انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحلة»

من ویکي‌وحدت
Halimi (نقاش | مساهمات)
لا ملخص تعديل
Halimi (نقاش | مساهمات)
سطر ١٤٤: سطر ١٤٤:
== مواضيع ذات صلة ==
== مواضيع ذات صلة ==
*[[العراق]]
*[[العراق]]
*[[كربلا]]
*[[كربلاء]]
*[[كاظمين]]
*[[كاظمين]]
*[[بغداد]]


== الهوامش ==
== الهوامش ==

مراجعة ١٨:٠١، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥

[[ملف:|بديل=الخطوة الثانية للثورة|صورة مصغرة|الثورة الشعبية]]

الحِلَّة هي مدينة في القسم المركزي من العراق، ويُقال أن سيف الدولة مَزْيَدي بنىها في أواخر القرن الخامس الهجري، وتقع هذه المدينة قرب أطلال مدينة بابل القديمة، على بعد حوالي تسعين كيلومتراً جنوب بغداد، على الطريق المباشر بين مدينتي الكوفة والنجف إلى بغداد، وعلى بعد حوالي خمسين كيلومتراً شرق مدينة كربلاء. وهي اليوم مركز محافظة بابل، وتقع حِلَّة عند خط عرض َ28 ْ32 شمالاً، وخط طول َ25 ْ44 شرقاً، وعلى ارتفاع حوالي ثلاثين متراً فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي فيها 22.5 درجة مئوية، ومعدل هطول الأمطار السنوي 105 ملم. يمر نهر الفرات غرب حِلَّة [١].

معنى كلمة الحلّة

كلمة "حِلَّة" في اللغة تحمل ثلاثة معانٍ: المَنْزِل أو الموضع يُحَلُّ فيه، والجماعة الكثيرة التي تنزل في مكان ما، ونوع من الأشجار الشوكية القصير [٢].

الأماكن ذات الاسم المشترك

بالإضافة إلى حِلَّة المشهورة، كانت هناك عدة أماكن أخرى في العراق تحمل اسم حِلَّة، منها: حِلَّة بَنِي قَيْلَة بين مدينتي واسط والبصرة، وحِلَّة بَنِي دُبَيس بن عَفِيف الأسدي بين واسط والبصرة والأهواز، وحِلَّة بَنِي مَرَاق قرب الموصل، ولما كانت المدينة تقع على الفرات وتحظى ببساتين كثيرة، اشتهرت أيضاً باسم "حِلَّة الفَيْحاء" (ذات الرائحة الطيبة والمكان الواسع الطيب) [٣].

أسماء أخرى للمدينة

من الأسماء الأخرى لهذه المدينة: حِلَّة سِيفِيَّة/ حِلَّة مَزْيَدِيَّة، نسبة إلى مؤسسها سيف الدولة صدقة بن منصور المَزْيَدي (حكم: 479-501 هـ). واسم "جَامِعَيْن" أو "جَامِعَان" (لوجود مسجدين جامعين فيها)، وهو اسم البلدة القديمة التي كانت قائمة في موقع مدينة حِلَّة. ذُكرت "جامعين" في المصادر الإسلامية المبكرة بين مدينتي كُوثَى رَبَّا وبابل، وكانت تتبع بغداد وكانت منطقة خصيبة. وقد ذكرها المقدسي، الذي قدم معلومات دقيقة عن تقسيمات الأراضي الإسلامية في أواخر القرن الرابع الهجري، ضمن نواحي الكوفة. وقال كرامرس، محقق كتاب "صورة الأرض"، في شروحاته عن بابل القديمة، إن حِلَّة بُنيت مقابلها. ونظراً لكثرة الشيعة فيها، سُميت أيضاً "الكوفة الصغرى". كما أنه في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وبسبب أهميتها التجارية، كانت تسمى "بغداد الصغرى" [٤].

سكانها

بلغ عدد سكان حِلَّة عام 1299 هـ حوالي خمسة عشر ألف نسمة، وبعد أربعين عاماً (عام 1339 هـ) وصل إلى ثلاثين ألف نسمة، وبعد حوالي خمسين عاماً من ذلك (عام 1385 هـ / 1965 م) بلغ حوالي 84,000 نسمة، مشكلين ما يقارب 18% من سكان محافظة بابل، وبعد ذلك، نما عدد سكان المدينة بشكل كبير، فبلغ مع ضواحيها حوالي 269,000 نسمة عام 1987 م، و 279,000 نسمة عام 1991 م ( لتصبح ثامن أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان)ونسمة عام2018م جمالي عدد السكان 2065042.[٥].

النشأة والتاريخ

اختلف المؤرخون حول تاريخ بناء حِلَّة. قيل أن سيف الدولة، الأمير الرابع للمَزْيَدِيين، بناها عام 493 هـ أو 495 هـ. مستغلاً الصراعات والمنازعات بين الخلافة العباسية والسلاجقة، سعى للاستقلال عن الخلافة، فنقل جميع أسرته وجنوده وأتباعه من مكان إقامتهم في قرية "النيل" على ضفة نهر النيل الصغير إلى منطقة "جامعين" على الضفة اليمنى لنهر حِلَّة (أحد فروع نهر الفرات). ثم عمّر تلك المنطقة فظهرت مدينة حِلَّة [٦].

الأهمية

أسهم موقع حِلَّة على مقربة من نهر الفرات وفي منتصف الطريق التجاري بين بغداد والبصرة، وجوارها لمدينة بابل التاريخية، وتحولها إلى مركز حكم للمَزْيَدِيين، ووقوعها على طريق قوافل الحج، في تطورها التجاري السريع، لا سيما بعد اضمحلال مكانة "قصر ابن هبيرة" في القرن السادس الهجري، مما أكسبها أهمية أكبر [٧].

الأحداث التاريخية

من سنة ٥٠١ إلى ٥٤٧ هـ

في سنة ٥٠١ هـ، آوى سيف الدولة أبا دلف سرخاب بن كيخسرو الديلمي (حاكم ساوة)، الذي كان قد غضب عليه السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي، وأبى تسليمه. فزحف السلطان السلجوقي إلى الحلة، وقُتل سيف الدولة في المواجهة مع الجيش السلجوقي [٨] في سنة ٥٠٢ هـ، أسند السلطان السلجوقي حكم جزء من مدينة الحلة إلى سعيد بن حميد العمري الخفاجي، قائد جيش سيف الدولة، ووصلح أجزاء أخرى منها إقطاعات لقبائل كردية. في سنة ٥١٢ هـ، أصبح دبيس بن صدقة حاكمًا للحلة بأمر من السلطان محمود السلجوقي. في سنة ٥١٧ هـ، سار المسترشد بالله، الخليفة العباسي، لمحاربة دبيس وهزمه واستولى على الحلة. هرب دبيس متخفيًا، وقُتل في أذربيجان سنة ٥٢٩ هـ، بأمر من السلطان مسعود بن محمد السلجوقي. عندما وصل خبر مقتل دبيس إلى الحلة، اختار الجند وأنصار المزيديين ابنه صدقة ذو الأربعة عشر ربيعًا للحكم، واستمر حكم المزيديين في الحلة حتى سنة ٥٤٧ أو ٥٥٨ هـ [٩].

في السنوات ٥٧٠ إلى ٦٥٤ هـ

بعد المزيديين، تناوب على نفوذ الحلة حكام عباسيون وسلجوقيون، وفي فترة حكم العباسيين، كانت الحلة مدينة عامرة ومدنها المجاورة متصلة تقريبًا. في سنة ٥٧٠ هـ، حكم قطب الدين قيماز، الذي كان قد ثار على الخلفاء العباسيين، الحلة لفترة قصيرة. في سنة ٥٧١ هـ، حكم الأمير أبو المكارم مجد الدين أبو سعيد طاشتكين المستنجدي هذه المدينة لمدة ثلاثة عشر عامًا. في القرن السادس الهجري، حسبما كتب ابن جبير، كان نهر الحلة يقسم المدينة إلى جزأين. وكان الجزءان الشرقي والغربي من المدينة متصلين بجسر عائم ضخم مكون من مجموعة قوارب متصلة ببعضها، مثبتة بالبر بسلاسل قوية. ووصف المدينة بأنها عامرة وكبيرة، ذات طقس لطيف، وأسواق نابضة بالحياة، وبساتين وفيرة من الفواكه والنخيل، وسور ترابي. في أواخر فترة الخلافة العباسية، خضعت الحلة لنفوذ الأيوبيين لفترة. في نفس هذه الفترة، أصبح عماد الدين زكريا القزويني (توفي ٦٨٢ هـ)، مؤلف كتابي "آثار البلاد وأخبار العباد" و "عجائب المخلوقات"، قاضيًا للحلة لفترة. تضررت مدينة الحلة ضررًا كبيرًا من فيضان نهر الفرات في سنتي ٦٥٣ و ٦٥٤ هـ.[١٠].

من فترة المغول إلى سنة ٧٣٦ هـ

في عهد المغول، دمجت إدارة شؤون الحلة مع الكوفة، وكانت كلتا المدينتين تحت إشراف مسؤول رفيع المستوى، يحمل لقب "صدر الأعمال الحلية والكوفية"، وكان تابعًا بدوره لولاية بغداد. في سنة ٦٨٥ هـ، طغى الفرات مرة أخرى وألحق بالمدينة ضررًا بالغًا. في سنة ٦٩٨ هـ، زار السلطان المغولي محمود غازان الحلة ووزع أموالًا كثيرة على أهل المدينة، وأمر بحفر قناة تتفرع من الفرات شمال الحلة حتى مرقد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، عرفت بنهر الغازاني. في سنة ٧١٢ هـ، في عهد السلطان محمد خدابنده (أولجايتو) الذي اعتنق المذهب الشيعي، أسند حكم الحلة إقطاعًا إلى الأمير مهنّا بن عيسى من آل فضل. فاختار بدوره ابنه سليمان نائبًا عنه، واستمرت هذه الأسرة في حكم الحلة حتى سنة ٧٣٦ هـ. [١١]-.

٨.٤ - سنة ٧٣٩ إلى ٩١٤ هـ

في سنة ٧٣٩ هـ، زحف الشيخ حسن الكبير الجلائري بعد استيلائه على العراق بجيش كبير إلى الحلة وفتحها أيضًا. في فترة حكم الشيخ حسن الجلائري، نعمت الحلة بالهدوء، وتوافد العلماء إلى هذه المدينة [١٢]. ابن بطوطة الذي زار الحلة في نفس هذه الفترة (سنة ٧٢٥ هـ)، وصفها بأنها مدينة ذات بيوت عامرة، ومليئة بالنخيل، وبها جسر من القوارب، ومرافق خدمات، وورش عمل، وأسواق نابضة بالحياة. وكتب أن جميع أهلها كانوا شيعة إمامية اثنا عشرية، وكان هناك مسجد يُعرف بـ "مشهد صاحب الزمان" يعتقد الناس أن الإمام المهدي (محمد بن الحسن العسكري) عليه السلام دخل هذا المسجد وغاب فيه ثم سيظهر. وحسب روايته، كان الناس يطلبون ظهور الإمام كل يوم بمراسم خاصة عند عتبة هذا المكان. ثم زار الحلة مرة أخرى عند عودته من الهند وذكر أنها نفس المدينة التي فيها مشهد صاحب الزمان؛ ثم أشار إلى أن واليها غير الشيعي في تلك السنوات منع الناس من إقامة مراسمهم الخاصة، وتوفي بعد فترة وجيزة من هذا المنع. وقد أدى هذه الحادثة إلى تقوية الشيعة (على حد تعبيره: الرافضة) واستمرار تلك المراسم [١٣]. من الجدير بالذكر أن هذا المكان ذُكر أيضًا باسم مقام صاحب الزمان، وعلى الرغم من عدم وجود معلومات عن تاريخ بنائه، إلا أن هناك تقارير متعددة عن ازدهاره كمركز للعبادة ووجود مدرسة دينية بجواره. وفقًا لأقدم تقرير، جدد ابن نما الحلي سنة ٦٣٦ هـ المراكز الدراسية التي كانت بجوار هذا المكان وأسكن عددًا من الفقهاء فيها. مع ذلك، فإن تقرير ابن بطوطة عن المراسم اليومية للناس لم يرد في مصادر أخرى ويبدو أنه كان من سلوكيات العامة. على الرغم من الغزو المغولي، بقيت الحلة قائمة في القرن الثامن الهجري. وعندما وصل جيش تيمور بالقرب من بغداد سنة ٧٩٥ هـ، هرب السلطان أحمد بن أويس بن الشيخ حسن الجلائري إلى الحلة. فطارده جيش تيمور بقيادة ابنه ميرانشاه، واستولى على الحلة. [٨١] [٨٢] [٨٣] في العقد الأول من القرن التاسع الهجري، تداول على حكم الحلة عدة مرات بين مسؤولي أسرة تيمور والجلائريين، في القرن التاسع الهجري أيضًا، كانت الحلة مسرحًا للصراعات بين حكام أسرتي قره قوينلو وآق قوينلو والمشعشعيين. في النصف الأول من القرن العاشر الهجري، وقعت الحلة في أيدي الصفويين. في سنة ٩١٤ هـ، زار الشاه إسماعيل الصفوي المدينة أثناء توجهه إلى العتبات المقدسة [١٤].

سنة ٩٤١ إلى ١٠٤٨ هـ

ظلت الحلة جزءًا من أراضي الصفويين حتى سنة ٩٤١ هـ، حينئذ استولى عليها مع مدن العراق الأخرى السلطان العثماني سليمان القانوني. بقيت الحلة تحت سيطرة الدولة العثمانية حوالي قرن من الزمان، حتى استولى الشاه عباس الأول الصفوي على العراق سنة ١٠٣٢ هـ وعين واليًا على الحلة كما فعل مع المدن الأخرى. في هذه الفترة، تعرضت الحلة مرارًا لهجمات العثمانيين. في شعبان ١٠٤٥ هـ، انتشر الطاعون في الحلة وأسفر عن الكثير من الضحايا. في سنة ١٠٤٨ هـ، هاجم السلطان مراد العثماني العراق مرة أخرى، وبعد فتح بغداد، توجه إلى الحلة وقتل عدة تجار فيها بحجج مختلفة، [١٥].

سنة ١١٤٦ هـ إلى العصر الحديث

في سنة ١١٤٦ هـ، استولى جيش نادر شاه على الحلة، وبعد إبرام السلام، عاد الجنود العثمانيون إلى الحلة. عندما نقض العثمانيون السلام سنة ١١٥٦ هـ، استولى نادر شاه مرة أخرى على الحلة وأقام مجالس مناظرة بين علماء السنة والشيعة، ثم غادر المدينة بعد تنفيذ بنود معاهدة السلام. في سنة ١٢١٦ هـ، هاجم أتباع محمد بن عبد الوهاب، مؤسس التيار الوهابي، بقيادة أحد ولاة منطقة الرياض (الدرعية) ويدعى محمد بن سعود، المدن الشيعية بحجة القضاء على البدع والممارسات الشركية، وبعد فشلهم في الاستيلاء على النجف، هاجموا الحلة ولكنهم واجهوا مقاومة شديدة من أهلها فتراجعوا، وارتكبوا مجزرة في كربلاء. [١٦].وبعد ذلك، ساعدت الدولة العثمانية السكان في إعادة بناء وتقوية سور مدينة الحلة، الذي بقي قائمًا حتى أواخر الحرب العالمية الأولى. الشيرواني الذي سافر إلى الحلة في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري، وصف المدينة بأنها تضم خمسة آلاف بيت وأهلًا ذوي أخلاق حسنة. في سنة ١٢٩٧ هـ، أصبحت الحلة إحدى المقاطعات السبع (ألوية) التابعة لولاية بغداد. [١١٥] وتطورت وأصبحت ذات أهمية تدريجيًا، وانضمت إليها مناطق مختلفة مثل الشوشة والمهاجرين وبرملاة والغامرية. في فترة المملكة العراقية (١٣٠٠-١٣٣٧ هـ ش / ١٩٢١-١٩٥٨ م) التي تشكلت بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، رُفعت الحلة إلى مستوى محافظة [١٧]. لطالما ت مدينة الحلة انتباه الرحالة المسلمين والأوروبيين منذ الماضي وحتى الآن. واليوم، هذه المدينة التي كانت أهم حوزة علمية شيعية لأكثر من قرنين، تضم مراقد العديد من فقهاء وعلماء الشيعة، وتحظى بمكانة خاصة لدى الشيعة.

الآثار القديمة والتاريخية

توجد في الحلة وحولها الكثير من الآثار القديمة والتاريخية والدينية، بما في ذلك المدينة القديمة الشهيرة بابل، والمعبد القديم بورسيبا الشهير بـ "برس" أو برس نمرود، وقرية برملاة (كفل حاليًا) حيث يوجد قبر ذي الكفل أو النبي حزقيال وقبر باروخ أستاذ حزقيال وعدة شخصيات بارزة من بني إسرائيل، وقرية برص التي يقال إنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل عليه السلام. كما توجد مواقع وتلال أثرية أخرى حول المدينة. في الماضي، إلى جانب الآثار القديمة، كانت توجد في الحلة وحولها مشاهد ومراقد ومقامات تاريخية وإسلامية، مثل مقام جمجمه الذي قيل إنه تكلم مع الإمام علي عليه السلام أو النبي عيسى بن مريم عليه السلام حسب روايات مختلفة، ومقام ومسجد شمس الشهير الذي يقال إن الشمس لم تغرب فيه بأمر إلهي لفترة قصيرة للإمام علي عليه السلام أو بحسب رواية أخرى للنبي حزقيال أو يوشع بن نون، ومقام أمير المؤمنين والإمام الصادق، ومقام صاحب الزمان، ومقام العقيل، ومقام حمزة بن الكاظم، ومقام القاسم بن موسى الكاظم عليهم السلام (في قرية الشوشة)، ومراقد عشرات من علماء وفقهاء الشيعة المشهورين [١٨].

المراكز الزيارية والسياحية

حضرت حمزة

هو أبو يعلى حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن أبي الفضل العباس. كان من رواة الحديث وعلماء الشيعة الكبار، ومرقده في قرية "المزيدية" بالقرب من الحلة. بني على قبره قبة وضريح ورواق وصحن كبير، وهو مزار للناس.

حضرت قاسم

هو الابن البارز للإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، وأخو الإمام الرضا والسيدة معصومة (عليهما السلام) لأبيه وأمه. هرب من بغداد بعد استشهاد أبيه واختبأ بين عشائر منطقة "سورا" حول الحلة، ودُفن في مرقده الحالي بعد وفاته. قبره اليوم مزار للناس، وله صحن ورواق وحرم فخم، ومشهور بين الناس باستجابة الدعاء والنذر. هذان الإمامزان الجليلان والنسب الصحيح، هما أشهر الإمامزادات في هذه المنطقة، وشهرتهما جعلت اسم المدينة التي دفنا فيها يتغير من اسمها الأصلي إلى اسميهما، وأصبحت مشهورة بين الناس بمدينة حمزة ومدينة قاسم.

مشهد رد الشمس

يقع مشهد رد الشمس في بداية الطريق السريع كربلاء-الحلة، وهو عبارة عن بقعة بقبة مخروطية الشكل، وبناءً على الروايات التاريخية، صلى أمير المؤمنين عليه السلام في هذه البقعة صلاة الظهر والعصر عند عودته من حرب صفين بعد أن عادت الشمس بإرادة الله وطلب الإمام من وضع الغروب إلى وقت الظهر. لهذا المكان تاريخ عريق، وتحدث عنه جميع المؤرخين والمحدثين واعتبروه إحدى معجزات الإمام.

الحراقة

هي مكان وتلة وضع عليها النبي إبراهيم عليه السلام في زمان النمرود على المنجنيق وألقوه في النار. المساحة المفتوحة أمام التلة اليوم تبدو وكأن آثار إشعال نار عظيمة ظاهرة على الأرض. يقع هذا المكان في قرية تسمى "بُرس" شمال الحلة [١٩].

مرقد إبراهيم أحمر العينين

هو إبراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثني بن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام. كان عالمًا، عابدًا، زاهدًا وشجاعًا، وقام سنة ١٤٥ هـ ضد أبي جعفر المنصور، واستشهد على يد جنوده بعد حرب ودموع شديدة، وقُطع رأسه وأُتي به إلى الهاشمية عاصمة المنصور (قرب الحلة). اليوم أُقيم مرقد مكان رأسه في الهاشمية، قرب نهر "الجربوعية" [٢٠].

الهاشمية

وهي مدينة قرب الحلة كانت أول عاصمة للعباسيين. في هذه المدينة تولى الخلافة أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور، ثم انتقل المنصور إلى بغداد بعد بنائها. استشهد في هذه المدينة العشرات من السادة الجليلي القدر من بني الحسن عليه السلام على يدي هذين الخليفتين. أحضر بعضهم من المدينة إلى هذه المدينة وسجنوهم ثم دفنوهم في مقابر جماعية أو وضعوهم في الجدران والأعمدة وبنوا فوقها الأبنية [٢١].

مزارات أخرى

  • مرقد إبراهيم بن عبد الله المُضْر (في الهاشمية).
  • قبر أبي الخير (في قرية العتائق).
  • أبو دميعة: هو محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام)، ومرقده في "محلة الطاق". وهو إمامزاده جليل القدر، توفي سنة ١٤٠ هـ، وقبره من المزارات المشهورة في مدينة الحلة.
  • أبو محمد الحسن الأسمر: من أحفاد زيد الشهيد، ومرقده في قرية "زبيد" في ضواحي الحلة.
  • أبو جعفر محمد الأدرع: من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، ومرقده في قرية جنوب الحلة.
  • أسماء بنت عميس: من النساء الرائدات في الإسلام، هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، وبعد استشهاد جعفر تزوجت من أبي بكر، وكان محمد بن أبي بكر ثمرة هذا الزواج، وبعد وفاة أبي بكر واستشهاد السيدة فاطمة (عليها السلام) أصبحت زوجة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام). يُنسب لها مرقد في ضواحي الهاشمية، وبالقرب منه قبر ابنها يحيى من أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
  • إسماعيل طباطبا: حفيد الحسن المثنى بن الإمام الحسن (عليه السلام)، ومرقده في الهاشمية.
  • النبي أيوب (عليه السلام): هذا النبي الجليل من أنبياء بني إسرائيل، توفي في أرض العراق، ومرقده على بعد أربعة فراسخ جنوب مدينة الحلة باتجاه الكوفة، في منطقة تسمى "الرارنجية".
  • بكر بن علي بن أبي طالب: توفي سنة ٦٠ هـ، ومرقده جنوب مدينة الحلة بالقرب من الطريق السريع النجف-الحلة.
  • مكان استشهاد زيد بن علي: الذي استشهد سنة ١٢٠ هـ إثر ثورته ضد خلفاء الجور. نبش أعداؤه قبره وأخرجوا جثته وقطعوا رأسه وأحرقوا جسده الطاهر. اليوم بُني مرقد فخم في مكان دفنه الأول وهو مزار للناس. يقع هذا المكان شرق مدينة كفل.
  • أبو العباس السفاح: أول خليفة عباسي. توفي سنة ١٣٦ هـ، وقبره في داخل أطلال في مدينة القاسم.
  • عبد الله المحض: حفيد الإمام الحسن (عليه السلام)، دُفن حيًا سنة ١٤٥ هـ، ومرقده في الهاشمية.
  • عبد الله بن زيد: أخو يحيى بن زيد الشهيد. مرقده على بعد ١٧ كم شمال كفل في ضواحي الهاشمية.
  • عمران بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): حسب رواية المؤرخين، جُرح في معركة النهروان واستشهد عند نقله إلى الكوفة قرب الحلة ودُفن هناك. مرقده على بعد كيلومتر واحد شمال الحلة.
  • عون بن علي: من الإمامزادات المدفونين في ضواحي مدينة الهاشمية.
  • القاسم بن موسى الكاظم (عليه السلام): مرقده جنوب مدينة الحلة.
  • محمد الديباج وأربعة آخرين: هم مجموعة من السادة من بني الحسن (عليه السلام) مدفونون في بقعة في الهاشمية.
  • إضافة إلى هؤلاء الإمامزادات الجليلي القدر، هناك العشرات من الإمامزادات الآخرين منتشرين في أنحاء هذه المنطقة، وربما لا توجد قرية إلا وفيها بقعة لإمامزاده صحيح النسب. اليوم قبور هؤلاء الأشخاص في مدينة الهاشمية وحولها، هي مزارات للمؤمنين.

مراقد العلماء والفقهاء في مدينة الحلة

  • ١. ابن إدريس الحلي: من كبار فقهاء الإمامية، له كتاب مشهور باسم "السرائر"اشتهر به حتى عُرف بـ "صاحب السرائر". توفي ابن إدريس سنة ٥٩٨ هـ، ومرقده الفخم موجود الآن داخل مدينة الحلة.
  • ٢. ابن حماد الواسطي: من كبار فقهاء الإمامية، وقبره في "محلة الجامعيين" في الحلة.
  • ٣. ابن سعيد الحلي: هو الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد الحلي، من فقهاء الإمامية الكبار، ومؤلف كتاب "جامع الشرائع". توفي سنة ٦٨٩ هـ في الحلة ودُفن في بيته. مرقده اليوم في "محلة الطاق" بمدينة الحلة، وقد بُنيت على قبره قبة ورواق. حول قبره توجد مراقد مجموعة من كبار الشيعة.
  • ٤.إضافة إلى هؤلاء الكبار، توجد في الحلة مراقد جمع كبير من الفقهاء والعلماء الآخرين، جميعها ذات قباب وصحون وأروقة، مثل:
  • المحقق الحلي، مؤلف كتاب "شرائع الإسلام" المشهور (توفي سنة ٦٧٦ هـ، ومرقده مشهور).
  • ابن العرندس في محلة جبران.
  • الشيخ أحمد بن فهد الأحسائي (توفي في السنوات الأولى من القرن التاسع الهجري) وقبره في "محلة الطاق".
  • ابن نما الحلي وقبره في "محلة المهدية".
  • جمال الدين ابن طاووس الحلي (توفي ٦٧٣ هـ) وقبره في "محلة الجباويين".
  • خليفي الموصلي (توفي سنة ٨٥٠ هـ) وقبره مشهور في الحلة.
  • شرف الدين ابن طاووس ومرقده مشهور ومعروف في الحلة.
  • الشيخ أبو الحسن شفهني الحلي (توفي في منتصف القرن التاسع الهجري) وقبره في "محلة المهدية" في الحلة.
  • عبد الكريم ابن طاووس (توفي ٦٩٣ هـ) وقبره في محلة "باب النجف" في الحلة.
  • علي بن طاووس (توفي ٦٤٤ هـ) وقبره في "محلة الجامعيين" في الحلة.

العلماء المنتمين إلى المدينة

هذه المدينة التي أصبحت في القرن الخامس الهجري دار علم للشيعة، وظهر فيها كبار علماء وفقهاء الشيعة، كانت في القرن السابع الهجري، بدلاً من النجف، أكثر الحوزات العلمية ازدهارًا ومقرًا لأكبر علماء الشيعة ومكان تدريسهم، وظهرت فيها عائلات علمية كثيرة مثل آل بطريق، وآل نما، وآل طاووس، وآل مطهر، وقد أُشير إليها في مصادر قديمة وحديثة [٢٢].

  • من فقهاء وأدباء وشعراء وعلماء الحلة يمكن ذكر هؤلاء:
  • ابن إدريس الحلي، فقيه القرن السادس الهجري.
  • نجم الدين جعفر بن حسن، الفقيه الشيعي الكبير في القرن السابع الهجري، المعروف بـ المحقق الحلي.
  • جمال الدين أحمد علوي حسني، من مشاهير فقهاء الشيعة في القرن السابع الهجري.
  • حسن بن سليمان الحلي، عالم ومحدث القرن التاسع الهجري.
  • تاج الدين حسن بن راشد الحلي، شاعر وعالم في القرن التاسع الهجري.
  • حسون الحلي، شاعر القرن الثالث عشر الهجري.
  • جعفر الحلي و عبد الحسين بن قاسم الحلي، وكان كلاهما من أدباء وشعراء القرن الرابع عشر الهجري [٢٣] [٢٤].

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. صباح محمود محمد، ج۱، ص۲۶-۲۷، مدینة الحلة الکبری: وظائفها و علاقاتها الاقلیمیّة
  2. ابن منظور، لسان العرب، ج۳، ص۲۹۶ـ۲۹۷
  3. فریال مصطفی و رضیه عبدالامیر، «التراث العماری لمدینة الحلة»، ج۱، ص۱۶۶، سومر، ج ۴۵، ش ۱ و ۲ (۱۹۸۷ـ۱۹۸۸)
  4. صباح محمود محمد، مدینة الحلة الکبری: وظائفها و علاقاتها الاقلیمیّة، ج۱، ص۳۵
  5. هارون وهومن، عراق از دید سیاحان و جهانگردان، ج۱، ص۸۱۱،
  6. یاقوت حموی، کتاب المشترک وضعا و المفترق صقعا، ج۱، ص۱۴۳
  7. فاطمه محمد محجوب، الموسوعة الذهبیة للعلوم الاسلامیة، ج ۱۴
  8. محمد بن محمد عمادالدین کاتب، خریدة القصر و جریدة العصر، ج۱، قسم شعراءالعراق، ص۱۶۴ـ۱۶۵، ج ۱،
  9. محمدعلی یعقوبی نجفی، البابلیّات، ج۱، جزء۱، ص۶،
  10. کتاب الحوادث، و هو الکتاب المسمّی وهمآ بالحوادث الجامعة و التجارب النافعة، ج۱، ص۴۶۹، منسوب به ابن‌فُوَطی
  11. عماد عبدالسلام رئوف، الاسر الحاکمة و رجال الادارة و القضاء فی العراق فی العهود المتأخرة: ۶۵۶ـ۱۳۳۷ه/ ۱۲۵۸ـ ۱۹۱۸، ج۱، ص۲۸۲، (بغداد ۱۹۹۲)
  12. حسن امین، دائرة‌المعارف الاسلامیة الشیعیة، ج۱۱، ص۲۰۳، بیروت ۱۴۲۲ـ۱۴۲۳/ ۲۰۰۱ـ۲۰۰۲
  13. ابن بطوطه، رحلة ابن‌ بطوطة، چاپ محمد عبد المنعم عريان ،ج۲،ص۶۶۲
  14. یوسف حلّی، تاریخ الحلة، ج۱، ص۱۰۰ـ۱۱۲، نجف ۱۳۸۵/۱۹۶۵، چاپ افست قم ۱۳۷۲ش
  15. محمدامین بن فضل‌اللّه محبی، خلاصة الاثر فی اعیان القرن الحادی عشر، ج۴، ص۳۳۸،
  16. عباس عزّاوی، تاریخ العراق بین احتلالین، ج۶، ص۱۳۸، بغداد ۱۳۵۳ـ۱۳۷۶/ ۱۹۳۵ـ۱۹۵۶،
  17. یوسف حلّی، تاریخ الحلة، ج۱، ص۱۸۰ـ۱۸۲، نجف ۱۳۸۵/۱۹۶۵،
  18. هارون وهومن، عراق از دید سیاحان و جهانگردان، ج۱، ص۸۱۲
  19. حسن امین، دائرة‌المعارف الاسلامیة الشیعیة، ج۱۱، ص۱۵۶،
  20. حسن امین، دائرة‌المعارف الاسلامیة الشیعیة، ج۱۱، ص۱۵۶،
  21. حسن امین، دائرة‌المعارف الاسلامیة الشیعیة، ج۱۱، ص۱۵۶،
  22. عديدة یوسف بن احمد بحرانی، لؤلؤة‌ البحرین، ج۱، ص۲۳۵ـ۲۳۷
  23. یوسف بن احمد بحرانی، لؤلؤة‌البحرین، ج۱، ص۲۲۷ـ۲۳۵،
  24. مجلسی، بحار الانوار، ج۱۰۵، ص۱۵۷