين واصلوا بشجاعة مهامهم الإنسانية وسط ألسنة اللهب. فقد أكثر من 400 صحفي و120 طبيباً وممرضاً حياتهم. تم قصف المستشفيات والمدارس وملاجئ منظمة الأمم المتحدة مرات عديدة. الأطفال تحت الأنقاض، والأمهات فقدن حياتهن وهن يحتضنّ جثث أبنائهن. في مواجهة مثل هذه الجرائم، ماذا فعل في مواجهة مثل هذه الجرائم، ماذا فعل العالم المزعوم المتحضر وما هي الأدوات الفعالة التي قدمها للسلام؟ لماذا صمت، والأسوأ من ذلك، لماذا وقف إلى جانب المعتدين وزودهما بالسلاح بدلاً من كبح جماحهما؟ التواطؤ مع الظلم خيانة للقيم الإنسانية. كلما فرحنا بنهاية حرب وإرساء السلام، تنشب نزاعات أخرى كوحش ينبعث من أرض أخرى ويثور.
صوت الحرب في السودان
لم نتعافَ بعد من ألم غزة، لبنان، سوريا وإيران، والآن نسمع صوت الحرب في السودان. لماذا يحدث هذا؟ هل الحوار والمؤتمرات قادرة على حل مشاكلنا؟ ما هو الحل الحقيقي؟ في ردّه على سؤال هل يمكن الحوار في ظل بيئة أخلاقية عالمية غير مستقرة، قال: «الإجابة على هذا السؤال هي نعم ولا في آن واحد. نعم، لأن الحوار هو الخطوة الأولى نحو السلام. السلام عملية مستمرة، وليس حدثاً منفرداً. يجب أن نشارك في الحوار، ونجد أُطُراً مشتركة، ونتوصل إلى اتفاقات، ونلتزم بها، ونراقب تنفيذها لنصل إلى سلام عادل ومستدام.»
تغيير الخطابات العالمية
أضاف الأمين العام للمجمع التقريبي للمذاهب الإسلامية: لتغيير السياسات العالمية، يجب أولاً تغيير الخطابات العالمية. يجب أن تحل خطابات الرحمة والتعدد الثقافي وتعدد الأطراف محل خطابات الكراهية، ورفض الهوية، والأحادية. لا يمكن أن يدوم تغيير السياسة بدون حوار فكري وأخلاقي. علينا أن نبني قراراتنا السياسية والعملية على العقل والعدل. العمل بدون تفكير أو أخلاق لن يستمر. الجهل والتعصب أعداء السلام الدائم. عندما يستيقظ الإنسان ويتخلى عن التعصب العرقي والطائفي، ستتوافر الأرضية لسلام عادل. وأكد أن هذه الخطوات وحدها غير كافية، وأضاف: الحوار بحد ذاته لا يضمن السلام. نحن بحاجة إلى آليات تنفيذية. الجميع يقول إننا بحاجة إلى عمل، ولكن كيف؟ كيف نوقف قتل الأبرياء في مواجهة مجرمين يستهدفون المدنيين الأبرياء بالأسلحة؟ كيف نحمي النساء والأطفال بينما يدعم طغاة العالم المعتدين؟
السلام مع القوة
أكد على مبدأين عمليين قائلاً: أولاً، السلام لا يدوم بدون قوة. إذا أردنا أن نكون واقعيين وليس مجرد مثاليين، يجب أن ندرك أن السلام لا يمكن أن يبقى مجرد أماني وكلمات. بدون قوة رادعة، يبقى السلام هشاً. هذه الردع يتطلب قوة صلبة وقوة ناعمة. عندما يستخدم المجرمون القوة الصلبة، يجب أن نقاومهم بالقوة. ومع ذلك، العدو أيضاً يشوه الروايات. قد ندافع عن أرضنا بالقوة الصلبة، لكن لا يمكننا كسب القلوب والعقول بالسلاح. هذا يتطلب القوة الناعمة. القوة الناعمة تشمل القوة السياسية التي تتيح الحوار، والقوة الاقتصادية التي تمنع الفقر، والقوة الأخلاقية التي تبقي الضمير مستيقظاً، والقوة المؤسسية التي تنظم المجتمع، والقوة الروحية التي تعزز إيمان الصالحين. نحن بحاجة إلى توازن بين القوة الصلبة والناعمة. وثانياً، يجب أن تُضبط القوة الصلبة والناعمة أخلاقياً، وإلا فإنها تتحول إلى نقيضها. فقط من يمتلك الروحانية والصدق الأخلاقي يمكنه حمل هذه القوة بشكل صحيح. هدف القوة هو الخدمة لا السيطرة. في النظرة الأخلاقية والإنسانية، هدف القوة ليس التغلب على الآخرين، بل كبح العنف ودعم العدالة. القوة بدون رقابة أخلاقية تؤدي إلى الحرب. القوة الشرعية تحمي المظلوم وتمنع دورة الانتقام. هذه القوة ممكنة فقط تحت قيادة شجاعة ومتدينة وأخلاقية. السلام المستدام والعادل يحتاج إلى عنصرين أساسيين: الحوار للتفاهم والمصالحة، والمقاومة ضد القوة القمعية، وخلق قوة ناعمة متوازنة لمواجهة الروايات الخاطئة[١].
معرض الصور
-
منظر من المؤتمر (1)
-
منظر من المؤتمر (2)
-
منظر من المؤتمر (3)
-
منظر من المؤتمر (4)
-
منظر من المؤتمر (5)
-
منظر من المؤتمر (6)
مواضيع ذات صلة
الهوامش
المصادر
- السلام الحقيقي يتحقق بتوازن بين القوة الصلبة والناعمة، موقع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، تاريخ النشر: 20 تشرين الثاني 1404 هـ ش، تاريخ المشاهدة: 20 تشرين الثاني 1404 هـ ش.

