الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التقية»
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
Wikivahdat (نقاش | مساهمات) ط (استبدال النص - '=المصادر=↵{{الهوامش|2}}' ب'== الهوامش == {{الهوامش}}') |
||
سطر ٧٣: | سطر ٧٣: | ||
<br>وهكذا يتضح لنا من خلال التعريف بمفهوم التقية أنه تشريع إسلامي شرع في عهد الدعوة، وفيه نص من [[الکتاب]] و [[السنة]]، وله دواعيه وموجبات العمل به في مسيرة الحياة البشرية مما دعا أئمة [[أهل البيت]] وحركتهم التغييرية إلى العمل بهذا المبدأ لمواجهة السياسة الظالمة والانحراف عن منهج القرآن وقيمه، وليس هو من مبتكرات [[الشيعة|الفكر الشيعي]] ولا من مختصاته كما يتصور البعض من الناس. | <br>وهكذا يتضح لنا من خلال التعريف بمفهوم التقية أنه تشريع إسلامي شرع في عهد الدعوة، وفيه نص من [[الکتاب]] و [[السنة]]، وله دواعيه وموجبات العمل به في مسيرة الحياة البشرية مما دعا أئمة [[أهل البيت]] وحركتهم التغييرية إلى العمل بهذا المبدأ لمواجهة السياسة الظالمة والانحراف عن منهج القرآن وقيمه، وليس هو من مبتكرات [[الشيعة|الفكر الشيعي]] ولا من مختصاته كما يتصور البعض من الناس. | ||
= | == الهوامش == | ||
{{الهوامش | {{الهوامش}} | ||
[[تصنيف: المفاهيم والمصطلحات]] | [[تصنيف: المفاهيم والمصطلحات]] | ||
[[تصنيف: المصطلحات الفقهية]] | [[تصنيف: المصطلحات الفقهية]] | ||
[[تصنيف: المفاهيم الإعتقادية]] | [[تصنيف: المفاهيم الإعتقادية]] |
مراجعة ١٨:٢١، ٥ أبريل ٢٠٢٣
التقية: هذه دراسة تعريفية في مفهوم التقية في الفكر الإسلامي لإزالة الغموض الذي اكتنف هذه المفردة الفكرية، وتوضيح الرؤية والفهم العملي في مدرسة أئمة أهل البيت لمفهوم التقية، وقطع الطريق على من يتربصون بوحدة المسلمين الدوائر ويكرسون جهدهم في إثارة الشبهات، وتفريق الصف.
آيات القرآن حول التقية
إن من المفاهيم العقيدية التي اتفق المسلمون جميعا على ورودها في القرآن الكريم والسنة المطهرة هو مفهوم التقية، كما يتبين لنا ذلك من قول تعالى: ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) وقوله ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وقوله: ( يكتم إيمانه ). وإليك بعض النصوص القرآنية:
الآية الاولی:«لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير».[١]
الآية الثانية:«وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه...».[٢]
الآية الثالثة:«من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم».[٣]
التقية في اللغة
الوقاية: حفظ الشئ مما يؤذيه ويضره، يقال وقيت الشئ أقيه وقاية ووقاء.[٤] ووقى الشئ وقيا ووقاية وواقية: صانه عن الأذى وحماه... والتقية الخشية والخوف. والتقية عند بعض الفرق الإسلامية: إخفاء الحق ومصانعة الناس في غير دولتهم تحرزا من التلف.[٥]
تقاة: أصله وقاة، فأبدلت الواو المضمومة تاء استثقالا لها، لأنهم يفرون منها إلى الهمزة تارة، وإلى التاء تارة أخرى... ووزن تقاة فعلة، مثل تؤدة، وتخمة ونكأة وهي مصدر اتقى تقاة، وتقية، وتقوى، واتقاء[٦] وهكذا يتضح لنا معنى التقية في اللغة: وهو حفظ الشئ ووقايته من الضرر.
التقية في الاصطلاح
إن مصطلح التقية، هو مصطلح إسلامي قد نطق به الوحي لفظا ومعنى، مقترنا بتحدثه مفسرة. قال تعالى:
«لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير».[٧]
عند تفسير الشيخ الطوسي لهذه الآية قال: روى الحسن أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال لأحدهما أتشهد أن محمد رسول الله ؟ قال: نعم، قال: أفتشهد أني رسول الله ؟ قال: نعم، ثم دعا بالآخر فقال له: أفتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال: نعم، فقال له: أفتشهد أني رسول الله ؟ قال: إني أصم قالها ثلاثا، كل ذلك تقية فتقول ذلك، فضرب عنقه فبلغ ذلك[٨] فقال: أما هذا المقتول فمضى على صدقه وتقيته، وأخذ بفضلها فهنيئا له، وأما الآخر فقبل رخصة الله، فلا تبعة عليه.[٩]
ثم علق الشيخ الطوسي على هذه الرواية قائلا: فعلى هذا، التقية رخصة، والإفصاح بالحق فضيلة. وظاهر أخبارنا يدل على أنها واجبة، وخلافها خطأ.[١٠]
أما القرطبي فقد فسر آية التقية بقوله: إلا أن تتقوا منهم تقاة. قال معاذ بن جبل ومجاهد: كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم. قال ابن عباس: هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا يقتل ولا يأتي مأثما. وقال الحسن: التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة، ولا تقية في القتل. وقرأ جابر بن زيد ومجاهد والضحاك: «إلا أن تتقوا منهم تقية» وقيل: إن المؤمن إذا كان قائما بين الكفار فله أن يداريهم باللسان إذا كان خائفا على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان. والتقية لا تحل إلا مع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم. ومن أكره على الكفر فالصحيح أن له أن يتصلب ولا يجيب إلى التلفظ بكلمة الكفر، بل يجوز له ذلك على ما يأتي بيانه في النحل.[١١] حيث فسر قوله تعالى: «إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان»[١٢] بقوله: هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر في قول أهل التفسير لأنه قارب بعض ما ندبوه إليه.
قال ابن عباس: أخذه المشركون وأخذوا أباه وأمه سمية وصهيبا وبلالا وخبابا وسالما فعذبوهم، وربطت سمية بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة، وقيل لها إنك أسلمت من أجل الرجال، فقتلت وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين في الإسلام.
وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): فإن عادوا فعد.
وروى منصور بن المعتمر عن مجاهد قال: أول شهيدة في الإسلام أم عمار، قتلها أبو جهل، وأول شهيد من الرجل مهجع مولى عمر.
وروى منصور أيضا عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية أم عمار. فأما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمنعه أبو طالب، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأخذوا الآخرين فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ منهم الجهد مبلغ من حر الحديد والشمس، فلما كان من العشي أتاهم أبو جهل ومعه حربة، فجعل يسبهم ويوبخهم، وأتى سمية فجعل يسبها ويرفث، ثم طعن فرجها حتى خرجت الحربة من فمها فقتلها، ( رضي الله عنها).
قال: وقال الآخرون ما سئبوا، إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله، فجعلوا يعذبونه ويقولون له: ارجع عن دينك، وهو يقول أحد أحد، حتى ملوه، ثم كتفوه وجعلوا في عنقه حبلا من ليف، ودفعوه إلى صبيانهم يلعبون به بين أخشبي مكة حتى ملوه وتركوه، قال: فقال عمار: كلنا تكلم بالذي قالوا لولا أن الله تداركنا غير بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله، فهان على قومه حتى ملوه وتركوه والصحيح أن أبا بكر اشترى بلالا فأعتقه.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أن ناسا من أهل مكة آمنوا، فكتب إليهم بعض أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة: أن هاجروا إلينا، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا، فخرجوا يريدون المدينة حتى أدركتهم قريش بالطريق، ففتنوهم فكفروا مكرهين، ففيهم نزلت هذه الآية. ذكر الروايتين عن مجاهد إسماعيل بن إسحاق.
وروى الترمذي عن عائشة قالت: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما. هذا حديث حسن قريب. وروي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان بن ربيعة. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح.
الثالثة: لما سمح الله ( عز وجل ) بالكفر به، وهو أصل الشريعة عند الإكراه ولم يؤاخذ به، حمل العلماء عليه فروع الشريعة كلها، فإذا وقع الإكراه عليها لم يؤاخذ به ولم يترتب عليه حكم، وبه جاء الأثر المشهور عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ): ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) الحديث. والخبر وإن لم يصح سنده فإن معناه صحيح باتفاق من العلماء، قاله القاضي أبو بكر بن العربي. وذكر أبو محمد عبد الحق أن إسناده صحيح، قال: وقد ذكره أبو بكر الأصيلي في الفوائد وابن المنذر في كتاب الإقناع.
الرابعة: أجمع أهل العلم على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل، أنه لا إثم عليه إن كفر وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا تبين منه زوجته ولا يحكم عليه بحكم الكفر.[١٣]
وهكذا يتضح لنا أن القرآن الكريم قد تحدث عن التقية وأوضح أنها للمكره، ولمن تلجئه الضرورة للدفاع عن النفس والمال والعرض، بعد أن نهى عن موالاة الكفار وأعداء الإسلام وأخبر بقطع العلاقة بين الله سبحانه وبين من يوالي أعداءه.
وعندما عرض عمار بن ياسر وبعض الصحابة إلى التعذيب والأذى اضطر إلى الاستجابة إلى أعداء الله والنطق بما أرادوا من الثناء على آلهتهم وذكر الرسول بسوء، فجاء وذكر ما حدث له للرسول ( صلى الله عليه وآله ) فأقره الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على فعله، وقال له: فإن عادوا فعد.
وقد قرأنا ما ذكره المفسرون فس سبب نزول الآية الكريمة: ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وعرفنا
إقرار الرسول للتقية جريا على إجازة القرآن الكريم لهذا الموقف الاضطراري.
وكما تحدث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) عن التقية، وأقرها للمكره والمضطر بشكل أوضح وصريح، نجد عذرا ضمنيا باستعمال التقية للمكره والمضطر في حديث الرفع المشهور بين المسلمين جميعا، فقد روي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قوله: «رفع عن أمتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة».[١٤]
وكما يثبت هذا الحديث الشريف قاعدة عامة برفع المسؤولية عن المضطر والمكره نجد كذلك في قول الرسول (صلى الله عليه وآله): «لا ضرر ولا ضرار»، حكما في رفع الضرر عن النفس والمال والعرض، إذا كان الواقع يمكن رفعه بإظهار التوافق مع الوضع السياسي أو الفكري وأمثالهما، الذي يشكل خطرا حقيقيا على النفس والمال والعرض ما زال القلب مطمئنا بالحق، وثابتا على الإيمان والإخلاص لإرادة الله سبحانه.
على أساس كتاب الله وسنة نبيه الكريم ( صلى الله عليه وآله ) التزم أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وفقهاؤهم بمبدأ التقية في المجال السياسي والفكري عندما أصابهم الظلم والاضطهاد والتقتيل والتعذيب والتشريد الذي أخبرهم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقوله: ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا. وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا... ) [١٥] دفاعا عن النفس، وحماية لذلك الكيان الفكري والسياسي الأصيل، الذي كان يقوده أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كقوة معارضة للحكمين الأموي والعباسي، اللذين عرفا بالعداء والتنكيل بأئمة أهل البيت وأتباعهم وفكرهم المعبر عن الوعي الأصيل، والفهم العميق، والموقف الرافض لتسلط الحاكم الظالم، وقد أوضح علماء أهل البيت مجال انطباق التقية وتوظيفها.
روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ): «التقية في كل ضرورة، وصاحبها أعلم بها حين تنزل به».[١٦]
وروي عنه قوله ( عليه السلام ): «إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم، فإذا بلغ الدم فليس تقية».[١٧]
وروي عنه قوله (عليه السلام): «التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم، فقد أحله الله له».[١٨]
وهكذا يوضح الإمام الباقر ( عليه السلام ) أن التقية هي موقف دفاعي في حالة الضرورة و الاضطرار وحفظ النفس.
فالتقية كما اتضح لنا ليست من اجتهاد الفكر الشيعي، إنما هي نص إسلامي نطق به القرآن، وأقره الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ومارسه الصحابة وأوضحه المفسرون من مختلف الاتجاهات والآراء كما قرأنا آنفا، لرفع الضرر ومعالجة الضرورة، ولحقن الدماء، كما أوضح الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) ذلك.
وتأسيسا على هذا المبدأ أفتى فقهاء الإمامية بوجوب التقية، فللمسلم أن يبطن الحق من عقيدة وموقف سياسي وقناعة تشريعية وعبادية ويظهر خلافا دفاعا عن النفس والمال والعرض، كما أجاز له القرآن و السنة ذلك.
قال الشيخ الطوسي: «والتقية عندنا واجبة عند الخوف على النفس، وقد روى رخصة في جواز الإفصاح بالحق عندها».[١٩]
وعرف الشيخ المفيد التقية بقوله: «التقية: كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا، وفرض ذلك إذا علم بالضرورة، أو قوي في الظن ذلك، فمتى لم يعلم ضررا بإظهار الحق، ولا قوي في الظن ذلك، لم يجب فرض التقية، وقد أمر الصادقون ( عليهم السلام ) جماعة من أشياعهم بالكف و الإمساك عن إظهار الحق والمباطنة والستر له عن أعداء الدين والمظاهرة لهم يما يزيل الريب عنهم في خلافهم وكان ذلك هو الأصلح لهم، وأمروا طائفة أخرى من شيعتهم بمكالمة الخصوم ومظاهرتهم ودعائهم إلى الحق لعلمهم بأنه لا ضرر عليهم في ذلك، والتقية تجب بحسب ما ذكرناه ويسقط فرضها في مواضع أخرى على ما قدمناه».[٢٠]
لماذا التقية
ونستطيع أن نتفهم ظروف التقية السياسية والفكرية إذا فهمنا محنة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم في العهدين الأموي والعباسي، بسبب معارضتهم الفكرية والسياسية للظلم السياسي والعبث بأموال الأمة وانحراف الحكام والولاة عن السلوكية الإسلامية.
فقد نقل المؤرخون صورا مروعة من سياسة البطش والإرهاب والقتل والسجن، ابتداء من عهد معاوية بن أبي سفيان الذي قتل عددا من أتباع الإمام علي وولديه الحسن والحسين(عليهم السلام) أمثال الصحابي الجليل حجر بن عدي الذي وصفه الحاكم في المستدرك بقوله: «إنه راهب أصحاب محمد»[٢١]، و شريك بن شداد الحضرمي، وصيفي بن شداد الشيباني و عمرو بن الحمق الخزاعي و رشيد الهجري و عبد الله بن يحيى الحضرمي وعبد الرحمن ابن حسان العنزي وعشرات أمثالهم.
وحين ولي السلطة ابنه يزيد أقدم على أفدح جريمة في تاريخ الإسلام ضد أهل بيت النبوة وصحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) و التابعين لهم بإحسان،. حيث جرت مذبحة كربلاء المروعة التي قتل فيها الإمام الحسين بن علي وسبعة عشر رجلا من أهل بيته، وستون من أصحابه، وهم كل الذين كانوا برفقته، ثم ديس جسد الحسين الطاهر بحوافر الخيل تشفيا وانتقاما... تلك المذبحة التي لم يقف فيها العدوان عند حد قتل المقاتلين، وسلب أموالهم، بل ذبح الأطفال ومنعوا شرب الماء، وأحرقت خيام آل محمد، وسيقت نساؤهم سبايا من العراق إلى الشام وحملت رؤوس الشهداء إلى دمشق الشام على رؤوس الأعواد والرماح.
وحين امتد الصراع بين طلائع المسلمين والمعارضين للحزب الأموي وانتفضت مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) على سلطة يزيد بقيادة عبدالله بن حنظلة غسيل الملائكة، بعد شهادة الحسين ابن علي(ع) فزحف الجيش الأموي على المدينة في واقعة الحرة فسفك الدماء، وانتهك الحرمات، وهتك الأعراض، ونهب الأموال.
وقد نقل ابن قتيبة الدينوري صورة من تلك المأساة بقوله: (وذكروا أنه قتل يوم الحرة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ثمانون رجلا، ولم يبق بدري بعد ذلك، ومن قريش والأنصار سبعمائة، ومن سائر الناس من الموالي والعرب والتابعين عشرة آلاف، وكانت الوقعة في ذي الحجة لثلاث بقين منها، سنة ثلاث وستين).[٢٢]
ويستمر الحزب الأموي في الإرهاب وسفك الدماء على امتداد مراحل وجوده في السلطة، فيسجل لنا التاريخ حوادث أخرى تحكي أبشع صور الإرهاب والاستخفاف بقيم الحق والعدل إيام عبد الملك بن مروان وقتله سعيد بن جبير. وقد جاء في كتاب عبد الملك بن مروان الذي ولى فيه خالد بن عبد الله القسري:
(أما بعد: فإني وليت عليكم خالد بن عبدالله القسري، فاسمعوا له وأطيعوا، ولا يجعلن أمرؤ على نفسه سبيلا، فإنما هو القتل لا غير، وقد برئت الذمة من رجل آوى سعيد بن جبير، والسلام، ثم التفت إليهم خالد، وقال: والذي نحلف به، ونحج إليه، لا أجده في دار أحد إلا قتلته، وهدمت داره، ودار كل من جاوره، واستبحت رحمته. وقد أجلت لكم فيه ثلاثة أيام.[٢٣]
ثم يلقي القبض على سعيد بن جبير الذي كان من طلائع الموالين لآل البيت النبوي، ويسلم إلى الحجاج السفاح الشهير في تاريخ الإسلام الذي قتل عشرات الآلاف من معارضي السلطة فيقتله.
وتستمر سياسية التعسف والاضطهاد لجماهير الأمة وطلائع المعارضة العلوية وتتراكم المحن وممارسة الإرهاب، فينطلق زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب بثورته سنة ( 121 ه ) ويقتل في نفر من أصحابه في خلافة هشام بن عبد الملك فيحرق جسده الطاهر ويذر في الفرات والبساتين، ويرتد أثر هذه الثورة على أخيه الإمام الباقر محمد ابن علي وولده الصادق ( عليهم السلام ) فتفرض الرقابة عليهما ويسلط الإرهاب والملاحقة لتطويق حركتهما السياسية والفكرية في تلك المرحلة.
وقد حفظ لنا التاريخ نصا لأحد قادة المعارضة الموالية لأهل البيت يصور عمق المأساة والكوارث التي حلت بالحزب العلوي وبأتباع آل محمد (صلى الله عليه وآله)، فقد خاطب هذا الرجل أصحابه يدعوهم إلى الثبات والاستمرار على حمل راية المعارضة والموالاة لآل محمد (صلى الله عليه وآله) قائلا: «إنكم كنتم تقتلون، وتقطع أيديكم وأرجلكم، وتسمل أعينكم، وترفعون على جذوع النخل في حب أهل بيت نبيكم، وأنتم مقيمون في بيوتكم وطاعة عدوكم». [٢٤]
وفي العهد العباسي لاقى أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم ألوان المآسي والقتل والتشريد الذي تصاغر أمامه الإرهاب الأموي.
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يوضع تحت المراقبة والرصد والملاحقة وتحصى عليه أنفاسه.
وفي عهد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) تضطر الممارسات السلطوية والإرهاب العباسي ضد آل البيت وأتباعهم الحسين بن علي ابن الحسن فينطلق في ناحية فخ في ثورة عارمة عام ( 168 ه ) ضد الحاكم العباسي موسى الهادي، وتحل الفاجعة بآل البيت النبوي، ويقتل الحسين الثائر ويقتل معه نفسر من أصحابه، فيصف الإمام محمد الجواد هذه المأساة بقوله: «لم يكن لنا بعد الطف [٢٥] مصرع أعظم من فخ».[٢٦]
ثم يزج الإمام موسى بن جعفر في سجون الرشيد الرهيبة سنين عديدة، حتى يستشهد في سجن الشاهك بن سندي مدير شرطة الرشيد مسموما معذبا في الخامس والعشرين من شهر رجب عام ( 183 ه ).
ولم تقف معاناة أئمة أهل البيت وأتباعهم من الحكام العباسيين عند هذا الحد، بل تستمر بأشد صورها فيلاقي الإمامان علي الهادي وولده الحسن العسكري ( عليهما السلام ) من بعده أشد المعاناة من الحكام العباسيين الذين عاصروهما.
ولنا أن نقرأ بعضا من نصوص التاريخ في العهد العباسي لنعرف أساليب الاضطهاد والإرهاب الموجهة ضد أئمة أهل البيت فنفهم جانبا من حياة الاضطهاد والتعسف والإرهاب التي اضطرت أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم إلى الالتزام بالتقية في تلك المرحلة.
فقد وصف علي بن إبراهيم أحد أصحاب الإمام الحسن العسكري جانبا من تلك المعاناة بقوله: (اجتمعنا بالعسكر، وترصدنا لأبي محمد ( عليه السلام ) يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ألا لا يسلمن علي أحد، ولا يشر إلي بيده، ولا يومئ، فإنكم لا تأمنون على أنفسكم).[٢٧]
وروى أبو هاشم الجعفري عن داود بن الأسود وقاد حمام أبي محمد ( عليه السلام ) قال: دعاني سيدي أبو محمد، فدفع إلي خشبة، كأنها رجل باب مدورة طويلة، ملء الكف، فقال: صر بهذه الخشبة إلى العمري، فمضيت، فلما صرت إلى بعض الطريق عرض لي سقاء معه بغل، فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقاء: صح على البغل، فرفعت الخشبة التي كانت معي، فضربت البغل، فانشقت، فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب، فبادرت سريعا فرددت الخشبة إلى كمي، فجعل السقاء يناديني ويشتمني، ويشتم صاحبي، فلما دنوت من الدار راجعا، استقبلني عيسى الخادم عند الباب، فقال: يقول لك مولاك لم ضربت البغل، وكسرت رجل الباب، فقلت له: يا سيدي، لم أعلم ما في رجل الباب، فقال: ولم احتجت أن تعمل عملا تحتاج أن تعتذر منه، إياك بعدها أن تعود إلى مثلها، وإذا سمعت لنا شاتما فامض لسبيلك التي أمرت بها، وإياك أن تجاوب من يشتمنا، أو تعرفه من أنت، فإننا ببلد سوء، ومصر سوء، وامض في طريقك، فإن أخبارك وأحوالك ترد إلينا، فاعلم ذلك.[٢٨]
وروى محمد بن عبد العزيز البخلي، قال: (أصبحت يوما فجلست في شارع الغنم، فإذا بأبي محمد ( عليه السلام ) قد أقبل من منزله، يريد دار العامة، فقلت في نفسي: ترى إن صحت أيها الناس هذا حجة الله عليكم فاعرفوه يقتلوني؟ فلما دنا مني، أومأ السبابة على فيه: أن اسكت، ورأيته تلك الليلة يقول: إنما هو الكتمان أو القتل، فاتق الله على نفسك).[٢٩]
ولعل من أهم الوثائق التاريخية المهمة التي تحكي مأساة آل البيت النبوي واضطهاد السلطات الأموية والعباسية لهم هو كتاب مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني الذي عاش ما بين ( ج 284 356 ه ) وقد بلغ حجم الكتاب ( 460 ) صفحة من القطع الكبير كرسها للحديث عن محنة أهل البيت وثوراتهم وسجونهم وأساليب قتلهم. وفي هذا الكتاب تحدث أبو الفرج سطورا عن موقف المتوكل العباسي من آل البيت فقال: ( وكان المتوكل[٣٠] شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا على جماعتهم، مهتما بأمورهم، شديد الغيظ والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره يسئ الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان منذ ذلك أن كرب قبر الحسين ( عليه السلام ) وعفى آثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحدا زاره إلا أتوه به، فقتله أو أنهكه عقوبة... وكان قد بعث برجل من أصحابه يقال له الديزج، وكان يهوديا فأسلم، إلى قبر الحسين، وأمره بكرب قبره ومحوه وإخراب كل ما حوله، فمضى إلى ذلك وخرب ما حوله وهدم البناء وكرب ما حوله نحو مائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوما من اليهود فكربوه، وأجرى الماء حوله، ووكل به مسالح، بين كل مسلحتين ميل، لا يزوره زائر إلا أخذوه ووجهوا به إليه... ثم قال: واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي، فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس، ومنع الناس من البر بهم، وكان لا يبلغه أن أحدا أبر أحدا منهم بشئ، وإن قل، إلا أنهكه عقوبة، وأثقله غرما، حتى كان القميص يكون جماعة من العلويات يصلين فيه، واحدة بعد واحدة، ثم ترقعنه، ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر، إلى أن قتل المتوكل ، فعطف المنتصر عليهم، وأحسن إليهم).[٣١]
وتحدث في مورد آخر عن إحدى حالات القتل والتعذيب التي مارسها أبو جعفر المنصور ضد آل علي بن أبي طالب فقال: ( أتى بهم أبو جعفر فنظر إلى محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن علي ابن أبي طالب فقال: أنت الديباج الأصفر ؟ قال: نعم. قال: أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا من أهل بيتك، ثم أمر بأسطوانة مبنية ففرقت، ثم أدخل فيها، فبنيت عليه، وهو حي).[٣٢]
إن إلقاء نظرة تحليلية وقراءة موضوعية أمينة في تلك النصوص والعينات التاريخية التي لا تساوي إلا جزءا يسيرا من سياسية الاضطهاد والتقتيل والسجون والإرهاب والتشريد والملاحقة التي مارسها الأمويون والعباسيون ضد أئمة أهل البيت وأنصارهم والمتأثرين بتيارهم الفكري والسياسي، تكشف لنا بوضوح كامل لماذا التزم أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وأتباعهم بالتقية، أو الكتمان وإخفاء الموقف الفكري والسياسي المعارض لسياسة السلطة ومتبنياتها.
ولعلنا ندرك بصورة أوضح موجبات التقية الفكرية والسياسية إذا تجاوزنا أحداث التاريخ الماضية وانتقلنا إلى المعارضة الفكرية والسياسية المعاصرة التي تخوضها الحركات الإسلامية المعارضة والتزامها بالسرية والتنظيم السري، والتكتم على خططها ومتبنياتها لحماية نفسها من الظلم والتعسف، فما من حركة إسلامية معارضة على امتداد التاريخ الماضي منه والمعاصر تريد تغيير الأوضاع وإصلاح السلطة والمجتمع إلا وتتبنى التقية السياسية الظالمة والمنحرفة عن منهج القرآن وسيرة النبوة الخالدة.
وذلك منطق العقل المتوافق مع حكم الشريعة وإقرارها لمبدأ التقية كما قرأنا في الكتاب والسنة وآراء الفقهاء. من ذلك كله نفهم أن التقية وسيلة دفاعية ضد الظلم والإرهاب، ومن أجل حماية الحق والحفاظ على الموقف الشرعي السليم.
التقية ومسؤولية الاصلاح
قد يتبادر إلى أذهان البعض ممن لا يستوعب المفاهيم القرآنية وتنظيم الشريعة للعلاقة بين الأحكام والمواقف والأمر الواقع، أن التقية فكرة تحول المسلم إلى إنسان متعايش مع الأمر الواقع مع ما فيه من ظلم وفساد وانحراف، وأنها تربية تفرز الازدواجية واصطناع التوافق، فتقود إلى النفاق، والرضا بكل ما يحيط بها فتنصرف عن مواجهة الظلم ومحاربة الفساد والانحراف تحت ستار الخوف على المال والنفس والكرامة، غير أن هدف التقية هو معاكس لهذا الفهم تماما، إذ هي شرعت لتمكن المسلم الذي يعيش في ظروف القهر والإرهاب الفكري وأجواء الانحراف المسلطة عليه بالقوة، شرعت لتمكنه من المقاومة والعمل على التغيير بشكل بعيد عن أعين القوى المتحكمة والمتسلطة، فمفهوم التقية، هو مفهوم التكتم السري في العمل السياسي والفكري الذي لا يروق للحكام المنحرفين والقوى المعادية للاتجاه السليم.
ومفهوم التقية لا يلغي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل يتحول عمل الفرد والجماعة التي ترى الفساد السياسي والفكري ولا تستطيع الإعلان عن مواجهته، يتحول العمل عندها إلى عمل سري، وإعداد بعيد عن أنظار المتسلطين، فإذا توفرت القدرة على التغيير، تم الإعلان عن المواجهة المكشوفة والصراع الواضح لتغيير البناء السياسي والفكري والاجتماعي على أساس منهج القرآن ودعوته.
وعندما تكون التضحية بالمال والنفس مجدية للدفاع عن الحق وإقامة الإسلام، تجب التضحية عندئذ، ولا تقية في ذلك، فإن من أهداف الجهاد بالمال والفكر والنفس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو مواجهة الأوضاع غير الطبيعية في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان المسلم، لذلك حرم الفقه الإسلامي التعاون مع الحاكم الظالم الفاسق، إذا كان في هذا التعاون وتولي الوظائف للسلطة هدم الإسلام وسفك للدماء، ولو كلف الإنسان دمه وماله.
لذلك جاء في قول الإمام الباقر ( عليه السلام ): ( فإذا بلغ الدم التقية ) أي أن من حق المسلم المضطهد والمكره أن يستجيب للأوضاع الاجتماعية، ولإرهاب السلطة ويتعاون معها في حدود دفع الضرر الأعظم عن نفسه بالموازنة بين أهون الضررين، فإذا نتج عن تجاوبه وتعاونه مع السلطة المكرهة له سفك دماء الآخرين وهدم الإسلام، فلا يجاز له التعاون مع الطغاة والظلمة، ولو أدى رفضه إلى قتله وسفك دمه، ومصادرة أمواله.
وهكذا يتضح لنا من خلال التعريف بمفهوم التقية أنه تشريع إسلامي شرع في عهد الدعوة، وفيه نص من الکتاب و السنة، وله دواعيه وموجبات العمل به في مسيرة الحياة البشرية مما دعا أئمة أهل البيت وحركتهم التغييرية إلى العمل بهذا المبدأ لمواجهة السياسة الظالمة والانحراف عن منهج القرآن وقيمه، وليس هو من مبتكرات الفكر الشيعي ولا من مختصاته كما يتصور البعض من الناس.
الهوامش
- ↑ سورة آل عمران: آية 28 .
- ↑ سورة المؤمن ( غافر ): آية 28 .
- ↑ سورة النحل: آية 106 .
- ↑ الراغب الأصفهاني / المفردات في غريب القرآن .
- ↑ المعجم الوسيط
- ↑ الطوسي / التبيان في تفسير القرآن 2 : 434 .
- ↑ سورة آل عمران : آية 28 .
- ↑ يعني بلغ النبي محمدا (صلى الله عليه وآله) .
- ↑ الطوسي / التبيان في تفسير القرآن 2 : 435 .
- ↑ المصدر السابق
- ↑ القرطبي / الجامع لأحكام القرآن 4 : 38 .
- ↑ سورة النحل : آية 106 .
- ↑ القرطبي / الجامع لأحكام القرآن 10 : 119 .
- ↑ الشيخ الصدوق / الخصال : ص 417 ( باب 9 ) .
- ↑ سنن ابن ماجة 2 : 1366 / ح 4082 .
- ↑ الكليني / الأصول من الكافي 2 : 219 .
- ↑ المصدر السابق : ص 220 .
- ↑ المصدر السابق : ص 220 .
- ↑ الطوسي / التبيان في تفسير القرآن 2 : 435 .
- ↑ الشيخ المفيد / شرح عقائد الصدوق : ص 241 .
- ↑ الحاكم / المستدرك على الصحيحين 3 : 468 .
- ↑ ابن قتيبة الدينوري / الإمامة والسياسة 1 : 185 .
- ↑ المصدر السابق 2 : 42 .
- ↑ تاريخ الطبري 7 : 104 حوادث سنة 65 .
- ↑ الطف : هو اسم من أسماء أرض كربلاء التي قتل فيها الإمام السبط الحسين بن علي ( عليه السلام ) .
- ↑ العلامة المجلسي / بحار الأنوار 48 : 165 .
- ↑ المصدر السابق 50 : 269 .
- ↑ ابن شهرآشوب / مناقب آل أبي طالب 4 : ج 427 428 .
- ↑ علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي / كشف الغمة في معرفة الأئمة 3 : 218 - 219 .
- ↑ عاصر المتوكل العباسي الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) .
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبيين : ص 470 - 478 .
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني / مقاتل الطالبيين : ص 181 .