تفاصيل الخلافات الداخلية في أمريكا بشأن إيران (ملاحظة)

من ویکي‌وحدت
چند و چون اختلافات داخلی آمریکا درباره ایران (یادداشت).jpg

تفاصيل الخلافات الداخلية في أمريكا بشأن إيران، هو ملاحظة تتناول موضوع المفاوضات بين أمريكا وإيران[١]. يبدو أن "المفاوضات مع إيران" أصبحت موضوعًا مثيرًا للخلاف داخل الحكومة الأمريكية، مما أدى إلى تقلبات في هذا الموضوع. الإجراءات الجديدة للعقوبات ضد إيران من قبل الكونغرس ووزارة الخزانة الأمريكية والخلافات بين وزارتي الدفاع والخارجية والنقاشات الجارية بينهما و"ويتكاف" كممثل خاص ترامب في شؤون غرب آسيا ورئيس فريق المفاوضات مع إيران، بالإضافة إلى التصريحات المتقلبة للمسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى بشأن البرنامج النووي وغيرها من المواضيع المتعلقة بإيران، تعكس هذه الخلافات. لماذا توجد هذه الخلافات؟ ما مدى تأثيرها؟ وكيف تؤثر على إيران؟ سيتم تناول هذه الأسئلة لاحقًا.

موضوع المفاوضات مع إيران قضية خلافية في أمريكا

أولاً، إن موضوع المفاوضات مع إيران يعد قضية خلافية في أمريكا. يعتقد بعض السياسيين الأمريكيين، بما في ذلك المسؤولون الحاليون في وزارة الدفاع، أن المفاوضات مع إيران ستعود بالنفع في النهاية على إيران وأن عائدات الحكومة الأمريكية ستكون ضئيلة، حيث إن إيران مستعدة للتفاوض فقط حول الموضوع النووي، في حين أن حق تخصيب إيران هو أمر بديهي لا يمكن مواجهته بتحديات أساسية طويلة الأمد. ومن ناحية أخرى، فإن بعض الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الأمم المتحدة قد اعترفوا بحق تخصيب إيران، وعندما يتم قبول الحق في تخصيب إيران على المستوى الدولي، فإن مجال التحدي سيكون ضيقًا للغاية. بناءً على ذلك، يعتقد جزء كبير من المؤسسات الأمريكية أنه لا يمكن الحصول على نتيجة ملحوظة من المفاوضات النووية مع إيران، وأن إيران في النهاية ستفرض حقها وكلمتها من خلال إطالة أمد الموضوع. في المقابل، يعتقد بعض أعضاء هذه المجموعة، الذين ليسوا قلة، أن المفاوضات النووية هي في الواقع إجبار لإيران على قبول التحكيم الأمريكي في هذا الموضوع. إذا قبلت إيران أن موقف أمريكا هو الفصل، فإن هذا القبول سيتم تعميمه على مواضيع أخرى بما في ذلك القوة العسكرية والنفوذ الإقليمي لإيران.

چند و چون اختلافات داخلی آمریکا درباره ایران (یادداشت) 1.jpg

عادةً ما يستخدم هؤلاء لغة هجومية مثل "كل الأحداث غير السارة في إيران هي مسؤوليته" لتسجيل صورة لوحدة معطلة، ومن ثم تحفيز الآخرين على دخول العملية التفاوضية التي تضعها البيت الأبيض. لكن هؤلاء أيضًا ينقسمون إلى فئتين كبيرتين، حيث يعتقد بعضهم أن إيران ستقبل بالتفاوض عندما تشعر بالضعف، وعندما تقبل، يمكن إجبارها على الدخول في جولات متكررة من المفاوضات حول مواضيع مختلفة. ولكن إذا لم يكن هناك شعور بالضعف في إيران، أو انتهت فترة ضعفها، أو تحسن وضعها نسبيًا، فلن تأخذ المفاوضات على محمل الجد وستقاوم بشدة. هذا الفريق، بالإشارة المبالغ فيها إلى الأحداث خلال العام الماضي، يعتقد أن الوقت الحالي هو وقت المفاوضات مع إيران، ويمكن الحصول على امتيازات كبيرة دون منح إيران أي تنازلات. المسؤولون الحاليون في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ينتمون إلى هذه الفئة. لكن في المقابل، هناك مجموعة أخرى تعتقد أن إيران لم تضعف وأن الضغوط على وحدات المقاومة الإقليمية لم تؤثر على القوة الجوهرية لإيران، وبالتالي لا يمكن الحصول على شيء من إيران دون خلق ظروف متوازنة نسبيًا.

يبدو أن المفكرين المؤثرين مثل "جون ميرشايمر" الفيلسوف السياسي في الجامعات الأمريكية ودونالد ترامب وويتكاف ينتمون إلى هذه الفئة. يعتقد هؤلاء أن الظروف الحالية مناسبة للتوصل إلى اتفاق، وقد يسير الوقت لصالح إيران ويجعل الوصول إلى اتفاق أكثر صعوبة. قبل عدة أيام، اتهم ابن ترامب في تغريدة بعض المسؤولين في حزب الجمهوري بأنهم "يضعفون ستيف ويتكاف" ويدمرون جدول أعمال السياسة الخارجية لترامب. كما كتبت صحيفة "واشنطن إكزامينر" قبل عدة أيام في تقرير لها أن أيباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية - الإسرائيلية) قد شكلت حملة جديدة للتأثير على المفاوضات بين ويتكاف وعراقجي. تؤكد هذه المجموعة على أن إيران غير موثوقة وتطالب بإزالة برنامجها النووي بالكامل. في المقابل، يجادل ميرشايمر بأن أيباك تطلب الحرب مع إيران حتى لو لم يكن هناك تخصيب لليورانيوم في إيران، في حين أن ترامب يعلم أن الحرب مع إيران لن تكون في مصلحة أمريكا. هذه الأمور توضح أبعاد الخلافات داخل الحكومة الأمريكية بشأن إيران والمفاوضات الجارية بين البلدين. من أين تنشأ هذه الخلافات؟

الحقائق وحقيقة واحدة

لا يمكن تغيير واقع إيران من حيث القوة الداخلية والتأثير الإقليمي والدور الدولي. هذه الحقائق هي التي تحدد مصير كل تحدٍ مع إيران. بالطبع، في قلب النقاش حول القوة الداخلية لإيران، توجد حقيقة مهمة أخرى، وهي تصور الحكومة الإيرانية لقوة إيران. يبدو أنه في الوضع الحالي - على عكس فترة روحاني - يوجد اعتقاد عميق بأن إيران قوية ويمكنها تأمين حقوقها ومصالحها حتى في بيئة مليئة بالتحديات، بينما لو لم يكن هذا النظر موجودًا وكان البلد تحت إدارة أشخاص مثل حسن روحاني ومحمد جواد ظريف، فإن إيران القوية ستُعتبر ضعيفة، وبالتالي ستكون مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة. حسنًا، هذه الفترة قد انتهت وأمريكا تعرف ذلك جيدًا. يكفي مقارنة لغة فريق المفاوضات الأمريكي في فترة روحاني بلغة فريقه في الفترة الحالية لنفهم الفرق بين نوعين من الفهم لموقع وقوة إيران.

الوضع المتماسك والقوي والذكي لإيران

إيران في الداخل في وضع متماسك وقوي وذكي. الجمهورية الإسلامية، بعد 46 عامًا من التخاصم مع أمريكا، مع الحفاظ على مواقفها وكذلك جميع المواقع الداخلية التي تعتبرها أمريكا تدخلات خارجية، حضرت في المفاوضات الحالية وبيّنت حدودها وخطوطها بوضوح، مما جعل الطرف الآخر يتردد في إمكانية كسر هذه الحدود. تأخرت المفاوضات التحضيرية للجولة الثالثة بالضبط بسبب إصرار إيران على حدودها وخطوطها المرسومة وتقليل أمل أمريكا في فرض نموذجها. ما حدث بين عودة ترامب ونهاية المفاوضات التحضيرية للجولة الثانية بين أمريكا وإيران هو مرآة تعكس إيران القوية وصورة لأمريكا التي لا مفر لها من التوصل إلى اتفاق. هذه الصورة عكست في الواقع القوة الداخلية لإيران. زيارة خالد بن سلمان وزير الدفاع وولي العهد المحتمل للسعودية إلى إيران والاتفاقيات العسكرية بين البلدين، وطلب غروسي الملح للمشاركة في المفاوضات بين إيران وأمريكا ورفض إيران قبول ذلك، واستبعاد أوروبا من دائرة المفاوضات النووية مع إيران وبالتالي من دائرة التطورات الإقليمية وتراجع "الترويكا الأوروبية" عن شروطها السابقة في المفاوضات مع إيران، تشير إلى أنه في الظروف الحالية لا يمكن فرض أي شيء على إيران.

الدور الإقليمي لإيران

الدور الإقليمي لإيران، الذي كان البعض يسعى للنيل منه أو تشويهه، هو شيء لم يتزعزع. إيران والعراق، كدولتين جارتين لهما روابط عميقة دينية، تواجهان تهديدات وفرصًا مشتركة في المنطقة المحيطة بهما، ورغم تزعزع الوضع الأمريكي والغموض حول استمرار وجودها العسكري في المنطقة، ورغم الجرائم الفظيعة للنظام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ولبنان وسوريا، التي يمكن أن تمتد إلى العراق أيضاً، يدركان ضرورة الروابط السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، ويعتبران أهميتها مضاعفة. لذلك، حتى لو قال وزير الخارجية - التابع لحزب الديمقراطي الكردستاني - شيئًا آخر، فإن العراق هو جزء من جبهة المقاومة ويقع في وضع الدعم لها. لبنان وفلسطين في وضع يحتاجان فيه إلى المقاومة وسلاح المقاومة بشكل لا يمكن مناقشته. الآن، العدو يصنع كل يوم خبرًا لترويج ادعاءاته الباطلة ويدور حوله عدة أيام، ثم يصنع خبرًا آخر ودورانًا آخر، لكن واقع المنطقة هو واقع المقاومة. المياه الإقليمية من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي ومن الخليج الفارسي إلى البحر الأبيض المتوسط وحتى الأراضي الحدودية بينهما تحت سيطرة المقاومة، ولم يحدث أي تغيير في هذه المعادلة خلال العام الماضي. هذا شيء لا يمكن لأمريكا تجاهله، كما أن أحد كبار المسؤولين في البنتاغون طلب من اليمنيين قبول المفاوضات مع أمريكا لتجاوز الوضع الحالي.

هؤلاء هم نفس اليمنيين الذين تم وضعهم في القائمة السوداء الأمريكية قبل شهرين فقط! هؤلاء هم نفس اليمنيين الذين تعرضوا لأكثر من 700 غارة جوية شديدة من الطائرات الأمريكية المتطورة جدًا منذ الأول من بهمن العام الماضي. الآن، تطلب الولايات المتحدة بعد ثلاثة أشهر ونصف من القصف في اليمن من قادة أنصار الله أن يتخلوا عن الوضع الحالي بشكل سلمي. لذا، فإن المقاومة وقوة إيران موجودتان في هذه الجبهة. كما أن مكانة إيران على المستوى الدولي في المعادلات الكبرى لا يمكن التغاضي عنها. العلاقات المباشرة والنشطة بين القادة الإيرانيين رفيعي المستوى وروسيا والصين تظهر أن إيران حاضرة في التحولات الكبرى على المستوى الدولي، وأي حكومة تريد الوصول إلى اتفاق مع إيران من خلال الحوار والمفاوضات.

الأمريكيون في هذه الأثناء غير موثوقين بشدة، لأنهم تركوا تجربة مليئة بالخرق للعهود، ويجب أن نشكك بشدة في نواياهم. لكن السلوك المراوغ لا يعني أن أمريكا في الوضع الحالي ليست مضطرة لتقديم تنازلات. هذه التنازلات ليست خيارًا للحكومة الأمريكية، بل تفرضها الأحداث والحقائق الإقليمية. فريق المفاوضات الإيراني الذي أظهر حتى الآن ذكاءً جيدًا استنادًا إلى توجيهات القيادة والحدود المرسومة، لديه ثلاث نقاط في المفاوضات؛ أولاً، يعلم أن إيران قوية حقًا ولم تتأثر قوتها بأي خلل. ثانيًا، يعلم أن الأمريكيين بحاجة إلى اتفاق وأنه يجب عليهم تقديم تنازلات لتلبية هذه الحاجة. وثالثًا، يعلم أن التأخير أو التعجيل في المفاوضات ليس مفيدًا.

ملاحظة

مصطلح "الترويكا الأوروبية" في وسائل الإعلام هو اسم لمجموعة من صانعي القرار تتكون من المفوضية الأوروبية، والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد الدولي. كلمة "ترويكا" (بالروسية: тро́йка) تعني مجموعة من ثلاثة.

المواضيع ذات الصلة

الهوامش

  1. بقلم: سعدالله زارعي.

المصادر