المفيد

من ویکي‌وحدت
المفيد
الاسم المفيد
الاسم الکامل أبو عبداللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبدالسلام الحارثي العكبري البغدادي المعروف بابن المعلّم، ثمّ المشتهر بالمفيد
تاريخ الولادة (948م / 336هـ) یا (950م / 338هـ(
محل الولادة بغداد / العراق
تاريخ الوفاة 1023م / 413هـ
المهنة من أشهر أعلام الإمامية
الأساتید أبي عبداللَّه الحسين بن علي المعروف بالجُعل، أبي ياسر غلام أبي الجيش، علي بن عيسى الرمّاني المعتزلي
الآثار المقنعة في الفقه، مناسك الحجّ، الفرائض الشرعية، أحكام النساء، جوابات أهل الدينور، جوابات أبي جعفر القمّي، جوابات أهل طبرستان، الرسالة الكافية في الفقه، الإيضاح في الإمامة، الإرشاد، العيون والمحاسن، النقض على علي بن عيسى الرمّاني، النقض على أبي عبداللَّه البصري، الردّ على ابن الأخشيد في الإمامة، إيمان أبي طالب، الكلام في وجوه إعجاز القرآن، الجمل
المذهب شیعی

أبو عبداللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبدالسلام الحارثي العكبري البغدادي المعروف بابن المعلّم، ثمّ المشتهر بالمفيد: من أشهر أعلام الإمامية.

الولادة

ولد في سنة 336 ه، وقيل: سنة 338 ه، في قرية «سويقة ابن البصري» التابعة لعكبرا على مقربة من بغداد.

الدراسة

انتقل به أبوه- وهو صبي- إلى بغداد للتحصيل، فاشتغل بالقراءة على أبي عبداللَّه الحسين بن علي المعروف بالجُعل، ثمّ على أبي ياسر غلام أبي الجيش الذي اقترح عليه أن يحضر درس المتكلّم الشهير علي بن عيسى الرمّاني المعتزلي، ففعل.

من روى عنهم

روى المفيد عن طائفة من كبار المشايخ، منهم: القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي، وأبو غالب أحمد بن محمّد الزراري، وأحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، وجعفر بن محمّد بن قولويه، وأبو الحسن علي بن بلال المهلّبي، والشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابويه، ومحمّد بن أحمد بن الجنيد الكاتب المعروف بالإسكافي.

كرسي تدريس الشيخ المفيد

وكان المفيد شيخ الفقهاء والمحدّثين في عصره، مقدَّماً في علم الكلام، ماهراً في المناظرة والجدل، عارفاً بالأخبار والآثار، كثير الرواية والتصنيف.
وكان له مجلس بداره بدرب رباح يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف فتخرّج به جماعة، وبرع في المقالة الإمامية حتّى كان يقال: له على كلّ إمامي منّة.
قال فيه أبو العبّاس النجاشي: «أُستاذنا وشيخنا، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم».
وقال ابن النديم: «كان دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعاً».
وقال اليافعي: «البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية».
وقد برز المفيد من بين أعلام عصره بفنّ «المناظرة» التي تعتمد الموضوعية والمنهج والدليل المتّفق عليه سبيلًا للإقناع ووضوح النتائج، فخاض ميادين المناظرة في الإلهيات والمسائل الفقهية،
إلّاأنّ مناظراته كانت تنصبّ في الدرجة الأُولى في المسائل الاعتقادية للإمامية، فكان له الدور البارز في الذبّ عنها وترويجها، ولهذا نال منه بعض المنساقين وراء عواطفهم مع إذعانهم لقدراته وقابلياته الفكرية والعلمية.

أول من ألف من الإمامية في الصول بشكل موسع

ويعدّ المفيد أوّل من ألّف من الإمامية في أُصول الفقه بشكل موسّع، وله في هذا المجال رسالة نقلها تلميذه الكراجكي في كتابه «كنز الفوائد»، فقد كان الطابع العامّ للكتب التي أُلّفت قبل عصره لا يتعدّى أن يكون دراسة لبعض المسائل الأُصولية.
وصنّف كتباً كثيرة، ذكر منها النجاشي أسماء (174) كتاباً، منها: المقنعة في الفقه، مناسك الحجّ، الفرائض الشرعية، أحكام النساء، جوابات أهل الدينور، جوابات أبي جعفر القمّي، جوابات أهل طبرستان، الرسالة الكافية في الفقه، الإيضاح في الإمامة، الإرشاد، العيون والمحاسن، النقض على علي بن عيسى الرمّاني، النقض على أبي عبداللَّه البصري، الردّ على ابن الأخشيد في الإمامة، إيمان أبي طالب، الكلام في وجوه إعجاز القرآن، الجمل.
وتفقّه به وروى عنه جماعة، منهم: الشريفان الرضي والمرتضى، وأبو العبّاس النجاشي، وأبو جعفر الطوسي، وأبو يعلى محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفري- وهو صهره- والقاضي أبو الفتح الكراجكي، وأحمد بن علي بن قدامة، وأبو الفرج المظفّر بن علي بن الحسين الحمداني، وأبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الرحمان الفارسي.
وقد جمع المفيد بالإضافة إلى علمه الجمّ فضائل نفسية رفيعة، فكان قويّ النفس، كثير البرّ، عظيم الخشوع عند الصلاة والصوم، ما كان ينام من الليل إلّاهجعة، ثمّ يقوم يصلّي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن.
انتهت رئاسة مذهب الإمامية إلى الشيخ المفيد، وكان ذا مكانة اجتماعية مهمّة، نشيطاً في توجيه العلماء، معتنياً بتربية الكوادر الموهّلة للزعامة، حتّى تخرّج على يده مجموعة من الفقهاء تولّوا رئاسة المذهب من بعده.
وكانت للمفيد المرجعية في الفتيا والأحكام في كثير من البلدان، يرجع الناس إليه في الفصل وأخذ الأحكام، كجرجان، وخوارزم، وشيراز، ومازندران، ونيشابور، والموصل، وطبرستان، وعكبرا، والرقّة، وحرّان، إلى غيرها من المدن والبلدان التي كان أهلها يفزعون إليه لحلّ الخصومات ويرجعون إلى رأيه في الأحكام.
وقد استطاع بفضل ما أُوتي من مواهب أن ينهض بالفكر الشيعي، ويُحدث نقلة متميّزة في المجال الفكري والاجتماعي على حدّ سواء. وكان كما يقول المؤرّخون عنه: «له مجلس نظر بداره يحضره كافّة العلماء». ويبدو أنّ علاقة السلطان بالمفيد كانت حسنة تبعاً للجوّ السياسي الذي عاشته البلاد؛ فقد ذكر ابن كثير عنه أنّ «ملوك الأطراف كانت تعتقد به؛
لكثرة الميل إلى الشيعة في ذلك الزمان». ويبدو أيضاً أنّ الموهبة العلمية التي تميّز بها المفيد وسعة اطّلاعه من جهة واحترام الأُمراء له من جهة ثانية مكنّاهُ من استحداث وضع فكري واجتماعي متميّز في ذلك الوسط الذي بدأ الامتداد الشيعي يدبّ في أوصاله.
كانت صلة المفيد البويهية في مبدأ أمرها صلة وثيقة، حيث قدّر البويهيّون مقامه العلمي، فأجروا الرواتب لتلامذته، وخصّصوا له جامع براثا في منطقة الكرخ لوعظه وإقامة الصلاة جمعة وجماعة.
إنّ الملاءمة السياسية والفكرية أتاحت للمفيد أن يتصدّى لمناظرة خصومه الفكريّين من: معتزلة، وأشاعرة، وزيدية، وإسماعيلية، ومحدّثين... الأمر الذي ساعده على كتابة مؤلّفات عديدة استحدثتها النزعات الفكرية التي نشطت ذلك الحين. ولا يخفى أنّ مثل هذه المؤلّفات التي أُحصيت له- والتي قاربت المائتين مؤلّف بين كتاب ورسالة- تحكي صورة واقعية عن الصراعات الفكرية والاتّجاهات المعارضة التي كان المفيد أحد الأطراف الفاعلة فيها.
من هنا يتبيّن أنّ المفيد استطاع أن يعيد للمذهب الإمامي بناءه من جديد بعد العواصف التي أوشكت أن تمزّقه في مجال الصراعات الفكرية والسياسية. فقد استخدم نشاطه في ردّ المتكلّمين الذين يخالفونه الرأي، ونقده لآراء العلماء الموافقين لخطّه الفكري، خصوصاً أُستاذه ابن الجنيد، كذلك سعى إلى تهذيب العلوم الإسلامية وتنظيمها.
من هنا فقد تصدّى لمقاومة بعض التيّارات الفكرية، كالغلاة، والقرامطة، والزيدية، والمعتزلة، وأهل الرأي... وذلك بطرق المحاججة المباشرة مع أقطاب هذه التيّارات، أو بوضع المؤلّفات التي تناقش أفكارهم وتحاول إبطالها.
وقد ساعدته على ذلك عوامل، منها: ميزاته الفكرية واستعداده العلمي، ووجوده في قلب عاصمة الخلافة العبّاسية التي كانت مجمعاً ضمّ التيّارات الفكرية المختلفة، وجو الحرّية السياسية والفكرية التي منحها البويهيّون لأصحاب الفكر.
مضافاً إلى ذلك فقد أوجد كادراً من العلماء يتولّى نيابته في المدن والأقطار الإسلامية، وقام بتربية «نخبة» متميّزة استطاعت أن تحافظ على «الرئاسة» المذهبية بعده، كما ساهمت في تطوير خطّه العلمي.

الوفاة


توفّي ببغداد سنة ثلاث عشرة وأربع مائة للهجرة، وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً، ودفن في داره، ثمّ نقل إلى الكاظمية، فدفن بمقابر قريش بالقرب من رجلي الإمام الجواد عليه السلام.

رثاء الآخرين فيه

ورثاه الشعراء بمراثٍ كثيرة، منهم: الشريف المرتضى، ومهيار الديلمي، وعبدالمحسن الصوري.
وفي عصرنا نظم فيه الشاعر العراقي الدكتور السيّد مصطفى جمال الدين قصيدة رائعة، ألقاها في المؤتمر العالمي الذي عُقد في قم المقدّسة في الذكرى الألفية لوفاته، ومطلعها:
جذورك في بغداد ظامئة سغبى‏
وظلّك في طهران يحتضنُ العربا


ومنها:
تمرّ بك الأفهام غرثى فتنثني‏
وقد بَشِمْت حتّى دخائلُها الغضبى‏
تبادِرُك «النظّار» بالرأي ناضجاً
فتجعلُه فِجّاً بأفواههم جَشْبا
وتفجَؤُهم منك البديهةُ بالضحى‏
وضوحاً وبالسلسال من رقّة شُربا


وتستافك الدنيا عبيراً وبيننا
وبينك (ألف) ما سهى العطر أو أكبى‏


والشيخ المفيد يعدّ من العلماء الكبار الذين استطاعوا أن يتركوا من الآثار الفكرية والاجتماعية ما نهض بحركة مدرسة أهل البيت عليهم السلام وبلور مناهجها العلمية.

المراجع

(انظر ترجمته في: الفهرست لابن النديم: 221، رجال النجاشي: 399- 403، رجال الطوسي:
449، الفهرست للطوسي: 444- 446، تاريخ بغداد 3: 231، الخلاصة: 248- 249، سير أعلام النبلاء 17: 344- 345، البداية والنهاية 12: 17، لسان الميزان 5: 368، شذرات الذهب 3: 199- 200، هدية العارفين 2: 61- 62، أعيان الشيعة 9: 420- 424، تأسيس الشيعة: 312 و 336، المفسّرون للأيازي:
275- 282، موسوعة طبقات الفقهاء 5: 334- 337، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 520- 523، مشاهير فلاسفة المسلمين: 387- 397، رجالات التقريب: 168- 181).