السيد كاظم النور مفيدي
السيد كاظم نور مفيدي، ممثل ولي الفقيه في محافظة جولستان، إمام جمعة جرجان، عضو مجلس خبراء القيادة، مدرس المستويات العليا وخارج الفقه في الحوزة العلمية في جرجان ورئيس مجلس إدارة الحوزات العلمية في محافظة جولستان.
من بين نشاطاته: تأسيس الحوزة العلمية الإمام الخميني في جرجان، معهد ميرداماد الثقافي ومدرسة الزهراء العلمية للبنات في جرجان. لعب دورًا بارزًا في انفصال جرجان عن محافظة مازندران وإنشاء محافظة جولستان.
النسب
السيد كاظم نور مفيدي وُلد في عائلة متدينة وأصيلة في جرجان. كان أجداده من العلماء والروحانيين المعروفين والمحترمين في هذه المدينة. جده المرحوم الحاج السيد أحمد نور مفيدي وأجداده الآخرون مثل السيد محمد موسوي مفيدي، السيد محمد باقر موسوي مفيدي، السيد قوام الدين محمد موسوي مفيدي، والسيد مفيد موسوي، كانوا جميعًا من العلماء والروحانيين الموثوقين في ولاية إسترآباد وكانوا يشغلون مقاعد التدريس والوعظ والخطابة. مدرسة السادات المفيدي العلمية في جرجان هي من المراكز التي تركها أجداده. نسب آية الله نور مفيدي يعود عبر 28 جيلًا إلى الإمام السابع، الإمام الكاظم (عليه السلام). السادات المفيدي في إسترآباد من نسل «ابراهيم المجاب» حفيد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وهو شخصية عظيمة في تاريخ الشيعة. سُمي بالمجاب لأنه عندما دخل حرم السيد الشهيد (عليه السلام) قال: «السلام عليك يا أبا»، فسمع صوتًا يرد: «وعليك السلام يا ولدي»، ومن هنا نال لقب «المجاب». قبره بجوار قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وهو مزار للزائرين.
تعريف موجز
وُلد السيد كاظم نور مفيدي في مهرماه 1319 هـ ش في جرجان. والده السيد مهدي من سادات مفيدي جرجان وكان موظفًا حكوميًا، وقد حصل على إذن من آية الله السيد حسين بروجردي للعمل في الجهاز الحكومي. والدته كانت امرأة متدينة وزاهدة.[١] بدأ دراسة العلوم الحوزوية في سن الثانية عشرة في مدرسة عمادية جرجان على يد السيد حسين نبوي والسيد عبد الله بهبهاني.[٢] وفي عام 1335 هـ ش انتقل إلى مشهد ودرس عند أساتذة مثل محمد جواد أديب النيشابوري. في عام 1336 هـ ش انتقل إلى حوزه علمیه قم وأكمل دراسته على يد محمد تقی ستوده، مصطفى اعتمادي، جعفر سبحاني[٣] ومحمد فاضل لنكراني[٤] وشارك في دروس خارج الفقه لدى سيد حسين بروجردي والإمام الخميني، وبعد تبعید الإمام الخميني، درس على محمد علي أراكي، سيد محمد رضا گلپايگاني، مرتضی حائری يزدي[٥]، سيد محمد محقق داماد[٦] ومیرزا هاشم آملی[٧] كما استفاد من مباحث فلسفية لمرتضى مطهري[٨]. وكان يدرّس في الوقت نفسه الذي كان يدرس فيه.[٩]
الدراسة في الحوزة العلمية
أجواء الأسرة الروحية وحبه الشديد للمعارف الدينية دفعته في عام 1331 هـ ش إلى دخول الحوزة العلمية عمادية جرجان وبدأ تحصيل العلوم الدينية. أنهى المقدمات في جرجان. في عام 1335 هـ ش توجه إلى مشهد المقدسة وواصل دراسته خصوصًا في الأدب عند أساتذة كبار مثل أديب النيشابوري. في تلك الفترة بدأت صداقته مع آية الله خامنئي وآية الله الشهيد سيد عبد الكريم هاشمي نژاد. روى آية الله نور مفيدي كيف تعرف على القائد الأعلى قائلاً: «في منتصف خريف 1335 هـ ش، عندما كان عمري 16 عامًا، كنت قد أقمت فترة قصيرة في مشهد. جاء رجل اسمه الحاج سيد جواد بختياري، كان أحيانًا يزور جرجان للدعوة وكنا نعرف بعضنا من هناك. كان له حجره في مدرسة نواب. ذات يوم ذهبت إلى حجرته التي كانت في الطابق الثاني من المدرسة. أثناء حديثنا دخل شاب سيد لم يكن قد نبت له لحية وكان يرتدي نظارات، ودعانا السيد بختياري لتناول الشاي في حجرته التي كانت في الطابق الأول من المدرسة. كان ذلك الطالب هو آية الله السيد علي خامنئي. بدأت صداقتي معه من ذلك الحين. كنا نذهب بعد الظهر كثيرًا إلى مسجد گوهرشاد حيث يلتقي طلبة مشهد. كان هناك لقاء ورفقة وزيارة الإمام الرضا (عليه السلام) وأداء صلاة المغرب والعشاء جماعة. بعد هجرتي إلى قم تعمقت هذه الصداقة.»
العودة إلى جرجان
في عام 1354 هـ ش، بناءً على طلب المرحوم حجت الإسلام والمسلمين نبوي، إمام جماعة مسجد حاج آقا کوچک الذي كان يعاني من مرض، وبدعوة من أهل جرجان، عاد إلى المدينة وبدأ بإقامة الجماعة وتنظيم جلسات الخطب والدروس في تفسير القرآن ونهج البلاغة. أصبح مسجد حاج آقا کوچک في ميدان عباسعلي في جرجان مركزًا للمقاومة ضد النظام الطاغوتي، واجتمع فيه العديد من الشباب من مختلف المناطق.
كان آية الله نور مفيدي قائد المقاومة ضد النظام الشاهنشاهي في هذه المنطقة، ولهذا السبب حكم عليه بالنفي من جرجان بأمر من الشاه شخصيًا. نُقل أولًا إلى مريوان ثم إلى بندر لنگه.
المؤلفات
حتى الآن نُشرت عشرة مؤلفات من مجموع أحاديثه ومناقشاته على شكل كتب، منها:
- مناجاة مع المحبوب (شرح المناجاة الخمسة عشر للإمام زين العابدين عليه السلام)؛
- من الموت إلى القيامة؛
- دروس في التوحيد من سورة یونس؛
- زاد رمضان؛
- ميزان الأسرة الإسلامية: أهمية التكوين وعوامل التثبيت؛
- دروس من سيرة النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)؛
- الشفاعة وأهل النجاة؛
- صورة المؤمن في سورة مؤمنون؛
- خطب صلاة الجمعة من عام 1359 إلى 1361 هـ ش (ظهر الجمعة)؛
- ذكريات قبل الثورة الإسلامية الإيرانية[١٠].
النضالات
كان كاظم نور مفيدي من نشطاء حركة المقاومة ضد نظام بهلوي. في عام 1341 هـ ش كلفه الإمام الخميني بإيصال رسالته إلى علماء جرجان. في عام 1354 هـ ش عاد إلى جرجان بدعوة من أهاليها بعد 18 سنة من الدراسة والتدريس في قم، وواصل نشاطاته الثورية من خلال جلسات التفسير ونهج البلاغة. في هذه الفترة حكم عليه بالنفي لمدة عامين من جرجان وقضى فترة في بندر لنگه ومريوان. مع تصاعد النضالات وضغط الشعب عاد إلى جرجان حيث استقبله الناس بحرارة.[١١].
النشاطات
تمثيل ولي الفقيه
بعد انتصار الثورة الإسلامية تولى اللجنة المؤقتة للثورة في المنطقة.[١٢] ثم عينه الإمام الخميني (قده) حاكمًا شرعيًا لمحكمة الثورة.[١٣] خلال فترة عمله لم يخضع للانفعالات العاطفية في تلك الحقبة، بل حكم دائمًا بالعدل والإنصاف وبموجب القوانين الشرعية، ولم تؤثر الحركات المتطرفة على أحكامه. هذه النظرة كانت لديه مسبقًا. خلال هجوم غضب الشعب في جرجان على مركز الشرطة في الساعات الأخيرة لسقوط نظام بهلوي، رغم مقتل بعض رجال الشرطة في البداية، إلا أن حضور وحنكة آية الله نور مفيدي منع استمرار الاعتداءات على رجال الشرطة خارج نطاق القانون والمحاكمة.
في اوت 1979 ميلادي عينه الإمام شخصيًا إمام جمعة جرجان. وأقيمت أول صلاة جمعة في جرجان بإمامة السيد في نفس يوم أول صلاة جمعة بعد الثورة في طهران، لذا فهو أقدم إمام جمعة في إيران.
في عام 1361 هـ ش، رغم أن لكل محافظة ممثل لولي الفقيه، وكون جرجان والدشت جزءًا من محافظة مازندران، أصدر له الإمام (قده) قرارًا فريدًا يسمح له باتخاذ قرارات تحتاج إلى إذن ولي الفقيه، وعيّنه ممثلاً له في جرجان والدشت.[١٤] هذا القرار تم تأكيده بنفس الصيغة من قبل القائد الأعلى بعد رحيل الإمام.
الوحدة
آية الله نور مفيدي منذ بداية الثورة استلهم من تعاليم وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) وكلمات قائد الثورة الكبرى، واهتم بموضوع الوحدة بين الشيعة وأهل السنة، وعزز العلاقات الودية التي بدأها مع أهل السنة في منطقة تركمن صحرا قبل الثورة. كان يتصدى لمثيري الفتنة ووضع أساسًا متينًا للوحدة في هذه المنطقة.[١٥] بلا شك، يمكن القول إن محافظة جولستان، رغم التنوع العرقي والديني، تمثل نموذجًا كاملاً ورائعًا لـوحدة الأمة الإسلامية. ونظرته القائمة على الإيمان الحقيقي لا المصلحة جعلته شخصية محبوبة بين القوميات والمذاهب. محاولة اغتياله واعترف المتهم بالاغتيال يشهدان على ذلك.
في عام 1360 هـ ش تعرض لمحاولة اغتيال من قبل المنافقين؛ استشهد اثنان من حراسه وأصيب آخر بإعاقة دائمة استشهد بعدها بعد سنوات. وبعد سنوات، اعترف منفذ الاغتيال بعد القبض عليه بأن منظمة المنافقين قررت أن آية الله نور مفيدي هو عامل الوحدة في المنطقة وعائق أمام تصاعد النزاعات، ويجب التخلص منه لزيادة المشاكل في النظام.
الدفاع المقدس
مع بداية الحرب المفروضة كان من الداعمين الرئيسيين للمقاتلين في الدفاع المقدس. ربما أول هيئة شعبية لدعم مجاهدي الإسلام ومساعدة المتضررين من الحرب في إيران كانت تحت إشرافه باسم «لجنة الأنصار» التي تأسست في مسجد آقا کوچک في جرجان في الأيام الأولى للحرب، والتي كانت مسؤولة عن جمع وإرسال المساعدات الشعبية إلى الجبهات حتى تأسيس الهيئة الرسمية لجمع وتوجيه المساعدات الشعبية. كان آية الله نور مفيدي يحضر الجبهات في مناسبات عديدة ليشجع المقاتلين في الحق ضد الباطل، خاصة أثناء العمليات. كما أُرسل أبناؤه إلى الجبهات بشكل متكرر.
كان ارتباطه مع شهداء الدفاع المقدس عميقًا وعاطفيًا، وهذا يظهر جليًا في وصايا العديد من الشهداء وعلاقات أسرهم الوثيقة معه ومع المقاتلين والمضحين.[١٦].
انظر أيضًا
الهوامش
- ↑ قاسم بور، فرهنگنامه رجال روحاني، 1/456.
- ↑ قاسم بور، فرهنگنامه رجال روحاني، 1/456.
- ↑ مدرسی و کاظمینی، دانشنامه ائمه جمعه کشور، 3/1491.
- ↑ نورمفیدی، حریم امام، 10.
- ↑ نورمفیدی، خبرگان ملت، 2/591؛ قاسم بور، فرهنگنامه رجال روحاني، 1/456.
- ↑ مدرسی و کاظمینی، دانشنامه ائمه جمعه کشور، 3/1491.
- ↑ انصاری، ستاره فروزان، 203.
- ↑ مدرسی و کاظمینی، دانشنامه ائمه جمعه کشور، 3/1491.
- ↑ نورمفیدی، خبرگان ملت، 2/591.
- ↑ «جريدة خراسان: أنا إصلاحي لكن لا أتحالف مع المتشددين الإصلاحيين». www.pishkhan.com. تم الاسترجاع في 2020-10-08.
- ↑ «همه اما و اگرهای تغییر نماینده ولی فقیه در استان گلستان». شبكة اطلاعرسانی راه دانا. تم الاسترجاع في ۲۰۲۰-۱۰-۰۸.
- ↑ قاسم بور، فرهنگنامه رجال روحاني، 1/458.
- ↑ امام خميني، صحيفه، 7/72.
- ↑ امام خميني، صحيفه، 18/63.
- ↑ نورمفيدي، حريم الإمام، 139/8–9.
- ↑ صادقلي، پایگاه اطلاعرسانی؛ نورمفیدی، استان گلستان، 3/89.