انتقل إلى المحتوى

نمر باقر النمر

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٢١:١٢، ١٣ أكتوبر ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' (1379-1437 هـ / 1958-2016 م)، نمر باقر النمر المعروف بالشيخ نمر، هو عالم ديني وفقيه شيعي سعودي بارز ومنتقد لآل سعود، الذي أُعدم بحكم من محكمة سعودية في 21 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 2 يناير 2016 م. أتم دراسة العلوم الدينية في الجمهورية الإسلامية وسوريا، وكان من...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

(1379-1437 هـ / 1958-2016 م)، نمر باقر النمر المعروف بالشيخ نمر، هو عالم ديني وفقيه شيعي سعودي بارز ومنتقد لآل سعود، الذي أُعدم بحكم من محكمة سعودية في 21 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 2 يناير 2016 م. أتم دراسة العلوم الدينية في الجمهورية الإسلامية وسوريا، وكان من تلامذة السيد محمد تقي المدرسي، والسيد عباس المدرسي، وصاحب الصادق، ووحيد الأفغاني، والسيد عبد الله الشيرازي، وغيرهم من الأساتذة، وبلغ مراتب عالية جدًا في الاجتهاد، وحصل على الإجازة للتدريس في مراكز العلوم الدينية والمذهبية، وبعد إكمال دراساته، عاد إلى السعودية وانخرط في أنشطة دينية واجتماعية وسياسية؛ شملت تأسيس المركز الديني "الإمام القائم (عجّل الله فرجه الشريف)"، وإقامة صلاة الجمعة والجماعة، وعقد الندوات الدينية والعلمية، وطباعة ونشر الأبحاث والمقالات، وقيادة الحركة الشعبية، وتنظيم المظاهرات، وإلقاء الخطب والتوعية والنقد لنظام الحكم في السعودية. نتيجة هذه الأنشطة، اعتقل وسجن مرات عديدة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، ليُحكم عليه في النهاية بالإعدام من قبل المحكمة وإستشهد، حظيت إدانته بردود فعل عالمية، وأثارت احتجاجات ومعارضة من قبل دوائر حقوق الإنسان والمسلمين وخاصة الشيعة في جميع أنحاء العالم.

ولادته وتكوينه

الشهيد آية الله الشيخ نمر باقر النمر، الرجل الديني الشيعي البارز السعودي، وُلد في سنة 1379 هـ الموافقة لعام 1968 م، في مدينة "العوامية" في محافظة القطيف شرق السعودية، في عائلة علم ودين، أنجبت علماء مثل آية الله الشيخ محمد بن ناصر آل نمر (قدس سره) وخطباء حسينيين مثل جده الحاج علي بن ناصر آل نمر.

نسبه

ينتمي الشيخ نمر إلى عائلة مرموقة في المنطقة، وقد تربى فيها رواد علماء دين بارزون وفريدون مثل آية الله الشيخ محمد بن ناصر آل نمر. كما أنجب عائلة النمر وعاظًا وخطباء منابر حسينية معروفين مثل جده من أبيه الحاج علي بن ناصر آل نمر.

تعليمه ودراسته

أتم الشيخ نمر دراسته الابتدائية في مسقط رأسه مدينة العوامية، وفي سنة 1400 هـ الموافقة لعام 1989 م، هاجر إلى إيران للتعرف عن قرب على الثورة الإسلامية الإيرانية ودراسة العلوم الحوزوية، فالتحق أولاً بمدينة طهران في الحوزة العلمية "الحجة القائم (عجّل الله فرجه الشريف)" التي أسسها في نفس العام آية الله السيد محمد تقي المدرسي في طهران. بعد عشر سنوات من الدراسة في هذه الحوزة العلمية " (عجّل الله فرجه الشريف)"، انتقل إلى سوريا والتحق بالحوزة العلمية "السيدة زينب (عليها السلام)" لمتابعة الدراسة الحوزوية والعلوم الدينية، وتتلمذ على يد أساتذة هذه الحوزة. درس الكتب الأصولية بما فيها "أصول المظفر"، و"رسائل" الشيخ الأنصاري، و"كفاية" الآخوند الخراساني، وفي علم الفقه درس "اللمعة الدمشقية" للشهيد الأول، و"جامع المدارك" للخوانساري، و"مكاسب" الشيخ الأنصاري، و"مستمسك العروة الوثقي" للسيد محسن الحكيم، وغيرها من الكتب الفقهية.

أساتذته

خلال فترة دراسة العلوم الحوزوية في طهران وسوريا، حضر الشيخ نمر عند أساتذة مختلفين، منهم:

بحث الخارج عند آية الله السيد محمد تقي المدرسي في طهران. بحث الخارج عند آية الله السيد عباس المدرسي في سوريا. بحث الخارج عند آية الله الخاقاني في سوريا. دراسات عالية عند العلامة الشيخ صاحب الصادق في طهران. درس اللمعة عند العلامة الشيخ وحيد الأفغاني.كما الأخلاق عند آية الله الشيرازي في مدينة قم، وبذلك بلغ مراتب عالية جدًا في الاجتهاد، وحصل على الإجازة للتدريس في مراكز العلوم الدينية والمذهبية.

التدريس وإدارة الحوزة

يُعد الشيخ نمر من أشهر وأكفأ مدرسي العلوم المذهبية والدينية في الحوزات العلمية، حيث قام حتى في الحوزات العلمية في إيران وسوريا بتدريس كتب مثل "اللمعة الدمشقية"، و"جامع المدارك"، و"مستمسك العروة الوثقي"، و"الحلقات" للشهيد السيد محمد باقر الصدر. تولى الشيهد الشيخ نمر لسنوات إدارة الحوزة العلمية "الحجة القائم (عجّل الله فرجه الشريف)" في طهران وسوريا، وبذل جهودًا كبيرة لتطوير هذه المراكز وتقدمها، وبعد عودته إلى السعودية، أسس أيضًا المركز الديني "الإمام القائم (عجّل الله فرجه الشريف)" في العوامية، والذي كان في الواقع حجر الأساس لـ "المركز الإسلامي" في سنة 1422 هـ الموافقة لعام 2011 م.

الخصائص الأخلاقية

من أبرز الخصائص الأخلاقية للشيخ نمر سموّ نفسه ودقته في مراعاة والحفاظ على الأصول والمبادئ والقيم الدينية، وهو ما يتجلى بوضوح في منهجه الفكري والجهادي. كما تمتع الشيخ بنظرة ثاقبة وواعية تجاه الأحداث الجارية من حوله، سواء في السعودية أو في المنطقة، مما منحه رؤية تحليلية دقيقة لسير الأمور على الساحتين الاجتماعية والسياسية، وهو ما يعزوه - حسب قوله - إلى صلته الوثيقة بالقرآن وأهل البيت (عليهم السلام) اللذين كانا دائمًا منارًا يضيء طريقه في الحياة.

وجهات النظر حول آل سعود

كان الشيخ نمر يتبنّى وجهات نظر محددة بشأن آل سعود، نذكر بعضًا منها أدناه.

المعارضة للنظام السعودي

اتهم الشيخ نمر، دائمًا في خطاباته، النظام السعودي بتطبيق "سياسات تمييزية طائفية منظمة ومنهجية، خاصة في المناطق الشرقية من المملكة العربية السعودية، وعلى وجه التحديد في منطقتي 'الأحساء' و'القطيف'"، والتي يهيمن عليها منذ حوالي قرن من الزمان. كان دائمًا يؤكد مرارًا وتكرارًا أنه لا يخشى أو يهاب قول كلمة الحق، حتى لو أدى به ذلك إلى الاعتقال والسجن والتعرض لأقسى أنواع التعذيب والإيذاء والمعاناة حتى حد الاستشهاد.

الدفاع عن كرامة المواطنين

رفض الشيخ نمر الإهانة الموجهة لكرامة المواطنين السعوديين، وخاصة المواطنين الشيعة السعوديين الذين يعتبرهم النظام السعودي مواطنين من الدرجة الثانية ويُحرَمون من أي حق من حقوق المواطنة، وأكد أنه سيدافع عن كرامة وحقوق المواطنين الشيعة السعوديين. وأكد مرارًا في هذا الصدد أنه يقف في الصف الأول في مواجهة ظلم وجور النظام السعودي، لأنه يعتقد أنه بدون كفاح وجهد لا يمكن تحقيق الحقوق المرجوة، ولن يتحقق العدل في البلاد، ولن يتمكن المواطنون من العيش بحرية. واستشهد الشيخ نمر في هذا الشأن، في كلماته، بخطبة "الجهاد" لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، مؤكدًا أننا "لن ننال العدالة إلا عبر الجهاد، ولن نحصل على الحق إلا بالتضحية والجهاد والشجاعة". وقال أيضًا في خطب صلاة الجمعة مرات عديدة إن شيعة السعودية لن يصمتوا بعد الآن أمام إهانات وتعديات وتجاوزات آل سعود، مخاطبًا آل سعود في هذا الشأن: "نحن لن نسكت حتى تفعلوا بنا ما تريدون؛ أن تفعلوا ما تشاؤون وتدوسوا كرامتنا وشخصيتنا التي هي أغلى ما في حياتنا".

انتقاد الصحافة والإعلام

انتقد الشيخ نمر أيضًا بشدة الصحافة ووسائل الإعلام السعودية بسبب تبعيتها وخضوعها للنظام السعودي وتحولها إلى بوق دعاية لآل سعود.

المفتون الوهابيون

أوضح الشيخ نمر أن المفتين الوهابيين هم من صنع آل سعود. وبحسب الشيخ نمر، فإن آل سعود يدفعون الأموال للمفتين الوهابيين لإشغال الناس بأنفسهم من خلال إثارة النزاعات الطائفية والمذهبية وخلق الخلاف بين الشيعة والسنة، وبخلق الانقسامات المذهبية والطائفية والقبلية، ليستمروا في حكمهم للمملكة العربية السعودية ونهب ثرواتها. وقال الشيخ نمر النمر في إحدى خطبه، بسبب مواقفه وآرائه الحادة تجاه النظام السعودي: "أعلم أنكم غدًا ستأتون لاعتقالي. مرحبًا بكم! هذا منطقكم وطريقتكم وأسلوبكم: 'اعتقال' و'تعذيب' و'قتل'؛ نحن لا نخاف من القتل. نحن لا نخاف من شيء."

أسلوب المعارضة

أكد الشيخ نمر، ردًا على قمع النظام السعودي ومعارضته لإجراء المظاهرات السلمية وتجمعات الاحتجاج، أنهم "سيبحثون دائمًا عن طرق أخرى لمواصلة احتجاجاتهم والمطالبة بحقوقهم، والمظاهرات هي إحدى هذه الآليات".

معارضة الأمراء

يُعد الشيخ نمر من أشد الأعداء شراسة لـ "نايف بن عبد العزيز"، ولي العهد السابق للنظام السعودي. كان الشيخ نمر يوجه دائمًا انتقادات حادة تجاهه. وفي إحدى خطبه، وصف الأمير نايف بن عبد العزيز، بسبب شدة عنفه وقسوته وظلمه ضد شعب السعودية بشكل عام والشيعة بشكل خاص، بالطاغوت والظالم الذي سيعذب في قبره وتحرقه النيران وتأكله الديدان. وأكد في نفس الخطبة أنه سيفرح بموت نايف. كان دائمًا، في خطب صلاة الجمعة وخطاباته، ينتقد ليس فقط آل سعود، بل كان أيضًا من أشد المنتقدين لبعض الأنظمة العربية في منطقة الخليج، بما في ذلك آل خليفة.

الأنشطة

كان للشيخ نمر أنشطة ومشاريع لا حصر لها كان لها تأثير كبير على الساحتين الداخلية والإقليمية، وكان تأثير بعضها ملحوظًا للغاية من الناحية الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية.

توعية الرأي العام

لعب الشيخ النمر دورًا كبيرًا في إيقاظ وتوعية الرأي العام في منطقة العوامية من خلال إقامة صلاة الجمعة والجماعة، وعقد الندوات الدينية والعلمية داخل المنطقة وخارجها، وطباعة ونشر الأبحاث والمقالات، وتأسيس الحوزات العلمية. وطالب مرارًا بإعادة بناء مقبرة البقيع في المدينة المنورة، ولهذا السبب استُدعي مرارًا من قبل الشرطة ووُضع تحت الضغط. وفي عام 1428 هـ، في خطوة غير مسبوقة، قدم قائمة بمطالب شيعة السعودية لأمير المنطقة الشرقية، حتى أن سعد الفقيه، وهو رجل دين سني معارض للحكومة، طلب من علماء أهل السنة في السعودية أن يتعلموا من الشيخ النمر طريقة تقديم مطالبهم.

الأنشطة السياسية

في شهر محرم من عام 1429 هـ، طالب الشيخ نمر بتشكيل كيان معارض باسم "جبهة الرشيدة"، والتي كانت مهمتها ومسؤوليتها - حسب قوله - مكافحة الفساد الاجتماعي والتمييز الديني والظلم السياسي ضد أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في السعودية. في عام 2011، بعد الإطاحة بالأنظمة الحاكمة في تونس ومصر وبدء ثورة شعب البحرين، تحطم الشيخ النمر الحظر الرسمي المفروض منذ أغسطس 2008 من قبل السلطات السعودية على إلقاء الخطب والتدريس، واستفاد من التطورات التي تشكلت خلال ما يسمى بالربيع العربي، وبدأ خطاباته بالحديث عن الحرية السياسية مع التركيز على التغيير السياسي. في ظل الظروف السياسية السائدة في المنطقة في أوائل عام 2011، نظم شباب القطيف عدة مسيرات للمطالبة بالإفراج عن 9 من السجناء السياسيين الذين كان قد مضى على اعتقالهم 16 عامًا في ذلك الوقت، وكان يشار إليهم باسم السجناء المنسيين. مع دخول القوات السعودية الغازية، المسماة "درع الجزيرة"، إلى البحرين، اتسعت دائرة الاحتجاجات والأنشطة السياسية في القطيف السعودية. في المقابل، اعتقل النظام السعودي مئات الشباب بتهمة الارتباط بالاحتجاجات التي اندلعت. ودافع الشيخ النمر بكل قوة عن حق الجماهير في التعبير والاحتجاج. عندما كانت منطقة القطيف على وشك أن تأخذ منعطفًا عنيفًا وكانت القوات الأمنية تخطط، وفقًا لخريطة مرسومة مسبقًا، لقمع حركة شباب العوامية بشدة، طلب الشيخ النمر من حركة الشباب عدم تنظيم تظاهرات في تلك الليلة. وبهذا، منع مقتل شباب العوامية وأحبط الخطة الخبيثة للقوات الأمنية السعودية. وأكد في خطابه التاريخي على ضرورة أن تكون حركة شباب المنطقة الشرقية في السعودية سلمية. أثبتت أحداث أكتوبر 2011، التي عُرفت بأحداث العوامية، دور القيادة للشيخ النمر، وأظهرت بوضوح للحكام السعوديين أنه قائد الحركة الشعبية في هذه المنطقة. أصر النظام السعودي على قمع الحركة الشعبية في السعودية بقوة، ولهذا السبب زاد النمر من حدّة مواقفه ونهجه وعبر صراحة عن معارضته لسياسة التمييز في الرياض وقمع حرية التعبير واحتكار الثروة والسلطة في السعودية.

الاعتقالات

يعود أول اعتقال للشيخ نمر إلى مايو 2006، عندما اعتقلته القوات الأمنية التابعة للنظام السعودي فور عودته من رحلته القصيرة إلى البحرين وعودته إلى السعودية، بسبب مشاركته في المؤتمر الدولي للقرآن الكريم. كانت تهمة الشيخ أنه طالب في هذا المؤتمر، في عريضة، من النظام السعودي بالاهتمام بـ "مقبرة البقيع"، والاعتراف بمذهب "التشيع"، وتغيير أو إلغاء الطرق التعليمية والمناهج الدراسية السائدة حاليًا في السعودية. أما إعادة اعتقال الشيخ نمر، فتعود إلى 23 أغسطس 2008، عندما اعتقل في مدينة القطيف على يد القوات الأمنية التابعة للنظام السعودي. هذه المرة كانت تهمة الشيخ، حسب ادعاء النظام السعودي، هي طلبه من شيعة المناطق الشرقية في السعودية الاستعداد للدفاع عن أنفسهم ومجتمعهم، حيث ادعى النظام أن كلام نمر هذا يعني تحريض الشيعة السعوديين على الانفصال عن الحكومة المركزية. تم اعتقال هذا الرجل الديني البارز مرة أخرى في مارس 2009، ولم يكن هذا آخر اعتقال له. تم اعتقال الشيخ نمر مرة أخرى في عام 2012، وفي 15 أكتوبر 2014 (23 مهر 1393 هـ.ش) حُكم عليه بالإعدام بتهمة انتقاد النظام السعودي. نصبت له القوات السعودية كمينًا في 8 يوليو 2012، وأطلقت النار على سيارته، فأصابته أربع رصاصات في ساقه اليمنى، وبعد ذلك، اختطفوه وهو فاقد للوعي من مكان الحادث ونقلوه إلى المستشفى العسكري في الظهران ثم إلى مستشفى القوات الأمنية في الرياض وبعد ذلك إلى سجن الحائر. بعد 950 يومًا، سمح نظام آل سعود للأطباء بإخراج الرصاصة الرابعة من قدم الشيخ النمر. هذه الرصاصة، التي بقيت في قدم الشيخ نمر منذ وقت اعتقاله، تسببت له، بالإضافة إلى التعذيب والألم لمدة ثلاث سنوات، في أمراض أخرى أيضًا.