انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد تقي المجلسي»

من ویکي‌وحدت
 
سطر ٥٨: سطر ٥٨:


== الوفاة ==
== الوفاة ==
توفي [[الفقیه]] و[[المحدث]] الجليل الملا محمد تقي المجلسي في الحادي عشر من شعبان سنة 1070 هـ في [[أصفهان]]، ودُفن هناك<ref>جامع الرواة، محمد بن علي الأردبيلي، ج 2، ص 82، نقلاً عن العلامة محمد باقر المجلسي</ref>. وكان موته خسارة كبيرة لـلحوزات العلمية، خصوصًا حوزة أصفهان الكبرى، إذ فقدت أحد أفضل أساتذة الحديث.
توفي [[الفقيه]] و[[المحدث]] الجليل الملا محمد تقي المجلسي في الحادي عشر من شعبان سنة 1070 هـ في [[أصفهان]]، ودُفن هناك<ref>جامع الرواة، محمد بن علي الأردبيلي، ج 2، ص 82، نقلاً عن العلامة محمد باقر المجلسي</ref>. وكان موته خسارة كبيرة لـلحوزات العلمية، خصوصًا حوزة أصفهان الكبرى، إذ فقدت أحد أفضل أساتذة الحديث.


ولكن تلاميذه الذين نهلوا من علمه وفضله استمروا في طريقه، وطريقه في [[تهذيب النفس]] وإحياء الحديث استمر بجهود تلاميذه، خصوصًا العلامة [[محمد باقر المجلسي]]، فشهد عصر العودة إلى الحديث والورع ازدهارًا أكبر.
ولكن تلاميذه الذين نهلوا من علمه وفضله استمروا في طريقه، وطريقه في [[تهذيب النفس]] وإحياء الحديث استمر بجهود تلاميذه، خصوصًا العلامة [[محمد باقر المجلسي]]، فشهد عصر العودة إلى الحديث والورع ازدهارًا أكبر.

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٠٥، ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥

العلامة محمد تقي المجلسي (1070-1003 هـ)، من العلماء والمحدثين المشهورين في القرن الحادي عشر الهجري، مدرس في حوزة أصفهان العلمية في عهد صفويون، وأب العلامة محمد باقر المجلسي (صاحب بحار الأنوار)، وقد أخذ العلم من كبار العلماء مثل الشيخ بهائي. كان المرحوم المجلسي حريصًا على إحياء الأحاديث وبذل جهده في نشر أقوال أهل البيت (عليهم السلام). ومن أشهر مؤلفاته: روضه المتقين.

مولد محمد تقي المجلسي

وُلد محمد تقي في عام 1003 هـ في المدينة الكبيرة والجميلة أصفهان، عاصمة صفويون. وأسماه الإمام التاسع محمد تقي تيمناً به. وكان أول ما سمعه صوت الأذان والإقامة، فبدأت حياته بنغمة التوحيد والرسالة.

نشأ محمد تقي في بيئة ملؤها الصفاء وحب الدين وأهل الدين، فنمَّت فطرته الإلهية وتكوّنت مشاعره بحب آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). وكان والده الملا علي المجلسي عالمًا فاضلًا محبًا للعلم، ومن رواة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام). وكان شاعرًا موهوبًا معروفًا بلقب «المجلسي»، ويقال إن هذا اللقب هو سبب تسميته بهذا الاسم[١].

الدراسة

واصل خطواته الدراسية بثبات تحت إشراف والده، ثم تعرف على كبار أساتذة حوزة أصفهان، وبتوجيه والده التحق بحلقات درس العلامة المولى عبد الله الشوشترى، وهو من كبار علماء حوزة أصفهان.

كان العلامة المولى عبد الله الشوشترى من تلامذة حوزة النجف العلمية، هاجر إلى أصفهان بعد إتمام مراحل علمية عالية واستقر فيها. رافق محمد تقي هذا الأستاذ سنوات عديدة، وتعلم منه الفقه، الحديث، أصول الفقه، الكلام، والتفسير، وكان مدينًا له بشكل خاص في دراسة الحديث والرواية. كتب لاحقًا: «كان أستاذنا الكبير وأستاذ الشيعة في عصره، علامة محقق دقيق وزاهد عابد ورع. معظم محتويات هذا الكتاب (روضه المتقين الذي هو كتاب روائي) من إفاداته...»[٢].

يمكن القول إن نشر الفقه والحديث في تلك الفترة في أصفهان تم على يديه[٣]. وبعد وفاة أستاذه عام 1021 هـ، واصل الدراسة عند ابنه المولى حسن علي الشوشترى، الذي كان أيضًا من كبار العلماء وأساتذة مشاهير حوزة أصفهان.

في الوقت نفسه، بدأ محمد تقي دراسة أخرى على يد عالم آخر، وشرع في رحلة روحية داخل النفس، بتوجيه من الزاهد والعارف الكبير الشيخ بهائي.

منذ بداية دراسته، كان لدى محمد تقي انجذاب قوي إلى التصوف، وشعر بأن الفقه والأصول والعلوم المدرسية التقليدية لا تشبع عطشه الروحي. ربما بدأ هذا الشعور في سن البلوغ، لكنه لم يكن قادرًا على تفسيره أو التعبير عنه بوضوح. وكان أكثر ما يجهله هو «ماذا يفعل ومن أين يبدأ؟» لكن بعد تعرفه على الشيخ بهائي وحضوره درسه وجد ضالته.

كان بهاء الدين محمد العاملي المعروف بـالشيخ بهائي من أبرز أساتذة حوزة أصفهان في ذلك الوقت. كان شاملاً في علوم متعددة، يمتلك معرفة واسعة وتأليفات في مختلف العلوم. كتب المجلسي عنه لاحقًا: «كان ذا مكانة عالية وذا ذاكرة قوية. لم أر أحدًا مثله في كثرة العلوم ووفرة الفضل وعلو المكانة»[٤].

وكان تواضع الشيخ وكرمه مع طلابه، حتى مع الشاب محمد تقي، سببًا في زيادة محبته له. يروي محمد تقي المجلسي أنه عندما كان لم يبلغ سن البلوغ بعد، أبدى ملاحظة علمية في درس الشيخ، وبعد أن وجد الشيخ كلامه حقًا، تراجع عن رأيه وأكد كلام محمد تقي أمام الطلاب[٥].

ما جذب محمد تقي المجلسي إلى الشيخ بهائي أكثر من غيره، إلى جانب إتقانه العلوم الشرعية، كان سيره الروحي وزهده وتقشفه. لذلك رافقه محمد تقي منذ بداية دراسته وحتى أواخر حياة الشيخ.

كما استفاد أيضًا من مجالس علم علماء آخرين مثل ميرفندرسكي، القاضي أبو السرور، أمير إسحاق الأسترآبادي، الشيخ عبد الله بن جابر العاملي (ابن عمته)، الملا محمد قاسم العاملي (عمه).

التدريس والتلاميذ

كان المجلسي من المدرسين المميزين في الحديث والفقه في حوزة أصفهان المرموقة، ودرّس الأصول، الفقه، التفسير، الكلام، ورجال الحديث[٦]. كان يدرّس يوميًا في مسجد الجامع في أصفهان، ويحضر دروسه جمع كبير من الباحثين وطلاب علوم أهل البيت (عليهم السلام).

ومن أشهر تلاميذه أو من حصل على إذن نقل الحديث منهم:

  • ابنه العلامة محمد باقر المجلسي؛
  • السيد عبد الحسين خاتون آبادي؛
  • المحقق خوانساري؛
  • السيد نعمت الله الجزائري؛
  • الملا ميرزاي شيرواني؛
  • الملا محمد صالح مازندراني؛
  • الملا محمد صادق كرباسي؛
  • السيد شرف الدين علي گلستانه؛
  • الملا عزيز الله المجلسي؛
  • ميرزا إبراهيم أردكاني اليزدي؛
  • المولى أبو القاسم بن محمد گلپايگاني؛
  • بدر الدين بن أحمد العاملي؛
  • ميرزا تاج الدين گلستانه[٧].

مؤلفات محمد تقي المجلسي

ترك المجلسي الأول عدة مؤلفات منها:

  1. روضه المتقين (من أفضل الشروح على من لا يحضره الفقيه)[٨]؛
  2. لوامع صاحبقراني (شرح وترجمة فارسية لمن لا يحضره الفقيه)؛
  3. رياض المؤمنين في شرح الصحيفة السجادية؛
  4. أربعون حديثًا من المعصومين؛
  5. شرح زيارة الجامعة؛
  6. شرح خطبة همام؛
  7. حديقة المتقين، رسالة عملية حتى نهاية مبحث الصيام[٩]؛
  8. مطالع الأنوار في صلاة الجمعة[١٠]؛
  9. ميرزا عبد الله أفندي ذكر رسالتين له في الرضاع وحقوق الوالدين[١١].

الوفاة

توفي الفقيه والمحدث الجليل الملا محمد تقي المجلسي في الحادي عشر من شعبان سنة 1070 هـ في أصفهان، ودُفن هناك[١٢]. وكان موته خسارة كبيرة لـلحوزات العلمية، خصوصًا حوزة أصفهان الكبرى، إذ فقدت أحد أفضل أساتذة الحديث.

ولكن تلاميذه الذين نهلوا من علمه وفضله استمروا في طريقه، وطريقه في تهذيب النفس وإحياء الحديث استمر بجهود تلاميذه، خصوصًا العلامة محمد باقر المجلسي، فشهد عصر العودة إلى الحديث والورع ازدهارًا أكبر.

انظر أيضًا

المراجع

  1. مرآة الأحوال، نقلاً عن بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 102، ص 105
  2. روضه المتقين، محمد تقي المجلسي، ج 14، ص 382
  3. روضه المتقين، محمد تقي المجلسي، ج 14، ص 382
  4. بحار الأنوار، ج 102، ص 111
  5. روضه المتقين، ج 14، ص 404
  6. يظهر هذا من عدة تراخيص أصدرها لعدد من تلامذته، انظر: بحار الأنوار، ج 107، تراخيص محمد تقي المجلسي؛ روضات الجنات، ج 2، ص 123
  7. قائمة أسمائهم وتواريخ الحصول على التراخيص مفصلة في كتاب سيرة العلامة المجلسي، سيد مصلح الدين مهدي، ج 2، ص 388 وما بعدها
  8. موسوي خوانساري، روضات الجنات، 1390 ش، ج 2، ص 122
  9. موسوي خوانساري، روضات الجنات، 1390 ش، ج 2، ص 119-120؛ أمين، أعیان الشيعة، 1406 هـ، ج 9، ص 192
  10. موسوي خوانساري، روضات الجنات، 1390 ش، ج 2، ص 122؛ أمين، أعیان الشيعة، 1406 هـ، ج 9، ص 192
  11. أفندي أصفهاني، رياض العلماء، 1401 هـ، ج 5، ص 47
  12. جامع الرواة، محمد بن علي الأردبيلي، ج 2، ص 82، نقلاً عن العلامة محمد باقر المجلسي