انتقل إلى المحتوى

الإخوان المسلمون تونس

من ویکي‌وحدت
الخطوة الثانية للثورة

الإخوان المسلمون هي حركة إسلامية عابرة للحدود، تتبنى الفكر السني ولها مؤيدون في العديد من الدول العربية. تعد حركة الإخوان المسلمون أكبر حركة إسلامية في العالم العربي. تتبنى الإخوان المسلمون الفكر السني ولها توجهات سلفية وديمقراطية. تدعم الإخوان المسلمون تقريب مذاهب الإسلام وتؤيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعارض الكيان الصهيوني.

حركة النهضة تونس

بيان
بيان

تشكل هذه الحركة تاريخًا يعكس التيار الإسلامي في تونس وحركة الإخوان المسلمين فيها. يعود تأسيس النهضة إلى أواخر الستينات تحت اسم "الجماعة الإسلامية"، حيث عقدت أولى جلساتها التنظيمية في فروردين 1351 بشكل سري. من أبرز مؤسسيها يمكن الإشارة إلى الأستاذ فلسفة راشد الغنوشي والمحامي عبد الفتاح مورو، الذين انضم إليهم لاحقًا عدد من النشطاء مثل صالح كركر وحبيب المكني وعلي العرائد.

بدأت أنشطة هذه الجماعة في البداية بعقد محافل في المساجد والمشاركة في جمعيات حفظ القرآن الكريم، وابتداءً من عام 1974، تم السماح لأعضاء هذه الجماعة بنشر مجلة "المعرفة"، التي أصبحت بمثابة منصة لأفكار الحركة. في مرداد 1358 شمسي، تم عقد مؤتمر مؤسسي للجماعة الإسلامية بشكل سري، حيث تم التصديق على دستورها الذي شكل بناءً عليه هيكل التنظيم.

غادر راشد الغنوشي البلاد في 28 مايو 1989 متوجهًا إلى الجزائر، وتولى صادق شورو رئاسة المكتب السياسي للحركة منذ أبريل 1988. منذ بداية عام 1990، دخلت الحركة في صراع حاد مع السلطة، وبلغت هذه المواجهة ذروتها خلال أزمة حرب الخليج، حيث شنت قوات الأمن حملة شرسة ضد أعضاء وأنصار الحركة، وبلغ عدد المعتقلين 8000 شخص. في أغسطس 1992، حكمت محكمة عسكرية على 256 من قادة وأعضاء الحركة بالسجن مدى الحياة.

في السنوات اللاحقة، استمرت السلطات في ملاحقة الأفراد المرتبطين بالحركة رغم الانتقادات الواسعة من منظمات حقوق الإنسان، ورغم الإفراج عن معظم الأعضاء المعتقلين، كانت أنشطة الحركة في تونس محظورة تمامًا، وكانت أنشطتها المعروفة مقتصرة على أوروبا وأمريكا الشمالية بين التونسيين في الخارج. حاليًا، يتولى راشد الغنوشي، الذي يعيش في منفى بلندن، رئاسة الحركة، ويمثلها وليد البناني.

قادة الحركة

بدأت أنشطة هذه الحركة بقيادة راشد الغنوشي، وبعده تولى عدة أشخاص هذا المنصب، منهم:

  • رؤوف بولعابي؛
  • فاضل البلدی؛
  • حمادی الجبالی؛
  • صالح کرکر؛
  • جمال العوی؛
  • صادق شورو؛
  • محمد القلوی؛
  • محمد العکروت؛
  • محمد بن سالم؛
  • حبیب اللوز؛
  • نورالدین العرباوی؛
  • ولید البنانی.


دور المفكرين في تعزيز الحركة

لعب المفكرون ورجال الدين الإصلاحيون في الجامعة الإسلامية الزيتونية دورًا مؤثرًا في إثراء الحركة الفكرية التجديدية والإصلاحية في هذه البلاد، حيث أثرت أفكارهم في المحافل الفكرية والثقافية والدينية في المنطقة. كانت النهضة الإسلامية لعلماء وشباب المسلمين في تونس لها دور بارز في تنظيم الاحتجاجات الشعبية في تونس واستكمال بنى المقاومة الوطنية ضد التيارات الفكرية الغربية والاستعمارية. انتشرت أفكار حسن البنا وغيرها من قادة الإخوان مثل السباعي، زعيم الإخوان في سوريا، بين الشباب الديني في تونس بعد الحرب العالمية الثانية. في مواجهة سياسات الغرب ليبرالية حبيب بورقيبة، نمت حركة الإسلاميين في تونس، وكان لراشد الغنوشي (المولود عام 1941 في إحدى مدن جنوب تونس) والذي تخرج من السوربون وتأثر بأفكار حسن البنا وسيد قطب وسيد أبو الأعلى مودودي، دور بارز في تشكيل وتنظيم تيار سياسي إسلامي في تونس.

تشكل الحركة

أسس راشد الغنوشي بالتعاون مع عبد الفتاح مورو، المولود عام 1948 في تونس، النواة الأولى لحركة النهضة في أوائل السبعينات. في البداية، كان اسم هذه الحركة حركة الاتجاه الإسلامي. واجهت الأنشطة العلنية لهذه الجماعة مقاومة شديدة من نظام بورقيبة، حيث حذرت الصحافة الفرنسية من خطر انتشار هذه النهضة بين الشباب الديني في تونس.

تأثرت البنية الفكرية للنهضة بأفكار المفكرين الإخوان المسلمين مثل حسن البنا، سيد قطب، السباعي[١] وأبو الأعلى المودودي[٢]. كما كان لأفكار وكتابات مالك بن نبي، أحد المفكرين الكبار في الجزائر، تأثير كبير في تكوين الفكر والإيديولوجيا لقادة النهضة في تونس.

الجماعات المنفصلة عن الحركة

خلال السبعينات، انفصلت عدة جماعات وشخصيات عن تنظيم النهضة، مثل صلاح الجورشي وأحميدة النيفر وزياد كريشان. بعد انفصالهم، أسسوا مجموعة إصلاحية وتجديدية إسلامية، أطلقوا عليها اسم «الإسلاميين التقدميين»، حيث كانت لهم مجلة فكرية دينية باسم (15 + 21)، تشير إلى بداية القرن الخامس عشر هجريًا والواحد والعشرين ميلاديًا. تخلت هذه المجموعة عن الأسلوب السياسي السلمي وبدأت في الكفاح المسلح ضد نظام تونس، حيث كانت "طلائع الفداء"[٣] جزءًا من النهضة، وتعرضت للقمع من قبل قوات الأمن. بعد وصول الضباط الأحرار إلى السلطة واندلاع النزاع بينهم وبين الإخوان، ضاقت عليهم سبل النشاط والإقامة في مصر، فتوجهوا إلى لبنان، حيث توفي هناك عام 1959.

الإخوان وعلاقتهم بتونس

تونس، مثل الجزائر والمغرب، كانت تحت الاحتلال الفرنسي، حيث سعت فرنسا منذ دخولها إلى الجزائر للسيطرة على تونس، وتمكنت فعليًا من ذلك عام 1881. وقد تعرضت بعض قبائل تونس للاحتلال من قبل هذا البلد. منذ تأسيس الإخوان، سعت الحركة لتحرير الوطن الإسلامي من أي مستعمر. أسس الإمام البنا إدارة للتواصل مع العالم الخارجي لمساعدة هذه الدول في إيجاد طرق للتحرر من الاحتلال. نظمت هذه الإدارة مؤتمرًا دعت فيه ممثلين عن المنظمات العربية والإسلامية وجمعًا من شعوب الدول الشقيقة في مصر، لمناقشة قضايا طرابلس والجزائر وتونس والمغرب وفلسطين، وذلك بسبب موقف الدول المتحالفة تجاه تلك القضايا ومعارضتها لحقوق تلك الدول.

قرارات المؤتمر

في هذا المؤتمر، ألقى عدد من المختصين وأبناء تلك الدول كلمات، وكان من بين المتحدثين البارزين في هذه الجلسة بد المجيد إبراهيم صالح باشا، وفي نهاية الجلسة اتخذ الحاضرون القرارات التالية:

  • أولًا: دعم شعب ليبيا وقادته في ما يطلبونه من استقلال ووحدة البلاد الليبية وضمها إلى الاتحاد العربي.
  • ثانيًا: إدانة الاعتداءات الوحشية فرنسا في تونس والمغرب، بما في ذلك القتل والتخريب، وسجن الأحرار، وكبت الحريات، وتهديد الأعراض والمعيشة والأنفس، وكذلك ما تقوم به إسبانيا في منطقتها في المغرب.
  • ثالثًا: تحذير فرنسا بأن العالم العربي والإسلام قد سئموا من تكرار الاحتجاجات والإدانات، وإذا لم تنتهِ أساليبها الوحشية التي لا تعترف بأدنى الحقوق الإنسانية للمتضررين، فإن غضبهم لن ينتهي، بل سيكون محدودًا بالعقوبات الاقتصادية والثقافية.

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. زعيم الإخوان في سوريا.
  2. زعيم الإخوان في باكستان.
  3. رواد الفداء.

المصادر