السادة
السادة آو السادات جمع كلمة (سيد)، وفي اللغة العربية الأصلية كانت "سَيوِد" (قبل الإعلال)، وتعني السيد، الشريف، أو الأکبر.
ألقاب السادات في التراث الإسلامي
يُطلق على الله عز وجل "سيد السادات"، وعلى النبي محمد صلى الله عليه وآله "سيد الأنبياء وسيد ولد آدم"، وعلى أمير المؤمنين علي عليه السلام "سيد العرب"، وعلى فاطمة الزهراء سلام الله عليها "سيدة نساء العالمين"، وعلى الحسن والحسين عليهما السلام "سيدا شباب أهل الجنة".
تعريف السادات في الفقه الشيعي الإمامي
وفقًا لأحد التعريفات الشائعة في الفقه الشيعي الإمامي، يُطلق لقب السادات على الجماعة التي تنتمي من جهة الأب إلى هاشم، جد النبي صلى الله عليه وآله، حتى وإن لم يكونوا من نسل فاطمة الزهراء عليها السلام.[١]
تعاريف أخرى للسادات
هناك تعاريف أخرى تضيق دائرة إطلاق هذا اللقب لتقتصر على نسل النبي صلى الله عليه وآله فقط. فقد ذكر عبد الجليل القزويني (توفي 560 هـ) أن:
> "السادات هم من يكون جدهم الكبير سيد المرسلين، وأبوهم خير الوصيين، وأمهم سيدة نساء العالمين".[٢]
وقد أيد ابن شهر آشوب هذا التعريف، حيث قال إن الناس يسمون نسل رسول الله أهل البيت، آل محمد، عترة النبي وأولاده، آل طه ويس، ويُلقبونهم بالسيد والشريف.[٣] وقد تبنى أبو الحسن البيهقي (493-565 هـ) نفس التعريف.[٤]
السادات والعلويون
وفي تعريف آخر يعتبر السادات مرادفين للعلويين، حيث قال عبد الجليل القزويني: "السادات هم من أولاد علي، وكل من ليس من أولاد علي فلا يقال عنه علوي".[٥]
كما يُطلق لقب السادات على نسل الإمام علي عليه السلام جعفر وعقيل، أبناء أبي طالب وأعمام النبي صلى الله عليه وآله، ويُعتبر هذا التعريف مطابقًا لكلمة "طالبين".
أنساب السادات في كتب الأنساب
عادةً ما تناولت كتب أنساب السادات حتى القرن العاشر الهجري هذه التعريفات، واستخدمت في تسميتها كلمات مثل "طالبين" أو "طالبية". وفي بعض كتب الأنساب من القرن الخامس[٦] والسادس، يُضاف لقب "سيد" إلى أسماء العلويين غير الفاطميين من نسل محمد حنفيّة، وأبو الفضل العباس، وعمر من الأطراف (أبناء الإمام علي عليه السلام)، وكذلك سادات جعفريين.[٧]
تاريخ استخدام كلمة "سيد"
لا يُعرف بدقة متى بدأ استخدام لقب "سيد" لأبناء النبي صلى الله عليه وآله. لكن من مؤلفات بعض كبار علماء الشيعة يظهر أن استعمال هذا اللقب كان شائعًا تمامًا في أواخر القرن الخامس وبداية القرن السادس الهجري. وأقدم كاتب استخدم هذا اللقب رسميًا لأبناء رسول الله هو الشيخ المنتجب الدين (504-585 هـ) في كتابه "فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم". ويُستدل من كتاب "معالم العلماء" للشيخ علي بن شهر آشوب (توفي 588 هـ) أن هذا اللقب كان متداولًا في القرن السادس.[٨]
استخدام اللقب قبل الشيخ المنتجب الدين
قبل الشيخ المنتجب الدين، لم يكن لقب "سيد" مستخدمًا رسميًا لأبناء النبي، وكانوا يُعرفون بألقاب مثل "شريف" أو بذكر النسب فقط.
استخدام لقب "سيد" في النصوص التاريخية المبكرة
في بعض النصوص التاريخية الإسلامية المبكرة، استُخدم لقب "سيد" لأفراد من قبيلة قريش بمعناه الحالي، مثل وصف هشام بن مغيرة بأنه:
> "كان سيدًا من سادات قريش في زمانه".[٩]
تطور استخدام لقب "سيد" و"شريف"
حتى القرن الخامس الهجري، كان يُستخدم لقب "شريف" غالبًا بدلًا من "سيد" في بداية أسماء الطالبية، وهذا واضح في كتب الرجال الشيعية. نجاشي، رجال، ص۲۶،۳۹؛ طوسی، محمد بن حسن، الفهرست، ص ۹،50، 162. ثم بدأ استعمال اللقبين معًا في أسماء بعض السادة في ذلك القرن، وأصبح استخدام "سيد" في إيران شائعًا بعد ذلك، حيث يُذكر أحيانًا لوحده في بداية أسماء بعض العلويين غير الفاطميين.[١٠]
وقد ورد في كتاب "الشجرة المباركة" أن أحد سادات حسيني زيديين في هرات يُدعى أبو الحسن إسماعيل (القرن الخامس) كان أول من استخدم لقب "سيد" لنفسه، بينما كان الآخرون يُلقبون بـ "شريف" حتى وفاته.[١١]
مصطلح "الشريف"
الشريف يعني صاحب الشرف والنقاء النسب، وله معانٍ متعددة في الاصطلاح. فبعضهم يطلقه على من يكون من نسل النبي من الأب، وبعضهم على من تكون أمه "سيدة"، وبعضهم على من يكون من نسل أمير المؤمنين علي عليه السلام، سواء من فاطمة الزهراء أو غيرها.
على أي حال، كان إطلاق هذا اللقب على أولاد النبي صلى الله عليه وآله منذ القرون الإسلامية المبكرة.
استخدام لقب "شريف" في العصر الحديث
حالياً، يُستخدم لقب "شريف" في الأردن لجميع أبناء النبي، وفي الحجاز للسادات الحسينيين. وقد ذكر كل من الشيخ الطوسي (ت460 هـ) والنجاشي (ت450 هـ) لقب "سيد" في مؤلفاتهم، لكنه غالبًا ما يُستخدم مع لقب "شريف" كما في "السيد الشريف...".
في إيران اليوم، يُستخدم لقب "سيد" لجميع أبناء النبي، أما في الحجاز فيُسمى السادات الحسينيون "سيدًا" والسادات الحسنيون "شريفًا".
ألقاب أخرى دالة على السيادة
وتوجد ألقاب أخرى مثل "أمير"، "مير"، "ميرزا"، و"شاه" تُستخدم قبل الأسماء للدلالة على السيادة.
استخدام لقب "سيد" في إيران والحجاز
في العصر الحديث، يستخدم الإيرانيون لقب "سيد" لجميع بني هاشم، بينما في الحجاز يُميزون أبناء الإمام الحسن بلقب "شريف" وأبناء الحسين (سيد الشهداء) بلقب "سيد".[١٢]
المصادر=
1. حسيني، سيد حسن، أطلس تاريخي للسادات في إيران من بداية دخولهم حتى نهاية القرن التاسع الهجري (سادات قم وآوه)، مؤسسة البحوث الإسلامية في العتبة الرضوية المقدسة، 1398 هـ ش؛ 2. مدرسي، سيد محمد كاظم، نسل النور، دراسة في حياة وأفكار آية الله سيد محمد مدرسي وبعض كبار أسرة المدرسية، يزد، نشر نيكو روش، 1378 هـ ش؛
الهوامش
- ↑ شيخ بهایی، جامع عباسی، ص 102
- ↑ قزوینی، عبدالجلیل، نقض، صفحه ۴۸۱
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، جلد ۲ صفحه ۴۱
- ↑ بیهقی، ابوالحسن علی، تاریخ بیهق، صفحه ۶۳
- ↑ قزوینی، عبدالجلیل، نقض، صفحه ۴۸۱
- ↑ علوی عمریّ ابی الحسن علی، المجدی فی انساب الطالبیین، ص 402-403-486-469
- ↑ منتجب الدین ابن بابویه علی بن عبیدالله، فهرست اسما علماء شیعه و مصنفیهم، ص ۲۶،۸۱ ۱۰۴، بیهقی ابوالحسن علی ،لباب الانساب و الالقاب و الاعقاب، ج۲، ص 709
- ↑ ابن شهر آشوب صفحه ۱۵۰
- ↑ بلاذری، احمد بن یحیی، انساب الاشراف، جلد ۱۰، ص ۱۷۲
- ↑ علوی عمری، ابی الحسن علی، المجدی فی انساب الطالبین، ص ۳۸۱
- ↑ فخر رازی، ابوعبدلله محمد، الشجرة المبارکة فی انساب الطالبیة، ص 41
- ↑ جامع الانساب، ۵-۳۴