الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشام»
| سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
كانت منطقة الشام قبل أن تخضع لسيطرة [[المسلم|المسلمين]] تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية. وقبل الإسلام، هاجرت قبائل عربية كبيرة من [[شبه الجزيرة العربية]] إلى هذه الديار، وأهمها: قضاعة، وجذام، ولخم، وكلب، وتَنوخ، وسليح، وبَهْراء. وقد اعتنق معظمها دين النصرانية وتبنَّى عادات الرومان وتقاليدهم بسبب العيش الطويل بجوارهم. | كانت منطقة الشام قبل أن تخضع لسيطرة [[المسلم|المسلمين]] تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية. وقبل الإسلام، هاجرت قبائل عربية كبيرة من [[شبه الجزيرة العربية]] إلى هذه الديار، وأهمها: قضاعة، وجذام، ولخم، وكلب، وتَنوخ، وسليح، وبَهْراء. وقد اعتنق معظمها دين النصرانية وتبنَّى عادات الرومان وتقاليدهم بسبب العيش الطويل بجوارهم. | ||
بعد [[بعثة]] [[محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء)|نبي الإسلام (صلّى الله عليه وآله)]]، وقعت حربان ضد الروم في منطقة الشام هما: [[غزوة مؤتة|سرية مؤتة]] و[[غزوة تبوك]]. بعد وفاة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، فُتحت الشام في السنة الرابعة عشرة للهجرة في عهد خلافة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]]، واستُولي على باقي المناطق تدريجياً في عهد خلافة عمر. | بعد [[البعثة النبوية|بعثة]] [[محمد بن عبدالله (خاتم الأنبياء)|نبي الإسلام (صلّى الله عليه وآله)]]، وقعت حربان ضد الروم في منطقة الشام هما: [[غزوة مؤتة|سرية مؤتة]] و[[غزوة تبوك]]. بعد وفاة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، فُتحت الشام في السنة الرابعة عشرة للهجرة في عهد خلافة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]]، واستُولي على باقي المناطق تدريجياً في عهد خلافة عمر. | ||
بعد فتح الشام، أُسند حكمها إلى [[معاوية بن أبي سفيان]]. فظلَّ والياً عليها من قبل الخلفاء الثلاثة حتى سنة 35 هـ، عندما بدأت خلافة [[علي بن أبي طالب|الإمام علي (عليه السلام)]], فعُزل عن حكم الشام لكنه لم يخضع، مما أدى إلى [[وقعة صفين|معركة صفين]]. | بعد فتح الشام، أُسند حكمها إلى [[معاوية بن أبي سفيان]]. فظلَّ والياً عليها من قبل الخلفاء الثلاثة حتى سنة 35 هـ، عندما بدأت خلافة [[علي بن أبي طالب|الإمام علي (عليه السلام)]], فعُزل عن حكم الشام لكنه لم يخضع، مما أدى إلى [[وقعة صفين|معركة صفين]]. | ||
مراجعة ١٦:١٧، ٢١ أكتوبر ٢٠٢٥

الشَّام لفظٌ تاریخیٌّ جغرافيٌّ يُطلَقُ على منطقةٍ واسعةٍ من الشرق الأوسط، تقع جنوبَ سلسلة جبال طوروس، وشمالَ صحراء العرب، وغربَ بلاد الرافدين (بین النهرین)، وتجاورُ الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
تضمُّ هذه المنطقة الأراضي التي قامت عليها الدول الحالية: سوريا، والأردن، لبنان، فلسطين، وإسرائيل. كما يُعدُّ أحياناً بعضُ مناطق غرب العراق جزءاً من بلاد الشام.
تُشكِّلُ الشام بدورها جزءاً من الشرق الأدنى، والمصطلحُ المستخدمُ للشام في اللغات الأوروبية هو "Levant" وهي كلمة فرنسية تعني "الطالِع" (أي جهة شروق الشمس). وقد اُستُخدم في لغات الشرق الأوسط للإشارة إلى "Levant" عبارة "الشرق الطالِع" أيضاً.
من المدن المهمة في منطقة الشام يمكن ذكر: دمشق، وأنطاكية، وحلب. انضمَّت هذه البلاد إلى أراضي الدولة الإسلامية في عهد أبي بكر، وبعد عهد الخلفاء الراشدين، وحتى زمن العباسيين، عندما كان الأمويون هم حُكَّام بلاد الإسلام، كان مركز الخلافة الإسلامية يقع في هذه المنطقة.
تسمية الشام
سُمِّيت الشام من جهتين:
- أولاً: لأنَّ الشام تعني الشمال، وسَبَبُ هذه التسمية وقوعُها في جهة شمال القبلة، كما أنَّ اليَمَن تعني اليَمين، وقد سُمِّيت بذلك لأنها تقع في جهة يمين القبلة.
- والسبب الآخر الذي قيل في تسمية الشام: أنَّ سام بن نوح كان يحكم تلك الأرض، فلمَّا حوِّرت إلى العربية صارت "شاماً".[١]
تاريخ بلاد الشام
كانت منطقة الشام قبل أن تخضع لسيطرة المسلمين تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية. وقبل الإسلام، هاجرت قبائل عربية كبيرة من شبه الجزيرة العربية إلى هذه الديار، وأهمها: قضاعة، وجذام، ولخم، وكلب، وتَنوخ، وسليح، وبَهْراء. وقد اعتنق معظمها دين النصرانية وتبنَّى عادات الرومان وتقاليدهم بسبب العيش الطويل بجوارهم.
بعد بعثة نبي الإسلام (صلّى الله عليه وآله)، وقعت حربان ضد الروم في منطقة الشام هما: سرية مؤتة وغزوة تبوك. بعد وفاة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، فُتحت الشام في السنة الرابعة عشرة للهجرة في عهد خلافة أبي بكر، واستُولي على باقي المناطق تدريجياً في عهد خلافة عمر.
بعد فتح الشام، أُسند حكمها إلى معاوية بن أبي سفيان. فظلَّ والياً عليها من قبل الخلفاء الثلاثة حتى سنة 35 هـ، عندما بدأت خلافة الإمام علي (عليه السلام), فعُزل عن حكم الشام لكنه لم يخضع، مما أدى إلى معركة صفين.
بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام)، وصل معاوية إلى الحكم بالمكر، وجعل من الشام مركز حكم الأمويين، وبقيت عاصمةً حتى سنة 127 هـ.
بعد ذلك، حكمها العباسيون، والحمدانيون، والفاطميون في مصر، والسلاجقة، والعثمانيون، حتى تمزقت هذه الأرض في القرون الأخيرة بسيطرة الغربيين، خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، فقُسِّمت إلى عدة دول عربية.[٢].
الشام أرض الأنبياء
كانت الشام في الماضي تُطلَق على منطقة أوسع نسبياً، فتشمل فلسطين، والأردن، ولبنان، وسوريا الحالية. بلاد الشام هي مهد الأنبياء ومكان ظهور المبعوثين السماويين والأديان التوحيدية، ولذلك فهي دائماً أرض مقدسة وذات ذكريات لجميع الموحدين وأتباع الديانات السماوية. الشام هي الأرض التي يقع فيها المسجد الأقصى، والتي عرج منها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى السماوات.
مدينة "بصرى" في بلاد الشام استقبلت النبي في صغره. ووصلت رسالة محمد (صلّى الله عليه وآله) إلى إمبراطور الروم في فلسطين. وفي الشام العديد من مشاهد الأنبياء والأماكن المقدسة، مثل مشهد الخليل (إبراهيم) ومهاجره، ومدينة أيوب وبئره، ومحراب داود وحضرته، وعجائب سليمان ومدينته، وقبر إسحاق وأمه، وبيت لحم مولد المسيح عيسى ومهده، وقرية طالوت ونهره، ومقتل جالوت وقريته، وطور سيناء، وقبة الصخرة، وصخرة موسى وهضبة عيسى، والوادي المقدس. كل هذه المواقع تقع في بلاد الشام وهي محل تقديس واحترام من المسلمين وأهل الكتاب.
الشام بعد الإسلام
تعود جذور العلاقات الخاصة لهذه الأرض مع تاريخ الإسلام إلى السنوات التي سبقت فتح دمشق. فقد سافر النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في صباه وشبابه مع عمه أبو طالب إلى تلك الأرض، لكنه لم يبلغ وجهته بعد أن حدث ل أبي طالب حادث اضطره إلى قطع رحلته والعودة إلى مكة. كان ذلك الحادث هو نبأٌ أعطاه "بحيرى" الراهب النصراني ل أبي طالب عن نبوة محمد ذي الاثني عشر عاماً، وحذَّره من خطر أن يلحق اليهود بالأذى بنبي آخر الزمان.[٣].
الموقع والحدود
في الماضي، كانت سوريا الحالية تشكل الجزء الأكبر من بلاد الشام، وكانت هذه البلاد تشمل دول: سوريا، لبنان، فلسطين، والأردن الحالية. الشأْم و الشَأم و الشآم. هو الاسم الذي وضعه الجغرافيون العرب على هذه المنطقة. منطقة يحدها من الغرب البحر الرومي (البحر الأبيض المتوسط حالياً)، ومن الشرق صحراء تمتد من منطقة أيلة إلى الفرات، ومن ناحية أخرى من الفرات إلى حدود الروم. وهكذا تقع أراضي الروم في شمالها، وحدود جمهورية مصر العربية وصحراء بني إسرائيل في جنوبها، وآخر حدودها من جهة مصر رفحَ، ومن جهة الروم الثغور.[٤].
مناطق مهمة في الشام
في بلاد الشام قبل الإسلام، كانت هناك مناطق مهمة. بعض هذه المناطق حافظت على أهميتها في العصور الإسلامية اللاحقة، والبعض الآخر لم يعد له نفس الأهمية. المناطق المهمة في بلاد الشام قبل الإسلام هي:
دمشق
تُعدُّ دمشق من أقدم المدن المأهولة في العالم، ومن أهم عواصم الحضارة القديمة، ويعود تاريخها إلى حوالي خمسة آلاف عام، وتأتي من حيث القِدم بعد "أريحا" (في القدس). سكنت فيها أمم وشعوب كثيرة مثل: اللوديين، والآراميين، والفينيقيين، والحثيين، والعبرانيين، والآشوريين، والبابليين، والميديين (الماديين الإيرانيين)، والإغريق، والرومان، والعرب، وقوميات أخرى مثل الأتراك، والأكراد، وغيرهم. أصبحت هذه المدينة عاصمة للحكم في العصر الأموي بعد الإسلام.
الجولان
الجولان منطقة تقع في أقصى غرب وشمال غرب محافظة حوران، وتتبع حسب التقسيمات الإدارية السورية الحالية لمحافظة القنيطرة. كانت الجولان من المناطق المشهورة والقديمة في الشام، وكانت تسمى في القديم "تراقونيت". امتدت هذه المنطقة في الماضي من سفوح جبل الشيخ إلى وادي اليرموك، وكانت مدينة القنيطرة الحالية إحدى مدنها. في الوقت الحاضر، يُطلَق اسم الجولان على التلال التي احتلتها إسرائيل في هذه المنطقة.
حلب
حلب إحدى أشهر مناطق الشام، وكانت ذات حضارة منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. شهدت هذه المدينة عبر التاريخ سكنى أقوام الحثيين، والآشوريين، والمصريين، والإغريق، والرومان. في القرون الإسلامية، اشتهرت المدينة باسم "حلب الشهباء"، ولا يزال هذا الاسم يُستخدَم أحياناً في الأبحاث الحديثة. فُتحت حلب صلحاً في السنة السابعة عشرة للهجرة على يد أبي عبيدة بن الجراح وبقيادة عياض بن غنم الفهري.[٥].
سبايا كربلاء في الشام
يعتقد معظم المؤرخين أن أهل البيت (عليهم السلام) دخلوا الشام في اليوم الأول من شهر صفر، لكن الشهيد مطهري (رحمه الله) يرى أن تاريخ وصول السبايا إلى دمشق هو اليوم الثاني من شهر صفر.[٦].
أمر يزيد بإغلاق الأبواب في وجه السبايا وتزيين المدينة لمدة ثلاثة أيام.[٧]. بهذه الصفة، عند دخول السبايا إلى الشام، أدخلوهم من أكثر أبواب المدينة ازدحاماً، وهو الباب المعروف بباب الساعات.[٨]؛ أُعلن الفرح العام في المدينة، وارتدى الناس ملابس جديدة، وارتفعت أصوات الهتاف والفرح. كانت النساء يضربن الدفوف، والسبايا يمرون وسط الزحام.
كان القوَّادون يقدمون الرؤوس أمام المحامل ليحرقوا قلوب أهل البيت (عليهم السلام). تتقدم جميعها رأس علمدار كربلاء (العباس بن علي)، وبناءً على بعض الروايات، أدخلوا الرأس المقدس للإمام الحسين (عليه السلام) خلف المحامل حتى يخطئ الناس ولا يعرف أحدٌ محبي أهل البيت (عليهم السلام) ولا يفسد فرح الناس. بدأت الإهانات؛ رمت عجوز حجراً على الرأس المقطوع للحسين، والناس الذين كانوا سكارى باللهو والمجون قلَّدوها.
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): "في الشام ألحقوا بنا سبع مصائب لم يسبق لها مثيل من بداية الأسر إلى نهايته؛ مررنا بالقوادين بالناي والسوط بين جموع المغنين. كان الرماحون يلعبون بالرؤوس ويديرون رماحهم في الهواء. أحياناً كانت الرؤوس تسقط من فوق الرماح إلى الأرض وتحت أقدام الناس والدواب. كانت نساء الشام يرمين النار والرماد الساخن على رؤوسنا من فوق الأسطح، حتى سقطت قطعة منه على عمامتي، ولما كانت يداي مقيدتين بسلاسل إلى عنقي، احترقت عمامتي ووصلت النار إلى رأسي. من شروق الشمس إلى غروبها كانوا يطوفون بنا في الأزقة ويقولون: "اقتلوا هؤلاء الكفار!" كنا موثوقين معاً بحبل واحد، وكانوا يمرروننا من ممرات بيوت اليهود والنصارى ويقولون لهم: هؤلاء قتلة آبائكم وأبنائكم، خذوا بثأركم! فجميعهم في تلك اللحظة رموا علينا بالحجارة والعصي.
علاوة على ذلك، أخذونا إلى سوق النخاسة وعرضونا للبيع. كما أودعونا في خرابة لا راحة لنا فيها نهاراً من الحر ولا ليلاً من البرد.[٩]."
قال الإمام الرضا (عليه السلام) موضحاً سلوك يزيد مع سبايا كربلاء الأبية في مجلسه: "لما أُتي برأس الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى الشام، أمر يزيد ببساط طعام. فبدأ هو وأصحابه بالأكل وشرب الخمر. ثم أمر بوضع الرأس المقدس للإمام في طست من ذهب وإحضاره. ووضع رأس الإمام تحت السرير الذي كان جالساً عليه. واستمر في شرب الخمر. بعد فترة أمر بإحضار الشطرنج. ثم شرع في اللعب بالشطرنج وسخر من الإمام الحسين (عليه السلام) وأبيه وجده رسول الله، وكان كلما غلب خصمه في اللعبة يشرب كأساً من الخمر ويلقي ببقيتها في الطست. فعلى شيعتنا أن يجتنبوا الخمر والشطرنج (القمار)، وإذا رأوا الخمر والشطرنج تذكروا مصائب الإمام الحسين (عليه السلام) ولعنوا أعداءه؛ يزيد وآل زياد، حتى يغفر الله تعالى ذنوبهم ولو كانت بعدد نجوم السماء.[١٠]."
من دُفن في الشام
السيدة زينب (سلام الله عليها)
يُعدُّ مرقد السيدة زينب بنت الإمام علي (عليه السلام) في بلدة "السيدة زينب" جنوب دمشق، من أهم المزارات للشيعة في منطقة دمشق وفي سوريا كلها، وهو محل اهتمام الشيعة من جميع أنحاء العالم. توفيت السيدة زينب (سلام الله عليها) حسب القول المشهور في 15 شهر رجب سنة 62 هـ عن عمر 56 سنة في الشام. السيدة البطلة التي حملت عبء إيصال رسالة نهضة الحسين بعد استشهاده، وكانت الراية لهذه الثورة. دُفن جسدها الطاهر جنوب دمشق.
هناك أقوال أخرى حول ظروف وفاتها ومدفن السيدة زينب (سلام الله عليها).
وكتب بعضهم أن السيدة زينب (سلام الله عليها) عادت إلى المدينة المنورة بعد حادثة كربلاء، وبعد دخولها المدينة ظلت في حداد وبكاء حتى توفيت بعد عام ونصف في المدينة نفسها (مقبرة البقيع) ودُفنت هناك. وبناءً على هذا القول، لا أثر لقبرها الآن. وبحسب روايات أخرى، كانت السيدة بعد عودتها إلى المدينة تتحدث في المجالس والمحافل وتكشف عن مظالم وجرائم الأمويين. فكتب والي المدينة الخبر إلى يزيد، فأمره أن يخير زينب أن تذهب إلى أي مدينة تريدها (غير مكة والمدينة). فذهبت السيدة زينب إلى الشام وأقامت هناك، وتوفيت بعد فترة هناك. (القول المشهور) وفي رواية أخرى، أن السيدة زينب (سلام الله عليها) اضطرت لمغادرة المدينة due to كشفها جرائم بني أمية. لذلك اختارت مصر وأقامت هناك فترة وتوفيت هناك. يوجد حالياً للسيدة زينب في مدينة القاهرة مرقد فخم ورائع، لكن قيل أن هذا القبر يعود لزينب بنت يحيى بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد حصل لبس بسبب تشابه الاسم مع السيدة زينب (سلام الله عليها) عقيلة بني هاشم.
السيدة رقية (سلام الله عليها)
من المزارات المهمة الأخرى للشيعة في قلب دمشق، ويحظى بنفس اهتمام وأهمية مرقد السيدة زينب (سلام الله عليها). مرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) في دمشق. من المعروف أن إحدى بنات الإمام الحسين بن علي كانت حاضرة في كربلاء في الطفولة. واستشهدت مظلومة في اليوم الخامس من شهر صفر سنة 61 هـ.
ولدت تلك السيدة في المدينة، وفي عمر ثلاث سنوات أو أكثر جاءت مع والدها إلى كربلاء في شهر محرم سنة 61 هـ. وقبل يوم عاشوراء، كان أبو عبد الله (عليه السلام) يطمئن عليها ويداعبها مراراً، حتى أن الإمام أوصى لأخته السيدة زينب (سلام الله عليها) بها. بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) وأصحابه في صحراء كربلاء، أُسِرت السيدة رقية (سلام الله عليها) مع عمتها الكبرى والأسرى إلى الكوفة والشام، وعانت مشاقاً كثيرة في طريق الأربعين محطةً إلى مدينة الشام. في الشام، بعد أن رأت الرأس النوراني لوالدها مع جبهة مشقوقة في الخرابة، أخذت تنوح وتبكي حتى انتقلت إلى الملأ الأعلى، ودفن جسدها الشريف ليلاً في دمشق. من أقدم المصادر التي ذكرت اسمها بلفظ (رقية) هي قصيدة سيف بن عميرة النخعي الكوفي من أصحاب الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) والإمام موسى الكاظم (عليه السلام). الأدلة والشواهد على وجودها الشريف واستقرار قبرها في مكان المرقد الحالي، مع المعجزات والكرامات منها كثيرة.
السيدة سكينة (سلام الله عليها)
في السنوات الأخيرة، تطور مزار آخر وهو مرقد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة داريا جنوب دمشق، وتحول إلى مزار مهم؛ لكنه لم يكن مشهوراً much قبل ثلاثة عقود. الجدير بالذكر أن الأقوال حول مدفنها مختلفة، وسنشير إليها بإيجاز في هذا التقرير. سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) من بنات الإمام الحسين (عليه السلام) من السيدة رباب بنت إمرئ القيس. كان اسمها آمنة، وقيل أمينة، وقيل آخر أميمة، لكن أمها لقبتها سكينة due to السكينة والوقار التي كانت تتحلى بهما. كانت سكينة مع أمها رباب حاضرة في واقعة كربلاء، وبعد عاشوراء، أُسرت مع أهل بيت الإمام الحسين (عليهم السلام) وباقي النساء، وسيقت مع قافلة الأسرى إلى الكوفة والشام. كما ذُكر، هناك خلاف في ظروف وفاتها ومكانها. فبحسب many المصادر والمراجع، توفيت في الخامس من شهر ربيع الأول سنة 117 هـ في زمن إمارة خالد بن عبد الله بن الحارث، وقيل خالد بن عبد الملك في المدينة. وبناءً على روايات أهل السنة، صلى عليها خالد بن عبد الله ودفنت في مقبرة البقيع. وقال بعضهم: عندما تزوجت سكينة من الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان، انتقلت من المدينة إلى مصر وتوفيت في دمشق، hence هناك قبر في مقبرة باب الصغير في دمشق منسوب لها. وقال آخرون: إنها بعد زواجها منه ذهبت إلى جمهورية مصر العربية ودُفنت هناك. ويوجد حالياً ضريح في مدينة القاهرة منسوب لسكينة بنت الحسين.
مقبرة باب الصغير في دمشق
مقبرة باب الصغير، التي يعود تاريخها إلى السنوات الأولى لدخول الإسلام إلى بلاد الشام، هي إحدى المقابر المهمة جداً والتاريخية في دمشق، ومدفن لبعض أبناء أئمة الشيعة وصحابة النبي. hence فهي أحد الأماكن المهمة لزيارة الشيعة. تقع هذه المقبرة بالقرب من باب الصغير، وهو أحد الأبواب الرئيسية لمدينة دمشق القديمة، ومنه جاءت تسميتها. الأضرحة المنتسبة لأبناء (أبناء الأئمة) وأصحاب أئمة الشيعة في باب الصغير: أم كلثوم بنت علي (عليه السلام): أم كلثوم الكبرى بنت علي بن أبي طالب، الابنة الرابعة للإمام علي (عليه السلام) والسيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بعد الإمام الحسن (عليه السلام)، والإمام الحسين (عليه السلام)، والسيدة زينب (سلام الله عليها). يعدها البعض من النساء الحاضرات في واقعة كربلاء، وقد وردت بعض خطبها وكلماتها في بعض المصادر. لكن الخلاف حول مدفنها: يقول البعض: ورد أن أم كلثوم أخت الإمام الحسين (عليه السلام) توفيت في الشام (سوريا). يكتب ابن بطوطة في رحلته: قرب مدينة الشام وعلى بعد فرسخ منها، يوجد قبر أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) من فاطمة. ضريح منسوب لفاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين (عليه السلام): فاطمة بنت الحسين (سلام الله عليها) ابنة الإمام الثالث للشيعة الحسين بن علي، وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله. هي ابنة الحسين التي أُسرت بعد الحادثة التي أسرت فيها عائلة الحسين من قبل جيش يزيد واقتيدوا إلى مركز خلافة يزيد وهو مدينة الشام. لكن يبدو أن هذا القبر يعود لفاطمة من أحفاد الحسين (عليه السلام)، لأن أسفل الكتابة الكوفية على جدار شاهد قبرها توجد جملة بعنوان: "مهدي هذا القبر فاطمة بنت أحمد بن الحسين الشهيد (عليه السلام)" وتاريخ 439 هـ. لكن في نظر العامة وخدم المكان، القبر لفاطمة بنت الحسين، بينما الكتابة عليه تشير إلى شيء آخر.
ضريح عبد الله بن جعفر الصادق
قبر عبد الله ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام), يقع أعلى قليلاً من قبر فاطمة الصغرى وعلى يسارها، وله قبة صغيرة خضراء اللون، ويُرى بداخله تابوت خشبي بحافظة معدنية؛ هنا قبر ابن الإمام السادس للشيعة.
قبر عبد الله بن السجاد
يقع قبر عبد الله بن زين العابدين - المعروف بعبد الله بن باهر - بجوار الجدار الشرقي لباب الصغير، وقد تم بناء جدار حول ضريحه الذي جُدِّد سنة 1330 هـ، مما جعله منفصلاً ومستقلاً عن المقبرة. مدفن الرؤوس المقطوعة لشهداء كربلاء في باب الصغير بالشام، وهي مقبرة كبيرة جداً، هناك ضريح مشهور باسم "مشهد رؤوس شهداء كربلاء" وقد ذُكرت أسماء many الشهداء المدفونين في ذلك الضريح. يكتب مؤلف "أعيان الشيعة": بعد سنة 1321 هـ، رأيت ضريحاً نُصِب فوقه حجر كُتب عليه: (هذا مدفن رأس عباس بن علي، ورأس علي بن الحسين الأكبر، ورأس حبيب بن مظاهر). وبعد عامين، هُدم البناء وجُدِّد، وأُزيل ذلك الحجر، ووضعوا ضريحاً داخل الضريح نقشوا عليه أسماء many شهداء كربلاء، ولا بُعد أن تكون هذه الرؤوس قد دُفنت هناك. لكن القول الصحيح، كما صرَّح به العلامة المجلسي (ره)، هو أن الإمام السجاد (عليه السلام) أحضر الرأس المطهر لسيد الشهداء وباقي الشهداء من الشام في يوم الأربعين من نفس العام (العشرين من شهر صفر سنة 61 هـ) وألحقه بأجسادهم الطاهرة.
قبور صحابة النبي الكريم
دُفن في الشام أفراد من صحابة ورفقاء النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) مثل بلال الحبشي، وعبد الله بن أم مكتوم، وأوس بن أوس، وغيرهم.
أراضي مثل الشام والعراق.. التي كانت مهداً للأنبياء والأئمة المعصومين، هي في الواقع مكان لظهور المبعوثين السماويين والأديان التوحيدية، hence فهي دائماً أرض مقدسة وذات ذكريات لجميع الموحدين وأتباع الديانات السماوية.[١١].
الشام الحالية؛ سوريا
اليوم، الشام هي نفس المكان الذي يحلم many الناس بزيارته. هي نفسها التي تضم مرقدي السيدة زينب والسيدة رقية (سلام الله عليهما), هي نفسها التي يحب الناس خرائبهاالمليئة بالألم والمعاناة ولكن أيضاً بالفخر.
دمشق هي إحدى المدن التي كانت دائماً ذات أهمية كبيرة للمؤرخين وعلماء الآثار في الدراسات والبحوث التاريخية. تُعدُّ مدينة دمشق، بتاريخها الذي يمتد لآلاف السنين، في نظر many الباحثين وعلماء الآثار أول عاصمة معروفة في العالم، hence ومن due to موقعها المتميز والبارز compared to المدن الأخرى، عيَّنتها جامعة الدول العربية كعاصمة للثقافة العربية لعام 2008 م.
من الآثار التاريخية في سوريا أو الشامات القديمة يمكن ذكر ما يلي:
1. جبل قاسيون في شمال شرق دمشق، والذي according to الروايات هو مكان استقرار سفينة نوح، وفي هذا الجبل هناك منطقة تسمى أصحاب الكهف. وفي سفح هذا الجبل أيضاً قبور many الأنبياء. 2. الجامع الأموي أيضاً كان معبداً وثنياً، وبعد فتح الشام من قبل المسلمين تحول جزء منه إلى مسجد، وفي هذا المسجد توجد المقامات والأضرحة التالية: ضريح النبي هود (عليه السلام)، مقام النبي الخضر (عليه السلام)، مكان نزول النبي عيسى (عليه السلام)، مكان دفن الرأس المبارك للنبي يحيى (عليه السلام)، مكان تعميد المسيحيين، مقام رأس الحسين (عليه السلام)، محراب الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ومقام النبي هابيل يقع أيضاً على بعد 40 كم من مدينة دمشق في جبال زبداني بالقرب من الحدود السورية اللبنانية.
حالياً، يقع الموقع الجغرافي لسوريا بين خطي عرض 32 و 37 درجة شمالاً، وخطي طول 35 و 42 درجة شرقاً. هذه الميزة جعلت لسوريا موقعاً استراتيجياً مهماً من الناحية التجارية والسياسية، وأصبحت نقطة اتصال لثلاث قارات مهمة: آسيا، أفريقيا، وأوروبا. هذا البلد هو نقطة اتصال المراكز الصناعية والتجارية في أوروبا ومراكز إنتاج النفط في منطقة الخليج العربي، وهو البلد الثامن والثمانين في العالم، ويشكل مسلمو هذا البلد 86% من سكانه.[١٢].
مقالات ذات صلة
الهوامش
- ↑ معجم البلدان، فرید عبدالعزیز الجندی، ج 3، ص 254.
- ↑ سوريا، کتابخانه طهور، بازیابی ۲ بهمن ۱۳۹۱.
- ↑ کمال الدین و تمام النعمة، شیخ صدوق، قم، دارالکتب الاسلامیه، 1395 ه. ق، ج1، ص183.
- ↑ اصطخري، المسالک و الممالک، ص ۵۵.
- ↑ یاقوت الحموی، معجم البلدان، ج ۲، ص ۱۸۸؛ المعجم الجغرافی للقطر العربی السوری، ج ۱، ص ۵۰۶.
- ↑ حماسه حسینی، مرتضی مطهری، ج 1، ص 177.
- ↑ فرسان الهیجاء، ذبیح الله محلاتی، ص 285.
- ↑ لواعج الأشجان، علامة سید محسن أمین عاملی، ص 220.
- ↑ تذکرة الشهدا، ص 412.
- ↑ عیون أخبار الرضا، شیخ صدوق، ج 2، ص 21؛ قمقام زخّار و صمصام بتّار، فرهاد میرزا، ص 568؛ منتهی الآمال، شیخ عباس قمی، ج 1، ص 790؛ فرسان الهیجاء، ص 289.
- ↑ من دفن في الشام؟ - رضوي www.razavi.news › report › من-....
- ↑ الشام خرابات من ألم وافتخار hawzah.net › Magazine › View › الشام....