الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العلويون»
| (١٤ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
| سطر ٤: | سطر ٤: | ||
كلمة "علوي" في اللغة تُنسب إلى الإمام علي (عليه السلام). وفي الاصطلاح استُخدمت في معانٍ مختلفة منها ما يلي<ref>علي أكبر دهخدا، ''معجم دهخدا''، مادة علوي.</ref>: | كلمة "علوي" في اللغة تُنسب إلى الإمام علي (عليه السلام). وفي الاصطلاح استُخدمت في معانٍ مختلفة منها ما يلي<ref>علي أكبر دهخدا، ''معجم دهخدا''، مادة علوي.</ref>: | ||
# شخص من أولاد [[علي بن أبي طالب|علي (عليه السلام)]] و[[فاطمة بنت محمد (الزهراء)|فاطمة (سلام الله عليها)]] أو من نسلهم. في هذا التعريف تُستخدم كلمة علوي مرادفة لسيد. | # شخص من أولاد [[علي بن أبي طالب|علي (عليه السلام)]] و[[فاطمة بنت محمد (الزهراء)|فاطمة (سلام الله عليها)]] أو من نسلهم. في هذا التعريف تُستخدم كلمة علوي مرادفة لسيد. | ||
# أشخاص لم يتهموا علي (عليه السلام) بقتل [[عثمان بن عفان|عثمان]]، ولم يدعموا [[عائشة]] و[[معاوية]] للثأر لدم عثمان بعد مقتله. في هذا التعريف يكون "علوي" مقابل "عثماني" ([[عثمانية]])<ref>محمد رضا هدايت پناه، ''انعكاس الفكر العثماني في واقعة كربلاء''، قم، 1389 هـ ش، ص 25، 31 و 32.</ref>. | # أشخاص لم يتهموا علي (عليه السلام) بقتل [[عثمان بن عفان|عثمان]]، ولم يدعموا [[عائشة]] و[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] للثأر لدم عثمان بعد مقتله. في هذا التعريف يكون "علوي" مقابل "عثماني" ([[عثمانية]])<ref>محمد رضا هدايت پناه، ''انعكاس الفكر العثماني في واقعة كربلاء''، قم، 1389 هـ ش، ص 25، 31 و 32.</ref>. | ||
# من يرى عليًا أفضل من الخلفاء الثلاثة الأوائل ويتبعه. وفق هذا التعريف، يُستخدم مصطلح علوي بمعنى [[ | # من يرى عليًا أفضل من الخلفاء الثلاثة الأوائل ويتبعه. وفق هذا التعريف، يُستخدم مصطلح علوي بمعنى [[الشيعة|شيعي]]<ref>''دائرة المعارف لاروس''، إسطنبول، 1990م، ج 1، ص 301.</ref>. | ||
== استخدام كلمة علوي عبر التاريخ == | == استخدام كلمة علوي عبر التاريخ == | ||
في العديد من المصادر والتقارير التاريخية التي تحدثت عن العلويين في القرون الأولى، كان المقصود مجموعات مختلفة من [[مذهب الشيعة|الشيعة]] سواء الإمامية أو غيرها مثل [[زيدية]]. عاش العلويون عبر التاريخ في مناطق مختلفة منها [[خراسان]]، [[ | في العديد من المصادر والتقارير التاريخية التي تحدثت عن العلويين في القرون الأولى، كان المقصود مجموعات مختلفة من [[مذهب الشيعة|الشيعة]] سواء الإمامية أو غيرها مثل [[زيدية]]. عاش العلويون عبر التاريخ في مناطق مختلفة منها [[خراسان]]، [[إيران]]، [[العراق]]، [[الحجاز]]، [[اليمن]]، [[الشام]] و[[شمال أفريقيا]]. | ||
كانوا في الغالب من أبناء [[ | كانوا في الغالب من أبناء [[حسن بن علي (المجتبی)|الإمام الحسن (عليه السلام)]], [[علي بن الحسين (السجاد)|علي بن الحسين]] [[علي بن الحسين (السجاد)|زين العابدين (عليه السلام)]], و[[محمد حنفيه]]<ref>عمر رضا كحالة، ''معجم قبائل العرب القديمة والحديثة''، بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة، 1414 هـ ق، ج 5، ص 344.</ref>. | ||
استخدمت الكلمة في العصور الوسطى لوصف الشيعة المقيمين في منطقة [[الشام]] وأناضول ([[تركيا]] الحالية) والمغرب العربي. يُعرف العلويون في الشام بالنصيرية والعلويين السوريين، والعلويون في تركيا يُعرفون بالبكتاشية. | استخدمت الكلمة في العصور الوسطى لوصف الشيعة المقيمين في منطقة [[الشام]] وأناضول ([[تركيا]] الحالية) والمغرب العربي. يُعرف العلويون في الشام بالنصيرية والعلويين السوريين، والعلويون في تركيا يُعرفون بالبكتاشية. | ||
| سطر ١٦: | سطر ١٦: | ||
== العلويون في عهد الأمويين والعباسيين == | == العلويون في عهد الأمويين والعباسيين == | ||
ثأرًا لقتلة [[ | ثأرًا لقتلة [[حسين بن علي (سيدالشهداء)]], والاعتقاد بحقانية خلافة أسرة [[محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء)]], وروح رفض الظلم والضغط الشديد من خلفاء [[بني أمية]] و[[العباسيون|العباسيين]] على [[الشيعة]], قام العلويون بالثورة ضد الخلفاء الظالمين. | ||
كان للعلويين في عهد [[بني أمية]] فرعان: العلويون الحسنيون (من نسل الإمام الحسن (عليه السلام)) والعلويون الحسينيون (من نسل الإمام الحسين (عليه السلام))، وأقاموا عدة ثورات. تمكنوا من إقامة حكم في بعض مناطق [[العالم الإسلامي]] مثل [[طبريستان]] شمال [[جمهورية إيران الإسلامية|إيران]]، [[اليمن]] و[[المغرب]]. | كان للعلويين في عهد [[بني أمية]] فرعان: العلويون الحسنيون (من نسل الإمام الحسن (عليه السلام)) والعلويون الحسينيون (من نسل الإمام الحسين (عليه السلام))، وأقاموا عدة ثورات. تمكنوا من إقامة حكم في بعض مناطق [[العالم الإسلامي]] مثل [[طبريستان]] شمال [[جمهورية إيران الإسلامية|إيران]]، [[اليمن]] و[[المغرب]]. | ||
== حكم آل بويه مع نهضة العلويين == | == حكم آل بويه مع نهضة العلويين == | ||
يرى معظم المؤرخين أن [[آل بويه]] كانوا من أتباع [[ | يرى معظم المؤرخين أن [[آل بويه]] كانوا من أتباع [[الشيعة|التشيع]] الإمامي ومحبين لـ[[أهل البيت|أهل البيت (عليهم السلام)]]. لكن لأن بيئة نشأة آل بويه كانت تحت سلطة [[الزيدية]] أي علويي [[طبريستان]], اعتبر بعضهم أنهم من الشيعة الزيدية. قال [[ابن خلدون]] عن مذهب آل بويه: في المستوى العام، كان الاعتقاد الشيعي بحقانية خلافة أسرة [[محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء)]], سببًا لإحياء الحركة الثورية للعلويين والشيعة ضد السلطة، وثانيًا هذه الحركات كانت انعكاسًا واضحًا لسياسات القمع من قبل [[العباسيون|العباسيين]]. | ||
كانت روح رفض الظلم من قبل العلويين، والضغط الشديد والقتل الجماعي من قبل [[العباسيين]] على الشيعة، دافعًا لقيادات هذه الحركات من نسل الأئمة الطاهرين لبدء ثوراتهم تحت شعار "لرضا من آل محمد" مع شخص مختار من أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)، وكانت هذه الثورة تهدف إلى إسقاط النظام العباسي الظالم. | كانت روح رفض الظلم من قبل العلويين، والضغط الشديد والقتل الجماعي من قبل [[العباسيون|العباسيين]] على الشيعة، دافعًا لقيادات هذه الحركات من نسل الأئمة الطاهرين لبدء ثوراتهم تحت شعار "لرضا من آل محمد" مع شخص مختار من أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)، وكانت هذه الثورة تهدف إلى إسقاط النظام العباسي الظالم. | ||
اختير هذا الشعار أولًا للطعن في شرعية الخلافة العباسية واغتصابهم الحكم، وثانيًا لحماية حياة إمامهم الذي كان تحت مراقبة عسكرية، إذ لو اختاروا اسم شخص معين للثورة، وهو بلا شك [[علي بن محمد ( | اختير هذا الشعار أولًا للطعن في شرعية الخلافة العباسية واغتصابهم الحكم، وثانيًا لحماية حياة إمامهم الذي كان تحت مراقبة عسكرية، إذ لو اختاروا اسم شخص معين للثورة، وهو بلا شك [[علي بن محمد (الهادي)|الإمام الهادي (عليه السلام)]], لتمكن النظام من القضاء على الثورة بسهولة. | ||
== أسفهبدان طبريستان وقبول الإسلام == | == أسفهبدان طبريستان وقبول الإسلام == | ||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٤٤، ٣١ أغسطس ٢٠٢٥
العلويون هم أولاد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعتهم. كلمة "علوي" في اللغة تُنسب إلى الإمام علي (عليه السلام), لكنها في الاصطلاح تحمل معانٍ متعددة.
أصل كلمة علوي
كلمة "علوي" في اللغة تُنسب إلى الإمام علي (عليه السلام). وفي الاصطلاح استُخدمت في معانٍ مختلفة منها ما يلي[١]:
- شخص من أولاد علي (عليه السلام) وفاطمة (سلام الله عليها) أو من نسلهم. في هذا التعريف تُستخدم كلمة علوي مرادفة لسيد.
- أشخاص لم يتهموا علي (عليه السلام) بقتل عثمان، ولم يدعموا عائشة ومعاوية للثأر لدم عثمان بعد مقتله. في هذا التعريف يكون "علوي" مقابل "عثماني" (عثمانية)[٢].
- من يرى عليًا أفضل من الخلفاء الثلاثة الأوائل ويتبعه. وفق هذا التعريف، يُستخدم مصطلح علوي بمعنى شيعي[٣].
استخدام كلمة علوي عبر التاريخ
في العديد من المصادر والتقارير التاريخية التي تحدثت عن العلويين في القرون الأولى، كان المقصود مجموعات مختلفة من الشيعة سواء الإمامية أو غيرها مثل زيدية. عاش العلويون عبر التاريخ في مناطق مختلفة منها خراسان، إيران، العراق، الحجاز، اليمن، الشام وشمال أفريقيا. كانوا في الغالب من أبناء الإمام الحسن (عليه السلام), علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام), ومحمد حنفيه[٤]. استخدمت الكلمة في العصور الوسطى لوصف الشيعة المقيمين في منطقة الشام وأناضول (تركيا الحالية) والمغرب العربي. يُعرف العلويون في الشام بالنصيرية والعلويين السوريين، والعلويون في تركيا يُعرفون بالبكتاشية.
العلويون في تركيا أو البكتاشية
بعد معركة جالديران بين الدولة العثمانية في الأناضول والدولة الصفوية في إيران، انقطع اتصال العلويين في تركيا بالمراكز العلمية والثقافية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام). من جهة أخرى، تعرضوا لأشد الضغوط الحكومية من قبل الدولة العثمانية التي حولت صراعها السياسي مع الصفويين إلى مسألة دينية. استمرت هذه الضغوط إلى حد اضطر بعض العلويين إلى التقية وتغيير المذهب وحتى الدين، واضطر آخرون إلى اللجوء إلى الجبال والغابات الوعرة للحماية من الحملات القمعية الدموية. أدت هذه الظروف إلى ابتعاد العلويين في تركيا وسوريا تدريجيًا عن التعاليم الأصيلة للإسلام والتشيع، وتأثرهم بالتعاليم المزيجة[٥].
العلويون في عهد الأمويين والعباسيين
ثأرًا لقتلة حسين بن علي (سيدالشهداء), والاعتقاد بحقانية خلافة أسرة محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء), وروح رفض الظلم والضغط الشديد من خلفاء بني أمية والعباسيين على الشيعة, قام العلويون بالثورة ضد الخلفاء الظالمين.
كان للعلويين في عهد بني أمية فرعان: العلويون الحسنيون (من نسل الإمام الحسن (عليه السلام)) والعلويون الحسينيون (من نسل الإمام الحسين (عليه السلام))، وأقاموا عدة ثورات. تمكنوا من إقامة حكم في بعض مناطق العالم الإسلامي مثل طبريستان شمال إيران، اليمن والمغرب.
حكم آل بويه مع نهضة العلويين
يرى معظم المؤرخين أن آل بويه كانوا من أتباع التشيع الإمامي ومحبين لـأهل البيت (عليهم السلام). لكن لأن بيئة نشأة آل بويه كانت تحت سلطة الزيدية أي علويي طبريستان, اعتبر بعضهم أنهم من الشيعة الزيدية. قال ابن خلدون عن مذهب آل بويه: في المستوى العام، كان الاعتقاد الشيعي بحقانية خلافة أسرة محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء), سببًا لإحياء الحركة الثورية للعلويين والشيعة ضد السلطة، وثانيًا هذه الحركات كانت انعكاسًا واضحًا لسياسات القمع من قبل العباسيين. كانت روح رفض الظلم من قبل العلويين، والضغط الشديد والقتل الجماعي من قبل العباسيين على الشيعة، دافعًا لقيادات هذه الحركات من نسل الأئمة الطاهرين لبدء ثوراتهم تحت شعار "لرضا من آل محمد" مع شخص مختار من أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)، وكانت هذه الثورة تهدف إلى إسقاط النظام العباسي الظالم. اختير هذا الشعار أولًا للطعن في شرعية الخلافة العباسية واغتصابهم الحكم، وثانيًا لحماية حياة إمامهم الذي كان تحت مراقبة عسكرية، إذ لو اختاروا اسم شخص معين للثورة، وهو بلا شك الإمام الهادي (عليه السلام), لتمكن النظام من القضاء على الثورة بسهولة.
أسفهبدان طبريستان وقبول الإسلام
من جهة أخرى، بما أن أسفهبدان طبريستان وملوك الباوند قد اعتنقوا الإسلام وكانوا يميلون إلى التشيع وفق المصادر، كان بإمكان السادة العيش في هذه المناطق بسهولة أكبر. أكد سيد ظاهر الدين المرعشي ذلك بقوله: "عندما اعتنق أسفهبدان مازندران الإسلام في البداية، كانوا شيعة ومؤمنين بأولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن، فكان للسادة مكانة أسهل في هذه البلاد".
زهد وتقوى العلويين
كان أهل طبريستان يؤمنون بزهد وعلم وتقوى السادة العلويين، وكانوا يقدمون الإسلام للناس بأقوالهم وأفعالهم. نقل ابن اسفنديار أن أهل طبريستان كانوا يعانون من ظلم وظلم حكام الخليفة خاصة محمد بن أوس الذي كان من طرف الطاهريين في المنطقة. كلما جاء إليهم سادات كانوا يتوجهون إليهم ويؤمنون بزهدهم وعلمهم وتقواهم، وكانوا يرون أن جوهر الإسلام الحقيقي مع السادة[٦]. كانت طبريستان في ذلك الوقت تحت حكم الطاهريين، وكان ظلم الطاهريين وبعض الحكام المحليين يؤثر على توجه الناس نحو العلويين. في عام 227 هـ، اعتنق قارن بن شهريار الباوندي الإسلام، الذي ساعد الطاهريين على الانتصار في المنطقة، وعاد ليحكم جبال شروين كمكافأة. في هذه الفترة، تزايدت سرعة قبول السكان المحليين للإسلام. اختار معظم الناس مذهب السنة وفق الفقه الشافعي، لكن سرعان ما انتشر التشيع في طبريستان بسبب نشاط السادة العلويين. وجد الإمامية مؤيدين خاصة في آمل وشرق طبريستان أي جرجان. كان أتباع قاسم بن إبراهيم الرسي العلوي (توفي 246 هـ) ينشرون المذهب الزيدي في رويان وكلار. ومن أبرز ناشري تعاليم قاسم كان جعفر بن محمد النيروسي من سكان نيروس رويان. إذن، كان زهد وتقوى السادة العلويين من أهم أسباب انتشار التشيع الإمامي والزيدي في طبريستان[٧].
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ علي أكبر دهخدا، معجم دهخدا، مادة علوي.
- ↑ محمد رضا هدايت پناه، انعكاس الفكر العثماني في واقعة كربلاء، قم، 1389 هـ ش، ص 25، 31 و 32.
- ↑ دائرة المعارف لاروس، إسطنبول، 1990م، ج 1، ص 301.
- ↑ عمر رضا كحالة، معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة، 1414 هـ ق، ج 5، ص 344.
- ↑ مقالة: التاريخ الاجتماعي والسياسي للعلويين في تركيا.
- ↑ راجع: فراي، تاريخ إيران من الإسلام حتى السلاجقة، ترجمة حسن أنوشه، ج 4، ص 179.
- ↑ محمد شورميج، مقال أسباب دخول العلويين إلى طبريستان حتى قيام الدولة العلوية، مجلة تاريخ الإسلام في ضوء البحث، ربيع 1387 هـ ش، العدد 17.