الإخوان المسلمون في ألمانيا
الإخوان المسلمون في ألمانيايعتبر سعيد رمضان من أوائل رواد الإخوان المسلمين في ألمانيا، حيث انتقل إلى جنيف في عام 1958 ودرس فيها الحقوق، وأسس الجمعية الإسلامية في ألمانيا، والتي أصبحت واحدة من ثلاث منظمات إسلامية في البلاد التي ترأسها.هي حركة إسلامية عابرة للحدود تتبنى أفكار أهل السنة ولها مؤيدون في العديد من الدول العربية، وتعتبر أكبر حركة إسلامية في العالم العربي. تتكون هذه المجموعة من جمعيات سنية ذات أفكار سلفية و ديمقراطية. يدعم الإخوان المسلمون تقريب المذاهب الإسلامية ويؤيدون الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهم ضد نظام إسرائيل ولديهم فروع في العديد من دول العالم. يصل عدد فروع هذه الجماعة إلى 79 فرعًا، بما في ذلك أوروبا، مثل ألمانيا.
الخلفية
تشكلت حركة الإخوان في أوروبا في إطار تقليدي. دخل الأفراد غالبًا بشكل فردي إلى أوروبا وأنشأوا شبكة من العلاقات تتكون من جنسيات مختلفة. في هذه الشبكة، تداخلت العلاقات السياسية مع العلاقات الشخصية، مما قرب البرامج والأهداف بين الأفراد. توسعت أنشطة الإخوان المسلمين في أوروبا من خلال المؤسسات والمراكز المتعددة. تقول بترا رامساور، الباحثة النمساوية، في كتابها مستقبل الإخوان المسلمين؛ استراتيجية السرية وشبكتها العالمية: «للإخوان المسلمين فروع في العديد من دول العالم، يصل عددها إلى 79 فرعًا... بدأ نفوذ الإخوان في أوروبا منذ السبعينات، وبشكل خاص من ألمانيا و المركز الإسلامي في ميونيخ».
خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، سافر آلاف الطلاب مسلمون من منطقة غرب آسيا إلى ألمانيا للدراسة في الجامعات، ولكن غادر معظمهم وطنهم عندما تصاعدت الهجمات القمعية من الأنظمة الحاكمة ضد الجماعات الإسلامية. كانت الإخوان المسلمون في مقدمة طالبي اللجوء السياسي في أوروبا وألمانيا الغربية، حيث منحهم هذا البلد حق الإقامة. تظهر حالة ألمانيا بشكل خاص أن الإخوان في هذا البلد يتمتعون بنفوذ كبير وقبول سياسي أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، لدرجة أن المنظمات الإسلامية في دول أوروبية أخرى تأخذ نماذجها بشكل واسع من نظيرتها الألمانية.
بدء النشاط
سعيد رمضان كان مساعدًا شخصيًا لمؤسس الإخوان المسلمون حسن البنا. في عام 1948، تولى قيادة القوات التطوعية للإخوان. يعتبر سعيد رمضان من أوائل رواد الإخوان المسلمين في ألمانيا، حيث انتقل إلى جنيف في عام 1958 ودرس فيها الحقوق، وأسس الجمعية الإسلامية في ألمانيا، والتي أصبحت واحدة من ثلاث منظمات إسلامية في البلاد التي ترأسها. قبل دخوله ألمانيا، انتقل إلى مدينة جنيف في سويسرا في عام 1958 ودرس فيها الحقوق في إحدى الجامعات. في ألمانيا أسس الجمعية الإسلامية وترأسها حتى عام 1968. من ناحية أخرى، لعب دورًا في تأسيس «جمعية المسلمين في العالم». كانت هذه الجمعية تتلقى مبالغ كبيرة من السعودية وتستخدمها للترويج لتفسير متطرف للإسلام في العالم.
اهتمام السلطات الأمنية بهذه الحركة
تشير الأبحاث التي تناولت الإخوان المسلمين ومنظماتهم في أوروبا إلى أن هذه الجمعية جذبت انتباه السلطات الأمنية الأمريكية، لدرجة أنها وضعتها تحت المراقبة المباشرة؛ لأنها كانت مشبوهة في تمويل الإرهاب. في مارس 2002، شنت القوات الأمنية الأمريكية هجومًا على مكاتب الجماعة في ولاية فيرجينيا الشمالية بحثًا عن ملفات تثبت ارتباط هذه الجماعة بـالقاعدة و حماس و الجهاد الإسلامي الفلسطيني. أجرى اللجنة المالية مجلس الشيوخ في عام 2004 تحقيقًا حول العلاقات المحتملة بين المنظمات غير الحكومية وشبكات تمويل الإرهاب، وطلبت كجزء من التحقيق ملفات هذه الجمعية من الهيئة الضريبية.
الأفراد المؤثرون
بعد سعيد رمضان، تولى فاضل يازداني، من أصول باكستانية، رئاسة الجمعية الإسلامية لفترة قصيرة. ثم انتقلت الرئاسة إلى غالب همت، الذي كان أيضًا تحت مراقبة أجهزة الاستخبارات الدولية، حيث كانت هذه الأجهزة تحقق في علاقاته مع الجماعات الإرهابية. همت هو أحد مؤسسي بنك التقوى، الذي تسميه أجهزة الاستخبارات إيطاليا بنك الإخوان المسلمين، لأن يوسف ندا، الذي يعتبر أحد العقول المالية للإخوان المسلمين، يدير البنك وشبكة من الشركات في سويسرا و ليختنشتاين و جزر البهاما. هذان الشخصان (همت وندا) هما المشتبه بهما في تحويل مبالغ ضخمة إلى حسابات جماعات مثل: حماس وجبهة الإنقاذ الجزائرية. من ناحية أخرى، فتحوا حسابات ائتمانية سرية لمساعدي أسامة بن لادن زعيم القاعدة؛ لذا وضعت وزارة الخزانة الأمريكية اسميهما في قائمة داعمي الإرهاب.
وفقًا لتقارير أجهزة الاستخبارات الداخلية ألمانيا، كان غالب همت ويوسف ندا من بين الأعضاء الأكثر نفوذًا في تنظيم الإخوان خلال فترات معينة. تعتبر الجمعية الإسلامية في ألمانيا فرعًا من تنظيم الإخوان المسلمين، وكانت منذ البداية تحت السيطرة المباشرة للفرع المصري للإخوان. تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن شبكة «التقوى» دعمت ماليًا العديد من المراكز والمجلات الإسلامية مثل رسالة الإخوان، التي تُعتبر المجلة الرسمية لـ«الإخوان المسلمين».
مواضيع ذات صلة
المصادر
كتاب مستقبل الإخوان المسلمين؛ استراتيجية السرية وشبكتها العالمية للباحثة بترا رامساور. ترجمة جزء من مقال موجود على موقع الوهابية https://www.alwahabiyah.com.
