الفرق بين المراجعتين لصفحة: «بريكس»
| سطر ٥٨: | سطر ٥٨: | ||
==انظر أيضاً== | ==انظر أيضاً== | ||
* [[ | * [[السيد إبراهيم الرئيسي]] | ||
* [[إيران]] | * [[إيران]] | ||
* [[الهند]] | * [[الهند]] | ||
مراجعة ١٣:١٠، ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥
بريكس (BRICS)، اختصار لأسماء خمس دول: البرازيل (Brazil)، روسيا (Russia)، الهند (India)، الصين (China) وجنوب أفريقيا (South Africa)، وهي تشكل منظمة بين حكومية تهدف إلى إصلاح النظام المالي العالمي، تعزيز التعاون الاقتصادي، تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، زيادة النفوذ السياسي، التعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية، مواجهة التحديات العالمية، وتوسيع العضوية. في اجتماع هذه المنظمة في أغسطس 2023م في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، تم الموافقة على انضمام ست دول جديدة إلى مجموعة بريكس، وهي إيران، مصر، إثيوبيا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية والأرجنتين. تحتل بريكس الآن 30% من مساحة الأرض، و45% من سكان العالم، وتمثل مجتمعةً 31.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يفوق حصة دول مجموعة السبع التي تبلغ 30.7%. في هذا السياق، شكل انضمام إيران كعضو جديد في بريكس فرصًا وإمكانات مثل: زيادة القوة السياسية والاقتصادية، الوصول إلى الموارد المالية، تقليل آثار العقوبات، تطوير العلاقات التجارية، المشاركة في مشاريع البنية التحتية، وتقليل الاعتماد على الدولار لصالح جمهورية إيران الإسلامية.
التاريخ
مصطلح بريكس (BRICS) هو اختصار لخمس اقتصادات كبرى ناشئة: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا. نشأت فكرة تشكيل مجموعة بريكس عندما كانت أمريكا بقيادة جورج بوش تسعى لشن حرب على أفغانستان والعراق بذريعة نشر الديمقراطية ومحاربة الإرهاب. في عام 2001م، أشار الاقتصادي جيم أونيل من مؤسسة جولدمان ساكس الاستثمارية في تقرير بعنوان «بناء بريكس اقتصادي أفضل» إلى الإمكانات الاقتصادية لكل من البرازيل، روسيا، الهند والصين. عقب ذلك، في الدورة 61 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2006م، بدأ وزراء خارجية هذه الدول الأربعة محادثات تمهيدية. تلت ذلك أربعة اجتماعات دبلوماسية في يكاترينبورغ، ساو باولو، اليابان ولندن لتعزيز تأسيس المجموعة. انعقد الاجتماع الأول لمجموعة بريكس في 16 يونيو 2009م في يكاترينبورغ بروسيا بحضور لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ديمتري ميدفيديف، مانموهان سينغ وهو جينتاو كممثلين عن الدول الأعضاء. ركز الاجتماع على سبل تحسين الوضع الاقتصادي وإصلاح النظام المالي العالمي، وكذلك تعزيز العلاقات النقدية والتجارية بين الأعضاء وأداء دور فاعل في الاقتصاد العالمي. من المثير أن فكرة تأسيس بريكس التي تهدف لمواجهة اقتصاد الغرب، أي أمريكا وأوروبا، أطلقتها شركة خدمات مالية وبنوك أمريكية[١].
أهداف بريكس
- إصلاح النظام المالي العالمي: من أهم أهداف بريكس إحداث تغييرات جوهرية في هيكل النظام المالي الدولي. ترى المجموعة أن مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تخضع لهيمنة الدول الغربية بشكل مفرط وتحتاج إلى إصلاحات جذرية. تسعى بريكس إلى زيادة دور وتمثيل الدول النامية في هذه المؤسسات.
- تعزيز التعاون الاقتصادي: تعمل بريكس على تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين أعضائها، بما في ذلك زيادة حجم التجارة الداخلية، تسهيل الاستثمارات المتبادلة، والتعاون في مجالات اقتصادية متعددة. إنشاء بنك التنمية الجديد عام 2014م لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء والاقتصادات الناشئة الأخرى مثال على ذلك.
- تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي: تهدف بريكس إلى تقليل هيمنة الدولار الأمريكي في المعاملات الدولية، وتشجع على استخدام العملات الوطنية في التجارة بين الأعضاء، وحتى طرحت فكرة إنشاء عملة مشتركة. الهدف هو تقليل التعرض لتقلبات الدولار والعقوبات الأمريكية.
- زيادة النفوذ السياسي: تسعى بريكس إلى تعزيز مكانتها السياسية على الساحة الدولية، والمشاركة الفاعلة في القضايا العالمية مثل التغير المناخي، الأمن الدولي والتنمية المستدامة. كما تهدف إلى إقامة نظام دولي متعدد الأقطاب يتيح للدول الناشئة دورًا أكبر.
- التعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية: تؤكد بريكس على أهمية التعاون في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، من خلال تبادل المعرفة والخبرات والمشاريع البحثية المشتركة، لتعزيز القدرات العلمية وتقليل الاعتماد على الدول المتقدمة الغربية.
- مواجهة التحديات العالمية: تعمل بريكس على تبني نهج منسق لمواجهة تحديات مثل الإرهاب، التغير المناخي، الأمن الغذائي والصحة العالمية، مؤمنة بأن التعاون بين الدول النامية يعزز الحلول الفعالة.
- توسيع العضوية: في السنوات الأخيرة، سعت بريكس لتوسيع عضويتها، وفي اجتماع 2023م قررت قبول عضوية إيران، مصر، إثيوبيا والإمارات العربية المتحدة لتعزيز النفوذ والقوة الدولية للمجموعة.
أعضاء بريكس
حالياً، الأعضاء الرئيسيون هم: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا، مع توجه لتوسيع العضوية. في قمة بريكس في أغسطس 2023م بجوهانسبرغ، تقرر انضمام ست دول جديدة، وهي:
- إيران؛
- مصر؛
- إثيوبيا؛
- الإمارات العربية المتحدة؛
- المملكة العربية السعودية؛
- الأرجنتين.
بدأت العضوية الرسمية لهذه الدول في 1 يناير 2024م، باستثناء الأرجنتين التي تراجعت عن الانضمام بعد تغيير حكومتها. كما لم تنضم السعودية في البداية وأعلنت أنها تدرس الأمر، لكن حكومة جنوب أفريقيا أكدت لاحقاً وضع عضوية السعودية. مع انضمام هذه الدول، تغطي بريكس الآن 30% من مساحة الأرض و45% من سكان العالم، وتمثل مجتمعة 31.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، متجاوزة بذلك حصة مجموعة السبع. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت أكثر من 40 دولة أخرى رغبتها في الانضمام، من بينها:
انضمام إيران إلى بريكس
بدأت جهود إيران للانضمام إلى بريكس منذ سنوات. في 2017م، حصلت إيران على إمكانية المشاركة في آليات بريكس ضمن إطار «بريكس بلس». وفي ذات العام، بدأت المفاوضات لمشاركة إيران في بنك التنمية الجديد. في عهد الرئيس رئيسي، تصاعدت الجهود للانضمام، حيث أكد في إطار سياسته الخارجية على أهمية تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية، التعددية، والحضور الفاعل في المنظمات الاقتصادية الإقليمية والتعاون الجنوب-جنوب. وأخيراً، في قمة بريكس أغسطس 2023م، تقرر انضمام إيران رسمياً ابتداءً من 1 يناير 2024م.
النتائج والفرص الناجمة عن عضوية إيران في بريكس
- زيادة القوة السياسية والاقتصادية: يمكن لعضوية بريكس أن تعزز قوة إيران السياسية والاقتصادية، إذ تمثل المجموعة نحو 26% من مساحة الأرض، 42% من سكان العالم، وحصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
- الوصول إلى الموارد المالية: تأمل إيران في الحصول على موارد مالية جديدة عبر بنك التنمية الجديد، الذي يمكنه منح قروض تتراوح بين 8 إلى 10 مليارات دولار (30% منها بالريال الإيراني) لمشاريع البنية التحتية.
- تخفيف آثار العقوبات: قد تساعد عضوية بريكس إيران على التخفيف من تأثير العقوبات الدولية، عبر التعاون مع الدول الأعضاء وفتح قنوات جديدة لتجاوز العقوبات.
- تطوير العلاقات التجارية: يمكن لإيران توسيع علاقاتها التجارية مع اقتصادات كبرى مثل الصين، الهند وروسيا، مما يدعم زيادة صادراتها وجذب الاستثمارات الأجنبية.
- المشاركة في مشاريع البنية التحتية: يمكن لإيران أن تلعب دوراً مهماً في مشاريع كبرى مثل ممر النقل الدولي شمال-جنوب (INSTC)، الذي يولد إيرادات نقل سنوية تقدر بـ20 مليار دولار.
- تقليل الاعتماد على الدولار: ستساهم آليات بريكس المالية في تقليل اعتماد إيران على الدولار الأمريكي[٢].
التحدي أمام أمريكا وأوروبا
على الرغم من كون أعضاء بريكس دولاً صناعية ناشئة، إلا أنهم تمكنوا خلال السنوات الأخيرة من فرض حضورهم أمام أمريكا والدول الأوروبية. لم تقتصر تعاوناتهم على المجال الاقتصادي فقط، بل يسعون الآن إلى دور أكثر فاعلية في السياسة العالمية. روسيا والصين عضوان دائمون في مجلس الأمن، في حين أن الأعضاء الثلاثة الآخرون مرشحون للعضوية. طالبت دول بريكس في اجتماعاتها بزيادة نفوذ أعضائها في مجلس الأمن الدولي، مما يعكس رغبتهم في لعب دور أكبر في الشؤون الدولية. كما شهدت حصة بريكس من الاقتصاد العالمي زيادة سريعة ومتوقعة استمرارها، إلى جانب تزايد ثقلهم الدبلوماسي، ما يجعل المجموعة تشكل قوة استراتيجية في المستقبل.
بريكس والدول النامية
التغيرات السريعة في المعادلات السياسية والاقتصادية والعسكرية على المستويين الإقليمي والدولي دفعت الدول نحو مزيد من التعاون والتفاعل. ويُعد تشكيل مجموعة بريكس من أبرز تجليات هذا الاتجاه. لا شك أن تفاعل الدول النامية مع هذه القوة السياسية والاقتصادية الجديدة يمكن أن يساهم في نموها وتطورها. وفي هذا السياق، تحاول الدول التي تسعى للتقدم أو التي لم تتمكن من الانضمام إلى الأندية الصناعية والاقتصادية العالمية، سد احتياجاتها الاقتصادية عبر الانضمام إلى هذه المنظمة.
في هذا الإطار، يمكن للعالم العربي، الذي يضم دولاً فقيرة أو نامية، أن يستفيد اقتصادياً من التفاعل مع هذا الكتلة الاقتصادية الجديدة، شرط ضبط سياساته الاقتصادية والسياسية. ومع ذلك، فإن المواقف السياسية لكل دولة تجاه القضايا الإقليمية والدولية قد تؤثر على قرار الانضمام أو عدمه. وهذا الأمر قد يشجع بعض الدول النامية على الاقتراب من بريكس، لكنه قد يبعد أخرى. على سبيل المثال، مواقف المملكة العربية السعودية تجاه تطورات سوريا وغيرها من أحداث العالم العربي تتعارض مع سياسات الصين وروسيا، مما قد يخلق توتراً في قرارات المجموعة تجاه علاقاتها مع هذه الدول.
انظر أيضاً
ملاحظات
مجموعة السبع (G7)، اختصار (The Group of Seven)، منظمة بين حكومية تضم سبع دول صناعية أوروبية وآسيوية: كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي (عضو مراقب)، وتنظم حول قيم مشتركة مثل التعددية، الديمقراطية الليبرالية، والحكم التمثيلي. منذ 2020م، تمثل هذه الدول اقتصاديات متقدمة كبيرة في صندوق النقد الدولي، وتمتلك أكثر من نصف الأصول الصافية العالمية (أكثر من 200 تريليون دولار)، وتحقق بين 30 إلى 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتمثل 10% من سكان العالم (770 مليون نسمة).
الهوامش
المصادر
- مجموعة بريكس، موقع تابناك، تاريخ النشر: غير محدد، تاريخ الاطلاع: 31 سبتمبر 1404 هـ ش.
- ما هو بريكس؟ من هم أعضاء بريكس وأهداف المجموعة، موقع إيران بروكر، تاريخ النشر: غير محدد، تاريخ الاطلاع: 31 سبتمبر 1404 هـ ش.


