بلال الحبشي

من ویکي‌وحدت

بلال الحبشي: كان من السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين من المؤمنين، وكان يُعذّب ليرجع عن دينه، وكان الذي يعذّبه أُميّة بن خلف، يُلقيه في الرمضاء على وجهه وظهره إذا حميت الشمس وقت الظهيرة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتُلقى على صدره، ويقول له: اكفر بربّ محمّد، فيقول بلال: أحدٌ أحد. هاجر إلى المدينة، وآخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين أبي رويحة الخثعمي، وقيل: آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث. وشهد بدراً وأُحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وهو أوّل من أذّن لـ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). علَّمه رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) الأذان.

بلال بن رَباح الحبشي (... ــ 21ق)

مولى أبي بكر، وأُمّه حَمامة، وفي كنيته أقوال: أبو عبد اللَّه، وأبو عبد الكريم، وأبو عمرو.[١]

إسلام بلال

كان من السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين من المؤمنين، وكان يُعذّب ليرجع عن دينه، وكان الذي يعذّبه أُميّة بن خلف، يُلقيه في الرمضاء على وجهه وظهره إذا حميت الشمس وقت الظهيرة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتُلقى على صدره، ويقول له: اكفر بربّ محمّد، فيقول بلال: أحدٌ أحد.
هاجر إلى المدينة، وآخى رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بينه وبين أبي رويحة الخثعمي، وقيل: آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث.
وشهد بدراً وأُحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وهو أوّل من أذّن لـ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). علَّمه رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) الاذان[٢]، فكان يؤذن له في السفر والحضر. ولم يؤذن لَاحد بعد رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم)، ثمّ خرج بعد وفاة النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) إلى الشام، فأقام بها.

أذان بلال

روي أنّ بلالًا رأى النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) في منامه وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي وجعل يبكي عنده، ويتمرّغ عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبّلهما ويضمّهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: اللَّه أكبر اللَّه أكبر، ارتجّت المدينة، فلما قال: أشهد أن لا إله إلَّا اللَّه، زادت رجّتها، فلما قال: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، خرج النساء من خدورهن، فما رئي أكثر باكياً ولا باكيةً من ذلك اليوم.

قصة إمارته في جيش أبي عبيدة

وجاء في تفسير المنار[٣] أنّ عمر كتب إلى أبي عبيدة، وهو في جيش خالد على الشام يولَّيه إمارة الجيش، ويعزل خالداً عنها، فكتم أبو عبيدة الامر، ولما أبطأ على عمر الجواب كتب إلى أبي عبيدة ثانية يأمره فيه بأن يقرأه على ملإ من المسلمين، وفيه الاذن بأن يعتقل خالد بعمامته ويحاسبه، فهابه أبو عبيدة، ولكنّه لما قرأ الكتاب، قام بلال الحبشي، وحلّ عمامة خالد واعتقله بها وحاسبه.
قال صاحب التفسير: فانظروا ما ذا فعل هدى الإسلام بهوَلاء الكرام، يقوم مولى من الفقراء إلى السيد القرشي العظيم والقائد الكبير، فيعقله بعمامته على أعين الملإ.

بلال صاحب الفتوی

عُدّ بلال من المقلَّين في الفتيا من الصحابة. ونقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب «الخلاف» فتوى واحدة، وهي: الأُضحية سنّة مؤكَّدة لمن قدر عليها وليست بواجبة، وبها قال من الصحابة: أبو بكر وبلال.

وفاته

توفّي بدمشق - سنة عشرين، وقيل: - احدى وعشرين، وقيل غير ذلك، وهو ابن بضع وستين سنة، ولا عقب له، ودفن عند الباب الصغير.

الهوامش

  1. الموطأ 325 برقم 1047، الأُم للشافعي 1- 32 و 223، الطبقات الكبرى 3- 232، التأريخ الكبير 2- 106، صحيح مسلم 3- 177، الجرح و التعديل 2- 395، مشاهير علماء الامصار 85 برقم 323، الثقات لابن حبان 3- 28، المعجم الكبير للطبراني 1- 336، المستدرك للحاكم 3- 282، حلية الاولياء 1- 147، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 103 برقم 116، رجال الطوسي 8، الخلاف للطوسي 3- 253، الإستيعاب 1- 145، صفة الصفوة 1- 434، معجم البلدان 3- 315، أُسد الغابة 1- 206، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 136، تهذيب الكمال 4- 288، سير أعلام النبلاء 1- 347، تاريخ الإسلام للذهبي (عهد الخلفاء (201، العبر للذهبي 1- 18، مرآة الجنان 1- 75، البداية و النهاية 7- 104، الجواهر المضيئة 2- 417، الاصابة 1- 169، تهذيب التهذيب 1- 502، تقريب التهذيب 1- 110، الدرجات الرفيعة 362، كنز العمال 13- 305، شذرات الذهب 1- 31، ذخائر المواريث 1- 114، أعيان الشيعة 3- 601، معجم رجال الحديث 3- 364 برقم 1887.
  2. من لا يحضره الفقيه للشيخ الصَّدُوق أبي جعفر محمد بن علي (ت 381): الجزء 1، باب الاذان و الإقامة، الحديث 872.
  3. تفسير المنار: 4- 37 مختصراً.