انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مالك بن أنس»

من ویکي‌وحدت
 
سطر ٤٩: سطر ٤٩:
* [[منصور العباسي]]
* [[منصور العباسي]]
* [[هارون الرشيد]]
* [[هارون الرشيد]]
* [[النفس الزکيه]]
* [[النفس الزکية]]


== الهوامش ==
== الهوامش ==

المراجعة الحالية بتاريخ ١٥:٢٣، ٣ يونيو ٢٠٢٥

أبو عبدالله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث الحميري الأصبحي المدني هو أحد أئمة المذاهب الأربعة أهل السنة والجماعة. درس في المدينة على يد أساتذة مثل: الإمام جعفر الصادق (عليه السلام), ربيعة بن أبي عبدالله, عبد الرحمن بن هرمز, نافع مولى عبدالله بن عمر, محمد بن شهاب الزهري, يحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة بن أبي عبدالرحمن. ومن أشهر تلاميذه: شافعي, عبد الرحمن بن قاسم, أسد بن فرات, عبدالله بن وهب, عبد الرحمن بن قاسم, أسد بن الفرات بن سنان, محمد بن دينار, عبد العزيز بن أبي حازم, عثمان بن عيسى بن كنانة وعبد الرحيم بن خالد الإسكندراني.

سيرة مالك بن أنس

ولد في عام 73 هجري (أو 75 أو 95 هـ) في قرية تُدعى «ذو المروة» - شمال المدينة - التي تبعد حوالي 32 فرسخًا عن المدينة. وكان جده مالك من التابعين. بدأ في طلب العلم منذ صغره وتلقى الحديث عن كبار المدينة مثل نافع, الزهري وعبد الله بن دينار وعدد كبير من المشايخ.

يعتبر مالك من بين الذين جمعوا الحديث وكثرة المشايخ بين أهل السنة. رواية عن أكثر من ألف وأربعمائة شخص، وقد نقل عنه عدد كبير من العلماء مثل أبو حنيفة وشافعي. وقد بدأ في أخذ الرواية منذ صغره، وعندما كان في الواحد والعشرين من عمره، كان لديه كرسي لنقل الحديث. كانت علاقته مع الحكومة العباسية جيدة، باستثناء فترة تعرضه للضرب من حاكم المدينة، جعفر بن سليمان، الذي كان عم منصور العباسي.

يُقال إن كتابه المعروف الموطأ كُتب بناءً على طلب منصور (ت: 158 هـ) وبلغت شهرة مالك ذروتها في عهد هارون الرشيد (ت: 193 هـ)، وفي بعض الأحيان كانت الحكومة تعتمد فتواه في الحج. ويُعتقد أنه شارك في خروج محمد نفس زكية (ت: 145 هـ) وشجع الناس عليه. في فقهه، اعتمد كثيرًا على آراء عبدالله بن عمر (ت: 76 هـ). وقد تم الإشادة بمالك كثيرًا بين أهل السنة، وكتبت كتب عديدة في مناقبه.

انتشر مذهب مالك في العديد من البلدان الإسلامية، وهو الآن المذهب السائد في شمال إفريقيا. نقل مالك أحاديث عن الإمام الصادق (استشهاد 148 هـ) والتي وردت حوالي 16 منها في الموطأ. توفي مالك في عام 179 هجري، وكان عمره 89 أو 85 عامًا. ويعتقد البعض أنه أول من ابتعد عن الأحاديث غير الثقة.

ابن نديم يكتب أنه بعد أن تم تجريده وضربه حتى خرجت يده من مكانها، ارتفعت منزلته وكأن تلك الضربات كانت زينة له. كان مالك أبيض البشرة، ويبدو أنه كان حسن الملبس وطويل القامة.

سبب احترام الإمام الصادق لمالك بن أنس

يقول مالك بن أنس، إمام المالكية، أنه زار الإمام الصادق (عليه السلام). أعطاه الإمام وسادة، وأكرمه، وقال: "يا مالك! أنا أحبك!"

ففرح مالك بهذا التعبير عن المحبة من الإمام وشكر الله. ثم يواصل مالك في هذه الرواية بذكر فضائل الإمام الصادق (عليه السلام): كان دائمًا إما صائمًا أو يصلي أو يذكر الله. كان من أفضل العباد والزهاد الذين يتقون الله. كان كثير الحديث، حسن البيان، ومؤثرًا. عندما كان يروي عن النبي (صلى الله عليه وآله)، كان أحيانًا يتغير لون وجهه إلى الأخضر أو الأصفر، حتى أنه كان يتغير شكله. في سنة، ذهبت معه لزيارة بيت الله. عندما أراد أن يقول "التلبية"، كان يبدو وكأنه يختنق، ثم قال: "كيف أسمح لنفسي أن أقول 'لبيك اللهم لبيك' وأنا أخشى أن يقول الله 'لا لبيك ولا سعديك'".

يمكن القول عن هذه الرواية أنه على الرغم من أنها وردت في كتب روائية موثوقة، لكن يجب الانتباه إلى أن أول راوي لها هو "مالك بن أنس"، الذي يتحدث عن احترام الإمام له. في الحالة العادية، لا يمكن أن تكون شهادة الفرد عن نفسه موثوقة، خاصة إذا كان يريد أن يظهر نفسه كأحد المقربين لشخصية دينية كبيرة، تُحترم من قبل المؤيدين والمعارضين.

علاوة على ذلك، كان مالك بن أنس ضيف الإمام الصادق (عليه السلام)، وتعليمات الدين تؤكد على احترام الضيف حتى لو لم يكن مسلمًا أو متفقًا في العقيدة؛ لذلك يجب تقييم احترام الإمام (عليه السلام) لمالك كنوع من احترام المضيف للضيف، وليس على أنه يتفق مع جميع عقائد مالك.

من جهة أخرى، من المحتمل أن الإمام (عليه السلام) كان يسعى من خلال سلوكه هذا إلى منع مالك بن أنس من الابتعاد عن الطريق الإسلامي المستقيم الذي كان يروّجه ويحافظ عليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

مكانة مالك بن أنس في الحديث

استفاد مالك في المدينة من العديد من الأساتذة، وقد اعتبر بعضهم عددهم مئة، واعتبر آخرون حوالي تسعمائة. من بين هؤلاء، كان ثلاثمائة منهم من التابعين والبقية من طبقة تابع التابعين. أشهر أساتذته في الحديث هم: محمد بن شهاب الزهري، ربيعة بن أبي عبدالرحمن ونافع، مولى عبدالله بن عمر. بالنظر إلى عمره الطويل، كان لديه عدد كبير من التلاميذ من المحدّثين في الحجاز واليمن والعراق والشام ومصر وأفريقيا، ومن بينهم: شافعي، عبدالله بن وهب بن مسلم، عبدالرحمن بن قاسم، عبد العزيز بن أبي حاتم، محمد بن دينار، سفيان الثوري ومحمد بن حسن الشيباني. وقد أثنى علماء أهل السنة عليه وذكروه بالتقدير.

كتب مالك حوالي مئة ألف حديث، ورواها عن نافع وآخرين. وهو معروف بالدقة في النقل والتشدد في نقد رواة الحديث، ولم يكن ينقل حديثًا لم يكن مطمئنًا له.

مؤلفات مالك بن أنس

هناك كتب ورسائل عديدة تُنسب إلى مالك. من أهم مؤلفاته: الموطأ. يعتبر بعض علماء أهل السنة جميع أحاديث هذا الكتاب مسندة وصحيحة. يحتوي هذا الكتاب على أحاديث من النبي (صلى الله عليه وآله) وأقوال وآراء الصحابة وتابعين، وهو مُنظم وفق أبواب الكتب الفقهية. تختلف الأرقام حول عدد أحاديث كتاب الموطأ، حيث تتراوح بين خمسمائة إلى 1720 وعدد آخر. استغرق تأليف الموطأ أربعين عامًا. ومن مؤلفاته أيضًا كتب تفسير غريب القرآن والرد على القدرية.

الشفاعة من وجهة نظر مالك بن أنس

كان مالك جالسًا عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله). سأل أبو جعفر منصور الدوانیقی الخليفة العباسي، هل يجب أن أقف نحو القبلة وأدعو، أم أتجه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

قال مالك له: "لماذا تلتفت بوجهك عن قبر ذلك النبي، وهو وسيلتك ووسيلة والدك آدم في يوم القيامة؟ بل انظر إلى القبر واجعله شفيعك".

من هذه المناقشة يمكن استخلاص عدة نقاط:

  • أن الدعاء عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) كان معروفًا عند التابعين وأصحاب النبي، وخاصة من شخص مثل مالك بن أنس الذي يعتبر من الأئمة في أهل السنة.
  • لم يعترض أي من علماء المدينة أو المسلمين على هذا الكلام، وإذا كان قد تم إنكاره من قبل أهل المدينة، لكان قد سُجل في التاريخ، لأن الدافع لبيان مثل هذه الأمور كان موجودًا بسبب الاختلاف بين المذاهب.
  • التوسل والشفاعة للنبي (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته كانت ممارسة لشخص مثل مالك بن أنس، حيث قال بوضوح للخليفة العباسي منصور: "استشفع به"، أي اجعله شفيعك وتوسل إليه.
  • يقول مالك: "إنه وسيلتك ووسيلة والدك آدم في يوم القيامة"، وهذا يشير إلى الآية الكريمة: \[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ\] (سورة المائدة: 35).
  • من هذه المناقشة يتضح أن حرمة رسول الله بعد وفاته تبقى كما هي في حياته، لأنه يُظهر أن هذا المكان هو حرم رسول الله، ويجب أن تخفض صوتك وتقرأ هذه الآية: \[...لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ\] (سورة الحجرات: 2).
  • يتضح من كلام مالك بن أنس أن طلب الشفاعة من النبي (صلى الله عليه وآله) في عالم البرزخ وبعد الموت هو أمر مرغوب فيه، وعلى عكس ما يقوله الوهابيون بأن طلب الشفاعة هو حرام أو شرك، يقول مالك: "إنه وسيلتك ووسيلة والدك"، وجملة "استشفع به" تعني ذلك، والتوسل إلى النبي في عالم البرزخ بالنسبة للأمور الدنيوية هو أمر جائز.

موضوعات ذات صلة

الهوامش